الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الثاني والجملة خبر الأول وكان الضمير للمؤمنين ووحد ضمير كل من آمن على معنى كل واحد منهم آمن وكتابه حمزة وعلي يعني القرآن أو الجنس {لَا نُفَرِّقُ} أي يقولون لا نفرق بل نؤمن بالكل {بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ} أحد في بمعنى الجمع ولذا دخل عليه بين وهو لا يدخل إلا على اسم يدل على أكثر
البقرة (285 _ 286)
من واحد تقول المال بين القوم ولا تقول المال بين زيد {وَقَالُواْ سَمِعْنَا} أجبنا قولك {أطعنا} أمرك {غُفْرَانَكَ} أي اغفر لنا غفرانك فهو منصوب بفعل مضمر {رَبَّنَا وَإِلَيْكَ المصير} المرجع وفيه إقرار بالبعث والجزاء والآية تدل على بطلان الاستثناء في الإيمان وعلى بقاء الإيمان لمرتكب الكبائر
لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ
(286)
{لَا يُكَلِّفُ الله نَفْسًا} محكي عنهم أو مستأنف {إِلَاّ وُسْعَهَا} إلا طاقتها وقدرتها لأن التكليف لا يرد إلا بفعل يقدر عليه المكلف كذا في شرح التأويلات وقال صاحب الكشاف الوسع ما يسع الإنسان ولا يضيق عليه ولا يحرج فيه أي لا يكلفها إلا ما يتسع فيه طوقه ويتيسر عليه دون مدى غاية الطاقة والمجهود فقد كان في طاقة الإنسان أن يصلي أكثر من الخمس ويصوم أكثر من الشهر ويحج أكثر من حجة {لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكتسبت} ينفعها ما كسبت من خير ويضرها ما اكتسبت من شر وخص الخير بالكسب والشر بالاكتساب لأن الافتعال للانكماش والنفس تنكمش في الشر وتتكلف للخير {رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا} تركنا أمراً من أوامرك سهواً {أَوْ أَخْطَأْنَا} ودل هذا على جواز المؤاخذة فى النسيان والخطأ خلافا للمعتزلة لا مكان التحرز عنهما في الجملة ولولا جواز المؤاخذة بهما لم يكن للسؤال معنى {رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا} عبأ يأصر حامله أي يحبسه مكانه لثقله استعير للتكليف الشاق من نحو قتل الأنفس وقطع
موضع النجاسة من الجلد والثوب وغير ذلك {كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الذين مِن قَبْلِنَا} كاليهود {رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ} من العقوبات النازلة بمن قبلنا {واعف عنا} امح سيآتنا {واغفر لنا} واسترد ذنوبنا وليس بتكرار فالأول للكبائر والثاني للصغائر {وارحمنا} بتثقيل ميزاننا مع افلاسنا أو الأول من المسخ والثاني من الخسف والثالث من الغرق {أَنتَ مولانا} سيدنا ونحن عبيدك أو ناصرنا أو متولي أمورنا {فانصرنا عَلَى القوم الكافرين} فمن حق المولى أن ينصر عبيده في الحديث من قرأ آمن الرسول إلى آخره في ليلة كفتاه وفيه من قرأهما بعد العشاء الآخرة أجزأتاه عن قيام الليل ويجوز أن يقال قرأت سورة البقرة أو قرأت البقرة لما روى عن على رضى الله عنه خواتيم سورة البقرة من كنز تحت العرش وقال بعضهم يكره ذلك بل يقال قرأت السورة التي تذكر فيها البقرة والله أعلم