المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌فصل: حقوق النبي وأصحابه - تعليق مختصر على لمعة الاعتقاد للعثيمين

[ابن عثيمين]

الفصل: ‌فصل: حقوق النبي وأصحابه

‌فصل: حُقُوقُ الَنّبِي وَأَصَحابِهِ

[69]

ومحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين وسيد المرسلين، لا يصح إيمان عبدٍ حتى يؤمن برسالته، ويشهد بنبوته، ولا يقضى بين الناس في القيامة إلا بشفاعته، ولا يدخل الجنة أمة إلا بعد دخول أمته.

[70]

صاحب لواء الحمد والمقام المحمود، والحوض المورود، وهو إمام النبيين وخطيبهم وصاحب شفاعتهم، أمته خير الأمم وأصحابه خير أصحاب الأنبياء عليهم السلام.

.... الشرح....

أفضل الخلق عند الله الرسل، ثم النبيون، ثم الصديقون، ثم الشهداء، ثم الصالحون، وقد ذكر الله هذه الطبقات في كتابه في قوله:

{وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقًا} [النساء: 69] .

وأفضل الرسل أولوا العزم منهم، وهم خمسة: نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد عليهم الصلوات من الله والتسليم، وقد ذكرهم الله في موضعين من كتابه في الأحزاب:

{وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ} [الأحزاب: 7] .

ص: 135

وفي الشورى:

{شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى} [الشورى: 13] .

وأفضلهم محمد صلى الله عليه وسلم لقوله صلى الله عليه وسلم: "أنا سيد الناس يوم القيامة" متفق عليه121، وصلاتهم خلفه ليلة المعراج وغير ذلك من الأدلة.

ثم إبراهيم؛ لأنه أبو الأنبياء وملته أصل الملل، ثم موسى؛ لأنه أفضل أنبياء بني إسرائيل وشريعته أصل شرائعهم، ثم نوح وعيسى لا يجزم بالمفاضلة بينهما؛ لأن لكل منهما مزية.

خصائص النبي صلى الله عليه وسلم

:

اختص النبي صلى الله عليه وسلم بخصائص نتكلم على ما ذكر المؤلف منها:

1-

خاتم النبين لقوله تعالى:

{مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} [الأحزاب: 40] .

2-

سيد المرسلين وسبق دليله.

3-

لا يتم إيمان عبد حتى يؤمن برسالته لقوله تعالى:

{فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ

} [النساء: 65] .

121 البخاري: كتاب التفسير من سورة بني إسرائيل: باب {ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوح....} [الإسراء: 3] . "4712".

ومسلم: كتاب الإيمان: باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها "194" 327" من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

ص: 136

الآية، وغيره من الأنبياء يُبْعثون إلى أقوام معينين كُلٌ إلى قومه.

4-

لا يُقْضَى بين الناس إلا بشفاعته وسبق دليل ذلك في الشفاعة.

5-

سَبْقُ أمته الأمم في دخول الجنة لعموم قوله قوله صلى الله عليه وسلم: "نحن الآخرون السابقون يوم القيامة" وَسبَقَ،122.

6-

صاحب لواء الحمد يحمله صلى الله عليه وسلم يوم القيامة ويكون الحامدون تحته لحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر، وبيدي لواء الحمد ولا فخر، وما من نبي يومئذ آدم فمن سواه إلا تحت لوائي، وأنا أول من تنشق عنه الأرض ولا فخر"، رواه الترمذي وقد روى الأولى والأخيرة مسلم123.

7-

صاحب المقام المحمود أي: العمل الذي يحمده عليه الخالق والمخلوق لقوله تعالى:

{عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} [الإسراء: 79] .

وهذا المقام هو ما يحصل من مناقبه صلى الله عليه وسلم يوم القيامة من الشفاعة وغيرها.

8-

صاحب الحوض المورود، والمراد الحوض الكبير الكثير واردوه، أما مجرد الحياض فقد مر أن لكل نبي حوضًا.

122 تقدم تخريجه ص "119".

123 حديث صحيح: الترمذي "3148""3615" وقال: حسن صحيح وأيضًا ابن ماجه "4308" من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه وصَحَّحه الألباني في الصحيحة "1571" وأما رواية مسلم فمن حديث أبي هريرة: كتاب الفضائل: باب تفضيل نبينا صلى الله عليه وسلم على جميع الخلائق "2278""3"، بلفظ:"أنا سيد ولد آدم يوم القيامة وأول من ينشق عنه القبر، وأول شافع وأول مشفع".

ص: 137

9-

11- إمام النبيين وخطيبهم وصاحب شفاعتهم لحديث أبي بن كعب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا كان يوم القيامة كنت إمام النبيين وخطيبهم وصاحب شفاعتهم غير فخر" رواه الترمذي وحسنه124.

12-

أمته خير الأمم لقوله تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} [آل عمران: 110] .

فأما قوله تعالى: {يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِي الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ} [البقرة: 47] .

فالمراد عالمي زمانهم.

[71]

وأفضل أمته أبوبكر الصديق، ثم عمر الفاروق، ثم عثمان ذو النورين، ثم علي المرتضى رضي الله عنهم أجمعين- لما روى عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: كنا نقول والنبي صلى الله عليه وسلم حي: أفضل هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان*، ثم علي، فيبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فلا ينكره 125.

[72]

وصحت الرواية عن علي رضي الله عنه أنه قال: خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر، ولو شئت لسميت الثالث 126.

124 حديث حسن: أخرجه أحمد "137/5، 138" والترمذي "3615" وقال: حديث حسن، وابن ماجه "4314" والحاكم "71/1"، "78/4" وقال صحيح الإسناد وأقره الذهبي وحسَّنه الألباني في تخريج المشكاة "5768".

* قال المعلق على طبعة السلفية ص "25": اقتصر الحديث على هؤلاء الثلاثة في طبعة دمشق سنة 1338، وطبعة المنار سنة 1340، وزيد في طبعتي 1351، 1355:"ثم علي" أ. هـ.

125 يأتي التعليق على هذا الأثر ص "142".

126 أثر صحيح: أخرجه الإمام أحمد في مسنده "106/1، 110" وابنه عبد الله في زوائده "106/1، 110، 127" وأحمد في فضائل الصحابة "397" بأسانيد صحيحة وحسنه =

ص: 138

[73]

وروى أبو الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ما طلعت الشمس ولا غربت بعد النبيين والمرسلين على أفضل من أبي بكر"127.

[74]

وهو أحق خلق الله بالخلافة بعد النبي صلى الله عليه وسلم لفضله وسابقته، وتقديم النبي صلى الله عليه وسلم له في الصلاة على جميع الصحابة رضي الله عنهم وإجماع الصحابة على تقديمه ومبايعته، ولم يكن الله ليجمعهم على ضلالة.

[75]

ثم من بعده عمر رضي الله عنه لفضله وعهد أبي بكر إليه.

[76]

ثم عثمان رضي الله عنه لتقديم أهل الشورى له.

[77]

ثم علي رضي الله عنه لفضله وإجماع أهل عصره عليه.

[78]

وهؤلاء الخلفاء الراشدون المهديون الذين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم: "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، عَضُّوا عليها بالنواجذ"128.

= وكذا أخرجه ابن أبي عاصم في كتاب السنة "1201" وصححه الألباني في تخريج السنة "570/2".

127 إسناده ضعيف: أخرجه الإمام أحمد في فضائل الصحابة "135" وابن أبي عاصم في السنة "1224" وأبو نعيم "325/3" من حديث أبي الدرداء بإسناد ضعيف فيه عنعنه "بقية" وعنعنه "ابن جريج" وهما مدلسان، وكذا ذكره الهيثمي في المجمع "44/9" من حديث أبي الدرداء وعزاه إلى الطبراني في الكبير، وقال: وفيه "بقية" وهو مدلس، وبقية رجاله وثقوا. وكذا فيه عبد الله بن سفيان الخزاعي الواسطي، قال العقيلي: لا يتابع على حديثه، وراجع التعليق على الأثر في تخريج فضائل الصحابة للإمام أحمد بتحقيق وصي الله بن محمد بن عباس "152/1، 153".

128حديث صحيح: تقدم تخريجه من حديث العرباض بن سارية ص 39.

ص: 139

[79]

وقال صلى الله عليه وسلم: "الخلافة من بعدي ثلاثون سنة"129.

فكان آخرها خلافة علي رضي الله عنه.

.... الشرح....

فضائل الصحابة

الصحابي من اجتمع بالنبي صلى الله عليه وسلم مؤمنًا به ومات على ذلك.

وأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أفضل أصحاب الأنبياء؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "خير الناس قرني" 130، الحديث رواه البخاري وغيره.

129 حديث صحيح: أخرجه أبو داود "4646"، "4647" والترمذي "2226" وحسنه، والنسائي في فضائل الصحابة "52" والحاكم "71/3، 145" وصححه ووافقه الذهبي، وأحمد في مسنده "220/5، 221" وفي فضائل الصحابة "789، 790، 1027" وابن حبان "1534، 1535" وابن أبي عاصم في السنة "562/2" والطبراني في الكبير "13، 136، 6442" والطيالسي "1107" والبيهقي في دلائل النبوة "34/6" من طرق عن سفينة أبي عبد الرحمن مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم به، وإسناده حسن وله شواهد ترفعه إلى مرتبة الصحيح لغيره؛ ولذا صححه وقواه غير واحد من أهل العلم منهم الإمام أحمد والترمذي وابن جرير الطبري وابن أبي عاصم وابن حبان والحاكم وابن تيمية والذهبي والحافظ ابن حجر العسقلاني، وراجع الصحيحة للألباني في بحث جيد "459" للرد على من ضعف الحديث.

130 البخاري: كتاب فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: باب فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم "3651".

ومسلم: كتاب فضائل الصحابة: باب فضل الصحابة ثم الذين يلونهم

"2533""212" من حديث ابن مسعود رضي الله عنه وفي الباب عن عمران بن حصين: عند البخاري "2561"، "3650"، "6438"، "6695" ومسلم "2535".

وعن أبي هريرة: عند مسلم "534""212"، وغيرهم.

وهو حديث متواتر صرح بتواتُره الحافظ ابن حجر في مقدمة الإصابة.

ص: 140

وأفضل الصحابة المهاجرون لجمعهم بين الهجرة والنصرة ثم الأنصار.

وأفضل المهاجرين الخلفاء الأربعة الراشدون أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم.

فأبو بكر هو الصديق: عبد الله بن عثمان بن عامر بن بني تيم بن مرة بن كعب، أول من آمن برسول الله صلى الله عليه وسلم من الرجال، وصاحبه في الهجرة ونائبه في الصلاة والحج، وخليفته في أمته، أسلم على يديه خمسة من المبشرين بالجنة: عثمان والزبير وطلحة وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص، توفي في جمادى الآخرة سنة 13هـ عن 63 سنة، وهؤلاء الخمسة مع أبي بكر وعلي بن أبي طالب وزيد بن حارثة هم الثمانية الذين سبقوا الناس بالإسلام، قاله ابن إسحاق يعني من الذكور بعد الرسالة.

وعمر: هو أبو حفص الفاروق عمر بن الخطاب من بني عدي بن كعب بن لؤي، أسلم في السنة السادسة من البعثة بعد نحو أربعين رجلا وإحدى عشرة امرأة، ففرح المسلمون به وظهر الإسلام بمكة بعده، استخلفه أبو بكر على الأمة فقام بأعباء الخلافة خير قيام إلى أن قتل شهيدًا في ذي الحجة سنة 23هـ عن 63 سنة.

وعثمان: هو أبو عبد الله ذو النورين عثمان بن عفان من بني أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، أسلم قبل دخول النبي صلى الله عليه وسلم دار الأرقم، كان غنيا سخيا تولى الخلافة بعد عمر بن الخطاب باتفاق أهل الشورى إلى أن قتل شهيدًا في ذي الحجة سنة 35هـ عن 90 سنة على أحد الأقوال.

وعلي: وهو أبو الحسن علي بن أبي طالب، واسم أبي طالب عبد مناف بن عبد المطلب، أول من أسلم من الغلمان، أعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم الراية يوم خيبر ففتح الله على يديه، وبويع بالخلافة بعد قتل عثمان رضي الله عنهما فكان هو الخليفة شرعًا إلى أن قتل شهيدًا في رمضان سنة 40هـ عن 63 سنة.

ص: 141

وأفضل هؤلاء الأربعة أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي؛ لحديث ابن عمر رضي الله عنهما: "كنا نخير بين الناس في زمن النبي صلى الله عليه وسلم فنخير أبا بكر ثم عمر بن الخطاب ثم عثمان بن عفان". رواه البخاري 131، ولأبي داود: كنا نقول ورسول الله صلى الله عليه وسلم حَيُّ: أفضل أمة النبي صلى الله عليه وسلم بعده أبوبكر ثم عمر ثم عثمان، زاد الطبراني في رواية:"فيسمع ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فلا ينكره" هذا ولم أجد اللفظ ذكره المؤلف بزيادة علي بن أبي طالب132.

وأحقهم بالخلافة بعد النبي صلى الله عليه وسلم أبو بكر رضي الله عنه؛ لأنه أفضلهم وأسبقهم إلى الإسلام، ولأن النبي صلى الله عليه وسلم قدمه في الصلاة، ولأن الصحابة رضي الله عنهم أجمعوا على تقديمه ومبايعته، ولا يجمعهم الله على ضلالة، ثم عمر رضي الله عنه لأنه أفضل الصحابة بعد أبي بكر، ولأن أبا بكر عهد بالخلافة إليه، ثم عثمان، رضي الله عنه؛ لفضله وتقديم أهل الشورى له وهم المذكورون في هذا البيت:

علي وعثمان وسعد وطلحة

زبير وذو عوف رجال المشورة

131 البخاري: كتاب فضائل الصحابة: باب فضل أبي بكر بعد النبي صلى الله عليه وسلم "3655" وفي لفظ للبخاري "3697": كنا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم لا نعدل بأبي بكر أحدا، ثم عمر، ثم عثمان، ثم نترك أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا نفاضل بينهم.

132 إسناده صحيح: أبو داود "4628" والترمذي "3707" وابن أبي عاصم في السنة "1190" وإسناده صحيح كمال قال الألباني في تخريج السنة "567/2".

وأما الزيادة التي ذكرها الشيخ العثيمين عند الطبراني وهي: "فيسمع ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فلا ينكره" فهي زيادة صحيحة ثابتة من طرق كثيرة عند ابن أبي عاصم في السنة "1194، 1195، 1196، 1197" وأحمد "14/2" وغيرهم بأسانيد صحيحة وراجع تخريج السنة لابن أبي عاصم "568/2، 569" وكذا فتح الباري "16/7، 17".

ص: 142

ثم علي: رضي الله عنه لفضله وإجماع أهل عصره عليه.

وهؤلاء الأربعة هم الخلفاء الراشدون المهديون الذين قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم: "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي عَضُّوا عليها بالنواجذ"133.

وقال: "الخلافة بعدي ثلاثون سنة". رواه أحمد وأبو داود والترمذي، قال الألباني: وإسناده حسن، فكان آخرها خلافة علي، هكذا قال المؤلف وكأنه جعل خلافة الحسن تابعة لأبيه، أو لم يعتبرها حيث إنه رضي الله عنه تنازل عنها.

فخلافة أبي بكر رضي الله عنه سنتان وثلاثة أشهر وتسع ليال، من 13 ربيع الأول سنة 11هـ إلى 22 جمادى الآخرة سنة 13هـ.

وخلافة عمر رضي الله عنه عشر سنوات وستة أشهر وثلاثة أيام، من 23 جمادى الآخرة سنة 13هـ إلى 26 ذي الحجة سنة 23هـ.

وخلافة عثمان رضي الله عنه اثنتا عشرة سنة إلا اثني عشر يومًا، من 1 محرم سنة 24هـ إلى 18 ذي الحجة سنة 35هـ.

وخلافة علي رضي الله عنه أربع سنوات وتسعة أشهر من 19 ذي الحجة سنة 35هـ إلى 19 رمضان سنة 40هـ.

فجموع خلافة هؤلاء الأربعة تسع وعشرون سنة وستة أشهر وأربعة أيام.

ثم بويع الحسن بن علي رضي الله عنهما يوم مات أبوه علي رضي الله عنه وفي ربيع الأول سنة 41هـ سلم الأمر إلى معاوية وبذلك ظهرت آية النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: "الخلافة بعدي ثلاثون سنة" وقوله في الحسن: "إن ابني هذا سيد ولعل الله أن يصلح به فئتين عظيمتين من المسلمين". رواه البخاري134.

133 تقدم تخريجه ص "39".

134 البخاري: كتاب الصلح: باب قول النبي صلى الله عليه وسلم للحسن بن علي

"2704" من حديث أبي بكرة رضي الله عنه ضمن رواية مطولة.

ص: 143

فالحسن سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم وريحانته وهو أمير المؤمنين ابن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، ولد في 15 رمضان سنة 3هـ ومات في المدينة ودفن في البقيع في ربيع الأول 50هـ.

والحسين سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم وريحانته وهو ابن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ولد في شعبان سنة 4هـ وَقُتِل في كربلاء في 10 محرم سنة 61هـ، وثابت وهو ابن قيس بن شماس الأنصاري الخررجي خطيب الأنصار قتل شهيدًا يوم اليمامة سنة 11هـ في آخرها أو أول سنة 12هـ.

[80]

ونشهد للعشرة بالجنة، كما شهد لهم النبي صلى الله عليه وسلم فقال:"أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعلي في الجنة، وطلحة في الجنة، والزبير في الجنة، وسعد في الجنة، وسعيد في الجنة، وعبد الرحمن بن عوف في الجنة، وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة".

[81]

وكل من شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة شهدنا له بها، كقوله:"الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة". وقوله لثابت بن قيس: "إنه من أهل الجنة".

[82]

ولا نجزم لأحد من أهل القبلة بجنة ولا نار، إلا من جزم له الرسول صلى الله عليه وسلم لكنا نرجو للمحسن، ونخاف على المسيء.

.... الشرح....

الشهادة بالجنة أو بالنار

الشهادة بالجنة أو بالنار ليس للعقل فيها مدخل فهي موقوفة على الشرع، فمن شهد له الشارع بذلك شهدنا له، ومن لا فلا، لكننا نرجو للمحسن ونخاف على المسيء.

ص: 144

وتنقسم الشهادة بالجنة أو بالنار إلى قسمين عامة وخاصة:

فالعامة: هي المعلّقة بالوصف مثل أن نشهد لكل مؤمن بأنه في الجنة أو لكل كافر بأنه في النار أو نحو ذلك من الأوصاف التي جعلها الشارع سببًا لدخول الجنة أو النار.

والخاصة: هي المعلقة بشخص: مثل أن نشهد لشخص معين بأنه في الجنة أو لشخص معين بأنه في النار، فلا نعين إلا ما عينه الله أو رسوله.

المعينون من أهل الجنة

المعينون من أهل الجنة كثيرون ومنهم: العشرة المبشرون بالجنة، وخُصُّوا بهذا الوصف؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم جمعهم في حديث واحد فقال:"أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعلي في الجنة، وطلحة في الجنة، والزبير في الجنة، وعبد الرحمن بن عوف في الجنة، وسعد بن أبي وقاص في الجنة، وسعيد بن زيد في الجنة، وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة" رواه الترمذي وصححه الألباني135.

وقد سبق الكلام على الخلفاء الأربعة وأما الباقون فجمعوا في هذا البيت:

سعيد وسعد وابن عوف وطلحة

وعامر فهر والزبير المُمَدَّح

فطلحة: هو ابن عبيد الله من بني تيم بن مرة أحد الثمانية السابقين إلى الإسلام، قتل يوم الجمل في جمادى الآخرة سنة 36هـ عن 64 سنة.

135 حديث صحيح: أخرجه أبو داود "4649"، "4650" والترمذي "3748" و "3757" وابن ماجه "134" وأحمد "187/1، 188، 189" وفي فضائل الصحابة "87، 90، 225" وابن أبي عاصم "1428، 1431، 1436" والحاكم "440/4" والنسائي في الفضائل "87، 90، 92، 106" وأبو نعيم "95/1" وغيرهم من حديث سعيد بن زيد مرفوعًا، وإسناده صحيح، وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير "4010".

وفي الباب عن عبد الرحمن بن عوف: أخرجه الترمذي "3748" وأحمد "193/1" وفي الفضائل "278" والنسائي في الفضائل "91" والبغوي في شرح السنة "3925" بإسنادٍ صحيحٍ.

ص: 145

والزبير: هو ابن العوام من بني قُصَي بن كلاب ابن عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم انصرف يوم الجمل عن قتال علي فلقيه ابن جرموز فقتله في جمادي الأولى سنة 36 عن 67 سنة.

وعبد الرحمن بن عوف: من بني زهرة بن كلاب توفي سنة 32هـ عن 72 سنة ودفن بالبقيع.

وسعد بن أبي وقاص: هو ابن مالك من بني عبد مناف ابن زهرة، أول من رَمَى بسهم في سبيل الله، مات في قصره بالعقيق على عشرة أميال من المدينة ودفن بالبقيع سنة 55هـ عن 82 سنة.

وسعيد بن زيد: هو ابن زيد بن عمرو بن نفيل العدوي، كان من السابقين إلى الإسلام، توفي بالعقيق ودفن بالمدينة سنة 51هـ عن بضع وسبعين سنة.

أبو عبيدة: هو عامر بن عبد الله بن الجراح من بني فهر من السابقين إلى الإسلام، توفي في الأردن في طاعون عَمْواس سنة 18هـ عن 58 سنة.

وممن شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة، الحسن والحسين وثابت بن قيس.

قال النبي صلى الله عليه وسلم: "الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة" رواه الترمذي، وقال: حسن صحيح136.

136 حديث صحيح: أخرجه الترمذي "3768" وأحمد "166/3، 167" والنسائي في الكبرى كما في تحفة الأشراف "390/3" وابن حبان "2228 - موارد" والحاكم "166/3، 167" والخطيب في تاريخ "207/4، 90/11" وأبو نعيم في الحلية "71/5" من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.

وقال الألباني في الصحيحة "796": وهو كما قال. أ. هـ، وأورد له طرقًا كثيرة عن جمع من الصحابة، ثم قال: وبالجملة فالحديث صحيح بلا ريب، بل متواتر كما نقله المناوي أ. هـ.

ص: 146

وقال صلى الله عليه وسلم في ثابت بن قيس: "إنك لست من أهل النار، ولكنك من أهل الجنة" رواه البخاري137.

المُعيَّنون من أهل النار في الكتاب والسنة

من المعينين بالقرآن أبو لهب عبد العزى بن عبد المطلب عم النبي صلى الله عليه وسلم وامرأته أم جميل أَرْوى بنت حرب بن أمية أخت أبي سفيان لقوله تعالى:

{تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} [المسد: 1] إلى آخر السورة.

ومن المعينين بالسنَّة أبو طالب عبد مناف بن عبد المطلب لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "أهون أهل النار عذابًا أبو طالب، وهو منتعل بنعلين يغلي منهما دماغه" رواه البخاري138.

137 البخاري: كتاب المناقب: باب علامات النبوة "3613".

ومسلم: كتاب الإيمان: باب مخافة المؤمن أن يحبط عمله "119""187" من حديث أنس رضي الله عنه.

138 أخرجه بهذا اللفظ:

مسلم: كتاب الإيمان: باب أهون أهل النار عذابًا "212""362" من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.

وأخرجه البخاري "6561" ومسلم "213""364" من حديث النعمان بن بشير بلفظ: "إن أهون أهل النار عذابًا يوم القيامة لرجل توضع في أخمص قدميه جمرتان، يغلي منهما دماغه".

ص: 147

ومنهم عمرو بن عامر بن لحي الخزاعي قال النبي صلى الله عليه وسلم: "رأيته يجر أمعاءه في النار" رواه البخاري وغيره 139.

[83]

ولا نكفر أحدًا من أهل القبلة بذنب، ولا نخرجه عن الإسلام بعملٍ.

[84]

ونرى الحج والجهاد ماضيًا مع طاعة كل إمام، بَرًّا كان أو فاجرًا، وصلاة الجمعة خلفهم جائزة.

[85]

قال أنس: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ثلاث من أصل الإيمان: الكف عمن قال: لا إله إلا الله، ولا نكفره بذنب، ولا نخرجه من الإسلام بعمل، والجهاد ماضٍ منذ بعثني الله عز وجل حتى يقاتل آخر أمتي الدجال، لا يبطله جور جائر، ولا عدل عادل، والإيمان بالأقدار". رواه أبو داود140.

139 البخاري: كتاب التفسير من سورة المائدة: باب {مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلا سَائِبَة} "4624" من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "رأيت جهنم يحطم بعضها بعضًا ورأيت عَمْرًا يجر قصبه، وهو أول من سيب السوائب".

وفي الباب عن جابر في حديث الكسوف الطويل وفيه "ورأيت أبا ثمامة عمرو بن مالك يجر قصبه في النار" أخرجه مسلم "904""9".

وقُصْبُهُ: أَمْعَاؤه.

140 حديث ضعيف: أخرجه أبو داود "2532" وأبو عبيد القاسم بن سلام في الإيمان ص "47" وإسناده ضعيف فيه يزيد بن أبي نشبة، وهو مجهول كما في التقريب وضعف إسناده المنذري في مختصر سنن أبي داود "380/3" لهذا السبب.

ص: 148

الشرح....

تكفير أهل القبلة بالمعاصي

أهل القبلة هم المسلمون المصلون إليها لا يكفرون بفعل الكبائر ولا يخرجون من الإسلام بذلك ولا يخلدون في النار؛ لقوله تعالى:

{وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا} [الحجرات: 9] .

إلى قوله:

{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ} [الحجرات: 10] .

فأثبت الإخوة الإيمانية مع القتال وهو من الكبائر، ولو كان كفرًا لانتفت الإخوة الإيمانية.

وقال النبي صلى الله عليه وسلم يقول الله تعالى: "من كان في قلبه مثقال حبة خردل من إيمان فأخرجوه" يعني من النار، متفق عليه141.

وخالف في هذا طائفتان:

الأولى: الخوارج قالوا: فاعل الكبيرة كافر خالد في النار.

الثانية: المعتزلة قالوا: فاعل الكبيرة خارج عن الإيمان ليس بمؤمن ولا كافر في منزلة بين منزلتين وهو خالد في النار، ونرد على الطائفتين بما يأتي:

1-

مخالفتهم لنصوص الكتاب والسنة.

2-

مخالفتهم لإجماع السلف.

141 تقدم تخريجه ص "100".

ص: 149

[86]

ومن السنة تَوَلي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومحبتهم وذكر محاسنهم والتَّرحم عليهم والاستغفار لهم، والكف عن ذكر مساوئهم، وما شجر بينهم، واعتقاد فضلهم ومعرفة سابقتهم، قال الله تعالى:

{وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا} [الحشر: 10] .

وقال تعالى:

{مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ} [الفتح: 29] .

.... الشرح....

حقوق الصحابة رضي الله عنهم

للصحابة رضي الله عنهم فضل عظيم على هذه الأمة حيث قاموا بنصرة الله ورسوله والجهاد في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم وحفظ دين الله بحفظ كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم علما وعملا وتعليما حتى بَلَّغُوه الأمة نقيا طريا.

وقد أثنى الله عليهم في كتابه أعظم ثناء حيث يقول في سورة الفتح:

{مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَاناً} [الفتح: 29] إلى آخر السورة.

ص: 150

وحمى رسول الله صلى الله عليه وسلم حمى كرامتهم حيث يقول صلى الله عليه وسلم: "لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبًا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه" متفق عليه142. فحقوقهم على الأمة من أعظم الحُقُوق فلهم على الأمة:

1-

محبتهم بالقلب والثناء عليهم باللسان بما أسدوه من المعروف والإحسان.

2-

الترحم عليهم والاستغفار لهم تحقيقًا لقوله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [الحشر: 10] .

3-

الكف عن مساوئهم التي إن صدرت عن أحد منهم فهي قليلة بالنسبة لما لهم من المحاسن والفضائل وربما تكون صادرة عن اجتهاد مغفور وعمل معذور لقوله صلى الله عليه وسلم: "لا تسبوا أصحابي" الحديث.

[87]

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تسبوا أصحابي، فإن أحدكم لو أنفق مثل أحد ذهبًا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه"143.

142 البخاري: كتاب فضائل الصحابة: باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لو كنت متخذًا خليلا

" "3673".

ومسلم: كتاب فضائل الصحابة: باب تحريم سب الصحابة "2541""222" من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنهم.

*مُدَّ أحدهم: المُدُّ بضم الميم ربع الصاع، والنَّصيف: بمعنى النصف.

143 تقدم تخريجه.

ص: 151

الشرح....

حكم سب الصحابة

سب الصحابة على ثلاثة أقسام:

الأول: أن يسبهم بما يقتضي كفر أكثرهم أو أن عامتهم فسقوا فهذا كفر؛ لأنه تكذيب لله ورسوله بالثناء عليهم والترضي عنهم، بل من شك في كفر مثل هذا فإن كفره متعين؛ لأن مضمون هذه المقالة أن نقلة الكتاب أو السنة كفار أو فساق.

الثاني: أن يسبهم باللعن والتقبيح ففي كفره قولان لأهل العلم، وعلى القول بأنه لا يكفر يجب أن يجلد ويحبس حتى يموت أو يرجع عما قال.

الثالث: أن يسبهم بما لا يقدح في دينهم، كالجبن والبخل فلا يكفر ولكن يُعَزَّر بما يردعه عن ذلك، ذكر معنى ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية في كتاب الصارم المسلول ونقل عن أحمد في ص: 573، قوله: لا يجوز لأحد أن يذكر شيئًا من مساوئهم ولا يطعن على أحد منهم بعيب أو نقص فَمَنْ فعل ذلك أُدِّبَ فإن تاب وإلا جلد في الحبس حتى يموت أو يرجع.

[88]

ومن السنة: التَّرضى عن أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين المطهرات المبرآت من كل سوء، أفضلهم خديجة بنت خويلد، وعائشة الصديقة بنت الصديق التي برأها الله في كتابه، زوج النبي صلى الله عليه وسلم في الدُّنيا والآخرة، فمن قذفها بما برأها الله منه فقد كفر بالله العظيم.

.... الشرح....

حقوق زوجات النبي صلى الله عليه وسلم

زوجات النبي صلى الله عليه وسلم زوجاته في الدنيا والآخرة وأمهات المؤمنين ولهن من الحرمة والتعظيم ما يليق بهن كزوجات لخاتم النبيين فهن من آل بيته طاهرات

ص: 152

مطهرات طيبات مطيبات بريئات مبرآت من كل سوء يقدح في أعراضهن وفرشهن، فالطيبات للطيبيين والطيبون للطيبات فرضي الله عنهن وأرضاهن أجمعين وصلى الله وسلم على نبيه الصادق الأمين.

زوجاته صلى الله عليه وسلم اللاتي كان فراقهن بالوفاة وهن:

1-

خديجة بنت خويلد أم أولاده ما عدا إبراهيم، تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد زوجين الأول عتيق بن عابد والثاني أبو هالة التميمي، ولم يتزوج صلى الله عليه وسلم عليها حتى ماتت سنة 10هـ من البعثة قبل المعراج.

2-

عائشة بنت أبي بكر الصديق أريها صلى الله عليه وسلم في المنام144 مرتين أو ثلاثة، وقيل: هذه امرأتك، فعقد عليها وله ست سنين بمكة ودخل عليها في المدينة ولها تسع سنين، توفيت سنة 58هـ.

3-

سودة بنت زمعة العامرية، تزوجها بعد زوج مسلم هو السكران بن عمرو أخو سهيل بن عمرو، توفيت آخر خلافة عمر وقيل: سنة 54هـ.

4-

حفصة بنت عمر بن الخطاب تزوجها صلى الله عليه وسلم بعد زوج مسلم هو خنيس بن حذافة الذي قتل في أحد وماتت سنة 41هـ.

5-

زينب بنت خزيمة الهلالية أم المساكين، تزوجها بعد استشهاد زوجها عبد الله بن جحش في أُحد وماتت سنة 4هـ بعد زواجها بيسير.

6-

أم سلمة هند بنت أبي أمية المخزومية، تزوجها بعد موت زوجها أبي سلمة عبد الله بن عبد الأسد من جراحة أصابته في أُحد وماتت سنة 61هـ.

7-

زينب بنت جحش الأسدية بنت عمته صلى الله عليه وسلم تزوجها بعد مولاه زيد بن حارثة سنة 5هـ، وماتت سنة 20هـ.

144 البخاري: كتاب مناقب الأنصار: باب تزويج النبي صلى الله عليه وسلم عائشة. "3895".

ومسلم: كتاب فضائل الصحابة: باب فضل عائشة. "2438""79" من حديث عائشة رضي الله عنها.

ص: 153

8-

جويرية بنت الحارث الخزاعية تزوجها بعد زوجها مسافع بن صفوان، وقيل: مالك بن صفوان سنة 6هـ، وماتت سنة 56هـ.

9-

أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان، تزوجها بعد زوج أسلم ثم تنصر هو عبيد الله بن جحش، وماتت في المدينة في خلافة أخيها سنة 44هـ.

10-

صفية بنت حيي بن أخطب من بني النضير من ذرية هارون بن عمران صلى الله عليه وسلم أعتقها وجعل عتقها صداقها بعد زوجين أولهما سلام بن مشكم، والثاني: كنانة بن أبي الحقيق بعد فتح خيبر سنة 6هـ، وماتت سنة 50هـ.

11-

ميمونة بنت الحارث الهلالية تزوجها سنة 7هـ في عمرة القضاء بعد زوجين، الأول ابن عبد ياليل، والثاني أبو رهم بن عبد العزى، بنى بها في سرف، وماتت فيه سنة 51هـ.

فهذه زوجات النبي صلى الله عليه وسلم اللاتي كان فراقهن بالوفاة اثنتان توفيتا قبله وهما: خديجة وزينب بن خزيمة، وتسع توفي عنهن وهن البواقي.

وبقى اثنتان لم يدخل بهما ولا يثبت لهما من الأحكام والفضيلة ما يثبت للسابقات وهما:

1-

أسماء بنت النعمان الكندية تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم ثم فارقها، واختلف في سبب الفراق، فقال ابن اسحق: إنه وجد في كشحها بياضًا ففارقها فتزوجها بعده المهاجر بن أبي أمية.

2-

أميمة بنت النعمان بن شراحيل الجونية، وهي التي قالت: أعوذ بالله منك145 ففارقها والله أعلم.

145 راجع تلخيص الحبير لابن حجر "132/2، 133".

ص: 154

وأفضل زوجات النبي صلى الله عليه وسلم خديجة وعائشة رضي الله عنهما، ولكل منهما مزية على الأخرى146، فلخديجة في أول الإسلام ما ليس لعائشة من السبق والمؤازرة والنصرة، ولعائشة في آخر الأمر ما ليس لخديجة من نشر العلم ونفع الأمة، وقد برأها الله مما رماها به أهل النفاق من الإفك في سورة النور.

قذف أمهات المؤمنين

قذف عائشة بما برأها الله منه كفر؛ لأنه تكذيب للقرآن وفي قذف غيرها من أمهات المؤمنين قولان لأهل العلم أصحهما أنه كفر؛ لأنه قدح في النبي صلى الله عليه وسلم فإن الخبيثات للخبيثين.

[89]

ومعاوية خال المؤمنين، وكاتب وَحْي الله، أحد خلفاء المسلمين رضي الله عنهم.

.... الشرح....

معاوية بن أبي سفيان

هو أمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان صخر بن حرب، ولد قبل البعثة بخمس سنين، وأسلم عام الفتح، وقيل: أسلم بعد الحديبية وكتم إسلامه وَلَّاه عمر الشام

146 قال الحافظ الذهبي في سير أعلام النبلاء "140/2" في ترجمة أم المؤمنين عائشة: وكانت امرأة بيضاء جميلة ومن ثم يقال لها الحميراء، ولم يتزوج النبي صلى الله عليه وسلم بكرًا غيرها، ولا أحب امرأة حبها، ولا أعلم في أمة محمد صلى الله عليه وسلم بل ولا في النساء مطلقا امرأة أعلم منها، وذهب بعض العلماء إلى أنها أفضل من أبيها وهذا مردود وقد جعل الله لكل شيء قدرا، بل نشهد أنها زوجة نبينا في الدنيا والآخرة، فهل فوق ذلك مفخر؟ وإن كان للصديق خديجة شأوٌ لا يلحق وأنا واقف في أيتهما أفضل، نعم جزمت بأفضلية خديجة عليها لأمور ليس هذا موضعها. أ. هـ.

ص: 155

واستمر عليه وتسمى بالخلافة بعد الحكمين عام 37هـ، واجتمع الناس عليه بعد تنازل الحسن بن علي سنة 41هـ، كان يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم ومن جُمْلة كُتَّاب الوحي، توفي في رجب سنة 60هـ عن 78 سنة، وإنما ذكره المؤلف وأثنى عليه للرد على الروافض الذين يسبونه ويقدحون فيه، وسماه خال المؤمنين؛ لأنه أخو أم حبيبة إحدى أمهات المؤمنين، وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية في منهاج السنة ص: 199، ج: 2 نزاعًا بين العلماء، هل يُقَال لإخوة أمهات المؤمنين أخوال المؤمنين أم لا؟

[90]

ومن السنة: السمع والطاعة لأئمة المسلمين وأمراء المؤمنين، برهم وفاجرهم، مالم يأمروا بمعصية الله، فإنه لا طاعة لأحدٍ في معصية الله.

[91]

ومن وَلِىَ الخلافة واجتمع عليه الناس ورضوا به أو غلبهم بسيفه حتى صار الخليفة وَسُمَّى أمير المؤمنين، وجبت طاعته وحرمت مخالفته والخروج عليه وشق عصا المسلمين.

.... الشرح....

الخلافة

الخلافة منصب كبير ومسئولية عظيمة وهي تَوَلّى تدبير أمور المسلمين بحيث يكون هو المسئول الأول في ذلك، وهي فرض كفاية؛ لأن أمور الناس لا تقوم إلا بها، وتحصل الخلافة بواحد من أمور ثلاثة:

الأول: النص عليه من الخليفة السابق كما في خلافة عمر بن الخطاب فإنها بنص من أبي بكر رضي الله عنه.

الثاني: اجتماع أهل الحل والعقد سواء كانوا معينين من الخليفة السابق كما في خلافة عثمان رضي الله عنه فإنها باجتماع من أهل الحل والعقد المعينين من قبل عمر بن

ص: 156

الخطاب رضي الله عنه أم غير معينين كما في خلافة أبي بكر رضي الله عنه على أحد الأقوال، وكما في خلافة علي رضي الله عنه.

الثالث: القهر والغلبة كما في خلافة عبد الملك بن مروان حين قتل ابن الزبير وتمت الخلافة له.

حكم طاعة الخليفة

طاعة الخليفة وغيره من ولاة الأمور واجبة في غير معصية الله لقوله تعالى:

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ} [النساء: 59] .

ولقوله صلى الله عليه وسلم: "السمع والطاعة على المسلم فيما أحب وكره ما لم يؤمر بمعصية، فإذا أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة" متفق عليه147.

وسواء كان الإمام بَرًّا: وهو القائم بأمر الله فعلا وتركًا، أو فاجرًا: وهو الفاسق؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: "إلا من ولي عليه والٍ فرآه يأتي شيئا من معصية فليكره ما يأتي من معصية الله ولا ينزعن يدًا من طاعة". رواه مسلم148.

والحج والجهاد مع الأئمة ماضيان نافدان وصلاة الجمعة خلفهم جائزة سواء كانوا أبرارًا أو فجارًا؛ لأن مخالفتهم في ذلك توجب شق عصا المسلمين والتمرد عليهم.

147 البخاري: كتاب الأحكام: باب السمع والطاعة "7144".

ومسلم: كتاب الإمارة: باب وجوب طاعة الأمراء. "1839""38" من حديث ابن عمر رضي الله عنهما.

148 مسلم: كتاب الإمارة: باب خيار الأئمة وشرارهم "1855""66" من حديث عوف بن مالك رضي الله عنه.

ص: 157

والحديث الذي ذكره المؤلف: "ثلاث من أصل الإيمان

إلخ" ضعيف، كما رمز له السيوطي في الجامع الصغير وفيه راوٍ، قال المزي: إنه مجهول، وقال المنذري في مختصر أبي داود: شبه مجهول149.

والثلاث خصال المذكورة فيه هي: الكف عمن قال: لا إله إلا الله، والثانية: الجهاد ماضٍ

إلخ، والثالثة: الإيمان بالأقدار.

والخروج على الإمام محرم، لقول عبادة بن الصامت رضي الله عنه: بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا وعسرنا ويسرنا وأثرة علينا وألا ننازع الأمر أهله إلا أن تروا كفرا بواحا عندكم فيه من الله برهان. متفق عليه150.

وقال صلى الله عليه وسلم: "يكون عليكم أمراء تعرفون وتنكرون، فمن أنكر فقد برئ ومن كره فقد سلم ولكن من رضي وتابع قالوا: أفلا نقاتلهم؟ قال: لا ماصلوا لا ماصلوا".

أي: من كره بقلبه وأنكر بقلبه. رواه مسلم151.

ومن فوائد الحديثين أن ترك الصلاة كفر بواح؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يجز الخروج على الأئمة إلا بكفر بواح، وجعل المانع من قتالهم فعل الصلاة، فدل على أن تركها مبيح لقتالهم، وقتالهم لا يباح إلا بكفر بواحٍ كما في حديث عبادة.

149 تقدم تخريجه ص "148".

150 البخاري: كتاب الفتن: باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "سترون بعدي أمورًا

" "7055" "7056".

ومسلم: كتاب الإمارة: باب وجوب طاعة الأمراء. "1709""42" من حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه.

151 مسلم: كتاب الإمارة: باب خيار الأئمة "1854""63""64" من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.

ص: 158

[92]

ومن السُّنة: هجران أهل البدع، ومُبَاينتهم، وترك الجدال والخصومات في الدِّين، وترك النظر في كتب المبتدعة والإصغاء إلى كلامهم، وكل محدثةٍ في الدِّين بدعة.

.... الشرح....

هجران أهل البدع

الهجران مصدر هَجَرَ وهو لغة: الترك والمراد بهجران أهل البدع الابتعاد عنهم، وترك محبتهم وموالاتهم والسلام عليهم وزيارتهم وعيادتهم ونحو ذلك.

وهجران أهل البدع واجب لقوله تعالى: {لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} [المجادلة: 22] .

ولأن النبي صلى الله عليه وسلم هجر كعب بن مالك وصاحبيه حين تخلَّفوا عن غزوة تبوك152.

لكن إن كان في مجالستهم مصلحة لتبيين الحق لهم وتحذيرهم من البدعة فلا بأس بذلك، وربما يكون ذلك مطلوبًا لقوله تعالى:{ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [النحل: 125] .

وهذا قد يكون بالمجالسة والمشافهة وقد يكون بالمراسلة والمكاتبة، ومن هجر أهل البدع ترك النَّظر في كتبهم خوفًا من الفتنة بها أو ترويجها بين الناس فالابتعاد

152 قصة توبة كعب بن مالك وصاحبيه في الصحيحين: البخاري "4418" ومسلم "2769""53".

وراجع الكلام على فقه القصة وما فيها من الفوائد والحكم في كتاب زاد المعاد لابن القيم "558/3".

ص: 159

عن مواطن الضلال واجب لقوله صلى الله عليه وسلم في الدجال: "من سمع به فلينأ عنه فوالله إن الرجل ليأتيه وهو يحسب أنه مؤمن فيتبعه مما يبعث به من الشبهات". رواه أبو داود، قال الألباني: وإسناده صحيح153.

لكن إن كان الغرض من النظر في كتبهم معرفة بدعتهم للرد عليها فلا بأس بذلك لمن كان عنده من العقيدة الصحيحة ما يتحصن به، وكان قادرًا على الرد عليهم بل ربما واجبًا؛ لأن رد البدعة واجب وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.

الجدال والخصام في الدين

الجدال: مصدر جادل، والجدل منازعة الخصم للتغلب عليه، وفي القاموس الجدل: اللدد في الخصومة، والخصام المجادلة فَهُمَا بمعنى واحد.

وينقسم الخصام والجدال في الدين إلى قسمين:

الأول: أن يكون الغرض من ذلك إثبات الحق وإبطال الباطل وهذا مأمور به إما وجوبًا أو استحبابًا بحسب الحال لقوله تعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [النحل: 125] .

الثاني: أن يكون الغرض منه التعنيت أو الانتصار للنفس أو للباطل فهذا قبيح منهي عنه لقوله تعالى: {مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ إِلَاّ الَّذِينَ كَفَرُوا} [غافر: 4] .

153 حديث صحيح: أخرجه أحمد "43/4، 441" وأبو داود "4319" والحاكم "531/4"، من حديث عمران بن حصين.

وقد صححه الألباني في صحيح الجامع "6301" وتخريج المشكاة "5488".

ص: 160

وقوله: {وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ} [غافر: 5] .

[93]

وكل مُتَّسمٍ بغير الإسلام والسُّنة مبتدع، كالرافضة، والجهمية والخوارج والقدرية والمرجئة والمعتزلة والكرامية والكلابية ونظائرهم، فهذه فرق الضلال، وطوائف البدع، أعاذنا الله منها.

.... الشرح....

علامة أهل البدع وذكر بعض طوائفهم:

لأهل البدع علامات منها:

1-

أنهم يتصفون بغير الإسلام والسنة بما يحدثونه من البدع القولية والفعلية والعقائدية.

2-

أنهم يتعصبون لآرائهم فلا يرجعون إلى الحق وإن تبين لهم.

3-

أنهم يكرهون أئمة الإسلام والدين.

ومن طوائفهم:

1-

الرافضية: وهم الذين يغلون في آل البيت ويُكَفَّرون من عداهم من الصحابة أو يفسقونهم، وهم فرق شتى فمنهم الغلاة الذين ادعوا أن عليًا إله ومنهم دون ذلك.

وأول ما ظهرت بدعتهم في خلافة علي بن أبي طالب حين قال له عبد الله بن سبأ: أنت الإله، فأمر علي رضي الله عنه بإحراقهم وهرب زعيمهم عبد الله بن سبأ إلى المدائن.

ص: 161

ومذهبهم في الصفات مختلف، فمنهم المشبه ومنهم المعطل ومنهم المعتدل، وسموا رافضة؛ لأنهم رفضوا زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب حين سألوه عن أبي بكر وعمر رضي الله عنهما فترحم عليهما فرفضوه وأبعدوا عنه. وسموا أنفسهم شيعة؛ لأنهم يزعمون أنهم يتشيعون لآل البيت وينتصرون لهم ويطالبون بحقهم في الإمامة.

2-

الجهمية: نسبة إلى الجهم بن صفوان الذي قتله سالم أو سلم بن أحوز سنة 121هـ، مذهبهم في الصفات التعطيل والنفي، وفي القدر القول بالجبر، وفي الإيمان القول بالإرجاء، وهو أن الإيمان مجرد الإقرار بالقلب وليس القول والعمل من الإيمان، ففاعل الكبيرة عندهم مؤمن كامل الإيمان، فهم معطلة جبرية مرجئة وهم فرق كثيرة.

3-

الخوارج: وهم الذين خرجوا لقتال علي بن أبي طالب بسبب التحكيم.

مذهبهم التبرؤ من عثمان وعلي والخروج على الإمام إذا خالف السنة، وتكفير فاعل الكبيرة وتخليده في النار وهم فرق عديدة.

4-

القدرية: وَهُم الذين يقولون بنفي القدر عن أفعال العبد وأن العبد إرادة وقدرة مستقلين عن إرادة الله وقدرته، وأول من أظهر القول به معبد الجهني في أواخر عصر الصحابة، تلقاه عن رجل مجوسي في البصرة، وهما فرقتان غلاة وغير غلاة فالغلاة ينكرون علم الله وإرادته وقدرته وخلقه لأفعال العبد وهؤلاء انقرضوا أو كادوا، وغير الغلاة يؤمنون بأن الله عالم بأفعال العباد لكن ينكرون وقوعها بإرادة الله وقدرته وخلقه وهو الذي استقر عليه مذهبهم.

5-

المرجئة: وهم الذين يقولون بإرجاء العمل عن الإيمان، أي تأخيره عنه، فليس العمل عندهم من الإيمان، والإيمان مجرد الإقرار بالقلب، فالفاسق عندهم مؤمن كامل الإيمان وإن فعل ما فعل من المعاصي أو ترك ما ترك من الطاعات وإذا حكمنا

ص: 162

بكفر من ترك بعض شرائع الدين فذلك لعدم الإقرار بقلبه لا لترك هذا العمل، وهذا مذهب الجهمية وهو مع مذهب الخوارج على طرفي نقيض.

6-

المعتزلة: أتباع واصل بن عطاء الذي اعتزل مجلس الحسن البصري وقرر أن الفاسق في منزلة بين منزلتين لا مؤمن ولا كافر وهو مخلد في النار وتابعه في ذلك عمرو بن عبيد، ومذهبهم في الصفات التعطيل كالجهمية، وفي القدر قدرية ينكرون تعلق قضاء الله وقدره بأفعال العبد، وفي فاعل الكبيرة أنه مخلد في النار وخارج من الإيمان في منزلة بين منزلتين، الإيمان والكفر، وهم عكس الجهمية في هذين الأصلين.

7-

الكرامية: أتباع محمد بن كرام المتوفى سنة 255هـ، يميلون إلى التشبيه والقول بالإرجاء وهم طوائف متعددة.

8-

السالمة: أتباع رجل يقال له ابن سالم يقولون بالتشبيه.

وهذه هي الطوائف التي ذكرها المؤلف ثم قال: ونظائرهم مثل الأشعرية أتباع الحسن علي بن إسماعيل الأشعري، كان في أول أمره يميل إلى الاعتزال حتى بلغ الأربعين من عمره ثم أعلن توبته من ذلك وبين بطلان مذهب المعتزلة وتمسك بمذهب أهل السنة رحمه الله أما من ينتسبون إليه فبقوا على مذهب خاص يعرف بمذهب الأشعرية، لا يثبتون من الصفات إلا سبعًا زعموا أن العقل دل عليها، ويؤولون ما عداها وهي المذكورة في هذا البيت:

حي عليم قدير والكلام له

إرادة وكذلك السمع والبصر

ولهم بدع أخرى في معنى الكلام والقدر وغير ذلك.

[94]

وأما بالنسبة إلى إمام في فروع الدين كالطَّوائف الأربع فليس بمذموم، فإن الاختلاف في الفروع رحمة، والمختلفون فيه محمودون في اختلافهم، مُثَابون في اجتهادهم، واختلافهم رحمة واسعة، واتفاقهم حجة قاطعة.

ص: 163

[95]

نسأل الله أن يعصمنا من البدع والفتنة، ويحيينا على الإسلام والسُّنة، ويجعلنا ممن يتَّبع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحياة، ويحشرنا في زمرته بعد الممات برحمته وفضله، آمين.

وهذا آخر المعتقد، والحمد لله وحده، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليمًا.

.... الشرح....

الخلاف في الفروع

الفروع: جمع فرع وهو لغة: ما بني غلى غيره، واصطلاحًا: ما لا يتعلق بالعقائد، كمسائل الطهارة والصلاة ونحوها.

والاختلاف فيها ليس بمذموم حيث كان صادرًا عن نية خالصة واجتهاد لا عن هوى وتعصب؛ لأنه وقع في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولم ينكره حيث قال في غزوة بني قريظة: "لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريظة، فحضرت الصلاة قبل وصولهم فأخر بعضهم الصلاة حتى وصلوا بني قريظة وصلى بعضهم حين خافوا خروج الوقت، ولم ينكر النبي صلى الله عليه وسلم على واحد منهم" رواه البخاري154، ولأن الاختلاف فيها موجود في الصحابة وهم خير القرون؛ ولأنه لا يورث عداوة ولا بغضاء ولا تفرق كلمة بخلاف الاختلاف في الأصول.

وقول المؤلف: المختلفون فيه محمودون في اختلافهم، ليس ثناء على الاختلاف فإن الاتفاق خير منه وإنما المراد به نفي الذم عنه، وأن كل واحد محمود على ما قال؛ لأنه مجتهد فيه مريد للحق فهو محمود على اجتهاده واتباع ما ظهر له من الحق وإن كان قد

154 البخاري: كتاب صلاة الخوف: باب الطالب والمطلوب راكبًا وإيماءً "946" من حديث ابن عمر رضي الله عنهما.

ص: 164

لا يصيب الحق وقوله: إن الاختلاف في الفروع رحمة وإن اختلافهم رحمة واسعة، أي داخل في رحمة الله وعفوه حيث لم يكلفهم أكثر مما يستطيعون ولم يلزمهم بأكثر مما ظهر لهم، فليس عليهم حرج في هذا الاختلاف بل هم فيه داخلون تحت رحمة الله وعفوه إن أصابوا فلهم أجران وإن أخطئوا فلهم أجر واحد.

الإجماع وحكمه

الإجماع لغة: العزم والاتفاق، واصطلاحًا: اتفاق العلماء المجتهدين من أمة محمد صلى الله عليه وسلم على حكم شرعي بعد النبي صلى الله عليه وسلم وهو حجة لقوله تعالى:

{فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ} [النساء: 59] .

وقول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تجتمع أمتي على ضلالة". رواه الترمذي155.

155 حديث صحيح: أخرجه الترمذي "2167" وابن أبي عاصم في السنة "80" والحاكم "115/1، 116" والخطيب في الفقيه والمتفقة "61/1" من حديث ابن عمر، وقال الترمذي "حديث غريب" وإسناده ضعيف كما في تخريج السنة للألباني "40/1" وله طريق آخر عند الطبراني في الكبير "447/12" وإسناده حسن، وقال الهيثمي في المجمع "218/5": رواه الطبراني بإسنادين رجال أحدهما ثقات رجالِ الصحيح خلا مرزوق مولى آل طلحة وهو ثقة. أ. هـ.

وللحديث شواهد كثيرة: منها حديث ابن عباس مرفوعا "لا يجمع الله أمتى -أو قال هذه الأمة- على ضلالة ويد الله على الجماعة" أخرجه الحاكم "116/1" واقتصر الترمذي على الجملة الأولى منه وإسناده جيد.

ومنها حديث أبي مسعود: أخرجه ابن أبي عاصم في السنة "85" والطبراني في الكبير "239/17، 240" والحاكم "506/4، 507" وصححه ووافقه الذهبي، وقال الهيثمي في المجمع "219/5": رجاله ثقات، وقال الحافظ في التلخيص "141/2": إسناده صحيح ومثله لا يقال من قبل الرأي.

وراجع تلخيص الحبير "141/2" للاطلاع على بقية شواهده. =

ص: 165

التقليد

التقليد لغة: وضع القلادة في العنق. واصطلاحًا: اتباع قول الغير بلا حجة.

وهو جائز لمن لا يصل إلى العلم بنفسه لقوله تعالى: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} [النحل: 43] .

والمذاهب المشهورة أربعة:

المذهب الحنفي: وإمامه أبو حنيفة النعمان بن ثابت إمام أهل العراق ولد سنة 80هـ وتوفي سنة 150هـ.

المالكي: وإمامه أبو عبد الله مالك بن أنس إمام دار الهجرة ولد سنة 93هـ وتوفي سنة 179هـ.

الشافعي: وإمامه أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي ولد سنة 150هـ وتوفي سنة 204هـ.

الحنبلي: وإمام أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل ولد سنة 164هـ وتوفي سنة 241هـ.

= والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين وسلم تسليمًا، وتم التعليق على هذا الكتاب النافع المفيد "شرح لمعة الاعتقاد لابن قدامة" للشيخ محمد الصالح العثيمين في صباح يوم الجمعة الموافق 6 من شهر رجب 1410هـ.

بمصر، مدينة الإسماعيلية على يد الفقير إلى عفو ربه أشرف بن عبد المقصود بن عبد الرحيم غفر الله له ولوالديه ولجميع المسلمين، آمين.

ص: 166

وهناك مذاهب أخرى كمذهب الظاهرية والزيدية والسفيانية وغيرهم وكلٌ يؤخذ من قوله ما كان صوابًا ويترك من قوله ما كان خطأ، ولا عصمة إلا في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

نسأل الله أن يجعلنا من المتمسكين بكتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ظاهرًا وباطنًا وأن يتوفانا على ذلك وأن يتولانا في الدنيا والآخرة وأن لا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا وأن يهب لنا منه رحمة إنه هو الوهاب.

والحمد لله كثيرًا، كما يحب ربنا ويرضى، وكما ينبغي لكرم وجهه عز جلاله والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآل وصحبه.

تم في عصر الجمعة الموافق 1392/1/10هـ

بقلم مؤلفة الفقير إلى الله

محمد الصالح العثيمين.

ص: 167

الفهارس العامة للكتاب

1-

فهرس الآيات

2-

فهرس الأحاديث

3-

فهرس الآثار

4-

فهرس الموضوعات

ص: 169

1-

فهرس الآيات

الآية رقمها الصفحة

سورة البقرة

{وَإِنْ كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا} ............. 23 80

{أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِين} .................................. 24 131، 133

{يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِي الَّتِي} .................. 47 138

{إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً} .................... 119 101

{مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَاّ بِإِذْنِهِ} ................... 255 129، 130

{هَلْ يَنظُرُونَ إِلَاّ أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ} ...................... 210 51، 52

{مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّه} ................................ 253 70، 71

{وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيم} ................................ 255 65

{وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّه} .......................... 282 4

{لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَاّ وُسْعَهَا} ..................... 286 34، 94

سورة آل عمران

{فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُون} .................. 7 32، 33

{وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَاّ اللَّه} ........................... 7 32

{وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُون} ...................... 7 32، 33

{فَزَادَهُمْ إِيمَانا} .................................... 173 99

{أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} .................................. 133 131، 133

{كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} ..................... 110 138

سورة النساء

{وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ} ........................ 27 97

{فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى} ....................... 59 165

{فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ} ................ 65 136

{وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ} .................... 69 135

{وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ} ........................... 93 55

{وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ} ....................... 115 40

ص: 171

الآية رقمها الصفحة

{إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ} .................... 142 25

{وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَاّ لَيُؤْمِنَنَّ} ................ 159 106

{وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيماً} ...................... 164 70، 71

{لِئلَاّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ} ............... 165 93، 94

{وَلا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقاً ، إِلَاّ طَرِيقَ} ................. 168، 169 132

سورة المائدة

{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} ..................... 3 43

{فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ} .................. 54 53، 54

{بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} ........................... 64 20، 49، 50

{تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي} ............. 116 51

{رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ} .................. 119 52، 53

سورة الأنعام

{كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ} ............... 54 51

{فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ} ................. 125 89، 93، 97

{يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ} .................... 158 110

{لا يَنفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ} ................... 158 110

سورة الأعراف

{قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّي الْفَوَاحِشَ} ................... 33 20

{أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ} .......................... 54 78

{وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ} ............... 143 72

{لَنْ تَرَانِي} ................................... 143 87

{يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ} ............ 144 70

{وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} ........................ 180 21

سورة الأنفال

{وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} ...... 30 24

سورة التوبة

{وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ} ............. 6 78

{وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ} ...................... 46 56

ص: 172

الآية رقمها الصفحة

سورة يونس

{وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ} ............... 15 80، 83

سورة هود

{فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ} .................... 106 133

{إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ} ....................... 107 91

سورة إبراهيم

{يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ} .................. 27 111

سورة النحل

{فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ} ................... 43 166

{وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الأَعْلَى} ........................... 60 24

{قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ} ................ 102 74

{ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ} ................ 125 159، 160

سورة الإسراء

{سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ} ................... 1 102

{عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً} .................. 79 137

{قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ} ............... 88 77، 85

سورة الكهف

{وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً} ........................ 49 25

{حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ} .................... 93، 94 108

{فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْناً} ................ 105 121

سورة مريم

{كهيعص} .................................. 1 80

{وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ} ....................... 39 134

{وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الأَيْمَنِ} ............. 52 73

{وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَاّ وَارِدُهَا} ....................... 71 126

سورة طه

{الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} ................. 5 61، 68، 69

{الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} ................. 5-7 28

ص: 173

الآية رقمها الصفحة

{فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي يَا مُوسَى ، إِنِّي} ............... 11، 12 70، 73

{وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى} ................ 13 74

{إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَاّ أَنَا فَاعْبُدْنِي} .............. 14 70، 73

{وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً} ......................... 110 26

{يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ} ................. 115 28

سورة الأنبياء

{لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ} ............... 23 85

{وَلا يَشْفَعُونَ إِلَاّ لِمَنْ ارْتَضَى} .................. 28 128، 130

{وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ} .................. 47 120

{كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ} .................... 104 116

{حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ} ............. 96، 97 109

سورة الحج

{أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي} .................. 70 92

سورة المؤمنون

{فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ} ................... 102، 103 120

سورة الفرقان

{تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ} ............ 1 78

{وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً} ................ 2 89، 93

سورة الشعراء

{يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ ، إِلَاّ مَنْ} ............ 88، 89 4

سورة النمل

{وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا} ................ 82 110

سورة العنكبوت

{بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ} ........... 49 80، 83

سورة الأحزاب

{وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ} .................. 7 135

{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ} ............. 21 40

ص: 174

الآية رقمها الصفحة

{مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ} ............. 40 136

{إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ} ................. 64، 65 132

سورة سبأ

{لَنْ نُؤْمِنَ بِهَذَا الْقُرْآنِ} .......................... 31 79

سورة يس

{فَإِذَا هُمْ مِنَ الأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ} ................. 51 111، 114

{وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ} .................. 69 79، 85

{أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ} .............. 71 50

سورة الصافات

{وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ} ....................... 96 93، 96

سورة الزمر

{اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ} ............................ 62 96

{وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ} ...................... 68 114

سورة غافر

{مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ إِلَاّ} ...................... 4 160

{الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا} ....................... 17 94، 95

{وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا} ....................... 5 161

سورة فصلت

{لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ} ...................... 42 77، 85

سورة الشورى

{حم ، عسق} ................................... 1، 2 80

{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} ............. 11 26، 28، 30، 34، 35، 61

{شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ} ................. 13 136

{وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ} .................... 51 70

{وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً} ...................... 52 78

ص: 175

الآية رقمها الصفحة

سورة الزخرف

{فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ} ....................... 55 55

{إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ} .................. 74، 75 131

سورة محمد

{فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَاّ السَّاعَةَ} ........................ 18 105

{ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ} ..................... 28 55، 56

سورة الفتح

{لِيَزْدَادُوا إِيمَاناً} .................................. 4 98

{غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ} ............................. 6 54

{مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ} ........... 29 150

سورة الحجرات

{وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} ........................ 9 149

{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} ............................. 10 149

سورة النجم

{وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى ، مَا ضَلَّ} ....................... 1، 2 102

{لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى} ................... 18 102

سورة القمر

{إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} ........................ 49 89، 92

سورة الرحمن

{وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ} ............. 27 48

سورة الواقعة

{قُلْ إِنَّ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ} ......................... 49، 50 115

{إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ ، فِي كِتَابٍ} ...................... 77- 79 80، 83

{فَلَوْلا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ} .......................... 83، 84 112

{فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ ، فَرَوْحٌ} ................. 88، 89 113

سورة المجادلة

{لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ} .......... 22 159

ص: 176

الآية رقمها الصفحة

سورة الحشر

{وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ} ....................... 10 150

سورة التغابن

{قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ} ........................... 7 115

{فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} ......................... 16 93، 95

سورة الحديد

{مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ} ................ 22 89، 92

{أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ} ....................... 21 133

سورة الطلاق

{ذَلِكَ أَمْرُ اللَّهِ أَنزَلَهُ إِلَيْكُمْ} ...................... 5 78

سورة الملك

{تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ} ....................... 1 50

{أَأَمِنتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ} ......................... 16 65

سورة الحاقة

{هَاؤُمْ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ} ........................... 19 123

{وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ} ................... 25 122

{يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ} ....................... 25، 26 123

سورة الجن

{وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ} ................... 23 132

سورة المدثر

{إِنْ هَذَا إِلَاّ سِحْرٌ يُؤْثَرُ} ......................... 24 85

{إِنْ هَذَا إِلَاّ قَوْلُ الْبَشَرِ} ......................... 25 79، 85

{سَأُصْلِيهِ سَقَرَ} ................................. 26 79، 85

{فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ} .................... 48 130

سورة القيامة

{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ ، إِلَى رَبِّهَا} .................. 22، 23 86، 87

ص: 177

1-

فهرس الأحاديث

الحديث الرَّاوي الصفحة

آمنت بالقدر خيره وشره.............................. أنس 90، 91

أبو بكر في الجنة وعمر في الجنة........................ سعيد بن زيد 44، 147

اترك الستة واعبد الذي في السماء..................... حصين بن عبيد 65، 67

إذا أراد الله أن يوحي بأمره........................... النواس بن سمعان 72، 76

إذا تكلم الله بالوحي سمع صوته....................... ابن مسعود 71، 76

إذا كان يوم القيامة كنت إمام........................ أبَى بن كعب 138

أسألك بكل اسم هو لك............................. ابن مسعود 22

أعتقها فإنها مؤمنة.................................... معاوية بن الحكم 65، 66

اقرءوا القرآن أن يأتي قوم............................. سهل بن سعد 81

اللهم إني أعوذ برضاك من............................ عائشة 56

اللهم حاسبني حسابا يسيرا............................ عائشة 117

أما أهل النار الذين هم أهلها.......................... أبو سعيد 129

أما في ثلاثة مواطن فلا يذكر.......................... عائشة 122

إن ابني هذا سيد ولعل الله أن.......................... أبو بكرة 143

إن أهل الجنة إذا دخلوا فيها........................... أبو هريرة 75

إن بعد ما بين سماء إلى سماء............................ العباس بن عبد المطلب 62

أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه.......................... ابن عمر 90

إن العبد إذا وضع في قبره............................. أنس 112

إن لكل نبي حوضا وإنهم............................. أبو سعيد 125

إن لله تسعة وتسعين اسما............................. أبو هريرة 22

إن الله قدر مقادير الخلق............................. عبد الله بن عمرو 92

إن الله كتب كتابا عنده فوق......................... أبو هريرة 55

إن الله كره لكم قيل وقال........................... المغيرة بن شعبة 57

إن الله لما قضى الخلق كتب.......................... أبو هريرة 62

إن الله ليرضى عن العبد أن.......................... أنس بن مالك 53

إن الله يرى في الآخرة.............................. 35

إن الله ينزل إلى السماء الدنيا........................ أبو هريرة 35

ص: 179

الحديث الرَّاوي الصفحة

إن ما بين سماء إلى سماء مسيرة..................... العباس 65

أن موسى عليه السلام ليلة رأى.................. 71

أنا سيد الناس يوم القيامة........................... أبو هريرة 136

أنا سيد ولد آدم يوم القيامة......................... أبو سعيد الخدري 137

إنك لست من أهل النار............................ أنس 146

إنك لن تنفق نفقة تبتغي بها.......................... سعد بن أبي وقاص 48

إنكم تحشرون حفاة عراة............................ 116

إنكم ترون ربكم كما ترون......................... جرير 86

إنكم سترون ربكم كما............................. جرير 87

إنه من أهل الجنة................................... أنس 144

إنها لن تقوم حتى تروا قبلها.......................... حذيفة بن أسيد الغفاري 109، 110

إنهم يسجدون بالأرض ويزعمون..................... 65

إني رأيت الجنة فتناولت منها......................... ابن عباس 131

إني فرطكم على الحوض............................ سهل بن سعد وأبو سعيد 123

أهون أهل النار عذابا أبو طالب...................... النعمان بن بشير 147

أول ما يحاسب به العبد يوم......................... أبو هريرة 119

أول ما يقضى بين الناس يوم......................... ابن مسعود 119

إلا من ولي عليه وال فرآه........................... عوف بن مالك 157

الإيمان أن تؤمن بالله................................ ابن عمر 91

الإيمان بضع وسبعون شعبة.......................... أبو هريرة 98

بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على......... عبادة بن الصامت 158

بلغني أنه أدق من الشعر............................ أبو سعيد 127

تجرى بهم أعمالهم ونبيكم........................... أبو هريرة وحذيفة 127

ثلاث من أصل الإيمان.............................. أنس 148، 158

ثم يضرب الجسر على جهنم......................... أبو سعيد 126

ثم ينفخ في الصور فلا يسمعه......................... عبد الله بن عمرو 114

حتى إذا لم يبق إلا من يعبد.......................... أبو سعيد الخدري 52

حتى يمر آخرهم يسحب سحبا....................... أبو سعيد 27

الحسن والحسين سيدا............................... أبو سعيد الخدري 144، 149

الخلافة من بعدي ثلاثون............................ سفينة أبو عبد الرحمن 140، 143

ص: 180

الحديث الرَّاوي الصفحة

خير الناس قرنى................................. ابن مسعود 140

رأيته يجر أمعاءه في النار.......................... عائشة 148

ربنا الله الذي في السماء.......................... أبو الدرداء 66

سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الصراط...... أبو سعيد الخدري 126

سبحان الله وبحمده عدد.......................... جويرية 51

السمع والطاعة على المسلم....................... ابن عمر 157

عليكم بسنتي وسنة الخلفاء........................ العرباض بن سارية 39، 40، 138، 143

فأكون أنا وأمتي أول من.......................... أبو هريرة 128

فبينما هو كذلك إذ أوحى........................ النواس بن سمعان 109

فتح اليوم من ردم يأجوج......................... زينب بنت جحش 108

فتوضع السجلات في كفة......................... عبد الله بن عمرو 120

فلو كنت ثم لأريتكم قبره......................... أبو هريرة 103

فيقول الله تعالى: شفعت الملائكة................... أبو سعيد 129

فيقول الله عز وجل: اكتبوا........................ البراء بن عازب 113

فيمر المؤمنون كطرف العين........................ أبو سعيد 127

فينادي منادٍ من السماء أن......................... البراء بن عازب 113

قولوا اللهم إني أعوذ بك من....................... ابن عباس 105

كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في صلاته.... حذيفة 66

كلمتان حبيبتان إلى الرحمن........................ أبو هريرة 120

كنا نخير بين الناس في زمن........................ ابن عمر 142

كنا نقول والنبي صلى الله عليه وسلم حي: أفضل. ابن عمر 138

لا تجتمع أمتي على ضلالة......................... ابن عمر 165

لا تسبوا أصحابي فوالذي......................... أبو سعيد الخدري 151

لا تسبوا الدهر فإن الله هو........................ أبو هريرة 110

لا تقوم الساعة حتى تطلع......................... أبو هريرة 110

لا يصلين أحد العصر إلا في....................... ابن عمر 164

لأعطين الراية غدا رجلاً.......................... سهل بن سعد 54

ما طلعت الشمس ولا غربت...................... أبو الدرداء 139

المسلم إذا سئل في القبر........................... البراء بن عازب 111

ص: 181

الحديث الرَّاوي الصفحة

من سمع به فلينأ عنه................................ عمران بن حصين 160

من سمع به فلينأ ومن أدركه......................... النواس بن سمعان 106

من قرأ القرآن فأعربه فله........................... ابن مسعود 81، 84

من كان في قلبه مثقال حبة......................... 149

نحن آخر الأمم وأول من........................... ابن عباس 119

نحن الآخرون السابقون............................. أبو هريرة وحذيفة 119

هذه امرأتك....................................... عائشة 153

وإني والله لأنظر إلى حوضي......................... عقبة بن عامر 125

وإياكم ومحدثات الأمور............................ العرباض بن سارية 40

وقني شر ما قضيت................................ الحسن بن علي 90، 92

ولكن ربنا إذا قضى أمرا سبح...................... ابن عباس 75

والله لينزلن عيسى ابن مريم......................... 106

ولولا أنا لكان في الدرك........................... العباس بن عبد المطلب 130

يا أهل الجنة خلود ولا موت........................ أبو سعيد 133

يؤتى بالموت كهيئة كبش أملح....................... أبو سعيد الخدري 134

يحشر الله الخلائق فيناديهم........................... عبد الله بن أنيس 73

يحشر الناس يوم القيامة عراة......................... عبد الله بن أنيس 116

يحشر الله الخلائق يوم القيامة......................... عبد الله بن أنيس 71

يحشر الناس يوم القيامة على أرض.................... سهل بن سعد 115

يخرج من النار من قال: لا إله إلا الله................. أنس 98، 100

يضحك الله إلى رجلين قتل.......................... أبو هريرة 60

يعجب ربك من الشاب ليست....................... عقبة بن عامر 58، 59

يقول الله لأهل الجنة: يا أهل......................... أبو سعيد الخدري 75

يقول الله يوم القيامة: يا آدم.......................... أبو سعيد الخدري 108

يكون عليكم أمراء تعرفون........................... ابن مسعود 158

يمين الله ملأى لا يغيضها............................. أبو هريرة 49

ينزل ربنا تبارك وتعالى كل........................... أبو هريرة 58

ينزل ربنا إلى السماء الدنيا............................ أبو هريرة 58

ص: 182

3-

فهرس الآثار

الأثر الرَّاوي الصفحة

آمنت بالله وبما جاء عن الله....................... الإمام الشافعي 36

الاستواء غير مجهول والكيف...................... الإمام مالك 69

اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم...................... ابن مسعود 41

إعراب القرآن أحب إلينا من..................... أبو بكر وعمر رضي الله عنهما 82، 84

خير هذه الأمة بعد نبيها......................... علي 138

عليك بآثار مَنْ سلف وإن....................... الأوزاعي 4، 42

فاصبر نفسك على السُّنة........................ الأوزاعي 4

قف حيث وقف القوم فإنهم..................... عمر بن عبد العزيز 41

الكرسي موضع القدمين والعرش................. ابن عباس 64

من كفر بحرف منه فقد كفر به.................. علي 82، 84

نؤمن بها ونصدق بها لا كيف.................... الإمام أحمد 35

هل عَلِمَها رسول الله صلى الله عليه وسلم......... الأذرمي 44

ص: 183