المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌موسى حفظ الله في الرخاء - دروس الشيخ عائض القرني - جـ ١٦٤

[عائض القرني]

فهرس الكتاب

- ‌تعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة

- ‌لا بد من الاعتراف بالتقصير

- ‌كلمات قليلة تحمل معانٍ عظيمة

- ‌قصة إبراهيم عليه السلام

- ‌إبراهيم عليه السلام يناظر النمرود

- ‌إبراهيم يقذف في النار

- ‌قصة موسى عليه السلام

- ‌موسى حفظ الله في الرخاء

- ‌الله جل وعلا يأمر موسى بالذهاب إلى فرعون

- ‌أهل مصر وثلاثون ألف ساحر يقفون ضد موسى وأخيه

- ‌الله جل وعلا ينجي موسى عليه الصلاة والسلام

- ‌قصة يونس عليه السلام

- ‌قصة يوسف عليه السلام

- ‌يوسف يسبح الله في البئر

- ‌يوسف وامرأة العزيز

- ‌أمثلة لمن لم يعرف الله في الرخاء

- ‌البرامكة

- ‌أحمد بن أبي دؤاد لم يعرف الله في الرخاء

- ‌القاهر الخليفة العباسي ما عرف الله

- ‌نماذج من التابعين وممن تبعهم ممن عرفوا الله

- ‌عمر بن عبد العزيز عرف الله

- ‌عبد الله بن المبارك عرف الله في الرخاء

- ‌الوزير ابن هبيرة

- ‌نداء إلى كل مسلم ومسلمة

- ‌الأسئلة

- ‌شاب يعود إلى المعاصي بعد رمضان

- ‌المجاهدون الأفغان يعيشون أصعب المواقف

- ‌الوقت عمرك فافعل به ما تشاء

- ‌فضل الدعاء في السحر

- ‌شكر نعمة الرخاء في العيش

- ‌الأسواق وخروج المرأة إليها

- ‌المعاصي ونسيان العلم

- ‌الشعراء والهجاء بين القبائل

- ‌السنة في تطبيق السنة

- ‌حكم من يعمل في قطاع الموسيقى العسكرية

الفصل: ‌موسى حفظ الله في الرخاء

‌موسى حفظ الله في الرخاء

ومن حفظ موسى لله في الرخاء أنه لما أتته المرأة الجارية ابنة الرجل الصالح تدعوه إلى أبيها قال لها: تعالي ورائي ودليني على الطريق.

سبحان الله يا للحياء، يا للروعة! يا لمراقبة الله! فهل تصور شبابنا هذا الموقف موقف موسى، يقول للجارية في الصحراء الذي لا يخشى من أبيها وليس عندها قوة وبإمكانه أن يفعل ما أراد وهو قوي حمل صخرة من فوق البئر لا يحملها إلا عشرة، وهو شاب أعزب، وهو في مكتمل القوى، وهي منفردة في الصحراء، قال: تعالي من ورائي ودليني على الطريق؛ لئلا يرى شيئاً منها، احفظ الله يحفظك، تعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة.

هل علم شبابنا بهذا المبدأ؟ هل علم هذا الذين أطلقوا نظرهم إلى الحرام، ونظروا إلى الأجنبيات، وانتهكوا الحرمات، وأغضبوا رب الأرض والسماوات، وأكثروا من الخطيئات؟ هل حاسب شبابنا أنفسهم وهم يتسترون بالمعاصي وراء الجدران ويرتكبون الخطيئات بين الجدران ونسوا الواحد الديان.

وإذا خلوت بريبة في ظلمة والنفس داعية إلى الطغيان

فاستحي من نظر الإله وقل لها إن الذي خلق الظلام يراني

وعاد موسى ووصل وتزوج على كلمة الله حلالاً، حلالاً لا حراماً؛ لأنه حفظ الله وتعرف على الله في الرخاء فعرفه في الشدة.

وأتى إلى الصحراء يهش بعصاه على الغنم، يتوكأ على عصاه في الصحراء، وإذا بالله يناديه {إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي * إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى} [طه:14 - 15] رأى ناراً عليه السلام، فأتى إلى النار ليقتبس منها أو يجد على النار هدى أي: يهديه الطريق، فوجد هداية لجنة عرضها السماوات والأرض، ووجد هداية لحياة أبدية سرمدية، ووجد هداية مع الأنبياء والرسل، ووجد هداية لا إله إلا الله، الدين لله، والمنهج لله، والسماء لله والأرض لله.

لمعت نارهم وقد عسعس الليل ومل الحادي وحار الدليل

فتأملتها وفكري من البين عليل وطرف عيني كليل

ص: 8