المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌س) وكيق بقول من يقول (الدين سبب الطائفية والشقاق) - الأجوبة المفيدة لمهمات العقيدة

[عبد الرحمن الدوسري]

فهرس الكتاب

- ‌الأجوبة المفيدة لمهمات العقيدة

- ‌س) ما هو التوحيد

- ‌س) ما هي فائدة التوحيد والنتيجة الحتمية من تحقيقه

- ‌س) ما معنى العبودية

- ‌س) ما هي العبودية الكونية

- ‌س) ما هي العبودية الشرعية

- ‌س) من هم عباد الله المخلصين

- ‌س) ما هو المفهوم الصحيح للدين

- ‌س) هل بين دين الأنبياء تفاوت

- ‌س) كم أركان التوحيد

- ‌س) ما هو الإسلام

- ‌س) ما هو الشرك

- ‌س) ما معنى الله والرب

- ‌س) ما الذي يلزم من ذلك

- ‌س) ماهي أصول التوحيد

- ‌س) ما هي أقسام هذا النوع

- ‌س) كيف يعرف الإنسان ربه

- ‌س) ما هو توحيد الربوبية

- ‌س) ما هو توحيد الألوهية

- ‌س) ما هو توحيد الأسماء والصفات

- ‌س) ما هي العبادة

- ‌س) ما هي أنواع العبادة

- ‌س) ما هو الدليل على ذلك

- ‌س) ما حكم من غايته في هذه الحياة جمع المال والتباهي بالأثاث والقصور وإشباع الشهوات

- ‌س) ما هو واجب المسلم أمام الله

- ‌س) ما هي عقوبات الله الشرعية

- ‌س) ما هي عقوبات الله القدرية

- ‌س) هل يكتفي من عبادة الله بشيء دون شيء

- ‌س) ما هو أول ما فرض الله عليك أيها المسلم

- ‌س) ما هو الطاغوت هل هو علم على شخص معين أو هو اسم جنس

- ‌س) ما هو عمود الدين

- ‌س) ما هي ذروة السنام من الدين

- ‌س) كم أركان الإسلام

- ‌س) هل ينفع الإنسان بمجرد النطق بالشهادتين دون العمل بشيء من شعائر الدين

- ‌س) ما هي شروط الشهادتين

- ‌س) أوضح لي الشرط الأول باختصار

- ‌س) ما معنى الشرط الثاني

- ‌س) ما معنى الشرط الثالث

- ‌س) ما معنى الشرط الرابع

- ‌س) ما معنى الشرط الخامس

- ‌س) ما معنى الشرط السادس

- ‌س) ما معنى الشرط السابع

- ‌س) ما هي شروط المحبة ولوازمها

- ‌س) ما الدليل على ذلك

- ‌س) ما هو جماع ما تقدم

- ‌س) هل يكتفي من محبة الله ورسوله بأصل الحب

- ‌س) ما ملة ألوهيته المأمورون باتباعها

- ‌س) ما الدليل على ذلك

- ‌س) ما هو جماع ما تقدم

- ‌س) ما حكم من خضع لبعض الطواغيت واستسلم لتشريعاته مستحسناً لها

- ‌س) بأي شيء يرتفع الإنسان عن مستوى البهائم

- ‌س) هل يجوز الاحتجاج بالقدر؟ وما حكم المحتج

- ‌س) من هو المخلص حقاً

- ‌س) من هو الأمين حقاً؟ ومن هو الخائن

- ‌س) هل يجوز إسداء ألقاب المدح والشرف على من ذم الله طريقتهم

- ‌س) ما هو المحرم من التصاوير والمباح منها

- ‌س) ما حكم الدعوة إلى الله والعمل للإسلام

- ‌س) ما هو الإيمان

- ‌س) ما هي أركان الإيمان

- ‌س) أوضح لي ذلك باختصار

- ‌س) ما هو الإحسان

- ‌س) ما هو جماع ذلك

- ‌س) هل يكفي اقتصار المسلم على إصلاح نفسه وأهله وعمارة مسجده دون التعرض لأحوال الناس

- ‌س) ما الدليل على ذلك

- ‌س) إذا ما معنى قوله تعالى {عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ}

- ‌س) ما هو الإلحاد

- ‌س) ما حكم الملحد

- ‌س) ما هو الشرك

- ‌س) ما هو الند والأنداد

- ‌س) ما الدليل على ذلك

- ‌س) هل للوثنية رسم خاص وصبغة واحدة قد انتهت بها أم لا

- ‌س) هل الجاهلية مقصورة على قرون مضت أو تتجدد صبغتها في الناس

- ‌س) بماذا يحصل هذا التصور وينتج ثمراته

- ‌س) لماذا يرتكس في الجاهلية وينال غضب الله وعقوباته

- ‌س) يتعلل ملاحدة زماننا بالتوحيد زاعمين الاعتراف بالله والرسول لكن يرون ضرورة التطوير والتنظيم الاجتماعي فما الجواب

- ‌س) إذا ما دور الإنسان في إجراء التطوير والتجديد في نظام المجتمع

- ‌س) كيف التوفيق بين العمل يما يمليه التصور الاعتقادي وما يتخيل من التطور الاجتماعي

- ‌س) كيف مقالة من يقول (الحكم للشعب، والمال للشعب)

- ‌س) كيف لنا بمن يقول (الدين علاقة بين العبد وربه فقط، لا شأن له في السياسة والحكم)

- ‌س) ما الدليل على ذلك شرعاً وعقلا

- ‌س) ما حكم من رفض السنة وقصر العمل والحجة على القرآن

- ‌س) ما حكم من يرمي الإسلام والمسلمين بالرجعية

- ‌س) هل بين الحق والباطل طريقاً وسطاً يطلبه الناس ويختاروه

- ‌س) إذا قال القبوري (أنا لم أشرك وإنما جعلت النبي أو الولي المقبور واسطة وشفيعاً يقربني إلى الله) فما جوابه

- ‌س) إذا قال لك القبوري (أتنكر شفاعة النبي ووجاهته؟ فأنا أريد شفاعته) فما الجواب

- ‌س) ما هو واجبنا نحو الله

- ‌س) ما هو واجبنا نحو رسول الله

- ‌س) ما هو مثل السوء أجارنا الله منه

- ‌س) ما حقيقة الزهد

- ‌س) ما حكم التقليد

- ‌س) هل يجوز الطعن على المذاهب السنية بحجة الأخذ بالحديث

- ‌س) ما حكم تعلم العلم والفنون والصنائع

- ‌س) ما حكم السحر

- ‌س) كيف جعل الله (الفتنة أشد من القتل) وما معناها

- ‌س) ما معنى التقوى

- ‌س) أيجوز إطلاق هذه المقالة (إرادة الشعب من إرادة الله)

- ‌س) وما مقالة من يقول (الدين أفيون الشعوب)

- ‌س) وكيف قولة من يقول: (الدين سبيل الناس لتأمين ما بعد الحياة وقد ذهب بأمن الحياة ذاتها)

- ‌س) وكيق بقول من يقول (الدين سبب الطائفية والشقاق)

- ‌س) ما حكم هذه المقالة (الدين لله، والوطن للجميع)

- ‌س) إذا ما هو السير المجدي في الحياة

- ‌س) هل على العرب زيادة تأكيد في النهي عن ذلك

- ‌س) هل يجوز إنكار الجن وما حكم منكرهم

- ‌س) كيف بمن يقول: (الدين مصدر الطائفية والشقاق…الخ)

- ‌س) سائل يقول: أنا مسلم مؤمن أصلي وأصوم ولكني أؤمن بالاشتراكية وأعتقد أنها حق، فهل يقدح ذلك في ديني

- ‌س) جواب عن وجوب الجهاد، هل هو الآن في الفور أم لا

- ‌س) هل الواجب قتال الصهيونية فقط دون اليهود؟ وهل يجوز لعن اليهود ولعن كل كافر

- ‌س) ما الماسونية

الفصل: ‌س) وكيق بقول من يقول (الدين سبب الطائفية والشقاق)

وكان على سيرتهم كل من تقبل ثقافتهم وسار على منهاجهم.

‌س) وكيق بقول من يقول (الدين سبب الطائفية والشقاق)

؟

ج) هذه فكرة ركزها الاستعمار في تعليمه الثقافي الذي هو امتداد للحروب الصليبية، ضمن تخطيط صهيوني أثبتته البروتوكولات الصهيونية المكتشفة، تلقاها بالقبول والتشجيع أصحاب المبادئ القومية والمذاهب المادية والنحل الوثنية المطلية بشعارات يستحسنها الذين نسوا حظأ مما ذكروا به، والمندفعون لحاجات في صدورهم، وهي منبثقة من تلك البروتوكلات.

والدين الإسلامي الصحيح على العكس مما رموه به، فهو مصدر الوحدة الصحيحة، وتحقيقه سبب العز والتمكن والتضامن والتراحم والبذل والإيثار، وأي طائفية في دين يقول لأهله {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} .

وإنما نشأت الطائفية ممن لا يعترف إلا بدينه وبذم ما سواه، كاليهود والنصارى الذين أخبر الله عنهم إنهم يعرفون نبينا كما يعرفون أبناءهم فكتموه وهم يعلمون، وبذروا بذور الطائفية بشتى الدسائس.

فالطائفية تنشأ دائماً من الافتراء على الله، سواء كان بحجة دين كاذب أو مذهب مادي أو وثني يصبغ بطلاء الجنس والوطن.

ص: 83

(. . . [4] . . .) من الإسلام في الوقت الذي لم تأخذ المادة في قلوبهم محلا، فلما احتلت المادة والأنانية مكاناً في القلوب لعبت السياسة دورها في بث التفرقة والشقاق، باسم مذهب أو أسرة وباسم ملة أو نحلة وفلسفة، هذا كله مع التظلم من الأوضاع والتنديد بالمسؤولين والاختلاق والأكاذيب وتزوير الوثائق والمكاتيب لإضرام نار الفتنة والتحزب.

حتى جاء دور الحرب الصليبية الغاشم البشع، وما أعقبه من تعسف سياسي ومكر ومؤمرات لئيمة تصبغ بأسماء مذهبية، على الرغم من حسن معاملة المسلمين مع الغزاة المغلوبين والخونة المجاورين من أولئك.

وكل هذا امتداد لما قبله من الدسائس السياسية ضد الإسلام، ليشغلوا أهله في أرضهم ويوقفوا مده الثوري عنهم، فيبقى كالمريض في بيته.

فما يرى من ظاهر الطائفية المذهبية هو في الحقيقة مبادئ وأحزاب سياسية مطلية بطلاء المذهبية المختلفة، فالعيب والجريرة هي على السياسة الماكرة الكافرة، لا على الدين الصحيح الذي اختاره الله أساساً للوحددة بجميع معانيها.

ثم أن الصليبيين لما عجزوا عن محاربة الإسلام بالسيف غزوه غزوا ثقافياً بذلوا فيه الأموال الطائلة للمبشرين، ولما أخفقوا بعد مجهودهم الكبير وأيقنوا استحالة تنصير المسلمين، أبرموا

ص: 84

الأمر الجديد لإخراج أبناءهم منه فقط دون أن يتشرفوا بالدخول في المسيحية على زعمهم، بل يعيدوهم إلى ضروب من الوثنية تحت تقديس الجنس والوطن واستبدال حدود الله بحدوده، وحماية كيان القوم بدل حماية دين الله، واستبدال محبة الله ورسوله بحجة هذه الطقوس والشعارات، ودعوى العمل للوحدة التي تجمع الفرق تحت اسم القومية بدلاً من الدين، كأنه لبنٌ خالص لا يجري بين أهلها الشقاق ولا تحل فيهم الأنانية والانتهازية.

وقد عكس الله مقاصدهم وأحاط مجتمعهم بالفوضى وكافة الخلافات والمخازي، ولكنهم يغالطون ويخادعون لتبرير خطتهم الأثيمة وتغطية باطلهم على الأغمار والسطحينن.

فيرمون الدين بدائهم هم، يرمونه بالطائفية، وهم بها أحق وألصق.

وقد تحمس لهذه الفكرة الخاطئة لفيف من النصارى ليخدعوا بها المسلمين على حساب الدين الإسلامي الصحيح، الذي بشر به عيسى فكذبوه، وهو الدين الذي اعترف بكرامة عيسى وأظهر براءة أمه، فأبى لؤمهم إلا أن يخاصموه ويمكروا بأهله ويوالوا اليهود وينفذوا مخططاتهم ضده، وهم الذي آذوا عيسى وحاولوا قتله وقالوا فيه وفي أمه بهتاناً عظيماً، وكانت خطتهم على حساب ديننا، لا على حساب دينهم المزعوم الذي يبرأ منه عيسى وكل نبي.

وقد ضمن الله الوحدة والعز والتمكين بتحقيق دين محمد عليه السلام وكتب الشقاق العقيم على

ص: 85