المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌70 - باب النهي عن الشرب والأكل في آنية الذهب والفضة - ديوان السنة - قسم الطهارة - جـ ٥

[عدنان العرعور]

الفصل: ‌70 - باب النهي عن الشرب والأكل في آنية الذهب والفضة

‌70 - بَابُ النَّهْي عَنِ الشُّرْبِ والْأَكْلِ فِي آنِيَةِ الذَّهَبِ والْفِضَّةِ

468 -

حَدِيثُ حُذَيْفَةَ:

◼ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى أَنَّهُمْ كَانُوا عِنْدَ حُذَيْفَةَ، فَاسْتَسْقَى فَسَقَاهُ مَجُوسِيٌّ، فَلَمَّا وَضَعَ القَدَحَ فِي يَدِهِ رَمَاهُ بِهِ، وَقَالَ: لَوْلا أَنِّي نَهَيْتُهُ غَيْرَ مَرَّةٍ وَلا مَرَّتَيْنِ - كَأَنَّهُ يَقُولُ: لَمْ أَفْعَلْ هَذَا -، وَلَكِنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:((لا تَلْبَسُوا الحَرِيرَ وَلا الدِّيبَاجَ، وَلا تَشْرَبُوا فِي آنِيَةِ الذَّهَبِ وَالفِضَّةِ، وَلا تَأْكُلُوا فِي صِحَافِهَا، فَإِنَّهَا لَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَلَنَا فِي الآخِرَةِ)).

[الحكم]:

متفق عليه (خ، م).

[اللغة]:

(الديباج): هو الثِّيابُ المُتَّخذة من الإبْرِيسَم

(1)

، فارسي مُعرَّبٌ وقد تفتح دالُه ويُجْمَع على دَيابيج ودَبابيج بالياء والباء لأن أصله دبَّاج. (النهاية لابن الأثير 2/ 97).

[الفوائد]:

قال ابن المنذر - عقبه -: ((والأكل والشرب محرم في آنية الذهب والفضة

(1)

أبريسم بِفَتْح الْهمزَة وَالرَّاء، وَمِنْهُم من يكسر الْهمزَة وَيفتح السِّين:(الْحَرِير) وَخَصه بَعضهم بالخام. (تاج العروس 31/ 275).

ص: 124

لنهي رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك.

وكره كثير من أهل العلم الوضوء في آنية الذهب والفضة؛ وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم لما حرم الأكل والشرب في آنية الذهب والفضة وهو باب من أبواب استعمالها والانتفاع بها، كان كذلك غير جائز الوضوء فيها؛ لأن المتوضئ فيها مستعمل لها ومنتفع بها. وممن كره ذلك الشافعي وإسحاق وأبو ثور، ولو توضأ متوضئ فيها لم يلزمه الإعادة، وفعله معصية.

وقد ذكر عن النعمان - يعني أبا حنيفة - أنه كان يكره الأكل والشرب والادهان في آنية الفضة، ولا يرى بأسًا بالمفضض، وكان لا يرى بالوضوء منه بأسًا)) (الأوسط 1/ 318).

[التخريج]:

[خ 5426 "واللفظ له" / م (2067/ 5) / كن 6805 / عه 8896 - 8897 / طس 7365 / قط 4795 / هق 102 / هقغ 220 / بغ 3031].

[السند]:

قال (البخاري): حدثنا أبو نعيم، حدثنا سيف بن أبي سليمان، يقول: سمعت مجاهدًا يقول: حدثني عبد الرحمن بن أبي ليلى، فذكره.

وقال مسلم: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، حدثنا أبي، حدثنا سيف، به.

[تنبيه]:

روى البخاري ومسلم هذا الحديث من طريق سيف بن أبي سليمان، عن مجاهد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن حذيفة، به. فذكر الأكل والشرب من آنية الذهب والفضة.

ص: 125

وتابع سيف على ذِكْر الأكل، ابن أبي نجيح، واختلف عليه:

فرواه جرير بن حازم عنه عن مجاهد به، كما عند البخاري (5837)، وغيره، فذكر الأكل.

وخالف جريرًا، سفيان بن عيينة، كما عند مسلم (2067) وغيره، فرواه عن ابن أبي نجيح ولم يذكر الأكل.

ورواه منصور بن المعتمر عن مجاهد، واختلف عليه في ذكر الأكل - أيضًا -:

فرواه عبد العزيز بن عبد الصمد - وهو ثقة حافظ من رجال الشيخين - عن منصور، عن مجاهد به. فذكر:((الأكل)). أخرجه أحمد في (المسند 23437).

وخالف عبدَ العزيز، جريرُ بن عبد الحميد، كما عند مسلم (2067)، والنسائي في (السنن الكبرى 7044). فلم يذكر الأكل، ولكن مسلمًا قرنه برواية ابن عونٍ عن مجاهد، ولم يسق متنه وأحال على رواية الحكم بن عُتَيْبَةَ، وغيره.

ورواه كذلك إبراهيم بن طهمان عن منصور به. وليس فيه ذكر: ((الأكل))، أخرجه أبو عوانة في (المستخرج 8901)، ولكن لم يسق متنه وأحال على رواية ابن عون.

ورواية ابن عون عن مجاهد؛ رواها البخاري (5633)، ومسلم 2067) وليس فيها ذكر الأكل.

وتابع ابن عون، على عدم ذكر الأكل، أبو بشر كما عند ابن ماجه في (السنن 3436)، وغيره.

ص: 126

وكذا تابعه مسلم الأعور كما عند المحاملي في (أماليه - رواية ابن البيع 318).

ورواه حماد بن أبي سليمان عن مجاهد، كما عند الدارقطني في (السنن 4795)، ولكن قرنه الدارقطني برواية جرير بن حازم عن ابن ابي نجيح، وفيها ذكر:((الأكل))، وقال:((وكل واحد منهما قد دخل في حديث صاحبه)).

ورواه أبو حنيفة عن حماد عن مجاهد به، وذكر الأكل. كما عند أبي يوسف في (الآثار له 1017). غَيْر أنَّ أبا يوسف وأبا حنيفة فيهما ضعف معروف.

فهذا مجمل الروايات عن مجاهد عن ابن أبي ليلى بذِكْر الأكل، أو عدمه.

قلنا: وقد رُوِي الحديث من طريقين آخرَيْنِ عن ابن أبي ليلى غير طريق مجاهد:

الأول: عن الحكم بن عُتَيْبَة، كما عند البخاري (5632)، ومسلم (2067)، وغيرهما.

الثاني: عن يزيد بن أبي زياد، كما عند مسلم (2067)، وكذا ابن أبي شيبة في (المصنف 25138، 24615)، وغيرهما.

كلاهما عن ابن أبي ليلى عن حذيفة به فلم يذكرا: ((الأكل)).

قلنا: وكذا رواه أيضًا اثنان - غير ابن أبي ليلى - عن حذيفة، فذكرا الحديث، دون ذكر ((الأكل))، وهما:

ص: 127

الأول: عبد الله بن عُكَيْم، كما عند مسلم (2067)، وغيره.

وفي رواية ابن عُكَيْم هذه بعض الإشكالات، سيأتي الكلام عليها قريبًا.

الثاني: أبو وائل، كما عند البزار في (المسند 2877)، والمحاملي في (أماليه رواية ابن البيع 317)، وغيرهما.

كلاهما عن حذيفة دون ذكر: ((الأكل)).

وخلاصة ما تقدم: أن لفظة ((الأكل)) قد تفرَّد بذكرها مجاهد عن ابن أبي ليلى، واختُلِف على مجاهد في ذِكْرِها.

قال الحافظ: ((كذا وقع في معظم الروايات عن حذيفة الاقتصار على الشرب، ووقع عند أحمد من طريق مجاهد عن ابن أبي ليلى بلفظ: ((نهى أن يشرب في آنية الذهب والفضة وأن يؤكل فيها))، ويأتي نحوه في حديث أم سلمة)) (فتح الباري 10/ 95).

ص: 128

رواية: دون ذِكْرِ الْأَكْلِ:

• وَفِي رِوَايَةٍ: ((لا تَشْرَبُوا فِي آنِيَةِ الذَّهَبِ وَالفِضَّةِ، وَلا تَلْبَسُوا الحَرِيرَ وَالدِّيبَاجَ، فَإِنَّهَا لَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَلَكُمْ فِي الآخِرَةِ)).

[الحكم]:

متفق عليه (خ، م).

[التخريج]:

[خ 5633 "واللفظ له" / م (2067/ 4، 5) / ن 5301 / كن 7043، 9739/ حمد 444، 445/ حم 23314، 23364 / جا 877 / فخز 11 / عه 8929، 8935 "ولم يذكر الذهب والفضة" / منذ 845 / لي (رواية ابن يحيى البيع 317، 318) / حب 5373 / حل (5/ 58) / تمهيد (16/ 107) / خط (11/ 169)، (13/ 368 - 369) / شيو 418/ كر (34/ 21) / نجار (17/ 149) / حلب (5/ 2151) / كما (15/ 319)].

[السند]:

قال البخاري: حدثنا محمد بن المثنى، حدثنا ابن أبي عدي، عن ابن عون، عن مجاهد، عن ابن أبي ليلى، قال: خرجنا مع حذيفة، .. فذكر الحديث.

وقال مسلم: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا جرير، عن منصور. ح وحدثنا محمد بن المثنى، حدثنا ابن أبي عدي، عن ابن عون، كلاهما عن مجاهد، بنحوه.

ابن عون، هو عبد الله بن عون.

ص: 129

رِوَايَةُ: نَهَانَا رَسُولُ اللهِ:

• وَفِي رِوَايَةٍ: كَانَ حُذَيْفَةُ بِالْمَدَايِنِ، فَاسْتَسْقَى، فَأَتَاهُ دِهْقَانٌ (إِنْسَانٌ) بِقَدَحِ فِضَّةٍ فَرَمَاهُ بِهِ، فَقَالَ: إِنِّي لَمْ أَرْمِهِ إِلَّا أَنِّي نَهَيْتُهُ فَلَمْ يَنْتَهِ، وَإِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَانَا عَنِ الحَرِيرِ وَالدِّيبَاجِ، وَالشُّرْبِ فِي آنِيَةِ الذَّهَبِ وَالفِضَّةِ، وَقَالَ:((هُنَّ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا، وَهِيَ لَكُمْ فِي الآخِرَةِ)).

[الحكم]:

متفق عليه (خ، م).

[اللغة]:

(الدِّهْقَانُ) - بِكَسْرِ الدَّالِ وَضَمِّهَا -، قال ابن الأثير:((رئيسُ القَرْية ومُقدَّم التُّنَّاء وَأَصْحَابِ الزِّراعة، وَهُوَ مُعَرَّبٌ، ونُونُه أصليةٌ، لِقَوْلِهِمْ تَدَهْقَنَ الرجلُ، وَلَهُ دَهْقَنَةٌ بموضِع كَذَا. وَقِيلَ: النونُ زائدةٌ وَهُوَ مِنَ الدَّهْق: الإمْتِلاءِ)) (النهاية 2/ 145).

[التخريج]:

[خ 5632 "واللفظ له" / م (2067/ 4) "والرواية له" / د 3675/ ت 1988 / جه 3436/ عب 20841/ طي 430/ ش 24615/ حم 23357، 23374، 23464/ مي 2159/ بز 2789، 2876 - 2878، 2902، 2950 - 2952/ طوسي 1480/ عه 8898 - 8902، 8930 - 8933/ مشكل 1418، 1419/ طح (4/ 245 - 246) / هق 101/ شعب 5962/ تمهيد (16/ 106) / خط (11/ 455) / حداد 2488].

[السند]:

قال البخاري: حدثنا حفص بن عمر، حدثنا شعبة، عن الحكم، عن ابن أبي ليلى، به.

ص: 130

وقال مسلم: حدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري، حدثنا أبي، حدثنا شعبة، بنحوه.

[تنبيه]:

روى مسلم الحديث من طريق عبيد الله بن معاذ، عن أبيه، عن شعبة، عن الحكم، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، قال: شهدت حذيفة

، الحديث.

ثم أسند عقبه طريق غندر وبهز ووكيع وابن أبي عدي كلهم عن شعبة، فقال: بمثل حديث معاذ وإسناده، ولم يذكر أحد منهم في الحديث:(شهدت حذيفة) غير معاذ وحده، إنما قالوا: إن حذيفة استسقى.

ص: 131

رِوَايَةٌ بِزِيَادَةِ: وَأَنْ نَأْكُلَ:

• وَفِي رِوَايَةٍ: ((نَهَى (نَهَانَا) رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ نَشْرَبَ فِي آنِيَةِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، وَأَنْ نَأْكُلَ فِيهَا، وَأَنْ نَلْبَسَ الْحَرِيرَ وَالدِّيبَاجَ))، وَقَالَ:((هِيَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَلَكُمْ (لَنَا) فِي الْآخِرَةِ)).

[الحكم]:

إسناده صحيح.

[التخريج]:

[حم 23437 "واللفظ له" / وهب 619 / بز 2809، 2949 "ولم يذكر الشرب" / حنف (نعيم ص 225) / حنف (خسرو 1025)].

[التحقيق]:

له ثلاث طرق:

الأول: رواه أحمد في (المسند 23437) قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الصمد، حدثنا منصور، عن مجاهد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن حذيفة، به.

وهذا إسناد رجاله ثقات، عبد العزيز هو العمي ثقة حافظ، ومنصور هو ابن المعتمر الإمام الثبت.

ولكن رواه جرير بن عبد الحميد عن منصور به، فلم يذكر لفظة:((الأكل)). أخرجه النسائي في (السنن الكبرى 7044).

ورواية جرير هذه رواها مسلم (2067)، ولم يسق متنها، ولكن قرنها برواية ابن عون عن مجاهد.

وكذلك رواه إبراهيم بن طهمان عن منصور به، وليس فيه لفظة:

ص: 132

((الأكل)). أخرجه أبو عوانة في (المستخرج 8901)، وأحال متنه على رواية ابن عون، وقال: نحوه.

ورواية ابن عون هذه خالية من لفظة: ((الأكل)).

الطريق الثاني:

رواه ابن وهب في (جامعه 619) قال: أخبرني جرير بن حازم، عن سليمان بن مهران، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن حذيفة بن اليمان، به.

وهذا إسناد رجاله ثقات، ولكن خولف ابن وهب في إسناده، فرواه جماعة عن جرير عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن حذيفة، به.

فأخرجه البخاري (5837) من طريق وهب بن جرير.

والطبراني في (الأوسط 7365)، والدارقطني في (السنن 4795) من طريق يحيى بن إسحاق.

وأبو عوانة في (المستخرج 8936) من طريق إسحاق بن عيسى الطباع.

والحكيم الترمذي في (نوادره 1011) من طريق الجارود بن معاذ.

أربعتهم (وهب، ويحيى، وإسحاق، والجارود) عن جرير عن ابن أبي نجيح به.

وهذا هو الصواب عن جرير، لرواية الجماعة عنه، وفيهم وهب ابنه. وقد قال ابن عدي:((ولابن وهب، عن جرير غير ما ذكرت غرائب)) (الكامل 3/ 54)، إِلَّا أن يكون الوهم فيه من جرير نفسه، وأنه لم يتقن الحديث

ص: 133

جيدًا، فقد رواه وهب ابنه عنه بإسناد آخر، فقال: أخبرنا أبي، عن الأعمش، عن مجاهد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن حذيفة رضي الله عنه به. وذكر الأكل. أخرجه البزار في (المسند 2949).

وجرير بن حازم، وإن كان ثقة، إِلَّا أنَّ له أخطاءً وأوهامًا، قال البخاري:((جرير بن حازم ربما يهم في الشئ)) (جامع الترمذي 2/ 21). وقال عَلِيّ بن المديني: قلت ليحيى: أيما أحب إليك، أبو الأشهب أو جرير بن حازم؟ قال:((ما أقربهما، ولكن جرير كان أكثرهما وهمًا)). وقال مهنأ عن أحمد: ((جرير كثير الغلط))، وقال أيضًا:((حدث بالوهم بمصر ولم يكن يحفظ)). وقال ابن حبان: ((كان يخطئ لأن أكثر ما كان يحدث عن حفظه)). وقال الساجي ((صدوق حدث بأحاديث وهم فيها، وهي مقلوبة))، انظر (تهذيب التهذيب 2/ 69 - 71).

ولخص الحافظ حاله فقال: ((ثقة لكن في حديثه عن قتادة ضعف وله أوهام إذا حدث من حفظه)) (التقريب 911).

قلنا: والمحفوظ عن الأعمش، ما رواه محمد بن طلحة بن مصرف عنه عن أبي وائل عن حذيفة، به. ليس فيه لفظة:((الأكل)). أخرجه البزار في (مسنده 2877)، وغيره.

الطريق الثالث:

رواه البزار في (المسند 2809) قال: حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري، قال: أخبرنا سفيان بن عيينة، عن أبي فروة، عن عبد الله بن عكيم، عن حذيفة، به.

هذا إسناد رجاله ثقات، ولكن إبراهيم بن سعيد الجوهري، وإن كان ثقة

ص: 134

حافظًا، فقد خالفه جماعة من أصحاب ابن عيينة، فلم يذكروا:((الأكل))، وهم:

1، 2، 3 - ابن أبي عمر العدني، وعبد الجبار بن العلاء، وسعيد بن عمرو بن سهل، كما عند مسلم (2067).

4 -

الحميدي كما في (مسنده 444)، وغيره.

5 -

علي بن المديني عند أبي عوانة في (المستخرج 8934).

6 -

محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ كما عند النسائي في (السنن 5345، والكبرى 9739)، وغيره.

7 -

إبراهيم بن بشار كما عند ابن حبان في (الصحيح 5373).

8 -

محمود بن آدم كما عند البيهقي في (السنن الكبير 101).

فرووه ثمانيتهم عن ابن عيينة بسنده فلم يذكروا: ((الأكل)).

قلنا: وقد خولف ابن عيينة في سنده، فرواه أبو حنيفة عن أبي فروة، فقال: عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن حذيفة، به.

أخرجه أبو يوسف في (الآثار 1016)، ومحمد بن الحسن الشيباني في (الآثار له 842)، وغيرهما عن أبي حنيفة، به.

وأبو حنيفة هو الإمام المشهور ولكنه ضعيف في الحديث، ومع هذا قال البزار:((ولا نعلم روى عبد الله بن عكيم، عن حذيفة إِلَّا هذا الحديث، وقد روى هذا الحديث غير ابن عيينة، عن أبي فروة، عن عبد الرحمن بن ليلى، عن حذيفة، وهو الصواب، وخالف ابن عيينة فقال: عن عبد الله بن عكيم)) (المسند 7/ 234).

ص: 135

قلنا: كذا قال البزار ولم نقف على من رواه عن أبي فروة عن ابن أبي ليلى هكذا غير أبي حنيفة.

والحديث رواه الإمام مسلم في صحيحه من طريق ابن عيينة كما تقدم.

وقد توبع ابن عيينة علي إسناده؛ تابعه: عبد الواحد بن زياد، فرواه عن أبي فروة عن عبد الله بن عكيم عن حذيفة بنحوه، رواه أبو عوانة في (المستخرج 8935).

رِوَايَةُ: وَأَنْ نَجْلِسَ عَلَيْهِ:

◼ وَفِي رِوَايَةٍ زاد: ((نَهَانَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ نَشْرَبَ فِي آنِيَةِ الذَّهَبِ وَالفِضَّةِ، وَأَنْ نَأْكُلَ فِيهَا، وَعَنْ لُبْسِ الحَرِيرِ وَالدِّيبَاجِ، وَأَنْ نَجْلِسَ عَلَيْهِ)).

[الحكم]:

صحيح (خ).

[التخريج]:

[خ 5837 "واللفظ له" / عه 8936 "ولم يسق متنه" / حكيم 1011 "ولم يذكر الذهب والفضة" / قط 4796 / محلى (4/ 37) / هقد 575/ هق 103، 4262، 6133 - 6134 / شعب 5963 / هقع 6775 / بغ 3102].

[السند]:

قال البخاري: حدثنا علي، حدثنا وهب بن جرير، حدثنا أبي، قال: سمعت ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن أبي ليلى، عن حذيفة، به.

ص: 136

[تنبيه]:

روى البخاري هذا الحديث من طريق وهب بن جرير، عن أبيه، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.

ولم يأت أحد بلفظة: ((وَأَنْ نَجْلِسَ عَلَيْهِ)) غير جرير بن حازم.

وقد خالف جريرًا، سفيانُ بن عيينة، فرواه عن ابن أبي نجيح بسنده فلم يذكر هذه اللفظة. أخرجه مسلم (2067)، وغيره.

ورواه جماعة غير ابن أبي نجيح عن مجاهد فلم يذكروها، وهم:

1 -

ابن عون كما عند البخاري (5633)، ومسلم (2067)، وغيرهما.

2 -

منصور بن المعتمر كما عند مسلم (2067)، والنسائي في (الكبرى 7044)، وأحمد (23437).

3 -

سيف بن أبي سليمان كما عند البخاري (5426)، ومسلم (2067).

4 -

أبو بشر جعفر بن أبي وحشية، كما عند ابن ماجه (3436)، وغيره.

5 -

حماد بن أبي سليمان كما عند الدارقطني في (السنن 4795)، وغيره.

6 -

مسلم الأعور كما عند المحاملي في (أماليه رواية ابن البيع 318).

ستتهم عن مجاهد به دون هذه اللفظة.

وتابع مجاهدًا على عدم ذكرها:

الحكم بن عتيبة، كما عند البخاري (5831، 5632)، ومسلم (2067).

يزيد بن أبي زياد كما عند مسلم (2067)، وابن أبي شيبة في (المصنف

ص: 137

25138، 24615).

وكذا توبع ابن أبي ليلى، تابعه ثلاثةٌ فلم يذكروها، وهم:

عبد الله بن عكيم، كما في مسلم (2067)، وغيره.

وأبو وائل، كما عند البزار في (المسند 2877).

وقتادة كما عند عبد الرزاق في (المصنف 20841)، ولكن رواية قتادة عن حذيفة منقطعة.

فكل هؤلاء عن حذيفة بدون ذكر: ((وَأَنْ نَجْلِسَ عَلَيْهِ)).

وانفرد بذكرها جرير بن حازم عن ابن أبي نجيح عن مجاهد به.

وقد تقدم أن جريرًا قد رواه على وجهين آخرين كما في الرواية السابقة، وذكرنا كلام العلماء في كونه يهم في الشئ، والله أعلم.

وأشار إلى شذوذها الحافظ ابن حجر فقال: ((

وقد أخرج البخاري ومسلم حديث حذيفة من عدة أوجه ليس فيها هذه الزيادة وهي قوله: ((وَأَنْ نَجْلِسَ عَلَيْهِ)))) (فتح الباري 10/ 292).

ص: 138

وَفِي رِوَايَةٍ: زَادَ ((يَوْمَ الْقِيَامَةِ)):

• عن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُكَيْمٍ، قَالَ: كُنَّا مَعَ حُذَيْفَةَ بِالْمَدَائِنِ، فَاسْتَسْقَى حُذَيْفَةُ، فَجَاءَهُ دِهْقَانٌ بِشَرَابٍ فِي إِنَاءٍ مِنْ فِضَّةٍ فَرَمَاهُ بِهِ، وَقَالَ: إِنِّي أُخْبِرُكُمْ أَنِّي قَدْ أَمَرْتُهُ أَنْ لَا يَسْقِيَنِي فِيهِ، فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:((لَا تَشْرَبُوا فِي إِنَاءِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، وَلَا تَلْبَسُوا الدِّيبَاجَ وَالْحَرِيرَ، فَإِنَّهُ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَهُوَ لَكُمْ فِي الْآخِرَةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)).

[الحكم]:

صحيح (م)، وأشار مسلم لإعلال لفظة:((يَوْمَ الْقِيَامَةِ)).

[التخريج]:

[م (2067/ 4) "واللفظ له" / عه 8934].

[السند]:

قال مسلم: حدثنا سعيد بن عمرو بن سهل بن إسحاق بن محمد بن الأشعث بن قيس، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، سمعته يذكره، عن أبي فروة، أنه سمع عبد الله بن عكيم، به.

وقال أبو عوانة: حدثنا أبو داود الحراني، قال: حدثنا علي بن المديني، قال: حدثنا سفيان، به.

[تنبيه]:

روى مسلم هذا الحديث عن سهل بن عمرو عن سفيان بن عيينة بسنده فذكر في آخره: ((يَوْمَ الْقِيَامَةِ))، ثم قال:((وحدثناه ابن أبي عمر، حدثنا سفيان، عن أبي فروة الجهني، قال: سمعت عبد الله بن عكيم، يقول: كنا عند حذيفة بالمدائن، فذكر نحوه، ولم يذكر في الحديث يوم القيامة)).

ص: 139

قال: ((وحدثني عبد الجبار بن العلاء، حدثنا سفيان، حدثنا ابن أبي نجيح، أولا عن مجاهد، عن ابن أبي ليلى، عن حذيفة، ثم حدثنا يزيد، سمعه من ابن أبي ليلى، عن حذيفة، ثم حدثنا أبو فروة، ، قال: سمعت ابن عكيم - فظننت أن ابن أبي ليلى، إنما سمعه من ابن عكيم - قال: كنا مع حذيفة بالمدائن فذكر نحوه، ولم يقل: يوم القيامة)).

قلنا: وقد رواه عن ابن عيينة غير من تقدم، فلم يذكروا ((يَوْمَ الْقِيَامَةِ))، جماعة، منهم:

الحميدي كما في (مسنده 444)، وغيره.

ومحمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ كما عند النسائي في (السنن 5345، والكبرى 9739)، وغيره.

وإبراهيم بن بشار كما عند ابن حبان في (الصحيح 5339).

ومحمود بن آدم كما عند البيهقي في (السنن الكبير 101).

وقد رُوِيَ الحديث من عدة طرق عن حذيفة، وفيه:((هُوَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَلَكُمْ فِي الْآخِرَةِ))، ولم يقل أحد:((يَوْمَ الْقِيَامَةِ)) إِلَّا من تقدم.

ص: 140

رِوَايَةُ: هِيَ لِلْمُشْرِكِينَ:

• وَفِي رِوَايَةٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى: ((نَزَلْنَا مَعَ حُذَيْفَةَ بِالْمَدَائِنِ عَلَى دِهْقَانٍ فَأَتَاهُمْ بِطَعَامِهِ، فَأَكَلُوا، ثُمَّ دَعَا حُذَيْفَةُ بِشَرَابٍ فَأُتِيَ بِهِ فِي إِنَاءِ فِضَّةٍ، فَرَمَى بِهِ وَجْهَهُ، ثُمَّ قَالَ: إِنِّي نَزَلْتُ عَلَيْهِ الْعَامَ الْمَاضِي، فَأَتَانَا بِطَعَامِهِ، ثُمَّ دَعَوْتُ بِشَرَابِهِ فَأَتَانَا بِهِ فِي إِنَاءِ فِضَّةٍ، فَأَخْبَرْتُهُ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَانَا أَنْ نَشْرَبَ فِي آنِيَةِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، وَأَنْ نَأْكُلَ فِيهَا، وَأَنْ نَلْبَسَ الْحَرِيرَ وَالدِّيبَاجَ، وَقَالَ: ((هِيَ لِلْمُشْرِكِينَ فِي الدُّنْيَا، وَلَكُمْ فِي الْآخِرَةِ)).

[الحكم]:

صحيح المتن دون قوله: ((هِيَ لِلْمُشْرِكِينَ)) فمنكر.

[التخريج]:

]

آثار 1016 "واللفظ له"، 1017/ شيباني 842/ وهب 621 "مختصرًا" / سعد (4/ 254) / حنف (حارثي 910 - 911، 1409 - 1415) / قط 4794 / حنف (خسرو 1025) / حنيفة (لؤلؤي- خوارزم 2/ 315) / حنف (مظفر - خوارزم 2/ 315) [.

[التحقيق]:

روي الحديث بلفظ: ((هِيَ لِلْمُشْرِكِينَ)) من طريقين:

الطريق الأول: عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن حذيفة:

رواه أبو يوسف في (الآثار 1016)، ومحمد بن الحسن في (الآثار 842)، - ومن طريقه الدارقطني في (السنن 4794) -، والحارثي في (مسند أبي حنيفة 1409 - 1415)، وغيرهم عن أبي حنيفة عن أبي فروة،

ص: 141

عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن حذيفة، به.

وهذا إسناد ضعيف؛ فيه ثلاث علل:

الأولى: أبو حنيفة وإن كان إمامًا فقيهًا مشهورًا، إلا أنه كان ضعيفًا في الحديث.

الثانية: المخالفة؛ فقد خولف أبو حنيفة فيه، خالفه سفيان بن عيينة، فرواه عن أبي فروة، عن عبد الله بن عكيم عن حذيفة، به. وليس فيه:((للمشركين)).

وتابع ابن عيينة، عبد الواحد بن زياد، كما عند أبي عوانة في (المستخرج 8935).

الثالثة: اضطراب أبي حنيفة فيه أيضًا، فرواه كما في الطريق المتقدم، فقال: عن أبي فروة عن ابن أبي ليلى، به.

ورواه مرة أخرى، فقال: عن حماد، عن مجاهد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن حذيفة بمثل ذلك. أخرجه أبو يوسف في (الآثار 1017).

ورواه مرة ثالثة، فقال: عن حماد، عن مجاهد، عن حذيفة، به. فأسقط ابن أبي ليلى من إسناده. أخرجه الحارثي في (مسند أبي حنيفة 910، 911).

ومدار الأوجه الثلاثة على أبي حنيفة، وقد اضطرب في إسناده كما هو واضح، وزاد في جميعها قوله: هي للمشركين)).

الطريق الثاني: مجاهد، عن حذيفة:

رواه ابن سعد في (الطبقات الكبرى 4/ 254) قال: أخبرنا طلق بن غنام

ص: 142

النخعي، قال: حدثنا عبد الرحمن بن (جُرَيْس)

(1)

، عن حماد، قال: أخبرنا مجاهد، أن حذيفة بن اليمان توجه إلى المدائن،

فذكره. وفيه الزيادة المذكورة.

وهذا إسناد ضعيف؛ فيه عبد الرحمن بن جُرَيْس، روى عنه اثنان، وترجم له البخاري في (التاريخ الكبير 5/ 268)، وابن أبي حاتم في (الجرح والتعديل 5/ 221)، ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا. وذكره ابن حبان في (الثقات 7/ 82) على قاعدته في توثيق المجاهيل. فهو مجهول الحال.

وقد وقفنا له على متابعة قاصرة؛ رواها ابن وهب في (جامعه 621) فقال: أخبرني ابن سمعان، عن غالب بن عبيد الله، عن مجاهد، عن حذيفة بن اليمان، بنحوه.

ولكن هذه متابعة واهية لا تساوي فلسًا؛ فابن سمعان هو عبد الله بن زياد بن سمعان: ((متروك، اتهمه بالكذب أبو داود وغيره)) (التقريب 3326).

ثم إن المحفوظ عن مجاهد، ما رواه البخاري ومسلم من طريق سيف بن أبي سليمان، وابن عون، ومنصور بن المعتمر وغيرهما، عنه، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن حذيفة به وليس في أحاديثهم لفظة:((هي للمشركين))، وقد تقدمت روايتهم قريبًا.

(1)

في مطبوع (الطبقات): ((جريش))، بالشين المعجمة، والصواب المثبت، بالسيم المهملة، كما في كتب التراجم:((جريس))، وكذا وقع على الصواب في غير ما موضع من (الطبقات). وضبطه ابن قطلوبغا في (الثقات ممن لم يقع في الكتب الستة 6/ 236) فقال:((جُرَيْس بضم الجيم، وفتح الراء، بعدها ياء، وآخره سين مهملة)).

ص: 143

رِوَايَةُ: نَهَى عَنْ ثَلَاثٍ:

• وَفِي رِوَايَةٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْ ثَلَاثٍ: عَنِ الشُّرْبِ فِي آنِيَةِ الْفِضَّةِ وَلُبْسِ الْحَرِيرِ وَالدِّيبَاجِ، وَقَالَ:((هِيَ لَكُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلَهُمْ فِي الدُّنْيَا)).

[الحكم]:

صحيح المتن دون قوله ((ثَلَاث)).

[التخريج]:

[قا (1/ 191)].

[السند]:

أخرجه ابن قانع في (معجم الصحابة) قال: حدثنا علي بن محمد بن أبي الشوارب، نا سهل بن بكار، نا أبو عوانة، عن أبي بشر، عن مجاهد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن حذيفة، به.

[التحقيق]:

هذا إسناد رجال ثقات، إِلَّا أنَّ أبا بشر، وهو جعفر بن إياس، متكلم في روايته عن مجاهد؛ قال أحمد:((كان شعبة يضعف حديث أبي بشر عن مجاهد، قال: لم يسمع منه شيئًا)) (تهذيب التهذيب 2/ 83). ولذا قال الحافظ: ((ثقة من أثبت الناس في سعيد بن جبير، وضعفه شعبة في حبيب بن سالم وفي مجاهد)) (التقريب 930).

ولعل الخطأ ممن دون أبي بشر، فسهل بن بكار، قال عنه الحافظ:((ثقة ربما وهم)) (التقريب 2651).

وقد خالفه اثنان، وهما:

ص: 144

عمرو بن عون، وهو ثقة ثبت حافظ، كما عند أبي عوانة في (المستخرج 8902).

ومحمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، وهو صدوق، كما عند ابن ماجه في (السنن 3436).

كلاهما: عن أبي عوانة، عن أبي بشر به على الصواب، دون قوله:((ثلاث)).

وقد رواه جماعة من الثقات عن مجاهد، فلم يذكروا:((ثَلَاث))، منهم:

1) ابن عون كما في (البخاري 5633).

2) وابن أبي نجيح في (البخاري 5837).

3) وسيف بن أبي سليمان المكي في البخاري (5426)، (مسلم 2067/ 5).

4) ومنصور بن المعتمر في مسلم (2067).

وغيرهم.

ص: 145

رِوَايَةٌ بِلَفْظٍ عَامٍّ:

• وَفِي رِوَايَةٍ: ((الذَّهَبُ وَالفِضَّةُ، وَالحَرِيرُ وَالدِّيبَاجُ، هِيَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا، وَلَكُمْ فِي الآخِرَةِ)).

[الحكم]:

صحيح (خ).

[التخريج]:

[خ 5831 "واللفظ له" / شعب 5686].

[السند]:

قال البخاري: حدثنا سليمان بن حرب، حدثنا شعبة، عن الحكم، عن ابن أبي ليلى، قال: كان حذيفة بالمداين، فاستسقى، فأتاه دهقان بماء في إناء من فضة، فرماه به وقال: إني لم أرمه إِلَّا أني نهيته فلم ينته، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

الحديث.

[تنبيه]:

روى البخاري هذا الحديث عن شيخه سليمان بن حرب عن شعبة بسنده، فاختصر لفظه، فلم يذكر:((النهي ولا الأكل والشرب، وكذا لم يذكر الآنية)).

وقد رواه عن شعبة، اثنا عشر راويًا، بلفظ:((نَهَانَا عَنِ الحَرِيرِ وَالدِّيبَاجِ، وَالشُّرْبِ فِي آنِيَةِ الذَّهَبِ وَالفِضَّةِ))، فقيدوا الحكم بالشرب، وهم:

1 -

حفص بن عمر كما في البخاري (5632)، وغيره.

2، 3، 4، 5، 6 - غندر، ووكيع، وبهز، ومعاذ العنبري، وابن أبي عدي، عند مسلم (2067)، وغيره.

ص: 146

7 -

أبو داود الطيالسي في (مسنده 430).

8، 9 - وهب بن جرير، وأبو عامر العقدي كما عند الطحاوي في (مشكل الأثار 1418)، وغيره.

9، 10 - حجاج، وأبو النضر كما عند أبي عوانة في (المستخرج 8930).

11 -

أبو عتاب كما عند أبي عاونة في (المستخرج 8933).

12 -

عفان بن مسلم كما عند أحمد في (المسند 23357).

وَفِي رِوَايَةٍ: بذكر النَّهَي، دون التقييد بالأكل والشرب:

• وَفِي رِوَايَةٍ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ لُبْسِ الْحَرِيرِ، وَالدِّيبَاجِ، وَآنِيَةِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، وَقَالَ:((هُوَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا، وَلَنَا فِي الْآخِرَةِ)).

[الحكم]:

إسناده صحيح.

[التخريج]:

[كن 7044 / جه 3615 / حم 23269 "واللفظ له"، 23401 / ش 25138 "مقتصرًا على الحرير"، 25140 / محلى (2/ 218، 223) / حداد 2375 / شبيل (1/ 449)].

[السند]:

قال أحمد في الموضعين: حدثنا وكيع، حدثنا شعبة، عن الحكم، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن حذيفة، به.

ص: 147

ورواه ابن أبي شيبة - وعنه ابن ماجه -: عن وكيع، به.

وهو عند مسلم (2067/ 4) عن ابن أبي شيبة، عن وكيع، به. لكن لم يسق متنه، وأحال على ما قبله.

ورواه النسائي فقال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا جرير، عن منصور، قال أبو عبد الرحمن: أحسبه عن مجاهد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، قال: قال حذيفة:

فذكره.

ورواية منصور هذه، رواها مسلم (2067/ 5)، ولكنه قرنها برواية ابن عون، ولم

يسق متنها، وأحال المتن على ما سبقها.

[التحقيق]:

هذا إسناد رجاله ثقات.

ولكن هذا اللفظ مختصر، فالصحيح عن شعبة التقييد بالشرب، كما ذكرنا ذلك في الرواية السابقة، وكذا رواية منصور الصواب فيها الأكل والشراب كما في رواية أحمد في (المسند 23437).

ص: 148

رِوَايَةُ: فَأَتَاهُ الْخَادِمُ بِقَدَحٍ مُفَضَّضٍ:

• وَفِي رِوَايَةٍ عَنْ أَبِي وَائِلٍ، أَنَّ حُذَيْفَةَ اسْتَسْقَى، فَأَتَاهُ الْخَادِمُ بِقَدَحٍ مُفَضَّضٍ فَرَدَّهُ، وَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: ((هُوَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَلَنَا فِي الْآخِرَةِ)).

[الحكم]:

صحيح المتن دون قوله: ((مُفَضَّضٍ)) فشاذ.

[التخريج]:

[حب 5377 "واللفظ له" / مخلص 1365].

[السند]:

قال ابن حبان: أخبرنا أبو عروبة، قال: حدثنا الجراح بن مخلد، قال: حدثنا أبو قتيبة، قال: حدثنا شعبة، عن الأعمش، عن أبي وائل، به.

وقال أبو طاهر المخلص: حدثنا يحيى، قال: حدثنا الجراح بن مخلد، قال: حدثنا ابن قتيبة، قال: حدثنا شعبة، قال: حدثنا الأعمش، عن أبي وائل، عن حذيفة، به.

[التحقيق]:

هذا إسناد رجاله ثقات، غير سلم بن قتيبة، فهو:((صدوق)) كما في (التقريب 2471).

وقد أنكر عليه الفلاس حديثًا عن شعبة، ولذا قال يحيى:((ليس أبو قتيبة من الجمال الذي تحمل المحامل))، وانظر (الضعفاء الكبير للعقيلي 2/ 200).

قلنا: وقد خولف أبو قتيبة في سنده ومتنه:

ص: 149

أما السند: فرواه الثقات عن شعبة، منهم حفص بن عمر كما عند (البخاري 5632)،

وسليمان بن حرب في (البخاري 5831)،

وغندر، ووكيع، وبهز، ومعاذ العنبري، وابن أبي عدي عند مسلم (2067)، وغيره.

جميعهم عن شعبة عن الحكم عن ابن أبي ليلى، عن حذيفة، به.

وأما المتن: فلم يقل أحد ممن روى الحديث عن شعبة: ((مُفَضَّضٍ))، وإنما قالوا:((إناء من فضة))، وهو المحفوظ.

ص: 150

روايةُ: ابْنِ عُمَرَ عَنْ حُذَيْفَةَ:

• وفي روايةٍ: عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنه قَالَ: اسْتَسْقَى حُذَيْفَةُ مِنْ دِهْقَانٍ، فَسَقَاهُ فِي إِنَاءٍ مِنْ فِضَّةٍ، فَحَذَفَهُ بِهِ، ثُمَّ قَالَ: لَوْ أَنِّي لَمْ أَتَقَدَّمْ إِلَيْهِ مَرَّةً، أَوْ مَرَّتَيْنِ، ((إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَهَانَا أَنْ نَشْرَبَ فِي الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، وَأَنْ نَلْبَسَ الْحَرِيرَ وَالدِّيبَاجَ، فَإِنَّهُ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا، وَهُوَ لَنَا فِي الْآخِرَةِ)).

[الحكم]:

صحيح المتن، وهذا إسناد ضعيف جدًّا.

[التخريج]:

[طس 4275، 5489].

[السند]:

قال الطبراني: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: نا زكريا بن يحيى الكسائي الكوفي، قال: نا محمد بن الفضيل بن غزوان، عن أبيه، عن نافع، عن ابن عمر، به.

قال الطبراني: ((لم يرو هذا الحديث عن نافع إِلَّا فضيل بن غزوان، ولا عن فضيل إِلَّا ابنه، وتفرد به: زكريا بن يحيى الكسائي)).

[التحقيق]:

هذا إسناد ضعيف جدًّا؛ فيه: زكريا بن يحيى الكسائي الكوفي، قال عبد الله بن أحمد: سألت يحيى؛ قلت: شيخ بالكوفة، يقال له: زكريا الكسائي؟ فقال: ((رجل سوء، يُحَدِّث بأحاديث سوءٍ))، قلت ليحيى: إنه قد قال لي: إنك قد كتبت عنه؟ فحول يحيى وجهه إلى القبلة، وحلف بالله مجتهدًا أنه لا يعرفه، ولا أتاه، ولا كتب عنه إِلَّا أن يكون رآه في طريق وهو لا يعرفه. ثم قال يحيى:((يستأهل أن يحفر له بئر فيُلقى فيه)) (العلل

ص: 151

3904).

وقال النسائي والدارقطني: ((متروك)) (ميزان الاعتدال 2/ 76).

قلنا: ولكن أصل القصة ثابت من رواية عبد الرحمن بن أبي ليلى عن حذيفة كما في الصحيحين.

ص: 152

469 -

حَدِيثُ ابْنِ أَبِي لَيْلَى مُرْسَلًا:

◼ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى: ((أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنِ الشُّرْبِ فِي آنِيَةِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ)).

[الحكم]:

صحيح المتن، وهذا إسناد ضعيف.

[التخريج]:

[بز 2953].

[السند]:

قال البزار: حدثنا محمد بن عمر بن هياج، قال: أخبرنا محمد بن عبيد، قال: أخبرنا داود بن يزيد، عن الحكم، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، به، مرسلًا.

[التحقيق]:

هذا إسناد ضعيف جدًّا؛ فيه علتان:

الأولى: الإرسال: فعبد الرحمن بن أبي ليلى تابعي.

الثانية: داود بن يزيد بن عبد الرحمن الأودي؛ ((ضعيف)) كما في (التقريب 1818)،

وقد خالف من رواه عن الحكم عن ابن أبي ليلى؛ فقد رواه شعبة وغيره عن الحكم عن ابن أبي ليلى قال: إنهم كانوا عند حذيفة به متصلًا كما تقدم في الحديث السابق.

ص: 153

470 -

حَدِيثُ قَتَادَةَ مُرْسَلًا:

◼ عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ حُذَيْفَةَ اسْتَسْقَى، فَجَاءَهُ دِهْقَانٌ بِإِنَاءٍ مِنْ فِضَّةٍ، فَحَذَفَهُ، ثُمَّ قَالَ: إِنِّي قَدْ كُنْتُ نَهَيْتُهُ قَبْلَ هَذِهِ الْمَرَّةِ، ثُمَّ أَتَانِي بِهِ؛ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَهَانَا عَنْ لِبَاسِ الْحَرِيرِ، وَالدِّيبَاجِ، وَعَنِ الشُّرْبِ فِي آنِيَةِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، وَقَالَ:((دَعُوهُنَّ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا، وَهُنَّ لَكُمْ فِي الْآخِرَةِ)).

[الحكم]:

صحيح المتن، وهذا إسناد ضعيف.

[التخريج]:

[عب 20841].

[السند]:

قال عبد الرزاق: عن معمر، عن قتادة، به.

[التحقيق]:

هذا إسناد ضعيف؛ فيه علتان:

الأولى: الانقطاع؛ فإن قتادة لم يدرك حذيفة بن اليمان، فقد ولد قتادة (سنة 60)، وتوفي حذيفة (سنة 36)، يعني أن قتادة ولد بعد موت حذيفة بزمنٍ.

الثانية: رواية معمر عن قتادة متكلم فيها، قال الدارقطني:((معمر سيئ الحفظ لحديث قتادة والأعمش)) (العلل 6/ 221). وقال ابن أبي خيثمة: سمعت يحيى بن معين يقول: ((قال مَعْمَر: جلست إلى قتادة وأنا صغير فلم أحفظ أسانيده)) (تاريخ ابن أبي خيثمة - السفر الثالث 1203).

ص: 154

471 -

حَدِيثُ البَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ:

◼ عَنِ البَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رضي الله عنه، قَالَ:((أَمَرَنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِسَبْعٍ، وَنَهَانَا عَنْ سَبْعٍ: أَمَرَنَا بِاتِّبَاعِ الجَنَائِزِ، وَعِيَادَةِ المَرِيضِ، وَإِجَابَةِ الدَّاعِي، وَنَصْرِ المَظْلُومِ، وَإِبْرَارِ القَسَمِ (المُقْسِمِ)، وَرَدِّ السَّلامِ، وَتَشْمِيتِ العَاطِسِ.

وَنَهَانَا عَنْ: آنِيَةِ الفِضَّةِ، وَخَاتَمِ الذَّهَبِ، وَالحَرِيرِ، وَالدِّيبَاجِ، وَالقَسِّيِّ، وَالإِسْتَبْرَقِ)).

[الحكم]:

صحيح (خ).

[اللغة]:

(القَسِّيِّ)، قال ابن الأثير:((هي ثيابٌ من كتَّان مَخْلوط بحرير يُؤتَى بِها من مِصْرَ، نُسِبَت إلى قرية على شاطئ البحرِ قريبًا من تِنِّيس، يُقَال لها القَسُّ بِفتح القاف، وبعض أهلِ الحدِيثِ يكْسِرها)) (النهاية في غريب الحديث والأثر 4/ 59).

(الإسْتَبْرق): ((غليظُ الدِّيباج، لم يَختلفوا فِيهِ)) (تهذيب اللغة 13/ 106).

[التخريج]:

[خ 1239 "واللفظ له"، 2445 "مقتصرًا على الأوامر، والرواية له"، 6654 "مقتصرًا على إبرار المقسم" / ن 3811 "مقتصرًا على الأوامر" / كن 4911 "مقتصرًا على الأوامر" / جه 2110 "مقتصرًا على إبرار المقسم" / زحم 110 "مقتصرًا على عيادة المريض واتباع الجنائز" / عه 8928 / مشكل 677، 678 "مقتصرًا على إبرار القسم" / طح (1/ 482)"مقتصرًا على اتباع الجنازة"، (4/ 261)"مقتصرًا على خاتم الذهب"، (4/ 271)"مقتصرًا على إبرار القسم" / مسخ 662 "مقتصرًا على نصر

ص: 155

المظلوم" / مكخ 482 "مقتصرًا على إبرار المقسم" / غيل 938 "مقتصرًا على إجابة الداعي" / مكطب 77/ معص (ص: 210) "مقتصرًا على خاتم الذهب" / محلى (5/ 164) "مقتصرًا على اتباع الجنائز"، (11/ 109) "مقتصرًا على الأوامر" / شعب 8381/ استذ (26/ 175) "مقتصرًا على التختم" / تمهيد (16/ 107)، (17/ 96) / فقط (أطراف 1461) "مقتصرًا على التختم بالذهب"].

[السند]:

قال (البخاري 1239): حدثنا أبو الوليد، حدثنا شعبة، عن الأشعث، قال: سمعت معاوية بن سويد بن مقرن، عن البراء رضي الله عنه، قال .. ، به.

وقال في (2445): حدثنا سعيد بن الربيع، حدثنا شعبة، بسنده مقتصرا على الأوامر، وقال:((إبرار المقسم)) بدل ((القسم)).

[تنبيه]:

كذا روى شعبة بن الحجاج هذا الحديث، وقال فيه:((وَرَدِّ السَّلامِ))، وخالفه جماعة فذكروا:((إفشاء السلام))، بدل ((وَرَدِّ السَّلامِ))، وهم:

1 -

أبو إسحاق الشيباني عند البخاري (6235)، ومسلم (2066)، وغيرهما.

2 -

سفيان الثوري عند مسلم (2066)، وغيره.

3 -

أبو الأحوص عند البخاري (5175)، والنسائي (1955)، وغيرهما.

4 -

أبو عوانة عند البخاري (5635)، ومسلم (2066/ 3)، وغيرهما.

ص: 156

5 -

زهير بن معاوية كما عند مسلم (2066/ 3)، وغيره.

6 -

ليث بن أبي سليم كما عند مسلم (2066/ 3).

7 -

مسعر كما عند أبي الشيخ الأصبهاني في (جزئه 41).

سبعتهم: عن أشعث بن أبي الشعثاء، عن معاوية بن سويد بن مقرن، عن البراء بن عازب رضي الله عنهما، به. فقالوا:((إفشاء السلام)).

ورواه سليمان التيمي كما عند أبي نعيم الحداد في (جامع الصحيحين 2383)، وعبد الله بن سمعان، كما عند ابن وهب في (جامعه 620)، عن أشعث به. ولكنهما اقتصرا على النواهي فقط.

وقد أشار مسلم إلى هذا الخلاف فقال بعد أن ساق طرق زهير وأبي عوانة والشيباني: ((وحدثناه

شعبة، عن أشعث بن سليم، بإسنادهم ومعنى حديثهم، إِلَّا قوله: وإفشاء السلام، فإنه قال: بدلها ورد السلام، وقال: نهانا عن خاتم الذهب أو حلقة الذهب)).

وقال البيهقي بعد ذكر طريق الشيباني: ((وكذلك قاله سفيان الثوري، وزهير بن معاوية، وأبو عوانة، وليث بن أبي سليم، عن أشعث: وإفشاء السلام.

ورواه شعبة، عن أشعث، فقال: ورد السلام، والجماعة أولى بالحفظ من واحد)) (شعب الإيمان 11/ 187).

وقال في (الآداب ص 75): ((كذا قال شعبة: ((ورد السلام)). ورواه الثوري وأبو إسحاق الشيباني، وزهير بن معاوية، وأبو عوانة، عن أشعث، وقالوا في الحديث:((وإفشاء السلام)).

ص: 157

قلنا: قد وردت متابعات لشعبة على هذه اللفظة؛

المتابعة الأولى:

رواها أبو عوانة في (المستخرج 1540، 8921) قال: حدثنا عمار بن رجاء، قال: حدثنا أبو داود الحفري، عن سفيان الثوري، عن أشعث بن أبي الشعثاء، به.

وهذا إسناد رجاله ثقات، ولكن خالف أبا داود عمرَ بنَ سعد الحفريَّ جماعةٌ، فرووه عن سفيان، فقالوا:((إفشاء السلام))، وهم:

1 -

عبد الله بن المبارك، كما عند البخاري (5838)، ولكن اقتصر فيه على المياثر والقسي.

2، 3 - يحيى بن آدم وعمرو بن محمد كما عند مسلم (2066)، وغيره.

4 -

قبيصة بن عقبة، كما عند البخاري (5849)، وغيره.

5 -

القاسم بن يزيد، كما عند الخرائطي في (مكارم الأخلاق 482)، ولكن اقتصر على نصر المظلوم.

خمستهم عن سفيان بلفظ ((إفشاء السلام))، خلافًا لرواية أبي داود الحفري.

قال الإمام أحمد - بعد أن أسند طريق يحيى بن آدم عن سفيان -: حدثنا أبو داود عمر بن سعد، عن سفيان مثله، ولم يذكر فيه: إفشاء السلام، وقال:((نهانا عن آنية الذهب، والفضة)) (المسند 18645).

قلنا: ولفظة: ((الذهب)) لا تثبت من حديث البراء لشذوذها كما سيأتي، وهذا يدل على أن أبا داود الحفري لم يتقن الحديث عن سفيان، والله أعلم.

ص: 158

المتابعة الثانية:

رواها الإمام أحمد في (المسند 18532) قال: حدثنا أبو معاوية، حدثنا الشيباني، عن أشعث بن أبي الشعثاء، به.

وهذا إسناد رجاله ثقات غير أبي معاوية وهو محمد بن خازم الضرير، متكلم في روايته عن غير الأعمش، قال الإمام أحمد:((أبو معاوية الضرير في غير حديث الأعمش مضطرب، لا يحفظها حفظًا جيدًا)) (الجرح والتعديل 7/ 247).

وقال ابن نمير: ((كان أبو معاوية يضطرب فيما كان عن غير الأعمش))، وقال عثمان ابن أبي شيبة:((أبو معاوية حجة في حديث الأعمش، وفي غيره لا))، وذكر يعقوب بن شيبة عن ابن المديني، قال:((أبو معاوية حسن الحديث عن الأعمش حافظ له، وكان غير حديث الأعمش، تقرأ عليه الكتب - يعني أنه كان لا يحفظ -)) (شرح علل الترمذي 2/ 812).

قلنا: وروايته هنا عن غير الأعمش، وقد خالفه غيره فروى الحديث عن الشيباني، فقال:((إفشاء السلام)

كذا رواه البخاري (6235)، ومسلم (2066) من طريق جرير بن عبد الحميد.

ورواه مسلم (2066) من طريق علي بن مُسْهِرٍ، وابن إدريس.

ورواه أبو عوانة في (المستخرج 1541)، وغيره، من طريق جعفر بن عون.

أربعتهم (جرير، وابن مُسْهِرٍ، وابن إدريس، وجعفر)، وغيرهم، عن الشيباني، بلفظ:((إفشاء السلام)).

ص: 159

قلنا: وقد زاد أبو معاوية لفظتين أخريتين شاذتين، وهما قوله:((وآنية الذهب))، وقوله:((ركوب الميثرة)) وسيأتي التنبيه عليهما قريبًا.

المتابعة الثالثة:

رواها الإمام أحمد في (المسند 18649) قال: حدثنا وكيع، عن أبيه، وعلي بن صالح، عن أشعث بن سليم، عن معاوية بن سويد بن مقرن، قال أبي: وعبد الرحمن قال: حدثنا شعبة، عن أشعث بن سليم، قال: سمعت معاوية بن سويد، عن البراء بنحوه.

وهذه المتابعة قرنها الإمام أحمد بطريق شعبة، وقال عقبها:((ولم يذكر عبد الرحمن آنية الذهب والفضة)).

فالظاهر أن لفظ شعبة دخل في لفظ الجراح وعلي بن صالح، فهما اللذان ذكرا:((آنية الذهب))، بخلاف شعبة فليست هذه اللفظة في حديثه، كما أن شعبة هو المشهور بلفظة:((رد السلام)) كما بيَّنَ مسلمٌ والبيهقي آنفًا.

وعلى كل فقد جمع وكيع في حديثه بين أبيه وعلي بن صالح، وأبوه متكلم فيه، بخلاف علي بن صالح فهو ثقة.

وقد رُوي الحديث عنه من غير طريق وكيع، كما عند أبي عوانة في (المستخرج 8928) قال: حدثنا محمد بن خالد بن خلي، قال: ثنا أبي قال: ثنا سلمة بن عبد الملك العوصي، قال: ثنا علي بن صالح، عن الأشعث، نحوه إِلَّا أنه قال:((وإبرار المقسم)).

فأحال أبو عوانة متنه على ما قبله، وهو بلفظ:((إفشاء السلام)).

ورجال أبي عوانة ثقات غير العوصي، قال ابن حجر:((صدوق يخالف)) (التقريب 2501)، ولكنه متابع، كما عند الصيداوي في (معجم الشيوخ

ص: 160

ص 210).

المتابعة الرابعة:

رواه ابن الأعرابي في (معجمه): عن محمد بن إسحاق الصاغاني، عن أبي الجواب، عن عمار بن رزيق، عن أشعث بن أبي الشعثاء، به.

هذا إسناد رجاله ثقات غير أبي الجواب الأحوص بن جواب، قال ابن حبان:((كان متقنًا وربما وهم)) (الثقات 6/ 89).

وهذا الوهم يؤثر عند المخالفة، وقد روى الثقات الحديث عن أشعث بلفظ:((إفشاء السلام)) كما تقدم.

وهو أولى أن يلحق الوهم به من عمار بن رزيق فإنه ثقة، لم يتكلم فيه أحد بجرح، حتى قال أحمد:((كان من الأكياس الأثبات))، انظر (إكمال تهذيب الكمال 9/ 392)، و (تهذيب التهذيب 7/ 400 - 401).

قلنا: وعنده لفظة أخرى لا نراها محفوظة، وهي قوله:((ركوب المياثر))، سيأتي التنبيه عليها قريبًا.

المتابعة الخامسة:

رواها أبو الحسين بن بشران في (الفوائد الحسان ق 281/أ) من طريق عبد الله بن المغيرة، حدثنا مسعر بن كدام، حدثنا أشعث، به.

وإسناده ضعيف جدًّا؛ فيه عبد الله بن محمد بن المغيرة الكوفي، قال أبو حاتم:((ليس بقوي))، وقال ابن المديني:((ينفرد عن الثوري بأحاديث)). وقال النسائي: ((روى عن الثوري ومالك بن مغول أحاديث كانا أتقى لله من أن يحدثا بها)). وقال العقيلي: ((يخالف في بعض حديثه ويحدث بما لا

ص: 161

أصل له)). وقال ابن يونس: ((منكر الحديث)). وقال ابن عدي: ((عامة ما يرويه لا يتابع عليه)) انظر (لسان الميزان 4/ 554).

وقد وقفنا له على متابعة لا يفرح بها كثيرًا؛ أخرجها ابن عبد البر في (التمهيد 17/ 96)، من طريق محمد بن يونس الكديمي، عن مسعر، به.

والكديمي: رماه غير واحد بالكذب ووضع الحديث، انظر (تهذيب التهذيب 9/ 542).

وقد خولفا - أي ابن المغيرة والكديمي -؛ فقد رواه أبو الشيخ الأصبهاني في (جزئه 41) من طريق النعمان بن عبد السلام، عن مسعر، عن أشعث بن أبي الشعثاء، عن معاوية بن سويد بن مقرن، عن البراء رضي الله عنه قال:((أمرنا بسبع: باتباع الجنائز، وعيادة المريض، ونصر المظلوم، وإبرار القسم، وتشميت العاطس، وإفشاء السلام، وإجابة الداعي)).

وهذا الإسناد رواته ثقات، وموافق لرواية الجماعة عن أشعث.

قلنا: فهذه المتابعات كما تقدم لا تصلح للاعتضاد، لمخالفتها الطرق الصحيحة الثابتة بلفظ:((إفشاء السلام)) كما تقدم، وقد جاءت رواية لشعبة موافقة لرواية الجماعة الثقات، أخرجها البخاري (5650) بلفظ:((أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِسَبْعٍ، وَنَهَانَا عَنْ سَبْعٍ: نَهَانَا عَنْ خَاتَمِ الذَّهَبِ، وَلُبْسِ الحَرِيرِ، وَالدِّيبَاجِ، وَالإِسْتَبْرَقِ، وَعَنِ القَسِّيِّ، وَالمِيثَرَةِ، وَأَمَرَنَا أَنْ نَتْبَعَ الجَنَائِزَ، وَنَعُودَ المَرِيضَ، وَنُفْشِيَ السَّلامَ)).

مما يدل على أن لفظة: ((إفشاء)) هي المحفوظة.

وقد حاول الحافظ ابن حجر التوفيق بين اللفظتين فقال: ((قوله: (وإفشاء السلام) تقدم في الجنائز بلفظ: (ورد السلام) ولا مغايرة في المعنى؛ لأن

ص: 162

ابتداء السلام ورده متلازمان وإفشاء السلام ابتداء يستلزم إفشاءه جوابًا)) (فتح الباري 11/ 18).

وقد سبق الحافظ إلى هذا الجمع الكرماني فقال: ((فإن قلتَ: ذكر ثمة رد السلام وهاهنا إفشاء السلام، قلتُ: هما متلازمان شرعًا)) (الكواكب الدراري 22/ 79).

رِوَايَةٌ: بالشَّكِّ في النَّهيِّ عَنِ الشُّرْبِ فِي الفِضَّةِ:

• وَفِي رِوَايَةٍ شَكَّ فَقَالَ: ((

، وَنَهَانَا عَنْ خَوَاتِيمِ الذَّهَبِ، وعَنِ الشُّرْبِ فِي الفِضَّةِ - أَوْ قَالَ: آنِيَةِ الفِضَّةِ -، وَعَنِ المَيَاثِرِ وَالقَسِّيِّ، وَعَنْ لُبْسِ الحَرِيرِ وَالدِّيبَاجِ وَالإِسْتَبْرَقِ)).

[الحكم]:

صحيح (خ).

[التخريج]:

[خ 5635 "واللفظ له"].

[السند]:

قال البخاري: حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا أبو عوانة، عن الأشعث بن سليم، عن معاوية بن سويد بن مقرن، عن البراء بن عازب، به.

ص: 163

رِوَايَةُ: الشُّرْبِ وَالمِيثَرَةِ:

• وَفِي رِوَايَةٍ، قال:((أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِسَبْعٍ، وَنَهَانَا عَن سَبْعٍ أَمَرَنَا بِعِيَادَةِ المَرِيضِ، وَاتِّبَاعِ الجَنَائِزِ، وَرَدِّ السَّلامِ، وَإِجَابَةِ الدَّاعِي، وَإِبْرَارِ القَسَمِ (المُقْسِمِ)، وَتَشْمِيتِ العَاطِسِ، وَنَصْرِ المَظْلُومِ.

وَنَهَانَا عَن خَاتَمِ الذَّهَبِ، وَعَنِ الشُّرْبِ فِي آنِيَةِ الفِضَّةِ، وَعَنِ الحَرِيرِ، وَالدِّيبَاجِ، وَالإِسْتَبْرَقِ، وَالقَسِّيِّ، وَالمِيثَرَةِ)).

[الحكم]:

صحيح (م).

[التخريج]:

[م (2066/ 4) "ولم يسق متنه" / هق 5912 "واللفظ له"، 19916، 20319 "لم يذكر النواهي" / ضح (1/ 446)].

[السند]:

قال مسلم: وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، حدثنا يحيى بن آدم، وعمرو بن محمد، قالا: حدثنا سفيان، عن أشعث بن أبي الشعثاء، بإسنادهم، وقال:((وإفشاء السلام))، و ((خاتم الذهب)) من غير شك.

ورواه البيهقي في (السنن الكبير 5912) فقال: أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان، أخبرنا أحمد بن عبيد الصفار، حدثنا الباغندي، حدثنا قبيصة، حدثنا سفيان، به.

ورواه الخطيب في (موضح أوهام الجمع) من طريق جعفر بن محمد بن الحسن الفريابي، حدثنا المعافى بن سليمان الجزري، حدثنا زهير بن معاوية، حدثنا أشعث بن أبي الشعثاء، به.

ص: 164

رِوَايَةُ: ((الشُّرْبِ))، وزاد:((رُكُوبِ المَيَاثِرِ)):

• وَفِي رِوَايَةٍ: ((أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِسَبْعٍ: بِعِيَادَةِ المَرِيضِ، وَاتِّبَاعِ الجَنَائِزِ، وَتَشْمِيتِ العَاطِسِ، وَنَصْرِ الضَّعِيفِ، وَعَوْنِ المَظْلُومِ، وَإِفْشَاءِ السَّلامِ، وَإِبْرَارِ المُقْسِمِ.

وَنَهَى عَنِ الشُّرْبِ فِي الفِضَّةِ، وَنَهَانَا عَنْ تَخَتُّمِ الذَّهَبِ، وَعَنْ رُكُوبِ المَيَاثِرِ، وَعَنْ لُبْسِ الحَرِيرِ، وَالدِّيبَاجِ، وَالقَسِّيِّ، وَالإِسْتَبْرَقِ)).

[الحكم]:

صحيح (خ).

[التخريج]:

[خ 6235 "واللفظ له" / ت 1859 "مقتصرًا على ركوب المياثر"].

[السند]:

قال البخاري: حدثنا قتيبة، حدثنا جرير، عن الشيباني، عن أشعث بن أبي الشعثاء، عن معاوية بن سويد بن مقرن، عن البراء بن عازب رضي الله عنهما، به.

[تنبيه]:

روى قتيبة هذا الحديث عن جرير بن عبد الحميد، عن الشيباني بسنده، وزاد فيه لفظتين:

الأولى: قوله: ((وَنَصْرِ الضَّعِيفِ، وَعَوْنِ المَظْلُومِ)).

الثانية: قوله: ((وَعَنْ رُكُوبِ المَيَاثِرِ)).

أما اللفظة الأولى: فقد خالف قتيبة ثقتان، فرويا الحديث عن جرير، فقالا فيه:((ونصر المظلوم، وإجابة الداعي))، وهم:

عثمان بن أبي شيبة كما في مسلم (2066/ 2).

ص: 165

وعلي بن المديني، كما عند أبي عوانة في (المستخرج 8478)، والبيهقي في (السنن الكبير 20319).

وتابع جريرًا على هذا اللفظ الآخير، جماعةٌ، وهم:

1 -

علي بن مُسْهِرٍ كما عند مسلم (2066/ 2)، وغيره.

2 -

عبد الله بن إدريس كما عند مسلم (2066/ 3).

3 -

جعفر بن عون عند البيهقي في (السنن الكبير 6135)، وغيره.

4 -

أسباط بن محمد كما عند أبي عوانة في (المستخرج 8925).

أربعتهم، وغيرهم: عن أبي إسحاق الشيباني بسنده فقالوا: ((وإجابة الداعي، ونصر المظلوم)).

قلنا: وقد تابع الشيباني، شعبة، والثوري وأبو الأحوص، وأبو عوانة، ومسعر، وزهير، وغيرهم فقالوا:((وإجابة الداعي، ونصر المظلوم))، انظر روايتهم فيما سبق.

قلنا: وقد حاول الكرماني التوفيق بين الروايتين فقال: ((قوله (نصر الضعيف): فإن قلت تقدم في الجنائز أن إحدى السبع هي إجابة الداعي وفي هذه الطريق تركه وذكر النصر بدله فما وجهه قلت التخصيص بالعدد في الذكر لا ينفي الغير أو أن الضعيف أيضًا داع والنصر إجابة وبالعكس)) (الكواكب الدراري 22/ 79).

فاعترضه الحافظ ابن حجر فقال: ((كذا قال، والذي يظهر لي أن إجابة الداعي سقطت من هذه الرواية وأن نصر الضعيف المراد به عون المظلوم الذي ذُكِرَ في غير هذه الطريق، ويؤيد هذا الاحتمال أن البخاري حذف

ص: 166

بعض المأمورات من غالب المواضع التي أورد الحديث فيها اختصارًا)) (فتح الباري 11/ 18).

أما اللفظة الثانية: وهي قوله: ((ركوب المياثر))، فقد توبع فيها جرير:

فقد أخرجه الترمذي في (جامعه 1859) فقال: حدثنا علي بن حجر، حدثنا علي بن مُسْهِرٍ، حدثنا أبو إسحاق الشيباني، عن أشعث بن أبي الشعثاء، بسنده قال:((نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ركوب المياثر)).

وهذا إسناد رجاله ثقات، ولذا قال الترمذي:((حديث حسن صحيح، وقد روى شعبة، عن أشعث بن أبي الشعثاء نحوه، وفي الحديث قصة)).

قلنا: لكن خولف على بن حجر من أبي بكر بن أبي شيبة كما عند مسلم (2066/ 2)، فلم يذكر هذه اللفظة.

وتابع جريرًا أيضًا، على لفظ:((الركوب)) أسباط بن محمد كما عند أبي عوانة في (المستخرج 8925).

وأبو معاوية الضرير كما عند أحمد في (المسند 18532).

وعبد الله بن إدريس كما عند البيهقي في (السنن الكبير 6137)، ولكن بلفظ:((وجلوس على المياثر)).

وجعفر بن عون كما عند أبي عبد الله الجرجاني في (عدة مجالس له ق 142/أ - ب)، والبيهقي في (السنن الكبير 6135، 11619)، و (الشعب 8380)، و (معرفة السنن 2/ 451)، وغيرهما.

فرووه جميعًا عن الشيباني بسنده بذكر: ((ركوب المياثر)).

والشيباني هذا هو سليمان بن أبي سليمان أبو إسحاق الكوفي، وهو إن

ص: 167

كان ثقة، ولكنه زاد في هذا الحديث زيادات، منها هذه الزيادة.

وقد خالفه جماعة ثقات حفاظ، منهم شعبة، والثوري، وأبو الأحوص، وأبو عوانة، ومسعر، وزهير، وغيرهم فلم يذكروا:((الركوب)) وانظر روايتهم فيما سبق.

وروايتهم بلا شك أرجح وأولى بالحفظ منه.

وسيأتي التنبيه عليها قريبًا على زيادة أخرى له عند مسلم، وهي:((فإنه من شرب فيها في الدنيا لم يشرب فيها في الآخرة)).

* * *

رِوَايَةُ: رُكُوبِ الْمِيثَرَةِ، وَلُبْسِ الْحَرِيرِ، ولم يقل الشرب:

• وَفِي رِوَايَةٍ: ((أُمِرْنَا بِسَبْعٍ وَنُهِينَا عَنْ سَبْعٍ: أُمِرْنَا بِعِيَادَةِ الْمَرِيضِ، وَاتِّبَاعِ الْجَنَائِزِ، وَتَشْمِيتِ الْعَاطِسِ، وَرَدِّ السَّلَامِ (إفشاء السلام)، وَإِجَابَةِ الدَّاعِي، وَإِبْرَارِ الْمُقْسِمِ، وَنَصْرِ الْمَظْلُومِ.

وَنُهِينَا عَنِ التَّخَتُّمِ بِالذَّهَبِ وَعَنْ آنِيَةِ الْفِضَّةِ وَعَنْ رُكُوبِ (وَجُلُوسٍ عَلَى) الْمِيثَرَةِ، وَعَنْ لَبُوسِ الْقَسِّ، وَلَبُوسِ الْحَرِيرِ وَالدِّيبَاجِ وَالْإِسْتَبْرَقِ)).

[الحكم]:

صحيح المتن دون قوله: ((رد السلام))، و ((الركوب))، فشاذتان.

[التخريج]:

[معر 807 "واللفظ له" / بشران (حسان ق 281/أ) / هق 6137 "والروايتان له"].

ص: 168

[التحقيق]:

رواه أشعث بن أبي الشعثاء عن معاوية بن سويد بن مقرن، عن البراء بن عازب، به.

وروي عنه من ثلاث طرق:

الأول: رواه ابن الأعرابي في (معجمه) فقال: نا محمد، نا أبو الجواب، نا عمار، عن أشعث بن أبي الشعثاء، به.

وهذا إسناد رجاله ثقات غير أبي الجواب، الأحوص بن جواب، قال ابن حبان:((كان متقنًا وربما وهم)) (الثقات 6/ 89)، وهذا الوهم يؤثر عند المخالفة، فكيف وقد روى الثقات الحديث عن أشعث بلفظ:((إفشاء السلام)) كما تقدم، ولم يذكروا في روايتهم:((الركوب))، كما تقدم أيضًا، ولا يلحق الوهم هنا بعمار بن رزيق فإنه ثقة، لم يتكلم فيه أحد بجرح، حتى قال أحمد:((كان من الأكياس الأثبات))، انظر (إكمال تهذيب الكمال 9/ 392)، و (تهذيب التهذيب 7/ 400 - 401).

الثاني: رواه البيهقي في (السنن الكبير) فقال: أخبرنا أبو عمرو الأديب، أخبرنا أبو بكر الإسماعيلي، أخبرنا القاسم، حدثنا أبو كريب، وابن أبي مذعور، ويوسف، قالوا: حدثنا عبد الله بن إدريس، قال: حدثنا أبو إسحاق الشيباني، به. فذكر الركوب، وقال:((إفشاء السلام)).

وهذا إسناد رجاله ثقات، ولكن خالف الشيباني جماعة الحفاظ، منهم شعبة، والثوري وأبو الأحوص، وأبو عوانة، ومسعر، وزهير، وغيرهم فلم يذكروا:((الركوب)).

وانظر تفصيل ذلك الرواية السابقة.

ص: 169

الثالث: رواه ابن بشران في (الفوائد الحسان العوالي المنتقاة من الأمالي رواية الثقفي) فقال: أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد المصري، حدثنا أبو عبد الله محمد بن نافع، حدثنا عبد الله بن المغيرة، حدثنا مسعر بن كدام، حدثنا أشعث، به.

وإسناده ضعيف جدًّا، فيه عبد الله بن محمد بن المغيرة الكوفي، قال أبو حاتم:((ليس بقوي))، وقال ابن المديني:((ينفرد عن الثوري بأحاديث)). وقال النسائي: ((روى عن الثوري ومالك بن مغول أحاديث كانا أتقى لله من أن يحدثا بها)).

وذكره العقيلي في الضعفاء فقال: ((سكن مصر يخالف في بعض حديثه ويحدث بما لا أصل له)).

وقال ابن يونس: ((منكر الحديث)).

وقال ابن عدي: ((عامة ما يرويه لا يتابع عليه)) انظر (لسان الميزان 4/ 554).

ص: 170

رِوَايَةُ: ((مَنْ شَرِبَ فِيهَا فِي الدُّنْيَا)):

• وَفِي رِوَايَةٍ زيادة: ((

، وَعَنِ الشُّرْبِ فِي الْفِضَّةِ، فَإِنَّهُ مَنْ شَرِبَ فِيهَا فِي الدُّنْيَا لَمْ يَشْرَبْ فِيهَا فِي الْآخِرَةِ)).

[الحكم]:

صحيح (م).

[التخريج]:

[م (2066/ 3) "واللفظ له" / جه 3614 "مقتصرًا على الحرير والديباج والإستبرق" / ش 10945 "مقتصرًا على عيادة المريض واتباع الجنازة"، 24616 "مقتصرًا على الشاهد"، 25136 "مقتصرًا على الحرير والديباج والإستبرق"، 25648 "مقتصرًا على التختم بالذهب"، 26255 "مقتصرًا على إفشاء السلام" / عه 8925، 8927/ جرجاني (ق 142/أ - ب) / هقص 92/ هق 100، 6135، 11619/ شعب 8380/ هقع 3422/ تمهيد (1/ 274)، (16/ 107)].

[السند]:

قال مسلم رحمه الله: وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا علي بن مُسْهِرٍ. ح وحدثنا عثمان بن أبي شيبة، حدثنا جرير، كلاهما عن الشيباني، عن أشعث بن أبي الشعثاء، بهذا الإسناد مثل حديث زهير، وقال:((إبرار القسم)) من غير شك، وزاد في الحديث:((وعن الشرب في الفضة، فإنه من شرب فيها في الدنيا لم يشرب فيها في الآخرة)).

قال ابن أبي شيبة في (المصنف 24616): حدثنا علي بن مُسْهِرٍ، عن الشيباني، عن أشعث بن أبي الشعثاء، عن معاوية بن سويد بن مقرن، عن البراء بن عازب، قال: ((نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الشرب في الفضة، فإنه من

ص: 171

شرب فيه في الدنيا لم يشرب فيه في الآخرة)).

ورواه أبو عوانة في (المستخرج 8925) فقال: حدثنا الحسن بن عفان، قال: حدثنا أسباط، قال: حدثنا الشيباني، عن أشعث بن أبي الشعثاء، عن معاوية بن سويد بن مقرن، عن البراء بن عازب، به مطولًا.

وقال في (8927): حدثنا يوسف القاضي، قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا جرير، عن الشيباني، عن أشعث، بهذا الحديث مثل حديث زهير، قال:((إبرار المقسم))، من غير شك، وزاد في الحديث:((وعن الشرب في الفضة، فإنه من شرب فيها في الدنيا، لم يشرب فيها في الآخرة)).

ورواه البيهقي في (السنن الصغير، والكبير، والشعب)، وابن عبد البر في (التمهيد) من طريق جعفر بن عون، عن الشيباني، به.

[تنبيه]:

انفرد الشيباني - وهو سليمان بن أبي سليمان، أبو إسحاق الشيباني - بزيادة:((مَنْ شَرِبَ فِيهَا فِي الدُّنْيَا لَمْ يَشْرَبْ فِيهَا فِي الْآخِرَةِ))، وخالفة جماعة ممن رووا الحديث عن أشعث بن أبي الشعثاء، فلم يذكروها، وهم:

1 -

شعبة بن الحجاج، كما عند البخاري (1239، 2445، 5650، 6222)، ومسلم (2066)، وغيرهما.

2 -

سفيان الثوري، عند البخاري (5849)، ومسلم (2066)، وغيرهما.

3 -

أبو الأحوص، عند البخاري (5175)، والنسائي (1955)، وغيرهما.

4 -

أبو عوانة، عند البخاري (5635)، ومسلم (2066/ 3)، وغيرهما.

5 -

زهير بن معاوية، كما عند مسلم (2066/ 3)، وغيره.

ص: 172

6 -

عمار بن زريق، كما عند ابن الأعرابي في (معجمه 807).

7، 8 - علي بن عاصم والجراح بن مليح، كما عند أحمد في (المسند 18649)، وغيره.

9 -

مسعر بن كدام، كما عند ابن بشران في (الفوائد 281/أ)، وابن عبد البر في (التمهيد 17/ 96)، وغيرهما.

10 -

سليمان التيمي، كما عند أبي نعيم الحداد في (جامع الصحيحين 2383).

11 -

ليث بن أبي سليم، كما عند مسلم (2066).

12 -

عبد الله بن سمعان، كما عند ابن وهب في (جامعه 620).

رووه جميعًا: عن أشعث بسنده، فلم يقولوا:((مَنْ شَرِبَ فِيهَا فِي الدُّنْيَا لَمْ يَشْرَبْ فِيهَا فِي الْآخِرَةِ)).

والأظهر أنها شاذة، وذلك لقصور الشيباني عن درجة شعبة والثوري إذا انفردا، فكيف وقد تابعهما جماعة، كما تقدم، ولذا أشار لشذوذها الإمام مسلم، وأبو عوانة لهذه الزيادة كما هو مبين في خانة السند.

على أنّ هذه الزيادة قد ثبتت في حديث حذيفة المتقدم آنفًا، والله أعلم.

ص: 173

وَفِي رِوَايَةٍ لَمْ يَذْكُرِ الْفِضَّةَ:

• وَفِي رِوَايَةٍ بلفظ: ((

نَهَانَا عَنْ خَاتَمِ الذَّهَبِ، وَلُبْسِ الحَرِيرِ، وَالدِّيبَاجِ، وَالإِسْتَبْرَقِ، وَعَنِ القَسِّيِّ، وَالمِيثَرَةِ، وَأَمَرَنَا أَنْ نَتْبَعَ الجَنَائِزَ، وَنَعُودَ المَرِيضَ، وَنُفْشِيَ السَّلامَ)).

[الحكم]:

صحيح (خ).

[التخريج]:

[خ 5650 "واللفظ له"].

[السند]:

قال البخاري: حدثنا حفص بن عمر، حدثنا شعبة، قال: أخبرني أشعث بن سليم، قال: سمعت معاوية بن سويد بن مقرن، عن البراء بن عازب، به.

ص: 174

رِوَايَةُ: إِفْشَاءِ السَّلامِ والمَيَاثِرِ:

• وَفِي رِوَايَةٍ قال: ((

وَإِفْشَاءِ السَّلامِ، وَإِجَابَةِ الدَّاعِي، وَنَهَانَا عَنْ خَوَاتِيمِ الذَّهَبِ، وَعَنْ آنِيَةِ الفِضَّةِ، وَعَنِ المَيَاثِرِ، وَالقَسِّيَّةِ، وَالإِسْتَبْرَقِ، وَالدِّيبَاجِ [وَالْحَرِيرِ])).

[الحكم]:

صحيح (خ).

[التخريج]:

[خ 5175 "واللفظ له" / ن 1955/ كن 2271، 7650، 9737/ بخ 924 "والزيادة له ولغيره" / منذ 2991 "مقتصرًا على العيادة واتباع الجنازة"، 8879 / حب 3043 "مقتصرًا على الأوامر" / جليس (ص 588) / بشن 806 "مقتصرًا على الأوامر" / هق 14643/ حيان 41].

[السند]:

قال البخاري: ((حدثنا الحسن بن الربيع، حدثنا أبو الأحوص، عن الأشعث، عن معاوية بن سويد، قال البراء بن عازب، به.

قال البخاري عقبه: ((تابعه أبو عوانة، والشيباني، عن أشعث: ((في إفشاء السلام)))).

تحقيق الزيادة:

رواها البخاري في (الأدب المفرد 924) عن محمد بن سلام قال: أخبرنا أبو الأحوص، عن أشعث، به.

وهذا إسناد علي شرط البخاري في الصحيح، فمحمد بن سلام هو

ص: 175

البيكندي شيخ البخاري، وقد روى عنه غير حديث في الصحيح، منها عن أبي الأحوص.

وقد تابعه عن أبي الأحوص، سليمان بن منصور البلخي، وهناد بن السري، كما عند النسائي في (السنن).

وَفِي رِوَايَةٍ: المَيَاثِرِ الحُمْرِ:

• وَفِي رِوَايَةٍ زيادة: ((

وَنَهَانَا عَنْ سَبْعٍ: [نَهَانَا عَن خَوَاتِيمِ الذَّهَبِ، وَعَن آنِيَةِ الفِضَّةِ، وَ] عَنْ لُبْسِ الحَرِيرِ، وَالدِّيبَاجِ، وَالقَسِّيِّ، وَالإِسْتَبْرَقِ، وَالمَيَاثِرِ الحُمْرِ)).

[الحكم]:

صحيح (خ)، والزيادة صحيحة.

[التخريج]:

[خ 5838 "مقتصرًا على المياثر والقسي"، 5849 "واللفظ له" / كن 9736 "والزيادة له ولغيره" / حم 18644، 18649 / أسلم 27 / عه 1540، 1541/ بشران (حسان ق 281/أ)].

[السند]:

قال البخاري (5849): حدثنا قبيصة، حدثنا سفيان، عن أشعث، عن معاوية بن سويد بن مقرن، عن البراء، به.

ورواه في (5838) قال: حدثنا محمد بن مقاتل، أخبرنا عبد الله، أخبرنا سفيان، بسنده مقتصرًا على المياثر والقسي.

ص: 176

تحقيق الزيادة:

ورواه أحمد في (المسند 18644) قال: حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا سفيان، عن أشعث بن أبي الشعثاء، به.

ورواه النسائي في (السنن الكبرى 9736) قال: أخبرنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا يحيى بن آدم، به.

وإسناده صحيح، رجاله ثقات.

رِوَايَةُ: حَلْقَةِ الذَّهَبِ، بالشَّكِّ، وَالْحَمْرَاءِ:

• وَفِي رِوَايَةٍ قَالَ: ((نَهَانَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنْ سَبْعٍ: نَهَانَا عَنْ خَاتَمِ الذَّهَبِ - أَوْ قَالَ: حَلْقَةِ الذَّهَبِ -، وَعَنِ الحَرِيرِ، وَالإِسْتَبْرَقِ، وَالدِّيبَاجِ، وَالمِيثَرَةِ الحَمْرَاءِ، وَالقَسِّيِّ، وَآنِيَةِ الفِضَّةِ. وَأَمَرَنَا بِسَبْعٍ: بِعِيَادَةِ المَرِيضِ، وَاتِّبَاعِ الجَنَائِزِ، وَتَشْمِيتِ (تَسْمِيتِ) العَاطِسِ، وَرَدِّ السَّلامِ، وَإِجَابَةِ الدَّاعِي، وَإِبْرَارِ المُقْسِمِ، وَنَصْرِ المَظْلُومِ)).

[الحكم]:

متفق عليه (خ، م)، والرواية صحيحة.

[الفوائد]:

النهي عن خاتم الذهب، المراد به الرجال دون النساء للنصوص الأخرى في الباب، وقد نقل الإجماع على إباحته لهنَّ؛ قال ابن عبد البر:((وقد جاء عنه - أي النبي صلى الله عليه وسلم نصُ النهيِّ عن التختم بالذهب، وأجمعوا أنه للنساء مباح، فلم يبق إلا الرجال)) (الاستذكار 26/ 176).

ص: 177

وقال الحافظ ابن حجر: ((النهي عن خاتم الذهب أو التختم به مختص بالرجال دون النساء؛ فقد نقل الإجماع على إباحته للنساء)) (فتح الباري 10/ 317).

[التخريج]:

[خ 5863 "واللفظ له" / م (2066/ 3) / ت 3013 "ولم يذكر الميثرة" / حم 18504، 18505 "والرواية له" / ني 398 "لم يذكر الميثرة"، 400/ عه 1537 "ولم يقل الحمراء"، 1538، 8917 "ولم يقل حمراء"، 8919 "لم يقل الحمراء"، 8920 / مج 3547 "مقتصرًا على خاتم الذهب" / شذ 10 "لم يقل الحمراء" / هقد 222/ هق 99، 6651 "لم يذكر النواهي"، 19893 "لم يقل الحمراء" / تمهيد (16/ 106) "لم يقل الحمراء" / بغ 1406].

[السند]:

قال البخاري: حدثنا آدم، حدثنا شعبة، حدثنا أشعث بن سليم، قال: سمعت معاوية بن سويد بن مقرن، قال: سمعت البراء بن عازب، رضي الله عنهما، به.

وقال مسلم: وحدثنا محمد بن المثنى، وابن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر، ح وحدثنا عبيد الله بن معاذ، حدثنا أبي. ح وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا أبو عامر العقدي، ح وحدثنا عبد الرحمن بن بشر، حدثني بهز، قالوا جميعا: حدثنا شعبة، عن أشعث بن سليم، بإسنادهم ومعنى حديثهم، إِلَّا قوله:((وَإِفْشَاءُ السَّلَامِ))، فإنه قال بدلها:((وَرَدُّ السَّلامِ))، وقال:((نَهَانَا عَنْ خَاتَمِ الذَّهَبِ أَوْ حَلْقَةِ الذَّهَبِ)).

ص: 178

تحقيق الرواية:

رواها أحمد في (المسند 18505) قال: حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن الأشعث بن سليم، فذكر معناه إِلَّا أنه قال:((تَسْمِيتُ الْعَاطِسِ)).

وإسنادها صحيح.

[تنبيه]:

روى البخاري ومسلم حديث البراء هذا من طريق شعبة بن الحجاج، وقال فيه:((خَاتَمِ الذَّهَبِ أَوْ حَلْقَةِ الذَّهَبِ))، وخالف شعبةَ جماعةٌ فذكروا الحديث بلفظ:((خَاتَمِ الذَّهَبِ))، بلا شك، وهم:

1 -

أبو إسحاق الشيباني عند البخاري (6235)، ومسلم (2066)، وغيرهما.

2 -

سفيان الثوري عند مسلم (2066/ 4)، وغيره.

3 -

أبو الأحوص عند البخاري (5175)، والنسائي (1955)، وغيرهما.

4 -

أبو عوانة عند البخاري (5635)، ومسلم (2066/ 3)، وغيرهما.

5 -

ليث بن أبي سليم كما عند مسلم (2066/ 3).

6، 7 - علي بن عاصم، والجراح بن مليح كما عند أحمد في (المسند 18649)، وغيره.

8 -

مسعر بن كدام، كما عند ابن بشران في (الفوائد 281/أ)، وابن عبد البر في (التمهيد 17/ 96)، وغيرهما.

9 -

ليث بن أبي سليم كما عند مسلم (2066).

ص: 179

فرواه تسعتهم، عن أشعث بن أبي الشعثاء، عن معاوية بن سويد بن مقرن، عن البراء بن عازب رضي الله عنهما، به. فقالوا:((خَاتَمَ الذَّهَبِ)) بلا شك.

وأشار مسلم إلى هذا الخلاف فقال: وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، حدثنا يحيى بن آدم، وعمرو بن محمد، قالا: حدثنا سفيان، عن أشعث بن أبي الشعثاء، بإسنادهم، وقال:((وَإِفْشَاء السَّلامِ، وَخَاتَم الذَّهَبِ)) من غير شك.

رِوَايَةُ: حِلْيَةِ الذَّهَبِ:

• وَفِي رِوَايَةٍ قَالَ: ((

، وَذَكَرَ مَا نَهَاهُمْ عَنْهُ، عَنْ: خَاتَمِ الذَّهَبِ، وَ (أَوْ) حِلْيَةِ الذَّهَبِ، وَعَنْ آنِيَةِ الْفِضَّةِ، وَعَنْ لُبْسِ الْحَرِيرِ، وَالدِّيبَاجِ، والإِسْتَبْرَقِ، وَالقَسِّيِّ)).

[الحكم]:

صحيح المتن دون قوله: ((أو حلية الذهب)) فشاذ.

[التخريج]:

[خلع 664 "واللفظ له" / تمهيد (17/ 96) "والرواية له"].

[التحقيق]:

رواه الخلعي في (الخلعيات) من طريق أحمد بن شيبان الرملي، قال: حدثنا عبد الملك - يعني: ابن إبراهيم الجدي -، عن شعبة، عن أشعث بن سليم المحاربي، قال: سمعت معاوية بن سويد يحدث عن البراء بن عازب، به.

ص: 180

ورجاله ثقات غير أحمد بن شيبان الرملي، قال ابن أبي حاتم:((كان صدوقًا))، وذكره ابن حبان في (الثقات 8/ 40) وزاد:((يخطئ)).

وقال الحاكم: ((ثقة، وأحمد أجل وأوثق)) (سؤالات السجزي للحاكم 42).

وقال العقيلي في (الضعفاء): ((لم يكن ممن يفهم الحديث وحدث بمناكير))، وقال صالح الطرابلسي:((ثقة مأمون أخطأ في حديث واحد)) (تهذيب التهذيب 1/ 39).

وقال مسلمة بن قاسم في (الصلة): ((لأحمد بن شيبان هذا حديث منكر)) (الثقات ممن لم يقع في الكتب الستة 1/ 356).

وقد توبع متابعة قاصرة، رواها ابن عبد البر في (التمهيد 17/ 96) من طريق محمد بن غالب قال حدثنا خالد بن يزيد الرقي قال أخبرنا شعبة، بنحوه.

وفيه خالد بن يزيد الرقي، لم أعرفه.

قلنا: والحديث محفوظ عن جماعة ثقات حفاظ كالثوري وأبي الأحوص، وأبي عوانة، وزهير، والشيباني، ومسعر، وغيرهم بلفظ:((خاتم الذهب)) بلا شك، كما تقدم.

ص: 181

رِوَايَةُ: شُرْبٍ بِالْفِضَّةِ:

• وَفِي رِوَايَةٍ قال: ((أمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِسَبْعٍ، وَنَهَانَا عَنْ سَبْعٍ: أَمَرَنَا بِعِيَادَةِ الْمَرِيضِ، وَاتِّبَاعِ الْجَنَازَةِ، وَتَشْمِيتِ (تَسْمِيتِ) الْعَاطِسِ، وَإِبْرَارِ الْقَسَمِ، أَوِ الْمُقْسِمِ، وَنَصْرِ الْمَظْلُومِ، وَإِجَابَةِ الدَّاعِي، وَإِفْشَاءِ السَّلَامِ، وَنَهَانَا عَنْ خَوَاتِيمَ - أَوْ عَنْ تَخَتُّمٍ - بِالذَّهَبِ، وَعَنْ شُرْبٍ بِالْفِضَّةِ (فِي الْفِضَّةِ)، وَعَنِ الْمَيَاثِرِ، وَعَنِ الْقَسِّيِّ، وَعَنْ لُبْسِ الْحَرِيرِ وَالْإِسْتَبْرَقِ وَالدِّيبَاجِ)).

[الحكم]:

صحيح (م).

[الفوائد]:

قال ابن دقيق العيد: ((قوله: ((وعن شُرْبٍ بالفِضة))، يحتمل أن تكون ((الباء)) فيه للاستعانة وما يستعمل في الآلة؛ كنجرت بالقدُّوم، ويحتمل أن تكون للمصاحبة، وعلى المعنى الأول: الأظهر تناوله لإناء الفضة، وعلى الثاني: يدل على ما هو أعمُّ من ذلك، فإن الشرب بها أعمُّ من الشرب فيها وهي إناء.

قال: والأقرب حمل قوله في هذه الرواية ((شربٍ بالفضة)) على إناء الفضة؛ لأن ذلك قد ورد مفسرًا عند البخاري في رواية آدم، عن شعبة، عن أشعث بن سليم قال: سمعت معاوية بن سويد قال: سمعت البراء بن عازب: نهانا النبي صلى الله عليه وسلم عن خاتم الذهب، أو قال: حلقة الذهب، وعن الحرير والإستبرق، والدِّيباجِ، والقَسِّيِّ، وآنيةِ الفضة))، والحديث راجع إلى أشعث بن سليم، والاختلاف اختلاف في ألفاظ حديث واحد من جهة الرواة، هذا غالب الظن، والله أعلم (شرح الإلمام بأحاديث الأحكام 2/ 307).

ص: 182

[التخريج]:

[م (2066/ 3) "واللفظ له" / عه 1539 "والرواية له" / حب 5374 "لم يذكر الأوامر" / شعب 8878 / كما (28/ 182)].

[السند]:

قال مسلم: حدثنا يحيى بن يحيى التميمي، أخبرنا أبو خيثمة، عن أشعث بن أبي الشعثاء، ح وحدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس، حدثنا زهير، حدثنا أشعث، حدثني معاوية بن سويد بن مقرن، قال: دخلت على البراء بن عازب، به.

تحقيق الرواية:

انظرها في التنبيه الآتي.

[تنبيه]:

روى مسلم هذا الحديث من طريق زهير بن معاوية عن أشعث بن أبي الشعثاء، بسنده وقال فيه:((ونهانا عن شرب بالفضة))، هكذا بحرف الجر ((الباء))، والمحفوظ في الحديث هو:((شرب في الفضة أو آنية الفضة)).

هكذا رواه عن زهير جماعة، منهم يحيي بن يحيى التميمي وأحمد بن يونس، شيخا مسلم في هذا الحديث، كما عند البيهقي في (الشعب 8878) فقال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرني أبو النضر الفقيه، حدثنا إبراهيم بن علي، حدثنا يحيى بن يحيى، حدثنا أبو خيثمة.

وأخبرنا أبو عبد الله، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب، حدثنا أحمد بن يونس، حدثنا زهير، بسنده، وفيه: ((وَنَهَانَا عَنْ تَخَتُّمٍ - أَوْ عَنْ

ص: 183

خَوَاتِيمِ - الذَّهَبِ، وَعَنِ الشُّرْبِ فِي الْفِضَّةِ)).

ورواه أيضًا أبو عوانة في (المستخرج 8923) عن أبي أمية عن أحمد بن يونس عن زهير بلفظ: ((وَعَنِ الشُّرْبِ فِي الْفِضَّةِ))، وقرن أبو عوانة بأحمد بن يونس:((النفيليَّ، وأبا نعيم)).

ورواه غير هؤالاء عن زهير، كما رواه الجماعة المتقدم ذكرهم، وهم يحيى بن أبي بكير كما عند أبي عوانة في (المستخرج 1539) ولكن أحال على لفظ شعبة، ولفظه:((وَعَنْ آنِيَةِ الْفِضَّةِ)).

وعلى بن الجعد كما عند بن حبان في (صحيحه 5374).

والمعافى بن سليمان كما عند الخطيب في (موضح أوهام الجمع 1/ 446).

وقد تابع زهير على هذا، جماعة منهم من يقول:((وَعَنِ الشُّرْبِ فِي الْفِضَّةِ))، ومنهم من يقول:((عَنْ آنِيَةِ الْفِضَّةِ)).

فأما من قال: ((عَنِ الشُّرْبِ فِي الْفِضَّةِ))، فأبو عوانة كما عند البخاري (5635)، وغيره.

والشيباني كما عند البخاري (6235)، وغيره.

وأما من قال: ((عَنْ آنِيَةِ الْفِضَّةِ))، فشعبة كما عند البخاري (1239، 5863)، وغيره.

وأبو الأحوص كما عند البخاري (5175)، وغيره.

وسفيان كما عند أحمد في (المسند 18644)، والنسائي في (السنن الكبرى 9736)، وغيرهما.

ص: 184

ومسعر كما عند ابن بشران في (الفوائد الحسان 281/أ)،

وعمار بن زريق كما عند ابن الأعرابي في (معجمه 807).

رِوَايَةُ: ((إِنْشَادِ الضَّالِّ)) بَدَلُ ((إِبْرَارِ الْقَسَمِ)):

• وَفِي رِوَايَةٍ قال: ((وَإِنْشَادِ (إِرْشَادِ) الضَّالِّ))، بدل:((إِبْرَارِ الْقَسَمِ أَوْ الْمُقْسِمِ)).

[الحكم]:

صحيح (م).

[التخريج]:

[م (2066/ 3) "واللفظ له" / عه 8926 "والرواية له"].

[السند]:

رواه مسلم - عقب رواية زهير عن أشعث - فقال: حدثنا أبو الربيع العتكي، حدثنا أبو عوانة، عن أشعث بن سليم، بهذا الإسناد مثله، إلا قوله:((إِبْرَارِ الْقَسَمِ أَوْ الْمُقْسِمِ))، فإنه لم يذكر هذا الحرف في الحديث، وجعل مكانه:((وَإِنْشَادِ الضَّالِّ)). اهـ.

ورواه أبو عوانة في (المستخرج 8926) قال: حدثنا أبو أمية، قال: ثنا أحمد بن إسحاق، وسريج بن النعمان، قالا: حثنا أبو عوانة، عن الأشعث بن سليم، بهذا الإسناد مثله. وقال فيه ((إِرْشَادِ الضَّالِّ)).

قال أبو عوانة عقبه: ((إِلَّا قوله: ((إِبْرَارِ الْقَسَمِ أَوْ الْمُقْسِمِ))، فإنه لم يذكر هذا الحرف في الحديث، وجعل مكانه:((وإِرْشَادِ الضَّالِّ)))).

ص: 185

[تنبيهان]:

انفرد أبو عوانة في هذا الحديث بقوله: ((وَإِنْشَادِ الضَّالِّ))، وخالفه جماعة ثقات أثبات، كالثوري، وشعبة، وزهير، وأبي الأحوص، والشيباني، ومسعر، وغيرهم، فلم يذكروا هذا الحرف وذكروا مكانه:((إِبْرَارَ الْمُقْسِمِ)). وقد سبقت روايتهم.

وقد أشار مسلم وأبو عوانة لهذا كما تقدم، ولا شك رواية الجماعة أولى بالتقديم من رواية الواحد.

وقد جاءت روايةٌ عن أبي عوانة موافقة للجماعة، أخرجها البخاري (5635) فقال: ثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا أبو عوانة، عن الأشعث بن سليم، عن معاوية بن سويد بن مقرن، عن البراء بن عازب، قال: ((أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِسَبْعٍ وَنَهَانَا عَنْ سَبْعٍ: أَمَرَنَا بِعِيَادَةِ المَرِيضِ، وَاتِّبَاعِ الجِنَازَةِ، وَتَشْمِيتِ العَاطِسِ، وَإِجَابَةِ الدَّاعِي، وَإِفْشَاءِ السَّلامِ، وَنَصْرِ المَظْلُومِ، وَإِبْرَارِ المُقْسِمِ

)). وقد سبقت.

قال ابن دقيق العيد: ((وأخرج البخاري رواية أبي عوانة عن موسى بن إسماعيل عنه، وفيه: (وَإِبْرَارُ المُقْسِمِ)، وليس فيه:(وَإِنْشَادُ الضَّالِّ))).

التنبيه الثاني:

قال القاضي عياض: ((في حديث أبي الربيع العتكي: (أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبع)، وفيه:(وإنشاد الضال)، كذا لكافتهم، وعند ابن ماهان:(الضالة)، قال بعضهم: صوابه (وإرشاد الضال) بالراء، وكذا أصلحه القاضي الكناني، وهو أوجه، والأول يتجه أيضًا ويصح لا سيما مع من رواه (الضالة)، لكن الرواية الأولى أعرف وأشهر في غير هذا الحديث)) (مشارق الأنوار على صحاح الآثار 2/ 29).

ص: 186

رِوَايَةُ ((حَلْقَةِ الذَّهَبِ))، بالشَّكِّ، ((وَالسُّنْدُسِ)):

• وَفِي رِوَايَةٍ قال: ((

وَنَهَانَا عَنْ سَبْعٍ: عَنْ خَاتَمِ الذَّهَبِ، أَوْ قَالَ: حَلْقَةِ الذَّهَبِ، وَعَنْ لُبْسِ الحَرِيرِ، وَالدِّيبَاجِ، وَالسُّنْدُسِ، وَالمَيَاثِرِ)).

[الحكم]:

صحيح (خ).

[اللغة]:

السندس: ((رَقيق الدِّيباج)) (تهذيب اللغة 13/ 106).

[التخريج]:

[خ 6222 "واللفظ له"].

[السند]:

قال البخاري: حدثنا سليمان بن حرب، حدثنا شعبة، عن الأشعث بن سليم، قال: سمعت معاوية بن سويد بن مقرن، عن البراء، به.

[تنبيه]:

روى البخاري هذا الحديث عن شيخه عن سليمان بن حرب عن شعبة عن الأشعث بسنده. فذكر فيه: ((السندس)) ولم يقل: ((الاستبرق)).

قال ابن حجر بعد ذكر سياقات شعبة في الصحيح: ((وأورده في أواخر الأدب عن سليمان بن حرب عن شعبة كذلك لكن لم يذكر القسي ولا آنية الفضة وقال بدل الإستبرق السندس)) (فتح الباري 10/ 316).

قلنا: قد روى الحديث عن شعبة ما يقارب من ثمانية عشر راويًا، منهم أثبت الناس فيه محمد بن جعفر غندر، وعبد الرحمن بن مهدي، وبهز، وأدم، وأبو الوليد الطيالسي، وأبو عامر العقدي، وغيرهم، لم يقل أحد

ص: 187

منهم السندس، غير سليمان بن حرب، ورواية الجماعة أولى بالتقديم وفيهم من لازمة وقدمه الأئمة في شعبة وهو غندر، والله أعلم.

قلنا: وقد سبق أن قوله: ((خَاتَمُ الذَّهَبِ أَوْ حَلْقَةُ الذَّهَبِ)) هكذا بالشك ((شاذة))، وأن الصواب:((خَاتَمُ الذَّهَبِ)) بلا شك.

رِوَايَةُ: الْجُلُوسِ عَلَى الْمَيَاثِرِ .. السُّنْدُسِ:

• وَفِي رِوَايَةٍ: ((نَهَانَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ تَخَتُّمِ الذَّهَبِ، وَلِبَاسِ الْقَسِّيِّ، وَالْجُلُوسِ عَلَى الْمَيَاثِرِ الْحُمْرِ، وَلِبَاسِ الْحَرِيرِ، وَالسُّنْدُسِ، وَالْإِسْتَبْرَقِ)).

[الحكم]:

صحيح المتن، غير:((الجلوس))، و ((السندس)) فشاذ.

[التخريج]:

[حداد 2383 "واللفظ له"].

[السند]:

قال أبو نعيم الحداد: حدثنا محمد بن عمر، قال: أنا أبو عبد الله، قال: ثنا عبد الله بن يعقوب، قال: ثنا محمد بن أبي يعقوب، قال: ثنا المعتمر بن سليمان، عن أبيه، عن أشعث بن أبي الشعثاء، عن معاوية بن سويد بن مقرن، عن البراء بن عازب، به.

[التحقيق]:

هذا إسناد رجاله ثقات غير شيخ أبي نعيم الحداد، وهو محمد بن عمر بن إبراهيم، أبو الحسين الأصبهاني المقرئ، ترجم له الذهبي في (تاريخ

ص: 188

الإسلام 9/ 594)، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا، بل لم يزد على قوله:((سمع محمد بن أحمد بن جِشْنِس. روى عنه الحدّاد)).

قلنا: فهو مجهول. وفي روايته هذه ألفاظ غير محفوظة، وهي قوله:((الجلوس على المياثر))، و ((السندس))، وذلك أن الثقات الأثبات كشعبة - في المحفوظ عنه -، والثوري، وأبي الأحوص، وأبي عوانة، ومسعر، وزهير، وغيرهم رووه الحديث فلم يذكروا:((الجلوس على المياثر)).

وكذا لفظة: ((السندس)) كما مر في التنبيه الأول من الرواية السابقة، فليراجع.

* * *

رِوَايَةُ: سِتٍّ

أَوْ .. وَالسُّنْدُسِ:

• وَفِي رِوَايَةٍ: ((نُهِينَا عَنْ سِتٍّ وَأُمِرْنَا بِسِتٍّ نُهِينَا أَنْ نَجْلِسَ عَلَى الْمَيَاثِرِ أَوْ نَشْرَبَ بِالْفِضَّةِ أَوْ نَلْبِسَ الْحَرِيرَ وَالسُّنْدُسَ وَالإِسْتَبْرَقَ وَأَنْ نَلْبِسَ خَاتَمَ الذَّهَبِ وَأُمِرْنَا بِعِيَادَةِ الْمَرِيضِ وَاتِّبَاعِ الْجَنَائِزِ وَإِبْرَارِ الْقَسَمِ وَتَشْمِيتِ الْعَاطِسِ وَإِجَابَةِ الدَّاعِي وَنَصْرِ الْمَظْلُومِ)).

[الحكم]:

منكر بهذا اللفظ، وأنكره ابن عدي، وضعفه ابن القيسراني.

[التخريج]:

[عد (8/ 559)].

[السند]:

قال ابن عدي: حدثنا زيد، حدثنا مسعود، حدثنا عمر بن أيوب، عن

ص: 189

غالب، عن أبي إسحاق، عن البراء، به.

شيخ ابن عدي: زيد بن عبد العزيز، أبو جابر الموصلي

ومسعود هو ابن جويرية.

[التحقيق]:

هذا إسناد ضعيف جدًّا؛ فيه غالب بن عبيد الله الجزري، قال البخاري:((منكر الحديث)) (التاريخ الكبير 7/ 101)، وقال أبو حاتم والنسائي والدارقطني:((متروك))، زاد أبو حاتم:((منكر الحديث)). انظر (لسان الميزان 6/ 297 - 299).

وقد ساق ابن عدي هذا الحديث من مناكيره، ثم قال:((ولغالب غير ما ذكرت، وله أحاديث منكرة المتن مما لم أذكره)) (الكامل 8/ 559).

وقال ابن القيسراني: ((رواه غالب عبيد الجزري: عن أبي إسحاق، عن البراء. قال: وغالب ضعيف، ليس بثقة)) (ذخيرة الحفاظ 5/ 2537).

ص: 190

رِوَايَةُ: ((آنِيَةِ الذَّهَبِ)) مطلقًا:

• وَفِي رِوَايَةٍ زيادة: ((

وَنَهَانَا عَن سَبْعٍ نَهَانَا: عَن خَوَاتِيمِ الذَّهَبِ، وَعَن آنِيَةِ الذَّهَبِ، وَعَن آنِيَةِ الفِضَّةِ، وَعَنِ المَيَاثِرِ [الْحُمْرِ]، وَالقَسِّيَّةِ، وَالإِسْتَبْرَقِ، وَالدِّيبَاجِ، وَالحَرِيرِ)).

[الحكم]:

صحيح المتن دون قوله: ((آنية الذهب)) فشاذ.

[التخريج]:

[ن 5353 "واللفظ له" / حم 18645، 18649 "والزيادة له" / وهب 620/ طي 782 / عه 8918/ شعب 8736].

[التحقيق]:

انظره عقب الرواية الآتية.

رِوَايَةُ: الشُّرْبِ فِي آنِيَةِ الذَّهَبِ:

• وَفِي رِوَايَةٍ: زاد: ((

وَعَنِ الشُّرْبِ فِي آنِيَةِ الْفِضَّةِ، وَآنِيَةِ الذَّهَبِ

، وَعَنْ رُكُوبِ الْمِيثَرَةِ الْحَمْرَاءِ

)).

[الحكم]:

صحيح المتن دون قوله: ((آنية الذهب))، و ((ركوب الميثرة)) فشاذ.

[التخريج]:

[حم 18532 "واللفظ له" / مشكل 1420/ طح (4/ 246/ 6670) / طس 8429 "ولم يذكر الفضة"].

ص: 191

[التحقيق]:

مداره على أشعث بن سليم، عن معاوية بن سويد بن مقرن، عن البراء بن عازب، به. وروي عنه من طرق:

الطريق الأول:

رواه أحمد في (المسند) قال: حدثنا أبو معاوية، حدثنا الشيباني، عن أشعث بن أبي الشعثاء، بسنده بالرواية الأولى.

وهذا إسناد رجاله ثقات غير أبي معاوية وهو محمد بن خازم الضرير، متكلم في روايته عن غير الأعمش، كما تقدم قريبًا.

وروايته هنا عن غير الأعمش، وقد خالفه غيره فروى الحديث عن الشيباني، فاقتصر على آنية الفضة ولم يذكر:((آنية الذهب)).

فقد رواه البخاري (6235)، ومسلم (2066) من طريق جرير بن عبد الحميد.

ورواه مسلم (2066) من طريق علي بن مُسْهِرٍ، وابن إدريس.

ورواه أبو عوانة في (المستخرج 1541)، وغيره، من طريق جعفر بن عون.

أربعتهم (جرير، وابن مُسْهِرٍ، وابن إدريس، وجعفر)، رووه عن الشيباني به، فاقتصروا على:((آنية الفضة)).

وقد زاد أبو معاوية لفظتين أخريتين شاذتين، وهما قوله:((إِفْشَاءُ السَّلَامِ))، وقوله:((رُكُوبُ الْمَيْثَرَةِ)) وقد سبق التنبيه عليهما.

ص: 192

الطريق الثاني:

رواه أحمد في (المسند 18645) فقال: حدثنا أبو داود عمر بن سعد، عن سفيان، عن الأشعث، به.

وهذا الإسناد، وإن كان رجاله ثقات، ولكن خالف أبا داود الحفري جماعة، فرووه عن سفيان، فقالوا:((آنِيَةُ الْفِضَّةِ))، ولم يذكروا:((آنِيَةَ الذَّهَبِ))، وهم:

1 -

قبيصة بن عقبة، كما عند البخاري (5849)، وغيره.

2، 3 - يحيى بن آدم وعمرو بن محمد كما عند مسلم (2066)، وأحمد في (المسند 18644) مقتصرًا على طريق يحيى بن آدم.

4 -

عبد الله بن المبارك، كما عند البخاري (5838)، ولكن اقتصر فيه على المياثر والقسي.

5 -

القاسم بن يزيد كما عند الخرائطي في (مكارم الأخلاق 482)، ولكن اقتصر على نصر المظلوم.

خمستهم عن سفيان به، مقتصرين على:((آنِيَةِ الْفِضَّةِ))، خلافًا لرواية أبي داود الحفري.

وقد أشار الإمام أحمد لزيادة الحفري هذه فقال - بعد أن أسند طريق يحيى بن آدم عن سفيان -: ((حدثنا أبو داود عمر بن سعد، عن سفيان مثله، ولم يذكر فيه: (إِفْشَاءَ السَّلَامِ)، وقال:(نَهَانَا عَنْ آنِيَةِ الذَّهَبِ، وَالْفِضَّةِ))) (المسند 18645).

قلنا: وقد رواه أبو داود الحفري عن سفيان، كرواية الجماعة فلم يذكر

ص: 193

آنية الذهب، كما عند أبي عوانة في (المستخرج 1540) قال: حدثنا عمار بن رجاء، قال: حدثنا أبو داود الحفري، عن سفيان الثوري، بسنده قال:((أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِسَبْعٍ وَنَهَانَا عَنْ سَبْعٍ: .... وَنَهَانَا عَنِ: التَّخَتُّمِ بِالذَّهَبِ، وَآنِيَةِ الْفِضَّةِ، وَالدِّيبَاجِ، وَالْحَرِيرِ، وَالْإِسْتَبْرَقِ، وَالْقَسِّيِّ، وَالْمَيَاثِرِ الْحُمُرِ)).

الطريق الثالث:

رواه أبو داود الطيالسي في (مسنده 782) قال: حدثنا شعبة، عن أشعث، به.

ومن طريق أبي داود: رواه أبو عوانة في (المستخرج 8918)، والبيهقي في (الشعب 8381).

ورواه الطحاوي في (مشكل الآثار 1420)، و (شرح معاني الآثار 4/ 246) قال: حدثنا عبد الغني بن أبي عقيل، عن عبد الرحمن بن زياد، (ح) وكما حدثنا إبراهيم بن مرزوق، قال: حدثنا أبو داود الطيالسي، ووهب بن جرير، قالا: حدثنا شعبة، عن الأشعث بن أبي الشعثاء، بسنده فقال:((نَهَانَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْحَرِيرِ، وَالدِّيبَاجِ، وَالشُّرْبِ فِي آنِيَةِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ)).

فجمع الطحاوي في الإسناد بين عبد الرحمن بن زياد ووهب بن جرير وأبي داود الطيالسي ولم يميز ألفاظهم.

ولكن رواه الطحاوي في موضع آخر، ما يدل على أن ألفاظهم متغايرة؛ فقال في (المشكل 677، 678): ووجدنا عبد الغني بن أبي عقيل اللخمي قد حدثنا، قال: حدثنا عبد الرحمن بن زياد، حدثنا شعبة، عن أشعث بن سليم، عن معاوية بن سويد بن مقرن، عن البراء بن عازب، قال:((أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِإِبْرَارِ الْمُقْسِمِ)).

ص: 194

ووجدنا إبراهيم بن مرزوق قد حدثنا قال: حدثنا أبو داود، ووهب بن جرير قالا: حدثنا شعبة، ثم ذكر بإسناده مثله، غير أنه قال:((بِإِبْرَارِ الْقَسَمِ)).

وحديث وهب بن جرير قد رواه أبو عوانة في (المستخرج 8919) قال: حدثنا الصغاني، قال: حدثنا عثمان بن عمر. (ح) وحدثنا أبو قلابة، قال: حدثنا وهب بن جرير، قالا: حدثنا شعبة، به. وليس فيه:((آنِيَةَ الذَّهَبِ)) ولكن قرنه بعثمان بن عمر.

فنرى أن لفظة: ((الذهب)) في هذا الطريق هي من لفظ أبي داود الطيالسي كما رواها في مسنده، ومن طريقه أبو عوانة والبيهقي.

وأبو داود الطيالسي، وإن كان ثقة حافظًا؛ فقد ذكر غير واحد من الأئمة أنه غلط في أحاديث، قال أبو مسعود أحمد بن الفرات الرازي: سألت أحمد بن حنبل عن أبي داود، فقال:((ثقة صدوق))، فقيل: إنه يخطئ؟ فقال: ((يحتمل له)) (تهذيب الكمال 11/ 406).

وقال ابن سعد: ((كان كثير الحديث، ثقة، وربما غلط)) (الطبقات الكبرى 9/ 299).

وقال ابن عدي: ((وأبو داود الطيالسي له حديث كثير عن شعبة وعن غيره من شيوخه، وكان في أيامه أحفظ من بالبصرة، مقدمًا على أقرانه لحفظه ومعرفته

وقد حدث بأصبهان كما حكى عنه بُنْدَار أحدًا وأربعين ألف حديث ابتداء، وله أحاديث يرفعها، وليس بعجب من يحدث بأربعين ألف حديث من حفظه أن يخطئ في أحاديث منها، يرفع أحاديث يوقفها غيره، ويوصل أحاديث يرسلها غيره، وإنما أتى ذلك من حفظه، وما أبو داود عندي وعند غيري إِلَّا متيقظ ثبت)) (الكامل 5/ 266).

ص: 195

وقال الخطيب: ((كان أبو داود يحدِّث من حفظه، والحفظ خوان، فكان يغلط، مع أن غلطه يسير في جنب ما روى على الصحة والسلامة)) (تاريخ بغداد 10/ 34).

قال ابن رجب الحنبلي: ((حدث من حفظه فوهم، وكان حفظه كثيرًا جدًا)) (شرح علل الترمذي 3/ 764).

وقال الذهبي: ((أبو داود أمين صادق، وقد أخطأ في عدة أحاديث، لكونه كان يتكل على حفظه ولا يروي من أصله)) (سير أعلام النبلاء 9/ 383).

ولخص ذلك ابن حجر فقال: ((ثقة حافظ، غلط في أحاديث)) (التقريب 2550).

قلنا: وقد روى الحديث عن شعبة ما يقارب ثمانية عشرًا راويًا، منهم أثبت الناس فيه محمد بن جعفر غندر، وعبد الرحمن بن مهدي، وبهز، وآدم، وأبو الوليد الطيالسي، وأبو عامر العقدي، وغيرهم، لم يقل أحد منهم ((آنية الذهب))، غير أبي داود كما تقدم، ورواية الجماعة أولى بالتقديم، سيما وأنّ فيهم من لازم شعبة وقدَّمَه الأئمةُ فيه وهو غندر، والله أعلم.

الطريق الرابع:

رواه أحمد (18649) قال: حدثنا وكيع، عن أبيه وعلي بن صالح، عن أشعث بن سليم، به.

ورواه الطبراني في (الأوسط 8429) من طريق وكيع، بنحوه.

جمع وكيعٌ في حديثه هذا بين أبيه وعلي بن صالح. وأبو وكيع: هو الجراح بن مليح وفيه ضعف، انظر (ميزان الاعتدال 1/ 389)، بخلاف علي بن صالح: فهو ثقة، وقد رُوي الحديث عنه من غير طريق وكيع، كما

ص: 196

عند أبي عوانة في (المستخرج 8928) قال: حدثنا محمد بن خالد بن خَلِيٍّ

(1)

، قال: ثنا أبي، قال: ثنا سلمة بن عبد الملك العَوْصِيُّ

(2)

، قال: ثنا علي بن صالح، عن الأشعث، نحوه إِلَّا أنه قال:((وَإِبْرَارَ الْمُقْسِمِ)).

فأحال أبو عوانة متنه على ما قبله، وهو بلفظ:((فَنَهَانَا عَنِ الشُّرْبِ فِي الْفِضَّةِ)) ليس فيه: ((آنية الذهب)).

ورجال أبي عوانة ثقات غير العوصي، قال ابن حجر:((صدوق يخالف)) (التقريب 2501)، ولكنه متابع، كما عند الصيداوي في (معجم الشيوخ ص 210).

الطريق الخامس:

رواه ابن وهب في (جامعه 620) قال: أخبرني ابن سمعان، عن أشعث بن أبي الشعثاء، به.

وإسناده ساقط، ابن سمعان هو عبد الله بن زياد بن سليمان المخزومي:((متروك، اتهمه بالكذب أبو داود وغيره)) (التقريب 3326).

قلنا: وبعد هذا العرض يظهر أن رواية هؤلاء الذين ذكرنا؛ شاذة، لأمور:

(1)

بفتح الخاء المعجمة وكسر اللام المخففة كما قال ابن ماكولا في (الإكمال 2/ 112)، زاد ابن ناصر: وتشديد الياء آخر الحروف كما في (توضيح المشتبه 2/ 389).

(2)

بالصاد المبهمة كما قال ابن ماكولا في (الإكمال 6/ 405 - 407)، وقال الذهبي:((والعوصي بواو ومهملة))، فقال ابن ناصر:((الواو ساكنة، والمهملة مكسورة، مع فتح أوله)) كما في (توضيح المشتبه 6/ 228)، وكذا ضبطه ابن حجر في (تبصير المنتبه 3/ 1004).

ص: 197

أولها: الكلام في بعض رجالها.

وثانيها: مخالفة من هم أكثر عددًا.

وثالثها: مخالفة المحفوظ عن الثقات في الصحيحين وغيرهما، كالثوري وشعبة وأبي الأحوص وأبي عوانة والشيباني ومسعر، وزهير، وغيرهم، حيث رووا الحديث فلم يذكروا هذه الزيادة.

وعليه فذكر ((آنية الذهب)) لا يثبت من حديث البراء؛ لكنه ثابتٌ من حديث حذيفة؛ كما سبق، والله أعلم.

ص: 198

472 -

حَدِيثُ أَشْعَثَ عَنْ عَمَّتِهِ:

• عَنْ أَشْعَثَ بْنِ أَبِي الشَّعْثَاءِ، عَنْ عَمَّتِهِ، قَالَتْ:((أَمَرَنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِسَبْعٍ، وَنَهَانَا عَنْ سَبْعٍ، أَمَرَنَا بِعِيَادَةِ الْمَرِيضِ، وَاتِّبَاعِ الْجِنَازَةِ، وَتَشْمِيتِ الْعَاطِسِ، وَإِفْشَاءِ السَّلَامِ، وَنُصْرَةِ الْمَظْلُومِ، وَإِجَابَةِ الدَّعْوَةِ، وَإِبْرَارِ الْمُقْسِمِ، وَنَهَانَا عَنْ خَوَاتِيمِ الذَّهَبِ، وَآنِيَةِ الذَّهَبِ والْفِضَّةِ، وَعَنِ الْمَيْثَرَةِ، وَالْقِسِيِّ، وَعَنِ الْحَرِيرِ وَالدِّيْبَاجِ)).

[الحكم]:

صحيح المتن دون قوله: ((وَآنِيَةِ الذَّهَبِ)) فمنكرٌ، وهذا إسناد خطأ بذكر:((عمة الأشعث))، والمعروف فيه:((عن البراء)).

[التخريج]:

[علقط 4104].

[السند]:

ذكره الدارقطني في (العلل) فقال: ((يرويه سوار بن مصعب، عن عمرو بن قيس، عن أشعث بن أبي الشعثاء، عن عمته، بذلك)).

[التحقيق]:

هذا إسناد - على ما أظهره الدارقطني منه - ساقطٌ؛ فيه سوار بن مصعب، قال يحيى بن معين:((ليس بشيء)) (سؤالات ابن الجنيد 251)، وقال البخاري:((منكر الحديث)) (التاريخ الكبير 4/ 169)، وقال أحمد، وأبو حاتم:((متروك الحديث)) زاد أبو حاتم: ((لا يكتب حديثه، ذاهب الحديث)) (الجرح والتعديل 2/ 272)، وقال النسائي:((متروك الحديث)) (الضعفاء والمتروكون للنسائي 258)، وقال ابن حبان:((كان ممن يأتي بالمناكير عن المشاهير، حتى يسبق إلى القلب أنه كان المتعمد لها))

ص: 199

(المجروحين 1/ 452).

والمعروف في سنده: ما رواه الأئمة الأعلام - الثوري وشعبة وغيرهم - عن أشعث بن أبي الشعثاء، عن معاوية، عن البراء، به؛ كما تقدم في أول الباب.

ولذا قال الدارقطني: ((يرويه سوار بن مصعب، عن عمرو بن قيس، عن أشعث بن أبي الشعثاء، عن عمته بذلك، ووهم فيه.

والصواب: عن أشعث، عن معاوية بن سويد بن مقرن، عن البراء؛ كذلك رواه الشيباني، ومسعر، وشعبة، وليث بن أبي سليم، عن أشعث)) (العلل 9/ 413).

ص: 200

473 -

حَدِيثُ أُمِّ سَلَمَةَ:

◼ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((الَّذِي يَشْرَبُ فِي إِنَاءِ الْفِضَّةِ إِنَّمَا يُجَرْجِرُ فِي بَطْنِهِ نَارَ جَهَنَّمَ)).

[الحكم]:

متفق عليه (خ، م).

[اللغة]:

قال أبو منصور الأزهري: ((جرجر فلان الماء في حلقه إذا جرعه جرعًا متتابعًا يسمع له صوت)) الجرجره: ((حكاية ذلك الصوت))، ومعنى قوله: يجرجر في بطنه نار جهنم: أي يلقى في بطنه نار جهنم)) (الزاهر في غريب ألفاظ الشافعي ص 21).

[التخريج]:

[خ 5634 "واللفظ له" / م (2065/ 1) / كن 7045 - 7047 / جه 3435 / طا 2676 / حم 26568، 26582، 26595، 26611/ وهب 612/ أم 35/ شف 62/ عب 20839 / جعد 3024 - 3028/ ش 24614/ حق 1853، 1854، 1937/ مي 2158 / عل 6882، 6913، 6914، 6939، 6998/ عه 8904 - 8913، 8915 / مشكل 1414 - 1415/ زياد (ق 136/ب) / حب 5375 / طب (23/ 288 /633 - 635)، (23/ 359 / 844)، (23/ 387 / 927) / طس 3753/ طش 108/ معقر 1030/ مطغ 724/ علقط (9/ 469) / حربي (الثالث 157/ب) / تمام 1779 / هق 98/ هقغ 218، 219/ هقع (1/ 250 - 251/ 559) / شعب 5964/ هقخ 100 - 101/ تمهيد (16/ 102) / خلع 1156/ بغ 3030/ حداد 2490/ معكر 1267/ كما (15/ 198)].

ص: 201

[السند]:

قال (البخاري 5634): حدثنا إسماعيل، قال: حدثني مالك بن أنس، عن نافع، عن زيد بن عبد الله بن عمر، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق، عن أم سلمة، زوج النبي صلى الله عليه وسلم، به.

إسماعيل: هو ابن أبي أويس.

وقال مسلم: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: قرأت على مالك، به.

رِوَايَةُ: ((أَوْ كَأَنَّمَا يُجَرْجِرُ)) بالشَّكِّ:

◼ وَفِي رِوَايَةٍ - بالشَّكِّ - قَالَ: ((إِنَّ الَّذِي يَشْرَبُ فِي إِنَاءٍ مِنْ فِضَّةٍ؛ فَإِنَّمَا يُجَرْجِرُ نَارَ جَهَنَّمَ)) أَوْ قَالَ: ((كَأَنَّمَا يُجَرْجِرُ فِي بَطْنِهِ نَارَ جَهَنَّمَ)).

[الحكم]:

صحيح المتن بلفظ: ((إِنَّمَا يُجَرْجِرُ)) بلا شك.

[التخريج]:

[طي 1706 "واللفظ له" / عه 8914/ هق 7662].

[السند]:

قال أبو داود الطيالسي في (مسنده) - ومن طريقه أبو عوانة في (المستخرج) - قال: حدثنا صخر بن جويرية، عن نافع، عن زيد بن عبد الله بن عمر، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر، عن أم سلمة - قال: وكانت أم سلمة خالة عبد الرحمن -، به.

ص: 202

[التحقيق]:

هذا إسناد رجاله ثقات، ولكن خولف أبو داود في متنه، حيث رواه علي بن الجعد كما في (الجعديات 3024) - وعنه أبو يعلى في (مسنده 6882) -، وعبد الله بن محمد بن أسماء كما عند أبي عوانة في (المستخرج 8913)؛

كلاهما (علي، وعبد الله) روياه - واللفظ لعلي - عن صخر بن جويرية، بسنده فقالا:((إِنَّ الَّذِي يَشْرَبُ فِي إِنَاءِ فِضَّةٍ؛ فَإِنَّمَا يُجَرْجِرُ فِي بَطْنِهِ نَارَ جَهَنَّمَ)).

وهذا الوجه أرجح؛ فقد رواه الثقات الأثبات كمالك، وأيوب، وغيرهما بلا شكٍّ؛ كما تقدم في الصحيحين.

قلنا: وقد جاءت متابعة قاصرة لرواية الشك، أخرجها البيهقي في (السنن الكبير 7662) فقال: أخبرنا عبد الله بن محمد الكعبي، حدثنا محمد بن أيوب، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، (ح) وأخبرنا محمد بن يعقوب، حدثنا محمد بن إسحاق الثقفي، حدثنا الوليد بن شجاع، قالا: حدثنا علي بن مُسْهِرٍ، عن عبيد الله، عن نافع، به.

ومن هذا الوجه أيضًا: أخرجه مسلم (2065) فقال: وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، والوليد بن شجاع، قالا: حدثنا علي بن مُسْهِرٍ، عن عبيد الله، به. وليس فيه الشك المذكور، وزاد فيه علي بن مُسْهِرٍ زيادةً نبَّه عليها مسلمٌ فقال:((وزاد في حديث علي بن مُسْهِرٍ، عن عبيد الله: ((أَنَّ الَّذِي يَأْكُلُ أَوْ يَشْرَبُ فِي آنِيَةِ الْفِضَّةِ والذَّهَبِ))، وليس في حديث أحدٍ منهم ذِكْر الأكل، والذهب؛ إِلَّا في حديث ابن مُسْهِرٍ)).

وهذا الزيادة سيأتي الكلام عليها قريبًا، فالظاهر أن علي بن مُسْهِرٍ كان يزيد في الحديث وينقص، وقد جاء في ترجمته من (التقريب 4800)، أنه ((ثقة له غرائب بعد أن أضرَّ)).

ص: 203

رِوَايَةُ: الذَّهَبِ:

• وَفِي رِوَايَةٍ فِيَهَا زِيَادَةُ: ((مَنْ شَرِبَ فِي إِنَاءٍ مِنْ ذَهَبٍ، أَوْ فِضَّةٍ، فَإِنَّمَا يُجَرْجِرُ فِي بَطْنِهِ نَارًا مِنْ جَهَنَّمَ)).

[الحكم]:

صحيح (م).

[التخريج]:

[م (2065/ 2) "واللفظ له" / كن 7048 / عه 8916 / حب 5376 / طب (23/ 358 / 841)، (23/ 413 / 995) / هق 7664 / خط (16/ 206) / كما (19/ 491)].

[السند]:

قال (مسلم): حدثني زيد بن يزيد أبو معن الرقاشي، حدثنا أبو عاصم، عن عثمان - يعني ابن مرة -، حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن، عن خالته أم سلمة، به.

[تنبيه]:

حديث أم سلمة رضي الله عنها، مداره على عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق عنها، ورواه عنه راويان:

الأول: زيد بن عبد الله بن عمر، احتج به الشيخان، وذكره ابن حبان في (الثقات 4/ 246)، وكذا ابن خلفون (إكمال تهذيب الكمال 5/ 161)، وقال مغلطاي:((وثقه مالك بإدخاله في ((الموطأ)))) (إكمال تهذيب الكمال 5/ 161).

وقال ابن حجر: ((ثقة)) (التقريب 2143).

ص: 204

الثاني: عثمان بن مرة البصري، روى له مسلم دون البخاري، وقال ابن معين:((صالح))، وقال أبو زرعة:((مكى لا بأس به))، وقال أبو حاتم:((يكتب حديثه)) (الجرح والتعديل 6/ 170).

فاتفقا (زيد، وعثمان) في روايتهما عن عبد الله بن عبد الرحمن عن أم سلمة مرفوعًا بلفظ: ((الَّذِي يَشْرَبُ فِي آنِيَةِ الْفِضَّةِ؛ إِنَّمَا يُجَرْجِرُ فِي بَطْنِهِ نَارَ جَهَنَّمَ)).

واختلفا في ذكر: ((الذَّهَبِ)) فزادها عثمان، ولم يذكرها زيد، وأعرض عنها البخاري رحمه الله فلم يروها.

قال الزيلعي، وصدر الدين المناوي:((ولم يذكر البخاري في حديث أم سلمة الأكل ولا ذكر الذهب)) (نصب الراية 4/ 220)، و (كشف المناهج والتناقيح 3/ 526).

قلنا: وقد روى محمد بن إسحاق هذا الحديث عن نافع، عن صفية امرأة عبد الله بن عمر، عن أم سلمة، به.

فجعل راويه عن أم سلمة: صفيةَ امرأة عبد الله بن عمر، وزاد فيه:((آنِيَةَ الذَّهَبِ)).

رواه النسائي في (الكبرى 7048)، والطبراني في (الكبير 23/ 358/841) من طريق محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، به.

قلنا: وهذا إسناد خطأٌ؛ أخطأ فيه محمد بن إسحاق؛ لأنَّ المحفوظ عن نافع: ما رواه عنه مالك، وأيوب وعبيد الله بن عمر، والليث بن سعد، وموسى بن عقبة، وعبد الرحمن بن السراج، وغيرهم، عنه، عن زيد بن عبد الله بن عمر، عن عبد الله بن عبد الرحمن، عن أم سلمة، به، وليس في

ص: 205

أحاديثهم لفظة: ((الذَّهَبِ)). كما عند البخاري (5634)، ومسلم (2065)، وغيرهما.

وقد ذكر النسائي هذا الخلاف، ثم قال:((والصواب من ذلك كله حديث أيوب)) (السنن الكبرى 8/ 675).

يعني بذلك رواية أيوب السختياني ومن تابعه - كمالك - عن نافع، عن زيد بن عبد الله، به.

وقال ابن عدي: ((واختُلف على نافع إلى تمام عشرة ألوان، وكل ذلك خطأ، إِلَّا من رواه عن نافع عن زيد بن عبد الله بن عمر، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق، عن أم سلمة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو الصواب)) (الكامل في ضعفاء الرجال 5/ 398)، وانظر (علل الدارقطني 9/ 464 - 469).

ص: 206

رِوَايَةُ: زِيَادَةِ الْأَكْلِ:

• وَفِي رِوَايَةٍ: عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((إِنَّ الَّذِي يَأْكُلُ أَوْ يَشْرَبُ فِي آنِيَةِ الْفِضَّةِ وَالذَّهَبِ،

)).

[الحكم]:

صحيح (م).

[التخريج]:

[م (2065/ 1) "واللفظ له" / ش 24613/ طب (23/ 387 / 926) / محلى (2/ 223) / هق 7663/ استذ (26/ 276 - 268)].

[السند]:

قال مسلم: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، والوليد بن شجاع، قالا: حدثنا علي بن مُسْهِرٍ، عن عبيد الله، عن نافع، عن زيد بن عبد الله، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق، عن أم سلمة، به.

[تنبيه]:

روى مسلم هذا الحديث من طريق علي بن مُسْهِرٍ، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع؛ بسنده، وزاد فيه ذِكْر:((الْأَكْلِ، والذَّهَبِ)).

وعلي بن مُسْهِرٍ وإن كان ثقة ولكن ذكر الحافظ في (التقريب 4800): ((أنّ له غرائب))، فلعل هذه منها، وذلك أن جماعةً من الثقات الأثبات رووا هذا الحديث عن عبيد الله بن عمر بسنده، فلم يذكروا فيه هذه الزيادة، وهم:

1، 2 - يحيى بن سعيد القطان، ومحمد بن بشر، عند مسلم (2065).

3 -

أبو أسامة حماد بن أسامة، عند ابن أبي شيبة في (المصنف

ص: 207

24614).

4 -

القعنبي كما عند الطبراني في (المعجم الكبير 23/ 288/634).

5 -

عَبْدَةُ بن سليمان عند الطبراني في (المعجم الكبير 23/ 288/635).

فرووه خمستهم (القطان، ومحمد، والقعنبي، وعَبْدَةُ، وأبو أسامة) عن عبيد الله بن عمر، عن نافع بسنده، فلم يذكروا في حديثهم:((الأكل والذهب)).

وقد تابع عبيدَ الله جماعةٌ أثبات عن نافع فلم يذكروها، وهم:

1 -

مالك بن أنس كما عند البخاري (5634)، وغيره.

2، 3، 4، 5 - أيوب السختياني، وموسى بن عقبة، والليث بن سعد، وعبد الرحمن السراج عند مسلم (2065)، وغيره.

6 -

صخر بن جويرية كما عند أبي داود الطيالسي في (مسنده 1706)، وأبي القاسم البغوي في (الجعديات 3024)، وغيرهما.

7 -

جرير بن حازم عند أحمد في (المسند 26595)، وأبي عوانة في (المستخرج 8908)، وغيرهما.

سبعتهم (مالك، وأيوب، والليث، وموسى، والسراج، وصخر، وجرير) عن نافع بمثل رواية الجماعة عن عبيد الله.

قلنا: وقد أشار مسلم لشذوذ لفظة: ((الأكل والذهب)) فقال بعد أن ساق طرقه: ((وزاد في حديث علي بن مُسْهِرٍ، عن عبيد الله (أَنَّ الَّذِي يَأْكُلُ أَوْ يَشْرَبُ فِي آنِيَةِ الْفِضَّةِ والذَّهَبِ)، وليس في حديث أحدٍ منهم ذِكْر الأكل،

ص: 208

والذهب؛ إِلَّا في حديث ابن مُسْهِرٍ))، وانظر (الشافي في شرح مسند الشافعي 1/ 132)، و (الإمام لابن دقيق العيد 1/ 275).

وقال البيهقي: ((وذكر الأكل والذهب غير محفوظ في غير رواية علي بن مُسْهِرٍ)) (السنن الكبرى 1/ 78).

وقال أبو الوليد الباجي: ((وقد روى هذا الحديث علي بن مُسْهِرٍ عن عبيد الله بن عمر عن نافع فقال فيه الذي يأكل، أو يشرب في آنية الفضة والذهب ولم يذكر الأكل في هذا الحديث غير ابن مُسْهِرٍ)) (المنتقى شرح الموطإ 7/ 236).

وقال ابن الصلاح: ((وزاد مسلم في رواية غريبة: ((إِنَّ الَّذِي يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ فِي آنِيَةِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ)) (شرح مشكل الوسيط 1/ 120).

وقال الزيلعي، وصدر الدين المناوي:((ولم يذكر البخاري الأكل، ولا ذكر الذهب)) (نصب الراية 4/ 220)، و (كشف المناهج والتناقيح في تخريج أحاديث المصابيح 3/ 526)، وانظر (فيض القدير 2/ 382).

وقال الحافظ: ((تفرد بهذه الزيادة علي بن مُسْهِرٍ فيما قيل)) (التلخيص الحبير 1/ 83)، وقال أيضًا:((وله - أي مسلم - من رواية علي بن مُسْهِرٍ عن عبيد الله بن عمر العمري عن نافع: (إِنَّ الَّذِي يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ فِي آنِيَةِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ)، وأشار مسلم إلى تفرد علي بن مُسْهِرٍ بهذه اللفظة، أعني الأكل)) (الفتح 10/ 97).

وقال القسطلاني: ((لكن تفرد علي بن مُسْهِرٍ بقوله يأكل)) (إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري 8/ 335).

وقال الألباني: ((فهذه الزيادة شاذة من جهة الرواية وإن كانت صحيحة في

ص: 209

المعنى من حيث الدراية؛ لأن الأكل أخطر من الشرب)) (إرواء الغليل 1/ 69).

رِوَايَةُ: زِيَادَةِ إِلَّا أَنْ يَتُوبَ:

• وَفِي رِوَايَةٍ زَادَ: ((إِنَّ الَّذِي يَشْرَبُ فِي إِنَاءِ الْفِضَّةِ، إِنَّمَا يُجَرْجِرُ فِي بَطْنِهِ نَارَ جَهَنَّمَ، إِلَّا أَنْ يَتُوبَ)).

[الحكم]:

صحيح المتن دون قوله: ((إِلَّا أَنْ يَتُوبَ)) فشاذٌ.

[التخريج]:

[طب (23/ 388 / 928)].

[السند]:

قال الطبراني: حدثنا أحمد بن زهير التستري، ثنا عبيد الله بن سعد، ثنا عمي، حدثنا أبي، عن صالح بن كيسان، أنا نافع، أن زيد بن عبد الله أخبره، أن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر أخبره، أن أم سلمة رضي الله عنها

، به.

[التحقيق]:

هذا إسناد رجاله ثقات رجال البخاري؛ غير شيخ الطبراني؛ وهو أحمد بن يحيى بن زهير التستري؛ قال الذهبي: ((الإمام الحجة، المحدث البارع، علم الحفاظ، شيخ الإسلام)). (سير أعلام النبلاء 14/ 362).

ولذا رمز لصحته السيوطي في (الجامع الصغير 2092)، وصححه الألباني

ص: 210

في (الصحيحة 3417)،

قلنا: ولكن قوله: ((إِلَّا أن يتوب)) تفرد بذكرها صالح بن كيسان،

قلنا: ولكن قوله: ((إِلَّا أَنْ يَتُوبَ)) تفرد بذكره صالح بن كيسان،

وخالفه مالك وأيوب وعبيد الله بن عمر وموسى بن عقبة والليث بن سعد، وعبد الرحمن السراج، وصخر بن جويرية، وغيرهم، فرووا الحديث عن نافع بدونها، كما سبق قريبًا.

فالراجح: أن هذه الزيادة شاذة؛ لتفرد صالح بها، ومخالفة الجماعة المتقدم ذكرهم له فلم يذكروها، وفيهم أثبت أصحاب نافع وهم مالك وأيوب وعبيد الله، بخلاف صالح فقد عدَّه النسائي من الطبقة الثانية بعدهم، انظر (شرح علل الترمذي 615 - 619).

ص: 211

474 -

حَدِيثُ بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:

◼ عَنْ بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((الَّذِي يَشْرَبُ فِي إِنَاءِ الْفِضَّةِ إِنَّمَا يُجَرْجِرُ فِي بَطْنِهِ نَارَ جَهَنَّمَ)).

[الحكم]:

صحيح المتن من حديث أم سلمة.

[التخريج]:

[كن (رواية أبي علي الأسيوطي/تحفة 13/ 19)].

[السند]:

رواه النسائي في (السنن الكبرى/ رواية أبي علي الأسيوطي): عن إسماعيل بن مسعود، عن خالد بن الحارث، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن زيد بن عبد الله، عن عبد الله بن عبد الرحمن، عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، به. ولم يسم أم سلمة.

[التحقيق]:

هذا إسناد صحيح؛ رجاله ثقات، ولكن خالف خالد بن الحارث، جماعة أثبات عن عبيد الله، فسموا صحابية الحديث أم سلمة، وهم:

1، 2، 3 - يحيى بن سعيد القطان، وعلي بن مُسْهِرٍ، ومحمد بن بشر، عند مسلم (2065).

4 -

أبو أسامة حماد بن أسامة، عند ابن أبي شيبة في (المصنف 24614).

5 -

القعنبي كما عند الطبراني في (المعجم الكبير 23/ 288/634).

6 -

عَبْدَةُ بن سليمان عند الطبراني في (المعجم الكبير 23/ 288/

ص: 212

635).

ستتهم (القطان، ومحمد، وابن مُسْهِرٍ، والقعنبي، وعبدة، وأبو أسامة) عن عبيد الله بن عمر عن نافع، عن زيد بن عبد الله، عن عبد الله بن عبد الرحمن، عن أم سلمة رضي الله عنها.

وتابع عبيد الله علي ذلك، مالك وأيوب السختياني، وموسى بن عقبة والليث بن سعد، وعبد الرحمن السراج، وغيرهم فذكروا صحابية الحديث:((أم سلمة رضي الله عنها) انظر البخاري (5634)، ومسلم (2065)، وغيرهما.

ص: 213

475 -

حَدِيثُ أُمِّ سَلَمَةَ وَصَفِيَّةَ:

◼ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ وَصَفِيَّةَ قَالَتَا: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((الَّذِي يَشْرَبُ في إِنَاءِ الْفِضَّةِ يُجَرْجِرُ في بَطْنِهِ نَارَ جَهَنَّمَ)).

[الحكم]:

صحيح المتن عن أم سلمة، وإسناده ضعيف معلول، وأعله النسائي، وابن عدي، والدارقطني.

[التخريج]:

[طب (23/ 215 / 392)].

[السند]:

أخرجه الطبراني في (الكبير) قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، ثنا سليمان بن عمر بن خالد، ثنا محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن نافع، عن صفية بنت أبي عبيد، عن أم سلمة، وصفية، به.

[التحقيق]:

هذا إسناد ضعيف؛ فيه علتان:

الأولى: سليمان بن عمر بن خالد؛ ذكره ابن أبي حاتم في (الجرح والتعديل 4/ 131)، وأبو أحمد الحاكم في (الأسامي والكنى 1/ 303)، ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا، وذكره ابن حبان في (الثقات 8/ 280)، وذكره ابن قطلوبغا في (الثقات 5/ 121) ونقل عن مسلمة قوله:((لا بأس به)).

قلنا: فالذي يظهر والعلم عند الله أنه إلى الجهالة أقرب، ولذا قال ابن القطان الفاسي:((لا تعرف حاله)) (بيان الوهم والإيهام 5/ 85).

ص: 214

العلة الثانية: أن محمد بن إسحاق أخطأ في إسناده، والمحفوظ فيه عن نافع: ما رواه عنه مالك، وأيوب، وعبيد الله بن عمر، وجماعة، عنه، عن زيد بن عبد الله بن عمر، عن عبد الله بن عبد الرحمن، عن أم سلمة، به. ورجحه النسائي وابن عدي، كما تقدم بيانه قريبًا.

ص: 215

476 -

حَدِيثُ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ:

◼ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: ((نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْأَكْلِ وَالشُّرْبِ فِي إِنَاءِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ)).

[الحكم]:

رجاله ثقات، ولكن فيه غرابة، وصححه الضياء، وحسنه الحافظ، والسيوطي، وصححه الألباني.

[التخريج]:

[كن 6806 "واللفظ له" / طهم 55/ منذ 246/ طس 8020/ هق 105/ ضيا (4/ 383 - 384/ 1550، 1551)].

[السند]:

قال النسائي في (الكبرى): أخبرنا أحمد بن حفص بن عبد الله النيسابوري، قال: حدثني أبي، قال: حدثني إبراهيم - هو ابن طهمان -، عن الحجاج بن الحجاج، عن أنس بن سيرين، عن أنس بن مالك، به.

ورواه ابن طهمان في (مشيخته) - وهي من رواية حفص بن عبد الله عنه -: عن الحجاج بن الحجاج، عن أنس بن سيرين، به.

ورواه ابن المنذر في (الأوسط)، والطبراني في (الأوسط): عن موسى بن هارون، عن أحمد بن حفص، ثنا أبي، به.

ورواه البيهقي في (السنن الكبير) قال: حدثنا أبو عبد الرحمن السلمي إملاء، أخبرنا أحمد بن علي بن الحسن، حدثنا قطن بن إبراهيم، حدثنا حفص بن عبد الله، حدثنا إبراهيم بن طهمان، به

فمداره - عندهم - على حفص بن عبد الله، عن إبراهيم بن طهمان، عن الحجاج بن الحجاج، به.

ص: 216

قال الطبراني - عقبه -: ((لم يرو هذا الحديث عن أنس بن سيرين إِلَّا الحجاج بن الحجاج، تفرد به: إبراهيم بن طهمان، ولا يروى عن أنس بن مالك في النهي عن الأكل والشرب في آنية الذهب والفضة إِلَّا بهذا الإسناد)).

[التحقيق]:

هذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين، غير حفص بن عبد الله فمن رجال البخاري وحده.

ولذا صححه الضياء بإخراجه في (المختارة).

وحسن إسناده ابن حجر في (التلخيص 1/ 84)، ورمز له السيوطي بالحسن في (الجامع الصغير 9334).

وصححه الألباني في (الصحيحة 3568)، وفي (صحيح الجامع 6866).

قلنا: ولكن إبراهيم بن طهمان، مع ثقته له غرائب، وقد أغرب بهذا الحديث، كما تقدم كلام الطبراني؛ وقد روي عن أنس بن سيرين، عن أنس موقوفًا:

أخرجه البيهقي في (السنن الكبير 106) قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان، أخبرنا أحمد بن عبيد الصفار، حدثنا أحمد بن عمرو القطراني، حدثنا عبد الواحد بن غياث، حدثنا عبد الواحد بن زياد، حدثنا يونس بن عبيد، عن أنس بن سيرين قال:((كُنْتُ مَعَ أَنَسِ بن مَالِكٍ عِنْدَ نَفَرٍ مِنَ المَجُوسِ قَالَ: فَجِيئَ بِفَالَوْذَجٍ عَلَى إِنَاءٍ مِنْ فِضَّةٍ، قَالَ: فَلَمْ يَأْكُلْهُ. فَقِيلَ لَهُ: حَوِّلْهُ. قَالَ: فَحَوَّلَهُ عَلَى إِنَاءٍ مِنْ خَلَنْجٍ وَجيئَ بِهِ فَأَكَلَهُ)).

وهذا إسناد جيد. والله أعلم.

ص: 217

477 -

حَدِيثُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ:

◼ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، قَالَ: شَهِدْتُ عُمَرَ بن الْخطاب دخل عَلَيْهِ عَبْدُ الرَّحْمَن بْنُ عَوْفٍ وَعَلَيْهِ قَمِيصٌ مِنْ حَرِيرٍ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: دَعْ هَذَا عَنْكَ، أَوِ انْزَعْ هَذَا؛ فَإِنَّهُ ذَكَرَ - يَعْنِي النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:((مَنْ لَبِسَ الْحَرِيرَ وَالدِّيبَاجَ فِي الدُّنْيَا؛ لَمْ يَلْبَسْهُ فِي الآخِرَةِ، وَمَنْ شَرِبَ فِي آنِيَةِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ فِي الدُّنْيَا؛ لَمْ يَشْرَبْ فِيهَا فِي الآخِرَةِ))، فَقَالَ عبد الرَّحْمَن بْنُ عَوْفٍ: إِنِّي لأَرْجُو أَنْ أَلْبَسَهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ.

[الحكم]:

معلول.

[الفوائد]:

قال ابن كثير: ((قول عبد الرحمن يُحمل على ما أباحه له رسول الله صلى الله عليه وسلم من لبس الحرير لأجل الحكة التي حصلت له وللزبير بن العوام رضي الله عنهما

(1)

)) (مسند الفاروق 1/ 282).

[التخريج]:

[شا (مسند الفاروق 1/ 282)، (كبير 10/ 132) / ضيا (1/ 271/ 159) "واللفظ له"].

[السند]:

رواه أبو سعيد الهيثم بن كليب الشاشي في (مسنده) - كما في (مسند

(1)

يشير إلى حديث أنس رضي الله عنه: ((أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَخَّصَ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ وَالزُّبَيْرِ، فِي قَمِيصٍ مِنْ حَرِيرٍ، مِنْ حِكَّةٍ كَانَتْ بِهِمَا))، أخرجه البخاري (2919) - واللفظ له -، ومسلم (2076/ 25).

ص: 218

الفاروق) لابن كثير، و (جمع الجوامع) للسيوطي، ومن طريق الشاشي: الضياء في (الأحاديث المختارة)

(1)

- قال: حدثنا ابن المنادي - هو محمد بن عبيد الله -، حدثنا وهب بن جرير، حدثنا شعبة، عن أبي بكر بن حفص، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة، به.

[التحقيق]:

هذا إسناد رجاله ثقات؛ رجال الشيخين.

ولذا أخرجه الضياء المقدسي في (الأحاديث المختارة)، وجوَّده ابن كثير في (مسند الفاروق).

قلنا: لكن خولف وهب بن جرير في إسناده، ومتنه:

خالفه يحيى بن سعيد القطان فرواه عن شعبة، قال: حدثني أبو بكر بن حفص، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة، قال:((دخل ابن عوف على عمر رضي الله عنهما، وعليه قميص حرير، فقال عمر: ((ذُكِر لي أَنَّه مَنْ لَبِسَ الْحَرِيرَ فِي الدُّنْيَا لَمْ يَلْبَسْهُ فِي الْآخِرَةِ)). قال عبد الرحمن: إني لأرجو أن ألبسه في الدنيا والآخرة)). أخرجه مسدد في (مسنده) - كما في (إتحاف الخيرة 4015)، و (المطالب العالية 2244) -.

قال البوصيري: ((هذا إسناد رواته ثقات)) (إتحاف الخيرة 4015)

قلنا: فليس في رواية يحيى هذه ذِكْر النبي صلى الله عليه وسلم، ولا ذِكْر آنية الذهب والفضة.

ورواية يحيى القطان أرجح؛ فقد لازم شعبة عشرين سنة، وكان شعبة

(1)

ولم نقف عليه في المطبوع من (مسند الشاشي).

ص: 219

يُحَكِّمه على نفسه في هذا العلم، فروى ابن أبي حاتم بسنده إلى عبد الرحمن بن مهدي قال: ((اختلفوا يومًا عند شُعبة، فقالوا: اجعل بيننا وبينك حكمًا، فقال: قد رضيت بالأحول، يعني: يحيى بن سعيد القطان، فما برحنا حتى جاء يحيى فتحاكموا إِليه فقضى على شعبة، فقال له شعبة: ومن يطيق نقدك - أو من له مثل نقدك - يا أحول؟ .

قال أبو محمد - أي ابن أبي حاتم -: ((هذه غاية المنزلة إذ اختاره شعبة من بين أهل العلم ثم بلغ من دالته بنفسه وصلابته في دينه أَن قضى على شعبة)) (الجرح والتعديل 1/ 232).

قلنا: وأما رواية وهب بن جرير عن شعبة؛ فقد كان عفان وابن مهدي وأحمد يتكلمون فيها.

فقال عبد الله بن أحمد: ((سمعت أبي يقول: قال عبد الرحمن بن مهدي: ها هنا قوم يُحدِّثون عن شعبة ما رأيتهم، قلت له: من يعني بهذا؟ قال: وهب بن جرير. قال أبي: ما رُئِيَ وهبٌ عند شعبة؛ ولكن كان صاحب سُنَّة، حَدَّث - زعموا - عن شعبة نحوًا من أربعة آلاف حديثٍ. قال عفان: هذه أحاديث الرصاصي.

قلت لأبي: ما هذا الرصاصي؟ قال: كان إنسان بالبصرة يقال له: الرصاصي، وكان قد سمع من شعبة حديثًا كثيرًا. قال أبي: قال وهب بن جرير: كتبَ لي أبي إلى شعبة فكنتُ أجيء فأسأله)) (العلل ومعرفة الرجال 2387).

ونقل الآجري عن أبي داود قال: ((عند وهب بن جرير، عن شعبة أربعة آلاف حديثٍ. قال عفان: كاد وهب أن يقول: حدثنا شعبة.

ص: 220

قال الآجري: وسمعت أبا داود يقول: قال عبد الرحمن بن مهدي: رجال يحدثون عن شعبة ما رأيناهم عند شعبة ولا ولا؛ يعني: وهب بن جرير)) (سؤالات الآجري 980).

قال الذهبي في ترجمة وهب: ((ثقة محتج به وقد ضُعِّف في شعبة)) (ذكر أسماء من تكلم فيه وهو موثق 365)، وقال في (الرواة الثقات المتكلم فيهم بما لا يوجب ردهم 84):((ثقة حافظ، حديثه في الكتب، ضُعّف في شعبة، نعم ما هو كغندر)).

* * *

ص: 221

478 -

حَدِيثٌ آخَرَ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ:

◼ عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ: غَزَوْتُ مَعَ عُمَرَ رضي الله عنه الشَّامَ، فَنَزَلْنَا مَنْزِلًا، فَجَاءَ دِهْقَانٌ يُسْتَدَلُّ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ حَتَّى أَتَاهُ، فَلَمَّا رَأَى الدِّهْقَانُ عُمَرَ سَجَدَ، فَقَالَ عُمَرُ: مَا هَذَا السُّجُودُ؟ فَقَالَ: هَكَذَا نَفْعَلُ بِالْمُلُوكِ، فَقَالَ عُمَرُ: اسْجُدْ لِرَبِّكَ الَّذِي خَلَقَكَ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَنِّي قَدْ صَنَعْتُ لَكَ طَعَامًا فَأْتِنِي، قَالَ: فَقَالَ عُمَرُ: هَلْ فِي بَيْتِكَ مِنْ تَصَاوِيرِ الْعَجَمِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: لا حَاجَةَ لَنَا فِي بَيْتِكَ، وَلَكِنِ انْطَلِقْ فَابْعَثْ لَنَا بِلَوْنٍ مِنَ الطَّعَامِ، وَلا تُزِدْنَا عَلَيْهِ، قَالَ: فَانْطَلَقَ فَبَعَثَ إِلَيْهِ بِطَعَامٍ فَأَكَلَ مِنْهُ، ثُمَّ قَالَ عُمَرُ لِغُلامِهِ: هَلْ فِي إِدَاوَتِكَ شَيْءُ مِنْ ذَلِكَ النَّبِيذِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَابْعَثْ لَنَا، فَأَتَاهُ فَصَبَّهُ فِي إِنَاءٍ، ثُمَّ شَمَّهُ فَوَجَدَهُ مُنْكَرَ الرِّيحِ، فَصَبَّ عَلَيْهِ مَاءً، ثُمَّ شَمَّهُ فَوَجَدَهُ مُنْكَرَ الرِّيحِ، فَصَبَّ عَلَيْهِ الْمَاءَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ شَرِبَهُ، ثُمَّ قَالَ: إِذَا رَابَكُمْ فِي شَرَابِكُمْ شَيْءٌ فَافْعَلُوا بِهِ هَكَذَا، ثُمَّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: ((لا تَلْبَسُوا الدِّيبَاجَ وَالْحَرِيرَ، وَلا تَشْرَبُوا فِي آنِيَةِ الْفِضَّةِ وَالذَّهَبِ، فَإِنَّهَا لَهُمْ فِي الدُّنْيَا، وَلَنَا فِي الآخِرَةِ)).

[الحكم]:

المرفوع صحيح من حديث حذيفة، وأما حديث عمر فمنكر، وأعله الدارقطني - وأقره ابن الملقن -، وضعفه الذهبي، وابن كثير، وابن حجر.

[التخريج]:

[سعد (8/ 217) "مقتصرًا على المرفوع" / ك 4538 "واللفظ له" / مسد (خيرة 3563)، (مط 1831) / كر (23/ 153، 154)].

ص: 222

[السند]:

قال ابن سعد في (الطبقات): أخبرنا عفان بن مسلم، قال: حدثنا أبو الأحوص، عن مسلم الأعور، عن أبي وائل، قال: غزوت مع عمر بن الخطاب الشام، فذكره مقتصرًا على المرفوع.

ورواه مسدد في (مسنده) - ومن طريقه الحاكم -: عن أبي الأحوص، به مطولًا.

ورواه ابن عساكر من طريق الأعور به

(1)

.

فمداره عندهم على مسلم الأعور عن أبي وائل، به.

[التحقيق]:

هذا إسناد ضعيف جدًّا؛ فيه ثلاث عللٍ:

الأولى: مسلم بن كيسان الأعور؛ قال البخاري: ((ضعيف، ذاهب الحديث، لا أروي عنه))، وقال النسائي والفلاس وابن الجنيد والدارقطني:((متروك))، وضعفه أكثر العلماء، انظر (تهذيب التهذيب 10/ 135 - 136).

ومع ذلك قال الحاكم عقبه: ((صحيح الإسناد ولم يخرجاه))! .

فتعقبه الذهبي بقوله: ((مسلم تركوه)) (المستدرك مع التلخيص 3/ 82 - 83 ط المعرفة).

وقال ابن كثير: ((لكن مسلم الأعور: ضعفوه، فقال أحمد بن حنبل: لا يكتب حديثه. وقال البخاري: يتكلمون فيه)) (مسند الفاروق 2/ 381).

(1)

إلا أن في أصله بياض أخفى الراوي عن مسلم عنده، ولكن الظاهر أنه أبو الأحوص، فهو المعروف بروايته عن مسلم، كما سيأتي في كلام الدارقطني.

ص: 223

ورغم هذا قال البوصيري: ((هذا إسناد رواته ثقات))! .

العلة الثانية: المخالفة؛ فقد خُولِف مسلم فيه؛ خالفه الأعمش فرواه عن أبي وائل، عن حذيفة، به. كما عند البزار في (مسنده 2877)، والمحاملي في (أماليه رواية ابن البيع 317)، وغيرهما، وقد تقدم قريبًا، وصوَّبه الدارقطني كما سيأتي.

العلة الثالثة: أنَّ مسلمًا رغم ضعفه؛ فقد اضطرب فيه أيضًا.

قال الدارقطني: ((

كذلك رواه جماعة من الحفاظ، عن أبي الأحوص، عن مسلم الأعور، عن أبي وائل أنه سمعه من عمر.

ورواه جرير بن عبد الحميد، عن مسلم الأعور، عن أبي وائل، عن رجل من قومه، عن عمر.

ومسلم الأعور ضعيف، وهذا الحديث يرويه الأعمش، عن أبي وائل، عن حذيفة، عن النبي صلى الله عليه وسلم. وحديث الأعمش أولى بالصواب)) (العلل 189).

وأقره ابن الملقن في (البدر المنير 1/ 623).

وضعفه الحافظ ابن حجر في (التلخيص الحبير 1/ 84).

ص: 224

479 -

حَدِيثُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ:

◼ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله تعالى عنه قَالَ: ((إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْ آنِيَةِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ؛ أَنْ يُشْرَبَ فِيهَا، وَأَنْ يُؤْكَلَ فِيهَا، وَنَهَى عَنِ الْقَسِّيِّ، وَالْمِيثَرَةِ، وَعَنْ ثِيَابِ الْحَرِيرِ، وَخَاتَمِ الذَّهَبِ)).

[الحكم]:

إسناده ضعيف معل.

[التخريج]:

[قط 97 / هق 104].

[السند]:

أخرجه الدارقطني - ومن طريقه البيهقي - قال: نا يحيى بن محمد بن صاعد، نا مسلم بن حاتم الأنصاري بالبصرة، نا أبو بكر الحنفي، نا يونس بن أبي إسحاق، عن أبي بردة، قال: انطلقت أنا وأبي إلى علي بن أبي طالب، فقال لنا:

فذكره.

[التحقيق]:

هذا إسناد ضعيف؛ فيه: يونس بن أبي إسحاق، قال عبد الله بن أحمد: سألت أبي عن عيسى بن يونس؛ فقال: عيسى بن يونس يسأل عنه! قلت: فأبوه يونس؟ قال: كذا وكذا. وقال أبي مرة أخرى: يونس بن أبي إسحاق حديثه مضطرب)) (الضعفاء الكبير للعقيلي 4/ 309).

قال الذهبي - معلقًا على قول أحمد (كذا وكذا) -: ((هذه العبارة يستعملها عبد الله بن أحمد كثيرًا فيما يجيبه به والده، وهى بالاستقراء كناية عمن فيه لين)) (ميزان الاعتدال (4/ 483).

ص: 225

وقال أحمد - أيضًا -: ((حديثه فيه زيادة على حديث الناس)) (الجرح والتعديل 9/ 244).

وقال يحيى القطان: ((كانت فيه غفلة شديدة))، وقال أبو حاتم:((كان صدوقًا إِلَّا أنه لا يحتج بحديثه))، ووثقه ابن معين، وقال النسائي:((لا بأس به)) (تهذيب التهذيب 11/ 433 - 434)،

وقال أبو أحمد الحاكم: ((ربما يهم في روايته)) (الأسامي والكنى 1/ 404).

ولخص حاله ابن حجر فقال: ((صدوق يهم قليلًا)) (التقريب 7899)،

قلنا: وقد خولف يونس في متن حديثه هذا، خالفه عاصم بن كليب، فرواه عن أبي بردة، عن علي، قال:((نَهَانِي - يَعْنِي: النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَنْ أَجْعَلَ خَاتَمِي فِي هَذِهِ، أَوِ الَّتِي تَلِيهَا - لَمْ يَدْرِ عَاصِمٌ فِي أَيْ الثِّنْتَيْنِ - وَنَهَانِي عَنْ لُبْسِ الْقَسِّيِّ، وَعَنْ جُلُوسٍ عَلَى الْمَيَاثِرِ)). أخرجها مسلم في (الصحيح 2078/ 64)، وليس فيها ذكر الآنية.

قلنا: وفي الطريق إلى يونس: مسلم بن حاتم الأنصاري؛ روى حديثًا مطولًا في وصية النبي صلى الله عليه وسلم لأنس، رواه عنه ابن صاعد، وهو حديث منكر جدًّا كما قال الذهبي في (ميزان الاعتدال 4/ 512)، ولكن مسلم هذا من شيوخ أبي داود والترمذي، وقد وثقه الترمذي، كما في (تهذيب الكمال 27/ 497)، والطبراني كما (المعجم الصغير 2/ 103) عقب الحديث المذكور في وصية أنس، وذكره ابن حبان في (الثقات 9/ 158) وقال:((ربما أخطأ))، ولذا قال الحافظ:((صدوق ربما وهم)) (التقريب 6621).

والحديث قال فيه الذهبي: ((سنده صالح وهو في سنن الدارقطني)) (المهذب

ص: 226

1/ 29).

وقال ابن الملقن: ((رواه الدارقطني، بإسناد جيد)) (البدر المنير 1/ 627).

وقال الحافظ: ((رواه الدارقطني بإسناد قوي)) (التلخيص الحبير 1/ 84).

ص: 227

480 -

حَدِيثُ حُذَيْفَةَ وَابْنِ مَسْعُودٍ:

◼ عَنْ حُذَيْفَةَ، وَعَبدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنهما قَالَا:((نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ آنِيَةِ الذَّهَبِ والْفِضَّةِ)).

[الحكم]:

صحيح المتن من حديث حذيفة، غريب من حديث عبد الله بن مسعود، واستغربه الدارقطني.

[التخريج]:

[فقط (الثالث 4)].

[السند]:

قال الدارقطني: حدثنا أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد، حدثنا عمر بن محمد بن الحسن الأسدي، حدثنا أبي، حدثنا محمد بن عبيد الله، عن الحكم، عن أبي وائل، عن حذيفة، وعبد الله بن مسعود، به.

[التحقيق]:

هذا إسناد ضعيف جدًّا؛ آفته: محمد بن عبيد الله العرزمي، وهو:((متروك)) (التقريب 6108).

وفيه أيضًا: محمد بن الحسن بن الزبير الأسدي: ((صدوق فيه لين)) (التقريب 5816).

قال الدارقطني: ((هذا حديث غريب من حديث الحكم بن عتيبة، عن أبي وائل، عن حذيفة بن اليمان، وعبد الله بن مسعود، تفرد به محمد بن عبيد الله بن أبي سليمان العرزمي عنه ولا نعلم حدث به عنه غير محمد بن الحسن بن الزبير الأسدي)).

ص: 228

481 -

حَدِيثُ عَائِشَةَ:

◼ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((مَنْ شَرِبَ فِي إِنَاءِ فِضَّةٍ فَكَأَنَّمَا يُجَرْجِرُ فِي بَطْنِهِ نَارَ جَهَنَّمَ)).

[الحكم]:

صحيح المتن من حديث أم سلمة، وهذا إسناد معلول، وأعله النسائي، وابن عدي، والدارقطني - ووافقه ابن حجر -، وابن عبد البر، والمزي.

[التخريج]:

[كن 7049 / جه 3437 "واللفظ له" / حم 24662 / طس 1847، 2459 / جعد 1549 / تمهيد (16/ 103)].

[التحقيق]:

مدار هذا الحديث على سعد بن إبراهيم، واختُلف عليه، على خمسة وجوه:

الوجه الأول:

رواه أحمد في (المسند 24662) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن نافع، عن امرأة ابن عمر، عن عائشة، به.

ورواه النسائي في (السنن الكبرى 7049)، وابن ماجه في (السنن 3437)، وابن عبد البر في (التمهيد 16/ 103)، وغيرهم من طريق شعبة، به.

وتابع شعبة على هذا الوجه، الثوري، واختُلف عليه:

فرواه الطبراني في (الأوسط 1847) قال: حدثنا أحمد، قال: نا هاشم بن عبد العزيز البغدادي، قال: نا عبد الرزاق، قال: نا سفيان

ص: 229

الثوري، عن سعد بن إبراهيم، به، مرفوعًا.

وهذا إسناد رجاله ثقات غير هاشم بن عبد العزيز البغدادي؛ فلم نعرفه، وفي (تاريخ بغداد 16/ 104) يروي عن روح بن عبادة، وعنه: أبو لبيد السامي السرخسي. ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا. فلعله هو.

فهو مجهول على كل حال.

إلا أن الدارقطني جزم بهذا الوجه عن الثوري ولم يحك عنه خلافًا (العلل 8/ 444/ س 3794)، وقد روى عن الثوري موقوفًا، وهو:

الوجه الثاني:

رواه النسائي في (الكبرى 7050) قال: أخبرنا عَبْدَةُ بن عبد الله، قال: أخبرنا أبو داود، قال: حدثنا سفيان، عن سعد، عن نافع، عن صفية، قالت عائشة:((مَنْ شَرِبَ فِي إِنَاءِ فِضَّةٍ فَإِنَّمَا يُجَرْجِرُ فِي بَطْنِهِ نَارًا)).

هذا إسناد رجاله ثقات، وتابع الثوري علي وقفه، قيس بن الربيع كما في (العلل للدارقطني 9/ 464 - 465).

الوجه الثالث: مِسْعَر، عن سعد بن إبراهيم، عن نافع، عن ابن عمر، عن عائشة، رضي الله عنها، مرفوعًا. ذكره الدارقطني في (العلل 8/ 444)، وقال:((ووهم في قوله: عن ابن عمر، وإنما رواه عن امرأة ابن عمر)).

الوجه الرابع: رواه إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن نافع، عن عائشة، موقوفًا، ولم يذكر بين نافع، وعائشة، أحدًا. ذكره الدارقطني في (العلل 8/ 444).

الوجه الخامس: رواه عمران بن زيد التغلبي، عن سعد بن إبراهيم، عن سالم، عن عائشة، مرفوعًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم. فجعل راويه عن عائشة: سالم بن عبد الله.

ص: 230

أخرجه الطبراني في (الأوسط 2459) من طريق عبد الله بن رجاء، عن عمران التغلبي، به.

وعمران التغلبي: ((لين)) كما في (التقريب 5156).

قال الدارقطني: ((والصحيح عن سعد ما قاله شعبة، والثوري)) (العلل 8/ 444).

قلنا: إلا أن الراجح عنه الثوري الوقف، كما تقدم.

والذي يظهر - لنا - أن سعد بن إبراهيم قد اضطرب فيه، ولم يضبطه، فجل الأوجه عنه رواتها ثقات، وقد خالفه جماعةٌ أثبات لم يختلفوا فيما بينهم على إسناده فجعلوه: عن نافع، عن زيد بن عبد الله بن عمر، عن عبد الله بن عبد الرحمن، عن أم سلمة، به، مرفوعًا؛ كذلك قال مالك، وأيوب، وعبيد الله بن عمر، والليث بن سعد، وموسى بن عقبة، وعبد الرحمن بن السراج، وغيرهم، عن نافع، عن زيد بن عبد الله بن عمر، عن عبد الله بن عبد الرحمن، عن أم سلمة، به.

وروايتهم في البخاري (5634)، ومسلم (2065)، وغيرهما، كما سبق في حديث صفية وأم سلمة.

ولذا قال النسائي - عقب ذكر بعض هذا الخلاف -: ((والصواب من ذلك كله حديث أيوب)) (السنن الكبرى 8/ 675).

يعني بذلك رواية أيوب السختياني ومن تابعه كمالك عن نافع عن زيد بن عبد الله به.

وقال ابن عدي: ((واختلف على نافع إلى تمام عشرة ألوان، وكل ذلك خطأ، إِلَّا من رواه عن نافع عن زيد بن عبد الله بن عمر، عن عبد الله بن

ص: 231

عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق، عن أم سلمة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو الصواب)) (الكامل في ضعفاء الرجال 5/ 398).

وقال الدارقطني: ((والصحيح عن نافع: عن زيد بن عبد الله، عن عبد الله بن عبد الرحمن، عن أم سلمة)) انظر: (العلل 5/ 366 - 367، 8/ 446).

وقال المزي: ((ورواه أيوب وعبيد الله بن عمر، عن نافع، عن زيد بن عبد الله بن عمر، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر، عن أم سلمة. وهو المحفوظ)) (تحفة الأشراف 12/ 400)، ثم ذكر كلام النسائي وأقره.

ووافقه ابن حجر في (التلخيص الحبير 1/ 83) وقال: ((فرجع الحديث إلى حديث أم سلمة)).

قلنا: وهذا ما اعتمده صاحبا الصحيحين، كما تقدم في حديث أم سلمة.

وقال ابن عبد البر: ((وأما إسناد شعبة في هذا الحديث فيحتمل أن يكون إسنادًا آخرا، ويحتمل أن يكون خطأ وهو الأغلب، والله أعلم. والإسناد الذي يجب العمل به في هذا الحديث وتقوم به الحجة إسناد مالك في ذلك)) (التمهيد 16/ 103 - 104).

وقد فهم ابنُ الملقن كلامَ الدارقطنيِّ علي غير وجهه، فقال ابن الملقن - بعد أن ذكر كلام الدارقطني -:((وفيه رد على قول أبي عمر بن عبد البر: إنه يحتمل أن يكون إسناد شعبة خطأ، وأنه الأغلب. فقد قال الدارقطني: إنه الصحيح)) (البدر المنير 1/ 626).

قلنا: إنما يقصد الدارقطني الصحيح على إبراهيم بن سعد؛ لا الصحيح مطلقًا، فقد رجَّح الدارقطني نفسه: ما رواه مالك ومن تابعه على نافعٍ، في

ص: 232

كون الحديث من مسند أم سلمة رضي الله عنها، وسبقه إلى ذلك النسائي وابن عدي، والله أعلم.

ولم يتنبه لهذا الإعلال البوصيري في (مصباح الزجاجة 4/ 44)، والألباني في (الإرواء 1/ 69) فصححا الإسناد! .

ص: 233

482 -

حَدِيثٌ آخَرَ عَنْ عَائِشَةَ:

◼ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنه، قَالَتْ:((نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ خَمْسٍ: لُبْسِ الْحَرِيرِ، وَالذَّهَبِ، وَالشُّرْبِ فِي آنِيَةِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، وَالْمِيثَرَةِ الْحَمْرَاءِ، وَلُبْسِ الْقَسِّيِّ))، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ شَيْءٌ ذَفِيفٌ

(1)

مِنَ الذَّهَبِ يُرْبَطُ بِهِ الْمَسَك أَوْ يُرْبَطُ بِهِ؟ قَالَ: ((لَا اجْعَلِيهِ فِضَّةً وَصَفِّرِيهِ بِشَيْءٍ مِنْ زَعْفَرَانٍ)).

[الحكم]:

ضعيف بهذا السياق.

[اللغة]:

(ذَفِيفٌ): قال ابن الأثير: ((شَيْءٌ ذَفِيفٌ يُرْبَط بِهِ المسك أَيْ قلِيل يُشّدُّ بِهِ)) (النهاية في غريب الحديث والأثر 2/ 162).

[التخريج]:

[حم 25911 "واللفظ له" / عل 4789 / عد (4/ 395 - 396) / دلائل (توضيح 28/ 63) / بنس 58 / كر (16/ 382) / ملحمي (ق 150/ب)].

[السند]:

قال أحمد في (المسند) - ومن طريقه ابن عدي في (الكامل)، والسرقسطي في (الدلائل)، وابن عساكر في (تاريخ دمشق) -: حدثنا معمر بن سليمان، عن خصيف، عن مجاهد، عن عائشة، به.

ورواه أبو يعلى في (المسند) قال: حدثنا عمرو الناقد، حدثنا معمر بن

(1)

تصحف في بعض المصادر إلى (دقيق)، وفي بعضها إلى (دفيف).

ص: 234

سليمان الرقي، به.

ومداره - عندهم - على معمر بن سليمان الرقي عن خصيف عن مجاهد، به.

[التحقيق]:

هذا إسناد ضعيف؛ فيه: خصيف بن عبد الرحمن الجزرى؛ ضعفه الجمهور، وقال الحافظ:((صدوق سيئ الحفظ، خلط بأخرة، ورُميَ بالإرجاء)) (التقريب 1718).

وقال الهيثمي: ((رواه أحمد، وأبو يعلى، وفيه خصيف، وفيه ضعف، ووثقه جماعة)) (المجمع 8682).

ص: 235

483 -

حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ:

◼ عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: ((مَنْ شَرِبَ فِي إِنَاءٍ مِنْ فِضَّةٍ فَإِنَّمَا يُجَرْجِرُ فِي بَطْنِهِ نَارَ جَهَنَّمَ)).

[الحكم]:

صحيح المتن من حديث أم سلمة، وإسناده ضعيف معلول، وأعله النسائي - ووافقه المزي -، وابن عدي، والدارقطني، وابن حجر.

[التخريج]:

[عد (5/ 398)].

[السند]:

قال ابن عدي في (الكامل): ثنا حدثنا محمد بن أحمد بن هارون الدقاق، حدثنا ابن أبي العوام، حدثنا سلمة بن سليمان، حدثنا عبد العزيز بن أبي رَوَّاد، عن نافع، عن أبي هريرة، به.

[التحقيق]:

هذا إسناد ضعيف؛ فيه علتان:

الأولى: سلمة بن سليمان الموصلي؛ ضعفه الأزدي كما في (الميزان 2/ 190)، وقال ابن عدي - عقبه الحديث -: ((ولسلمة بن سليمان الموصلي أحاديث وليس بالكثير وليس هو بذلك المعروف

وبعض ما يرويه لا يتابعه عليه أحد)).

الثانية: مع ضعف سلمة فقد خولف في سنده، خالفه: الضحاك بن مخلد، وأبو أحمد الزبيري كما في (العلل للدارقطني 5/ 366 - 367)، فرويا الحديث عن عبد العزيز بن أبي رَوَّاد عن نافع عن أبي هريرة، قوله،

ص: 236

ولم يذكر الذهب.

قلنا: وكلا القولين لا يصح، كما قال الدارقطني في الموضع السابق، وزاد في موضع آخر:((وقال عبد العزيز بن أبي رَوَّاد: عن نافع، عن أبي هريرة، ووهم في ذكر أبي هريرة)) (العلل 8/ 445، 9/ 213).

قلنا: وذلك أن عبد العزيز بن أبي رَوَّاد، قد خالفه جماعة أثبات كمالك، وأيوب، وعبيد الله بن عمر، والليث بن سعد، وموسى بن عقبة، وعبد الرحمن بن السراج، وغيرهم، فرووه عن نافع عن زيد بن عبد الله بن عمر عن عبد الله بن عبد الرحمن عن أم سلمة، به.

وروايتهم في البخاري (5634)، ومسلم (2065)، وغيرهما، كما سبق في حديث صفية وأم سلمة.

ورواية الجماعة عن نافع أصح وأرجح، وفيهم أثبت الناس فيه وأعلمه بحديثه مالك وأيوب وعبيد الله.

ولذا قال النسائي: ((والصواب من ذلك كله حديث أيوب)) (السنن الكبرى 8/ 675). ووافقه المزي في (تحفة الأشراف 12/ 400).

يعني بذلك رواية أيوب السختياني ومن تابعه كمالك عن نافع عن زيد بن عبد الله به.

وقال ابن عدي: ((واختلف على نافع إلى تمام عشرة ألوان، وكل ذلك خطأ، إلا من رواه عن نافع عن زيد بن عبد الله بن عمر، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق، عن أم سلمة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو الصواب)) (الكامل في ضعفاء الرجال 5/ 398).

وقال الدارقطني: ((والصحيح، عن نافع، عن زيد بن عبد الله، عن

ص: 237

عبد الله بن عبد الرحمن، عن أم سلمة)) انظر:(العلل 5/ 367، 8/ 446).

ووافقه ابن حجر في (تلخيص الحبير 1/ 83) - ثم قال: ((فرجع الحديث إلى حديث أم سلمة)).

وقال الحافظ في (الفتح 10/ 96): ((وشذ عبد العزيز بن أبي رَوَّاد فقال عن نافع عن أبي هريرة)).

[تنبيه]:

ذكر المرغيناني في (الهداية 4/ 363 ط إحياء التراث) حديث أبي هريرة بلفظ: أُتِيَ أَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه بِشَرَابٍ فِي إِنَاءٍ فِضَّةٍ فَلَمْ يَقْبَلْهُ وَقَالَ: ((نَهَانَا عَنْهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم).

وهذا اللفظ لم نقف عليه من حديث أبي هريرة،

ولذا تعقبه الزيلعي فقال: ((غريب عن أبي هريرة، وهو في الكتب الستة عن حذيفة من رواية عبد الرحمن بن أبي ليلى، قال: استسقى حذيفة، فسقاه مجوسي في إناء من فضة، فقال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((لا تلبسوا الحرير ولا الديباج، ولا تشربوا في آنية الذهب والفضة، ولا تأكلوا فيصحافها، فإنها لهم في الدنيا، ولكم في الآخرة)) (نصب الراية 4/ 220/221).

وقال بدر الدين العيني: ((هذا عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه غير صحيح)). (البناية شرح الهداية 12/ 69).

ص: 238

484 -

حَدِيثٌ آخر عن أَبِي هُرَيْرَةَ:

◼ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((مَنْ لَبِسَ الْحَرِيرَ فِي الدُّنْيَا لَمْ يَلْبَسْهُ فِي الْآخِرَةِ، وَمَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فِي الدُّنْيَا لَمْ يَشْرَبْهَا فِي الْآخِرَةِ، وَمَنْ شَرِبَ فِي آنِيَةِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ فِي الدُّنْيَا لَمْ يَشْرَبْ بِهَا فِي الْآخِرَةِ))، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:((لِبَاسُ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَشَرَابُ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَآنِيَةُ أَهْلِ الْجَنَّةِ)).

[الحكم]:

فيه لين، وضعفه ابن القطان الفاسي.

[التخريج]:

[كن 7042 "واللفظ له" / جه 3396 "مقتصرًا على الخمر" / طح (4/ 247) / طش 1220/ ك 7421 / كر (53/ 146 - 147) / وخش (الثاني ق 28/ب) "مقتصرًا على الحرير والخمر"].

[السند]:

أخرجه النسائي في (الكبرى)، وابن ماجه في (السنن)، - واللفظ للنسائي - قال: أخبرنا هشام بن عمار، قال: حدثنا يحيى بن حمزة، قال: حدثني زيد بن واقد، قال: حدثني خالد بن عبد الله بن حسين، قال: حدثني أبو هريرة، به.

ورواه الطحاوي في (شرح معاني الآثار) قال: حدثنا حسين بن نصر ومحمد بن حميد قالا: ثنا عبد الله بن يوسف، قال: ثنا يحيى بن حمزة، به.

ومداره عندهم - عدا الوخشيات - على يحيى بن حمزة، عن زيد بن واقد، عن خالد بن عبد الله، به.

ص: 239

[التحقيق]:

هذا إسناد ضعيف، فيه علتان:

الأولى: خالد بن عبد الله بن حسين؛ ذكره البخاري في (التاريخ الكبير 3/ 157)، وابن أبي حاتم في (الجرح والتعديل 3/ 339)، ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وقال أبو داود:((كان أعقل أهل زمانه)) (تهذيب التهذيب 3/ 99 - 100)، وذكره ابن حبان في (الثقات 4/ 204) على قاعدته، وقال ابن القطان:((شامي لا تعرف حاله)) (بيان الوهم والإيهام 4/ 603، 645)، وقال الحافظ ابن حجر ((مقبول)) (التقريب 1646) يعني: إذا توبع ولم يتابع هنا إِلَّا متابعة ضعيفة، كما سيأتي.

العلة الثانية: الاختلاف في سماع خالد من أبي هريرة، فأثبتها البخاري في (تاريخه 3/ 157)، وقال أبو رزعة:((من أصحاب أبي هريرة مولى لعثمان بن عفان)) (تاريخ دمشق 16/ 121).

بينما قال إسحاق بن سيار النصيبي أنه قال: ((أظن خالد بن عبد الله بن حسين لم يسمع من أبي هريرة شيئًا)) (تاريخ دمشق 16/ 120).

وقول النصيبي هذا ذكره ابن عساكر بلاغًا عنه، فلم يذكر من بلغه، ومع هذا اعتمده المزي في (تهذيبه 8/ 98).

قلنا: وقد صرح بالسماع في حديثنا هذا.

والحديث قال الحاكم عقبه: ((هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه))! .

وصحح إسناده العراقي في (المغني عن حمل الأسفار 2/ 1261)، والبوصيري في (مصباح الزجاجة 4/ 38)، وبدر الدين العيني في (نخب الأفكار 13/ 281)، وقوّاه ابن حجر في (فتح الباري 10/ 97).

ص: 240

وأورده الألباني في (الصحيحة برقم 384)، وفي (صحيح الترغيب والترهيب 2050، 2112)! .

قلنا: وللحديث إسناد آخر عن أبي هريرة رضي الله عنه، رواه أبو علي الوخشي في (الجزء الثاني من الوخشيات) قال: حدثنا أبو عبد الله بن محرم، بانتقاء أبي الحسن الدارقطني رحمة الله عليه ثنا عبد الله بن أحمد بن إبراهيم الدورقي، ثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا فرقد بن الحجاج، قال: سمعت عقبة بن أبي الحسناء، سمع أبا هريرة، به، مرفوعًا، مقتصرًا على لبس الحرير وشرب الخمر.

وإسناده ضعيف، فيه: عقبة بن أبي الحسناء، ذكره البخاري في (التاريخ الكبير 6/ 432) ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا.

وقال أبو حاتم ((شيخ)) (الجرح والتعديل 6/ 309)، بينما نقل الذهبي من رواية الكناني

(1)

عن أبي حاتم قال: ((مجهول)) وكذا نقل عن علي بن المديني (ميزان الاعتدال 3/ 84).

قلنا: وذكره ابن حبان في (الثقات 5/ 225).

(1)

محمد بن إبراهيم بن الوليد أبو عبد الله الأصبهاني الكتاني، ترجم له ابن ناصر الدمشقي فقال: قيل الكناني، الحافظ من تلامذة أبي حاتم الرازي (توضيح المشتبه 7/ 293)، وترجم له الذهبي في (تذكرة الحفاظ 3/ 6) فقال:((ذكره الحافظ يحيى بن منده في تاريخه لأهل أصبهان غير مطول فقال: كان من أئمة الحديث، والمعتمد عليه في معرفة الصحابة والعلل، جالس أبا حاتم الرازي وأبا زرعة ومسلم بن الحجاج وصالح بن محمد جزرة وأخذ عنهم، وسكن سمرقند مدة طويلة)).

ص: 241

وقال الدارقطني: ((يحدث عن أبي هريرة بنسخة نحوا من ثلاثين حديثًا، روى عنه فرقد بن الحجاج عداده في البصريين)) (المؤتلف والمختلف 2/ 797).

ومال الذهبي إلى جهالته فقال في (تاريخ الإسلام 4/ 460): ((فيه جهالة))، بينما صرح بجهالته في (الميزان 3/ 85) وذكر له جملة من الأحاديث عن أبي هريرة ثم قال:((وهذه نسخة حسنة وقعت لي، وغالب أحاديثها محفوظة)).

قلنا: والراوي عنه، فرقد بن الحجاج، ترجم له البخاري في (التاريخ الكبير 7/ 131) ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا.

وقال أبو حاتم: ((شيخ)) (الجرح والتعديل 7/ 82)، بينما قال في رواية الكتاني عنه:((مجهول)) (ميزان الاعتدال 3/ 84).

فتعقبه الذهبي فقال: ((حدث عنه ثلاث ثقات، وما علمت فيه قدحًا)) (الميزان 3/ 84)، وقال في (تاريخ الإسلام 4/ 183):((ما أعلم به بأسًا)).

وذكره ابن حبان في (الثقات 7/ 322)، وزاد:((يخطئ)).

قلنا: وذكر آنية الذهب والفضة والحرير قد مَرَّتْ له شواهد معنا فيما سبق من حديث حذيفة بن اليمان، والبراء بن عازب عند البخاري ومسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم ((نَهَى عَنِ الشُّرْبِ فِي آنِيَةِ الذَّهَبِ والْفِضَّةِ وعَنْ لُبْسِ الْحَرِيرِ والدِّيبَاجِ)) وقال:((فَإِنَّها لَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَلَنَا فِي الآخِرَةِ)).

أما عن الخمر فقد جاء في البخاري (5575)، ومسلم (2003)، من حديث عبد الله بن عمر أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:((مَنْ شَرِبَ الخَمْرَ فِي الدُّنْيَا، ثُمَّ لَمْ يَتُبْ مِنْهَا، حُرِمَهَا فِي الآخِرَةِ)).

ص: 242

485 -

حَدِيثُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ:

◼ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ شَرِبَ فِي إِنَاءِ ذَهَبٍ أَوْ إِنَاءِ فِضَّةٍ فَإِنَّمَا يُجَرْجِرُ فِي بَطْنِهِ النَّارَ)).

[الحكم]:

صحيح المتن من حديث أم سلمة، وهذا إسناد معلول، أعله النسائي - وأقره ابن دقيق العيد -، والبزار، وابن عدي، والطبراني، والدارقطني، وابن عبد البر - وأقره ابن الملقن -، والمزي، وابن حجر.

[التخريج]:

[كن 7051، 7052 "واللفظ له" / طس 4189 / طص 563 / طش 354، 355/ خط (13/ 305 - 306) / خلع 1157 / كر (38/ 153، 47/ 203) / صواف (أبي نعيم ق 164/أ)].

[السند]:

رواه النسائي في (الكبرى 7052): أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا المعتمر، قال: سمعت بُرْدًا يحدث، عن نافع، قال: سمعت عبد الله بن عمر، به.

ورواه البزار في (مسنده 5931)، والطبراني في (الأوسط 4189)، وغيرهما من طريق العلاء بن بُرْد بن سنان، عن أبيه، به.

ورواه النسائي في (الكبرى 7051) والخلعي في (الخلعيات 1157) من طريق صدقة بن خالد عن هشام الغاز، عن نافع، به.

ورواه أبي علي الصواف في (جزئه الثالث من فوائده) من طريق أبي شهاب الحناط عن المغيرة بن زياد عن نافع، به.

ص: 243

[التحقيق]:

هذا إسناد رجاله ثقات، إِلَّا أن بُرْدًا وهشام بن الغاز، والمغيرة بن زياد، قد خالفهم أصحاب نافع الأثبات كمالك، وأيوب، وعبيد الله بن عمر، والليث بن سعد، وموسى بن عقبة، وعبد الرحمن بن السراج، وغيرهم.

فرووه عن نافع عن زيد بن عبد الله بن عمر عن عبد الله بن عبد الرحمن عن أم سلمة، به.

وروايتهم في البخاري (5634)، ومسلم (2065)، وغيرهما، كما سبق في حديث صفية وأم سلمة.

ورواية الجماعة عن نافع أصح وأرجح، وفيهم أثبت الناس فيه وأعلمهم بحديثه كمالك وعبيد الله العمري وأيوب.

ولذا قال النسائي: ((والصواب من ذلك كله حديث أيوب)) (السنن الكبرى 8/ 675)، ووافقه ابن دقيق العيد في (الإمام 1/ 274).

وقال البزار: ((وهذا الحديث إنما يرويه الحفاظ: عن نافع، عن زيد بن عبد الله، عن عبد الله بن عبد الرحمن، عن أم سلمة، ولا نعلم أحدًا قال: عن نافع، عن ابن عمر، إِلَّا خصيف وبُرْد)) (المسند 12/ 222).

قلنا: ورواية خصيف هذه سيأتي تخريجها قريبًا.

وقال ابن عدي: ((وقال هشام بن الغاز، وجماعة معه، خمسة أو ستة: عن نافع، عن ابن عمر

، واختُلِف على نافع إلى تمام عشرة ألوان، وكل ذلك خطأ، إِلَّا من رواه عن نافع عن زيد بن عبد الله بن عمر، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق، عن أم سلمة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو الصواب)) (الكامل 5/ 398).

ص: 244

وقال الدارقطني: ((والصحيح، عن نافع، عن زيد بن عبد الله، عن عبد الله بن عبد الرحمن، عن أم سلمة)) (العلل 5/ 367، 8/ 446). ووافقه ابن حجر في (التلخيص الحبير 1/ 83) ثم قال: ((فرجع الحديث إلى حديث أم سلمة)).

وقال الطبراني: ((لم يرو هذا الحديث عن نافع، عن ابن عمر إِلَّا بُرْد بن سنان، وهشام بن الغاز، وعبد الله بن عامر الأسلمي. ورواه مالك بن أنس، وعبيد الله بن عمر، وأيوب السختياني، والناس، عن نافع، عن زيد بن عبد الله بن عمر، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر، عن أم سلمة رضي الله عنها)(المعجم الأوسط 4189).

وقال ابن عبد البر: ((واختلف فيه على نافع اختلافًا كثيرًا، ذكرناه في (التمهيد)، والصحيح عنه في إسناده، ما رواه مالك، وعبيد الله. ومن رواه عن نافع عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم، فقد أخطأ فيه)) (الاستذكار 26/ 268).

وكلامه في (التمهيد): ((ورواه خصيف وهشام بن الغازي عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من شرب في آنية الفضة فإنما يجرجر في بطنه نار جهنم وهذا عندي خطأ لا شك فيه ولم يرو ابن عمر هذا الحديث قط والله أعلم ولا رواه نافع عن ابن عمر ولو رواه عن ابن عمر ما احتاج أن يحدث به عن ثلاثة عن النبي صلى الله عليه وسلم

، والإسناد الذي يجب العمل به في هذا الحديث وتقوم به الحجة إسناد مالك في ذلك)) (التمهيد 16/ 103)، وأقره ابن الملقن في (البدر المنير (1/ 624).

وقال المزي: ((ورواه غير واحد عن نافع، عن زيد بن عبد الله بن عمر، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر، عن أم سلمة وهو الصحيح، وفيه

ص: 245

خلاف كثير عن نافع)) (تحفة الأشراف 6/ 84). ونحوه في (تحفة الأشراف 12/ 400).

وقال ابن حجر: ((وسلك بُرْد بن سنان وهشام بن الغاز الجادة فقالا عن نافع عن بن عمر أخرج الجميع النسائي وقال: الصواب من ذلك كله رواية أيوب ومن تابعه)) (فتح الباري لابن حجر 10/ 96).

رِوَايَةٌ: بِدُونِ ذِكْرِ الذَّهَبِ:

• وَفِي رِوَايَةٍ قال: ((الَّذِي يَشْرَبُ فِي آنِيَةِ الْفِضَّةِ، فَإِنَّمَا يُجَرْجِرُ فِي بَطْنِهِ نَارَ جَهَنَّمَ)).

[الحكم]:

أنكره يحيى القطان من حديث ابن عمر، وأقره الثوري، والدارقطني.

[التخريج]:

[معقر 1030 / حربي (الثالث 157/ب)].

[السند]:

قال أبو بكر ابن المقرئ في (معجمه): حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن يعقوب البزار، ثنا عمر بن شَبَّة، قال: حدثني أبو بكر بن خلاد، قال: سمعت يحيى بن سعيد، قال: سمعت سفيان الثوري، يحدث عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر، به.

ورواه أبو الحسن الحربي في (الجزء الثالث من الحربيات) قال: حدثنا

ص: 246

محمد بن عَبْدَةَ، حدثنا أبو بكر محمد بن خلاد الباهلي، حدثنا يحيى بن سعيد القطان، به.

ومداره عندهما على أبي بكر بن خلاد، به.

[التحقيق]:

هذا إسناد، رجاله ثقات، ولكن أخطأ فيه الثوري فرجع عنه لما روجع فيه، فقال له يحيى القطان عقبه:((يا أبا عبد الله: هذا أهون عليك قال: تقول أنت يا يحيى قال: قلت: حدثناه عبيد الله، عن نافع، عن زيد بن عبد الله، عن عبد الله بن عبد الرحمن، عن أم سلمة رضي الله عنها). قال: صدقت يا يحيى، هو كما قلت، اعرض علي كتابك يا يحيى قال: قلت: هيهات، يريد أن ألقي ما لقي زائدة قال: وأي شيء رأيته من زائدة؟ قال: وكان زائدة قد عرض على سفيان كتابه. (المعجم لابن المقرئ عقب الحديث 1030).

ولذا قال الدارقطني: ((ورواه يحيى القطان، عن الثوري، عن عبيد الله، أسنده عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وكذلك قال حماد بن سلمة: عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وكلاهما وهم على عبيد الله.

قال أبو بكر - أي البرقاني راوي العلل -: راجعته في هذا، وقلت: لِمَ يُحكَمُ بالغلط على الثوري، وحماد، ويُمكن أن يكون عنهما؟ قال: رجع الثوريُّ عن هذا ولم يَثبت)) (العلل 9/ 466 - 467).

قلنا: ورواية حماد هذه سيأتي التنبيه عليها في تخريج مستقل.

ص: 247

رِوَايَةُ: شِهَابِ نَارٍ:

• وَفِي رِوَايَةٍ بلفظِ: ((مَنْ شَرِبَ فِي إِنَاءٍ فِضَّةٍ؛ فَكَأَنَّما جَرْجَرَ فِي جَوْفِهِ شِهَابَ نَارٍ)).

[الحكم]:

ضعيف بهذا السياق، وأعله أبو زرعة.

[التخريج]:

[علحا 1585 "معلقًا"].

[السند]:

ذكره ابن أبي حاتم في (العلل) فقال: رواه الفضل بن دكين؛ قال: ثنا عبد الله - يعني: ابن عامر - عن نافع، عن ابن عمر، به.

[التحقيق]:

إسناده ضعيف؛ فيه عبد الله بن عامر الأسلمي، ((ضعيف)) (التقريب 3406).

ومع ضعفه، فقد أخطأ في سنده ومتنه:

أما السند: فالمحفوظ عن نافع: ما رواه مالك وأيوب وغيرهما، عنه، عن زيد بن عبد الله بن عمر، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر، عن أم سلمة، به، مرفوعًا. كما سبق قريبًا.

ولذا قال أبو زرعة: ((ذا خطأ؛ إنما هو: نافع، عن زيد بن عبد الله بن عمر، عن عبد الله ابن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق، عن أم سلمة، عن النبي صلى الله عليه وسلم).

وأشار الطبراني لهذا، فقال: ((لم يرو هذا الحديث عن نافع، عن ابن عمر

ص: 248

إِلَّا بُرْد بن سنان، وهشام بن الغاز، وعبد الله بن عامر الأسلمي)).

ورواه مالك بن أنس، وعبيد الله بن عمر، وأيوب السختياني، والناس، عن نافع، عن زيد بن عبد الله بن عمر، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر، عن أم سلمة رضي الله عنها) (المعجم الأوسط 4/ 277).

وأما المتن: فالمحفوظ فيه: عن أم سلمة: ((الَّذِي يَشْرَبُ فِي إِنَاءِ الْفِضَّةِ إِنَّمَا يُجَرْجِرُ فِي بَطْنِهِ نَارَ جَهَنَّمَ))، أخرجه الشيخان، وقد تقدم.

رِوَايَةُ: نَهَى عَنِ الشُّرْبِ:

• وَفِي رِوَايَةٍ عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّهُ أُتِيَ بِقَدَحٍ مُفَضَّضٍ يَشْرَبُ فِيهِ فَأَبَى أَنْ يَشْرَبَ، قَالَ نَافِعٌ: إِنَّ ابْنَ عُمَرَ مُنْذُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((نَهَى عَنِ الشُّرْبِ فِي آنِيَةِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ [وَعَنِ الثَّوْبِ فِيهِ حَرِيرٌ عَلَمٌ أَوْ خَيْطٌ] لَمْ يَكُنْ يَشْرَبُ فِي قَدَحٍ مُفَضَّضٍ.

[الحكم]:

ضعيف بهذا السياق، وأعله البزار، والدارقطني، وغيرهما كما تقدم.

[التخريج]:

[بز 5931، 5932 "مختصرًا" / مشكل 1416 "واللفظ له" / تمام 1777 "والزيادة له" / هقخ 109].

[السند]:

قال البزار في (المسند 5931): حدثنا محمد بن عمر بن خلاد، حدثنا

ص: 249

العلاء بن بُرْد بن سنان، عن أبيه، عن نافع، عن ابن عمر، به.

ورواه في (5932) قال: وحدثناه محمد بن عبد الملك الواسطي، حدثنا محمد بن ماهان، حدثنا موسى بن أعين، عن خصيف، عن نافع، به.

ورواه الطحاوي في (مشكل الآثار)، وتمام في (فوائده)، والبيهقي في (الخلافيات) من طريق خصيف، به.

[التحقيق]:

هذا إسناد ضعيف؛ ففي سند البزار الأول: العلاء بن بُرْد بن سنان، ضعفه أحمد بن حنبل والأزدي، وقال محمود بن غيلان: ضرب أحمد، وَابن مَعِين وأبو خيثمة عليه وأسقطوه. وشذَّ ابن حبان فذكره في (الثقات). انظر ترجمته في (لسان الميزان 5/ 463).

وفي الإسناد الآخر، خصيف بن عبد الرحمن، ضعيفٌ؛ كما تقدم.

قلنا: ومع ضعفهما، فقد خالفهما أصحاب نافع فجعلوه: عنه، عن زيد بن عبد الله بن عمر، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر، عن أم سلمة، مرفوعًا، بغير هذا السياق، فليس في روايتهم الاستثناء المذكور.

قال البزار: ((وهذا الحديث إنما يرويه الحفاظ، عن نافع، عن زيد بن عبد الله، عن عبد الله بن عبد الرحمن، عن أم سلمة. ولا نعلم أحدًا قال: عن نافع، عن ابن عمر، إِلَّا خصيف وبُرْد)).

وقال ابن عدي: ((وقال هشام بن الغاز، وجماعة معه، خمسة أو ستة: عن نافع، عن ابن عمر

، واختُلِف على نافع إلى تمام عشرة ألوان، وكل ذلك خطأ، إِلَّا من رواه عن نافع عن زيد بن عبد الله بن عمر، عن عَبد الله بن عَبد الرحمن بن أبي بكر الصديق، عن أم سلمة، عن النبي صلى الله عليه وسلم،

ص: 250

وهو الصواب)) (الكامل 5/ 398).

وقال الدارقطني: ((والصحيح، عن نافع، عن زيد بن عبد الله، عن عبد الله بن عبد الرحمن، عن أم سلمة)) انظر: (العلل 5/ 367، 8/ 446).

ووافقه ابن حجر في (تلخيص الحبير 1/ 83)، ثم قال:((فرجع الحديث إلى حديث أم سلمة)).

وقال ابن عبد البر: ((واختلف فيه على نافع اختلافا كثيرا، ذكرناه في (التمهيد)، والصحيح عنه في إسناده، ما رواه مالك، وعبيد الله. ومن رواه عن نافع عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم، فقد أخطأ فيه)) (الاستذكار 26/ 268).

وقال في (التمهيد): ((ورواه خصيف وهشام بن الغازي عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من شرب في آنية الفضة فإنما يجرجر في بطنه نار جهنم وهذا عندي خطأ لا شك فيه ولم يرو ابن عمر هذا الحديث قط والله أعلم ولا رواه نافع عن ابن عمر ولو رواه عن ابن عمر ما احتاج أن يحدث به عن ثلاثة عن النبي صلى الله عليه وسلم

، والإسناد الذي يجب العمل به في هذا الحديث وتقوم به الحجة إسناد مالك في ذلك)) (التمهيد 16/ 103)، وأقره ابن الملقن في (البدر المنير 1/ 624).

وقال المزي: ((ورواه غير واحد عن نافع، عن زيد بن عبد الله بن عمر، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر، عن أم سلمة وهو الصحيح، وفيه خلاف كثير عن نافع)) (تحفة الأشراف 6/ 84).

ص: 251

رِوَايَةُ: لَنَا فِي الآخِرَةِ:

• رِوَايَةٌ فِيهَا زِيَادَةٌ: ((لَا تَشْرَبُوا فِي آنِيَةِ الذَّهَبِ والْفِضَّةِ؛ فَإِنَّهَا لَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَلَنَا فِي الآخِرَةِ)).

[الحكم]:

صحيح المتن، وإسناده معل من هذا الوجه.

[التخريج]:

[كر (16/ 379)].

[السند]:

قال ابن عساكر في (تاريخه): أخبرنا أبو نصر عبد الرحيم بن عبد الكريم بن هوازن، إجازةً، أنا أحمد بن الحسين الحافظ، أنا أبو عبد الله الحافظ، أنا أبو بكر محمد بن أحمد الْحِيْرِيُّ، أنا جعفر بن محمد بن سوار، حدثني خشنام بن إسماعيل، نا جعفر بن محمد الثعلبي

(1)

، نا المحاربي، نا سُعَيْرُ بن الخِمْس، عن عبد العزيز بن أبي رَوَّاد، عن نافعٍ، عن ابن عمر، به.

[التحقيق]:

هذا إسناد رجاله ثقات، غير سُعَيْر بن الخِمْس، وثقه ابن معين (رواية الدارمي 371)، و (الجرح والتعديل 4/ 323)، والترمذي في (الجامع 4/

(1)

تصحف في المطبوع إلى (التغلبي)، والمثبت هو الصواب، كما في كتب التراجم، انظر (الجرح والتعديل 2/ 489)، و (الثقات لابن حبان 8/ 162)، وكذا ضبطه ابن ماكولا في (الإكمال 1/ 529)، وقال مغلطاي:((بثاء مثلثة وعين مهملة، كذا ألفيته مضبوطًا باللفظ بخط ابن سيد الناس. وفي كتاب المزي مضبوطًا بخط المهندس وغيره، بالغين المعجمة، فينظر)) (إكمال تهذيب الكمال 3/ 231).

ص: 252

6)، ويعقوب بن سفيان الفسوي في (المعرفة والتاريخ 3/ 122)، والدارقطني (سؤالات السلمي 154)، وذكره ابن حبان في (الثقات 6/ 436).

بينما قال البخاري: ((كان قليل الحديث، ويروون عنه مناكير)) (العلل الكبير للترمذي ص 315).

وقال أبو حاتم: ((صالح الحديث يكتب حديثه ولا يحتج به)) (الجرح والتعديل 4/ 323)، وذكر له حديثًا في (العلل)، في موضعين، فقال في الموضع الأول:((هذا حديث عندي موضوع بهذا الإسناد)) (العلل 5/ 589)، وقال في الثاني:((هذا حديث منكر بهذا الإسناد)) (العلل 6/ 338).

وقال ابن عمار الشهيد: ((وسعير ليس هو ممن يحتج به؛ لأنه أخطأ في غير حديث مع قلة ما أسند من الأحاديث)) (علل الأحاديث في صحيح مسلم ص: 44).

قلنا: وخالف سُعَيْرًا، الضحاكُ بن مخلد، وأبو أحمد الزبيري كما في (العلل للدارقطني 5/ 366 - 367)، فرويا الحديث عن عبد العزيز بن أبي رواد عن نافع عن أبي هريرة قوله. لم يذكر الذهب، ولا العلة.

قلنا: وكلا الروايتين خطأ؛ وذلك أن عبد العزيز بن أبي رَوَّاد، قد خالفه جماعة أثبات لم يختلفوا فيما بينهم على إسناده فجعلوه عن نافع عن زيد بن عبد الله بن عمر عن عبد الله بن عبد الرحمن عن أم سلمة به مرفوعًا، كمالك وأيوب وعبيد الله العمري والليث، وموسى بن عقبة، وعبد الرحمن السراج، وغيرهم، كما تقدم بيانهم مرارًا.

كلهم: عن نافع، عن زيد بن عبد الله، عن عبد الله بن عبد الرحمن، عن

ص: 253

أم سلمة؛ مرفوعًا بلفظ: ((الَّذِي يَشْرَبُ فِي إِنَاءِ الْفِضَّةِ إِنَّما يُجَرْجِرُ فِي بَطْنِهِ نَارَ جَهَنَّمَ)).

* * *

رِوَايَةُ: أَوْ شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ:

• وَفِي رِوَايَةٍ زَادَ: ((أَوْ إِنَاءٍ فِيهِ شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ)).

[الحكم]:

زيادة منكرة، وضعفه ابن حزم، وابن القطان، والسمعاني، وابن الصلاح، والنووي، وابن تيمية، وابن عبد الهادي، والذهبي، والزيلعي، وابن كثير، وابن الملقن، وابن حجر، وبدر الدين العيني، والألباني.

وأعله بالوقف البيهقي - ووافقه النووي، وابن دقيق العيد، والزركشي، وابن الملقن، وابن حجر، والألباني -، وزكي الدين المنذري. وأشار إلى الحاكم إلى إعلالها.

[التخريج]:

[فكه 100 "واللفظ له" / قط 96 / حاكم (معرفة ص 131) / بشن 42/ محلى (7/ 421) / هق 107، 108 / هقع 562، 563 / هقغ 223، 224 / هقخ 102، 105 / تجر (ص 149) / تحقيق 100].

[التحقيق]:

مداره على أبي يحيى بن أبي مسرة، واختلف عليه:

فرواه الدارقطني في (سننه)، وحمزة السهمي في (تاريخ جرجان)،

ص: 254

وابن بشران في (أماليه)، وغيرهم، عن أبي محمد الفاكهي، عن ابن أبي مسرة، عن يحيى بن محمد الجاري، نا زكرياء بن إبراهيم بن عبد الله بن مطيع، عن أبيه، عن عبد الله بن عمر، به.

ورواه البيهقي في (السنن الكبير 107) قال: أخبرنا أبو علي الروذباري، أنا الحسين بن الحسن بن أبي أيوب الطوسي. (ح) وأنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن إسحاق البزاز ببغداد، وأنا عبد الله بن محمد بن إسحاق الفاكهي، بمكة، قالا: ثنا أبو يحيى بن أبي مسرة، ثنا يحيى بن محمد الجاري، حدثنا زكريا بن إبراهيم بن عبد الله بن مطيع، عن أبيه، عن عبد الله بن عمر، به.

قلنا: ورواية الفاكهي هذه في (فوائده)، ولكن زاد في إسناده:((عن أبيه عن أبيه عن ابن عمر)).

وهذه الرواية موافقه لما رواه الحاكم في (معرفة علوم الحديث)، - وعنه البيهقي في (الخلافيات)، ومن طريقه ابن حزم في (المحلى) - فقال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن الحسن الطوسي بنيسابور وأبو محمد عبد الله بن محمد الخزاعي بمكة قالا: حدثنا أبو يحيى بن أبي مسرة قال: ثنا يحيى بن محمد الجاري قال: ثنا زكرياء بن إبراهيم بن عبد الله بن مطيع عن أبيه عن جده عن ابن عمر، به.

ولكن قال البيهقي عقبه: ((وذكره جده في هذا الإسناد زيادة، فقد أخرجه الأستاذ أبو الوليد والشيخ أبو الحسن الدارقطني في كتابيهما وليس فيه: (عن جده))).

وقال في (السنن الكبير 108): أخبرنا أبو عبد الله الحافظ في فوائده،

ص: 255

عن الطوسي، والفاكهي معًا، فزاد في الإسناد بعد أبيه، عن جده، عن ابن عمر، وأظنه وهمًا، فقد أخبرناه أبو الحسن بن إسحاق، من أصل كتابه بخط أبي الحسن الدارقطني رحمه الله تعالى كما تقدم.

وكذلك أخرجه أبو الحسن الدارقطني في كتابه.

وكذلك أخرجه أبو الوليد الفقيه، عن محمد بن عبد الوهاب، عن أبي يحيى بن أبي مسرة في كتابه دون ذكر (جده))).

قلنا: وثَمَّ خلاف آخر ذكره البيهقي في (الخلافيات 104)، فقال: وأخبرناه أبو علي الروذباري أنبأ الحسين بن الحسن بن أيوب الطوسي .... فذكره مثله، إِلَّا أنه قال عن أبيه عن جده، ليس فيه:(عبد الله بن عمر).

والصواب من ذلك ما رواه ابن أبي مسرة عن يحيى بن محمد الجاري عن زكرياء بن إبراهيم بن عبد الله بن مطيع عن أبيه عن ابن عمر، به. ليس فيه جده، كما قال البيهقي.

وهذا إسناد ضعيف جدًّا؛ فيه: يحيى بن محمد الجاري، وهو مختلف فيه؛ فقال البخاري:((يتكلمون فيه)) (تهذيب الكمال 31/ 523)، وذكره العقيلي، وأبو العرب، وأبو بشر الدولابي، وابن السكن في جملة الضعفاء، (إكمال تهذيب الكمال 12/ 360). وذكره ابن حبان في (المجروحين 2/ 483) وقال:((كان ممن ينفرد بأشياء ما لا يتابع عليها، على قلة روايته، كأنه كان يهم كثيرًا فمن هنا وقع المناكير في روايته يجب التنكب عما انفرد من الروايات وإن احتج [به محتج] فيما وافق الثقات لم أر به بأسًا)). وذكره أيضًا في (الثقات 9/ 260) وقال: ((يغرب)).

ووثقه أيضًا العجلي، وقال أبو عوانة الإسفرائيني: ((حدثنا عباس الدوري

ص: 256

ثنا يحيى بن يوسف الزمي ثنا يحيى بن محمد الجاري بساحل المدينة ثقة))، وقال ابن عدي:((ليس بحديثه بأس)) (تهذيب التهذيب 11/ 274). وقال الدارقطني: ((لا بأس به)) (العلل 7/ 87).

وقال الحافظ: ((صدوق يخطيء)) (التقريب 7638).

قلنا: فمثله لا يحتج بما يتفرد به، كما قال ابن حبان.

وبه ضعف الزيلعيُّ الحديثَ فقال: ((ويحيى الجاري فيه مقال)) (نصب الراية 4/ 220)، وتبعه بدر الدين العيني في (البناية شرح الهداية 12/ 68).

وذكر الذهبي هذا الحديث في ترجمته من (الميزان) فقال: ((هذا حديث منكر، أخرجه الدارقطني وزكريا ليس بالمشهور)) (ميزان الاعتدال 4/ 406).

وفيه أيضًا: زكريا بن إبراهيم وأبوه؛ كلاهما مجهول.

قال ابن حزم: ((فإِنْ صح هذا الخبر قلنا به على نصه، ولم يحل الشرب في إناء فيه شئ من ذهب أو فضة لرجلٍ ولا لامرأةٍ، وانما توقّفنا عنه؛ لأن زكريا بن إبراهيم لا نعرفه بعدل ولا جراحة)) (المحلى 7/ 421).

وقال ابن القطان في معرض تضعيف الزيادة: ((وحديث ابن عمر هذا لا يصح

، فأما زكرياء وأبوه فلا تعرف لهما حال)) (بيان الوهم 2152).

وقال ابن عبد الهادي: ((زكريا بن إبراهيم بن عبد الله بن مطيع: غير معروف)) (1/ 143).

وقال الذهبي: ((الجاري ليس بعمدة، ولا أدري من شيخه)) (تنقيح التحقيق 1/ 39).

ص: 257

وقال ابن حجر: ((معلول بجهالة حال إبراهيم بن عبد الله بن مطيع وولده)) (فتح الباري 10/ 101).

والحديث استغربه السمعاني في (أماليه)، وقال ابن الصلاح:((في إسناده نظر)) (البدر المنير 1/ 653)، وضعفه النووي في (الخلاصة 72)، وابن تيمية في (مجموع الفتاوى 21/ 85)، وابن كثير في (إرشاد الفقيه 1/ 29)، وابن الملقن (خلاصة البدر المنير 1/ 26)، والألباني في (الإرواء 1/ 70).

والزيادة أعلها الحاكم فقال: ((واللفظة: ((أَوْ إِنَاءٍ فِيهِ شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ)) لم نكتبها إِلَّا بهذا الإسناد)) (معرفة علوم الحديث ص 131).

قلنا: أما قول الدارقطني في السنن عقب إخراجه: ((إسناده حسن))؛ فالظاهر أنه قصد بالحسن هنا الغرابة، على اصطلاح بعضهم؛ فالإسناد فيه مجاهيل، والله أعلم.

وفي الحديث علة أخرى؛ ذكرها البيهقي فقال: ((والمشهور، عن ابن عمر في المضبب موقوفًا عليه)) (السنن الكبير 1/ 84). ووافقه: النووي في (خلاصته 1/ 81)، وابن دقيق العيد في (الإمام 1/ 284)، والزركشي في (شرح مختصر الخرقي 1/ 160)، وابن الملقن (خلاصة البدر المنير 1/ 26)، وابن حجر في (فتح الباري لابن حجر 10/ 101)، والألباني في (إرواء الغليل 1/ 70).

وقال المنذري: ((الأشهر رواية الوقف على ابن عمر)) (البدر المنير 1/ 653).

وهذا الموقوف: أخرجه ابن أبي شيبة في (مصنفه 24629) قال: حدثنا عبد الله بن نمير، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر: ((أَنَّهُ كَانَ

ص: 258

لا يَشْرَبُ مِنْ قَدَحٍ فيهِ حَلْقَةُ فِضَّةٍ، وَلا ضَبَّةُ فِضَّةٍ)).

ورواه البيهقي في (السنن الكبير 109) من طريق ابن نمير به.

ورواه ابن أبي شيبة في (مصنفه 24635) عن وكيع عن ابن أبي رَوَّاد عن نافع به.

* * *

ص: 259

486 -

حَدِيثُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُطِيْعٍ:

◼ عَنْ زَكَريَّا بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُطِيْعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:((مَنْ شَرِبَ فِي إِنَاءٍ ذَهَبٍ أَوْ فِضَّةٍ أَوْ إِنَاءٍ فِيهِ شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ؛ فَإِنَّمَا يُجَرْجِرُ فِي بَطْنِهِ نَارَ جَهَنَّمَ)).

[الحكم]:

ضعيف جدًّا.

[التخريج]:

[هقخ 104].

[السند]:

قال البيهقي: أخبرناه أبو علي الروذباري، أنبأ الحسين بن الحسن بن أيوب الطوسي، عن أبي يحيى بن أبي مسرة، ثنا يحيى بن محمد الجاري، ثنا زكريا بن إبراهيم بن عبد الله بن مطيع، عن أبيه، عن جده، به.

[التحقيق]:

هذا إسناد ضعيف جدًّا؛ لجهالة ابن أبي مطيع وأبيه، وضعف يحيى الجاري، كما سبق.

ص: 260

487 -

حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ أَوْ غَيْرِهِ:

◼ عَنِ ابْنِ عُمَرَ - أَوْ غَيْرِهِ -: ((أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: إِنَّ الَّذِي يَشْرَبُ فِي آنِيَةِ الْفِضَّةِ إِنَّمَا يُجَرْجِرُ فِي بَطْنِهِ نَارَ جَهَنَّمَ)).

[الحكم]:

صحيح المتن من حديث أم سلمة، وهذا إسناد معلول، وأعله أبو حاتم، وأبو زرعة، والدارقطني.

[التخريج]:

[علحا 43، 1560 "معلقًا"].

[السند]:

ذكره ابن أبي حاتم في (العلل) من حديث حماد بن سلمة عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر - أو غيره -، به.

[التحقيق]:

إسناده فيما ظهر لنا رجاله ثقات، ولكن خولف حماد في إسناده، خالفه جماعةٌ أثبات من أصحاب عبيد الله؛ فجعلوا الحديث: عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن زيد بن عبد الله، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر، عن أم سلمة رضي الله عنها، وهم:

1، 2، 3 - يحيى بن سعيد القطان، وعلي بن مُسْهِرٍ، ومحمد بن بشر، عند مسلم (2065).

4 -

أبو أسامة حماد بن أسامة، عند ابن أبي شيبة في (المصنف 24614).

5 -

القعنبي كما عند الطبراني في (المعجم الكبير 23/ 288/634).

ص: 261

6 -

عَبْدَةُ بن سليمان عند الطبراني في (المعجم الكبير 23/ 288/635).

فرووه ستتهم (القطان، ومحمد، وابن مُسْهِرٍ، والقعنبي، وعَبْدَةُ، وأبو أسامة) عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن زيد بن عبد الله، عن عبد الله بن عبد الرحمن، عن أم سلمة رضي الله عنها.

وتابع عبيدَ الله علي ذلك: مالكٌ وأبوب السختياني، وموسى بن عقبة والليث بن سعد، وعبد الرحمن السراج، وغيرهم؛ عن نافع، عن زيد بن عبد الله، عن عبد الله بن عبد الرحمن، عن أم سلمة. وقد تقدم بيان رواياتهم مرارًا.

قال أبو حاتم وأبو زرعة: ((هذا خطأ؛ إنما هو: عن نافع، عن زيد بن عبد الله بن عمر، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق، عن أم سلمة، عن النبي صلى الله عليه وسلم)(العلل 43، 1560).

وقال الدارقطني: ((

وكذلك قال حماد بن سلمة: عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وكلاهما وهمٌ على عبيد الله)) (العلل 9/ 466 - 467).

ص: 262

488 -

حَدِيثٌ آخَرَ لابْنِ عُمَرَ:

◼ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ لَبِسَ الْحَرِيرَ، وَشَرِبَ فِي الْفِضَّةِ فَلَيْسَ مِنَّا، وَمَنْ خَبَّبَ امْرَأَةً عَلَى زَوْجِهَا، أَوْ عَبْدًا عَلَى مَوَالِيهِ فَلَيْسَ مِنَّا)).

[الحكم]:

ضعيف بهذا السياق.

[التخريج]:

[طب (13/ 228 - 229/ 13959) "واللفظ له" / طس 4837، 8022 / طص 698 / حل (3/ 114) / خط (12/ 326) / جوزى (ذم ص 277) "لم يذكر الشاهد"].

[السند]:

أخرجه الطبراني في (الكبير) - وعنه أبو نعيم في (الحلية) - قال: حدثنا موسى بن هارون وعبد السلام بن سهل السكري، قالا: ثنا محمد بن عبد الله الرُّزِّيُّ، ثنا أبو تميلة يحيى بن واضح، عن أبي طيبة، ثنا أبو مجلز، عن ابن عمر، به.

وأخرجه في (الأوسط) و (الصغير) - ومن طريقه الخطيب في (تاريخ بغداد)، وابن الجوزي في (ذم الهوى) -: عن عبد السلام - وحده -، به.

[التحقيق]:

هذا إسناد ضعيف؛ فيه: أبو طيبة عبد الله بن مسلم؛ قال أبو حاتم: ((يكتب حديثه ولا يحتج به)) (الجرح والتعديل 5/ 165)، وقال أحمد:((لا أعرفه)) (العلل رواية المروذي 200)، وقال ابن حبان:((يخطئ ويخالف)) (الثقات

ص: 263

7/ 49)، وقال الدارقطني:((ليس به بأس)) (سؤالات السلمي للدارقطني 464)، وقال ابن حجر:((صدوق يهم)) (التقريب 3617).

قلنا: فمثل هذا لا يقبل تفرده، والله أعلم.

ولذا قال المنذري: ((رواه الطبراني ورواته ثقات إِلَّا عبد الله بن مسلم أبا طيبة)) (الترغيب والترهيب 3/ 92).

وقال الهيثمي: ((رواه الطبراني في (الصغير)، و (الأوسط)، وفيه محمد بن عبد الله الرزي؛ ولم أعرفه، وبقية رجاله وثقوا))! (مجمع الزوائد 7744).

وقال في موضع آخر: ((رواه الطبراني في (الكبير)، و (الصغير)، وفيه أبو طيبة عبد الله بن مسلم وثقه ابن حبان وقال: يخطئ ويخالف، وبقية رجاله ثقات)) (المجمع 8225).

قلنا: كذا قال، ومحمد بن عبد اللَّه الرُّزِّي، ويقال الأرزي

(1)

أبو جعفر البغدادي؛ روى له مسلم، وأبو داود، وقال الحافظ في (التقريب 6056):((ثقة يهم)).

والحديث ضعف شطره الأول الألباني في (ضعيف الترغيب 1284)، وصحح باقيه لشواهده كما في (صحيح الترغيب 2015).

(1)

جاء في في (المعجم الأوسط) وفي (الحلية): ((الأزدي)) وهو تصحيف.

ص: 264

489 -

حَدِيثُ مُعَاوِيَةَ:

◼ عن أَبي شَيْخٍ الْهُنَائِيِّ قال: كنتُ في مَلأٍ مِن أَصْحَابِ رَسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ مُعاوِيَةَ، فقال مُعاوِيَةُ: أَنْشُدُكُمُ اللَّهَ أَتَعْلَمونَ أَنَّ رَسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((نَهى عن لُبْسِ الحَرِيرِ؟ )). قالوا: اللهمَّ نَعمْ. قال وأنا أَشْهَدُ قال أَنْشُدُكُمُ اللَّهَ تَعَالَى أَتَعْلَمُونَ أن رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((نهى عن لُبْسِ الذَّهَبِ إِلَّا مُقَطَّعًا)) قالوا اللهم نعم قال: وأنا أَشْهَدُ. قال: أَنْشُدُكُمُ اللَّهَ - تَعالَى - أَتَعْلَمُونَ أنَّ رَسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((نَهى عن رُكُوبِ] جُلُودِ (صُفَفِ) 1 [1 النُّمُورِ (النِّمَارِ) 2؟ )) قالوا: اللهمَّ نَعمْ. قال: وأنا أَشْهَدُ. قال: أَنْشُدُكُمُ اللَّهَ -تَعالَى - أَتَعْلَمُونَ أنَّ رَسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((نَهى عَنِ الشُّرْبِ في آنِيَةِ] الذَّهَبِ وَ [2 الفِضَّةِ)) قالوا: اللهمَّ نَعمْ. قال: وأنا أَشْهَدُ. قال: أَنْشُدُكُمُ اللَّهَ تَعالَى أَتَعْلَمُونَ أنَّ رَسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ((نَهى عن جَمْعٍ (أَنْ يُقْرَنَ) 3 بَينَ حَجٍّ وَعُمْرَةٍ)) قَالُوا: أَمَّا هَذَا، فَلَا

(1)

، قَالَ: أَمَا إِنَّهَا مَعَهُنَّ (قَالَ: بَلَى إِنَّهُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ) 4 [وَلَكِنَّكُمْ نَسِيتُمْ [3، ] قَالُوا: لَا نعلمه] 4.

[الحكم]:

مختلف فيه، فاحتج الإمام أحمد بلفظة:((النهي عن الذهب إِلَّا مقطعًا))، وأقره ابن رجب، وصححه القاضي عبد الوهاب المالكي، ومال إليه

(1)

وقع في مطبوع (المعجم الكبير 19/ 353/ 829) للطبراني تبعًا للأصل (10/ 215/ق 720): ((اللهم نعم)) على الإثبات، ولكن علم عليها في الأصل بـ (لا)، وهي الصواب، وعليها يدل قوله بعدها في طرق الحديث عند أحمد وغيره:((أَمَا إِنَّهَا مَعَهُنَّ))، وكذا عند الطبراني نفسه في (19/ 353/827)، وفي موضع سابق (19/ 352/824)، بلفظ:((لا)).

ص: 265

المنذري، وحسن إسناده النووي، وقال ابن كثير وابن مفلح، والمناوي:((إسناد جيد))، وقال الهيثمي:((رجاله ثقات))، وصحح إسناده بدر الدين العيني، والسيوطي.

وأعله أبو حاتم.

وتكلم فيه آخرون لما ذكر معاوية رضي الله عنه في آخره: ((النهي عن الجمع بين الحج والعمرة))، فقال ابن حزم:((حديث معلول))، وأقره عبد الحق الإشبيلي.

واستنكره ابن تيمية، وابن القيم، وابن الوزير اليماني، واستغربه ابن كثير.

وقال ابن الوزير: ((وفيه اضطراب كثير في متنه، وإسناده))، وكذا قال السفاريني.

وقال الألباني: ((حديث صحيح؛ إِلَّا النهي عن القَرْنِ بين الحج والعمرة؛ فهو منكر)).

[الفوائد]:

قوله: ((نَهَى عَنْ رُكُوبِ جُلُودِ النُّمُور))، قال ابن الأثير:((وهي السباع المعروفة، واحدها: نمر. إنما نهى عن استعمالها لما فيها من الزينة والخيلاء، ولأنه زي الأعاجم، أو لأن شعره لا يقبل الدباغ عند أحد الأئمة إذا كان غير ذكي، ولعل أكثر ما كانوا يأخذون جلود النمور إذا ماتت، لأن اصطيادها عسير)) (النهاية 5/ 117)، وانظر:(شرح المشكاة للطيبي 9/ 2904)، و (عون المعبود 11/ 203).

وقوله: ((نَهَى عَنْ لُبْسِ الذَّهَبِ إِلَّا مُقَطَّعًا))، قال ابن الأثير: ((أراد الشيء اليسير

ص: 266

منه، كالحلقة والشنف

(1)

ونحو ذلك، وكره الكثير الذي هو عادة أهل السرف والخيلاء والكبر. واليسير هو ما لا تجب فيه الزكاة. ويشبه أن يكون إنما كره استعمال الكثير منه؛ لأن صاحبه ربما بخل بإخراج زكاته فيأثم بذلك عند من أوجب فيه الزكاة)) (النهاية 4/ 82). وسبقه إلى نحو ذلك الخطابي في (معالم السنن 4/ 216)، وزاد:((وليس جنس الذهب بمحرم عليهن كما حرم على الرجال قليله وكثيره)).

[التخريج]:

[د 1788 "مختصرًا والزيادة الأولى له ولغيره، والزيادة الثالثة له ولغيره، والرواية الثالثة له ولغيره" / حم 16833 "واللفظ له"، 16909 / طي 1055 "والرواية الأولى له ولغيره" / عب 9977 "والزيادة الرابعة له، والرواية الرابعة له" / طب (19/ 353/ 825 - 829)"والزيادة الثانية له والرواية الثانية له ولغيره" /

].

سبق تخريجه وتحقيقه في باب: ((النهي عن جلود السباع والنمور))، حديث رقم (؟ ؟ ؟ ؟ ).

* * *

(1)

الشنف من حلى الأذن، وجمعه شنوف. وقيل: هو ما يعلق في أعلاها. قال إبراهيم الحربي: سمعت أن القرط ما علق في شحمة الأذن، والشنف في أعلى الأذن. انظر:(غريب الحديث للحربي 2/ 802)، و (النهاية لابن الأثير 4/ 505).

ص: 267

490 -

حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ:

◼ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((إِنَّ الَّذِي يَشْرَبُ فِي آنِيَةِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ إِنَّمَا يُجَرْجِرُ فِي بَطْنِهِ نَارَ جَهَنَّمَ)).

[الحكم]:

إسناده ضعيف جدًّا، وضعفه ابن عدي، والهيثمي، وابن حجر، والألباني.

[التخريج]:

[عل 2711 "اللفظ له" / معل 6 / طب (11/ 373/ 12046) / طس 3333 / طص 319 / عد (5/ 356) / نصر 45 / تمام 1778 / خطت 199 / متشابه (1/ 155 - 156) / من وافقت كنيته اسم أبيه للخطيب (إمام 1/ 278)].

[السند]:

أخرجه أبو يعلى في (المعجم) وفي (المسند) - وعنه ابن عدي في (الكامل)، ومن طريقه ابن نصر في (فوائده)، وتمام في (فوائده)، والخطيب في (تلخيص المتشابه)، و (تاليه) - قال: حدثنا محمد بن بحر

(1)

، في بلهجيم بالبصرة قال: حدثنا سليم بن مسلم المكي الحجبي، قال: حدثنا النضر بن عربي، عن عكرمة، عن ابن عباس، به.

(1)

تصحف في المطبوع من (المسند) إلى: ((محمد بن يحيى))، والمثبت هو الصواب كما في المعجم له وبقية المصادر.

والظاهر أنه تصحيف قديم، وذلك أن ابن دقيق العيد ذكره عن أبي يعلى فقال:((محمد بن يحيى)) (الإمام 1/ 277)، وكذا الهيثمي في (المقصد العلي 1522) و (المجمع 8223)، والبوصيري في (الإتحاف 3674).

ص: 268

ورواه الطبراني في (الأوسط، والصغير، والكبير) قال: حدثنا جعفر بن محمد الفريابي قال: نا محمد بن بحر الهجيمي، به.

ومدار الإسناد - عند الجميع - على محمد بن بحر، عن سليم بن مسلم الخشاب المكي، حدثنا نضر بن عربي، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعًا، به.

قال الطبراني - عقبه -: ((لم يروه عن النضر بن عربي إِلَّا سليم بن مسلم تفرد به محمد بن بحر الهجيمي)).

[التحقيق]:

هذا إسناد ضعيف جدًّا؛ فيه علتان:

الأولى: سليم بن مسلم الخشاب؛ قال أحمد: ((لا يسوي حديثه شيئًا))، وقال ابن معين:((ليس بثقة))، وقال أبو حاتم:((ضعيف الحديث، منكر الحديث))، وقال أبو زرعة:((ليس بقوي)) (الجرح والتعديل 4/ 315).

وقال النسائي: ((متروك الحديث)) (ضعفاء النسائي 244).

ولذا قال ابن عدي عقبه: ((هذا الحديث عن النضر بن عربي يرويه سليم على أنه قد رواه غيره إِلَّا أنه ضيق عن النضر غير محفوظ)).

وقال ابن طاهر في (ذخيرة الحفاظ 4719): ((وهو متن عن النضر غير محفوظ)).

الثانية: محمد بن بحر الهجيمي؛ قال عنه العقيلي: (([منكر الحديث] كثير الوهم)) (الضعفاء 3/ 438 ط التأصيل)

(1)

. وقال ابن حبان: ((يروي عن

(1)

وما بين المعقوفين زيادة من نسخة الظاهرية، أثبتها محققو التأصيل في الحاشية، =

ص: 269

الضعفاء أشياء لم يحدث بها غيره عنهم حتى يقع في القلب أنه كان يقلبها عليهم، فلست أدري البلية في تلك الأحاديث منه، أو منهم؟ ومن أيهم كان فهو ساقط الاحتجاج حتى تتبين عدالته فالاعتبار بروايته عن الثقات)) (المجروحين 2/ 318). وقال الذهبي:((يروي المناكير عن الضعفاء)) (ديوان الضعفاء 3614).

إِلَّا أن الهيثمي قال: ((رواه أبو يعلى والطبراني في الثلاثة، وفيه محمد بن يحيى بن أبي سمينة وقد وثقه أبو حاتم وابن حبان وغيرهما وفيه كلام لا يضر، وبقية رجاله ثقات)) (مجمع الزوائد 8223).

قلنا: قوله محمد بن يحيى سببه تصحيف قديم في مسند أبي يعلى كما تقدم بيانه في الحاشية، والصواب (محمد بن بحر) كما في بقية المصادر.

ويؤخذ على كلام الهيثمي كذلك أنه قال: (وبقية رجاله ثقات)! ! ، لما علمت من حال سليم بن مسلم.

قال ابن حجر: ((وفي الباب أيضًا عن بن عباس رواه الطبراني في (الصغير) بسند ضعيف، وكذا رواه أبو يعلى وفي السند، النضر بن عربي)) (التلخيص 1/ 84).

وضعفه الألباني في (الإرواء 1/ 69).

= وأثبتها غيرهم في المتن.

ص: 270

491 -

حَدِيثٌ آخَرَ لابْنِ عَبَّاسٍ:

◼ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه، أَنَّهُ قَالَ:((إِنَّمَا نَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنِ الثَّوْبِ الْحَرِيرِ الْمُصْمَتِ))، فَأَمَّا الثَّوْبُ الَّذِي سَدَاهُ حَرِيرٌ لَيْسَ بِحَرِيرٍ مُصْمَتٍ، فَلا نَرَى بِهِ بَأْسًا، ((وَإِنَّمَا نَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُشْرَبَ فِي إِنَاءِ الْفِضَّةِ)).

[الحكم]:

ذكر الآنية شاذ، وهذا إسناده ضعيف.

[التخريج]:

[حم 2857 "بدون ذكر الشاهد"، 2951 "واللفظ له" / بز 5097 / طس 2420/ طب (11/ 434/ 12232) / خط (13/ 115)].

[السند]:

قال أحمد: حدثنا روح، حدثنا ابن جريج، أخبرني خصيف، عن سعيد بن جبير، وعن عكرمة، مولى ابن عباس، عن ابن عباس، به.

ورواه البزار في (المسند)، والطبراني في (الكبير)، و (الأوسط) من طريق الضحاك بن مخلد، عن ابن جريج، بنحوه.

ومداره عند الجميع على ابن جريج، عن خصيف، به.

[التحقيق]:

هذا إسناد ضعيف؛ فيه علتان:

الأولى: خصيف بن عبد الرحمن الجزرى؛ الجمهور على تضعيفه، وقال الحافظ:((صدوق سيئ الحفظ، خلط بأخرة، ورُميَ بالإرجاء)) (التقريب 1718).

الثانية: أن أكثر من روى هذا الحديث عن خصيف لم يذكروا: ((الآنية)

ص: 271

وإنما اقتصروا فيه على الحرير، هكذا رواه عنه جماعة، منهم:

1 -

شريك بن عبد الله، كما عند أبي القاسم البغوي في (الجعديات 2218، 2357)، والطحاوي في (مشكل الآثار 1422)، و (شرح معاني الآثار 4/ 255).

2 -

مروان بن شجاع كما عند أحمد في (المسند 1879).

3 -

معمر بن سليمان الرقي عند أحمد في (المسند 1880) وفيه قال خصيف: ((حدثني غير واحد، عن ابن عباس)).

4 -

أبو خيثمة زهير بن معاوية عند أبي داود في (السنن 4007)، والطحاوي في (شرح معاني الآثار 4/ 255)، وغيرهما.

5 -

عتاب بن بشير كما عند حرب الكرماني في (مسائله كتاب الطهارة 1220).

فرواه (خمستهم) عن خصيف عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعًا به مقتصرين على: ((النَّهْيِ عَنِ الحَرِيرِ الْمُصَمَتِ)).

قلنا: وقد رُويَ الحديث عن ابن جريج عن خصيف أيضًا، دون ذكر الآنية. أخرجه البيهقي في (السنن الكبير 6156) من طريقين عن أبي عاصم، عن ابن جريج، به.

ولابن جريج إسناد آخر:

أخرجه أحمد في (المسند 2856)، وغيره: عن محمد بن بكر البرساني، عن ابن جريج، عن عكرمة بن خالد، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، بنحو حديث خصيف المتقدم، ولكن ليس فيه: ((النَّهْي عَنِ الشُّرْبِ فِي

ص: 272

الْفِضَّةِ)).

فزيادة الآنية في حديث خصيفٍ هذا شاذة، والله أعلم.

ومع ذلك قال الهيثمي: ((ورجالهما رجال الصحيح)) (المجمع 8221)! ! .

قال الألباني: ((كذا قال))، وقال:((إسناده حسن في الشواهد والمتابعات)) (الإرواء 1/ 70).

[تنبيه]:

هذا الحديث له روايات وسياقات أُخَر أعرضنا عن ذِكْرِها هنا لعدم تعلُّقَها بالباب وستأتي في محلها من الموسوعة، إن شاء الله.

ص: 273

492 -

حَدِيثُ عَلِيٍّ:

◼ عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قَالَ: ((نَهَانِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ أَشْرَبَ فِي إِنَاءٍ مِنْ فِضَّةٍ)).

[الحكم]:

إسناده ضعيف جدًّا، وضعفه الهيثمي.

[التخريج]:

[طس 2861/ فقط (أطراف 328)].

[السند]:

قال الطبراني في (الأوسط): حدثنا إبراهيم، قال: نا أحمد، قال: نا حسين الأشقر، قال: أنا قيس بن الربيع، عن جابر، عن عبد الله بن نُجَيٍّ، عن علي.

قال: وعن ابن أبي ليلى، عن عبد الكريم، عن عبد الله بن الحارث، عن ابن عباس، عن علي، به.

وقال الطبراني عقبه: ((لم يرو هذا الحديث عن جابر إِلَّا قيس)).

[التحقيق]:

هذا حديث ضعيف جدًّا، ففي الطريق الأول، علتان:

الأولى: جابر هو ابن يزيد بن الحارث الجعفي؛ متروك متهم كما سبق مرارًا.

وبه ضعفه الهيثمي - مع تساهل في حاله - فقال: ((رواه الطبراني في (الأوسط)، وفيه جابر بن يزيد الجُعفي؛ وهو ضعيف، وقد وثق)) (مجمع الزوائد 8226).

ص: 274

الثانية: قيس بن الربيع: ((صدوق تغير لما كبر، وأدخل عليه ابنه ما ليس من حديثه فحدث به)) (التقريب 5573).

الثالثة: الانقطاع، فعبد الله بن نجي لم يسمع عليًا رضي الله عنه، قاله ابن معين (المراسيل لابن أبي حاتم 399)، بل قال المزي:((لم يدركه)) (تحفة الأشراف 7/ 416).

الرابعة: عبد الله بن نجي نفسه، مختلف فيه؛ قال الشافعي:((مجهول))، وقال البخاري:((فيه نظر))، وقال ابن عدي:((أخباره فيها نظر)) (الكامل 4/ 235). وقال الدارقطني: ((ليس بقوي في الحديث)) (العلل 1/ 411)، وقال البيهقي:((عبد الله بن نجي غير محتج به)) (السنن الكبرى عقب حديث 3386).

ووثقه النسائي، والعجلي في (معرفة الثقات وغيرهم 984)، وذكره ابن حبان في (الثقات 5/ 30). وانظر:(تهذيب التهذيب 6/ 50). وقال الحافظ: ((صدوق)) (التقريب 3664).

قلنا: والأظهر - لدينا - ضعفه، والله أعلم.

وفي الطريق الثاني، علتان:

الأولى: عبد الكريم بن أبي المخارق؛ وهو: ((ضعيف)) (التقريب 4156).

الثانية: محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى؛ قال الحافظ: ((صدوق، سيئ الحفظ جدًّا)) (التقريب 6081).

ومن هذا الوجه أخرجه الدارقطني في (الأفراد) وقال: ((تفرد به ابن ليلى، عن عبد الكريم، عن عبد الله بن الحارث، عن ابن عباس)).

* * *

ص: 275

493 -

حَدِيثُ عَلِيِّ بْنِ عُمَرَ وعُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الحُسَيْنِ مُرْسَلًا:

◼ عَنْ عَلِيٍّ، وَعُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ:((أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْ آنِيَةِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ أَنْ يُؤْكَلَ فِيهِمَا أَوْ يُشْرَبَ فِيهِمَا)).

[الحكم]:

ضعيف جدًّا لإعضاله.

[التخريج]:

[وهب 618].

[السند]:

قال ابن وهب في (جامعه): أخبرني الليث، عن ابن الهاد، عن علي، وعمر بن علي، به.

ابن الهاد هو يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد.

وعمر هو ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب.

وعلي ابنه: علي عمر بن علي بن الحسين.

[التحقيق]:

إسناده رجاله ثقات، ولكنه مرسل، بل معضل، فإن عليًا وعمر لا يعرف لهما سماع أحد من الصحابة.

ص: 276

494 -

حَدِيثُ الأَصْمَعِيِّ:

◼ عَنْ أَبِي حَاتِمٍ السِّجْسْتَانِيِّ قَالَ: أَهْدَيْتُ إِلَى الْأَصْمَعِيِّ قَدَحًا مِنْ هَذِهِ السِّجْزِيَّةِ فَجَعَلَ يَنْظُرُ إِلَيْهِ وَيَقُولُ: مَا أَحْسَنَهُ؟ فَقُلْتُ له: إِنَّهُمْ يَزْعُمُونَ أَنَّ فِيهِ عِرْقًا مِنَ الْفِضَّةِ؛ فَرَدَّهُ عَلَيَّ، وَقَالَ:((إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى أَنْ يُشْرَبَ فِي آنِيَةِ الْفِضَّةِ)).

[الحكم]:

ضعيف جدًّا لإعضاله.

[التخريج]:

[خط (12/ 166) "واللفظ له" / كر (37/ 82)].

[السند]:

قال الخطيب في (تاريخه) - ومن طريقه ابن عساكر في (تاريخه) -: أخبرنا علي بن طلحة المقرئ، قال: أَخبَرنا أَبو الفتح محمد بن إبراهيم الغازي، قال: أَخبَرنا محمد بن محمد بن داود الكرجي، قال: سمعتُ ابن خراش يقول: سَمِعتُ أبا حاتم السجستاني يقول: أهديت إلى الأصمعي قدحًا من هذه السجزية

فذكره.

[التحقيق]:

هذا إسناد ضعيف جدًا؛ فيه ثلاث علل:

الأولى: الإعضال، فالأصمعي هو عبد الملك بن قريب بن عبد الملك ((صدوق)) من الطبقة التاسعة، كما في (التقريب 4205).

وهي طبقة صغار أتباع التابعين، فأنَّى له أن يدرك النبي صلى الله عليه وسلم.

الثانية: ابن خراش، متهم ساقط، مع سعة حفظه. انظر ترجمته في (لسان

ص: 277

الميزان 4721).

الثالثة: محمد بن محمد بن داود الكرجي، لم نجد له ترجمة، سوى أن ابن جميع الصيداوي ذكره في (معجم شيوخه ص 139) وأسند له حديثًا.

ص: 278