الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ويفضي بالحكم الصحيح المضطرد، فكثيراً ما قرر عقل الإنسان شيئاً أنه خطأ ولا يجوز فعله ثم اندفع إلى فعله ذلك، المقرر لمنعه، لإنحراف روحه وانجرافها مع الشهوات وطمعها بالنفوذ الباطل.
فالروح المستنيرة بوحي الله المهتدية بهديه هي التي تقرر الحكم الصالح وتسخر العقل ليسير في طريقه على تقوى من الله ورضوانه، فالتزام حدود الله وضبط التصور بكتابه وشرعه تصوراً صحيحاً هو الذي يرسم الطريق، وتتكيف به النفس المؤمنة المطمئنة تكيفاً سليماً مشبعاً بروح التقوى، وما سواه يكون مكيفاً منصبغاً بألوان من الوثنية ومدفوعاً إلى الباطل، لا دافعاً مسيراً لغيره، وتدبر القرآن وانظر كيف امتزج التشريع الإسلامي دائماً بالتوجه إلى الله، إذ لا تخلو أية تشريعية من ذكر الله والأمر بتقواه والتوجيه إلى خشيته والترغيب في مثوبته والتخويف من عذابه، ليمتزج تشريع الأحكام وتنفيذها بتقوى الله وحسن مراقبته.
فأفهم هذا الجواب لتخلص من شبهات المضللين.
س) كيف مقالة من يقول (الحكم للشعب، والمال للشعب)
؟
ج) هذه كلمات مخترعة، ومخترعوها كاذبون في زعمهم لا يطبقون ذلك على أنفسهم، فيتنازلوا للشعب ولا عن رأي واحد من آرائهم.
بل هي نغمة تغرير لإلهاء الشعوب التي
تحب التنفس من حكمها الأول، لتنخدع بالحكم الثاني، الذي هو أشقى وأضل سبيلاً.
والحق أن الشعوب البشرية يجب أن تكون مصونة الكرامة نائلة للعدل والحرمة الصحيحة لا تساق كالأنعام.
ولكن لا يجوز إطلاق هذه الكلمات على عواهنها، فالحكم لله الذي يجب أن يكون توجيه الشعب على نور وحيه وحكمه على وفق شريعته، لا أن يقول (الحكم للشعب) ، من يوجه الشعوب نحو رغباته هو من أصحاب المذاهب المادية والمبادئ الوثنية المخالفة لما أنزل الله، ويفرض سلطته عليها قهراً، تحت شعارات دجلية ماكرة.
وكذلك (مال الله) يجب صرفه في المصالح العامة وحفظ ثغور المسلمين والدفاع عن جميع قضاياهم في مشارق الأرض ومغاربها، فوق كل شيء، والقيام بالدعوة إلى الله، والاستعداد بكل قوة لقمع المفتري عليه أو المعتدي على بعض المسلمين، وسد حاجة ذوي الحاجات المذكورين في سورة الحشر، ويقدم في صرفه ما تدعو الحاجة الضرورية إليه من ذلك، هكذا يعمل بمال الله، لا يجوز أن ينتهبه ذو الأنانية، ولا أن يصرف في البذخ والميوعة والتبذير، فضلاً عن الفسق والفجور والمسارح والبلاجات الخليعة.
ولا يجوز قطعاً ان يقال (مال الشعب) ، لأنه إذا سلم هذا، كان لهم أن يفعلوا ذلك وان يبددوا قسماً كبيراً منه على حفظ سلطانهم والتجسس وشراء الضمائر، هذا من جهة.
ومن جهة أخرى فإن الشعب يختلف في القوة والضعف والغنى