الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
س) كيف بمن يقول: (الدين مصدر الطائفية والشقاق
…
الخ)
؟
ج) هذه فكرة ركزها الاستعمار في تعليمه الثقافي، الذي هو امتداد للحروب الصليبية وتلقاها بالقبول والتشجيع أصحاب المبادئ القومية والمبادئ المادية والنحل الوثنية المطلية بشعارات يستحسنها الذين نسوا حظاً مما ذكروا به.
والدين الإسلامي الصحيح على العكس مما رموه به، فهو مصدر الوحدة الصحيحة وتحقيقه سبب العز والتمكين، والتضامن والتراحم.
وأي طائفية في دين يقول لأهله: {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} .
وإنما تتكون الطائفية من الإفتراء على الله سواء كان بحجة دين كاذب، أو مذهب مادي أو وثني يصبغ بطلاء الجنس والوطن.
ولو أخلصوا لله واتبعوا محمداً الذي يعرفونه كما يعرفون أبناءهم لما حصلت طائفية كالصدر الأول من الإسلام في الوقت الذي لم تأخذ المادة في قلوبهم محلاً.
فلما احتلت المادة والأنانية مكانها في القلوب لعبت السياسة دورها في بث التفرقة والشقاق باسم مذهب وأسرة، وباسم ملة ونحلة وفلسفة، هذا مع التظلم من الأوضاع والتنديد
بالمسئولين، واختلاف الأكاذيب، وتزوير الوثائق والمكاتيب لإضرام نار الفتنة والتخريب حتى جاء دور الحروب الصليبية الغاشمة البشعة وما أعقبها من تعصبات مذهبية ظاهراً، وتعسف سياسي ومكر ومؤامرات لئيمة تصبغ بأسماء مذهبية، على الرغم من حسن معاملة المسلمين مع الغزاة المغلوبين، والخونة المجاورين من أولئك.
وكل هذا امتاد لما قيل من الدسائس السياسية ضد السلام ليشغلوا أهله في أرضهم بذلك، فيبقى كالمريض في بيته.
فما يرى من مظاهر الطائفية المذهبية هو في الحقيقة مبادئ وأحزاب سياسية مطلية بطلاء المذهبية المختلفة، فالجريرة إذن هي على السياسة الماكرة الكافرة لا على الدين الصحيح الذي هو أساس الوحدة بجميع معانيها.
ثم الصليبيين لما عجزوا عن محاربة الإسلام بالسيف غزوه غزواً ثقافياً بذلوا به الأموال الطائلة للمبشرين، ولما أخفقوا بعد مجهودهم الكبير وأيقنوا استحالة تنصير المسلمين أبرموا الأمر لإخراج أبنائه منه فقط دون أن يتشرفوا في الدخول إلى المسيحية - بزعمهم - بل يعيدوهم إلى حروب وثنية، ومن تقديس الجنس والوطن واستبدال حدود الله بحدوده، وحماية كيان القوم بدل حماية دين الله، واستبدال محبة الله ورسوله بمحبة هذه الطقوس والشعارات،
ودعوى العمل للوحدة التي تجمع الفرق تحت اسم "القومية" بدلاً من "الدين".
و (لـ) تبرير خطتهم الأثيمة وتغطية باطلهم على الناس السطحيين، رموا الدين بدائهم هم رموه بالطائفية وهم بها أقوم وألصق.
وتحمس لهذه الفكرة لفيف من النصارى ليخدعوا بها المسلمين على حساب الدين الإسلامي الصحيح الذي بشر عيسى به - فكذبوه - واعترف بكرامة عيسى وأظهر براءة أمه، فجرت فتنتهم هذه على حساب هذا الدين لا على حساب دينهم المزعوم الذي يبرأ منه عيسى وكل نبي.
وقد حمى الله الوحدة والعزة والتمكين بتحقيق دين محمد صلى الله عليه وسلم وكتب الشقاق على من تنكبه وتولى عنه، قال تعالى: {فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ
…
} ، فحصر الله حالتهم من الشقاق.
كما هو واقع بينهم الآن على الرغم من زعم الوحدة الكاذبة.