المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌في ذكر الكتبة الكرام - حكمة الإشراق إلى كتاب الآفاق - ط المدني

[مرتضى الزبيدي]

الفصل: ‌في ذكر الكتبة الكرام

‌فصل

‌في ذكر الكتبة الكرام

من لدن زمن النبي صلى الله عليه وسلم إلى زماننا هذا، على نسق الترتيب وحسن التهذيب.

فمن كتب له صلى الله عليه وسلم وتشرف بخدمته بالكتابة الخلفاء الأربعة، وعامر بن فهيرة، وعبد الله بن الأرقم،

ص: 69

وأبي بن كعب، وثابت بن قيس بن شماس، وخالد بن سعيد بن العاص، وحنظلة بن الربيع الأسدي، وزيد بن

ص: 70

ثابت، ومعاوية بن أبي سفيان، وشرحبيل بن حسنة، وغير هؤلاء كما هو مسطور في المواهب وكتب السيرة، رضي الله عنهم أجمعين.

وكان ألزمهم بذلك وأخصهم به زيد بن ثابت، ومعاوية بن أبي سفيان.

ص: 71

ثم انتهت جودة الخط وضرب جليله إلى الضحاك، وإسحاق بن حماد.

ص: 72

فأخذ إبراهيم السجزي عن إسحاق ضرب الجليل، فاخترع منه أخف حركات وأحسن مزاوجات، فسماه قلم الثلثين. ثم اخترع من هذا القلم ما هو أخف منه وأجرى فسماه قلم الثلث.

قال الشيخ عماد الدين محمد بن العفيف: بهذا القلم وقلم النسخ يعرف اقتدار الكاتب

على صناعته.

ثم أخذ عن إسحاق يوسف واخترع قلماً هزيلاً تاماً مفرط التمام مفتحاً، فأعجب ذا الرياستين الفضل بن سهل، فأمر بتحرير

ص: 73

الكتب السلطانية به، وسمي القلم الرياسي.

وكان وجه النعجة مقدماً في قلم الجليل، وأبو زرجان مقدماً في قلم النصف. وكان أحمد بن حفص أحلى الكتاب خطاً في قلم الثلث.

قال الوزير: معنى قول الكتاب قلم النصف والثلث

ص: 74

والثلثين، إنما هو راجع إلى الأصل. وذلك أن للخط جنسين من الأربعة عشر طريقة التي هي الأصول، هي له كالحاشيتين أحدهما قلم الطومار، وهو قلم مبسوط كله، ليس فيه شيء مستدير، وكثيراً ما كتب به المصاحف المدنية القدم، وقلم آخر يسمى غبار الحلبة، وهو قلم مستدير كله ليس فيه شيءٌ مستقيم. فالأقلام كلها تؤخذ من المستقيمة والمستديرة سمي قلم النصف. فإن كان

ص: 75

الذي فيه من الخطوط المستقيمة الثلث سمي قلم الثلث. وإن كان فيه من الخطوط المستقيمة الثلثان سمي قلم الثلثين. فعلى هذا تتركب هذه الأقلام.

وقد برع فيه حيون بن عمرو أخو الأحول، وكان أخط من أخيه.

ص: 76

ثم انتهت جودة الخط وحسنه وتحريره في رأس الثلاثمائة إلى الأستاذ في هذا الفن الوزير أبي علي محمد بن الحسن بن مقلة

ص: 85

الكاتب، وفاته في سنة 328، ثم إلى التلميذ به محمد بن أسد الغافقي ومحمد السمساني، وعنهما أخذ الأستاذ الكبير أبو الحسن علي بن هلال البغدادي المعروف بابن البواب،

ص: 86

وعنه أخذ محمد بن منصور ابن عبد الملك، وعنه الشيخة الكاتبة المحدثة زينب - ويقال أيضاً فاطمة - وهي ابنة الشيخ أبي الفرج، وتعرف بشهدة بنت الأبري، وقد ترجمها الحافظ الذهبي في تاريخه.

وممن جود عليها الشيخ أبو الدر أمين الدين ياقوت بن عبد الله

ص: 87

الموصلي الكاتب ويعرف أيضاً بالنوري، وبالملكي، وبالشرفي، انتشر خطه في الآفاق، ولم يكن في آخر زمانه من يقاربه في حسن الخط ولا من يؤدي طريقة ابن البواب في النسخ مثله، مع فضل غزير. وكان مغرى بنقل صحاح الجوهري فكتب منها نسخاً كثيرة، كل واحدة في مجلد تباع كل نسخة بمائة دينار. وقد رأيت نسخةً منها بمصر. ووفاته سنة 618 بالموصل.

وأما ياقوت الرومي ويعرف أيضاً بالحموي فإن وفاته سنة 626 بحلب عن اثنين وخمسين سنة.

وممن كتب على ياقوت المذكور، أبو الحسن علي بن زنكي المعروف ب المولي العجمي.

ص: 88

ووجدت في تاريخ الحافظ السخاوي أن الولي العجمي أخذ عن شهدة الكاتبة من غير واسطة ياقوت.

ص: 90

ثم انتهت جودة الخط إلى الشيخ عفيف الدين محمد الحلبي، ويعرف أيضاً بالشيرازي. وعنه أخذ ولده عماد الدين محمد، وهو إمام النحاة والكتاب في زمانه.

وممن كتب عليه الإمام العلامة شمس الدين محمد بن علي

ص: 91

أبي رقبة.

وعنه الإمام العلامة أبو علي محمد بن أحمد بن الزفتاوي المكتب، ولد سنة 750 وسمع الحديث علي خليل بن طرنطاي، وصنف في علم الخط منهاج الإصابة وانتفع به أهل مصر. وقد كتب عليه الحافظ ابن حجر، وكفى به شرفاً. مات سنة 806، وكان رفيقه في الكتابة على شيوخه الإمام شهاب الدين غازي.

وعنه تلميذه الإمام نور الدين الوسيمي، وعليه كتب

ص: 92

الإمام زين الدين عبد الرحمن بن يوسف القاهري، المعروف بابن الصايغ شيخ هذا الفن على الإطلاق، ولد بمصر سنة 769 ولازم شيخه المذكور في إتقان قلم النسخ حتى فاق عليه، وأحب طريقة ابن العفيف فسلكها واستفاد فيها من أبي علي الزفتاوي المصري، وصارت

للزين طريقة منتزعة من طريقتي ابن العفيف وغازي، كما وقع لغازي شيخ شيخه، فإنه كتب أولاً على ابن رقبة شيخ الزفتاوي المذكور وتلميذ ابن العفيف ثم تحول غازي عن طريقة ابن العفيف شيخ شيخه إلى طريقة ولدها بينها وبين طريقة الولي العجمي. ففاق أهل زمانه في حسن الخط. وانتفع الناس بابن الصايغ طبقة بعد طبقة؛ ونسخ عدة مصاحف وغيرها من الكتب والعقائد، وصار شيخ الكتاب في زمانه، وشهد له الحافظ ابن حجر بمهارته، وأثنى عليه في تاريخه. وقد سمع الحديث على الجمال الحلاوي. وفاته سنة 845.

ص: 93

ثم انتهت جودة الخط وحسنه بعد ابن الصايغ وطبقته إلى قبلة الكتاب، وشيخ هذا الفن المستطاب، من سجدت لجلالته الأقلام واتفق على تفضيله الخاص والعام، الإمام الأوحد، والهمام المفرد، مولانا شيخ المشايخ الشيخ حمد الله ابن الشيخ مصطفى الأماسي، المعروف بابن الشيخ تغمده الله برحمته.

ولد تقريباً في سنة 847 بعد وفاة ابن الصايغ بسنتين أو ثلاثة، وهو الذي استنبط هذه السموت المعروفة في زماننا من خطوط المتقدمين كما وقع لغيره ممن سبق ممن اخترع الطريقة بين الطريقتين، حتى برع كتاب زمانه، وفاق أهل عصره وأوانه. وكان والده رجلا صالحاً مجازاً في طريقة المشايخ السهر وردية، وقد حل نظره على ولده المذكور حتى فاق بالرتب العلية، وكفاه فخراً أنه ليس على الأرض الآن سند يعتمد عليه إلا من طريقه، ولا طريقة يرغب إليها بين أهل الفن إلا من تحقيقه وتدقيقه.

وكان ممن عاصره رجلان من كبار الكتبة في زمانهما، وهما يحيى الرومي وعلي بن يحيى. وفاة الأخير في سنة 866.

ص: 94

ويقال إن الشيخ كتب على خير الدين المرعشي ووفاته في سنة 896. وهو على عبد الله الصيرفي، وهو على أحمد بن علي المعروف بطيب شاه السهر وردي،

وهو على محمد البدشي العجمي، وهو على الولي العجمي.

ويقال إن الشيخ رحمه الله تعالى كتب بيده الشريفة أربعة وأربعين مصحفاً ونسخة من كتاب المصابيح للبغوي، وكتاب المشارق للصغاني كلاهما في جلد الغزال، وكلا من سورة الأنعام والكهف والأدعية والأوراد مقدار ألف نسخة وجملة من الأدراج والطومار، وكان قد عرضت له وهو في الثامن والثمانين من عمره حادثة الرعشة في رأسه. وأما يده وقت الكتابة فلم ترتعش قط، حتى كان خطه في آخر عمره يضاهي خطه في شبابه. وقد خدمته الملوك ومسكوا له الدواة بين يديه، وأعطي من القبول والشهرة ما لم يعط أحد من قبله ولا من بعده. وكراماته شهيرة. وتوفي تقريباً سنة 957 عن مائة

ص: 95

وعشرة سنة. ودفن بإسكدار في صفة مقابلة للتكية المعروفة بقراجا أحمد، وذلك زمن السلطان أبي الفتح سليمان خان ابن سليم خان، رحمه الله تعالى.

ثم انتهت جودة الخط وحسنه إلى تلامذته، وهم محيي الدين جلال زاده عاش مائة سنة وكتب سبعة وتسعين مصحفاً، وجمال الدين الأماسي وأخوه عبد الله عاش كل منهما ثمانين سنة. غير أن قواعد هؤلاء الثلاثة أكثر ميلاً إلى قواعد ياقوت المستعصمي.

ومن خواص تلامذة الشيخ رحمه الله حسام الدين خليفة كان ماهراً في الأقلام الستة والنسخ السادة. قلد طريقة شيخه حتى غلط كثير من المميزين والمشخصين في التمييز بين خطيهما. عاش سبعة وستين سنة، وكتب تسعة وثمانين مصحفاً.

ومنهم شكر الله خليفة كان ماهراً في الأقلام الستة والنسخ

ص: 96

السادة وكتب عدة مصاحف وأوراد.

ومنهم رجب خليفة كان ماهراً في الأقلام الستة والنسخ السادة، وكتب ثلاثة وتسعين مصحفاً وجملة من سورة الأنعام والأوراد.

ص: 97

وكان في آخر عصر السيخ من الماهرين في الخط رجل يسمى أحمد أفندي قرا حصارى يقال إنه أجازه الشيخ بالكتبة، ولكنه في آخره مال على طريقة ياقوت وجمع بين الطريقتين، وكتب جملة من المصاحف والأوراد. توفى سنة 963.

ومن خواص تلامذته حسين جلبي خليفة، أحيا طريقة شيخه وكتب عدة من المصاحف.

ثم جاء من بعده دلي يوسف أفندي فأجاد، لأنه جمع بين طريقة شيخه والطريقة الحمدية فصار مقبولا إلى الغاية، وكتب عدة مصاحف على هذه الطريقة.

ثم جاء من بعده قره علي أفندي ثم من بعده تكنه جي حسن جلبيولم يشتهر بعده في هذه السلسلة أحد.

وكان من الممتازين في عصر هؤلاء ولد الشيخ لصلبه الإمام الماهر الضابط مصطفى دده المعروف كأبيه بابن الشيخ، سماه أبوه

ص: 98

باسم والده تبركا. وكان قد برع في حياة والده في حسن الخط وشهد له الأفاضل، وقد أجازه والده بالكتبة وكان ماهراً في الأقلام الستة كأبيه، كتب عدة من المصاحف والأوراد والأدعية. مات عن أربعين سنة، ودفن عند والده بإسكدار.

وممن كان في عصره من كبار تلامذة والده الإمام الماهر محمود أفندي الشهير بـ طنجانلي كان مشهوراً بحسن التقليد للشيخ، كتب عدة من المصاحف الشريفة والأنعام والأذكار.

وكان في عصره عبد الكريم خليفة المعروف بوقاية زاده، وشكر الله خليفة وأحمد جلبي. وممن اشتهر في زمانهم عبد الله أفندي القريمي كتب على طريقة الشيخ مسارقة من خطوطه، لأنه يقال: إنه طلب التعليم والإجازة من الشيخ فلم يرض، واجتهد حتى صار متقناً في الفن، وكتب عدة مصاحف وانتزع لنفسه طريقة منتزعة بين طريقة الشيخ وطريقة أحمد طيب شاه واخترع منهما نوعاً من الثلث،

ولكن سقط مقامه بين

ص: 99

الكتاب والبهاء، وصار من قبيل مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء.

وكان ممن أحيا طريقته من بعده رجل اسمه أمر الله أفندي فإنه قلده في طريقته المنتزعة مع ميله إلى الطريقة الحمدية كثيراً، بدقة طبعه ولطافة فكر، فحسن الثناء عليه والقبول. وكتب بذلك عدة من المصاحف والأنعام والأذكار.

ثم انتهت جودة الخط بعد هؤلاء إلى الإمام الماهر بير أفندي وهو حفيد الشيخ، أجازه والده الدرويش محمد بالكتبة، وأحيا طريقة جدوده، مع ملازمة حدوده، وكتب عدة من المصاحف والأنعام.

وكان ممن كتب عليه معاصرة الإمام الماهر حسن أفندي المعروف بإسكداري حسن جلبي، تولى مشيخة السراي بعد شيخه، وكتب عدة من المصاحف والأنعام والأذكار.

وعنه أخذ الإمام المجود والضابط خالد أفندي المعروف

ص: 100

بالعزيز. أجاز له بالسكتبة شيخه الإسكداري، وكتب عدة من المصاحف والأذكار، وسورة الأنعام.

وكان في عصره من الماهرين قره حسين أفندي تولى مشيخة مكتب الآغا، وكتب من المصاحف والأذكار، وكان موصوفاً بالجمال المفرط، وشهد له بعض تلامذته بالكرامة.

ثم انتهت جودة الخط إلى الإمام الماهر الضابط المرحوم درويش علي أفندي الملقب بالشيخ الثاني، كتب أولاً على قره حسين أفندي المذكور، وبعد وفاته حصل التكميل والإجازة على يدي خالد العزيز. وكتب ثمانية وثمانين مصحفاً وجملة من سورة الأنعام والأوراد والأذكار. وخطه هو العمدة عليه في زماننا هذا. توفي سنة 1086 عن سبعة وثمانين سنة. ومن كراماته أنه رفع إصبعه السبابة بعد موته عند قول المغسل بالشهادتين، وغسل بماء أغلي ببراية أقلامه.

وكان ممن عاصره من الخطاطين رمضان بن إسماعيل، يقال إنه كتب ثلاثمائة وستين مصحفاً، وجملة من سورة الأنعام والأذكار. وفاته في سنة 1097.

ص: 101

ومن المعاصرين أيضاً علي أفندي نفسي زاده، وعمر بيك نصوح باشا زاده، ومحمد أفندي الإمام، وعلي أفندي قاشقجي زاده، وأحمد أفندي قزقابان زاده، ومحمد أفندي نقاش زاده، وخليل أفندي الملقب بالحافظ، ومحمد أفندي عرب زاده المتوفى سنة 1122، ومحمد أفندي خواجة زاده. ويقال إن هذين الأخيرين أجاز لهما الدرويش علي.

ومنهم إسماعيل أفندي ترك، توفي غريقاً في البحر سنة 1085. ويوسف أفندي المتوفى في سنة 1119 وهذان الاثنان كانا بمصر.

ثم انتهت جودة الخط إلى (تلامذة درويش علي)، منهم مصطفى أفندي الأيوبي المعروف بسيولجي زاده، وفاته في سنة 1099.

ص: 102

ومنهم إسماعيل أفندي خليفة المعروف بابن علي، كتب أربعة وأربعين مصحفاً، وكمل مصحف شيخه الثامن والثمانين، وهو آخر المصاحف التي مات وخلاه إلى سورة الأنعام، فكمله بخطه.

ومنهم أحمد أفندي قزانجي زاده كان مشهوراً بحسن التقليد لخط الشيخ، كتب تسعة عشر مصحفاً وعدة من سورة الأنعام والأذكار، توفي سنة 1116.

ومنهم الإمام الماهر الضابط عثمان أفندي المعروف بالحافظ، الملقب بالشيخ الثالث، كتب جملة من المصاحف والأنعام والأوراد والأذكار، توفي سنة 1112.

ومنهم أحمد أفندي المعروف بشيخ زاده، كتب سبعة عشر مصحفاً وجملة من سورة الأنعام والأذكار ودلائل الخيرات.

ومنهم فضل الله أفندي، وفاته في سنة 1107، وكتب عدة من المصاحف والأوراد والأذكار.

ومنهم عنبر مصطفى آغا، كان متين اليد إلى الغاية، كتب عدة من المصاحف والأنعام، توفي سنة 1117.

ص: 103

ومنهم الإمام الماهر عمر أفندي كاتب السراي. ومنهم جابي زاده محمد أفندي، وهما من جملة خلفائه.

ومن (معاصري هذه الطبقة) كوجك درويش علي أفندي، وكوجك عرب زاده محمد أفندي، وأحمد أفندي الدرويش، وعبد الله أفندي الوفائي، وإبراهيم أفندي ابن رمضان، وعلي أفندي إمام أمير آخور.

ومن خواص خلفاء الدرويش علي الإمام الماهر المجود الضابط، مجدد الرسوم الحمدية، في الديار المصرية، مولاه ومعتقه حسين أفندي الجزائري، لازم خدمة أستاذه حتى برع وفاق، كتب ربعة شريفة في ثلاثين جزءاً، ومصحفين شريفين أحدهما في الشام والثاني بمصر، وشرع في الثالث فبلغ إلى النصف منه ومات، فكمله فيما بعد المرحوم حسن الضيائي.

ص: 104

وممن كتب على فضل الله أفندي محمد أفندي الشهري المعروف بالبستانجي.

وممن كتب على عمر أفندي كاتب السراي صالح أفندي، المعروف بحمامجي زاده.

وممن كتب على أحمد أفندي شيخ زاده ولده الماهر الضابط إبراهيم أفندي شيخ زاده.

ثم انتهت جودة الخط إلى (تلامذة الجزائري)، منهم الإمام الماهر الضابط المجود سليمان أفندي الملقب بالشاكري.

ومنهم الإمام الماهر الضابط المجود السيد محمد بن إبراهيم المقدسي الملقب بالنوري.

ومنهم مصطفى أفندي خليفة، وقاسم أفندي، وغير هؤلاء.

وقد جود الشاكري أيضاً في مبادئ أمره على محمد خواجه زاده، ومحمد الشهري البستانجي، وحافظ عثمان فالبستانجي كتب على فضل الله أفندي وحافظ عثمان كلاهما على الدرويش علي.

فمن كتب على الشاكري الإمام الضابط المعمر حسن بن حسن المعروف بالضيائي، ولد سنة 1098، وكتب في مبدأ أمره على

ص: 105

والده ثم على شيخه السيد علي، وعلي صالح أفندي المعروف بحمامجي زاده، وأدرك الجزائري أيضاً بعد وفاة والده باثني عشر سنة، وكتب عليه من غير واسطة، وقد أجازه بالكتبة الشاكري، وحمامجي زاده، الأخير عن عمر أفندي كاتب السراي عن الدرويش علي. كان رحمه الله كثير الإتقان شديد الاحتراز، على نهج السلف الصالح في التحري والضبط في سائر ما يكتبه، كما هو مشاهد في خطوطه. توفى سنة 1182 عن أربع وثمانين سنة.

وممن كتب على الشاكري الأستاذ الفاضل الماهر الضابط المجود الشيخ شهاب الدين أحمد الأفقم المكنى بأبي الإرشاد، وقد برع في الفن واجتهد حتى نال الشهرة والقبول، وكتب عدة من نسخ الدلائل والأوراد والأذكار وغيرها.

وفي الموجودين من تلامذته الآن مولانا السيد إبراهيم الرويدي الحسيني، المكنى بأبي الفتح الحمامي الوفائي، والشيخ أحمد المكنى بأبي العز، بارك الله في مدتهما، ونفع بهما المسلمين.

ص: 106

وممن كتب على السيد محمد النوري رحمه الله تعالى خلق كثير على اختلاف الطبقات. وأجاز بالكتبة من لا يحصى.

فمن أشهر تلامذته الماهر الضابط المرحوم عبد الله أفندي المولوي، الملقب بالأنيس رحمه الله تعالى، وقد جود أولاً على الشاكري وغيره، وكان تكميله وإجازته على يد السيد محمد النوري.

ومنهم الجناب المكرم المير إسماعيل أفندي الملقب بالوهبي، والجناب المكرم الأمير أحمد أفندي الملقب بالشكري، بارك الله في مدتهما ونفع بهما المسلمين.

فمن كتب على الأنيس من طرزت هذا النبذة باسمه الشريف الضابط، الجناب المكرم، والملاذ المفخم، الأمير حسن أفندي تابع المرحوم الحاج علي آغا، وكيل دار السعادة، والملقب بالرشدي، أرشده الله لكل خير، وبارك في مدته وحياته، ودفع عنه كل ضير، فهو الذي أحيا هذه الطريقة، وجدد رسومها في الحقيقة، وأثنت عليه الألسن من كل جانب، وأعطى القبول والحب ونال أعلى المراتب، فالله تعالى يحرسه بعين عنايته، ويحمي فضله من عين الحسود ونكايته.

ص: 107