المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌جواب القسم لا يفسر عاملا - دراسات لأسلوب القرآن الكريم - جـ ٩

[محمد عبد الخالق عضيمة]

الفصل: ‌جواب القسم لا يفسر عاملا

علي معتزليا، وهم يقولون: ما كان مخلوقا لله لا يكون مخلوقا للعبد، فالرأفة والرحمة من خلق الله، والرهبانية من ابتداع الإنسان، فهي مخلوقة له، وهذا الإعراب ليس يجيد من جهة صناعة العربية .. لا يجوز هنا الابتداء بقوله (ورهبانية) لأنها نكرة لا مسوغ لها من مسوغات الابتداء بالنكرة. البحر 8. 228، الكشاف 4: 481 - 482، العكبري 2: 135.

وفي المغني 639: «وقول الفارسي في {ورهبانية ابتدعوها} إنه من باب زيدا ضربته، واعتراضه ابن الشجري بأن المنصوب في هذا الباب شرطه أن يكون مختصا، ليصح رفعه بالابتداء، والمشهور أنه عطف على ما قبله، و {ابتدعوها} صفة، ولا بد من تقدير مضاف، أي وحب رهبانية، وإنما لم يحمل أبو على الآية على ذلك لاعتزاله، فقال: لأن ما يبتدعونه لا يخلقه الله عز وجل» .

5 -

{وأخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب} [61: 13].

(أخرى) صفة لمحذوف، أي ولكم مثوبة أخرى، أو نعمة أخرى عاجلة إلى هذه النعمة الآجلة، فأخرى مبتدأ وخبرها المقدر لكم وهو قول الفراء، ويرجحه البدل منه بقوله {نصر من الله} و {تحبونها} صفة وقال قوم: أخرى في موضع نصب بإضمار فعل: أي ويمنحكم أخرى. البحر 8: 263 - 264. وأجاز العكبري النصب على الاشتغال، العكبري 2: 138.

‌جواب القسم لا يفسر عاملا

1 -

{والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا لنبوئنهم في الدنيا حسنة} [16: 41].

في شرح الكافية للرضي 1: 151: «وكذا جواب القسم لا يعمل فيما قبل القسم، فيجب الرفع في زيد والله لأضربنه لأن القسم له مصدر الكلام، لتأثيره في الكلام» .

ص: 14

أجاز أبو البقاء أن يكون (الذين) منصوبا بفعل محذوف يدل عليه {لنبوئنهم} وهو لا يجوز، لأنه لا يفسر إلا ما يجوز له أن يعمل، ولا يجوز زيدا لأضربنه، فلا يجوز: زيدا لأضربنه، البحر 5: 493، العكبري 2:43.

2 -

{والذين آمنوا وعملوا الصالحات لنبوئنهم من الجنة غرفا} [29: 58].

(والذين) مبتدأ خبره جملة القسم، أو منصوب بفعل محذوف يفسره المذكور، أي وتخلص. الجمل 3:366.

4 -

{والذين آمنوا وعملوا الصالحات لندخلنهم في الصالحين} [29: 9].

(الذين) مبتدأ خبره (لندخلنهم) أو في موضع نصب على تقدير: لندخلن، العكبري 2: 94، الجمل 3:367.

5 -

{وإن كلا لما ليوفينهم ربك أعمالهم} [11: 111].

في معاني القرآن للفراء 2: 29 - 30: «وأما الذين خففوا (إن) فإنهم نصبوا (كلا ليوفينهم)، وقالوا: كأنا قلنا: وإن ليوفينهم كلا، وهو وجه لا أشتهيه» .

وفي المغني 653: «وقول الفراء في {وإن كلا لما ليوفينهم ربك أعمالهم} فيمن خفف (إن) إنه من باب الاشتغال، مع قوله إن اللام بمعنى إلا، وإن نافية، ولا يجوز بالإجماع أن يعمل ما بعد إلا فيما قبلها، على أن هنا مانعا آخر، وهو لام القسم» .

ص: 15