المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌67 - باب التطهر في المخضب، والمركن، والقدح، والخشب، والحجارة، وغيرهم - ديوان السنة - قسم الطهارة - جـ ٥

[عدنان العرعور]

الفصل: ‌67 - باب التطهر في المخضب، والمركن، والقدح، والخشب، والحجارة، وغيرهم

‌67 - بَابُ التَّطَهُّرِ في المِخْضَبِ، والمِرْكَنِ، والقَدَحِ، والخَشَبِ، والحِجَارَةِ، وغَيْرِهِمْ

434 -

حَدِيثُ أَنَسٍ:

◼ عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: ((حَضَرَتِ الصَّلاةُ فَقَامَ مَنْ كَانَ قَرِيبَ الدَّارِ مِنَ المَسْجِدِ [إِلَى أَهْلِهِ] 1 يَتَوَضَّأُ، وَبَقِيَ قَوْمٌ [نَائِيَ الدَّارِ] 2، فَأُتِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِمِخْضَبٍ مِنْ حِجَارَةٍ فِيهِ مَاءٌ، فَوَضَعَ كَفَّهُ [في الْمِخْضَبِ] 3، فَصَغُرَ المِخْضَبُ أَنْ يَبْسُطَ فِيهِ كَفَّهُ، فَضَمَّ أَصَابِعَهُ فَوَضَعَهَا فِي المِخْضَبِ فَتَوَضَّأَ القَوْمُ كُلُّهُمْ جَمِيعًا.

قُلْتُ: كَمْ كَانُوا؟ قَالَ: ثَمَانُونَ رَجُلًا [وَ (أَو) زِيَادَة]4.

[الحكم]:

صحيح (خ).

[اللغة]:

(المِخْضَبُ): قال أبو عبيد: ((فالمخضب هُوَ مثل الإجانة الَّتِي يُغسل فِيهَا الثِّيَاب، وَنَحْوهَا، وَقد يُقَال لَهُ المركن أَيْضًا)) (غريب الحديث 2/ 470 - 471).

[الفوائد]:

قال ابن الملقن: ((جاء هنا: (أتي بِمِخْضَبٍ مِنْ حِجَارَةٍ) وجاء في الباب الآتي بعد هذا: (فَأُتِيَ بِقَدَحٍ رَحْرَاحٍ فِيهِ شَيْءٌ مِنْ مَاءٍ)، وفيه في موضع آخر

ص: 5

من رواية الحسن، عن أنس: فانطلق رجل من القوم، فجاء بقدح فيه ماء يسير، فأخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم فتوضأ، ثم مد أصابعه الأربع عَلَى القدح ثم قَالَ:((توضئوا)). فتوضأ القوم حتى بلغوا ما يريدون من الوضوء وكانوا سبعين أو نحوه، والظاهر أنها كانت أحوالًا)) (شرح البخاري 4/ 332).

[التخريج]:

[خ 195 "والزيادتان الأولى والرابعة له ولغيره"، 3575 "واللفظ له" / حم 12032 "والزيادة الثانية والرواية له" / حب 6586 / ش 32382 "والزيادة الثالثة" / طس 4987 / منذ 327، 640 / لفر 24 / هق 117 / هقل (4/ 123) / بدل (ق 17/ب - 18/أ) / نبغ 1032/ حداد 2989].

[السند]:

قال البخاري (195): حدثنا عبد الله بن منير، سمع عبد الله بن بكر، قال: حدثنا حميد، عن أنس، به.

وقال في (3575): حدثنا عبد الله بن منير، سمع يزيد، أخبرنا حميد، به.

[التحقيق]:

تحقيق الزيادة الثانية والرواية:

أخرجها أحمد، قال: حدثنا ابن أبي عدي، عن حميد ويزيد، أخبرنا حميدٌ -المعنى -، عن أنس بن مالك، به.

وهذا إسناد صحيح؛ رجاله ثقات رجال الشيخين.

فابن أبي عدي: هو محمد بن إبراهيم، ويزيد: هو ابن هارون، وهما ثقتان.

وتابعهما خالد بن عبد الله الواسطي، كما عند أبي يعلى في (المسند

ص: 6

3757)، ولكن قال:((وَبَقِيَ مَنْ كَانَ نَائِيًا عَنِ المَسْجِدِ)).

والزيادة الثالثة:

رواها ابن أبي شيبة في (المصنف 32382) - ومن طريقه جعفر الفريابي في (دلائل النبوة 24) - قال: حدثنا يزيد بن هارون، عن حميد الطويل، عن أنس بن مالك، به.

وإسنادها صحيح على شرط البخاري.

رِوَايَةُ: مِنْ ضِيقِهِ:

• وَفِي رِوَايَةٍ بِلَفْظِ: نُودِيَ بِالصَّلَاةِ فَقَامَ مَنْ كَانَ مَنْزِلُهُ قَرِيبَ الْمَسْجِدِ فَتَوَضَّأَ وَبَقِيَ مَنْ كَانَ نَائِيًا عَنِ الْمَسْجِدِ، وَأَتَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِمِخْضَبٍ فِيهِ مَاءٌ، فَضَمَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَصَابِعَهُ فِيهِ مِنْ ضِيقِهِ فَتَوَضَّأَ مِنْهُ الْقَوْمُ، قَالَ: وَهُمْ زُهَاءَ ثَمَانِينَ رَجُلًا.

[الحكم]:

إسناده صحيح.

[التخريج]:

[عل 3757 "واللفظ له"].

[السند]:

قال أبو يعلى في (المسند): حدثنا وهب، أخبرنا خالد، عن حميد، عن أنس، به.

ص: 7

[التحقيق]:

هذا إسناد صحيح، وهب، هو ابن بقية ((ثقة))، من رجال مسلم (التقريب 7469)، وخالد هو ابن عبد الله الواسطي ((ثقة ثبت))، ومن رجال الشيخين (التقريب 1647).

رِوَايَةُ: جَعَلَ يَصُبُّ عَلَيْهِمْ:

• وَفِي رِوَايَةٍ، قَالَ: حَضَرَتِ الصَّلَاةُ، فَقَامَ جِيرَانُ الْمَسْجِدِ يَتَوَضَّئُونَ، وَبَقِيَ مَا بَيْنَ السَّبْعِينَ وَالثَّمَانِينَ، وَكَانَتْ مَنَازِلُهُمْ بَعِيدَةً، فَدَعَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِمِخْضَبٍ فِيهِ مَاءٌ، مَا هُوَ بِمَلْآنَ، فَوَضَعَ أَصَابِعَهُ فِيهِ، وَجَعَلَ يَصُبُّ عَلَيْهِمْ، وَيَقُولُ:((تَوَضَّئُوا))، حَتَّى تَوَضَّئُوا كُلُّهُمْ، وَبَقِيَ فِي الْمِخْضَبِ نَحْوُ مَا كَانَ فِيهِ، وَهُمْ نَحْوُ السَّبْعِينَ إِلَى الْمِائَةِ.

[الحكم]:

إسناده صحيح، وهو في الصحيحين دون قوله:((وجعل يصب عليهم)).

[التخريج]:

[حم 13595 "واللفظ له" / سعد (1/ 150) / تمهيد (1/ 218)].

[السند]:

رواه أحمد في (المسند)، وابن سعد في (الطبقات الكبرى) - واللفظ لأحمد - قالا: حدثنا عفان، حدثنا حماد، عن ثابت، عن أنس بن مالك، به.

ص: 8

ورواه ابن عبد البر في (التمهيد)، من طريق عفان، به.

[التحقيق]:

هذا إسناد صحيح على شرط مسلم.

غير أن الحديث في صحيح البخاري (200)، ومسلم (2279) من طريق حماد بن زيد، عن ثابت، عن أنس، دون قوله:((وَجَعَلَ يَصُبُّ عَلَيْهِمْ))، فلم يذكره حماد بن زيد.

وقد توبع حماد بن زيد على عدم ذِكْره؛ تابعه: سليمان بن المغيرة، كما عند ابن سعد في (الطبقات الكبرى 1/ 150)، وأبي يعلى في (المسند 3327)، وابن حبان في (الصحيح 6584).

وقد توبع حميد الطويل عليه أيضًا دون هذه الزيادة، تابعه: ثابتٌ، كما عند البخاري (195)،

وتابعهما: إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، كما في البخاري (169، 3573)، ومسلم (2279).

وتابعهم: الحسن البصري، كما في البخاري (3574).

وقتادة أيضًا، كما في (البخاري 3572). وليس في أحاديثهم هذه الزيادة.

ص: 9

رِوَايَةُ: أَصَابِعِ يَدِهِ الْيُمْنَى:

• وَفِي رِوَايَةٍ زاد:

، فَوَضَعَ أَصَابِعَ يَدِهِ الْيُمْنَى فِي الْمِخْضَبِ، فَجَعَلَ يَصُبُّ عَلَيْهِمْ وَهُمْ يَتَوَضَّئُونَ وَيَقُولُ:((تَوَضَّئُوا، حَيَّ عَلَى الْوُضُوءِ))، حَتَّى تَوَضَّئُوا جَمِيعًا،

[الحكم]:

صحيح دون قوله: ((يَدِهِ الْيُمْنَى))، و ((حَيَّ عَلَى الْوُضُوءِ)).

[التخريج]:

[حم 12794].

[السند]:

قال أحمد: حدثنا مؤمل، وعفان، قالا: حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس به

[التحقيق]:

هذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح، عدا مؤمل بن إسماعيل، فهو:((صدوق سيئ الحفظ)) (التقريب 7029)

وهو متابع هنا من عفان، ولكن رواية عفان مخرجة استقلالًا، في (المسند 13595)، وعند ابن سعد في الطبقات (1/ 150)، وابن عبد البر في (التمهيد)، كما تقدم في الرواية السابقة، وليس فيها ((يَدِهِ الْيُمْنَى))، و ((حَيَّ عَلَى الْوُضُوءِ))، فتبين أنها من زيادات مؤمل وهو سيئ الحفظ.

ص: 10

قَدَحٌ رَحْرَاحٍ:

• وَفِي رِوَايَةٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دَعَا بِإِنَاءٍ مِنْ مَاءٍ، فَأُتِيَ بِقَدَحٍ (بِإِنَاءٍ) رَحْرَاحٍ، فِيهِ شَيْءٌ مِنْ مَاءٍ، فَوَضَعَ أَصَابِعَهُ فِيهِ، قَالَ أَنَسٌ: فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ إِلَى المَاءِ يَنْبُعُ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِهِ [كَأَنَّهُ العُيونُ فَشَرِبنا]، قَالَ أَنَسٌ: فَحَزَرْتُ مَنْ تَوَضَّأَ، مَا بَيْنَ السَّبْعِينَ (السِّتِّينَ) إِلَى الثَّمَانِينَ.

[الحكم]:

متفق عليه (خ، م)، والرواية لمسلم، والزيادة صحيحة.

[اللغة]:

(قدح): ((القَدَحُ: الذي يشرب فيه وجمعه أقْداحٌ)) (مختار الصحاح ص 219).

(الرَّحْراحُ): ((هو الواسع الصحن القريب القعر، ومثل ذلك من الأقداح لا يسع الماء الكثير)) (أعلام الحديث للخطابي 1/ 264).

وقال ابن منظور: ((القريبُ القَعْر مع سَعة فيه)) (لسان العرب 2/ 447).

[فائدة]:

قال الحافظ: ((وتقدم من رواية حميد: أنهم كانوا ثمانين وزيادة، وهنا قال: ما بين السبعين إلى الثمانين، والجمع بينهما: أن أنسا لم يكن يضبط العدة بل كان يتحقق أنها تنيف على السبعين ويشك هل بلغت العقد الثامن أو تجاوزته فربما جزم بالمجاوزة حيث يغلب ذلك على ظنه)) (فتح الباري 1/ 304).

[التخريج]:

[خ 200 "واللفظ له" / م (2279/ 4)"والرواية الثانية له ولغيره" /

ص: 11

حم 12497 / خز 134 "والرواية له" / حب 6587 / سعد (1/ 150)"والزيادة له ولغيره" / حميد 1365 / عل 3329 / هق 119 / هقل (4/ 122) / هقا (ص 369) / بغ 257 / دبيثي (4/ 39)].

[السند]:

قال البخاري: حدثنا مسدد، قال: حدثنا حماد، عن ثابت، عن أنس، به.

وقال مسلم: حدثني أبو الربيع سليمان بن داود العتكي، حدثنا حماد - يعني ابن زيد -،

به.

[التحقيق]:

تحقيق الزيادة والرواية:

فأما الزيادة؛ فأخرجها ابن سعد في (الطبقات الكبرى 1/ 150) قال: أخبرنا عفان بن مسلم، وسليمان بن حرب، وخالد بن خداش، قالوا: أخبرنا حماد بن زيد، عن ثابت، عن أنس، به.

ورواها عبد بن حميد في (مسنده 1365) عن سليمان بن حرب به.

وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين.

والرواية؛ أخرجها ابن خزيمة في (الصحيح 134) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا أبو النعمان، قال: حدثنا حماد بن زيد به.

وسنده صحيح كما سبق.

ص: 12

رِوَايَةُ: التِّسْعِينَ:

• وَفِي رِوَايَةٍ قَالَ: ((

فَحَزَرْنَاهُمْ مَا بَيْنَ التِّسْعِينَ إِلَى المِئَةِ

)).

[الحكم]:

صحيح دون قوله: ((التِّسْعِينَ إِلَى المِئَةِ))، والمحفوظ ((السَّبْعِينَ إِلَى الثَّمَانِينَ)).

[التخريج]:

[بز 6865].

أخرجها البزار في (المسند) قال: حدثنا أحمد بن عَبْدَةَ، أخبرنا حماد، عن ثابت، عن أنس، به.

[التحقيق]:

هذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين عدا أحمد بن عَبْدَةَ وهو إن كان ((ثقة)) من رجال مسلم.

غير أنه لم يضبط هذا الحديث كما ينبغي، حيث وقع له فيه خطئان:

الأول: في قوله: ((مابين التسعين إلى المئة)) فالمحفوظ في الحديث، ما رواه البخاري في الصحيح (200)، وغيره عن مسدد.

وأحمد في (المسند 12497) عن يونس.

وابن خزيمة في (الصحيح 134) من طريق عارم.

وابن سعد في (الطبقات 1/ 150) عن خالد بن خداش، وسليمان بن حرب، وعفان بن مسلم.

والفريابي في (دلائل النبوة 22) من طريق محمد بن عبيد.

ص: 13

والإسماعيلي في (مستخرجه) كما في (فتح الباري 1/ 304) من طريق محمد بن موسى، وإسحاق بن أبي إسرائيل.

تسعتهم عن حماد بن زيد عن ثابت عن أنس به فقالوا: ((من السبعين إلى الثمانين)).

الخطأ الثاني:

عند ابن خزيمة في (الصحيح 133) حيث قال في وصف القدح: ((أحسبه زجاج)) هكذا بالشك بدل: ((رحراح))، وسيأتي تحقيق هذه الزيادة في تخريج مستقل بعد قليل.

رِوَايَةُ: وَاسِعِ الْفَمِّ:

• وَفِي رِوَايَةٍ زاد: ((

رَحْرَاحٍ وَاسِعِ الْفَمِّ فِيهِ مَاءٌ، فَوَضَعَ أَصَابِعَهُ فِيهِ، وَجَعَلَ الْقَوْمُ يَتَوَضَّئُونَ الْأَوَّلُ فَالْأَوَّلُ

)).

[الحكم]:

في الصحيحين دون قوله: ((واسع الفم))، وهذا إسناد صحيح.

[التخريج]:

[لفر 22 / معيل (الفتح 1/ 304)].

[السند]:

قال جعفر الفريابي في (دلائل النبوة): حدثنا محمد بن عبيد بن حساب، قال: حدثنا حماد بن زيد، قال: نا ثابت، عن أنس بن مالك، به.

ص: 14

[التحقيق]:

هذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين عدا محمد بن عبيد بن حساب، ((ثقة)) من رجال مسلم.

وقد تابعه جماعة كما عند الإسماعيلي في (المستخرج) فرواه عن عبد الله بن ناجية عن محمد بن موسى وإسحاق بن أبي إسرائيل وأحمد بن عَبْدَةَ كلهم عن حماد، به.

والحديث في الصحيحين كما سبق ليس فيها: ((واسع الفم)).

ص: 15

رِوَايَةُ: الْأَعَاجِيبِ:

• عَنْ ثَابِتٍ، قَالَ: قُلْتُ: لِأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: حَدِّثْنِي بِشَيْءٍ مِنْ هَذِهِ الْأَعَاجِيبِ لَا نُحَدِّثُهُ عَنْ غَيْرِكَ، قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا الظُّهْرَ بِالْمَدِينَةِ، ثُمَّ أَتَى الْمَقَاعِدَ الَّتِي كَانَ يَأْتِيهِ عَلَيْهَا جِبْرِيلُ، فَقَعَدَ عَلَيْهَا صلى الله عليه وسلم، فَجَاءَ بِلَالٌ، فَنَادَى بِالْعَصْرِ، فَقَامَ مَنْ لَهُ أَهْلٌ بِالْمَدِينَةِ، فَتَوَضَّئُوا، وَقَضَوْا حَوَائِجَهُمْ، وَبَقِيَ رِجَالٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ لَا أَهْلَ لَهُمْ بِالْمَدِينَةِ، فَأَتَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِقَدَحٍ]- يَعْنِي: رَحْرَاحٍ-[فِيهِ مَاءٌ، فَوَضَعَ أَصَابِعُهُ فِي الْقَدَحِ، فَمَا وَسِعَ أَصَابِعَهُ كُلَّهَا، فَوَضَعَ هَؤُلَاءِ الْأَرْبَعَةَ،] في الإِناءِ، سِوَى الْإِبْهَامِ [، وَقَالَ:((هَلُمُّوا فَتَوَضَّئُوا أَجْمَعِينَ))، قُلْتُ لِأَنَسٍ: كَمْ تُرَاهُمْ؟ قَالَ: مَا بَيْنَ السَّبْعِينَ إِلَى الثَّمَانِينَ.

[الحكم]:

صحيح، وصححه ابن حبان.

[التخريج]:

[حب 6584 "واللفظ له" / عل 3327 "والزيادة الأولى له" / لفر 23 والزيادة الثانية له].

[السند]:

أخرجه أبو يعلى في (المسند) - وعنه ابن حبان في (الصحيح) - قال: حدثنا هدبة، حدثنا سليمان بن المغيرة، عن ثابت، قال: قلت لأنس:

فذكره.

ورواه جعفر الفريابي في (دلائل النبوة) من طريق عمرو بن عاصم عن سليمان به.

ص: 16

[التحقيق]:

إسناده صحيح على شرط مسلم.

رِوَايَةُ: قَدَحٍ أَرْوَحَ:

• وَفِي رِوَايَةٍ قال: ((

فَأُتِيَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِقَدَحٍ أَرْوَحَ فِيهِ مَاءٌ،

)).

[الحكم]:

صحيح.

[التخريج]:

[حم 12412 "واللفظ له"، 12413، 12727 / حميد 1285 / سعد (1/ 150)].

[السند]:

قال أحمد في (المسند 12412)، وابن سعد في (الطبقات الكبرى): حدثنا هاشم بن القاسم، حدثنا سليمان، عن ثابت قال: قلت لأنس: يا أبا حمزة

الحديث.

ورواه أحمد في (المسند 12413) عن عفان بن مسلم.

ورواه في (12727) عن حجاج.

كلاهما (عفان، وحجاج) عن سليمان بن المغيرة، به.

ومداره عند الجميع على سليمان بن المغيرة، به.

ص: 17

[التحقيق]:

إسناده صحيح على شرط مسلم.

رِوَايَةُ: فَجَاءَ بِقَدَحٍ مِنْ مَاءٍ يَسِيرٍ:

• وَفِي رِوَايَةٍ: ((خَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي بَعْضِ مَخَارِجِهِ، وَمَعَهُ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَانْطَلَقُوا يَسِيرُونَ، فَحَضَرَتِ الصَّلاةُ، فَلَمْ يَجِدُوا مَاءً يَتَوَضَّئُونَ، فَانْطَلَقَ رَجُلٌ مِنَ القَوْمِ، فَجَاءَ بِقَدَحٍ مِنْ مَاءٍ يَسِيرٍ، فَأَخَذَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَتَوَضَّأَ، ثُمَّ مَدَّ أَصَابِعَهُ الأَرْبَعَ عَلَى القَدَحِ، ثُمَّ قَالَ: ((قُومُوا فَتَوَضَّئُوا)) فَتَوَضَّأَ القَوْمُ حَتَّى بَلَغُوا فِيمَا يُرِيدُونَ مِنَ الوَضُوءِ، وَكَانُوا سَبْعِينَ أَوْ نَحْوَهُ.

[الحكم]:

صحيح (خ).

[التخريج]:

[خ 3574 "واللفظ له" / حم 13266 / سعد (1/ 150) / لفر 41 / عل 2759 / هقل (4/ 124) / حداد 2987].

[السند]:

قال البخاري: حدثنا عبد الرحمن بن مبارك، حدثنا حزم، قال: سمعت الحسن، قال: حدثنا أنس بن مالك، به.

حزم هو ابن أبي حازم، والحسن هو ابن أبي الحسن البصري.

ص: 18

[تنبيه]:

تصحف: ((حزم)) في المطبوع من (دلائل النبوة للبيهقي) إلى: ((جرير)).

رِوَايَةُ: بِقَدَحٍ صَغِيرٍ:

• وَفِي رِوَايَةٍ: ((خَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَى قُبَاءَ، فَأُتِيَ مِنْ بَعْضِ بُيُوتِهِمْ بِقَدَحٍ صَغِيرٍ، فَأَدْخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَدَهُ، فَلَمْ يَسَعْهَا الْقَدَحُ، فَأَدْخَلَ أَصَابِعَهُ الْأَرْبَعَ، وَلَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يُدْخِلَ إِبْهَامَهُ، فَقَالَ لِلْقَوْمِ: ((هَلُمُّوا إِلَى الشَّرَابِ))، قَالَ أَنَسٌ: فَبَصُرَ عَيْنَايَ يَنْبُعُ الْمَاءُ، مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِهِ، فَلَمْ يَزَلِ الْقَوْمُ يَرْوِي ذَلِكَ الْقَدَحُ، حَتَّى رَوَوْا مِنْهُ جَمِيعًا.

[الحكم]:

صحيح.

[التخريج]:

[عه 8574 "واللفظ له"، 8575 / طس 4215 / هقل (4/ 123)].

[السند]:

رواه أبو عوانة في (المستخرج 8574) فقال: حدثنا أبو يونس الجمحي، وإبراهيم بن ديزيل، قالا: ثنا إسماعيل بن أبي أويس، قال: حدثني أخي، عن سليمان بن بلال، عن عبيد الله بن عمر، عن ثابت، قال: سمعت أنس بن مالك، به.

ورواه الطبراني في (الأوسط)، والبيهقي في (دلائل النبوة) من طريق إسماعيل بن أبي أويس به.

ص: 19

ورواه أبو عوانة في (المستخرج 8575) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثني أيوب بن سليمان، قال: حدثني أبو بكر بن أبي أويس، به.

[التحقيق]:

هذا إسناد صحيح؛ رجاله ثقات غير إسماعيل بن أبي أويس، فمتكلم فيه، ولكنه متابع؛ تابعه أيوب بن سليمان بن بلال، وهو ثقة من رجال البخاري، كما عند أبي عوانة في (المستخرج 8575).

رِوَايَةُ: زُهَاءَ ثَلاثِ مِائَةٍ:

• وَفِي رِوَايَةٍ: عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، قَالَ: أُتِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِإِنَاءٍ (بِقَدَحٍ)] فِيهِ مَاءٌ، لَا يَغْمُرُ أَصَابِعَهُ أَوْ قَدْرَ مَا يُوَارِي أَصَابِعَهُ، [1 وَهُوَ بِالزَّوْرَاءِ،]- قَالَ: وَالزَّوْرَاءُ بِالْمَدِينَةِ عِنْدَ السُّوقِ وَالْمَسْجِدِ فِيمَا ثَمَّةَ -[2 فَوَضَعَ يَدَهُ فِي الإِنَاءِ، ((فَجَعَلَ المَاءُ يَنْبُعُ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِهِ، فَتَوَضَّأَ القَوْمُ)) قَالَ قَتَادَةُ: قُلْتُ لِأَنَسٍ: كَمْ كُنْتُمْ؟ قَالَ: ثَلاثَ مِائَةٍ، أَوْ زُهَاءَ ثَلاثِ مِائَةٍ)).

[الحكم]:

متفق عليه (خ، م)، والزيادتان والرواية لمسلم.

[الفوائد]:

قال ابن حبان في التوفيق بين روايات حديث أنس في عدد الصحابة وصفة الإناء وكذا حديث جابر رضي الله عنهما: ((الجمع بين هذه الأخبار أن هذا الفعل كان من المصطفى صلى الله عليه وسلم في أربع مواضع مختلفة، مرة كان القوم ما بين ألف

ص: 20

وأربع مائة إلى ألف وخمس مائة، وكان ذلك الماء في تور، والمرة الثانية كان القوم ما بين أربع عشرة مائة إلى خمس عشرة مائة، وكان ذلك الماء في ركوة، والمرة الثالثة كان القوم ما بين الستين إلى الثمانين، وكان ذلك الماء في قدح رحراح، والمرة الرابعة كان القوم ثلاث مائة، وكان ذلك الماء في قعب، من غير أن يكون بينهما تضاد أو تهاتر)) (الصحيح 7/ 298).

وقال البيهقي: ((وهذه الروايات عن أنس تشبه أن تكون كلها خبرًا عن واقعة واحدة، وذلك حين خرج إلى قباء، ورواية قتادة عن أنس تشبه أن تكون خبرًا عن واقعة أخرى والله أعلم)) (دلائل النبوة 4/ 124).

وقال - أيضًا -: ((

حماد بن زيد، عن ثابت، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم دَعَا بِإِنَاءٍ مِنْ مَاءٍ فَأُتِيَ بِقَدَحٍ رَحْرَاحٍ فِيهِ شَيْءٌ مِنْ مَاءٍ فَوَضَعَ أَصَابِعَهُ فِيهِ، قَالَ أَنَسٌ: فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ إِلَى الْمَاءِ يَنْبُعُ بَيْنَ أَصَابِعِهِ قَالَ أَنَسٌ: فَحَزَرْتُ مَنْ تَوَضَّأَ مِنْهُ مَا بَيْنَ السَّبْعِينَ إِلَى الثَّمَانِينَ. ورواه عبيد الله بن عمر، عن ثابت، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: خَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَى قُبَاءَ. وَرَوَاهُ حُمَيْدٌ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: حَضَرَتِ الصَّلَاةُ فَقَامَ مَنْ كَانَ قَرِيبَ الدَّارِ إِلَى أَهْلِهِ يَتَوَضَّأُ وَبَقِيَ قَوْمٌ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَذَكَرَ عَدَدَ الثَّمَانِينَ وَزِيَادَةً، وَفِي كُلِّ ذَلِكَ دَلَالَةٌ عَلَى أَنَّهُ كَانَ فِي وَقْتٍ آخَرَ سِوَى مَا رَوَاهُ جَابِرٌ وَمَنْ تَابَعَهُ. وَرَوَى قَتَادَةُ عَنْ أَنَسٍ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابَهُ كَانُوا بِالزَّوْرَاءِ - وَالزَّوْرَاءُ بِالْمَدِينَةِ عِنْدَ السُّوقِ وَالْمَسْجِدِ - فَدَعَا بِقَدَحٍ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ: قُلْتُ لِأَنَسٍ: يَا أَبَا حَمْزَةَ، كَمْ كَانُوا؟ قَالَ: زُهَاءُ ثلَاثِمِائَةٍ، فَيُشْبهُ أَنْ يَكُونَ هَذَا مَرَّةً أُخْرَى)) (الاعتقاد ص: 319).

وقال النووي: ((قَوْلُهُ: (كَانُوا زُهَاءَ الثَّلَاثِمِائَةِ) أما زهاء - فبضم الزاي وبالمد - أي قدر ثلاثمائة، ويقال أيضًا لها باللام، وقال في هذه الرواية:

ص: 21

ثلاثمائة، وفي الرواية التي قبلها ما بين الستين إلى الثمانين، قال العلماء: هما قضيتان جرتا في وقتين ورواهما جميعًا)).

قال: ((قوله: (وَالْمَسْجِدُ فِيمَا ثَمَّةَ) هكذا هو في جميع النسخ (ثَمَّةَ) قَالَ أَهْلُ اللُّغَةِ: ثَمَّ - بفتح الثاء -، وثمةَ - بفتح الهاء - بِمَعْنَى هُنَاكَ وَهُنَا؛ فَثَمَّ لِلْبَعِيدِ، وَثَمَّةَ لِلْقَرِيبِ)) (شرح مسلم للنووي 15/ 40).

وقوله: (((الزَّوْرَاء) ممدود وبعد الواو راء هو موضع بالمدينة عند السوق قرب المسجد وذكر الدَّاودِيّ أنه مرتفع كالمنار)) (مشارق الأنوار 1/ 315).

[التخريج]:

[خ 3572 "واللفظ له" / م (2279/ 6) "والزيادة الثانية له ولغيره والرواية له ولغيره"، (2279/ 7) "والزيادة الأولى له ولغيره" / حم 12742، 13244 / عل 3172 / بز 7083 / عه 10065، 10066/ حفار 177 / هقل (4/ 124) / بغ 3714 / نبغ 116 / نبق 131 / حداد 2988 / شفا (1/ 285) / مديني (منده 59)].

[السند]:

قال البخاري: حدثني محمد بن بشار، حدثنا ابن أبي عدي، عن سعيد، عن قتادة، عن أنس، به.

وقال مسلم: حدثني أبو غسان المسمعي، حدثنا معاذ يعني ابن هشام، حدثني أبي، عن قتادة، حدثنا أنس بن مالك، بالزيادة الثانية والرواية.

وقال عقبه: وحدثنا محمد بن المثنى، حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا سعيد، بالزيادة الأولى.

ص: 22

رِوَايَةُ: (بِقَعْبٍ) بدل (قَدَحٍ):

•وَفِي رِوَايَةٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ [مَعَ أَصْحَابِهِ عِنْدَ الزَّوْرَاءِ - أَوْ قَالَ: عِنْدَ بُيُوتِ الْمَدِينَةِ -] عِنْدَ الزَّوَالِ، فَاحْتَاجَ أَصْحَابُهُ إِلَى الْوُضُوءِ، قَالَ: فَجِيءَ بِقَعْبٍ فِيهِ مَاءٌ يَسِيرٌ، فَوَضَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم كَفَّهُ فِيهِ، فَجَعَلَ يَنْبُعُ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِهِ حَتَّى تَوَضَّأَ الْقَوْمُ كُلُّهُمْ))، قُلْتُ: كَمْ كُنْتُمْ؟ قَالَ: ((زُهَاءَ ثَلَاثِ مِائَةٍ)).

[الحكم]:

إسناده صحيح، وصححه ابن حبان والألباني.

[اللغة]:

(قعب): ((القَعْبُ: قدح من خشب مقعَّرٌ)) (الصحاح 1/ 204).

[التخريج]:

[حم 14081 "واللفظ له" / حب 6588 / لفر 21 "والزيادة له ولغيره" / عل 2895 / نبص 317 / عه 10067 / شاهين (أربعة ق 181/ أ)].

[السند]:

قال أحمد في (المسند): حدثنا بهز، حدثنا همام، عن قتادة، عن أنس، به.

وقال ابن حبان في (الصحيح): أخبرنا الحسن بن سفيان، قال: حدثنا هدبة بن خالد، قال: حدثنا همام بن يحيى، به.

[التحقيق]:

هذا إسناد صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين.

ص: 23

ولذا صححه ابن حبان، والألباني في (التعليقات الحسان 6513).

أما الهيثمي فقال: ((في الصحيح خلا قوله: زهاء ثلاث مائة)) (المقصد العلي في زوائد أبي يعلى الموصلي 3/ 159).

قلنا: ما استثناه الهيثمي، موجود بالفعل في الصحيح، كما تقدم آنفًا، فلعله سبق قلم منه رحمه الله.

رِوَايَةُ: فَالْتَمَسَ النَّاسُ الوَضُوءَ: [ملحوظة: في الحديث: فالتمس الناس الوضوء]

• وَفِي رِوَايَةٍ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَحَانَتْ صَلاةُ العَصْرِ، فَالْتَمَسَ النَّاسُ الوَضُوءَ (وَضُوءًا) فَلَمْ يَجِدُوهُ، فَأُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِوَضُوءٍ، فَوَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي ذَلِكَ الإِنَاءِ يَدَهُ، وَأَمَرَ النَّاسَ أَنْ يَتَوَضَّئُوا مِنْهُ قَالَ:((فَرَأَيْتُ المَاءَ يَنْبُعُ مِنْ تَحْتِ أَصَابِعِهِ حَتَّى تَوَضَّئُوا مِنْ عِنْدِ آخِرِهِمْ)).

[الحكم]:

متفق عليه (خ، م).

[التخريج]:

[خ 169 "واللفظ له"، 3573 / م (2279/ 5) / ت 3931 / ن 77 / كن 89 / طا 68 "والرواية له" / أم 74 / شف 16 / حم 12348 / حب 6580/ لفر 19، 20 / عه 10063، 10064/ مطغ 274 / هق 938/ هقع (1/ 500/1502) / هقل (4/ 121)].

ص: 24

[السند]:

قال البخاري (169): حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: أخبرنا مالك، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك، به.

وقال في (3573): حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، به.

وقال مسلم: وحدثني إسحاق بن موسى الأنصاري، حدثنا معن، حدثنا مالك، ح وحدثني أبو الطاهر، أخبرنا ابن وهب، عن مالك بن أنس، به.

رِوَايَةُ: بِقَعْبٍ مِنْ مَاءٍ:

•وَفِي رِوَايَةٍ: عَنْ أَنَسٍ قَالَ: حَانَتِ الصَّلَاةُ وَنَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذْ أُتِيَ بِقَعْبٍ مِنْ مَاءٍ فَتَوَضَّأْنَا مِنْهُ (فَتَوَضَّأَ)، ثُمَّ أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدِهِ، ثُمَّ وَضَعَ كَفَّهُ عَلَى فَمِهِ، ثُمَّ قَالَ:((أكْفِئُوا الْوُضُوءَ)) (ادْنُوا إِلَيَّ الْوَضُوءَ)، فَتَوَضَّأْنَا مِنْهُ، فَخَرَجَ عَلَيْنَا الْمَاءُ مِنَ الْقَعْبِ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِهِ حَتَّى فَرَغْنَا، فَقُلْتُ لَهُ: كَمْ كَانَ الْقَوْمُ يَا أَبَا حمزة؟ قَالَ: مِائَتَيْ رَجُلٍ وَحَدَّثَنِي أَيْضًا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ قَالَ: ((كَانُوا ثَمَانِينَ رَجُلًا)).

[الحكم]:

إسناده ضعيف.

[التخريج]:

[طس 7983 "واللفظ له" / خط (16/ 192) "والروايات له"].

[السند]:

قال الطبراني: حدثنا موسى بن هارون، نا محمد بن عبد الله الأرزي، نا

ص: 25

أبو تميلة يحيى بن واضح، حدثني محمد بن إسحاق، عن يزيد بن زياد، عن محمد بن كعب القرظي، عن أنس بن مالك، به.

ورواه الخطيب من طريق عباس بن محمد، قال: حدثنا محمد بن عبد الله الرزي، به.

[التحقيق]:

هذا إسناد ضعيف؛ فيه: محمد بن إسحاق، وهو صدوق يدلس، وقد عنعن.

ص: 26

435 -

حَدِيثُ عَائِشَةَ:

◼ عَنْ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَتْ: لَمَّا ثَقُلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَاشْتَدَّ بِهِ وَجَعُهُ، اسْتَأْذَنَ أَزْوَاجَهُ أَنْ يُمَرَّضَ فِي بَيْتِي، فَأَذِنَّ لَهُ، فَخَرَجَ وَهُوَ بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ تَخُطُّ رِجْلاهُ فِي الأَرْضِ، بَيْنَ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ وَبَيْنَ رَجُلٍ آخَرَ، قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: فَأَخْبَرْتُ عَبْدَ اللَّهِ بِالَّذِي قَالَتْ عَائِشَةُ: فَقَالَ لِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ: هَلْ تَدْرِي مَنِ الرَّجُلُ الآخَرُ الَّذِي لَمْ تُسَمِّ عَائِشَةُ؟ قَالَ: قُلْتُ: لا، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: هُوَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، وَكَانَتْ عَائِشَةُ زَوْجُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم تُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَمَّا دَخَلَ بَيْتِي وَاشْتَدَّ بِهِ وَجَعُهُ، قَالَ: ((هَرِيقُوا

(1)

عَلَيَّ مِنْ سَبْعِ قِرَبٍ، لَمْ تُحْلَلْ، أَوْكِيَتُهُنَّ لَعَلِّي أَعْهَدُ إِلَى النَّاسِ))، فَأَجْلَسْنَاهُ فِي مِخْضَبٍ لِحَفْصَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ طَفِقْنَا نَصُبُّ عَلَيْهِ مِنْ تِلْكَ القِرَبِ، حَتَّى طَفِقَ يُشِيرُ إِلَيْنَا بِيَدِهِ، ((أَنْ قَدْ فَعَلْتُنَّ)) قَالَتْ: ثُمَّ خَرَجَ إِلَى النَّاسِ فَصَلَّى بِهِمْ وَخَطَبَهُمْ.

[الحكم]:

صحيح (خ).

[الفوائد]:

قال الداودي: المخضب: شيء كانوا يستعلمونه من حجارة كالطست الكبير أو كالجفنة)) (التوضيح لشرح الجامع الصحيح 4/ 341).

[التخريج]:

[خ 198، 4442 "واللفظ له"، 5714 / كن 7245 "مختصرًا"،

(1)

كذا أثبت في متن صحيح البخاري، وأشار محققوه أنه وقع في روايات عدة:(أهْرِيقُوا) بزيادة الهمزة.

ص: 27

7246 / حب 6640 "مختصرًا" / ك 518، 519 / حق 644 "مقتصرًا على سبع قرب" / بز 174 "مقتصرًا على سبع قرب" / طس 6714 / طش 1808، 2915، 3130 / سعد (2/ 205) / بغ 3825 / نبغ 1191 / هق 121 / هقل (7/ 173 - 174) / طبت (3/ 194) / فكه 91 "مقتصرًا على الشاهد" / منتظم (4/ 27 - 28) / حداد 4011].

[السند]:

قال البخاري (198): حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب، عن الزهري، قال: أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، أن عائشة، به.

وقال في (4442): حدثنا سعيد بن عفير، قال: حدثني الليث، قال: حدثني عقيل، عن ابن شهاب، قال: أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود؛ أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت، به.

وقال في (5714): حدثنا بشر بن محمد، أخبرنا عبد الله، أخبرنا معمر، ويونس: قال الزهري: أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، به.

ص: 28

رِوَايَةُ: أَصَلَّى النَّاسُ؟:

• عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ فَقُلْتُ: أَلا تُحَدِّثِينِي عَنْ مَرَضِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَتْ: بَلَى، ثَقُلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:((أَصَلَّى النَّاسُ؟)) قُلْنَا: لا، هُمْ يَنْتَظِرُونَكَ، قَالَ:((ضَعُوا لِي مَاءً فِي المِخْضَبِ)).

قَالَتْ: فَفَعَلْنَا، فَاغْتَسَلَ، فَذَهَبَ لِيَنُوءَ فَأُغْمِيَ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَفَاقَ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم:((أَصَلَّى النَّاسُ؟)) قُلْنَا: لا، هُمْ يَنْتَظِرُونَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ:((ضَعُوا لِي مَاءً فِي المِخْضَبِ)) قَالَتْ: فَقَعَدَ فَاغْتَسَلَ، ثُمَّ ذَهَبَ لِيَنُوءَ فَأُغْمِيَ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَفَاقَ، فَقَالَ:((أَصَلَّى النَّاسُ؟)) قُلْنَا: لا، هُمْ يَنْتَظِرُونَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ:((ضَعُوا لِي مَاءً فِي المِخْضَبِ))، فَقَعَدَ، فَاغْتَسَلَ، ثُمَّ ذَهَبَ لِيَنُوءَ فَأُغْمِيَ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَفَاقَ فَقَالَ:((أَصَلَّى النَّاسُ؟)) فَقُلْنَا: لا، هُمْ يَنْتَظِرُونَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَالنَّاسُ عُكُوفٌ فِي المَسْجِدِ، يَنْتَظِرُونَ النَّبِيَّ عليه السلام لِصَلاةِ العِشَاءِ الآخِرَةِ، فَأَرْسَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَى أَبِي بَكْرٍ بِأَنْ يُصَلِّيَ بِالنَّاسِ، فَأَتَاهُ الرَّسُولُ فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَأْمُرُكَ أَنْ تُصَلِّيَ بِالنَّاسِ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ - وَكَانَ رَجُلًا رَقِيقًا -: يَا عُمَرُ صَلِّ بِالنَّاسِ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: أَنْتَ أَحَقُّ بِذَلِكَ، فَصَلَّى أَبُو بَكْرٍ تِلْكَ الأَيَّامَ، ثُمَّ إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَجَدَ مِنْ نَفْسِهِ خِفَّةً، فَخَرَجَ بَيْنَ رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا العَبَّاسُ لِصَلاةِ الظُّهْرِ وَأَبُو بَكْرٍ يُصَلِّي بِالنَّاسِ، فَلَمَّا رَآهُ أَبُو بَكْرٍ ذَهَبَ لِيَتَأَخَّرَ، فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِأَنْ لا يَتَأَخَّرَ، قَالَ: أَجْلِسَانِي إِلَى جَنْبِهِ، فَأَجْلَسَاهُ إِلَى جَنْبِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: فَجَعَلَ أَبُو بَكْرٍ يُصَلِّي وَهُوَ يَأْتَمُّ بِصَلاةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَالنَّاسُ

بِصَلاةِ أَبِي بَكْرٍ، وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَاعِدٌ، قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: فَدَخَلْتُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ فَقُلْتُ لَهُ: أَلا أَعْرِضُ عَلَيْكَ مَا حَدَّثَتْنِي عَائِشَةُ عَنْ مَرَضِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم،

ص: 29

قَالَ: هَاتِ، فَعَرَضْتُ عَلَيْهِ حَدِيثَهَا، فَمَا أَنْكَرَ مِنْهُ شَيْئًا غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ: أَسَمَّتْ لَكَ الرَّجُلَ الَّذِي كَانَ مَعَ العَبَّاسِ قُلْتُ: لا، قَالَ: هُوَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه.

[الحكم]:

متفق عليه (خ، م).

[التخريج]:

[خ 687 "واللفظ له" / م (418/ 90) / ن 846 / كن 996، 7247 / حم 5141، 26137، 26138 / حق 1091، 1092 / مي 1277/ خز 273 / حب 2115، 6643/ سعد (2/ 193) / ش 2092، 7246، 38194 / فه (1/ 450) / فسوي 118/ جا 13 / سرج 1178، 1179 / عه 1675 / منذ 49، 237 / هق 607، 5142 "مختصرًا"، 16659 / هقل (7/ 190) / هقع 5696 / منذ 49، 237 / نبغ 1192 / حداد 4027 / مبعث 35].

[السند]:

قال (البخاري)، و (مسلم): حدثنا أحمد بن - عبد الله - بن يونس، قال: حدثنا زائدة، عن موسى بن أبي عائشة، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن عائشة، به.

[تنبيه]:

هذا الحديث له روايات وسياقات أخرى ستأتى في أبوابها إن شاء الله تعالى.

ص: 30

436 -

حَدِيثُ عَائِشَةَ وابْنِ عَبَّاسٍ:

◼ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ، وَعَائِشَةَ، أَخْبَرَاهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهُمْ فِي مَرَضِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ:((صُبُّوا عَلَيَّ مِنْ سَبْعِ قِرَبٍ لَمْ تُحْلَلْ مِنْ أَوْكِيَتِهِنَّ، لَعَلِّي أَخْرَجُ إِلَى النَّاسِ))، فَأَجْلَسْنَاهُ فِي مِخْضَبِ حَفْصَةَ زَوْجَتَهُ، ثُمَّ طَفِقْنَا نَصُبُّ عَلَيْهِ تِلْكَ الْقِرَبِ، فَطَفِقَ يُشِيرُ إِلَيْنَا بِيَدِهِ أَنْ قَدْ فَعَلْتُمْ، فَخَرَجَ وَصَلَّى بِهِمْ وَخَطَبَهُمْ.

[الحكم]:

إسناده صحيح.

[التخريج]:

[طش 3130].

[السند]:

قال الطبراني: حدثنا أبو زرعة، ثنا أبو اليمان، أخبرنا شعيب، عن الزهري، أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، أن ابن عباس، وعائشة، به.

[التحقيق]:

هذا إسناد صحيح، رجاله ثقات، وقد رواه البخاري في (الصحيح 198) عن أبي اليمان. وكذا رواه البيهقي في (السنن الكبير 121) من طريق عثمان الدارمي عن أبي اليمان به.

ولكن جعلاه (البخاري، والدارمي) بهذا اللفظ من حديث عائشة وحدها، وفي أوله قالت عائشة:((فَخَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ رَجُلَيْنِ، تَخُطُّ رِجْلاهُ فِي الأَرْضِ، بَيْنَ عَبَّاسٍ وَرَجُلٍ آخَرَ))، ثم قال عبيد الله:((فَأَخْبَرْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ فَقَالَ: أَتَدْرِي مَنِ الرَّجُلُ الآخَرُ؟ قُلْتُ: لا. قَالَ: هُوَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه).

ص: 31

437 -

حَدِيثُ عَائِشَةَ:

◼ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ:((كَانَ يُوضَعُ لِي وَلِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم هَذَا المِرْكَنُ فَنَشْرَعُ فِيهِ جَمِيعًا)).

[الحكم]:

صحيح (خ).

[اللغة]:

قال الْأَصْمَعِي: ((المركن هَذِه الإجانة الَّتِي تغسل فِيهَا الثِّيَاب)) (غريب الحديث لأبي عبيد 4/ 340).

قال الحافظ: (((الْمِرْكَنُ) بِكَسْرِ الْمِيمِ وَسُكُونِ الرَّاءِ وَفَتْحِ الْكَافِ بَعْدَهَا نُونٌ، قَالَ الْخَلِيلُ: شِبْهُ تَوْرٍ مِنْ أَدَمٍ. وَقَالَ غَيْرُهُ: شِبْهُ حَوْضٍ مِنْ نُحَاسٍ)) (الفتح 13/ 311).

[التخريج]:

[خ 7339 "واللفظ له" / خز 255 / حب 1188/ حداد 367/ نبغ 1030].

[السند]:

قال البخاري: حدثنا محمد بن بشار، حدثنا عبد الأعلى، حدثنا هشام بن حسان، أن هشام بن عروة، حدثه عن أبيه، أن عائشة قالت:

به.

ص: 32

438 -

حَدِيثُ سَهْلٍ السَّاعِدِيِّ:

◼ عَنْ سَهْلٍ بْنِ سَعْدٍ رضي الله عنه، قَالَ: لَمَّا عَرَّسَ أَبُو أُسَيْدٍ السَّاعِدِيُّ دَعَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابَهُ، فَمَا صَنَعَ لَهُمْ طَعَامًا وَلا قَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ إِلَّا امْرَأَتُهُ أُمُّ أُسَيْدٍ، بَلَّتْ تَمَرَاتٍ فِي تَوْرٍ مِنْ حِجَارَةٍ مِنَ اللَّيْلِ، فَلَمَّا فَرَغَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنَ الطَّعَامِ أَمَاثَتْهُ لَهُ فَسَقَتْهُ، تُتْحِفُهُ (تَخُصُّهُ) بِذَلِكَ.

[الحكم]:

متفق عليه (خ، م).

[الفوائد]:

قال النووي: ((قوله: (أَمَاثَتْهُ) هكذا ضبطناه وكذا هو في الأصول ببلادنا أَمَاثَتْهُ بِمُثَلَّثَةٍ ثُمَّ مُثَنَّاةٍ فَوْقُ - يُقَالُ: مَاثَّهُ وَأَمَاثَهُ لغتان مشهورتان، وقد غلط من أنكر أَمَاثَهُ، ومعناه: عَرَكَتْهُ واستخرجت قوته وأذابته، ومنهم من يقول أي لينته وهو محمول على معنى الأول وحكى القاضي عياض أن بعضهم رواه أماتته بتكرير المثناة وهو بمعنى الأول.

وقوله: (تَخُصُّهُ) كذا هو في صحيح مسلم تخصه من التخصيص وكذا روي في صحيح البخاري ورواه بعض رواة البخاري (تُتْحِفُهُ) من الإتحاف وهو بمعناه يقال أَتْحَفَتْهُ بِهِ إِذَا خَصَّصَتْهُ وَأَطْرَفَتْهُ)) (شرح مسلم 13/ 177).

[التخريج]:

[خ 5182 "واللفظ له" / م (2006/ 87) "والرواية له" / حب 5429/ جعد 2937 / ني 1038 / عه 4649، 8568/ طب (6/ 146/5794) / هق 17491 / أسد (7/ 288) / دمياط (أمالي 1)].

ص: 33

[السند]:

قال البخاري: حدثنا سعيد بن أبي مريم، حدثنا أبو غسان، قال: حدثني أبو حازم، عن سهل، به.

وقال مسلم: وحدثني محمد بن سهل التميمي، حدثنا ابن أبي مريم، به.

أبو غسان هو محمد بن مطرف، وأبو حازم هو سلمة بن دينار راوية سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه.

[تنبيه]:

هذا الحديث له سياقات وروايات متنوعة ستأتي تحت أبوابها في كتابي النكاح والأطعمة من هذه الموسوعة - إن شاء الله -.

ص: 34

439 -

حَدِيثُ أنس:

◼ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: ((لَمَّا تَزَوَّجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم زَيْنَبَ أَهْدَتْ لَهُ أُمُّ سُلَيْمٍ حَيْسًا فِي تَوْرٍ مِنْ حِجَارَةٍ

)).

[الحكم]:

صحيح (م).

[التخريج]:

[م (1428/ 95) / كن 11528 / حم 12669 / ك 3610 / تعب (2/ 121) / سعد (10/ 166) / مسن 3337 / جصاص (5/ 241) / ضح (2/ 325)].

[السند]:

قال مسلم: حدثني محمد بن رافع، حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن أبي عثمان، عن أنس، به.

أبو عثمان هو الجعد بن دينار.

ص: 35

440 -

حَدِيثُ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ:

◼ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنه: ((أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُنْبَذُ لَهُ فِي تَوْرٍ مِنْ حِجَارَةٍ)).

[الحكم]:

صحيح (م).

[التخريج]:

[م (1999/ 61) "واللفظ له" / ن 5658 / كن 5315 / جه 3422 / حب 5430 "وعنده زيادة ستأتي في بابها" / عه 8562 / عل 1769 / طس 9388 / طب (8/ 316/ 8182) / تمام 507 / سرج 1750 / حل (7/ 226) / مديني (عوالي ق 249/ب) / عد (4/ 175) / خل 651، 652 / خلال (واحد 83) / نبغ 3023 / نبغ 1014 / كر (52/ 373)].

[السند]:

قال (مسلم): حدثنا يحيى بن يحيى، أخبرنا أبو عوانة، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله، به.

ص: 36

رِوَايَةُ: (سِقَاءً):

• وَفِي رِوَايَةٍ: عَنْ جَابِرٍ، قَالَ:((كَانَ يُنْتَبَذُ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي سِقَاءٍ، فَإِذَا لَمْ يَجِدُوا سِقَاءً نُبِذَ لَهُ فِي تَوْرٍ مِنْ حِجَارَةٍ))، فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ وَأَنَا أَسْمَعُ لِأَبِي الزُّبَيْرِ: مِنْ بِرَامٍ؟ قَالَ: ((مِنْ بِرَامٍ)).

[الحكم]:

صحيح (م).

[اللغة]:

((بِرام بِكَسْر الْبَاء: هِيَ قدور من حِجَارَة وأحدها برمة)) (مشارق الأنوار على صحاح الآثار 1/ 85).

[التخريج]:

[م (1999/ 62) "واللفظ له" / د 3654 / ن 5693، 5694 / كن 5350، 5351 / حم 14267، 14289، 14499، 15059 / مي 2134 / حب 5447 / أم 2866 / شف 1555 / ثو 573 / عب 18004 / حمد 1320 / جعد 2635، 2646 / عه 8558 - 8560/ ش 24340 / عد (7/ 354) / شحم 37 / هق 17541 / هقع (13/ 45/17407) / بغ 3029 / نبغ 1027 / مسكر 27 / حداد 2197].

[السند]:

قال (مسلم): حدثنا أحمد بن يونس، حدثنا زهير، حدثنا أبو الزبير. ح وحدثنا يحيى بن يحيى، أخبرنا أبو خيثمة، عن أبي الزبير، عن جابر، به.

ص: 37

رِوَايَةُ: شيئًا:

• وَفِي رِوَايَةٍ: ((كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا لَمْ يَجِدْ شَيْئًا يُنْتَبَذُ لَهُ فِيهِ، نُبِذَ لَهُ فِي تَوْرٍ مِنْ حِجَارَةٍ)).

[الحكم]:

صحيح (م).

[التخريج]:

[م 1999 / حم 4914، 15122 / طاو 30 / عه 8561/ حب 5421، 5446].

[السند]:

قال مسلم: حدثني محمد بن رافع، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا ابن جريج، أخبرني أبو الزبير،

وسمعت جابر بن عبد الله، به.

[تنبيه]:

هذا الحديث له روايات وسياقات أخر ستأتي في بابها من الموسوعة إن شاء الله.

ص: 38

441 -

حَدِيثُ ابْنِ أَشْيَمٍ:

◼ عَنْ أَبي مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ، عَنْ أَبِيه، قَالَ: ((كَانَ يُنْبَذُ

(1)

لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي تَوْرٍ مِنْ حِجَارَةٍ)).

[الحكم]:

صحيح المتن كما سبق، وصححه الضياء، وهذا إسناد ضعيف.

[التخريج]:

]

طب (جامع 5435) / ضيا (8/ 104/ 114) [.

[السند]:

قال الطبراني - ومن طريقه الضياء في (المختارة) -: حدثنا محمد بن عبدوس بن كامل، حدثنا أحمد بن إبراهيم الموصلي، حدثنا خلف بن خليفة، عن أبي مالك الأشجعي، عن أبيه، به.

[التحقيق]:

هذا إسناد رجاله ثقات، ولذا أخرجه الضياء في (المختارة).

غير أن خلف بن خليفة - وإن كان صدوقًا من رجال مسلم -، قد اختلط في آخر حياته، قال ابن سعد:((كان ثقة ثم أصابه الفالج قبل أن يموت حتى ضعف وتغير لونه واختلط)) (الطبقات الكبرى 9/ 314).

وقال الإمام أحمد: ((رأيت خلف بن خليفة وهو كبير فوضعه إنسان من يده فلما وضعه صاح يعني من الكبر فقال له إنسان يا أبا أحمد حدثكم محارب وقص الحديث فتكلم بكلام خفي علي وجعلت لا أفهم ما يقول

(1)

تحرف في المطبوه إلى: ((نبيذ))، والصواب المثبت، كما عند الضياء.

ص: 39

فتركته ولم أكتب عنه شيئًا)) (العلل رواية عبد الله 4554).

وفي (المسند)(13569) قال: ((وقد رأيت خلف بن خليفة وقد قال له إنسان: يا أبا أحمد! حدثك محارب بن دثار؟ ))، قال أبي:((فلم أفهم كلامه كان قد كبر فتركته)).

وقال عثمان بن أبي شيبة: ((هو صدوق ثقة ولكنه كان خرف فاضطرب عليه حديثه)) (تاريخ أسماء الثقات 327).

وقال مسلمة بن قاسم الأندلسي في كتاب (الصلة): ((ثقة مشهور، وتغير بأخرة، فمن روى عنه قبل التغير فروايته صحيحة)

وقال إسحاق القراب: ((كان أصابه الفالج في آخر عمره فتغير واضطرب، قاله حاتم بن الليث عن إبراهيم بن أبي العباس)) (إكمال تهذيب الكمال 4/ 201 - 202).

ولخص حاله ابن حجر فقال: ((صدوق اختلط في الآخر)) (التقريب 1731).

قلنا: فلا يقبل حديثه إِلَّا ممن سمع منه قبل الاختلاط، والراوي عنه أحمد بن إبراهيم الموصلي، لا ندري هل سمع منه قبل الاختلاط أم بعده؟ ، والظاهر من ترجمته أنه سمع منه بعد الاختلاط، وذلك أن وفاته كانت ست وثلاثين ومائتين، بينما وفاة خلف على الراجح كانت سنة واحد وثمانين ومائة أي أن بينهما ما يقارب خمس وخمسين سنة، وقد اختلط خلف وهو بالكوفة في آخر عمره، بينما كان مولد الموصلي بمكة، فإذا أراد أن يرحل من مكة لطلب العلم يحتاج لسن مناسب للرحيل، والإمام أحمد مات بعد الموصلي بأعوام قليلة وقد تقدم أنه ذهب ليسمع منه فرآه اختلط فتركه،

ص: 40

فهذه قرائن قد تدل على تآخر سماع الموصلي من خلف، والله أعلم.

وعلى كلٍ، الأصل أننا إذا لم نجد قرائن ترجح هذا من ذاك، فالواجب التوقف فيمن لا يعرف هل سمع قبل الاختلاط أم بعد؟ ، والله أعلم.

والحديث يشهد له حديث جابر المتقدم.

ص: 41

442 -

حَدِيثُ أَنَسٍ:

◼ عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ، قَالَ: رَأَيْتُ قَدَحَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَكَانَ قَدْ انْصَدَعَ فَسَلْسَلَهُ بِفِضَّةٍ، قَالَ: وَهُوَ قَدَحٌ جَيِّدٌ عَرِيضٌ مِنْ نُضَارٍ، قَالَ: قَالَ أَنَسٌ: ((لَقَدْ سَقَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي هَذَا القَدَحِ أَكْثَرَ مِنْ كَذَا وَكَذَا)).

قال: وَقَالَ ابْنُ سِيرِينَ: إِنَّهُ كَانَ فِيهِ حَلْقَةٌ مِنْ حَدِيدٍ، فَأَرَادَ أَنَسٌ أَنْ يَجْعَلَ مَكَانَهَا حَلْقَةً مِنْ ذَهَبٍ أَوْ فِضَّةٍ، فَقَالَ لَهُ أَبُو طَلْحَةَ: لا تُغَيِّرَنَّ شَيْئًا صَنَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَتَرَكَهُ.

[الحكم]:

صحيح (خ).

[اللغة]:

النُّضارُ: الخالصُ من جوهر التبر والخشب، وجمعه أنْضُر. ويقال: قَدَحٌ نُضارٌ، يُتَّخَذُ من أَثْلٍ وَرْسِيّ اللَّونِ يكون بالغَورِ. (العين 7/ 26).

[التخريج]:

[خ 5638 "واللفظ له" / هق 116 / هقل (7/ 277 - 278) / نبغ 1025 / حداد 2491].

[السند]:

قال البخاري: حدثنا الحسن بن مدرك، قال: حدثني يحيى بن حماد، أخبرنا أبو عوانة، عن عاصم الأحول، به.

[تنبيه]:

قوله: قال - يعني عاصم الأحول -: وَقَالَ ابْنُ سِيرِينَ: إِنَّهُ كَانَ فِيهِ حَلْقَةٌ

ص: 42

مِنْ حَدِيدٍ، فَأَرَادَ أَنَسٌ أَنْ يَجْعَلَ مَكَانَهَا حَلْقَةً مِنْ ذَهَبٍ أَوْ فِضَّةٍ، فَقَالَ لَهُ أَبُو طَلْحَةَ: لا تُغَيِّرَنَّ شَيْئًا صَنَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَتَرَكَهُ.

وهذه الرواية عن ابن سيرين ظاهرة الانقطاع؛ لأنَّ ابن سيرين لم يلق أبا طلحة، إِلَّا أن يكون ابن سيرين أخذه من أنس، فلا انقطاع حينئذ.

قال الحافظ: ((وكلام أبي طلحة هذا إن كان ابن سيرين سمعه من أنسٍ؛ وإلا فيكون أرسله عن أبي طلحة؛ لأنه لم يلقه)) (فتح الباري 10/ 101).

رِوَايَةُ: قَدَحِي هَذَا:

• وَفِي رِوَايَةٍ: عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ:((لَقَدْ سَقَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِقَدَحِي هَذَا، الشَّرَابَ كُلَّهُ: الْعَسَلَ وَالنَّبِيذَ، وَالْمَاءَ وَاللَبَنَ)).

[الحكم]:

صحيح (م).

[الفوائد]:

قال القاضي عياض: ((فيه جواز شرب النبيذ والعسل وغيره إذا كان حلوًا، ولا خلاف في هذا)) (إكمال المعلم بفوائد مسلم 6/ 457).

وقال أبو العباس القرطبي: ((وفيه دليل على استعمال الحلاوة، والأطعمة اللذيذة، وتناولها. ولا يقال: إن ذلك يناقض الزهد، ويباعده، لكن إذا كان ذلك من وجهه، ومن غير سرف، ولا إكثار)) (المفهم 5/ 276).

[التخريج]:

[م 2008 / حم 13581 "لم يذكر النبيذ" / حب 5428/ سعد (5/

ص: 43

328) / طي 2143 / شما 197 / عه 8572، 8573 / عل 3503، 3513 "لم يذكر الماء"، 3788، 3868 / حميد 1307 / حل (6/ 261) / هق 17484 / بغ 3020 / نبغ 1010 / حداد 2480 / حنيني 37 / زاهر (سباعيات - الأول 270/أ) / كر (4/ 249) /].

[السند]:

قال مسلم: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وزهير بن حرب، قالا: حدثنا عفان، حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس، به.

رِوَايَةُ: لِأُمِّ سُلَيْمٍ:

وَفِي رِوَايَةٍ: ((كَانَ لِأُمِّ سُلَيْمٍ قَدَحٌ فَلَمْ أَدَعْ شَيْئًا مِنَ الشَّرَابِ إِلَّا قَدْ سَقَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِيهِ الْعَسَلَ وَاللَّبَنَ وَالنَّبِيذَ وَالْمَاءَ)).

[الحكم]:

إسناده صحيح، وصححه الحاكم.

[التخريج]:

[ك 7271 "واللفظ له" / حميد 1356].

[السند]:

رواه عبد بن حميد في (مسنده) قال: حدثني سليمان بن حرب، ثنا حماد بن سلمة، عن ثابت قال: قال أنس، به.

ورواه الحاكم في (المستدرك) من طريق أبي النعمان محمد بن الفضل، ثنا حماد بن سلمة، أنبأ ثابت، وحميد، عن أنس بن مالك، به.

ص: 44

[التحقيق]:

هذا إسناد صحيح على شرط مسلم.

ولذا قال الحاكم: ((هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه)) (المستدرك على الصحيحين 7/ 190).

قلنا: كذا قال، وقد أخرجه مسلم كما تقدم آنفًا.

رِوَايَةُ: السَّوِيقِ:

• وَفِي رِوَايَةٍ زَادَ: ((كُنْتُ أَسْقِي النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي هَذَا الْقَدَحِ اللَّبَنَ، وَالْعَسَلَ، وَالسَّوِيقَ، وَالنَّبِيذَ وَالْمَاءَ الْبَارِدَ)).

[الحكم]:

صحيح دون لفظة: ((السويق)) فمنكرة. وهذا إسناد ضعيف.

[التخريج]:

[خل 658 "واللفظ له"، 700 / نبغ 1023].

[السند]:

رواه أبو الشيخ في (أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم - ومن طريقه البغوي في (الأنوار) - قال: حدثنا علي بن سعيد العسكري، نا هلال بن العلاء، نا محمد بن مصعب، نا حماد بن سلمة، عن هشام بن زيد، عن أنس بن مالك، به.

[التحقيق]:

هذا إسناد ضعيف؛ فيه محمد بن مصعب القرقساني، متكلم فيه، وخاصة

ص: 45

في روايته عن حماد بن سلمة، قال أحمد:((عن حماد بن سلمة ففيه تخليط)) (سؤالات أبي داود لأحمد 328).

وقال الحافظ: ((صدوق كثير الغلط)) (التقريب 6302).

قلنا: وقد خلط في روايته هذه عن حماد في السند والمتن:

أما السند: فالمحفوظ عن حماد ما رواه عنه عفان بن مسلم كما عند مسلم (2008)، وغيره.

فرواه عن حماد عن ثابت عن أنس، به.

وتابع عفانَ عليه جماعةٌ، منهم:

هدبة بن خالد كما عند ابن حبان في (الصحيح 5428)، وغيره.

وسليمان بن حرب كما عند عبد بن حميد في (المسند 1356).

وأبو داود الطيالسي في (المسند 2143). وغيرهم.

قلنا: وقد روي عن محمد بن مصعب على الصواب، موافقًا للجماعة، كما عند أبي عوانة في (المستخرج 8573) قال: حدثني هلال، قال: ثنا محمد بن مصعب، قثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، وحميد، عن أنس، بمثله.

ووافقه على هذا الوجه جماعة، انظر، المستدرك للحاكم (7271)، والمسند لعبد بن حميد (1307)، وغيرهما.

أما المتن: فزاد فيه لفظة وهي: ((السويق))، ولم يأت بها غيره، ممن تقدم ذكرهم.

ص: 46

رِوَايَةُ: لَجَعَلْتُ عَلَيْهَا الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ:

• وَفِي رِوَايَةٍ زَادَ: ((

، فَلَوْلَا أَنِّي رَأَيْتُ أَصَابِعَهُ فِي هَذِهِ الْحَلْقَةِ، لَجَعَلْتُ عَلَيْهَا الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ)).

[الحكم]:

زيادة منكرة.

[التخريج]:

[خل 699 "واللفظ له" / نبغ 1022].

[السند]:

رواه أبو الشيخ الأصبهاني في (أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم - ومن طريقه البغوي في (الأنوار) - قال: حدثنا محمد بن يحيى البصري، نا عبد الأعلى بن حماد، نا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس بن مالك، قال: سقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا القدح: الماء، واللبن، والنبيذ فلولا أني رأيت أصابعه في هذه الحلقة، لجعلت عليها الذهب والفضة.

[التحقيق]:

هذا إسناد ضعيف؛ فيه محمد بن يحيى بن عيسى البصري، ذكره أبو الشيخ في (طبقات المحدثين 4/ 7) وأبو نعيم في (تاريخ أصبهان 2/ 225 - 262)، ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا.

فهو مجهول الحال، وقد انفرد بقوله:((فَلَوْلَا أَنِّي رَأَيْتُ أَصَابِعَهُ فِي هَذِهِ الْحَلْقَةِ، لَجَعَلْتُ عَلَيْهَا الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ)).

والحديث محفوظ عن جماعة أصحاب حماد كعفان وهدبة وغيرهما ليس في أحاديثهم هذه اللفظة، وكذا رواه حماد عن حميد مقرونًا بثابت، كما سبق.

ص: 47

رِوَايَةُ: أَكْثَرَ مِنْ مَائَةِ مَرَّةٍ:

• وَفِي رِوَايَةٍ: ((رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَشْرَبُ فِي الْقَدَحِ أَكْثَرَ مِنْ مَائَةِ مَرَّةٍ)).

[الحكم]:

إسناده لين.

[الفوائد]:

قال ابن سعد: ((سألت محمد بن عبد الله الأنصاري عن هذا القدح أهو قدح النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: أما قدحه نفسه فلا، ولكنه قدح كان عند أم سليم، فكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا جاءها سقته فيه. قلت: فهو القدح الذي قال أنس: سقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم به من كل الشراب: الماء، والعسل، واللبن؟ فقال: نعم)) (الطبقات الكبرى 5/ 328).

[التخريج]:

[سعد (5/ 328)].

[السند]:

قال ابن سعد: أخبرنا محمد بن عبد الله

(1)

الأنصاري، قال: حدثني أبي، عن ثمامة بن عبد الله، قال: قال أنس، به.

[التحقيق]:

هذا إسناد لين؛ فيه عبد الله بن المثنى البصري، وهو وإن أخرج له البخاري إِلَّا أنه مختلف فيه، وقال فيه الحافظ:((صدوق كثير الغلط)) (التقريب 3571).

(1)

وقع في المطبوع (بن عبد الأنصاري) بدون اسم (الله)، والمثبت هو الصواب.

ص: 48

رِوَايَةُ: مُضَبَّبًا بِحَدِيدٍ:

• وَفِي رِوَايَةٍ عَنْ ثَابِتٍ قَالَ: أَخَرَجَ إِلَيْنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، قَدَحَ خَشَبٍ غَلِيظًا مُضَبَّبًا بِحَدِيدٍ، فَقَالَ: يَا ثَابِتُ، هَذَا قَدَحُ النبي صلى الله عليه وسلم.

[الحكم]:

صحيح المتن دون قوله: ((غليظًا مضببا بحديد)) فمنكر.

[التخريج]:

[شما 197 / بغ 3033 / نبغ 1020].

[السند]:

قال الترمذي في (الشمائل) - ومن طريقه البغوي في (شرح السنة)، و (الأنوار) -: حدثنا الحسين بن الأسود البغدادي، قال: حدثنا عمرو بن محمد، قال: حدثنا عيسى بن طهمان، عن ثابت، به.

[التحقيق]:

هذ إسناد ضعيف؛ فيه الحسين بن علي بن الأسود العجلي؛ قال الحافظ ابن حجر: ((صدوق يخطئ كثيرًا)) (التقريب 1331).

وقد أخطأ في وصف ضبة القدح، فقال:((مضببًا بحديد))، والصحيح ما في البخاري (5638) أنه ((مضببًا بفضة))، وقد تقدم.

ص: 49

رِوَايَةُ: كان يَشْرَبُ مِنْهُ وَيَتَوَضَّأُ:

• وَفِي رِوَايَةٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي

(1)

إِسْمَاعِيلَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه فَرَأَيْتُ عِنْدَهُ (فِي بَيْتِهِ) قَدَحا مِنْ خَشَبٍ، قَالَ:((كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَشْرَبُ مِنْهُ وَيَتَوَضَّأُ)).

[الحكم]:

صحيح المتن كما سبق دون زيادة: ((وَيَتَوَضَّأُ))، وهذا إسناد ضعيف.

[التخريج]:

[عل (مط 23) "واللفظ له" / تخ (1/ 184) "والرواية له" / بغج 4 / ضيا (7/ 155 - 156/ 2583، 2584) / خل 695 / خلال (واحد 32) / نبغ 1021 / مخلص 1179].

[السند]:

قال أبو يعلى - ومن طريقه الضياء في (المختارة) -، والبغوي في (جزء من حديثه)، - وعنه أبو الشيخ في (أخلاق النبي)، والمخلص في (المخلصيات)، والحسين البغوي في (الأنوار) -: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا حسين بن علي، عن محمد بن علي - أخيه - عن محمد بن إسماعيل، به.

ومداره - عند الجميع - على عثمان بن أبي شيبة، به.

[التحقيق]:

هذا إسناد ضعيف؛ فيه: محمد بن علي الجعفي من أهل الكوفة أخو حسين بن علي الجعفي؛ ذكره البخاري في (التاريخ 1/ 184) وابن أبي حاتم

(1)

سقط من مطبوع (المطالب العالية)، وصوبناه من باقي مصادر التخريج.

ص: 50

في (الجرح والتعديل 8/ 27) ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا، وذكره ابن حبان في (الثقات 7/ 431) على قاعدته، ولم يذكروا في الرواة عنه غير أخيه.

وقال أبو حفص بن شاهين: ((ولا أعلم لمحمد بن علي الجعفي أخو حسين بن علي الجعفي حديثًا غير هذا)) (ذكر من لم يكن عنده إِلَّا حديث واحد للخلال ص: 55)

فهو: مجهول الحال والعين.

وقد تفرد بذكر الوضوء في الحديث.

والحديث محفوظ عن أنس من طرق - بعضها في الصحيح - ليس فيه ذكر الوضوء.

[تنبيه]:

أخطأ محقق الضياء فذكر أن حسين بن علي هو الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، وأخوه محمد بن علي بن الحسين المعروف بالباقر، وعليه صحح إسناد الحديث.

ص: 51

رِوَايَةُ: ثَلَاثِ ضِبَابٍ:

• وَفِي رِوَايَةٍ عن حَجَّاجُ بْنُ حَسَّانَ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، فَدَعَا بِإِنَاءٍ وَفِيهِ ثَلَاثُ ضِبَابٍ حَدِيدٍ، وَحَلْقَةٌ مِنْ حَدِيدٍ، فَأُخْرِجَ مِنْ غِلَافٍ أَسْوَدَ، وَهُوَ دُونَ الرُّبُعِ وَفَوْقَ نِصْفِ الرُّبُعِ، فَأَمَرَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ فَجُعِلَ لَنَا فِيهِ مَاءٌ، فَأُتِينَا بِهِ فَشَرِبْنَا وَصَبَبْنَا عَلَى رُءُوسِنَا وَوُجُوهِنَا، وَصَلَّيْنَا عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

[الحكم]:

إسناده جيد.

[التخريج]:

[حم 12948 / ضيا (5/ 216/ 1845)].

[السند]:

أخرجه أحمد في (المسند) - ومن طريقه الضياء في (المختارة) - قال: حدثنا روح بن عبادة، حدثنا حجاج بن حسان، به.

[التحقيق]:

هذا إسناد جيد؛ حجاج بن حسان، قال أحمد:((ليس به بأس))، وقال مرة:((ثقة))، وقال ابن معين:((صالح))، وقال النسائي:((ليس به بأس))، وذكره ابن حبان في (الثقات)، انظر (تهذيب التهذيب 2/ 200).

وروح بن عبادة من الثقات الحفاظ من رجال الشيخين.

ص: 52

443 -

حَدِيثٌ آخَرَ لأَنَسٍ:

◼ عَنْ عَمْرِو بْنِ عَامِرٍ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: أُتِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِقَدَحٍ (بقَعْبٍ) 1 (بِإِنَاءٍ صَغِيرٍ) 2 مِنْ مَاءٍ فَتَوَضَّأَ، قَالَ [عَمْرٌو]: فَقُلْتُ لِأَنَسٍ: أَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَتَوَضَّأُ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: قُلْتُ: فَأَنْتُمْ؟ قَالَ: كُنَّا نُصَلِّي الصَّلَوَاتِ بِوُضُوءٍ وَاحِدٍ، قَالَ: ثُمَّ سَأَلْتُهُ بَعْدَ ذَلِكَ، فَقَالَ: مَا لَمْ نُحْدِثْ.

[الحكم]:

إسناده صحيح، وصححه ابن خزيمة، ومغلطاي، وحسنه الحازمي، وأحمد شاكر، والألباني.

[اللغة]:

قال النووي: القَعْب: قدح من خشب معروف (شرح مسلم 18/ 149).

[التخريج]:

[ن 131 "والرواية الثانية له" / كن 168 / حم 13017 "واللفظ له"، 13734 "والزيادة له" / خز 126 "والرواية الأولى له ولغيره" / طي 2231 "مختصرًا جدًا ليس فيه موضع الشاهد" / طح (1/ 42) / طبر (8/ 162) / عتب (ص 53) / قشيخ 306 / مديني (لطائف 359)].

[السند]:

رواه أحمد في (المسند 13017) قال: حدثنا حجاج، حدثنا شعبة، عن عمرو بن عامر الأنصاري، به.

ورواه الطيالسي في (مسنده) - ومن طريقه الطحاوي في (شرح معاني الآثار 1/ 45) -: عن شعبة، عن عمرو بن عامر، قال: سألت أنسًا

ص: 53

فذكره بنحوه.

ورواه النسائي في (المجتبى 131، والكبرى 168)، وابن خزيمة في (صحيحه)، وغيرهم من طرق عن شعبة، به.

ومدار إسناده عند الجميع على شعبة، به.

[التحقيق]:

هذا إسناد صحيح؛ رجاله ثقات رجال الشيخين.

ولذا صححه ابن خزيمة.

وقال الحازمي: ((هذا حديث حسن على شرط أبي داود، وأبي عيسى، وأبي عبد الرحمن؛ أخرجوه في كتبهم)) (الاعتبار في الناسخ والمنسوخ من الآثار ص 53).

قلنا: بل على شرط البخاري، وقد أخرجه البخاري في (صحيحه 214) كما سيأتي في كتاب الوضوء، ولذا قال مغلطاي:((وأما تحسين الحازمي حديث عمرو بن عامر، وعزْوِهِ إياه إلى أصحاب السنن، فذهول شديد عن ذكره من كتاب البخاري)) (شرح ابن ماجه 2/ 112).

والحديث صححه العلامة أحمد شاكر في (تحقيقه لتفسير الطبري 11336)، والألباني في (صحيح النسائي 131)، و (صحيح أبي داود 1/ 305).

[تنبيه]:

وقع تصحيفان في المطبوع من (ذكر الأقران لأبي الشيخ)؛

الأول: في شيخه حيث جاء فيه: ((سليمان بن عصام))، والصواب:

ص: 54

((سلم بن عصام)) كما في الأصل الخطي (ق 37/ب).

والثاني: في شيخ عبيد الله بن سعد حيث جاء فيه: ((عن عمر))، والصواب:((عن عمي)) كما في المخطوط - أيضًا -.

ص: 55

444 -

حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ:

◼ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: ((كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَتَى الْخَلَاءَ، أَتَيْتُهُ بِمَاءٍ فِي تَوْرٍ أَوْ رَكْوَةٍ فَاسْتَنْجَى، ثُمَّ مَسَحَ يَدَهُ [الْيُسْرَى] عَلَى الأَرْضِ (دَلَكَ يَدَهُ بِالْأَرْضِ)، ثُمَّ أَتَيْتُهُ بِإِنَاءٍ آخَرَ فَتَوَضَّأَ)).

[الحكم]:

إسناده ضعيف بهذا السياق، واستنكره أحمد، وأعله النسائي، وقال ابن القطان:((لا يصح)).

[التخريج]:

[د 45 "واللفظ له" / ن 50 "والرواية له" / كن 56 /

].

سبق تخريجه وتحقيقه تحت باب: ((الإستنجاء بالماء)).

* * *

رِوَايَةُ: تَوَضَّأَ فِي تَوْرٍ:

• وَفِي رِوَايَةٍ قال: ((أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم تَوَضَّأَ فِي تَوْرٍ)).

[الحكم]:

ضعيف، وضعفه الألباني.

[التخريج]:

[جه 476 "واللفظ له"].

[السند]:

قال ابن ماجه: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وعلي بن محمد، قالا: حدثنا وكيع، عن شريك، عن إبراهيم بن جرير، عن أبي زرعة بن عمرو بن

ص: 56

جرير، عن أبي هريرة، به.

[التحقيق]:

هذا إسناد ضعيف؛ فيه شريك بن عبد الله النخعي؛ قال الحافظ: ((صدوق يخطئ كثيرا)) (التقريب 2787).

وبه ضعفه الألباني (إراوء الغليل 1/ 66).

ص: 57

445 -

حَدِيثُ سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرٍو عَنْ أُمِّهِ:

◼ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْأَحْوَصِ الْأَزْدِيِّ قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُمِّي، أَنَّهَا رَأَتْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَرْمِي جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ مِنْ بَطْنِ الْوَادِي، وَخَلْفَهُ إِنْسَانٌ يَسْتُرُهُ مِنَ النَّاسِ أَنْ يُصِيبُوهُ بِالْحِجَارَةِ وَهُوَ يَقُولُ:((أَيُّهَا النَّاسُ، لَا يَقْتُلْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا، وَإِذَا رَمَيْتُمْ فَارْمُوا بِمِثْلِ حَصَى الْخَذْفِ))، ثُمَّ أَقْبَلَ فَأَتَتْهُ امْرَأَةٌ بِابْنٍ لَهَا، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ ابْنِي هَذَا ذَاهِبُ الْعَقْلِ فَادْعُ اللهَ لَهُ، قَالَ لَهَا:((ائْتِينِي بِمَاءٍ))، فَأَتَتْهُ بِمَاءٍ فِي تَوْرٍ مِنْ حِجَارَةٍ، فَتَفَلَ فِيهِ وَغَسَلَ وَجْهَهُ ثُمَّ دَعَا فِيهِ، ثُمَّ قَالَ:((اذْهَبِي فَاغْسِلِيهِ بِهِ وَاسْتَشْفِي اللهَ عز وجل)، فَقُلْتُ لَهَا: هَبِي لِي مِنْهُ قَلِيلًا لِابْنِي هَذَا، فَأَخَذْتُ مِنْهُ قَلِيلًا بِأَصَابِعِي فَمَسَحْتُ بِهَا شِقَّةَ ابْنِي فَكَانَ مِنْ أَبَرِّ النَّاسِ، فَسَأَلْتُ الْمَرْأَةَ بَعْدُ: مَا فَعَلَ ابْنُهَا؟ قَالَتْ: بَرِئَ أَحْسَنَ بَرْءٍ.

[الحكم]:

ضعيف بهذا السياق، وضعفه الهيثمي، والألباني.

[التخريج]:

[حم 27131 "واللفظ له" / سعد (10/ 290) / حفار 134 / هقل (5/ 443) / مديني (صحابة - إصا 8/ 30) / أسد (3/ 341) / إصا (8/ 29)].

[السند]:

رواه أحمد في (المسند) فقال: حدثنا حسين بن محمد، قال: حدثنا يزيد - يعني ابن عطاء -، عن يزيد - يعني ابن أبي زياد -، عن سليمان بن عمرو بن الأحوص الأزدي، قال: حدثتني أمي، به.

ورواه ابن سعد في (الطبقات الكبرى) قال: أخبرنا عبد الله بن إدريس،

ص: 58

قال: سمعت يزيد بن أبي زياد، به.

ورواه هلال الحفار في (جزئه) - ومن طريقه البيهقي في (الدلائل)، وغيره - قال: حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح حدثنا عبيدة بن حميد حدثني يزيد بن أبي زياد، به

ومداره عند الجميع على يزيد بن أبي زياد، به.

[التحقيق]:

هذا إسناد ضعيف؛ فيه علتان:

الأولى: يزيد بن أبي زياد، قال فيه الحافظ:((ضعيف كبر فتغير وصار يتلقن)) (التقريب 7717).

وبه ضعف الحديث الألباني (إرواء الغليل 1/ 66).

الثانية: شيخ يزيد، سليمان بن عمرو بن الأحوص، ترجم له البخاري في (التاريخ الكبير 4/ 28)، وابن أبي حاتم في (الجرح والتعديل 4/ 132)، ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا. وذكره ابن حبان في (الثقات 4/ 314) على قاعدته في توثيق المجاهيل. وقال ابن القطان:((مجهول)) (بيان الوهم والإيهام 4/ 278). وقال الحافظ: ((مقبول)) (التقريب 2598). أي حيث يتابع وإلا فلين، ولا متابع هنا.

قال الهيثمي: ((رواه أحمد والطبراني، ورجاله وثقوا، وفي بعضهم ضعف)) (مجمع الزوائد 14151).

[تنبيه]:

للحديث سياقات أخرى ستأتي بشواهدها في كتاب الحج من هذه الموسوعة.

ص: 59

446 -

حَدِيثُ أُمِّ سُلَيْمٍ:

◼ عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ لِأُمِّ سُلَيْمٍ قَدَحٌ، فَقَالَتْ:((سَقَيْتُ فِيهِ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كُلَّ الشَّرَابِ الْمَاءَ، وَالْعَسَلَ، وَاللَّبَنَ، وَالنَّبِيذَ)).

[الحكم]:

خطأ من حديث أم سليم، والمحفوظ من حديث أنس بغير هذا اللفظ.

[التخريج]:

[ن 5753/ كن 5456 / ثعلب 473].

[السند]:

قال النسائي في (السنن) - ومن طريقه الثعلبي في (التفسير) -: أخبرنا الربيع بن سليمان، قال: حدثنا أسد بن موسى، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس، به.

[التحقيق]:

هذا إسناد رجاله ثقات عدا أسد بن موسى؛ وهو: ((صدوق يغرب)) كما في (التقريب 399)، وقد خولف فيه؛

فقد جعله هنا من مسند أم سليم، بينما أخرجه مسلم في (الصحيح 2008) وأحمد في (المسند 13581) وأبو يعلى في (المسند 3513) وغيرهم من طرق عن عفان قال: حدثنا حماد، أخبرنا ثابت، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ:((لَقَدْ سَقَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِقَدَحِي هَذَا الشَّرَابَ كُلَّهُ، الْعَسَلَ وَالنَّبِيذَ وَاللَّبَنَ)).

وأخرجه الطيالسي في (المسند 2143) عن حماد عَنْ ثَابِتٍ، قَالَ: أَخْرَجَ إِلَيْنَا أَنَسٌ قَدَحًا، فَقَالَ: ((سَقَيْتُ فِي هَذَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الشَّرَابَ؛ الْمَاءَ،

ص: 60

وَالْعَسَلَ، وَاللَّبَنَ، وَالنَّبِيذَ)).

وأخرجه عبد بن حميد في (المنتخب 1356) قال: حدثني سليمان بن حرب، ثنا حماد بن سلمة، عن ثابت قَالَ: قَالَ أَنَسٌ: ((كَانَ لِأُمِّ سُلَيْمٍ قَدَحٌ فَمَا مِنَ الشَّرَابِ شَيْءٌ إِلَّا وَقَدْ سَقِيَتْ فِيهِ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْمَاءَ وَالْعَسَلَ وَاللَّبَنَ وَالنَّبِيذَ)).

فجعلوه من مسند أنس.

ولاشك أن هؤلاء أوثق من أسد بن موسى؛ فيكون هذا من أغاليط أسد بن موسى على حماد بن سلمة، والله أعلم.

[تنبيه]:

وقع في بعض نسخ النسائي زيادة وهي: (قدح من عيدان)، فأشار محققو طبعة (التأصيل) إلى أنه موجود في أصل بعض النسخ الخطية.

ص: 61

447 -

حَدِيثُ أَبِي عَسِيبٍ:

◼ عن خَازِمِ بْنِ الْقَاسِمِ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا عَسِيبٍ يَشْرَبُ فِي قَدَحٍ غَلِيظٍ [غَليظٍ] مِنْ هَذَا الخشَبِ الأَبِيضِ لم يُنْحَت، فَقُلْتُ: أَلَا تَشْرَبُ فِي أَقْدَاحِنَا هَذِهِ الرِّقَاقِ؟ قَالَ: وَمَا يَمْنَعُنِي مِنْ هَذَا الْقَدَحِ أَنْ أَشْرَبَ فِيهِ، وَآكُلَ فِيهِ حَتَّى أَمُوتَ، ((وَقَدْ رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَشْرَبُ فِيهِ؟ ! )).

[الحكم]:

إسناده ضعيف.

[التخريج]:

[تخ (3/ 212) "واللفظ له" / سعد (9/ 59) "والزيادة له" / مقط (2/ 649)].

[السند]:

قال البخاري: قال موسى بن إسماعيل حدثنا خازم بن القاسم، به.

وقال ابن سعد: أخبرنا موسى بن إسماعيل، به.

وقال الدارقطني: حدثنا أبو عبد الله الحسين بن يحيى بن عياش، حدثنا الفضل بن زياد، حدثنا أبو سلمة، حدثنا خازم

(1)

بن القاسم، به.

[التحقيق]:

هذا إسناد ضعيف؛ فيه: خَازِم بن القاسم؛ قال أبو حاتم: ((شيخ)) (الجرح والتعديل 3/ 392)، وذكره ابن حبان في (الثقات 4/ 214)، وقال الذهبي:((فيه جهالة، ذكره البخاري وما لينه)) (الميزان 1/ 626)، ولم

(1)

تصحف في المطبوع من (الطبقات الكبرى) لابن سعد إلى ((حازم)) بالمهملة.

ص: 62

يذكروا عنه راويًا غير التبوذكي، فهو مجهول.

وأبو عسيب: قد ذكره غير واحد في الصحابة، وانظر (الاستيعاب 4/ 1715)، و (الإصابة 12/ 447).

[تنبيه]:

قال أبو الفتح الأزدي: ((أبو عسيب اسمه مُرَّة، ويقال: خازم بن القاسم)) (أسماء من يعرف بكنيته ص 54).

قلنا: أبو عسيب صحابي الحديث مختلف في اسمه، وذكر له العلماء من ذلك أن اسمه أحمر، ولم يذكروا (مرة)، ولعل هذا من الاختلاف المذكور في اسمه؛ لكن قول الأزدي:((ويقال)) إلخ؛ فيه نظرٌ؛ فإن خازم بن القاسم، ذكره العلماء فيمن روى عن أبي عسيب، وكذلك هو الحال في حديثنا. وانظر (الجرح والتعديل 9/ 418)، (أسد الغابة 1/ 177)، (أسد الغابة 6/ 210).

ص: 63

448 -

حَدِيثُ أُمَيْمَةَ بِنْتِ رُقَيْقَةَ:

◼ عَنْ أُمَيْمَةَ بِنْتِ رُقَيْقَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: ((كَانَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَدَحٌ مِنْ عَيْدَانٍ تَحْتَ سَرِيرِهِ يَبُولُ فِيهِ بِاللَّيْلِ)).

[الحكم]:

إسناده ضعيف، وضعفه ابن القطان.

[اللغة]:

العَيْدانُ، بالفتح: الطِّوالُ من النَّخْلِ، واحِدَتُها بهاءٍ، ومنها كان قَدَحٌ يَبولُ فيه النبيُّ صلى الله عليه وسلم. (القاموس المحيط 1/ 302).

[التخريج]:

[د 24 "واللفظ له" / ن 32 / كن 33 / حب 1426 / .... ].

سيأتي تخريجه وتحقيقه برواياته في ((باب البول في الإناء)).

ص: 64

449 -

حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ:

◼ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّائِبِ بْنِ خَبَّابٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم [مُتَّكِئًا عَلَى سَرِيرٍ] يَأْكُلُ مِنْ قَدِيدٍ فِي طَبَقٍ، فَقَامَ إِلَى فُخَّارَةٍ فِيهَا مَاءٌ فَشَرِبَ.

[الحكم]:

باطل، كما قال أبو حاتم، واستغربه ابن منده، وهذا إسناد ضعيف جدًّا.

[التخريج]:

[خل 593 "واللفظ له" / قا (1/ 299) "والزيادة له ولغيره" / ناسخ 631 / صمند (ص 488) / صحا 2355 / متفق 865 / نبغ 961 / جوزي (ناسخ 332)].

[السند]:

رواه أبو الشيخ في (أخلاق النبي) - ومن طريقه الحسين البغوي في (الأنوار) - قال: حدثنا محمد بن يحيى، نا محمد بن عباد، نا عبد العزيز بن عمران

(1)

الزهري، نا ابن أبي ذئب، عن عبد الله بن السائب بن خباب، عن أبيه

(2)

، عن جده، به.

ورواه ابن منده في (معرفة الصحابة) قال: أخبرنا عمر بن محمد

(1)

تصحف في (الأنوار)، إلى (مهران)، وقال محققه:((كذا في الأصل وصوابه عمران)). وهو كما قال.

(2)

سقط من (معجم الصحابة) لابن قانع، ذكر (أبيه)، والصواب إثباته كما في بقية المصادر.

ص: 65

النيسابوري، قال: حدثنا الحسن بن محمد بن زياد، قال: حدثنا محمد بن عباد، به.

ورواه أبو نعيم في (معرفة الصحابة)

(1)

من طريق محمد بن عباد، به.

ورواه الخطيب في (المتفق) من طريق عبد الله بن معاوية الزيتوني حدثنا عبد العزيز بن عمران بن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف عن ابن أبي ذئب، به.

ومداره عندهم على عبد العزيز بن عمران الزهري، به.

[التحقيق]:

هذا إسناد ضعيف جدًّا؛ فيه عبد العزيز بن عمران الزهري؛ ((متروك))، كما في (التقريب 4114).

وبه ضعفه أبو حاتم الرازي، فقال:((حديث باطل، وعبد العزيز: متروك الحديث)) انظر: (العلل 4/ 417).

وقال ابن منده: ((هذا حديث [غريب]

(2)

لا يعرف إِلَّا من هذا الوجه)) (معرفة الصحابة ص 488).

قلنا: وفيه أيضًا عبد الله بن السائب، ترجم له الخطيب في (المتفق والمفترق 3/ 1465)، وتبعه ابن الفراء في (تجريد الأسماء والكنى 2/ 34)، ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا.

فالظاهر جهالته؛ إِذْ لم يرو عنه إِلَّا ابن أبي ذئب.

(1)

سقط ابن أبي ذئب من سند أبي نعيم، والصواب إثباته كما في بقية المصادر.

(2)

ما بين المعقوفين سقط من المطبوع، واستدركناه من (الإصابة 3/ 184).

ص: 66

وفي الحديث علة أخرى؛ ذكرها أبو نعيم فقال: ((خباب أبو السائب يعد في الحجازيين، وهو وهم))، وذكر الحديث، ثم قال:((وصوابه: ابن عبد الله بن السائب، عن أبيه، عن جده)).

قال الحافظ - معقبًا -: ((فيكون من مسند السائب وكلام البخاري يقتضي أن يكون هو مولى فاطمة بنت عتبة الآتي ذكره؛ فإنه قال: السائب بن خباب أبو مسلم صاحب المقصورة، ويقال: مولى فاطمة بنت عتبة بن ربيعة وعلى ذلك اعتمد ابن الأثير فلم يفرد لمولى فاطمة ترجمة)) (الإصابة 3/ 184).

وعلى كلٍ فمداره على عبد العزيز بن عمران؛ وهو متروك، كما سبق.

قلنا: وفي الحديث علة أخرى، وهي ما رواه ابن أبي خيثمة في (تاريخه - السفر الثاني 3615) قال: حدثنا ابن أخي جويرية، قال: حدثنا عتاب بن سعيد، عن أبي ذئب، عمن حدثه، زعم عن السائب بن يزيد، عن خالته؛ به.

وهذه الرواية أرجح من رواية عبد العزيز المتقدمة، وذلك أن عتاب بن سعيد، وإن لم يوثقه أحد، فحاله أحسن من حال عبد العزيز؛ فقد ذكره ابن أبي حاتم في (الجرح والتعديل 7/ 13) بروايته عن ابن أبي ذئب، ورواية ابن أخي جويرية عنه، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا.

ورواية عتاب مع رجحانها على رواية عبد العزيز؛ لكنها أيضًا ضعيفة لا تصح، لإبهام راويها عن السائب رضي الله عنه.

قلنا: والحديث فيه نكارة ظاهرة تخالف الصحيح، وهي قوله:((رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُتَّكِئًا عَلَى سَرِيرٍ)).

وهذه اللفظة تخالف ما رواه البخاري في (الصحيح 5398) من حديث

ص: 67

أَبي جُحَيْفَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((لا آكُلُ مُتَّكِئًا)).

ورغم هذا؛ جوَّد إسناده ابن الملقن في (التوضيح لشرح الجامع الصحيح 27/ 193)، وصححه بدر الدين العيني في (عمدة القاري 21/ 193).

ص: 68

450 -

حَدِيثُ السَّائِبِ بْنِ يَزِيْدَ:

◼ عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، بِأَبِي هُوَ وَأُمِّي، وَبَيْنَ يَدَيْهِ طَبَقٌ مِنْ خُوْصٍ، لَيْسَ مِنْ مُزَيَّنتِكِمْ هَذِهِ، فِيهِ تَمْرٌ وَأَقْرَاصٌ، وَعِنْدَهُ قَدِيدٌ يَأْكُلُ مِنْهُ، وَعِنْدَهُ فَخَّارَةٌ مِنْ مَاءٍ، فَانْحَرَفَ إِلَيْهَا، فَتَوَضَّأَ.

[الحكم]:

ضعيف جدًّا.

[التخريج]:

[سعد (6/ 553)].

[السند]:

قال ابن سعد في (الطبقات الكبرى): أخبرنا محمد بن عمر، قال: أخبرنا ابن أبي ذئب، قال: حدثني من سمع السائب بن يزيد، به.

[التحقيق]:

هذا إسناد ساقط، فيه علتان:

الأولى: محمد بن عمر هو الواقدي: متروك متهم.

الثانية: جهالة روايه عن السائب.

ص: 69

451 -

حَدِيثُ خَالَةِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ:

◼ عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ خَالَتِهِ؛ قَالَتْ: دَخَلْنا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَبَيْنَ يَدَيْهِ

فِيهِ خُبْزٌ وَزَيْتٌ وَقَدِيدٌ، قَالَتْ: فَلَمَّا فَرَغَ انْحَرَفَ إِلَى فَخَّارَةٍ فَتَوَضَّأَ مِنْهَا؛ فَابْتَدَرْنَا وَضُوءَهُ، فَمِنَّا مَنْ يَتَمَضْمَضُ، وَمِنَّا مَنْ سَكَبَ عَلَى وَجْهِهِ.

[الحكم]:

ضعيف.

[التخريج]:

[تخث (السفر الثاني - 3615)].

[السند]:

قال ابن أبي خيثمة في (التاريخ الكبير - السفر الثاني): حدثنا ابن أخي جويرية، قال: حدثنا عتاب بن سعيد، عن ابن أبي ذئب

(1)

، عمن حدثه، زعم عن السائب بن يزيد، عن خالته؛ به.

ابن أخي جويرية هو عبد الله بن محمد بن أسماء.

[التحقيق]:

هذا إسناد ضعيف؛ لإبهام ابن أبي ذئب شيخه الذي حدثه به.

(1)

وقع في المطبوع (ذؤيب) والمثبت هو الصواب، ولذا قال المحقق:((كذا بالأصل والذي في (الجرح والتعديل): ابن أبي ذئب)).

ص: 70