المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌عبد الله بن المبارك عرف الله في الرخاء - دروس الشيخ عائض القرني - جـ ١٦٤

[عائض القرني]

فهرس الكتاب

- ‌تعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة

- ‌لا بد من الاعتراف بالتقصير

- ‌كلمات قليلة تحمل معانٍ عظيمة

- ‌قصة إبراهيم عليه السلام

- ‌إبراهيم عليه السلام يناظر النمرود

- ‌إبراهيم يقذف في النار

- ‌قصة موسى عليه السلام

- ‌موسى حفظ الله في الرخاء

- ‌الله جل وعلا يأمر موسى بالذهاب إلى فرعون

- ‌أهل مصر وثلاثون ألف ساحر يقفون ضد موسى وأخيه

- ‌الله جل وعلا ينجي موسى عليه الصلاة والسلام

- ‌قصة يونس عليه السلام

- ‌قصة يوسف عليه السلام

- ‌يوسف يسبح الله في البئر

- ‌يوسف وامرأة العزيز

- ‌أمثلة لمن لم يعرف الله في الرخاء

- ‌البرامكة

- ‌أحمد بن أبي دؤاد لم يعرف الله في الرخاء

- ‌القاهر الخليفة العباسي ما عرف الله

- ‌نماذج من التابعين وممن تبعهم ممن عرفوا الله

- ‌عمر بن عبد العزيز عرف الله

- ‌عبد الله بن المبارك عرف الله في الرخاء

- ‌الوزير ابن هبيرة

- ‌نداء إلى كل مسلم ومسلمة

- ‌الأسئلة

- ‌شاب يعود إلى المعاصي بعد رمضان

- ‌المجاهدون الأفغان يعيشون أصعب المواقف

- ‌الوقت عمرك فافعل به ما تشاء

- ‌فضل الدعاء في السحر

- ‌شكر نعمة الرخاء في العيش

- ‌الأسواق وخروج المرأة إليها

- ‌المعاصي ونسيان العلم

- ‌الشعراء والهجاء بين القبائل

- ‌السنة في تطبيق السنة

- ‌حكم من يعمل في قطاع الموسيقى العسكرية

الفصل: ‌عبد الله بن المبارك عرف الله في الرخاء

‌عبد الله بن المبارك عرف الله في الرخاء

حضرت ابن المبارك الوفاة، من الذي لا يعرف ابن المبارك؟ الزاهد، العابد، العلامة، المحدث، أمير المؤمنين في الحديث، المولى، المجاهد عبد الله بن المبارك، عبد الله الذي كان يجتمع تلاميذه يذكرون فضائله، عبد الله بن المبارك الذي أصبح فخراً لأمة محمد صلى الله عليه وسلم، كان يخشى الله، له خبيئة بينه وبين الله، سافر مع تلاميذه فدخلوا في حجرة في السفر فانطفأ السراج عليهم، فذهبوا يلتمسون السراج وأتوا إليه وإذا دموعه تنهمر من رأس لحيته، قالوا: ما لك؟ قال: تذكرت القبر والله في هذه الغرفة، تعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة.

قال أهل التاريخ: خرج عبد الله بن المبارك بتجارة من خراسان وخرج بقافلة من الحجاج يريد مكة ليحج، وكل أهل خراسان على نفقته، فقد كان تاجراً ينفق أمواله في سبيل الله، فلما أصبح في الطريق عند الكوفة خرجت امرأة فوجدت غراباً ميتاً في مزبلة، فأخذت الغراب ودخلت بيتها فقال لمولاه: اذهب فاسأل المرأة ما لها أخذت الغراب؟ فسألها فقالت: والله مالنا طعام منذ ثلاثة أيام إلا ما يلقى في هذه المزبلة.

فدمعت عيناه وقال: نأكل الفالوذج وهم يأكلون الغربان الميتة، اصرفوا القافلة جميعاً في أهل هذه المدينة، مدينة الكوفة، وعودوا فلا حج لنا هذه السنة.

وعاد إلى خراسان.

وذكروا عنه أنه رأى في المنام رجلاً يقول له: حج مبرور وسعي مشكور وذنب مغفور.

{أُولَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجَاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ} [الأحقاف:16].

حضرت الوفاة ابن المبارك وهو في سكرات الموت يتبسم، من يتبسم في سكرات الموت؟ الذي يعرف الله في الرخاء ليعرفه في الشدة، من يسر في سكرات الموت وضيق الموت؟ الذي عرف الله في الرخاء ليعرفه في الشدة، يبتسم ويقول:{لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ} [الصافات:61] وذهب إلى الله سعيداً؛ لأنه عرف الله في الرخاء فعرفه في الشدة.

ص: 22