المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌مثال (3) : قال تعالى: (أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه، قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون) - تلحين النحويين للقراء

[ياسين جاسم المحيمد]

فهرس الكتاب

- ‌المقدمة:

- ‌تعريف القراءات

- ‌لمحة وجيزة عن نشأة علم القراءات

- ‌أركان القراءة الصحيحة:

- ‌الفرق بين القرآن والقراءة

- ‌من هم القراء السبعة

- ‌القراءات في كتب النحويين

- ‌تلحين النحويين للقرّاء

- ‌من أسباب تلحين النحويين للقراء

- ‌أمثلة من تلحين النحويين للقراء وردود عليها:

- ‌مثال (1) : قال تعالى: (وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم)

- ‌مثال (2) : قال تعالى: (واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام)

- ‌مثال (3) : قال تعالى: (أمن هو قانت آناء الليل ساجداً وقائماً يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه، قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون)

- ‌مثال (4) : قال تعالى: (ولا يحل لكم أن تأخذوا مما آتيتموهن شيئاً إلا أن يخافا ألا يقيما حدود الله)

- ‌مثال (5) : قال تعالى: (ولبثوا في كهفهم ثلاثمائة سنين وازدادوا تسعاً)

- ‌مثال (6) : قال تعالى: (ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم إن قتلهم كان خطئاً كبيراً)

- ‌مثال (7) : قال تعالى: (ولا يحسبن الذين كفروا سبقوا إنهم لا يعجزون)

- ‌مثال (8) : قال تعالى: (ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغدوة والعشي يريدون وجهه)

- ‌مثال (9) : قال تعالى: (قالوا أرجه وأخاه وأرسل في المدائن حاشرين)

- ‌مثال (10) : قال تعالى: (فاستجبنا له ونجينه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين)

الفصل: ‌مثال (3) : قال تعالى: (أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه، قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون)

وحينما عدد أبو حيّان مذاهب النحاة في جواز العطف على الضمير المخفوض دون إعادة الخافض قال: (والذي نختاره، أنه يجوز ذلك في الكلام مطلقًا، لأن السماع يعضده، والقياس يقويه، أما السماع فما روي من قول العرب: (ما فيها غيره وفرسه) ، بجر الفرس، عطفًا على الضمير في (غيره) والتقدير:(ما فيها غيره، وغير فرسه)(1) .

‌مثال (3) : قال تعالى: (أمن هو قانت آناء الليل ساجداً وقائماً يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه، قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون)

(2) .

قرأ نافع وابن كثير وحمزة بتخفيف الميم (أمن) ، وقرأ الباقون بالتشديد (3) .

* التلحين:

ضعّف هذه القراءة ولحّن من قرأ بها: أبو الحسن الأخفش، فقال:(القراءة بالتخفيف ضعيفة)(4) ، وضعفها كذلك أبو حاتم (5) .

الرد: هذ القراءة - كما هو معلوم - متواترة، رويت عن كبار القراء، إلا أنه لحّنها بعض النحويين - كما ترى - ولو تتبعنا وجوهها في العربية، لرأينا مسوغاتها اللغوية بيّنة. فالألف يجوز أن تكون للنداء، ويجوز أن تكون للاستفهام، إن أضمر معادل.

قال الفراء: الهمزة للنداء، كأنه قيل: يا من هو قانت، ويكون قوله: قل، خطاباً له (6) .

(1) البحر المحيط 2 / 147، وينظر: نظرية النحو القرآني /76 - 77.

(2)

سورة الزمر / 9

(3)

التيسير / 189، والكشف عن وجوه القراءات السبع 1 / 237، والموضح في وجوه القراءات 1 / 1112، والنشر في القراءات العشر 2 / 362، والوافي في شرح الشاطبية في القراءات السبع / 353

(4)

ينظر البحر المحيط 9 / 189

(5)

ينظر المصدر السابق 9 / 189

(6)

البحر المحيط 9 / 188

ص: 32

وقال مكي بن أبي طالب القيسي: (وحجة من خففه أنه جعله نداء، فالألف للنداء، ودليله قوله: (هل يستوي) ناداه، شبهه بالنداء، ثم أمره، ويحسن أن تكون الألف للاستفهام، على أن تضمر معادلاً للألف في آخر الكلام، تقديره: أمن هو قانت كمن هو بخلاف ذلك، ودل عليه قوله:(هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون) . ولا بد من هذا الإضمار، لأن التسوية تحتاج إلى اثنين، وإلى جملتين، والقراءتان متقاربتان حسنتان) (1) .

ولا يختلف كلام أبي البركات بن الأنباري كثيراً عما قاله مكي. قال ابن الأنباري:

(من قرأ بالتخفيف ففيه وجهان:

أحدهما: أن تكون الهمزة للاستفهام بمعنى التنبيه. . .

والثاني: أن تكون الهمزة للنداء، يا من هو قانت أبشر فإنك من أهل الجنة. . .)

(2)

.

وقال نصر بن علي في الموضح: (والوجه أن الألف للاستفهام، و (من) موصولة بمعنى الذي، و (هو قانت) صلتها، والتقدير: أمن هو قانت كمن جعل لله أنداداً، وليس للنداء ههنا موضع) (3) .

وهذا أبو حيان النحوي يحتج لها من الشعر والنثر، فيقول:(أمن) بتخفيف الميم، والظاهر أن الهمزة لاستفهام التقرير، ومقابلة محذوف لفهم المعنى، والتقدير: أهذا القانت خير أم الكافر المخاطب بقوله: (قل تمتع بكفرك) ؟ ويدل عليه قوله: (قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون) . ومن حذف المقابل قول الشاعر:

دعاني إليها القلب إني لأمرها

سميع فما أدري أرشد طلابها (4)

(1) الكشف عن وجوه القراءات 2 /237، وينظر: النشر 2 / 347، وزاد المسير 7 / 165، وتفسير النسفي 4 /51.

(2)

البيان في غريب إعراب القرآن 2 / 322

(3)

الموضح 3 / 1112، يشير إلى الذين فسروا الهمزة بأنها حرف نداء.

(4)

البيت لأبي ذؤيب الهذلي، ينظر: شرح أشعار الهذليين 1 / 43، وهو من شواهد المغني برقم / 4، وبلا نسبة في شرح الأشموني 2 / 371.

ص: 33