المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الشعراء والهجاء بين القبائل - دروس الشيخ عائض القرني - جـ ١٦٤

[عائض القرني]

فهرس الكتاب

- ‌تعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة

- ‌لا بد من الاعتراف بالتقصير

- ‌كلمات قليلة تحمل معانٍ عظيمة

- ‌قصة إبراهيم عليه السلام

- ‌إبراهيم عليه السلام يناظر النمرود

- ‌إبراهيم يقذف في النار

- ‌قصة موسى عليه السلام

- ‌موسى حفظ الله في الرخاء

- ‌الله جل وعلا يأمر موسى بالذهاب إلى فرعون

- ‌أهل مصر وثلاثون ألف ساحر يقفون ضد موسى وأخيه

- ‌الله جل وعلا ينجي موسى عليه الصلاة والسلام

- ‌قصة يونس عليه السلام

- ‌قصة يوسف عليه السلام

- ‌يوسف يسبح الله في البئر

- ‌يوسف وامرأة العزيز

- ‌أمثلة لمن لم يعرف الله في الرخاء

- ‌البرامكة

- ‌أحمد بن أبي دؤاد لم يعرف الله في الرخاء

- ‌القاهر الخليفة العباسي ما عرف الله

- ‌نماذج من التابعين وممن تبعهم ممن عرفوا الله

- ‌عمر بن عبد العزيز عرف الله

- ‌عبد الله بن المبارك عرف الله في الرخاء

- ‌الوزير ابن هبيرة

- ‌نداء إلى كل مسلم ومسلمة

- ‌الأسئلة

- ‌شاب يعود إلى المعاصي بعد رمضان

- ‌المجاهدون الأفغان يعيشون أصعب المواقف

- ‌الوقت عمرك فافعل به ما تشاء

- ‌فضل الدعاء في السحر

- ‌شكر نعمة الرخاء في العيش

- ‌الأسواق وخروج المرأة إليها

- ‌المعاصي ونسيان العلم

- ‌الشعراء والهجاء بين القبائل

- ‌السنة في تطبيق السنة

- ‌حكم من يعمل في قطاع الموسيقى العسكرية

الفصل: ‌الشعراء والهجاء بين القبائل

‌الشعراء والهجاء بين القبائل

‌السؤال

بعض القبائل تحضر في الحفلات والمناسبات بعض الشعراء الشعبيين، ثم تكون فيها محاورات بين شاعر وآخر، ويكتنف هذه الأشعار إظهار عيوب قبيلة الشاعر الآخر، ويدفع من الأموال الطائلة ما يدفع، وقد يكلف إحضار هؤلاء الشعراء الألوف الكثيرة، فما حكم هذه المبالغ التي تصرف؟ وما حكم الوقت الذي يصرف في هذه المحاورة علماً أنها تستمر إلى طلوع الفجر؟

‌الجواب

ما ذكره السائل من هذه المشاهد والظواهر موجود في كثير من المجتمعات، وهناك قبائل كأنهم يعيشون بمعزل عن العالم، كأنهم في أرض والناس في أرض، يأتي شاعرهم فيمدح قبيلته، وكأنها هي التي انتصرت في بدر واليرموك ، ورفعت راية لا إله إلا الله في القادسية، وقدمت الشهداء، وإذا رجعت إلى تاريخ هذه القبيلة تجده لا يساوي ريالين أو قرشين، ما عندهم شيء سوى الأكل والشرب وتزوجوا ودخل فلان على فلان فزاره في بيته وأكرمه وذبح له ناقة، ونحن فعلنا وصبحنا القبيلة وذبحناها! مسلمون يذبحون مسلمين! ويتهتكون في أعراض المسلمين، هؤلاء مثلهم كما قال ابن تيمية: كصوفي أعمى يقرأ وهو أعمى القلب والبصر ومن غلاة الصوفية، ويقرأ في سورة النحل: فخر عليهم السقف من تحتهم.

قال ابن تيمية: لا عقل ولا قرآن! لأن السقف دائماً يأتي من فوق، هل سمعتم بسقف أسفل؟! لو لم يكن معك قرآن فعلى الأقل معك عقل تعرف أن السقف دائماً فوق فقال ابن تيمية: لا عقل ولا قرآن، فبعض القبائل لا عقل ولا قرآن، لا دين ولا رسالة في الحياة، ولا تواصي بالمعروف.

وواجب الدعاة أن يفهموا هؤلاء وأن يعايشوهم وأن يوصلوا كلمة النور والهداية إليهم.

أما اجتماعهم ففيه محاذير: المحذور الأول: يوجد في بعض القبائل -وأعرف ذلك علم اليقين- اختلاط بين الرجال والنساء، يقف مجموعة -خاصة في البوادي- من النساء ينظرن إلى الرجال، والرجال ينظرون إلى النساء، بل من العجيب أنه وجد في بعض النواحي أن يأتي صف من الرجال وصف من النساء هذا لا يوجد إلا في موسكو أو في باريس.

والمحذور الثاني: شعراء ضلالة، يدعون إلى أبواب النار، يمدح هذه القبيلة ويقترف إثماً وزوراً وبهتاناً في عرض قبيلة أخرى، فيصفهم بالبخل وبالجبن وبالخيانة وبالغدر وبالكذب.

والمحذور الثالث: مبالغ تصرف في غير طائل؛ رياءً وسمعةً وبذخاً، والله سبحانه وتعالى يقول:{وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بَطَراً وَرِئَاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} [الأنفال:47] لو صرفت هذه الأموال في تحفيظ القرآن أو في بناء مساجد أو في شراء كتب وأشرطة إسلامية للمسلمين لكانت عند الله شيئاً كثيراً.

فهذه ثلاثة محاذير أنبه عليها وهي محرمة.

ص: 33