الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومما ورد عن النبي في فضائل ابن مسعود:
(عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ " إِنِّى لَا أَدْرِى مَا قَدْرُ بَقَائِى فِيكُمْ فَاقْتَدُوا بِاللَّذَيْنِ مِنْ بَعْدِى وَأَشَارَ إِلَى أَبِى بَكْرٍ وَعُمَرَ وَاهْتَدُوا بِهَدْىِ عَمَّارٍ وَمَا حَدَّثَكُمُ ابْنُ مَسْعُودٍ فَصَدِّقُوهُ " (1).
وعبد الله بن مسعود هو ابن غافل بن حبيب من قبيلة مضر وكان سادس ستة في الإسلام وقد أرسله عمر بن الخطاب إلى الكوفة ليعلم الناس أمور دينهم ، وأمرهم باتباعه وطاعته وقد شهد عبد الله بدرًا.
*
السيدة فاطمة رضي الله عنها:
والسيدة فاطمة - سيدة نساء المؤمنين - كانت كذلك قريبة الشبه برسول الله صلى الله عليه وسلم في سمته ودله وهديه ، وكانت عليها السلام تشبهه في مشيته ، ففي الصحيحين عن مسروق عَائِشَةُ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ قَالَتْ إِنَّا كُنَّا أَزْوَاجَ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم عِنْدَهُ جَمِيعًا، لَمْ تُغَادَرْ مِنَّا وَاحِدَةٌ، فَأَقْبَلَتْ فَاطِمَةُ عليها السلام تَمْشِى، لَا وَاللَّهِ مَا تَخْفَى مِشْيَتُهَا مِنْ مِشْيَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَلَمَّا رَآهَا رَحَّبَ قَالَ " مَرْحَبًا بِابْنَتِى " .......... " (2).
(1) أخرجه الإمام أحمد بن حنبل في مسنده ": (5/ 385) حديث رقم: 23324 ، وأخرجه الترمذي في سننه:(5/ 668)، حديث رقم: 3799 ، باب: مناقب عمار بن ياسر رضي الله عنه ، وأخرجه ابن ماجه في سننه:(1/ 37) ، حديث رقم 97 ، باب: فضل أبي بكر الصديق رضي الله عنه.
(2)
أخرجه البخاري في صحيحه: (5/ 2317) برقم: 5928 ، كتاب: الاستئذان ، باب: من ناجى بين يدي الناس ومن لم يخبر بسر صاحبه فإذا مات أخبر به.
وروي بطريق آخر عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ قَالَتْ:
" مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَشْبَهَ سَمْتًا وَدَلاًّ وَهَدْيًا بِرَسُولِ اللَّهِ فِى قِيَامِهَا وَقُعُودِهَا مِنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ......... "(1) 1).
* وممن وُصِفَ بحسن السمت من غير الصحابة كثير أذكر بعضًا منهم مما وردت تراجمهم في كتب السير والتراجم.
* يقول الصفدي في " أعيان العصر وأعوان النصر " في ترجمته لأحمد ابن عثمان بن مفرج:
" كان حسن السمت كثير المروءة دينًا عفيفًا ".
وأيضًا في ترجمته لعبد الله بن حسن ، يقول:
" وكان خيّرًا وقورًا ، ساكنًا صبورًا حسن السمت لا يرى في حالة عوج ولا أمت ".
* وفي وفيات الأعيان ، يقول ابن خلكان في ترجمته لشرف الدين بن منعة:
" كان إمامًا كبيرًا فاضلًا عاقلًا حسن السمت جميل المنظر "(2).
* وفي فوات الوفيات يقول ابن شاكر الكتبي عن أبي الفضل بن النطروني:
" وكان فقيهًا مالكيًا أديبًا حسن الشيبة حسن السمت "(3).
(1) أخرجه الترمذي في سننه: (5/ 700) برقم 3872 ، كتاب: المناقب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم باب: فضل فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم ، وابن حبان في صحيحه:(3/ 1373) برقم:
…
(3551)، و (15/ 538) برقم:(7063)، تحقيق: شعيب الأرناؤوط ، ط: مؤسسة الرسالة - بيروت ، الطبعة الثانية 1414هـ - 1993م ، (1 - 18).
(2)
وفيات الأعيان لابن خلكان: (1/ 108) ترجمة رقم 45 ، تحقيق: إحسان عباس ، ط: دار صادر بيروت لبنان.
(3)
فوات الوفيات: ابن شاكر الكتبي: (2/ 405) ترجمة رقم: 306 ، تحقيق: إحسان عباس ، الناشر دار صادر / بيروت.
* وفي المغرب في حلي المغرب يقول ابن سعيد المغربي عن أبي عبد الله الإلبيري:
…
" وكان حسن السمت جميل المذهب في قضائه "(1).
* ويقول العماد الأصفهاني في خريدته عن جمال الدين أبو العباس أحمد ابن خذداذ: " حسن السمت متكلف للصمت وضئ الوجه ".
* وفي نهاية الأرب يقول النويري عن ابن جامع:
" وكان حسن السمت كثير الصلاة ".
* فحسن السمت من الأشياء التي مدح بها الناس بعضهم بعضًا ، فهي كما ذكرنا على لسان نبينا صلى الله عليه وسلم إحدى خصال النبوة ، وهي لا تجتمع مع التقوى في منافق ، فالمنافق من الممكن أن يكون حسن السمت ، ولكنه لا يستطيع أن يكون تقيًا لذا أقول إن حسن السمت ليس معناه حسن المظهر الخارجي إنما المعنى الحقيقي له: التقى والعفاف في الدين، والسير على طريق ونهج الإسلام.
وفي الحقيقة التمسك بالسمت الحسن ومكارم الأخلاق وعرى الإسلام من الأمور التي تميزنا عن غيرنا من أصحاب الديانات الأخرى ، فكما قال الشنقيطي في تفسيره لقوله تعالى في سورة بني إسرائيل:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (45)} (الأنفال الآية 45).
فأمره في هذه الآية الكريمة بذكر الله كثيرًا عند التحام القتال يدل على ذلك أيضاً دلالة واضحة. فالكفار خَيَّلوا لضعاف العقول أن النسبة بين التقدم والتمسك بالدين،
(1) المغرب في حلى المغرب: ابن سعيد المغربي: (1/ 149)، ترجمة رقم: 85 ، تحقيق: شوقي ضيف ، دار المعارف ، الطبعة الرابعة.