الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والفقر والمعرفة والجهل والصلاح والحزم والخمول، فكيف يكون المال ملكاً للمستغني عنه بثروته أو بقوته أو بعلمه وفنه أو من يجب حرمانه منه لفساده وخبثه، وما إلى ذلك، وصدق الله العظيم يقول {فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلالُ} ، ولكن راجت هذه الأكاذيب لتعطيل الحكم بالشريعة.
س) كيف لنا بمن يقول (الدين علاقة بين العبد وربه فقط، لا شأن له في السياسة والحكم)
؟
ج) هذه خطة انتهجها الثائرون على الكنيسة في (أوروبا) ، التي ليس عندها ثروة تشريعية وافية بأساليب الحكم والسياسة حسب التطوير الصحيح.
فانتهج هذه الخطة تلاميذ الأفرنج من أبنائنا وعملوا على تطبيقها في بلاد المسلمين وفرضها عليهم، بتلقين قوي من أساتذتهم، وتأييد استعماري يحظى به العملاء والمغرضون، الذين يريدون الحكم على أشلاء الإسلام وحساب أهله، وقد أراحوا المستعمرين والمبشرين بتطبيق هذه الخطة التي أبعدوا بها حكم الله وأزاحوا المسلمين عن تعاليم شريعتهم وآدابها، وصبغوهم بصبغة أفرنجية في تقاليدهم وعقائدهم وأخلاقهم وملابسهم، حتى حولوهم بهذه الخطة وتحت شعاراتها المختلفة إلى نوع من الخلق لا يصلح شرقياً ولا غربياً.
ومع أن هذه في حق الإسلام والمسلمين فرية عظيمة وخطة أثيمة، فهي في الحقيقة حجة على أولئك دامغة لرؤوسهم مرغمة لأنوفهم، لأن
علاقة العبد بربه يجب أن تكون عامة في كل شيء.
بحيث لا يمشي إلا على وفق شريعته، ولا يحكم إلا بكتابه وسنة نبيه، ولا يتحرك إلا لمرضاته واجتناب سخطه، ولا يحب أو يبغض إلا من أجله، لا لنفع أو من أجل عشيرة أو وطن أو قرابة أو مال، ولا يوالي أو يعادي إلا في الله ومن أجل إعلاء كلمته، لا لغرض آخر.
فلا يوالي أعداءه أو يعادي أحبابه لحاجة في نفسه، أو لأجل شيء مما تقدم، ولا يخطط نظام الحكم أو ينفذها مستنداً على تلك القواعد الانتهازية ضارباً بكتاب الله وتوحيده وشريعته عرض الحائط، فإن هو فعل ذلك لم يحسن علاقته بربه بل قطعها وكان متناقضاً في قوله، أفاكاً أثيماً، لأن الله لا يرضى من عبده أن يحكم بغير شريعته أو يتخلى عن دعوة الإسلام والدفاع عن جميع قضايا المسلمين.
ولا أن يوالي النصارى بحجة وطنية أو قومية عصبية جلبها من (أوروبا) واطرح بها ملة إبراهيم عليه السلام.
كما لا يرضى من عبده أن يعيش بإيمان أعزل امام كفر وإلحاد مسلح، بل يوجب عليه لتحقيق الصدق معه والاخلاص له أن يستعد لأعداء الله بجميع المستطاع من حول وقوة، مهما تنوعت وتطورت، ليقمعهم، كي لا يغلبوه ويتحكموا في مصيره، وكذلك يوجب عليه أن يكون غيوراً على حرماته حافظاً لحدوده ناصراً لدينه دافعاً له إلى الأمام، لا يقتصر من عبادته على نوع دون نوع، ولا يقصر بالغزو لنشر الحق