الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فلهم أن يتيمموا لمستم حمزة وعلي {صَعِيداً} قال الزجاج هو وجه الأرض تراباً كان أو غيره وإن كان صخرا لا ترا عليه لو ضرب المتيمم يده ومسح لكان ذلك طهوره ومن في سورة المائدة لابتداء الغاية لا للتبعيض {طَيّباً} طاهراً {فامسحوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ} قيل الباء زائدة {إِنَّ الله كَانَ عَفُوّاً} بالترخيص والتيسير {غَفُوراً} عن الخطأ والتقصير
أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلَالَةَ وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ
(44)
{ألم تر} من روية القلب وعدي بإلى على معنى ألم ينته علمك إليهم أو بمعنى ألم تنظر إليهم {إِلَى الذين أُوتُواْ نَصِيبًا مّنَ الكتاب} حظاً من علم التوراة وهم أحبار اليهود {يَشْتَرُونَ الضلالة} يستبدلونها بالهدى وهو البقاء على اليهودية بعد وضوح الآيات لهم على صحة نبوة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنه هو النبي العربي المبشر به في التوراة والإنجيل {وَيُرِيدُونَ أَن تَضِلُّواْ} أنتم أيها المؤمنون {السبيل} أي سبيل الحق كما ضلوه
وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ وَكَفَى بِاللَّهِ وَلِيًّا وَكَفَى بِاللَّهِ نَصِيرًا
(45)
{والله أَعْلَمُ} منكم {بِأَعْدَائِكُمْ} وقد أخبركم بعداوة هؤلاء فاحذروهم ولا تستنصحوهم في أموركم {وكفى بالله وَلِيّاً} في النفع {وكفى بالله نَصِيراً} فى الدفع فثقوا بولايته ونصرته دونهم أولا تبالوا بهم فإن الله ينصركم عليهم ويكفيكم مكرهم وليا ونصيرا منصوبان على التمييز أو على الحال
مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانْظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِنْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا
(46)
{مّنَ الذين هَادُواْ} بيان للذين أوتوا نصيباً من الكتاب أو بيان لأعدائكم وما بينهما اعتراض أو يتعلق بقوله {نصيراً} أي ينصركم من الذين هادوا كقوله {ونصرناه مِنَ القوم الذين كَذَّبُواْ بآياتنا} أو يتعلق بمحذوف تقديره من الذين هادوا قوم يحرفون الكلم فقوم مبتدأ ويحرفون صفة له والخبر من الذين هادوا مقدم عليه وحذف الموصوف وهو قوم وأقم صفته وهو {يُحَرِّفُونَ الكلم عَن
مواضعه} يميلونه عنها ويزيلونه لأنهم إذا بدلوه ووضعوا مكانه كلماً غيره فقد أمالوه عن مواضعه في التوراة التي وضعه الله تعالى فيها وأزالوه عنها وذلك نحو تحريفهم أسمر ربعة عن موضعه في التوراة بوضعهم آدم طوال مكانه ثم ذكر هنا عن مواضعه وفي المائدة مِن بعد مواضعه فمعنى عن مواضعه على ما بينا من
النساء (46 _ 47)
إزالته عن مواضعه التي أوجبت حكمة الله وضعه فيها بما اقتضت شهواتهم من إبدال غيره مكانه ومعنى مِن بَعْدِ مواضعه أنه كان له مواضع هو جدير بأن يكون فيها فحين حرفوه تركوه كالغريب الذي لا موضع له بعد مواضعه ومقاره والمعنيان متقاران {وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا} قولك {وَعَصَيْنَا} أمرك قيل أسرّوا به {واسمع} قولنا {غَيْرَ مُسْمَعٍ} حال من المخاطب أى اسمع وأنت غير مسمع هو قول ذو وجهين يحتمل الذم أي اسمع منا مدعواً عليك بلا سمعت لأنه لو أجبت دعوتهم عليه لم يسمع شيئاً فكان أصم غير مسمع قالوا ذلك اتكالاً على أن قولهم لا سمعت دعوة مستجابة أو اسمع غير مجاب إلى ما تدعوا إليه ومعناه غير مسمع جواباً يوافقك فكأنك لم تسمع شيئاً أو إسمع غير مسمع كلاماً ترضاه فسمعك عنه ناب ويحتمل المدح أي اسمع غير مسمع مكروهاً من قولك أسمع فلان فلاناً إذا سبه وكذلك قوله {وراعنا} يحتمل راعنا نكلمك أي ارقبنا وانتظرنا ويحتمل سبه كلمة عبرانية أو سريانية كانوا يتسابون بها وهى راعنا فكانوا سخرية بالدين وهزؤا برسول الله صلى الله عليه وسلم يكلمونه بكلام محتمل ينوون به الشتيمة والإهانة ويظهرون به التوقير والإكرام {ليا بألسنتهم} فتلابها وتحريفاً أي يفتلون بألسنتهم الحق إلى الباطل حيث يضعون راعنا موضع انظرنا وغير مسمع موضع لا سمعت مكروهاً أو يفتلون بألسنتهم ما يضمرونه من الشتم إلى ما يظهرونه من التوقير نفاقاً {وَطَعْناً فِي الدين} هو قولهم لو كان نبياً حقاً لأخبر بما نعتقد فيه {وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا} ولم يقولوا وعصينا {واسمع} ولم يلحقوا به {غير مسمع