المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌يوسف وامرأة العزيز - دروس الشيخ عائض القرني - جـ ١٦٤

[عائض القرني]

فهرس الكتاب

- ‌تعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة

- ‌لا بد من الاعتراف بالتقصير

- ‌كلمات قليلة تحمل معانٍ عظيمة

- ‌قصة إبراهيم عليه السلام

- ‌إبراهيم عليه السلام يناظر النمرود

- ‌إبراهيم يقذف في النار

- ‌قصة موسى عليه السلام

- ‌موسى حفظ الله في الرخاء

- ‌الله جل وعلا يأمر موسى بالذهاب إلى فرعون

- ‌أهل مصر وثلاثون ألف ساحر يقفون ضد موسى وأخيه

- ‌الله جل وعلا ينجي موسى عليه الصلاة والسلام

- ‌قصة يونس عليه السلام

- ‌قصة يوسف عليه السلام

- ‌يوسف يسبح الله في البئر

- ‌يوسف وامرأة العزيز

- ‌أمثلة لمن لم يعرف الله في الرخاء

- ‌البرامكة

- ‌أحمد بن أبي دؤاد لم يعرف الله في الرخاء

- ‌القاهر الخليفة العباسي ما عرف الله

- ‌نماذج من التابعين وممن تبعهم ممن عرفوا الله

- ‌عمر بن عبد العزيز عرف الله

- ‌عبد الله بن المبارك عرف الله في الرخاء

- ‌الوزير ابن هبيرة

- ‌نداء إلى كل مسلم ومسلمة

- ‌الأسئلة

- ‌شاب يعود إلى المعاصي بعد رمضان

- ‌المجاهدون الأفغان يعيشون أصعب المواقف

- ‌الوقت عمرك فافعل به ما تشاء

- ‌فضل الدعاء في السحر

- ‌شكر نعمة الرخاء في العيش

- ‌الأسواق وخروج المرأة إليها

- ‌المعاصي ونسيان العلم

- ‌الشعراء والهجاء بين القبائل

- ‌السنة في تطبيق السنة

- ‌حكم من يعمل في قطاع الموسيقى العسكرية

الفصل: ‌يوسف وامرأة العزيز

‌يوسف وامرأة العزيز

أتت امرأة العزيز تعرض نفسها عليه، أغلقت الأبواب ولفظ القرآن الكريم يقول:{وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ} [يوسف:23].

زيادة المبنى تدل على زيادة المعنى، سبحان الله! وغلقت الأبواب إنها مَلِكة! وهو لا يخاف أن يؤتى من جانبها؛ لأنها تأمر وتنهى، والأمر الثاني: جميلة وهي لذلك أدعى وأشهى، والأمر الثالث: أنه في قصرها وليس في بيته، والأمر الرابع: أنه شاب، والأمر الخامس: أنه أعزب، ولم يكن متزوجاً ليعود إلى حلال، والأمر السادس: أنه ليس من أهل مصر ولو كان من أهل مصر لاستحى من سمعته ومن شهرته ومن صيته، لكنه غريب، والغريب لا يوجل ولا يتحرج كما يتحرج القريب، والأمر السابع: أنها هي التي دعت، والأمر الثامن: أنها غلقت الأبواب، والأمر التاسع: أنه ليس معها أحد من الناس ولكن نسيت رب الناس، وقال بعضهم: إن الأمر العاشر أنه جميل، فإنه أوتي شطر الجمال، جمال الناس.

قالت: هيت لك.

قال: معاذ الله!

سلام عليك يا يوسف وهنيئاً لك وبشرى لعينيك! هل قال شبابنا وشاباتنا وفتياننا وفتياتنا لما رأوا الحرام قالوا: معاذ الله؟ يا من نظر إلى الفتاة الجميلة وغض بصره وقال: معاذ الله! هنيئاً لك، يا من رأى المجلة الخليعة فقاطعها وقال: معاذ الله! يا من سمع نغمة ماجنة فتاب وقال: معاذ الله! يا من دعاه جلساء السوء لهجر المساجد وللإدبار عن القرآن فقال: معاذ الله! هنيئاً لك.

وأنت -أيتها الفتاة- هنيئاً لك يوم قلت في حياتك: معاذ الله، معاذ الله من أخدان السوء {وَلا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ} [النساء:25] معاذ الله من معاكسات الهاتف، ومن التجرم والتفسخ في الهاتف، معاذ الله من خلع الحجاب، معاذ الله من السفور، معاذ الله من الرفقة السيئة، معاذ الله من الخلوة المحرمة، فهنيئاً لك وسلام عليك يوم تلقين الله.

فأنجاه الله؛ لماذا؟ تعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة، وأصبح من نجاح إلى نجاح، ومن اتصال إلى اتصال، ومن قرب إلى قرب، حتى ملكه الله مصر وقال في آخر المطاف:{رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ} [يوسف:101].

ص: 15