الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إلى أن بلغ مستوى سمع فيه صريف الأقلام، وقيل: بروحه فقط، وقيل: له معاريج متعددة وعلى كلٍّ منكرُ المعراج رأسا لا يكفر، وإنما يفسق كما نص العلماء انظر حديث المعراج في كتاب الصلاة وغيره من صحيح البخاري، وأنكرت الفلاسفة ومن كان على شاكلتهم وجود أبواب في السماوات كما هي مذكورة في أحاديث المعراج، وإنكارهم مبني على أن الأجسام متركبة من الهيولى والصورة، وما كان بهذا الوصف لا يقبل الخرق والالتئام، والمسلمون يقولون: متركبة من جواهر فردة فتقبل الخرق والالتئام وهو الحق الذي تشهد له الآثار الواردة عن سيد البشر صلى الله عليه وسلم.
سؤال: ما تفسير آية الشهب {وجعلناها رجوما للشياطين}
؟
الجواب: الشهب جمع شهاب
وهو النجم الذي (1) يرمى به الشيطان عند إرادته استراق الوحي الذي يوحى إلى الملائكة فتتكلم به الملائكة فيما بينهم، فيروم الشيطان استماع ذلك فتحول الشهب بينه وبين ما أراده فتحرقه الشهب ولا يمكنه النجاة منها قال الله تعالى:{إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب وحفظا من كل شيطان مارد لا يسمعون إلى الملأ الأعلى ويقذفون من كل جانب دحورا ولهم عذاب واصب إلا من خطف الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب} وخير ما فسرته بالوارد، وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير - رضي الله تعالى عنه - في قوله:{إلا من خطف الخطفة} قال: إلا من استرق السمع من أصوات الملائكة {فأتبعه شهاب ثاقب} يعني الكواكب، وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: إذا رمي الشهاب لم يخطئ من رمي به وتلا {فأتبعه شهاب ثاقب} ا. هـ وهذا مما يجب الإيمان به ولا دخل للعقل في شيء منه، فإذا رام العقل
(1) قوله: يرمى به إلخ ليس المراد يرمى بجرم النجم حتى يلزم عنه زواله عن محله، فينافي جعله زينة للسماء المقتضي استمراره، بل يجوز أن ينفصل منه شعلة وهي الشهاب يرمى الشيطان بها كقبس يؤخذ من النار، والنار باقية كما ذكره الرازي في تفسير سورة الملك