الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحقيقة ومعه أصل الإيمان؛ إذ لا إسلامَ إلا بإيمان، ولا إيمانَ إلا بإسلام.
وهذا
الإقرارُ الذي تَثبت به حقيقةُ «الإسلام» يشملُ ثلاثةَ أمورٍ:
- تصديقَ القلب،
- وانقيادَه،
- ونطقَ اللسان؛
وبانقياد القلب ونطق اللسان= يتحقَّق الإقرار ظاهرًا وباطنًا، وذلك يتضمَّنُ ما يعرفُ عند أهلِ العلم بـ:«التزام شرائعِ الإسلام» ؛ وهو: الإيمان بالرسول صلى الله عليه وسلم، وبما جاء به، وعَقْدُ القلب على طاعته؛ فمَن خلا عن هذا الالتزام= لم يكن مُقِرًّا على الحقيقة.
فأما تصديقُ القلب؛ فضدُّه:
- التكذيبُ، والشكُ، والإعراضُ.
وأما انقيادُ القلب؛ فإنه يتضمَّنُ:
- الاستجابةَ، والمحبةَ، والرِّضَا والقبولَ.
وضدُّ ذلك:
- الإباءُ، والاستكبارُ، والكراهةُ لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم.
وأما النطقُ باللسان؛ فضدُّه:
- التكذيبُ، والإعراضُ، فمَن صدَّق بقلبِه وكذَّب بلسانِه= فكفرُه كفرُ جحود، ومَن أقرَّ بلسانِه دونَ قلبِه= فكفرُه كفرُ نفاق.
فنتج عن هذا: ستةُ أنواعٍ من الكفر، كلُّها ضد ما يتحقق به أصل الإسلام، وهذه الأنواع هي:
1 -
كفر التكذيب.
2 -
كفر الشك.
3 -
كفر الإعراض.
4 -
كفر الإباء.
5 -
كفر الجحود.
6 -
كفر النفاق.
- ومِن كفر الإباءِ والاستكبار: الامتناعُ عن متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم والاستجابة لما يدعو إليه، ولو مع التصديق بالقلب واللسان، وذلك كـ: كُفرِ أبي طالب (1)،
(1) فقد كان يَذكر صِدق النبي صلى الله عليه وسلم ونبوته، ومن ذلك قوله في شعره:
ألم تعلموا أنَّا وجدنا محمدًا
…
نبيًا كموسى خُطَّ في أوَّل الكُتْب =
وقوله في قصيدته اللامية:
…
فواللهِ لولا أنْ أجيءَ بسُبَّةٍ
…
تُجَرُّ على أشياخنا في المحافلِ
لكُنَّا اتَّبَعْنَاهُ على كلِّ حالَةٍ
…
مِنَ الدهرِ جِدًّا غيرَ قولِ التهازلِ
لقد عَلِمُوا أَنَّ ابنَنا لا مُكذَّبٌ
…
لدينا ولا يُعْنَى بقوْلِ الأَبَاطِلِ.
انظر: «سيرة ابن إسحاق» ص 138، و «السيرة النبوية» لابن هشام 1/ 311.