الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقد قدر لابن أبي الربيع الاتصال بنخبة لامعة من أئمة العلم البارزين في الأندلس وأن يأخذ عنهم ويحمل ما أجازوه حمله وروايته من مصنّفاتهم وسائر الكتب التي رووها عن أشياخهم ودرسوها في مجالسهم وحلقات دروسهم العامة، وقد ساعده على جودة التحصيل طموح قاده إلى التّفوق العلمي، وكفاءة سمت به إلى ذروة المجد يوم خلف شيخه أبا علي الشلوبين على درسه في الجامع الأعظم بإشبيلية بتوجيه من شيخه أبي علي فوصل درسه بدرس شيخه وسنده بسنده في كفاءة نادرة لا يجارى فيها وبراعة فائقة لا يشق له غبار، وأداء ما يتقاصر فيه عن شيخه أبي علي الشلوبين، إن لم يكن فاقة في رجاحة العقل ونباهة الضمير وحسن الممالحة، في مقابل الغفلة والبَلَه اللّذين نحس حظ أبي علي الشلوبين بهما، وغيرهما من الصّفات المنغصة في حياة أبي علي الشلوبين رحمه الله.
المبحث الثاني:
شيوخه
حفل برنامج ابن أبي الربيع الذي رواه عن شيوخه، وأملاه على تلميذه أبي القاسم ابن الشاط الأنصاري - بأسماء نخبة من العلماء الّذين التقى بهم وصحبهم وقرأ عليهم، أو سمع ما يُقرأ في مجالسهم، أو أجازوه رواية ما روَوه عن أشياخهم أو أذنوا له برواية مصنفاتهم وغير ذلك من طرق الأداء والتحمل وفيما يلي تعريف موجز بأشياخه الذين ورَدَ ذِكْرُهم في برنامجه بحسب الكنية التي تصدرت اسم كلّ شيخ منهم.
1-
أبو بكر محمد بن عبد الله الأنصاري الإشبيلي المعروف بالقرطبي المقري 1.
كان عالماً مقرئاً مجوّداً ورعاً مُتَقَلّلا مِن الدُّنيا عاكفاً على التقييد، حريصاً على استفادة العلم..
قال ابن أبي الربيع فيما أخذ عنه: لزمتُه وحضرتُ مجلَسَهُ وقرأتُ عليه بعض كتاب
1 ينظر ترجمته في الذيل والتكملة 6/ 240، وبرنامج شيوخ الرعيني: 11- 14.
الموطّأ، وسمعتُ عليه بعض تأليفه في التفسير، وأجازني جميع ما رواه عن جميع شيوخه1. توفى سنة 628هـ.
2-
أبوبكر 2محمد بن نبيل الغافقي الإشبيلي. (..- 630هـ) كان قاضياً وفرضيَّا مقصوداً في درسه.
قال ابن أبي الرّبيع: تَعلّمتُ عليه الفرائض 00) 2.
3-
أبو الحسن علي بن جابر اللّخمي الإشبيلي المعروف بابن الدبّاج3. (556-646 هـ) . كان إماماً في النحو، حُجّة في النّقل مُسدّداً في البحث، تخَرّجَ به عدد كبيرٌ من العلماء.
قال ابْنُ أبي الرَّبيع: "حضرت مجلَسه في جامع العدَبَّسْ وسمعتُ عليه بَعضَ كتاب سيبويه، وأجازني في جميع ما رواه عن شيوخه"4.
4-
أبو العبّاس أحمد بن محمد اللّخمي العَزَفي السَّبتي5 (557-633 هـ) عالم بالسنة والفقه، لزم التدريس بجامع سَبّتَة طيلة حياته، وقَصدَهُ الدَّارسون يفيدون منه ويقيدون عنه.
قال عنه ابن أبي الربيع: (كَتَبَ إليَّ بإجازة، ما رواه عن جميع شيوخه)6.
5-
أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن خلفون الأزدي الأندلسي الأونْبي
(555 ـ 633 هـ) 7 كان عالماً حافظاً ناقداً بصيراً بالحديث ورجاله، وله فيه مصنفات
1 برنامج ابن أبى الربيع 256- 257.
2 برنامج ابن أبى الربيع 262.
3 ينظر: صلة الصلة 137، واختصار القدح المعلى 155، والعبر للذهبي5/ 190، وسير أعلام النبلاء 23/209، وغاية النهاية1/ 528، ونفح الطيّب 3/ 1 46-478.
4 برنامج ابن أبي الربيع 257- 258.
5 برنامج أبن أبي الربيع 261.
6 برنامج أبن أبي الربيع 261.
7 ينظر: التكملة2/ 643،والذيل والتكملة6/128- 129، وشيوخ الرعينى 54- 55.
مشهورة، منها المنتقى في الرجال، والمفهم في شيوخ البخاري ومسلم، وكتاب علوم الحديث، وغيرها.
قال ابن أبي الربيع: "لقيته بإشبيلية، وأجازني في جميع ما رواه عن شيوخه"1.
6-
أبو علي الشلوبين عمر بن محمد الأزدي2 (562-646 هـ) كان إماماً في علوم العربية، تصدّر للتدريس سِنِىّ حياته، له العديد من المصنفات والشروحات.
قال ابن أبي الربيع: "لزمت مجلسه وقرأت عليه جميع كتاب الإيضاح وأكثر كتاب سيبويه، وسمعت بعضه بقراءة غيري، وقرأت عليه بعض الحماسة الأعلمية، وبعض الأمثال لأبي عبيد، وسمعت عليه بقراءة غيري بعض شعر حبيب، وبعض الأمالي للبغدادي، وبعض المفصل للزمخشري
…
إلى أن يقول: وكانت الجزولية تقرأ عليه وأنا أسمعُ، وأجازني جميع ما رواه عن شيوخه"3.
7-
أبو عمر محمد بن إبراهيم الإشبيلي المعروف بابن زغلل4. كان فقيهاً حافِظاً، عارفاً بالنوازل، فرضياً.
قال ابن أبي الربيع: فيما حمله عنه: "حملتُ عنه إجازة كتاب ابن القاسم الحوفي في الفرائض، وحدّثني به عن القاضي أبي القاسم المذكور) 5.
8-
أبو عمر محمد بن أحمد بن هارون التميمي الإشبيلي6. أخذ عن أبيه أبي القاسم، وأبي الحسن بن خروف، وابن طلحة، وغيرهم.
قال ابن أبي الربيع فيما قرأه وسمعه عليه وأجازه روايته: "قرأت عليه الكتاب
1 برنامج ابن أبي الربيع 262.
2 ينظر اختصار القدح المعلى 2 5 1، وصلة الصلة 0 7- 1 7، وشيوخ الرعينى 83، وإنباه الرواة 2/332، ووفيات الأعيان 3/ 1 45- 2 45، وسير أعلام النبلاء23/ 7 0 2- 8 0 2.
3 برنامج ابن أبى الربيع 258- 259.
4 ينظر الذيل والتكملة 6/ 105.
5 برنامج أبن أبى الربيع 262.
6 ينظر: الذيل والتكملة 6/ 32، وغاية النهاية 2/ 90.
العزيز بقراءات السّبعة حسب ما تضمَّنَهُ كتاب الكافي، وبالإدغام الكبير، وبقراءة يعقوب، وسمعت منه كتاب الكافي لأبي عبد الله بن شريح، وقرأت عليه كتاب المفردات من تأليفه وتأليف ابنه شريح، والجمل مَرّتين، والتّبصرة للصّيمري والأشعار السّتةَ والفصيح وعرضتها عليه، وأدب الكاتب وعرضته عليه من أوله إلى (إقامة الهجاء) ، وإصْلاح المنطق، وعرضته عليه دولا، والحماسة الأعلميّة وعرضتها عليه دولا إلَاّ يسيراً من آخرها، وأجازني جميع مما رواه عن جميع شيوخه"1.
9-
أبو الفتوح عمر بن فاخر العبدري2 (
…
- 636 هـ) كان فقيهاً أصولياً، عالماً بالنحو.
قالت ابن أبي الربيع: ".. أخذت عنه المستصفى بين قراءة وسماع، وسمعت عليه أبعاضاً من كتب الفقه"3.
10-
أبو القاسم أحمد بن يزيد بن عبد الرحمن القرطبي الأموي قاضي الجماعة المعروف بابن بقي (537-625 هـ) .
قال الرعيني في برنامجه: "بيته بقرطبة معروفٌ بالعلم والنّباهة، لم تزل خطَّة القضاء متداولة في سلفه 00"4.
وكان عالماً باللغة العربية، ألف كتاباً في الآيات المتشابهات أحسنُ شيَءٍ في بابه5.
قال ابن أبي الربيع: "قدمَ علينا إشبيلية وهو شيخٌ كبير فسمعت عليه بعض كتاب الكافي لأبي عبد الله بن شريح، وبعض كتاب الموطأ رواية يحيى بن يحيى وأجاز لي جميع ما رواه عن جميع شيوخه. .."6.
1 ينظر: برنامج ابن أبى الربيع 256.
2 ينظر: صلة الصلة 219، وبغية الوعاه 25/ 244.
3 ينظر: برنامج ابن أبى الربيع 262.
4 برنامج شيوخ الرعينى 50- 53.
5 تاريخ قضاة الأندلس 17.
6 برنامج ابن أبى الربيع 260.