الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أمرهم، وتمزيق ملكهم وإغراقهم في اليم، فالله سبحانه وتعالى أوجد الجن والإنس لحكمة علمها هو، كان مآل أمرهما إلزامهما العبادة وفي هذا القدر كفاية لمن تنورت بصيرته، ومن الدنس خلصت سريرته، ومن اعتقاد الزائغين سلمت لطيفته.
سؤال:
ما حكمة الدعاء مع أن الأشياء مقدرة من عالم الأزل
؟
الجواب والله تعالى الموفق للصواب: التحقيق الذي عليه المحققون من علماء المسلمين (1) أن الدعاء متعبد به كتعبدنا بالصلاة والزكاة وغيرهما مما تعبدنا الله تعالى به؛ لإظهار أثر العبودية فيه أكثر من كثير مما تعبدنا الله به من الذلة والفاقة والاحتياج والمسكنة والتبرؤ من الحول والقوة، فإذا بسط الداعي يديه تحققت فيه تلك الصفات ونحوها ولو لم يقصدها؛ لأنها لازمة لكل سائل بالنسبة للمسئول وتفضل الله سبحانه وتعالى باستجابة الدعاء كما تفضل بقبول الصلاة وغيرها من العبادات (2) إذا الشروط استوفيت في كل؛ لقوله تعالى: {وإذا سألك
(1) قوله: أن الدعاء متعبد به إلخ قال العارف بالله سيدي علي الخواص رضي الله عنه: إياك أن تترك الدعاء اتكالا على ما سبق به القدر، فتفوتك السنة فإن الدعاء نفسه عبادة وسنة سواء أجيب الدعاء أم لم يجب فاعلم ذلك
(2)
قوله: إذا الشروط إلخ منها ما أشار له الحديث: لتأمرن بالمعروف ولتنهن عن المنكر أو ليسلطن الله عليكم شراركم فيدعو خياركم فلا يستجاب لهم، وقول أبي غانم معروف القصري
نحن نخشى الإله في كل كرب
…
ثم ننساه بعد كشف الكروب
كيف نرجو استجابة الدعاء
…
قد سددنا طريقه بالذنوب
وقال سيدي إبراهيم الدسوقي رضي الله عنه: إن أردت أن يسمع دعاؤك فاحفظ لسانك عن الكلام في الناس، وعن تناول الشبهات، يا ولدي إن شككت في قولي فاعمل به وجرب نفسك شيئا بعد شيء، تعرف صدق قولي، فمن ثَبَت ثُبِّتَ، ومن أطاع أُطيع، فإذا أطعت مولاك أطاع لك النارَ والماءَ والهواءَ والخطوة والإنس والجن ا. هـ ومصداق ما قاله الحديث القدسي:"لا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنته"، وفي رواية "كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ولئن استعاذني لأعيذنه ولئن سألني لأعطينه" الحديث، والمراد -والله أعلم- أنه تعالى أفاض عليه من أسرار صفاته حتى صار يقدر على ما لا يقدر عليه من لم يكن كذلك، وقال سيدي علي الخواص: إذا توجهت إلى الله تعالى في حصول أمر دنيوي أو أخروي فتوجه إليه وأنت فقير ذليل فإن غناك وعزك يمنعانك الإجابة ا. هـ أراد رضي الله عنه التخلق بوصف الاضطرار الحقيقي فإنه أعز أوصاف الداعي؛ ولذا قال العارف بالله تعالى أبو محمد المرجاني: من وقع في الاضطرار الحقيقي فلا شك ولا ارتياب في إجابته ومثال الاضطرار الحقيقي مثل من ركب في سفينة فهو مضطر إلى ريح يمشي بها، وإلى بحر هاد قليل الآفات لكنه مطمئن بسفينته راكن إليها، وفي هذا السكون من ضعف الاضطرار ما فيه لو جاء الريح العاصف وحرك عليه هول البحر لكان اضطراره أكثر من الأول، لكنه عنده قوة في نفسه بالسفينة التي هي سبب السلامة غالبا فلو انكسرت السفينة مثلا وبقي على لوح لاشتد اضطراره أكثر من الثاني، لكنه يرجو السلامة لما تحته من اللوح وذلك قدح في حقيقة اضطراره فلو ذهب اللوح وبقي بعد ذلك في لجج البحار لا بر يُرى ولا جهة تُقصد ولا لوح يُرام أن يصعد عليه فهذه الحالة حقيقة الاضطرار دون ما عداها.
وقال في الإبريز: إن الداعين لو انقطعوا إلى الله تعالى في دعائهم ببواطنهم لأجابهم، والإجابة تكون بأحد أمرين إما أن يعطيهم ما سألوا أو يمنعهم ويبين لهم سر القدر وبيان سر القدر إنما يكون للأولياء دون المحجوبين ا. هـ المراد منه فأمثالنا إذا لم تحصل لهم إجابة ولا بيان سر القدر، فينبغي لهم أن يسلموا الأمر لعلمه تعالى، وأنه ما منعهم ذلك بخلا منه ولا عجزا - تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا - ولكن ذلك لمصلحة استأثر بعلمها عنا، وإنما عاملنا كمعاملة بعضنا لبعض فإن أحدنا إذا كان تحت حجره من هو قاصر النظر، وكان مراقبا لشئونه أليس من السداد أن لا يساعده على كل ما طلب وأراد حتى يتأمل فيما هو اللائق به فيجيبه له أو غير ذلك فيمنعه أو يعوضه بما هو المناسب لحاله، وقد نبهنا الشارع على هذا الأمر الخطير بحديث الاستخارة الشهير، وقال الإمام الجليل سيدي عبد القادر الجيلي رضي الله عنه ونفعنا بأسراره -: إن كان الحق - تعالى - لا يجيب عبده في كل ما سأله فيه إلا شفقة عليه أن يغلب عليه الرجاء والعزة فيعترض للمكر به، ويغفل عن القيام بأدب الخدمة فيهلك، والمطلوب من العبد أن لا يركن لغير ربه
عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعاني} وقوله: {وقال ربكم ادعوني أستجب لكم} وأخرج الطبراني في الأوسط عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله عز وجل حيي كريم يستحيي من عبده أن يرفع إليه يديه فيردهما صفرا ليس فيهما شيء" ا. هـ وأخرج ابن أبي شيبة، وابن ماجه، والحاكم عن ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يرد القضاء إلا الدعاء، ولا يزيد في العمر إلا البر" ا. هـ وغير ذلك من الأحاديث الدالة على استجابة الدعاء وإطلاق استجابة الدعاء في
الآيتين والآثار (1) مقيد بمشيئة الله تعالى، ودليل على ذلك قوله تعالى:
(1) قوله: مقيد إلخ، ولو توفرت شروط الإجابة؛ ولذا تخلف في بعض الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام - في بعض دعواتهم وذلك معروف عند العلماء مع أنهم أولى من توفرت فيه شروط الإجابة؛ لأنهم صفوة الله من خلقه كما أنه من المعلوم عندهم أن حصول بعض الأشياء قد يكون الدعاء لحصوله جزء سبب أو أسباب أخرى يتوقف حصوله عليها كحصول الولد مثلا، فالاكتفاء في طلب حصوله على الدعاء فقط بدون زواج لا يحصل المطلوب، بل يعد عبثا على حسب عادة الله في كثير من الأشياء في هذه الدار، وبهذا يندفع ما قيل: إن وجه البسيطة لا يخلو من مئات الملايين من المسلمين في كل آن ومكان ومن البعيد انعدام من تتوفر فيه شروط الإجابة من بينهم مع أنهم لا يفترون عن الدعاء لتقوية شوكة أهل هذا الدين، وإضعاف شوكة من عداهم من الملحدين، ومع ذلك لم تنجح دعوة واحد منهم في حصول هذا المطلوب، ومحصل الجواب عن ذلك أن حصول هذا الأمر العظيم علقه الله على أشياء أخرى غير الدعاء لا بد من حصولها معه حتى يحصل، وهي معلومة عند ذوي العقول السليمة فإنه لما استعملها مع الدعاء من رفع الله على يديه منار هذا الدين ممن مضى من سلف الأمة سمعت كيف أزالوا عن أهله كل كربة وغمة، وما بقي بأيدينا إنما هو من آثارهم والأنقاض التي تعيشوا فيها إنما هي من بقية أحجارهم وزيادة عما أدركوا من الملك الباذخ، والعز الشامخ {فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون} فمن أراد أن يعد من رجالهم فلينسج على منوالهم، وليفعل كأفعالهم، ذلك ما اقتضته حكمته وأبرزته قدرته في هذه الدار محل الابتلاء والاختبار؛ ليؤهل هؤلاء إلى الجنة، وهؤلاء إلى النار قال تعالى:{ولو يشاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلو بعضكم ببعض} بل لو أراد غير الله ما تأخر أحد عن الطاعة، ولا اعتدى {ولو شاء الله لجمعهم على الهدى}
{بل إياه تدعون فيكشف ما تدعون إليه إن شاء} ومن المقرر أن المطلق يحمل على المقيد إن أمكن الحمل وهنا ممكن نعم نص العلماء على أن العبد إذا دعا ربه لا يستعجل بأن يقول: دعوت فلم يستجب لي، بل يحسن ظنه بربه ويدعوه بغير قطيعة رحم ولا إثم موقنا بالإجابة، فالله سبحانه لا يخيبه من إحدى ثلاث خصال المذكورة في الحديث الذي أخرجه ابن أبي شيبة، وأحمد، والبخاري في الأدب، والحاكم عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"ما من مسلم يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث خصال إما أن يعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها" قالوا إذًا نكثر قال: "الله أكثر" ا. هـ إذا تقرر لديك هذا أيها السائل علمت أن حكمة الدعاء حاصلة وأنه لا منافاة بينه وبين الأمور المقدرة أزلا، اتبع ولا تبتدع تكن من الخاسرين.
سؤال: هل
تظهر الجن؟
الجواب: تظهر عند تشكلها (1) بغير الهيئة التي خلقت عليها
(1) قوله: بغير الهيئة إلخ هذا في حق أهل الحجاب دون أهل الفتح والكشف، أما هم فأعطاهم الله قوة على رؤيتهم إياهم كالملائكة والشياطين على هيئة خلقتهم الأصلية.
قال في الإبريز: إذا فتح الله على العبد سواء كان نبيا أو وليا لا بد أن يشاهد ما لا يطيق من عالم الجن والشياطين على ما هم عليه، ويرى الشياطين كيف تتوالد والجن وأين يسكنون والصور الفظيعة ويسمع الأصوات الهائلة التي تفلق الكبد ويشاهد الملائكة الحفظة وغيرهم بذواتهم على ما هم عليه ويخاطبهم ويخاطبونه، ومن قال: إن الولي لا يشاهد الملك ولا يكلمه وأن هذا خاص بالأنبياء فذاك دليل على أنه غير مفتوح عليه، وكذا قال في الفتوحات المكية في الباب الرابع والثلاثمائة وستين، ودليل ذلك قوله تعالى:{إذا قالت الملائكة يا مريم} الآية على الصواب من أنها ليست بنبية إذ لا نصيب لنوع النساء في هذا المقام، وقال سيدي علي الخواص: لا تمتنع رؤيتهم إلا عند بقائهم على الهيئة التي خلقهم الله عليها، وإذا أراد الله أن يطلع أحدا من عبيده على رؤيتهم من غير إرادة منهم رفع تعالى الحجاب عن عين الرائي فيراهم، وقد يأمر الله تعالى الجن بالظهور لنا فيتجسدون لنا فنراهم رأي العين، ثم إذا رأيناهم فتارة على صورهم في أنفسهم وتارة يكونون على صور البشر أو غيرهم، فإن لهم التشكل في أي صورة شاءوا كالملائكة، ويزيدون عليهم بتشكلهم حتى على الصور الخسيسة كالكلب والخنزير، وقد أخذ الله بأبصارنا عنهم فلا نراهم مع حضورهم في مجالسنا وحيث كنا إلا إذا كشف الحجاب بنا، وأصواتهم لا تشبه أصواتنا من كل وجه؛ لأن أجسادهم لطيفة لا يقدرون بها على مخارج الحروف الكثيفة؛ لأنها تطلب انطباقا وصلابة فبعض الأحرف ينطقون بها على أمثال أحرفنا وبعضها لا يمكنهم النطق بها، وحصول العلم لنا من كلامهم إنما هو لنطقهم بمثل حروفنا لا بحقيقتها هذا حكم كلامهم ما داموا في صورهم الأصلية، وأما إذا دخلوا في غير صورهم فالحكم للذات التي دخلوها من إنسان أو بهيمة أو غير ذلك ا. هـ فأنت ترى كلامه في إمكان رؤية ذواتهم الأصلية، وعدمه موزعا على اختلاف أحوال الرائي من كونه محجوبا أو لا.
وقال في الإبريز أيضا: وإذا خفي عليك كيف أجسام الجن فانظر إلى نار مظلمة جدا بكثرة دخانها مثل ما يكون في الفخارين وصور فيها صورهم التي خلقوا عليها، فإذا جعلت الصورة في ذلك الدخان وألبسته إياها فذلك هو الجني ا. هـ
حسبما يأتي قريبا من أن لها التشكل بأي شكل شاءت إلا ما ستثني، ويتمكن منها بعض أفراد من الإنس فيستعملها في الأمور الشاقة ويسجنها، ومن المقرر ببداهة العقل أنه لا يسجن ولا يستعمل إلا ما كان جرما مرئيا، والدليل على ذلك قوله تعالى في حق سيدنا سليمان - عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام - {ومن الجن من يعمل بين يديه بإذن ربه ومن يزغ منهم عن أمرنا نذقه من عذاب السعير يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان كالجوابي وقدور راسيات} وقوله:{فلما خر تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين} والحديث الذي
أخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم في حق العفريت الجني الذي قصده بشعلة نار فتلا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ما علمه له جبريل فاحترق وصار رمادا، والحديث الذي أخبر به الرسول عليه الصلاة والسلام في شأن الجني الذي أراد أن يخلط عليه في صلاته فأمسكه صلى الله عليه وسلم وأراد ربطه في سارية من سواري المسجد فتذكر صلى الله عليه وسلم العهد الذي أعطاه الله تعالى لسيدنا سليمان بن داود عليهما السلام فأطلق سبيله، فلما أصبح أخبر أصحابه بذلك، وحديث الصحابي الذي تحت يده تمر الصدقة حيث أمسك الجني الذي يريد سرقة ما تحت يده ثلاث مرات، وفي كل مرة يحلف له بأنه لا يعود وأنه فقير ذو عيال، وهذه أحاديث مشهورة بين المسلمين فلا نحتاج لذكر ألفاظها.
والحاصل أن ظهور الجن للإنس أمر شائع ذائع منصوص عليه لا يحتاج ثبوته إلى دليل؛ إلا إذا احتاج النهار إلى دليل، نعم قامت طائفة متسربلون بسربال أهل العلم وأنكروا الجن على اختلاف في إنكارهم، فمنهم من نفى وجود الجن رأسا، ومنهم من أثبت وجودهم ونفي ظهورهم للإنس (1) ونفى أيضا مماستهم للإنس وما يقع لبعض أفراد الإنس من الصرع والتخبط
(1) قوله: ونفى أيضا إلخ ومن جواب المحقق سيدي محمد بن عبد الباقي الزرقاني وقد سئل هل يمكن سلوك الجن في أجسام بنى آدم الذكر في الأنثى وعكسه؟ أنه جوز ذلك أهل السنة والجماعة كما نقله الشيخ أبو الحسن الأشعري، وأحالته طائفة من المعتزلة وقالوا: لا يمكن روحان في جسد واحد، ورد عليهم بما في الصحيح أن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، ومن ثم قال عبد الله ابن الإمام أحمد لأبيه: إن قوما ما يقولون إن الجني لا يدخل في بدن المصروع، فقال: يكذبون ها هو ذا يتكلم على لسانه، أي: فدخوله في بدنه هو مذهب أهل السنة والجماعة، وجاء في عدة طرق أنه صلى الله عليه وسلم جيء إليه بمخنوق فضرب ظهره، وقال:"اخرج عدو الله" وأخرج جماعة أن ابن مسعود قرأ في أذن مصروع: {أفحسبتم إنما خلقناكم عبثا} إلخ السورة فأفاق، ثم أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فقال:"والذي نفسي بيده لو أن رجلا موقنا قرأها على جبل لزال" ا. هـ المراد منه، وفي الانتصاف لابن المنير على الكشاف ورد: ما من مولود يولد إلا طعن الشيطان في خاصرته؛ ومن ذلك يستهل صارخا؛ إلا مريم وابنها لقول أمها: {وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم} وقوله عليه الصلاة والسلام "التقطوا صبيانكم أول العشاء فإنه وقت انتشار الشياطين"
واعتقاد أهل السنة والسلف أن هذه الأمور على حقائقها واقعة كما أخبر بها الشارع ا. هـ
فذاك من مرض الأعصاب وتغير الأمزجة، وليس للجن دخل في ذلك وعمدتهم فيما قالوا قول الحكماء، وهذا هو الخسران المبين والضلال الذي لا مزيد عليه كيف يسوغ لمن ينسب نفسه للإسلام أن يعدل عن نصوص القرآن وصريح أحاديث الرسول وأقوال علماء المسلمين إلى أقوال الحكماء المبنية على التخمين ليس لهم حجة عقلية، ولا نقلية يعتمد عليها - سبحانك هذا بهتان عظيم ربنا إذا أردت بعبادك فتنة فاقبضنا إليك غير مفتونين ولا ضالين ولا مبدلين ولا مغيرين ولا لطريق الحق مخالفين بمنك وفضلك يا أرحم الراحمين -.
فإن قلت: يرد على ما قررت من ظهور الجن والإنس قوله تعالى: {إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم}
قلت: لا يرد علينا أبدا؛ لأن نفي رؤيتنا لهم في