المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

الفصل: ‌ ‌الدراسة

‌الدراسة

ص: 11

ارتكزت هذه الدراسة على عدة ركائز أساسية:

أولا: تناولت في دراستي لهذا الكتاب - بإذن الله وعونه - الحديث عن معنى السمت وكيف تكون حَسَن السمت؟ ،ومن تَحَلَّى بالسمت الحسن من الصحابة والسلف الصالح وفضيلة التحلي بالسمت الحسن والفائدة من التزامنا حسن السمت ، وكيف أن الله سبحانه وتعالى أثنى على من حَسُنَ سمته ، وذكرت ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في حسن السمت ، وكذا آراء العلماء في ذلك أيضًا ، ومن اقترب سمته وهديه بالنبي صلى الله عليه وسلم.

ثم قمت بالحديث عن منهج السيوطي في كتبه عامة ، ثم في هذا الكتاب مدار التحقيق.

*وترجمت للإمامين ابن أبي الدنيا والسيوطي.

وقمت بالحديث عن الكتاب ونسبته للمصنف ووضحت رموز النسخ الخطية.

هذا ما يتعلق بالدراسة ، أما عن المنهج المتبع في تحقيق المخطوطتين:

(1)

-قمت بمقابلة النسخ الخطية معتمدًا على مطبوعة دار الكتب العلمية في " ب "

و "ت" ، والتي بدورها اعتمدت على مطبوعة " دار المأمون " ، وفي فروق " ل" و "ط" اعتمدت على مطبوعة دار الكتب العلمية ، وفي فروق " م1 " و "م2 " اعتمدت على نسختين خطيتين الاولى التي بدار الكتب المصرية " م1 " تحت رقم (530 مجاميع) والثانية " م2 " وهي نسخة المكتبة الأزهرية برقم (334 ، 10135).

فصار تحقيقي لهذا الكتاب على ستة نسخ خطية ومطبوعتين.

وعن العمل في هامش التحقيق:

قمت بتخريج الأحاديث.

ص: 13

(1)

وضعت ترجمة مختصرة لجل الأعلام الموجودة في الكتاب ، موضحًا المصادر التي تكلمت عنهم والتي وردت فيها أخبارهم.

(2)

قمت بالتعليق على بعض الفوائد في الكتاب.

(3)

صححت الأخطاء التي وردت في الأحاديث والآثار معتمدا في ذلك على المصادر التي نقل عنها السيوطي.

(4)

طابقت بين متن الكتاب وكتاب الصمت لابن أبي الدنيا باعتباره الأصل الذي اعتمد عليه السيوطي.

(5)

كما قمت بتوضيح ما زاده السيوطي على كتاب الصمت.

(6)

وما يخص عملي في الأبيات الشعرية قمت بذكر المصادر التي وردت فيها ناسبًا إياها إلى قائليها ، أما الأبيات التي لم أقف على قائليها تركتها دون ذكر قائلها ، كما صححت الأخطاء الواقعة في هذه الأبيات من قبل الناسخ أو من قبل السيوطي نفسه.

(7)

قمت بوضع فهرسة شاملة للكتاب من آيات قرآنية إلى أحاديث نبوية وآثار إلى أعلام مرتبة ترتيبًا هجائيًّا إلى الكتب التي وردت في المتن نفسه ثم قمت بعمل فهارس للأبيات الشعرية كل حسب قافيته ، ثم قمت بعمل فهارس الموضوعات.

وأرجو من الله تعالى أن ينفعنا وإياكم بهذا الكتاب وغيره من الكتب ، وأرجو ممن يقرأ هذا الكتاب أن يدعو لوالدي بالجنة رحمه الله.

ص: 14

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على الهادي الأمين ، المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد بن عبد الله ، بعثه الله هاديًا ومبشرًا ونذيرا ، وداعيًا إلى الله وسراجًا منيرا ، ونسأل الله منزل الغيث ، مخرج اللبن من الفرث ، موزع للناس الإرث ، واهب الإناث والذكور ، جاعل من شاء عقيمًا أن يرحمنا ويجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.

وبعد:

بدايةً أريد أن أوضح معنى حسن السمت كما ورد في كتب اللغة حتى يتيسر لنا أن نعرف مغزى الكتاب من عنوانه ، كما أريد أن أوضح ثناء الله على من يتحلى بحسن السمت من الناس ، وكيف وصف الله تعالى نبيه محمدًا بأنه حسن السمت ، ووٌصف نبي الله يوسف بحسن السمت كما ورد في بعض كتب التفاسير وكذلك توضيح معنى الصمت

يقول ابن منظور: " السَّمْتُ: حُسْنُ النَّحْو في مَذْهَبِ الدِّينِ، والفعلُ سَمَتَ يَسْمُتُ سَمْتاً، وإِنه لحَسَنُ السَّمْت أَي حَسَنُ القَصْدِ والمَذْهَب في دينه ودنْياه"(1).

يقول الصاحب ابن عباد في معنى السمت: " السمْتُ: فِعْلُ الخَيْرِ وحُسْنُ النَحْوِ، سَمَتَ يَسْمُت ويَسْمِتُ سَمْتاً. وهو - أيضاً -: السيْرُ بالحَدْسِ والظَّنِّ. وسَمَتَ الطرِيْقَ: لَزِمَه. وتَسَمتَه: تَعَمدَه. والتسْمِيْتُ: ذِكْرُ اللهِ على الشيءِ. وسَمتَ لهم شيئاً: أي بَينَ. وفي الحَدِيث: "سَموا وسَمتُوا" أي ادْعُوا وصَلُّوا. وسَمَت الحَق: قَصَدْته (2).

يقول الزمخشري: " خذ في هذا السمت وهو النحو والطريق، وما أحسن سمته، وقد سمت نحوه يسمت سمتاً.

(1) انظر لسان العرب لابن منظور مادة " سمت "(2/ 46)، ط: دار صادر - بيروت لبنان الطبعة الأولى

(1 - 15).

(2)

انظر المحيط في اللغة مادة " سمت ".

ص: 15

قال:

خواضع بالركبان خوضاً عيونها

وهن إلى البيت العتيق سوامت

وسامته مسامتة. وتسمته: تعمده وقصد نحوه " (1)

يقول الجوهري: " السَمْتُ: الطريق. وسَمَتَ يَسْمُت بالضم، أي قصد. والسَمْتُ: هيئة أهل الخير؛ يقال: ما أحسن سَمْتَه، أي هَدْيه. والسَمْتُ: السير بالظنّ والحدس. وقال:

ليس بها رِيعٌ لِسَمْت السامت وتَسَمَّتَهُ، أي قَصَدَهُ " (2)

هذا ما ورد في كتب اللغة من معنى للسمت أما ما ورد في الكتب التي وضحت غريب الحديث وبينت ما اشتبه علينا من ألفاظ ، " يقول الهروي أن السمت له معنيين: ألا وأن أولهما: أن يكون الإنسان حسن الهيئة في مذهب دينه ، وليس بأن يكون حسن الهيئة في جمال شكله وحسن زينته ، فحسن السمت أن يكون له هيئة أهل الخير ومنظرهم والمعنى الآخر أن السمت يعني الطريق ، يقال: الزم هذا السمت ، فمعنى السمت أن تلتزم طريقة أهل الإسلام وهيئتهم " (3)

* هذا وقد أثنى الله تبارك وتعالى على السمت الحسن وعلى أهله في غيرما آية ، يقول تعالى:

{يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (26)} (الأعراف: 26).

(1) انظر أساس البلاغة.

(2)

انظر الصحاح للجوهري.

(3)

انظر غريب الحديث لأبي عبيد الهروي: (3/ 384)، تحقيق: د. محمد عبد المعيد خان ، ط: دار الكتاب العربي - بيروت - لبنان ، الطبعة الأولى 1396هـ ، (1 - 4)، وانظر:" غريب الحديث " لابن الجوزي:

(1/ 495)، تحقيق: د. عبد المعطي أمين قلعجي ، ط: دار الكتب العلمية - بيروت ، الطبعة الأولى 1985م (1 - 2).

ص: 16

روى الطبري في تفسيره عن ابن عباس رضي الله عنهما بعد أن ذكر معانٍ كثيرة لمعنى قوله تعالى: " وَلِبَاسُ 3 {وَلِبَاسُ التَّقْوَى} .

" وقال آخرون: بل ذلك هو السمت الحسن. ذكر من قال ذلك: حدثني زكريا بن يحيى بن أبي زائدة ، قال: حدثنا عبد الله بن داود ، عن محمد بن موسى ، عن الزباء بن عمرو، عن ابن عباس: وَلِباسُ التّقْوَى قال: السمت الحسن في الوجه "(1)

وروى القرطبي _ رحمه الله _هذا القول أيضًا عن ابن عباس:" وقال ابن عباس: "لباس التقوى" هو العمل الصالح. وعنه أيضا: السمت الحسن في الوجه ".

فالسمت الحسن من التقوى وخشية الله فاللهم ألبسنا لباس التقوى في الدنيا واجعله سببًا من أسباب السعادة لنا في الآخرة ، اللهم آمين آمين.

ووصف الله سبحانه وتعالى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ومن معه من الصحابة بأنهم أشداء أقوياء على الكفار رحماء مع بعضهم بعضا ، ووصفهم بأنهم يكثرون الركوع والسجود لله ، كما وصف نبيه ووصف من معه بأنهم ممن حسُن سمتهم يقول تعالى:

{مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (29)} (سورة الفتح: 29)

(1)" جامع البيان في تأويل القرآن " محمد بن جرير الطبري: (12/ 367)، تحقيق: أحمد محمد شاكر ، ط: مؤسسة الرسالة ، الطبعة الأولى ، 1420هـ - 2000م ، (1 - 24).

ص: 17

* قال الطبري في تفسيره: " وقال ابن عباس ومجاهد: السيما في الدنيا وهو السمت الحسن "(1).

* ونقل ابن كثير هذا القول عن ابن عباس أيضًا قال:

" قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما: سيماهم في وجوههم يعني السمت الحسن "(2).

* كما وصف الله سبحانه وتعالى نبيه يوسف بحسن السمت كما ورد عن ابن كثير في تفسيره للآية (36) من سورة يوسف ، يقول تعالى:

{وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا وَقَالَ الْآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (36)} .

* يقول ابن كثير في تفسيره: " قال السدي: كان سبب حبس الملك إياهما أنه توهم أنهما تمالَا على سمه في طعامه وشرابه ، وكان يوسف عليه السلام قد اشتهر في السجن بالجود والأمانة ، وصدق الحديث ، وحسن السمت ، وكثرة العبادة ، صلوات الله عليه وسلامه "(3).

فحسن السمت صفة لازمة للأنبياء وصفة لازمة لمن اصطفاهم الله لهم ليؤازروهم في نشر دعوتهم فقد اشتهر الصحابة رضوان الله عليهم بحسن السمت وكان ابن أم عبد وهو عبد الله بن مسعود أقرب هؤلاء الصحابة من النبي سمتًا ودلًا كما وردت بعض

(1)" تفسير الطبري "(22/ 264)، تحقيق: شاكر.

(2)

تفسير القرآن العظيم " ابن كثير: (3/ 401)، تحقيق: سامي بن محمد سلامة ، ط: دار طيبة للنشر والتوزيع ، الطبعة الثانية 1420هـ - 1999م.

(3)

تفسير القرآن العظيم " ابن كثير: (4/ 387).

ص: 18

الأحاديث النبوية والتي فيها ذكر لحسن السمت وكيف أنه من علامات النبوة وجزءًا من أجزائها، فعن عبد الله ابن عباس رضي الله عنه _ أنه قال:

" القصد والتؤدة ، وحسن السمت ، جزء من خمسة وعشرين جزءًا من النبوة "(1).

يقول هشام الأندلسي في شرحه لألفاظ هذا الحديث:

" قوله: إنه كان يقول القصد والتؤدة؛ والقصد: العدل في الأمر والتوسط فيه يقال: قصد يقصد ، واقتصد يقتصد ، قال تعالى " واقصد في مشيك " قال عبد الرحمن بن حسان:

على الحكم المأتي يومًا إذا قضى

قضيّته أن لا يجور ويقصد

والتؤدة: الرفق ، اتّأد: رفق.

- قوله: " وحسن السمت " السمت: الهيئة " (2).

قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في كتابه فتح الباري: (التؤدة والاقتصاد وحسن السمت جزء من ستة وعشرين جزءًا من النبوة أي النبوة مجموع خصال مبلغ أجزائها ذلك وهذه الثلاثة جزء منها، وعلى مقتضى ذلك يكون كل جزء من الستة والعشرين ثلاثة أشياء، فإذا ضربنا ثلاثة في ستة وعشرين انتهت إلى ثمانية وسبعين فيصح لنا أن عدد خصال النبوة من حيث آحادها ثمانية وسبعون ، قال - يقصد القرطبي في كتابه المفهم -: ويصح أن يسمى كل اثنين منها جزءًا فيكون العدد بهذا الاعتبار تسعة وثلاثين، ويصح أن يسمى كل أربعة منها جزءًا فتكون تسعة عشر جزءًا ونصف جزء،

(1) أثر موقوف أورده الإمام مالك في الموطأ ، كتاب: الشعر ، باب: ما جاء في المتحابين في الله ، وقد رفعه الطبراني في " تاريخه الكبير " عن عبد الله بن سرخس رضي الله عنه انظر موطأ مالك (17/ 1718) ص: 675 ، ط: دار التقوى ، تحقيق: الشيخ كامل عويضة.

(2)

" التعليق على الموطأ " هشام بن أحمد الأندلسي: (2/ 364)، تحقيق: د. عبد الرحمن العثيمين - وفقه الله دائمًا إلى الخير - ، ط: مكتبة العبيكان ، الطبعة الأولى 1421 هـ / 2001 م.

ص: 19

فيكون اختلاف الروايات في العدد بحسب اختلاف اعتبار الأجزاء ولا يلزم منه اضطراب ، قال: وهذا أشبه ما وقع لي في ذلك مع أنه لم ينشرح به الصدر ولا اطمأنت إليه النفس ، قلت: وتمامه أن يقول في الثمانية والسبعين بالنسبة لرواية السبعين ألغي فيها الكسر وفي التسعة والثلاثين بالنسبة لرواية الأربعين جبر الكسر ولا تحتاج إلى العدد الأخير لما فيه من ذكر النصف ، وما عدا ذلك من الأعداد قد أشار إلى أنه يعتبر بحسب ما يقدر من الخصال ، ثم قال: وقد ظهر لي وجه آخر وهو أن النبوة معناها أن الله يطلع من يشاء من خلقه على ما يشاء من أحكامه ووحيه إما بالمكالمة ، وإما بواسطة الملك، وإما بإلقاء في القلب بغير واسطة لكن هذا المعنى المسمى بالنبوة لا يخص الله به إلا من خصه بصفات كمال نوعه من المعارف والعلوم والفضائل والآداب مع تنزهه عن النقائص أطلق على تلك الخصال نبوة ، كما في حديث التؤدة والاقتصاد أي تلك الخصال من خصال الأنبياء والأنبياء مع ذلك متفاضلون فيها كما قال تعالى:

{

وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ

} (الإسراء من الآية 55)

ومع ذلك فالصدق أعظم أوصافهم يقظة ومنامًا فمن تأسى بهم في الصدق حصل من رؤياه على الصدق ، ثم لما كانوا في مقاماتهم متفاوتين كان أتباعهم من الصالحين كذلك وكان أقل خصال الأنبياء ما إذا اعتبر كان ستة وعشرين جزءًا وأكثرها ما يبلغ سبعين وبين العددين مراتب مختلفة بحسب ما اختلفت ألفاظ الروايات ، وعلى هذا فمن كان من غير الأنبياء في صلاحه وصدقه على رتبة تناسب حال نبي من الأنبياء كانت رؤياه جزءًا من نبوة ذلك النبي ولما كانت كمالاتهم متفاوتة كانت نسبة أجزاء منامات الصادقين متفاوتة على ما فصلناه ، قال: وبهذا يندفع الاضطراب إن شاء الله) (1).

(1)" فتح الباري شرح صحيح البخاري " ابن حجر العسقلاني: (12/ 368)، ط: دار المعرفة - بيروت - لبنان 1379هـ ، (1 - 13).

ص: 20

وروى الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

" خصلتان لا تجتمعان في منافق: حسن سمت، ولا فقه في الدين "(1).

*ووصف كثيٌر جدًّا من السلف وكثير من العلماء بحسن السمت ، وذكر ذلك المترجمون والمؤرخون ، وألزموا أنفسهم بذكر حسن سمتهم إن وُصِفُوا بذلك.

عبد الله بن مسعود:

ممن وصف بحسن السمت من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله بن مسعود كما ذكرت آنفًا.

فعن عبد الرحمن بن يزيد رحمه الله قال: " سألنا حذيفةَ عن رجل قريب السَّمْتِ والهَدي والدَّلِّ من رسولِ الله صلى الله عليه وسلم حتى نأخذَ عنه؟ فقال: ما أعرف أحدًا أقربَ سَمْتا وهَدْيا ودَلاّ بالنبيِّ صلى الله عليه وسلم من ابنِ أمِّ عبد " يقصد عبد الله بن مسعود " (2)

ويقول ابن حجر العسقلاني: " ما أعلم أحدًا أقرب سمتًا ، أي: خشوعًا ، وهديًا أي: طريقة ودلاً أي: سيرة وحالة وهيئة ، وكأنه مأخوذ مما يدل ظاهر حاله على حسن

فعاله " (3).

(1) رواه الترمذي في كتاب: العلم ، باب: فضل العلم على العبادة (5/ 49)، وصححه الألباني (1/ 499) برقم: 278، تحقيق: أحمد محمد شاكر وآخرون ، ط: دار إحياء التراث العربي - بيروت ، (1 - 5) ، والأحاديث مزيلة بأحكام الألباني عليها ..

(2)

رواه البخاري في كتاب: فضائل الصحابة ، باب: مناقب عبد الله بن مسعود رضي الله عنه (3/ 1373) برقم: (3551)، وطرفه في:(5746)، تحقيق: د. مصطفى ديب البغا ، ط: دار ابن كثير - بيروت ، (1 - 6).

(3)

سبق تخريجه.

ص: 21