المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ في وجوب تعظيم القرآن - جزء فيه ذكر اعتقاد السلف في الحروف والأصوات

[النووي]

الفصل: ‌ في وجوب تعظيم القرآن

القرآن وعلمه "1 رواه البخاري.

ومن الباب السابع منه: في آداب الناس كلهم مع القرآن:

ثبت في صحيح مسلم عن تميم الداري قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" الدين النصيحة".قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم "2.

قال العلماء النصيحة لكتاب الله تعالى هي الإيمان بأنه كلام الله تعالى، وتنزيله لايشبهه شيء من كلام المخلوقين، ولا يقدر على مثله الخلق بأسرهم، ثم تعظيمه وتلاوته حق تلاوته، وتحسينها والخشوع عندها، وإقامة حروفه في التلاوة، والذب عنه لتأويل المحرفين، وتعرض الطاعنين، والتصديق لما فيه، والوقوف مع أحكامه، وتفهم علومه وأمثاله، والاعتبار بمواعظه، والتفكر في عجائبه، والعمل بمحكمه، والتسليم لمتشابهه، والبحث عن عمومه وخصوصه، وناسخه ومنسوخه، ونشر علومه، والدعاء إليه وإلى ماذكرنا من نصيحته.

فصل

أجمع المسلمون على وجوب تعظيم القرآن العظيم على الإطلاق، وتنزيهه وصيانته، وأجمعوا على أن من جحد منه حرفاً مما أجمع عليه. أو زاد حرفاً لم يقرأ به أحد وهو عالم بذلك، فهو كافر

قال الإمام الحافظ أبو الفضل القاضي عياض 3 رحمه الله: اعلم أن من

1 رواه البخاري (5027) .

2 رواه مسلم (55) .

3 القاضي عياض، الإمام العلامة الحافظ الأوحد، شيخ الإسلام، أبو الفضل عياض بن موسى بن عياض بن عمرو بن موسى بن عياض الحيصبي الأندلسي وثم السبتي المالكي. ولد سنة (476هـ) استبحر في العلم، وجمع وألف، وسارت بتصانيفه الركبان، واشتهر اسمه في الآفاق توفي سنة (544هـ)"السير"(5/37-38) .

ص: 71

فصل:‌

‌ في وجوب تعظيم القرآن

أجمع المسلمون على وجوب تعظيم القرآن العظيم على الإطلاق، وتنزيهه وصيانته، وأجمعوا على أن من جحد منه حرفاً مما أجمع عليه. أو زاد حرفاً لم يقرأ به أحد وهو عالم بذلك، فهو كافر

قال الإمام الحافظ أبو الفضل القاضي عياض 3 رحمه الله: اعلم أن من

13 القاضي عياض، الإمام العلامة الحافظ الأوحد، شيخ الإسلام، أبو الفضل عياض بن موسى بن عياض بن عمرو بن موسى بن عياض الحيصبي الأندلسي وثم السبتي المالكي. ولد سنة (476هـ) استبحر في العلم، وجمع وألف، وسارت بتصانيفه الركبان، واشتهر اسمه في الآفاق توفي سنة (544هـ)"السير"(5/37-38) .

ص: 71

استخف بالقرآن أو بالمصحف أو بشيء منه، أو شبه أو جحد حرفاً، أو كذب بشيء مما صرح به فيه من حكم أو خبر، أو أثبت ما نفاه، أو نفى ما أثبته وهو عالم بذلك، أو شك بشيء من ذلك، فهو كافر بإجماع المسلمين. كذلك إن" من جحد التوراة"1 والإنجيل، أو كتب الله المنزلة، أو كفر بها، أو سبها أو استخف بها، فهو كافر.

قال: وقد أجمع المسلمون على أن القرآن المتلو في جميع الأقطار، والمكتوب في المصحف الذي بأيدي المسلمون، مما جمعه الدفتان من أول {الحمد لله رب العالمين} إلى آخر {الناس} كلام الله ووحيه المنزل على نبيه صلى الله عليه وسلم، وإن جميع ما فيه حق، وان من نقص منه حرفاً قاصداً لذلك، أو بدله بحرف آخر مكانه، أو زاد عليه حرفاً لم يشتمل عليه المصحف الذي وقع عليه الإجماع، وأجمع عليه أنه ليس بقرآن، عامد لكل هذا فهو كافر.

قال أبو عثمان الحذار: جميع من ينتحل التوحيد متفقون على أن الجحد بحرف من القرآن كفر، وقد اتفق فقهاء بغداد على استتابة ابن شنبوذ2 القارئ أحد أئمة المقرئين المتصدرين لها مع ابن مجاهد3 لقراءته وإقرائه بسواد من الحروف مما ليس في المصحف. وعقدوا عليه للرجوع عنه والتوبة منه سجلا ً أشهد على

1 في التبيان: إن جحد.

2 هو: محمد بن أحمد بن أيوب بن الصلت المعروف بابن شنبوذ، أبو الحسن، مقرئ كثير الحديث، من أهل بغداد، انفرد بشواذ كان يقرأ بها في المحراب، وعلم الوزير ابن مقلة بأمره فأحضره وأحضر بعض القراء فناظروه فنسبهم إلى الجهل وأغلظ للوزير فأمر بضربه، ونفي إلى المدائن وتوفي في بغداد سنة (328هـ) .

3 هو: أحمد بن موسى بن عباس بن مجاهد التميمي البغدادي المعروف بابن مجاهد، مقرئ محدث نحوي. توفي سنة (324هـ)

ص: 72