الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أن يحابيك دون غيرك بالشفاعة، واتهمت الله أيضاً بالمحاباة كما تقدم.
س) ما هو واجبنا نحو الله
؟
ج) هو ما قدمنا من تحقيق التوحيد بإخلاص العبادة له والنصح والصدق معه وبذل النفس والنفيس في إعلاء كلمته، وقمع المفتري عليه بجميع وسائل الجهاد.
وأن يعتبر الإنسان نفسه عبداً مملوكاً لا يتصرف في شيء إلا وفق أوامر مولاه تبارك وتعالى.
ولا ينفق مال الله إلا بحقه وفيما يرضيه، ولا يتقدم على جنابه العظيم بأي حكم أو تشريع مخالف لما أنزل.
ولا يؤثر محبة شيء أبداً على طاعته ونصرة دينه، ولو أقرب قريب، بل يعاديه في ذات الله إذا اقتضى الأمر.
س) ما هو واجبنا نحو رسول الله
؟
ج) ينضبط واجبنا نحوه صلى الله عليه وسلم بتحقيق قوله تعالى {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ} ، فيجب أن يكون أحب إلى كل مسلم مؤمن من نفسه ووالده وولده وأمواله والناس أجمعين، كما قال صلى الله عليه وسلم:(والله لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين) .
فمحبته لا يكتفي فيها بأصل الحب بل لا بد من إيثاره في الحب على كل شيء، وأن يكون حقه صلى الله عليه وسلم آثر من حقوقنا، وحكمه
أنفذ علينا من حكم أنفسنا، وشفقتنا عليه وعلى نصرة ما جاء به من الحق أعظم من شفقتنا على أنفسنا وعلى أقرب قريب لنا.
وأن نبذل دونه المهج والأرواح ونجعلها فداء له، وأموالنا وقاء له في كل نائبة تجري على دينه.
وأن لا نتخلى عن الدفاع عن سنته ودينه القويم بالسلاح والقلم واللسان، فإن المتخلف بقلمه ولسانه جرمه أشد من جريمة المتولي يوم الزحف.
وأن لا يصدنا عن ذلك ما يتح لنا من المصالح والأهواء والمناصب، ولا ننحرف عنها إلى ما تجدد من المبادئ والمذاهب، ولا يشغلنا عن نشر سنته وتبليغ دعوته أي شاغل، ونجعل ما نستحصل عليه من كد وكسب في هذا السبيل، لنجعل من حياتنا امتداد لحياته الطاهرة، فيكون قرطا لنا في الدار الآخرة.
وأن نتبع جميع ما يدعونا إليه ونستفصل عن سنته لنقتدي بها، فإنه لا يعمل إلا خيراً ولا يأمر إلا بما فيه الخير والعز والسعادة.
وأن ننصرف عن جميع ما ينهاها عنه، فإنه لا ينهي إلا عما فيه الشر والشقاق الأبدي، وقد وصف نفسه بأنه آخذ بحجز أمته عن النار، فينبغي أن لا تنفلت منه فتقع في خزي الدنيا وجحيمها وعذاب الآخرة وحميمها.