المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌إبراهيم يقذف في النار - دروس الشيخ عائض القرني - جـ ١٦٤

[عائض القرني]

فهرس الكتاب

- ‌تعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة

- ‌لا بد من الاعتراف بالتقصير

- ‌كلمات قليلة تحمل معانٍ عظيمة

- ‌قصة إبراهيم عليه السلام

- ‌إبراهيم عليه السلام يناظر النمرود

- ‌إبراهيم يقذف في النار

- ‌قصة موسى عليه السلام

- ‌موسى حفظ الله في الرخاء

- ‌الله جل وعلا يأمر موسى بالذهاب إلى فرعون

- ‌أهل مصر وثلاثون ألف ساحر يقفون ضد موسى وأخيه

- ‌الله جل وعلا ينجي موسى عليه الصلاة والسلام

- ‌قصة يونس عليه السلام

- ‌قصة يوسف عليه السلام

- ‌يوسف يسبح الله في البئر

- ‌يوسف وامرأة العزيز

- ‌أمثلة لمن لم يعرف الله في الرخاء

- ‌البرامكة

- ‌أحمد بن أبي دؤاد لم يعرف الله في الرخاء

- ‌القاهر الخليفة العباسي ما عرف الله

- ‌نماذج من التابعين وممن تبعهم ممن عرفوا الله

- ‌عمر بن عبد العزيز عرف الله

- ‌عبد الله بن المبارك عرف الله في الرخاء

- ‌الوزير ابن هبيرة

- ‌نداء إلى كل مسلم ومسلمة

- ‌الأسئلة

- ‌شاب يعود إلى المعاصي بعد رمضان

- ‌المجاهدون الأفغان يعيشون أصعب المواقف

- ‌الوقت عمرك فافعل به ما تشاء

- ‌فضل الدعاء في السحر

- ‌شكر نعمة الرخاء في العيش

- ‌الأسواق وخروج المرأة إليها

- ‌المعاصي ونسيان العلم

- ‌الشعراء والهجاء بين القبائل

- ‌السنة في تطبيق السنة

- ‌حكم من يعمل في قطاع الموسيقى العسكرية

الفصل: ‌إبراهيم يقذف في النار

‌إبراهيم يقذف في النار

جمعوا لإبراهيم ناراً أحرقوا الحطب أشعلوا النار أججوا الوادي، ووضعوه في المنجنيق وأطلقوه ليهوي في النار، لا صاحب ولا صديق ولا ركن ولا ناصر إلا الله، وهذا أبو الفتح البستي يقول:

من يتق الله يحمد في عواقبه ويكفه شر من عزوا ومن هانوا

فالزم يديك بحبل الله معتصماً فإنه الركن إن خانتك أركان

{إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ * يَوْمَ لا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ} [غافر:51 - 52].

رفعوه في المنجنيق، قال بعض أهل العلم: أتى جبريل عليه السلام إلى إبراهيم قال: ألك إلي حاجة؟ قال: أما إليك فلا وأما إلى الله فنعم.

فقال وهو يهوي: حسبنا الله ونعم الوكيل.

قال ابن عباس في صحيح البخاري: [[حسبنا الله ونعم الوكيل قالها إبراهيم لما ألقي في النار فنجاه الله، وحسبنا الله ونعم الوكيل قالها محمد صلى الله عليه وسلم لما قيل له: {إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ} [آل عمران:173 - 174]]]

فهل قال شبابنا: حسبنا الله ونعم الوكيل؟ هل قالوا لما أتتهم الهموم والغموم: حسبنا الله ونعم الوكيل؟ هل قالوا لما رأوا المعاصي والفتن ومجريات الحياة والحوادث التي وجدت: حسبنا الله ونعم الوكيل؟ هل رأوا الفقر والمرض فقالوا: حسبنا الله ونعم الوكيل؟ هل قالولها لما وقف الشيطان لهم بالمرصاد، ورأوا الفتن من أغنية ماجنة، ومجلة خليعة، وفيديو مهدم، ومسلسل مخرب، وجلساء سوء؟ هل قالوا: حسبنا الله ونعم الوكيل؟ وهل قالت فتياتنا ذلك؟ وهل امتثلن هذا الخطاب العظيم وهذه الكلمة العظيمة؟ هل قالت المسلمات المؤمنات القانتات الحافظات للغيب بما حفظ الله وهن يرين الفساد ويرين بأم أعينهن ما يتعرض له الإسلام والمسلمون والمسلمات: حسبنا الله ونعم الوكيل؟ يرين الذين يدعون إلى السفور وإلى التبرج وإلى هدم الفضيلة وإلى الفاحشة وإلى الزنا فهل قلن: حسبنا الله ونعم الوكيل لينقلب الجميع بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء؟!!

وقع إبراهيم في النار فكانت برداً وسلاماً، تعرف على الله في الرخاء فعرفه في الشدة.

ص: 6