المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌75 - باب التطهر في أواني المشركين بعد الغسل إذا علم نجاسة - ديوان السنة - قسم الطهارة - جـ ٥

[عدنان العرعور]

الفصل: ‌75 - باب التطهر في أواني المشركين بعد الغسل إذا علم نجاسة

‌75 - بَابُ التَّطَهُّرِ فِي أَوَانِي الْمُشْرِكِينَ بَعْدَ الْغُسْلِ إِذَا عُلِمَ نَجَاسَةٌ

506 -

حَدِيثُ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ:

◼ عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ عَائِذِ اللَّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا ثَعْلَبَةَ الخُشَنِيَّ رضي الله عنه، يَقُولُ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا بِأَرْضِ قَوْمٍ أَهْلِ الكِتَابِ، نَأْكُلُ فِي آنِيَتِهِمْ، وَأَرْضِ صَيْدٍ أَصِيدُ بِقَوْسِي، وَأَصِيدُ بِكَلْبِي المُعَلَّمِ وَالَّذِي لَيْسَ مُعَلَّمًا، فَأَخْبِرْنِي: مَا الَّذِي يَحِلُّ لَنَا مِنْ ذَلِكَ؟ فَقَالَ: ((أَمَّا مَا ذَكَرْتَ أَنَّكَ بِأَرْضِ قَوْمٍ أَهْلِ الكِتَابِ تَأْكُلُ فِي آنِيَتِهِمْ: فَإِنْ وَجَدْتُمْ غَيْرَ آنِيَتِهِمْ فَلا تَأْكُلُوا فِيهَا، وَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَاغْسِلُوهَا، ثُمَّ كُلُوا فِيهَا، وَأَمَّا مَا ذَكَرْتَ أَنَّكَ بِأَرْضِ صَيْدٍ: فَمَا صِدْتَ بِقَوْسِكَ فَاذْكُرِ اسْمَ اللَّهِ، ثُمَّ كُلْ، وَمَا صِدْتَ بِكَلْبِكَ المُعَلَّمِ فَاذْكُرِ اسْمَ اللَّهِ ثُمَّ كُلْ، وَمَا صِدْتَ بِكَلْبِكَ الَّذِي لَيْسَ مُعَلَّمًا فَأَدْرَكْتَ ذَكَاتَهُ فَكُلْ)).

[الحكم]:

متفق عليه (خ، م).

[التخريج]:

[خ 5478، 5488 "واللفظ له" / م 1930 / ت 1648 "مقتصرًا على الآنية" / حم 17752 / عه 8030، 8032 / محلى (7/ 425) / هق 133، 19744 / بغ 2771 / بغت (3/ 17) / حداد 387، 1569 / ضياء (رواة ق 122/ب - 123/أ)].

ص: 329

[السند]:

قال البخاري (5488): حدثنا أبو عاصم، عن حيوة بن شريح، (ح).

وحدثني أحمد ابن أبي رجاء، حدثنا سلمة بن سليمان، عن ابن المبارك، عن حيوة بن شريح، قال: سمعت ربيعة بن يزيد الدمشقي، قال: أخبرني أبو إدريس عائذ الله، به.

ورواه البخاري (5478) قال: حدثنا عبد الله بن يزيد، حدثنا حيوة، قال: أخبرني ربيعة بن يزيد الدمشقي، عن أبي إدريس، عن أبي ثعلبة الخشني، به.

وقال مسلم: حدثنا هناد بن السري، حدثنا ابن المبارك، عن حيوة بن شريح، به.

ثم قال: وحدثني أبو الطاهر، أخبرنا ابن وهب، (ح) وحدثني زهير بن حرب، حدثنا المقرئ، كلاهما عن حيوة، بهذا الإسناد نحو حديث ابن المبارك، غير أن حديث ابن وهب لم يذكر فيه صيد القوس.

[تنبيه]:

قال ابن منده عقبه: ((وحديث ربيعة بن يزيد مشهور صحيح عند أهل الشام من رواية أبي إدريس الخولاني)) (الإمام 1/ 323).

* * *

ص: 330

رِوَايَةُ: بُدًّا:

• وَفِي رِوَايَةٍ: ((

فَلَا تَأْكُلُوا فِي آنِيَتِهِمْ إِلَّا أَنْ لَا تَجِدُوا بُدًّا، فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا بُدًّا فَاغْسِلُوهَا وَ (ثُمَّ) كُلُوا،

)).

[الحكم]:

صحيح (خ).

[التخريج]:

[خ 5496 "واللفظ له" / جه 3207 / مي 2541 "والرواية له ولغيره" / جا 930 / عه 8028، 8029، 8903 / أنباري (منتقى ق 162/ب) / صحا 1676 / مبرد (الكلاب 1/ 230)].

[السند]:

قال البخاري والدارمي: حدثنا أبو عاصم، عن حيوة بن شريح، قال: حدثني ربيعة بن يزيد الدمشقي، قال: حدثني أبو إدريس الخولاني، قال: حدثني أبو ثعلبة الخشني، به.

ورواه الباقون من طريق عن أبي عاصم النبيل، به.

[تنبيه]:

تفرد بزيادة ((بُدًّا)) في هذا الحديث أبو عاصم النبيل عن حيوة بن شريح، وخالفه جماعة من الثقات الأثبات، رووا الحديث عن حيوة، فلم يذكروها، وهم:

1) عبد الله بن المبارك، عند البخاري (5488)، ومسلم (1930)، وغيرهما.

2) وعبد الله بن يزيد المقرئ، عند البخاري (5478)، ومسلم (1930)،

ص: 331

وغيرهما.

3) وعبد الله بن وهب، عند مسلم (1930)، وغيره.

ثلاثتهم: عن حيوة بن شريح، به. دون زيادة ((بُدًّا)).

قلنا: وقد رويت هذه الزيادة من طريق أبي قلابة، عن أبي ثعلبة الخشني، به. إلا أن أبا قلابة لم يسمع من أبي ثعلبة الخشني، كما سيأتي بيانه مفصلًا في الروايات التالية.

* * *

رِوَايَةٌ مُخْتَصَرَةٌ، وَفِيهَا: السؤال عَنْ آنِيَةِ الْمُشْرِكِينَ:

• وَفِي رِوَايَةٍ، قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ آنِيَةِ الْمُشْرِكِينَ (قُدُورِ أَهْلِ الْكِتَابِ)] فِي أَسْفَارِنَا [1؛ أَيُطْبَخُ فِيهَا؟ قَالَ: ((] إِذَا لَمْ تَجِدُوا غَيْرَهَا [2 اغْسِلُوهَا بِالْمَاءِ، ثُمَّ اطْبُخُوا فِيهَا))،] وَنَهَاهُمْ عَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ، وَعَنْ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ [3.

[الحكم]:

صحيح المتن، وهذا إسناد حسن.

[التخريج]:

[حم 17731 / ص 2749 "واللفظ له" / جعد 1193 "والزيادتان الثانية والثالثة والرواية له ولغيره"، 1194، 1195 / طب (22/ 212/ 567)، (22/ 218/ 581) "والزيادة الأولى له"، (22/ 230/ 603) / ك 510، 511 / حل (10/ 24)].

ص: 332

[التحقيق]:

له طريقان:

الأول: رواه أبو قلابة، واختلف عليه، على وجهين:

الوجه الأول: عن أبي قلابة عن أبي أسماء الرحبي عن أبي ثعلبة، به.

رواه الطبراني في (المعجم الكبير 22/ 218/581) قال: حدثنا طالب بن قرة الأدني، ثنا محمد بن عيسى الطباع (ح).

وحدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني سريج بن يونس، قالا: ثنا هشيم، أنا خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء الرحبي، عن أبي ثعلبة، به.

ورواه الحاكم في (المستدرك 315) من طريق يحيى بن يحيى، عن هشيم، به.

قال الحاكم عقبه: ((صحيح على شرط الشيخين)). وأقره ابن التركماني (الجوهر النقي 1/ 33).

قلنا: وهو كما قال، لولا الخلاف علي هشيم، فقد رواه سعيد بن منصور في (سننه 2749) عن هشيم عن خالد الحذاء عن أبي قلابة عن أبي ثعلبة، بدون ذكر أبي أسماء الرحبي.

وهذا الوجه عن هشيم، هو:

الوجه الثاني: عن أبي قلابة عن أبي ثعلبة بدون ذكر أبي أسماء الرحبي.

وقد توبع هشيم على هذا الوجه، تابعه: سفيان الثوري؛ فرواه عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، به.

ص: 333

رواه الطبراني في (الكبير 603)، والحاكم في (المستدرك 511).

وهذا كله يرجح الوجه الثاني عن هشيم، كيف وقد تابع الحذاءَ أيوبُ السختياني؛ كما عند أحمد في (المسند 17731)، وغيره. كما تقدم.

ولذا قال ابن منده على طريق هشيم الأول: ((وهذا إسناد صحيح. ورواه شعبة، عن أيوب، وغير واحد، عن حماد، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي ثعلبة. لم يذكروا أبا أسماء في الإسناد)) (الإمام لابن دقيق العيد 1/ 323).

وقال الدارقطني: ((ورواه خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء، عن أبي ثعلبة.

قال ذلك هشيم، عن خالد.

وخالفه الثوري، فرواه عن خالد، عن أبي قلابة، عن أبي ثعلبة

، والقول قول من أرسله، عن أبي قلابة، عن أبي ثعلبة)) (العلل 3/ 228).

الطريق الثاني:

رواه الطبراني في (المعجم الكبير 22/ 212/567) قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني سريج بن يونس، ثنا هشيم، أنا داود بن عمرو، عن بسر بن عبيد الله، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي ثعلبة بنحوه.

وهذا إسناد رجاله ثقات غير داود بن عمرو وهو الأودي الشامي عامل واسط، وثقه ابن معين، وقال مرة:((مشهور))، وقال مرة:((ليس به بأس))، وقال أحمد:((حديثه مقارب))، وقال أبو داود:((صالح))، وقال أبو زرعة:((لا بأس به))، وقال أبو حاتم:((شيخ))، وقال مرة:((ليس بالمشهور))، وذكره ابن حبان في (الثقات). وقال ابن عدي:((لا أرى برواياته بأسًا)). وقال

ص: 334

العجلي: ((يكتب حديثه، وليس بالقوي))، وقال ابن حزم:((ضعفه أحمد، وقد ذكر بالكذب)). فتعقبه مغلطاي فقال: ((وهو قول لم أره لغير ابن حزم))، وقال ابن حجر:((كذا قال ابن حزم، وما أدري من هو هذا الذي ذكره بالكذب غيره)). انظر (سؤالات ابن طهمان 209)، (الكامل لابن عدي 3/ 84)، (إكمال تهذيب الكمال 4/ 261)، (تهذيب التهذيب 3/ 196).

ولخص ابن حجر حاله فقال: ((صدوق يخطئ)) (التقريب 1804).

قلنا: وقد زاد في هذا الحديث زيادة أنكرها عليه غير واحد فقال في صيد الكلب: ((إِذَا أَرْسَلْتَ كَلْبَكَ وَذَكَرْتَ اسْمَ اللَّهِ فَكُلْ، وَإِنْ أَكَلَ مِنْهُ، وَكُلْ مَا رَدَّتْ يَدُكَ)) أخرجه أبو داود في (السنن 2841).

قال ابن حزم: ((أما حديث أبي ثعلبة فمن طريق داود بن عمرو، وهو ضعيف، ضعفه أحمد بن حنبل وقد ذُكر بالكذب)) (المحلى 7/ 471).

قلنا: قد تقدم التعقيب على قول ابن حزم: (وقد ذُكر بالكذب)، بأنه لا يُعرف من اتهمه بالكذب.

وقال البيهقي: ((ورُوي في إباحة أكله، عن النبي صلى الله عليه وسلم، إن صح الحديث، ثم ذكر الحديث

، ثم قال:((إِلَّا أن حديث أبي ثعلبة رضي الله عنه مخرج في الصحيحين من حديث ربيعة بن يزيد الدمشقي، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي ثعلبة، وليس فيه ذكر الأكل، وحديث الشعبي عن عدي أصح من حديث داود بن عمرو الدمشقي ومن حديث عمرو بن شعيب، والله أعلم)) (السنن الكبير 19/ 178 - 179).

وقال الذهبي: ((انفرد بحديث: ((أحسنوا أسماءكم))، وبحديث:((إذا أرسلت كلبك المعلم وذكرت اسم الله فكل وإن أكل منه))، خرجه أبو داود من

ص: 335

حديث أبي ثعلبة، وهذا حديث منكر)) (ميزان الاعتدال 2/ 18).

وقال الألباني: ((إسناده ضعيف، ومتن منكر؛ داود بن عمرو فيه ضعف من قبل حفظه)) (ضعيف أبي داود 492).

قلنا: وفيه علة أخرى ذكرها الإمام أحمد، فقال:((يختلفون عن هشيم فيه)) (المغني 13/ 164).

وسيأتي تخريج هذه الزيادة وتحقيقها في كتاب الصيد إن شاء الله.

* * *

ص: 336

رِوَايَةُ: وَإِنْ لَمْ تُدْرِكْ ذَكَاتَهُ فَلا تَأْكُلْ:

• وَفِي رِوَايَةٍ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا بِأَرْضٍ مِنْ أَهْلِ كِتَابٍ نَأْكُلُ فِي آنِيَتِهِمْ، وَإِنَّ أَرْضَنَا أَرْضُ صَيْدٍ، أَصِيدُ بِقَوْسِي، وَبِالْكَلْبِ الْمُكَلَّبِ، وَبِالْكَلْبِ الَّذِي لَيْسَ بِمُكَلَّبٍ، فَأَخْبِرْنِي مَاذَا يَحِلُّ لَنَا مِمَّا يَحْرُمُ عَلَيَّ مِنْ ذَلِكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:((أَمَّا مَا ذَكَرْتَ أَنَّكُمْ بِأَرْضِ أَهْلِ كِتَابٍ تَأْكُلُونَ فِي آنِيَتِهِمْ، فَإِنْ وَجَدْتُمْ غَيْرَ آنِيَتِهِمْ فَلا تَأْكُلُوا فِيهَا، وَإِنْ لَمْ تَجِدُوا غَيْرَ آنِيَتِهِمْ فَاغْسِلُوهَا وَكُلُوا فِيهَا] وَاطْبُخُوا وَاشْرَبُوا [، وَأَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنَ الصَّيْدِ، فَمَا صِدْتَ بِقَوْسِكَ فَكُلْ مِنْهُ، وَاذْكُرِ اسْمَ اللهِ عَلَيْهِ، وَأَمَّا مَا أَصَابَ كَلْبُكَ الْمُكَلَّبُ، فَكُلْ مِمَّا أَمْسَكَ عَلَيْكَ وَاذْكُرِ اسْمَ اللهِ عَلَيْهِ، وَأَمَّا مَا أَصَابَ كَلْبُكَ الَّذِي لَيْسَ بِمُكَلَّبٍ، فَإِنْ أَدْرَكْتَ ذَكَاتَهُ فَكُلْ، وَمَا لَمْ تُدْرِكْ ذَكَاتَهُ فَلا تَأْكُلْ،] وَنَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ لَحْمِ الْحِمَارِ الْأَهْلِيِّ وَعَنْ كُلِّ سَبُعٍ ذِي نَابٍ])).

• وَفِي رِوَايَةٍ: ((إِذَا أَرْسَلْتَ كَلْبُكَ الْمُعَلَّمَ فَذَكَرْتَ اسْمَ اللهِ؛ فَأَخَذَ؛ فَكُلْ، وَإِذَا أَرْسَلْتَ كَلْبَكَ الَّذِي لَيْسَ بِمُعَلَّمٍ؛ فَأَخَذَ؛ فَإِنْ أَدْرَكْتَ ذَكَاتَهُ فَكُلْ، وَإِنْ لَمْ تُدْرِكْ ذَكَاتَهُ فَلا تَأْكُلْ)).

[الحكم]:

إسناده صحيح، وصححه ابن حبان، والألباني.

[التخريج]:

]

طي 1108 "والرواية له" / جا 931 "مقتصرًا على قصة الكلب" / عه 8031 "مقتصرًا على قصة الكلب" / حب 5915 "واللفظ له" / طب (22/ 213 / 571)، (22/ 230/ 604)"والزيادتان له"، (22/ 231/605) / ثعلب 1233/ هقغ 3833 "مقتصرًا على الصيد" / هق 18950

ص: 337

"مقتصرًا على الصيد" / هقع 18782 "مقتصرًا على الصيد" / حداد 1569/ كر (66/ 101) / ضياء (مقرئ 4)].

[التحقيق]:

له طريقان:

الطريق الأول:

أخرجه ابن حبان في (الصحيح) قال: أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة، قال: حدثنا حرملة بن يحيى، قال: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني حيوة بن شريح، قال: سمعت ربيعة بن يزيد الدمشقي، يقول: سمعت أبا إدريس الخولاني، أنه سمع أبا ثعلبة الخشني، به.

ورواه ابن الجارود في (المنتقى): عن محمد بن عبد الله بن عبد الحكم. وأبو عوانة في (المستخرج): عن يونس بن عبد الأعلى. كلاهما روياه عن ابن وهب، بسنده، مختصرًا.

وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين، ولذا أخرجه ابن حبان في صحيحه، وصححه الألباني في (التعليقات الحسان 8/ 317 - 318).

وقد أخرجه مسلم من طريق ابن وهب ولم يسق متنه فقال: وحدثني أبو الطاهر، أخبرنا ابن وهب، ح وحدثني زهير بن حرب، حدثنا المقرئ، كلاهما عن حيوة، بهذا الإسناد نحو حديث ابن المبارك، غير أن حديث ابن وهب لم يذكر فيه صيد القوس (الصحيح 1930).

وحديث عبد الرحمن المقرئ خالٍ من الزيادة المذكورة في آخره وهي قوله: ((وَإِنْ لَمْ تُدْرِكْ ذَكَاتَهُ فَلَا تَأْكُلْ))، إِلَّا في رواية أخرجها الطبراني في (المعجم الكبير 22/ 213 / 571) فقال: دثنا هارون بن ملول المصري،

ص: 338

ثنا عبد الله بن يزيد المقرئ، ثنا حيوة بن شريح، قال: سمعت ربيعة بن يزيد الدمشقي، يقول: سمعت أبا إدريس الخولاني، يحدث أنه، سمع أبا ثعلبة،

فذكره وفي آخره: ((وَأَمَّا مَا صَادَ كَلْبُكَ الَّذِي لَيْسَ بِمُكَلَّبٍ، فَمَا أَدْرَكْتَ ذَكَاتَهُ فَكُلْ، وَمَا لَمْ تُدْرِكْ ذَكَاتَهُ فَلا تَأْكُلْ مِنْهُ)).

وإسناده رجاله ثقات رجال الشيخين غير هارون بن ملول، وهو هارون بن عيسى بن يحيى، أبو محمد التجيبي، المصري، كان أبوه يعرف بملول (غنية الملتمس ص: 413)، قال ابن يونس:((ثقة في الحديث، وكان آخر من حدث عن المقرئ بمصر)) (إتحاف الخيرة للبوصيري 3/ 371، 6/ 390)، وقال ابن الجوزي:((وكان من عقلاء الناس ثقة في الحديث)) (المنتظم 12/ 397).

وقد توبع، كما في (جامع الصحيحين لابن الحداد 1569) قال: حدثنا محمد بن أحمد بن علي، قال: ثنا أحمد بن موسى، قال: ثنا عبد الله بن جعفر، قال: ثنا سعيد بن بشر، قال: ثنا المقرئ، به.

الطريق الثاني:

رواه أبو داود الطيالسي في (مسنده) قال: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن أبي قلابة، أن أبا ثعلبة، به، مقتصرًا على صيد الكلب.

ورواه الطبراني في (الكبير 604) قال: حدثنا عبيد بن غنام، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا محمد بن بشر، ثنا سعيد بن أبي عروبة،

ورواه الطبراني في (الكبير 605)، والثعلبي في (التفسير)، من طريقين عن ابن جريج،

كلاهما (ابن أبي عروبة، وابن جريج) عن أيوب السختياني بنحوه.

ورجاله ثقات غير أن منقطع، فأبو قلابة لم يسمع من أبي ثعلبة رضي الله عنه كما

ص: 339

سيأتي بيانه قريبًا.

رِوَايَةُ: وَإِنَّهُمْ يَطْبُخُونَ فِي قُدُورِهِمُ الْخِنْزِيرَ:

• وَفِي رِوَايَةٍ: إِنَّا نُجَاوِرُ أَهْلَ الْكِتَابِ وَإِنَّهُمْ يَطْبُخُونَ فِي قُدُورِهِمُ الْخِنْزِيرَ، وَيَشْرَبُونَ فِي آنِيَتِهِمُ الْخَمْرَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:((إِنْ وَجَدْتُمْ غَيْرَهَا فَكُلُوا فِيهَا وَاشْرَبُوا، وَإِنْ لَمْ تَجِدُوا غَيْرَهَا فَارْحَضُوهَا بِالْمَاءِ، وَكُلُوا وَاشْرَبُوا)).

• وَفِي رِوَايَةٍ: ((دَعُوهَا مَا وَجَدْتُمْ مِنْهَا بُدًّا، فَإِذَا لَمْ تَجِدُوا مِنْهَا بُدًّا فَارْحَضُوهَا بِالْمَاءِ)) أَوْ قَالَ: ((اغْسِلُوهَا، ثُمَّ اطْبُخُوا فِيهَا وَكُلُوا)) قَالَ: وَأَحْسِبُهُ قَالَ: ((وَاشْرَبُوا)).

[الحكم]:

صحيح، وصححه الألباني.

[التخريج]:

[د 3791 "واللفظ له" / طي 1107 "والرواية له" / طب (22/ 219/ 584) / طش 783 / ك 509 / هق 134/ هقع 566 / حرملة (هقع 567) / أيوب 26، 27].

[التحقيق]:

له طريقان بهذا السياق:

الطريق الأول:

أخرجه أبو داود في (السنن 3791) - ومن طريقه البيهقي في (الكبير

ص: 340

134) -: حدثنا نصر بن عاصم، حدثنا محمد بن شعيب، أخبرنا عبد الله بن العلاء بن زَبْر، عن أبي عبيد الله مسلم بن مشكم، عن أبي ثعلبة الخشني، به.

وأخرجه الطبراني في (مسند الشاميين 783): من طريق محمد بن خالد، عن محمد بن شعيب، به.

وأخرجه الطبراني في (الكبير 22/ 584): من طريق الوليد بن مسلم، عن عبد الله بن العلاء بن زَبْر، به.

وهذا إسناد صحيح؛ رجاله ثقات، عبد الله بن العلاء بن زَبْر:((ثقة من رجال البخاري)) (تقريب التهذيب 3521).

ومسلم بن مشكم، أبو عبيد الله الشامي: وثقه أبو مسهر ودحيم ويعقوب بن سفيان والعجلي وابن حبان، انظر (تهذيب التهذيب 10/ 139)، واعتمده الحافظان الذهبي وابن حجر، انظر (الكاشف 5431)، و (التقريب 6648).

ولذا قال الألباني: ((أخرجه أبو داود بإسناد صحيح)) (إرواء الغليل 1/ 75).

ومع ذلك قال ابن حزم: ((هذا خبر لا يصح؛ لأن فيه عبد الله بن العلاء بن زَبْر وليس بمشهور، ومسلم بن مشكم هو مجهول)) (المحلى 7/ 425 - 426).

وهذه مجازفة في تضعيف الثقات، فابن زبر، احتج به الجماعة سوى مسلم، ونقل الحافظ الإجماعَ على ثقته. (لسان الميزان 9/ 342).

ومسلم بن مشكم، وثقه أبو مُسْهِرٍ، والعجلي، ودحيم، والفسوي، وذكره ابن حبان في (الثقات)، انظر (تهذيب التهذيب 10/ 138).

ص: 341

الطريق الثاني:

رواه أبو داود الطيالسي في (مسنده 1107)، وإسماعيل القاضي في (حديث أيوب 26، 27)، والحاكم في (المستدرك 509)، وغيرهم: من طرق عن أيوب السختياني، عن أبي قلابة، عن أبي ثعلبة، به.

وهذا إسناد رجاله ثقات، غير أنه منقطع، كما سيأتي بيانه قريبًا.

رِوَايَةُ: إِنْ لَم تَجِدْ غِنًى:

• وَفِي رِوَايَةٍ، قال: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ إِنِّي أَرْمِي بِقَوْسِي فَمِنْهُ مَا أُدْرِكُ ذَكَاتَهُ وَمِنْهُ مَا لَمْ أُدْرِكْ ذَكَاتَهُ مَاذَا يَحِلُّ لِي مِنْهُ وَمَاذَا يَحْرُمُ عَلَيَّ مِنْهُ وَأَنَا فِي أَرْضِ أَهْلِ الْكِتَابِ، وَهُمْ يَأْكُلُونَ فِي آنِيَتِهِمْ الْخِنْزِيرَ وَيَشْرَبُونَ فِيهَا الْخَمْرَ فَآكُلُ فِيهَا وَأَشْرَبُ؟ قَالَ فَصَعَّدَ فِيَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْبَصَرَ وَصَوَّبَهُ ثُمَّ قَالَ:((نُوَيْبَةُ)) فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، نويبة خَيْرٍ أَمْ نويبة شَرٍّ؟ قَالَ:((بَل نويبة خَيْرٍ)) ثُمَّ قَالَ: ((مَا رَدَّ إِلَيْكَ قَوْسُكَ فَذَكَرْتَ اسْمَ اللهِ مِنْهُ فَكُلْ، وَإِنْ وَجَدْتَ عَنْ آنِيَةِ الْكُفَّارِ غِنًى فَلَا تَأْكُلْ فِيهَا، وَإِنْ لَم تَجِدْ غِنًى فَارْحَضْهَا بِالْمَاءِ رَحْضًا شَدِيدًا ثُمَّ كُلْ فِيهَا)).

[الحكم]:

إسناده حسن.

[التخريج]:

[طب (22/ 223 / 592) / هق 135 "ولم يسق متنه"، 19745].

ص: 342

[السند]:

قال الطبراني: حَدَّثَنَا حدثنا إبراهيم بن دحيم الدمشقي، ثنا أبي، ثنا محمد بن شعيب بن شابور، حدثني عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن عمير بن هانئ، أنه أخبره، عن أبي ثعلبة الخشني، به.

ورواه البيهقي في (السنن الكبير 19745) فقال: أخبرنا أبو صالح بن أبي طاهر العنبري، أنبأنا جدي يحيى بن منصور القاضي، حدثنا أبو بكر محمد بن إسماعيل، حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي ولقبه دحيم، به.

شيخ الطبراني: هو إبراهيم بن عبد الرحمن بن إبراهيم المعروف بابن دحيم.

[التحقيق]:

هذا إسناد حسن؛ رجاله ثقات عدا محمد بن شعيب، فهو ((صدوق)) كما في (التقريب 5958).

ص: 343

رِوَايَةُ: لَا تَقْرَبُوهَا مَا وجدتم بُدًّا:

• وَفِي رِوَايَةٍ، عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم اكْتُبْ لِي بِأَرْضٍ. فَقَالَ: ((كَيْفَ أَكْتُبُ لَكَ وَهِيَ بِأَرْضِ الْحَرْبِ؟!)) فَقَالَ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بالحق لتملكن مَا تَحْتَ أَقْدَامِهِمْ، قَالَ: فَأَعْجَبَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَلِكَ فَنَظَرَ إِلَى أَصْحَابِهِ، فَكَتَبَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قَالَ لَهُ أَبُو ثَعْلَبَةَ: إِنَّا بِأَرْضِ صَيْدٍ فَمَا يَحِلُّ لَنَا مِمَّا يَحْرُمُ عَلَيْنَا؟ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((إِذَا أَرْسَلْتَ كَلْبَكَ الْمُعَلَّمَ - أو الكلب - وَذَكَرْتَ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ فَأَخَذَ وَقَتَلَ فَكُلْ، وإذا أَرْسَلْتَ كَلْبَكَ الَّذِي لَيْسَ بِمُعَلَّمٍ فَمَا أَدْرَكْتَ ذَكَاتَهُ فَكُلْ، وَمَا لَمْ تُدْرِكْ ذَكَاتَهُ فَلَا تَأْكُلْ، وَمَا رَدَّ عَلَيْكَ سَهْمُكَ فَكُلْ))، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، إِنَّا بِأَرْضٍ أَهْلُهَا أَهْلُ كِتَابٍ نَحْتَاجُ فِيهَا إِلَى قُدُورِهِمْ وَآنِيَتِهِمْ. فَقَالَ:((لَا تَقْرَبُوهَا مَا وجدتم بُدًّا، فَإِذَا لَمْ تَجِدُوا بُدًّا فَاغْسِلُوهَا بِالْمَاءِ وَاطْبُخُوا وَاشْرَبُوا)). وَنَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ لَحْمِ الْحِمَارِ الْأَهْلِيِّ، وَعَنْ كُلِّ سَبُعٍ ذِي نَابٍ.

[الحكم]:

ضعيف بهذا السياق.

[التخريج]:

[مش (خيرة 4701) "واللفظ له" / محلى (1/ 108، 7/ 425)].

[السند]:

أخرجه ابن أبي شيبة في (المسند) - ومن طريقه ابن حزم في (المحلى) - قال: ثنا محمد بن بشر، ثنا سعيد بن أبي عروبة، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي ثعلبة الخشني، به.

ص: 344

[التحقيق]:

هذا إسناد رجاله ثقات، غير أنه منقطع، فأبو قلابة الجرمي لم يسمع من أبي ثعلبة رضي الله عنه، كما نفاه الترمذي في (الجامع 3/ 43) - ووافقه البوصيري (إتحاف الخيرة المهرة 5/ 294) -، وكذا الدارقطني في (العلل 3/ 228)، والبيهقي في (السنن الكبير 1/ 100)، والضياء كما في (جامع التحصيل ص 211)، والمزي (تهذيب الكمال 14/ 544، 33/ 168)، و (تحفة الأشراف 9/ 137).

وخالف في ذلك الحاكم، فجزم بسماعه منه في (المستدرك 1/ 487) - وأقره ابن التركماني (الجوهر النقي 1/ 33) -، ولم يذكر دليلًا على ذلك، بل الواقع على خلافه فقد مات أبو ثعلبة رضي الله عنه (سنة 75 هـ)، ولم يرحل أبو قلابة إلى الشام إِلَّا في خلافة عبد الملك بن مروان، قال أبو زرعة:((قدم أبو قلابة الشام في خلافة عبد الملك)) (تاريخ داريا ص: 62)، وقال يحيى بن معين:((أرادوا أبا قلابة على القضاء، وهو ابن خمسين سنة، فأبى، وخرج إلى الشام، فمات بالشام سنة ست ومئة أو سبع ومئة)) (تهذيب الكمال 14/ 548).

وهذه الخلافة كانت مدتها ثلاث عشرة سنة، قال عمرو بن علي الفلاس:((بايع مروان بن الحكم لابنيه عبد الملك وعبد العزيز، فقام عبد الملك بالحرب، وقتل الحجاجُ ابنَ الزبير، واستقام الناس لعبد الملك، وكانت الفتنة من يوم مات معاوية بن يزيد إلى أن استقام الناس لعبد الملك تسع سنين وإحدى وعشرين ليلة، فملك عبد الملك ثلاث عشرة سنة وأربعة أشهر إِلَّا ليلتين، ومات يوم الأربعاء النصف من شوال سنة ست وثمانين)) (تهذيب الكمال 18/ 413).

ص: 345

فعليه يكون بين وفاة أبي ثعلبة وعبد الملك بن مروان ما يقارب إحدى عشر سنة، ولا ندري في أي سنة هاجر أبو قلابة إلى الشام والظاهر تأخره إلى وقت قريب من وفاة عبد الملك، فيصعب سماعه من أبي ثعلبة رضي الله عنه، والله أعلم.

رِوَايَةُ: فَارْحَضُوهَا:

• وَفِي رِوَايَةٍ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا بِأَرْضِ أَهْلِ كِتَابٍ، أَفَنَطْبُخُ فِي قُدُورِهِمْ، وَنَشْرَبُ فِي آنِيَتِهِمْ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:((إِنْ لَمْ تَجِدُوا غَيْرَهَا، فَارْحَضُوهَا (فَانضَحُوهَا) بِالْمَاءِ، وَاطْبُخُوا فِيهَا))، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّا بِأَرْضِ صَيْدٍ فَكَيْفَ نَصْنَعُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((إِذَا أَرْسَلْتَ كَلْبَكَ الْمُكَلَّبَ، وَذَكَرْتَ اسْمَ اللهِ، فَقَتَلَ فَكُلْ، وَإِنْ كَانَ غَيْرَ مُكَلَّبٍ فَذَكِّ وَكُلْ، وَإِذَا رَمَيْتَ بِسَهْمِكَ، وَذَكَرْتَ اسْمَ اللهِ، فَقَتَلَ، فَكُلْ)).

[الحكم]:

صحيح المتن دون قوله: ((فَقَتَلَ))، وإسناده معل، وأعله الدارقطني، والبيهقي.

[التخريج]:

[ت 1903 / حم 17750 "واللفظ له" / ك 512 "مقتصرًا على الشاهد" / جعد 1196 / أيوب 26، 27 / مث 2631 / لا 1913 "والرواية له" / طب (22/ 217/580) / محلى (7/ 425) / حطاب 33].

ص: 346

[التحقيق]:

مداره على أبي قلابة الجرمي، واختلف عليه على وجهين:

الأول: عن أبي قلابة عن أبي أسماء الرحبي عن أبي ثعلبة:

رواه الترمذي في (جامعه 1903)، والطبراني في (الكبير 22/ 217) من طريق عبيد الله بن محمد العيشي، حدثنا حماد بن سلمة، عن أيوب وقتادة، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء الرحبي، عن أبي ثعلبة الخشني، به.

ورواه الدولابي في (الكنى 1913) من طريق الفضل بن حكيم،

وابن حزم في (المحلى 7/ 425) من طريق النعمان المنقري،

كلاهما عن حماد بن سلمة، عن أيوب وقتادة،

به.

ورواه أحمد في (المسند 17750)، والبغوي في (الجعديات 1196)، وغيرهما من طرق عن حماد بن سلمة، عن أيوب - وحده -، عن أبي قلابة، به.

وهذا إسناد رجاله ثقات، ولكن خالف حمادًا، جماعة فرووه عن أبي قلابة عن أبي ثعلبة بلا واسطة، وهو:

الوجه الثاني: عن أبي قلابة، عن أبي ثعلبة (بإسقاط أبي أسماء):

رواه إسماعيل القاضي كما في (حديثه 27) عن سليمان بن حرب عن حماد بن زيد عن أيوب، عن أبي قلابة به فلم يذكر أبا أسماء الرحبي.

وقد تابع حماد بن زيد عليه جماعة؛ منهم:

1 -

شعبة بن الحجاج كما عند أحمد في (المسند 17731)، والبغوي في (الجعديات 1193)، وغيرهما.

ص: 347

2 -

وابن علية، كما عند البغوي في (الجعديات 1195)، وغيره.

3 -

وسفيان بن عيينة كما عند الشافعي في (سنن حرملة كما في معرفة السنن والآثار للبيهقي 567).

4 -

ومعمر كما في (مصنف عبد الرزاق 8665) - وعنه أحمد في (المسند 17737) -.

5 -

وعبد الوهاب الثقفي كما ذكر الدارقطني في (العلل 3/ 228).

6، 7 - وابن جريج وسعيد بن أبي عروبة، كما في (المعجم الكبير للطبراني 22/ 230 - 231/ 604، 605).

جميعهم: عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي ثعلبة، به.

وهذا الوجه هو الأرجح لكثرتهم، وفيهم أثبت الناس في أيوب، كابن علية، وحماد بن زيد.

قال الدارقطني - بعد ذكر الخلاف المتقدم -: ((والقول قول من أرسله، عن أبي قلابة، عن أبي ثعلبة)) (العلل 3/ 228).

وقال البيهقي: ((وهكذا رواه حماد بن سلمة، عن أيوب، عن أبي قلابة موصولًا، وقد أرسله جماعة، عن أيوب، وخالد، فلم يذكروا أبا أسماء في إسناده)) (السنن الكبير 1/ 100).

قلنا: ومما يرجح هذا الوجه، أن حمادًا مُتكلَّمٌ في روايته عن قتادة وأيوب، قال مسلم: ((وحماد يعد عندهم إذا حدث عن غير ثابت كحديثه عن قتادة وأيوب ويونس وداود بن أبي هند والجريري ويحيى بن سعيد وعمرو بن دينار وأشباههم فإنه يخطئ في حديثهم كثيرًا وغير حماد في هؤلاء أثبت عندهم

ص: 348

كحماد بن زيد وعبد الوارث ويزيد بن زريع وابن علية)) (التمييز ص 218).

وَثَمَّ أَمْر آخر في الحديث: وهو أن حماد بن سلمة إذا جمع بين أكثر من شيخ من شيوخه، يقع له أوهام؛ وبهذه العلة أعل الإمام أحمد حديثنا هذا فقال:((هذا من قِبَلِ حماد، كان لا يقوم على مثل هذا؛ يجمع الرجال، ثم يجعله إسنادًا واحدًا، وهم يختلفون)) (شرح علل الترمذي لابن رجب 2/ 815).

والحديث في الصحيحين دون قوله في رمي السهم: ((فَقَتَلَ)).

* * *

ص: 349

رِوَايَةٌ مُطَولةُ جدًّا، وفيها: فَارْحَضُوهَا رَحْضًا حَسَنًا:

• وَفِي رِوَايَةٍ، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ:((نُوَيْبَةُ))، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ نُوَيْبَةُ خَيْرٍ أَو نُوَيْبَةُ شَرٍّ؟ قَالَ: ((لَا بَل نُوَيْبَةُ خَيْرٍ)).

قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، خَرَجْتُ مَعَ عَمٍّ لِي فِي سَفَرٍ فَأَدْرَكَهُ الْحَفَاءُ، فَقَالَ: أَعِرْنِي حِذَاءَكَ، قُلْتُ: لَا أُعْيرُكُهَا أَوْ تَزَوِّجُنِي ابْنَتَكَ، قَالَ: قَد زَوَّجْتُكَهَا، فَلَمَّا أَنْ أَتَيْنَا أَهْلَنَا بَعَثَ إِلَيَّ بِحِذَائِي، وَقَالَ: لَا امْرَأَةَ لَكَ عِنْدَنَا، فَقَالَ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم:((لَا خَيْرَ لَكَ فِيهَا)).

قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، نَذَرْتُ نَذْرًا أَنْ أَنْحَرَ ذَوْدًا عَلَى صَنَمٍ مِنْ أَصْنَامِ الْجَاهِلِيَّةِ، فَقَالَ:((أَوْفِ بِنَذْرِكَ وَلَا تَأْثَمْ لِرَبِّكَ)). ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((لَا وَفَاءَ لِنَذْرٍ فِي مَعْصِيَةٍ [اللَّهِ]، وَلَا فِي قَطِيعَةِ رَحِمٍ، وَلَا فِيمَا لَا يُمْلَكُ (تَمْلِكُ))).

قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، الْوَرِقُ يُؤْخَذُ

(1)

عِنْدَ (يُوجَدُ فِي) الْقَرْيَةِ الْعَامِرَةِ أَو الطَّرِيقِ الْمَأْتِيِّ، فَقَالَ:((عَرِّفْهَا حَوْلًا، فَإِنْ جَاءَ صَاحِبُهَا فَادْفَعْهَا إِلَيْهِ، وَإِلَّا فَاحْصِ وِكَاءَهَا وَوِعَاءَهَا وَعَدَدَهَا، ثُمَّ اسْتَمْتِعْ بِهَا)).

قُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللهِ، الْوَرِقُ يُؤْخَذُ

(2)

فِي الْأَرْضِ الْغَادِيَةِ

(3)

؟ قَالَ: ((فِيهَا وَفِي الرِّكَازِ الْخُمُسُ)).

قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَلْبِي الْمُعَلَّمُ أُرْسِلُهُ [فَيَصْطَادُ]، فَمِنْهَا مَا أُدْرِكُهُ فَأُذَكِّي، وَمِنْهَا مَا لَمْ أُدْرِكْ؟ قَالَ:((كُلْ مَا أَمْسَكَ عَلَيْكَ كَلْبُكَ الْمُعَلَّمُ)).

(1)

كذا في مطبوع (المعجم الكبير)، ولعل الصواب:((يوجد))، كما في (الإتحاف).

(2)

كذا في مطبوع (المعجم الكبير)، ولعل الصواب:((يوجد))، كما في (الإتحاف).

(3)

كذا في مطبوع (المعجم الكبير)، وفي (الإتحاف):((العَادِيَة)).

ص: 350

قُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللهِ، قَوْسِي أَرْمِي بِهَا فَأُصِيبُ، فَمِنْهُ مَا أُدْرِكُهُ فَأُذَكِّي، وَمِنْهُ مَا لَمْ أُدْرِكْ؟ فَقَالَ:((كُلْ مَا رَدَّتْ إِلَيْكَ قَوْسُكَ)).

قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرْمِي بِسَهْمِي فَيَتَوَارَى عَنِّي، فَأُدْرِكُهُ وَفِيهِ سَهْمِي أَعْرِفُهُ وَلَا أُنْكَرِهُ

(1)

، لَيْسَ بِهِ أَثَرٌ سِوَاهُ؟ قَالَ: ((إِنْ لَمْ تَصِلَّهُ

(2)

، فَأَصَبْتُهُ، وَفِيهِ سَهْمُكَ فَعَرَفْتَهُ وَلَا تُنْكِرُهُ، وَلَيْسَ بِهِ أَثَرٌ سِوَاهُ، فَكُلْ، وَإِلَّا فَلَا تَأْكُلْ)).

قُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللهِ، الشَّاةُ نَجِدُهَا فِي أَرْضِ الْفَلَاةِ؟ قَالَ:((كُلْهَا فَإِنَّمَا هِي لَكَ أَو لِأَخِيكَ أَو لِلذِّئْبِ)).

قُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللهِ، الْبَعِيرُ أَو النَّاقَةُ تُوجَدُ فِي أَرْضِ الْفَلَاةِ عَلَيْهَا الْوِعَاءُ وَالسِّقَاءُ؟ قَالَ:((خَلِّ عَنْهَا مَا لَكَ وَلَهَا؟ )).

قُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللهِ، قُدُورُ الْمُشْرِكِينِ نَطْبُخُ فِيهَا؟ قَالَ:((لَا تَطْبُخُوا [فِيهَا])).

قُلْتُ: إِنْ احْتَجْنَا إِلَيْهَا وَلَم نَجِدْ مِنْهَا بُدًّا؟ قَالَ: ((فَارْحَضُوهَا بِالْمَاءِ [رَحْضًا] حَسَنًا ثُمَّ اطْبُخُوا وَكُلُوا)).

[الحكم]:

ضعيف بهذا السياق، وضعفه البوصيري.

[التخريج]:

[جه 2841 "مقتصرًا على الفقرة الأخيرة في آنية المشركين" / مش (خيرة 2994) "والزيادات والروايات له"، (مط 1476) / طب (22/ 226 - 227/ 597) "واللفظ له"].

(1)

كذا في مطبوع (المعجم الكبير)، وفي (الإتحاف):((وَلَا أَذْكُرُهُ)).

(2)

كذا في مطبوع (المعجم الكبير)، وفي (الإتحاف):((تُضِلَّهُ))، ولعل هو الصواب.

ص: 351

[السند]:

قال ابن ماجه: حدثنا علي بن محمد قال: حدثنا أبو أسامة قال: حدثني أبو فروة يزيد بن سنان قال: حدثني عروة بن رويم اللخمي، عن أبي ثعلبة الخشني، به مقتصرًا على الفقرة الأخيرة.

ورواه ابن أبي شيبة في (المسند) - ومن طريقه الطبراني في (الكبير) -: عن أبي أسامة، به، مطولًا.

[التحقيق]:

هذا إسناد ضعيف؛ فيه: أبو فروة يزيد بن سنان، وهو:((ضعيف)) (التقريب 7727).

وبه ضعف الرواية البوصيري في (مصباح الزجاجة 3/ 170).

* * *

ص: 352

رِوَايَةٌ أُخْرَى مُطَوَّلَةٌ فيها أنَّهُمْ يَأْكُلُونَ لَحْمَ الْخِنْزِيرِ، وَيَشْرَبُونَ الْخَمْرَ:

• وَفِي رِوَايَةٍ، قال: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، اكْتُبْ لِي بِأَرْضِ كَذَا وَكَذَا - لِأَرْضٍ بِالشَّامِ لَمْ يَظْهَرْ عَلَيْهَا، النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حِينَئِذٍ -، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:((أَلَا تَسْمَعُونَ إِلَى مَا يَقُولُ هَذَا؟))، فَقَالَ أَبُو ثَعْلَبَةَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَظْهَرُنَّ عَلَيْهَا، قَالَ: فَكَتَبَ لَهُ بِهَا.

قال: قُلْتُ لَهُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أَرْضَنَا أَرْضُ صَيْدٍ فَأُرْسِلُ كَلْبِيَ الْمُكَلَّبَ، وَكَلْبِيَ الَّذِي لَيْسَ بِمُكَلَّبٍ؟ قَالَ:((إِذَا أَرْسَلْتَ كَلْبَكَ الْمُكَلَّبَ وَسَمَّيْتَ، فَكُلْ مَا أَمْسَكَ عَلَيْكَ كَلْبُكَ الْمُكَلَّبُ، وَإِنْ قَتَلَ، وَإِذَا أَرْسَلْتَ كَلْبَكَ الَّذِي لَيْسَ بِمُكَلَّبٍ فَأَدْرَكْتَ ذَكَاتَهُ، فَكُلْ، وَكُلْ مَا رَدَّ عَلَيْكَ سَهْمُكَ، وَإِنْ قَتَلَ، وَسَمِّ اللهَ)).

قال: قُلْتُ يَا نَبِيَّ اللهِ إِنَّ أَرْضَنَا أَرْضُ أَهْلِ كِتَابٍ، وَإِنَّهُمْ يَأْكُلُونَ لَحْمَ الْخِنْزِيرِ، وَيَشْرَبُونَ الْخَمْرَ، فَكَيْفَ أَصْنَعُ بِآنِيَتِهِمْ وَقُدُورِهِمْ؟ قَالَ:((إِنْ لَمْ تَجِدُوا غَيْرَهَا فَارْحَضُوهَا وَاطْبُخُوا فِيهَا، وَاشْرَبُوا)).

قال: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ مَا يَحِلُّ لَنَا مِمَّا يُحَرَّمُ عَلَيْنَا؟ قَالَ: ((لَا تَأْكُلُوا لُحُومَ الْحُمُرِ الْإِنْسِيَّةِ، وَلَا كُلَّ ذِي نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ)).

[الحكم]:

ضعيف بهذا السياق.

[التخريج]:

[عب 8665، 10890 "مقتصرًا على الشاهد" / حم 17737 "واللفظ له" / طب (22/ 227/599)، (22/ 228/ 600)].

ص: 353

[التحقيق]:

له ثلاث طرق بهذا السياق:

الطريق الأول:

رواه عبد الرزاق في (المصنف) - وعنه أحمد في (المسند) - قال: أخبرنا معمر، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي ثعلبة الخشني، به.

وهذا إسناد رجال ثقات، ولكنه منقطع كما سبق بيانه قريبًا.

الطريق الثاني:

رواه الطبراني في (الكبير 22/ 227/599) فقال: حدثنا أحمد بن زهير التستري، ثنا عبد الله بن محمد بن يحيى بن أبي بكير، ثنا يحيى بن السكن، ثنا أبو قحذم، عن أبي قلابة، عن أبي الأشعث الصنعاني، أن أبا ثعلبة الخشني، نحوه.

وهذا إسناد ضعيف جدًا؛ فيه علتان:

الأولى: يحيى بن السكن، مختلف فيه، والراجح ضعفه كما تقدم بيانه في باب:((تطهير الإناء من ولوغ الكلب))، حديث رقم (؟ ؟ ؟ ؟ ).

الثانية: أبو قحذم، النضر بن معبد، قال ابن معين:((ليس بشيء))، وقال أبو حاتم:((يكتب حديثه))، وقال النسائي:((ليس بثقة))، وذكره العقيلي في (الضعفاء)، وقال ابن عدي:((ومقدار ما يرويه لا يتابع عليه)). انظر (لسان الميزان 8/ 282).

قلنا: ومع ضعفه، فقد خالفه أيوب السختياني، وقتادة فرووه عن أبي قلابة عن أبي ثعلبة به مرفوعًا فأسقطا الواسطة، قال الدارقطني بعد ذكر طريق أيوب: ((ورواه أبو قحزم النضر بن معبد، عن أبي قلابة، عن أبي الأشعث

ص: 354

الصنعاني، عن أبي ثعلبة.

ولا يصح أبو الأشعث، والقول قول من أرسله، عن أبي قلابة، عن أبي ثعلبة)) (العلل 3/ 228).

الطريق الثالث:

رواه الطبراني في (الكبير 22/ 228/600) فقال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني محمد بن الفرح مولى بني هاشم، ثنا علي بن غراب، ثنا عباد

(1)

بن منصور، حدثني أبو رجاء العطاردي، عن أبي ثعلبة الخشني، به مختصرًا.

وهذا إسناد ضعيف؛ فيه: عباد بن منصور الناجي، وقد ضعفه جمهور النقاد؛ أحمد وابن معين وأبو زرعة وأبو حاتم وابن سعد والنسائي وابن عدي والدارقطني. انظر (تهذيب التهذيب 5/ 103 - 105).

وفيه أيضًا: محمد بن الفرح، ترجم له الخطيب في (تلخيص المتشابه 1/ 280)، برواية جماعة من الأئمة الحفاظ عنه، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا. فهو مجهول الحال.

(1)

تصحف في المطبوع تبعًا للأصل (نسخة المكتبة الوطنية بباريس رقم 2011 ق 81/ب) إلى: ((علي))، والصواب المثبت كما في كتب التراجم، انظر (الكنى لأبي أحمد الحاكم ق 188/أ)، و (الإكمال 1/ 39)، وغيرهما، وجاء على الصواب في (معرفة الصحابة لأبي نعيم 2/ 620)، و (الغرائب) للدارقطني كما في (الأطراف 4626).

ص: 355

رِوَايَةُ: إِنِ احْتَجْتَ إِلَيْهَا فَاغْسِلْهَا:

• وَفِي رِوَايَةٍ: أَنَّ أَبَا ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيَّ حَدَّثَهُمْ، أَنَّهُ أَتَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَصَعَّدَ فِيهِ الْبَصَرَ وَصَوَّبَ، ثُمَّ قَالَ:((نُوَيْبَةٌ))، فَقَالَ أَبُو ثَعْلَبَةَ: نُوَيْبَةُ خَيْرٍ أَمْ نُوَيْبَةُ شَرٍّ؟ قَالَ: ((نُوَيْبَةُ خَيْرٍ)). قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا بِأَرْضٍ فِيهَا الصَّيْدُ، فَمَا يَحِلُّ لَنَا مِنْهُ مِمَّا يَحْرُمُ عَلَيْنَا؟، فَقَالَ:((حِمَارُ الْأَهْلِيِّ وَكُلُّ ذِي نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ حَرَامٌ، وَمَا رَدَّتْ إِلَيْكَ قَوْسُكَ وَكَلْبُكَ الْمُكَلَّبُ فَهُوَ لَكَ حَلَالٌ)). ثُمَّ سَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ مِنْ أَمْرِ أَهْلِ الْكِتَابِ وَعَنْ آنِيَتِهِمْ فَقَالَ: ((إِنْ وَجَدْتَ عَنْهَا غِنًى فَلَا تَقْرَبْهَا، وَإِنِ احْتَجْتَ إِلَيْهَا فَاغْسِلْهَا ثُمَّ كُلْ فِيهَا وَاشْرَبْ)).

[الحكم]:

إسناده ضعيف من هذا الوجه.

[التخريج]:

[طب (22/ 213/ 570) "واللفظ له" / طش 1868، 1869 / كما (32/ 512 - 513)].

[السند]:

أخرجه الطبراني في (الكبير) - ومن طريقه المزي في (التهذيب) - قال: حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرق الحمصي، ثنا محمد بن مصفى، ثنا بقية، عن الزبيدي، (ح)

وحدثنا عمرو بن إسحاق بن إبراهيم بن العلاء بن زبريق، ثنا أبي، (ح)

وحدثنا عمارة بن وثيمة المصري، ثنا إسحاق بن إبراهيم بن زبريق الحمصي، ثنا عمرو بن الحارث، ثنا عبد الله بن سالم، عن الزبيدي، ثنا يونس بن سيف: أن أبا إدريس عائذ الله، حدثهم، أن أبا ثعلبة الخشني

ص: 356

حدثهم، به.

ورواه الطبراني في (مسند الشاميين) والمزي في (التهذيب): من طريق الزبيدي، عن يونس بن سيف، به.

[التحقيق]:

هذا إسناد ضعيف؛ رواه الطبراني من طريقين عن الزبيدي:

الأول: عن إبراهيم بن محمد بن عرق الحمصي، ثنا محمد بن مصفى، ثنا بقية، عن الزبيدي، به.

وشيخ الطبراني ابن عرق، قال الذهبي:((شيخ للطبراني غير معتمد)) (الميزان 1/ 63)، وتبعه عليه الحافظ في (اللسان 1/ 355) ولم يزد عليه.

قلنا: وقد خولف: فرواه أبو داود في (السنن 2845)، عن محمد بن المصفى، عن بقية، به، مقتصرًا على الصيد، فلم يذكر الآنية.

وكذا رواه البيهقي في (السنن الصغرى 3834، والكبير 18954) من طريق أبي عتبة، عن بقية، به. لم يذكر الآنية.

الثاني: من طريق إسحاق بن إبراهيم بن زبريق الحمصي، عن عمرو بن الحارث، عن عبد الله بن سالم، عن الزبيدي، به.

وإسحاق بن زبريق هذا، قال عنه الحافظ:((صدوق يهم كثيرًا وأطلق محمد بن عوف أنه يكذب)) (تقريب 330).

وفيه أيضًا عمرو بن الحارث بن الضحاك الزبيدي؛ ذكره البخاري في (التاريخ الكبير 6/ 321)، وابن أبي حاتم في (الجرح والتعديل 6/ 226) ولم يذكرآ فيه جرحًا ولا تعديلًا، ولذا قال عنه الذهبي: ((عن عبد الله بن

ص: 357

سالم الأشعري فقط، وله عنه نسخة، تفرد بالرواية عنه إسحاق بن إبراهيم زبريق، ومولاة له اسمها علوة، فهو غير معروف العدالة، وابن زبريق ضعيف)) (ميزان الاعتدال 3/ 251).

وقال ابن حجر في عمرو: ((مقبول)) (التقريب 5001).

قلنا: وقد رواه محمد بن حرب عن الزبيدي بسنده فلم يذكر الآنية. أخرجه أبو داود في (السنن 2845)، وأحمد في (17748).

رِوَايَةُ: وانْتَفِعُوا بِهَا:

• وَفِي رِوَايَةٍ عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: إِنَّا نَغْزُو وَنَسِيرُ فِي أَرْضِ الْمُشْرِكِينَ فَنَحْتَاجُ إِلَى آنِيَتِهِمْ فَنَطْبُخُ فِيهَا، فَقَالَ:((اغْسِلُوهَا بِالْمَاءِ، ثُمَّ اطْبُخُوا فِيهَا، وَانْتَفِعُوا بِهَا)).

• وَفِي رِوَايَةٍ: ((اغْسِلُوهَا بِالْمَاءِ أَعْلَاهُ، ثُمَّ اطْبُخُوا فِيهَا)).

[الحكم]:

إسناده معل من هذا الوجه، وأعله الدارقطني، والبيهقي.

[التخريج]:

[ك 513 "واللفظ له" / عل (جامع المسانيد 11715) "والرواية الثانية له" / هق 136].

[التحقيق]:

رواه هشيم بن بشير، واختلف عنه، على وجهين:

ص: 358

الأول:

رواه أبو يعلى كما في (جامع المسانيد) قال: حدثنا أبو معمر الهذلي

(1)

، حدثنا هشيم، عن خالد، عن أبي قلابة، عن أبي الأشعث، عن أبي ثعلبة الخشني، قال: قلنا: يا رسول الله، إنا نسافر فنحتاج إلى قدور المشركين وآنيتهم؟ قال:((اغْسِلُوهَا بِالْمَاءِ أَعْلَاهُ، ثُمَّ اطْبُخُوا فِيهَا)).

فجعل الواسطة بين أبي قلابة وأبي ثعلبة: أبا الأشعث وهو الصنعاني.

الثاني:

رواه الحاكم في (المستدرك) - ومن طريقه البيهقي - قال: حدثنا أبو بكر بن إسحاق، أنبأ إسماعيل بن قتيبة، ثنا يحيى بن يحيى، أنبأ هشيم، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء، عن أبي ثعلبة الخشني، به.

فجعل الواسطة بين أبي قلابة وأبي ثعلبة: أبا أسماء الرحبي.

قلنا: وكلا القولين خطأ، فقد خولف فيه هشيم؛ خالفه: الثوري فرواه عن خالد الحذاء عن أبي قلابة عن أبي ثعلبة، بلا واسطة. رواه الحاكم في (المستدرك 511)، والطبراني في (الكبير 603).

وهذا الوجه عن الثوري هو الصواب، فالثوري أجل من هشيم، وقد توبع على قوله هذا متابعة قاصرة، تابعه أيوب السختياني فرواه عن أبي قلابة عن أبي ثعلبة، بلا واسطة كذلك.

(1)

تصحف في المطبوع من جامع المسانيد إلى الهمداني، والمثبت هو الصواب كما في كتب التراجم.

ص: 359

ولذا قال الدارقطني: ((ولا يصح أبو الأشعث، والقول قول من أرسله، عن أبي قلابة، عن أبي ثعلبة)) (العلل 3/ 228).

وقال البيهقي بعد طريق هشيم المتقدم: ((وهكذا رواه حماد بن سلمة، عن أيوب، عن أبي قلابة موصولًا، وقد أرسله جماعة، عن أيوب، وخالد، فلم يذكروا أبا أسماء في إسناده)) (السنن الكبير 1/ 100).

رِوَايَةُ: اسْتَغْنُوا عَنْهَا مَا اسْتَطَعْتُمْ:

• وَفِي رِوَايَةٍ: قَالَ: قلْت: يَا رَسُولَ اللهِ، إنَّا نَغْزُو أَرْضَ الْعَدُوِّ فَنَحْتَاجُ إلَى آنِيَتِهِمْ فَقَالَ:((اسْتَغْنُوا عَنْهَا مَا اسْتَطَعْتُمْ؛ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا غَيْرَهَا فَاغْسِلُوهَا، وَكُلُوا فِيهَا، وَاشْرَبُوا)).

• وَفِي رِوَايَةٍ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا نُخَالِطُ الْمُشْرِكِينَ وَلَيْسَ لَنَا قُدُورٌ وَلَا آنِيَةٌ غَيْرُ آنِيَتِهِمْ، قَالَ: فَقَالَ: ((اسْتَغْنُوا عَنْهَا مَا اسْتَطَعْتُمْ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَارْحَضُوهَا بِالْمَاءِ فَإِنَّ الْمَاءَ طَهُورُهَا ثُمَّ اطْبُخُوا فِيهَا)).

[الحكم]:

صحيح المتن، وإسناده ضعيف.

[التخريج]:

[ش 24870، 33351 "واللفظ له" / طب (22/ 212/ 568) / طش 3512 "مختصرًا جدًّا" / قط 4801 "والرواية له"].

[السند]:

أخرجه ابن أبي شيبة - ومن طريقه الطبراني في الكبير - قال: حدثنا

ص: 360

حفص بن غياث، عن حجاج، عن مكحول، عن أبي إدريس، عن أبي ثعلبة الخشني، به.

ورواه الدارقطني في (السنن) حدثنا الحسين بن إسماعيل، نا سعيد بن يحيى الأموي، نا عبد الرحيم بن سليمان، عن الحجاج بن أرطاة، به.

ومداره عند الجميع على حجاج بن أرطأة، به.

[التحقيق]:

هذا إسناد ضعيف؛ فيه علتان:

الأولى: حجاج بن أرطاة؛ ((صدوق كثير الخطأ والتدليس)) كما في (التقريب 1119)، وقد عنعنه.

الثانية: الاختلاف في سماع حجاج من مكحول، فأثبته ابن معين (سؤالات الدوري 1593، 1679)، وأحمد (سؤالات أبي داود لأحمد بن حنبل 2061)، وأبو داود (سؤالات الآجري 411).

ونفاه أبو زرعة (المراسيل لابن أبي حاتم 164)، والعجلي في (معرفة الثقات وغيرهم 264)، وقال علي بن المديني:((رواية حجاج عن مكحول إنما هو من كتاب عبد القدوس)) (سؤالات الآجري لأبي داود 411). وقال المزي في (تهذيب الكمال 5/ 422): ((قيل لم يسمع منه)).

ص: 361

رِوَايَةُ: اليَهُودِ، وَالنَّصَارَى، وَالمَجُوسِ:

• وَفِي رِوَايَةٍ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا أَهْلُ صَيْدٍ، قَالَ:((إِذَا أَرْسَلْتَ كَلْبَكَ، وَذَكَرْتَ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ، فَأَمْسَكَ عَلَيْكَ فَكُلْ))، قُلْتُ: وَإِنْ قَتَلَ؟ قَالَ: ((وَإِنْ قَتَلَ))، قُلْتُ: إِنَّا أَهْلُ رَمْيٍ، قَالَ:((مَا رَدَّتْ عَلَيْكَ قَوْسُكَ فَكُلْ)). قَالَ: قُلْتُ: إِنَّا أَهْلُ سَفَرٍ نَمُرُّ بِاليَهُودِ، وَالنَّصَارَى، وَالمَجُوسِ، فَلَا نَجِدُ غَيْرَ آنِيَتِهِمْ، قَالَ:((فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا غَيْرَهَا فَاغْسِلُوهَا بِالمَاءِ، ثُمَّ كُلُوا فِيهَا وَاشْرَبُوا)).

[الحكم]:

ضعيف بهذا السياق.

[التخريج]:

[ت 1534 "واللفظ له" / ش 19937 "مقتصرًا على الصيد" / حم 17733].

[السند]:

قال (الترمذي) حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: حدثنا الحجاج، عن مكحول، عن أبي ثعلبة،

والحجاج، عن الوليد بن أبي مالك، عن عائذ الله بن عبد الله، أنه سمع أبا ثعلبة الخشني، به.

ورواه أحمد، عن يزيد بن هارون، عن الحجاج، عن مكحول، به.

[التحقيق]:

هذا إسناد ضعيف؛ فيه: حجاج بن أرطاة بن ثور؛ مشهور بالتدليس عن الضعفاء، كما تقدم، وقد عنعنه.

ومع ذلك قال الترمذي - عقبه -: ((هذا حديث حسن))!.

ص: 362

رِوَايَةُ: المَجُوسِ:

• وَفِي رِوَايَةٍ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ قُدُورِ المَجُوسِ، فَقَالَ:((أَنْقُوهَا غَسْلًا، وَاطْبُخُوا فِيهَا، وَنَهَى عَنْ كُلِّ سَبُعٍ ذِي نَابٍ)).

[الحكم]:

إسناده ضعيف.

[التخريج]:

[ت 1647، 1902/ طوسي 1315].

[السند]:

قال الترمذي: حدثنا زيد بن أخزم الطائي، قال: حدثنا أبو قتيبة سلم بن قتيبة، قال: حدثنا شعبة، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي ثعلبة الخشني، به.

[التحقيق]:

هذا إسناد ضعيف؛ لانقطاعه بين أبي قلابة وأبي ثعلبة؛ وقد سبق الكلام على هذا الطريق، بما حاصله أن أبا قلابة لم يسمع من أبي ثعلبة، والله أعلم.

قال الترمذي عقبه: ((وقد روي هذا الحديث من غير هذا الوجه، عن أبي ثعلبة، ورواه أبو إدريس الخولاني، عن أبي ثعلبة، وأبو قلابة لم يسمع من أبي ثعلبة، إنما رواه عن أبي أسماء، عن أبي ثعلبة)) (السنن 1647).

وقال عقب رقم (1902): ((هذا حديث مشهور من حديث أبي ثعلبة. وروي عنه من غير هذا الوجه. وقد ذكر هذا الحديث، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء الرحبي، عن أبي ثعلبة)).

قلنا: الحديث مشهور في الصحيحين وغيرهم ليس فيه لفظ: ((المجوس)).

ص: 363

رِوَايَةُ: كُلِّ مِخْلَبٍ:

• وَفِي رِوَايَةٍ، قال: إِنَّا نَأْتِي أَرْضَ الْمُشْرِكِينَ (كُفَّارٍ)، أَفَنَأْكُلُ فِي آنِيَتِهِمْ؟ قَالَ:((إِنْ لَمْ تَجُدُوا مِنْهَا بُدًّا فَاغْسِلُوهَا، ثُمَّ كُلُوا فِيهَا)). قُلْنَا: فَإِنَّا بِأَرْضِ صَيْدٍ؟ قَالَ: ((كُلْ مَا أَمْسَكَ عَلَيْكَ سَهْمُكَ، أَوْ قَوْسُكَ، أَوْ كَلْبُكَ إِذَا كَانَ عَالِمًا)). وَنَهَانَا عَنْ أَكْلِ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ وُكُلِّ ذِي مِخْلَبٍ مِنَ الطَّيْرِ، وَأَنْ نَأْكُلَ لُحُومَ الْحُمُرِ الْأَهْلِيَّةِ.

[الحكم]:

ضعيف بهذا السياق.

[التخريج]:

[شيباني 825/ حنيفض 500 "مقتصرًا على الآنية والرواية له" / حنف (نعيم ص 215 - 216) / حنف (خسرو 937) / حنف (طلحة - خوارزم 2/ 233)].

[السند]:

قال محمد بن الحسن: أخبرنا أبو حنيفة قال: حدثنا قتادة، عن أبي قلابة، عن أبي ثعلبة الخشني، به.

ومداره عند الجميع على أبي حنيفة، به.

[التحقيق]:

هذا إسناد ضعيف؛ فيه علتان:

الأولى: الانقطاع بين أبي قلابة وأبي ثعلبة، كما سبق مرارًا.

ثانيًا: ضعف أبي حنيفة الفقيه المشهور.

ص: 364

رِوَايَةُ: نُحَاسٍ وَفَخّارٍ:

• وَفِي رِوَايَةٍ: وَجَدْنَا فِيهِ آنِيّةً مِنْ نُحَاسٍ وَفَخّارٍ كَانَتْ الْيَهُودُ تَأْكُلُ فِيهَا وَتَشْرَبُ، فَسَأَلْنَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:((اغْسِلُوهَا وَاطْبُخُوا وَكُلُوا فِيهَا وَاشْرَبُوا)).

[الحكم]:

ضعيف جدًّا من هذا الوجه.

[التخريج]:

[واقدي (2/ 664)].

[السند]:

قال الواقدي: حدثني ابن أبي سبرة، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة، عن عبد الرحمن بن جابر بن عبد الله، عن أبيه،

، وكان أبو ثعلبة الخشني يقول:

فذكره.

[التحقيق]:

هذا إسناد ساقط؛ ابن أبي سبرة وهو أبو بكر بن عبد الله بن محمد: متروك متهم بالكذب والوضع.

ومثله الواقدي.

وابن أبي فروة: متروك.

[تنبيه]:

للحديث روايات وسياقات أخر سيأتي تخريجها وتحقيقها في كتاب الصيد بإذن الله.

* * *

ص: 365

507 -

حَدِيثُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو:

◼ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنه: أَنَّ أَبَا ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيَّ أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ لِي كِلَابًا مُكَلَّبَةً، فَأَفْتِنِي فِي صَيْدِهَا؟ فَقَالَ:((إِنْ كَانَتْ لَكَ كِلَابٌ مُكَلَّبَةٌ فَكُلْ مِمَّا أَمْسَكَتْ عَلَيْكَ))، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، ذَكِيٌّ وَغَيْرُ ذَكِيٍّ؟ قَالَ:((ذَكِيٌّ وَغَيْرُ ذَكِيٍّ))، قَالَ: وَإِنْ أَكَلَ مِنْهُ؟ قَالَ: ((وَإِنْ أَكَلَ مِنْهُ)). قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَفْتِنِي فِي قَوْسِي؟ قَالَ:((كُلْ مَا أَمْسَكَتْ عَلَيْكَ قَوْسُكَ)). قَالَ: ذَكِيٌّ وَغَيْرُ ذَكِيٍّ؟ قَالَ: ((ذَكِيٌّ وَغَيْرُ ذَكِيٍّ)). قَالَ: وَإِنْ تَغَيَّبَ عَنِّي؟ قَالَ: ((وَإِنْ تَغَيَّبَ عَنْكَ، مَا لَمْ يَصِلَّ - يَعْنِي يَتَغَيَّرْ - أَوْ تَجِدْ فِيهِ أَثَرَ غَيْرِ سَهْمِكَ)). قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَفْتِنَا فِي آنِيَةِ الْمَجُوسِ إِذَا اضْطُرِرْنَا إِلَيْهَا؟ قَالَ:((إِذَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهَا فَاغْسِلُوهَا بِالْمَاءِ، وَاطْبُخُوا (وَكُلْ) فِيهَا)).

[الحكم]:

ضعيف، وضعفه ابن حزم، وأعله البيهقي.

[التخريج]:

[د 2846 "والرواية له" / حم 6725 "واللفظ له" / كك (3/ 26 - 27) "مختصرًا جدًّا" / قط 4797/ هق 18917 "مقتصرًا على الصيد"، 18944، 18945 "مقتصرًا على صيد السهم" / هقع 18786/ تحقيق 1925 "مقتصرًا على الصيد"].

[السند]:

قال أحمد: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، حدثني أبي، حدثنا حبيب، عن عمرو، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو، به.

ورواه أبو داود في (السنن) عن محمد بن المنهال الضرير، حدثنا يزيد بن

ص: 366

زريع، حدثنا حبيب المعلم، عن عمرو بن شعيب، به.

ومداره - عندهم - على عمرو بن شعيب، به.

[التحقيق]:

هذا السند نسخة مشهورة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، وجرى العمل على تحسينها إلا ما يستنكر منها؛ فعمرو بن شعيب؛ ((صدوق)) كما في (التقريب 5050).

وأبوه شعيب بن محمد: ((صدوق، ثبت سماعه من جده)) كما في (التقريب 2806). والراوي عن عمرو: هو حبيب المعلم أبو محمد البصري: ثقة حجة، وثقه أحمد وابن معين وأبو زرعة وغيرهم، زاد أحمد:((ما أصح حديثه))، وقال النسائي وحده:((ليس بالقوي)). انظر (تهذيب التهذيب 2/ 194).

ولذا قال الحافظ: ((متفق على توثيقه، لكن تعنت فيه النسائي)) (هدي الساري 361). وقال الذهبي: ((ثقة حجة)) (من تكلم فيه وهو موثق ص 63).

ومع هذا قال الذهبي في (الكاشف 924)، وابن حجر في (التقريب 1115):((صدوق))! .

وقد رواه عن حبيب: غير واحد من الثقات الأثبات، كعبد الوارث ويزيد بن زريع.

ولذا ثَبَّتَه ابنُ العربي في (عارضة الأحوذي 6/ 255)، وحسن إسناده النووي في (المجموع 9/ 104)، والألباني في (ضعيف أبي داود 2/ 387).

وصحح إسناده ابن عبد الهادي في (تنقيح التحقيق 4/ 627)، و (حاشية الإلمام 1/ 330)، و (المحرر في الحديث ص 424)، وابن الملقن في (البدر

ص: 367

المنير (9/ 241).

وجود إسناده العراقي في (تخريج أحاديث الإحياء 1672)، وابن كثير في (التفسير 3/ 36).

وقوَّاه ابن حجر في (الدراية 2/ 254)، وقال في (الفتح 9/ 602):((لا بأس بسنده)).

قلنا: وإسناده ظاهره الحسن كما قالوا، إِلَّا أن فيه علتان تمنعان من تحسينه:

العلة الأولى: الاختلاف على عمرو بن شعيب في إسناده ومتنه:

فأما السند: فاختلف عليه على أربعة وجوه:

الوجه الأول: عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، مرفوعًا، بهذا المتن المطول.

رواه عن عمرو بن شعيب، راويان:

الأول: حبيب المعلم، واختلف عليه:

فرواه يزيد بن زريع عنه على هذا الوجه كما أخرجه أبو داود (2846)، وغيره.

وتابعه عبد الوارث بن عبد الصمد كما عند أحمد (6725).

وخالفهما: حماد بن سلمة؛ كما ذكر الدارقطني في (العلل 1168)؛ فرواه عن عمرو بن شعيب عن أبي ثعلبة الخشني، وهذا هو الوجه الثاني؛ كما سيأتي.

الراوي الثاني: أبو مالك عبيد الله بن الأخنس؛ كما عند النسائي في (السنن 4335، والكبرى 5000)، وغيره.

ص: 368

وقد وافق حبيبَ المعلم في إسناده فقال: عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، به.

لكن خالفه في متنه، فقال في صيد الكلب:((وَإِنْ قَتَلَ)) بدل قوله: ((وَإِنْ أَكَلَ)).

الوجه الثاني: عن عمرو بن شعيب عن أبي ثعلبة الخشني، مقتصرًا على:((كُلْ مَا رَدَّتْ عَلَيْكَ قَوْسُكَ)).

رواه أبو زرعة الدمشقي في (تاريخه 1166، 2292) - ومن طريقه ابن عساكر في (تاريخه 24/ 407) - فقال: حدثنيه محمود بن خالد، عن عمر بن عبد الواحد، عن الأوزاعي، عن عمرو بن شعيب، به.

وذكره الدارقطني في (العلل 1168): ((وقال حماد بن سلمة، عن حبيب المعلم، عن عمرو بن شعيب، عن أبي ثعلبة.

وقيل: عن الأوزاعي، عن عمرو بن شعيب، عن أبي ثعلبة، أيضًا.

ورجاله ثقات، ولكن عمرو بن شعيب من صغار التابعين الذين لم يثبت لبعضهم سماع أحد من الصحابة كما ذكر الحافظ في (مقدمة التقريب ص: 75).

الوجه الثالث: عن عمرو بن شعيب، عن رجلٍ من هذيل؛ أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الكلب يصطاد؟ فقال:((كُلْ أَكَلَ أَوْ لَمْ يَأْكُلْ)).

علقه البيهقي في (السنن الكبير 19/ 179) فقال: روى شعبة عن عبد ربه عن عمرو بن شعيب به.

وإسناده - فيما ظهر لنا - مرسل؛ فإن عمرو بن شعيب من صغار التابعين

ص: 369

الذين لم يثبت لبعضهم سماع أحد من الصحابة؛ كما تقدم.

الوجه الرابع: عن عمرو بن شعيب، عن مولًى لشرحبيل بن حسنة، عن عقبة بن عامر وحذيفة بن اليمان، مرفوعًا بلفظ:((كُلْ مَا رَدَّتْ عَلَيْكَ قَوْسُكَ)).

رواه أحمد في (المسند 17429)، والروياني (268)، وغيرهما) من طريق عبد الله بن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن عمرو بن شعيب، به.

ورواه أحمد في (المسند 17430) من طريق ابن لهيعة، عن عمرو بن الحارث، به.

وإسناده ضعيف لجهالة مولى شرحبيل.

فهذه هي الأوجه الأربع على عمرو بن شعيب، وقد اختلف عليه فيها؛ كما تقدم، وكل من رواه عنه ثقات، فلا وجه لتقديم وجه على وجه، مما يدل على أنه قد اضطرب فيه، والله أعلم.

وقد سئل الدارقطني عن حديثه هذا؟ فقال: ((يرويه حبيب بن المعلم، والمثنى بن الصباح، وابن لهيعة، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، أن أبا ثعلبة، قال: يا رسول الله.

قال ذلك يزيد بن زريع، عن حبيب المعلم.

ورواه عمرو بن الحارث، عن عمرو بن شعيب، عن مولى شرحبيل بن حسنة، عن عقبة بن عامر، وحذيفة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: كُلْ مَا رَدَّتْ عَلَيْكَ قَوْسُكَ.

وقال حماد بن سلمة، عن حبيب المعلم، عن عمرو بن شعيب، عن

ص: 370

أبي ثعلبة.

وقيل: عن الأوزاعي، عن عمرو بن شعيب، عن أبي ثعلبة أيضًا)) (العلل 1168).

قلنا: وأما الاختلاف في المتن، فقال مرة في صيد الكلب:((وَإِنْ أَكَلَ مِنْهُ))، ومرة:((وَإِنْ قَتَلَ)).

العلة الثانية: أن في متنه مخالفة ظاهرة في صيد الكلب، وهي قوله:((كُلْ وَإِنْ أَكَلَ مِنْهُ))، حيث لم تذكر، إِلَّا من وجه منكر من حديث أبي ثعلبة الخشني كما تقدم.

وفي الصحيحين من حديث عدي بن حاتم؛ وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إِذَا أَرْسَلْتَ كَلْبَكَ وَسَمَّيْتَ فَأَمْسَكَ وَقَتَلَ فَكُلْ، وَإِنْ أَكَلَ فَلا تَأْكُلْ، فَإِنَّمَا أَمْسَكَ عَلَى نَفْسِهِ)).

ولذا قال القدوري: ((وقد رُوِيَ الخبر عن أبي ثعلبة وأبي إدريس الخولاني وأبي أسماء وغيرهم، ولم يذكروا هذه اللفظة، ولو ثبتت عارضها حديث عدي بن حاتم)) (التجريد 12/ 6274)

ولذا قال البيهقي: ((هذا موافق لحديث داود بن عمرو إِلَّا أن حديث أبي ثعلبة رضي الله عنه مخرج في الصحيحين من حديث ربيعة بن يزيد الدمشقي عن أبي إدريس الخولاني عن أبي ثعلبة، وليس فيه ذكر الأكل، وحديث الشعبي عن عدي أصح من حديث داود بن عمرو الدمشقي ومن حديث عمرو بن شعيب والله أعلم. وقد رَوَىَ شعبة، عن عبد ربه بن سعيد، عن عمرو بن شعيب، عن رجل من هذيل أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الكلب يصطاد؟ قال: ((كُلْ، أَكَلَ أَوْ لَمْ يَأْكُلْ))، فصار حديث عمرو بهذا معلولًا)) (السنن الكبير

ص: 371

19/ 179).

وذكره عنه النووي في (المجموع 9/ 104)، وابن عبد الهادي (تنقيح التحقيق 4/ 627)، ووالزيلعي في (نصب الراية 4/ 313)، وابن الملقن في (البدر المنير 9/ 242)، والحافظ في (التلخيص الحبير 4/ 246).

وقال الجصاص: ((هذا اللفظ غلط في حديث أبي ثعلبة؛ وذلك لأن حديث أبي ثعلبة قد رواه عنه أبو إدريس الخولاني وأبو أسماء وغيرهم فلم يذكر فيه هذا اللفظ، وعلى أنه لو ثبت في حديث أبي ثعلبة كان حديث عدي بن حاتم أولى)) (أحكام القرآن 3/ 312).

وقال الألباني: ((

لكن قوله: ((وإن أكل منه)). مخالف لما في الصحيحين؛ كما ذكرنا آنفًا. وبذلك أعله البيهقي، وبالمخالفة أيضًا)) (ضعيف أبي داود 2/ 387).

قلنا: وقد ضعف هذا الحديث ابن حزم فقال: ((أما الآثار عن النبي صلى الله عليه وسلم فكلها ساقطة لا تصح،

، وأما حديث عمرو بن شعيب فصحيفة)) (المحلى لابن حزم ط المنيرية 7/ 471).

ص: 372

508 -

حَدِيثُ ابْنُ عَبَّاسٍ:

◼ وَفِي رِوَايَةٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: قُلتُ لابْنِ عَبَّاسٍ: الْفِرَاءُ تُصْنَعُ مِنْ جُلُودِ الْمَيْتَة؟ فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: ((ذَكَاةُ كُلِّ مَسْكٍ دِبَاغُهُ))، [فَقُلتُ لَهُ: إِنَّا نُسَافرُ مَعَ هَذِهِ الْأَعَاجِمِ وَمَعَهُمْ قُدُورٌ يَطبُخُونَ فِيهَا الْمَيْتَةَ، وَلَحْمَ الخَنَازِيرِ، فَقَالَ:((مَا كَانَ مِنْ فَخَّارٍ فَاغْلُوا فِيهَا الْمَاءَ ثُمَّ اغْسِلُوهَا، وَمَا كَانَ مِنَ النُّحَاسِ، فَاغْسِلُوهُ، فَالْمَاءُ طَهُورٌ لكُلِّ شَيءٍ))].

[الحكم]:

ضعيف جدًّا بهذا السياق، وضعفه الحافظ عبد الغني بن سعيد، وابن حجر.

[التخريج]:

[ك 7349 "والزيادة له" / ضح (2/ 358) "واللفظ له" / لا 567].

سبق تحقيق الحديث تحت باب: ((إذا دبغ الإهاب فقد طهر)).

ص: 373

509 -

حَدِيثُ جَابِرٍ:

◼ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: ((كُنَّا نُصِيبُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْأَسْقِيَةَ وَالْآنِيَةَ، فَنَغْسِلَهَا وَنَأْكُلَ فِيهَا)). - يَعْنِي: آنِيَةَ الْمُشْرِكِينَ -.

[الحكم]:

إسناده ضعيف.

[التخريج]:

[بز (إمام 1/ 324)، (نخب 7/ 196)].

[السند]:

رواه البزار - كما في (الإمام لابن دقيق العيد) -: عن محمد بن المثنى، عن عبد الوهاب، عن بُرْد، عن سليمان بن موسى، عن عطاء، عن جابر بن عبد الله، به.

[التحقيق]:

هذا إسناد ضعيف؛ فيه علتان:

الأولى: سليمان بن موسى، قال الحافظ:((صدوق فقيه، وفي حديثه بعض لين وخولط قبل موته بقليل)) (التقريب 6216).

الثانية: أن الثقفي قد خولف، خالفه: الثوري؛ فرواه عن بُرْد، عن عطاء، عن جابر، قال: كنا نأكل من أوعيتهم ونشرب في أسقيتهم.

أخرجه ابن أبي شيبة في (المصنف 33355) عن وكيع، عن سفيان، به.

ورواه البيهقي في (السنن الصغرى 19438، والكبير 19747) من طريق أبي حذيفة، عن سفيان، بسنده، قال:((كُنَّا نَغْزُو فَنَأْكُلَ فِي أَوْعِيَةِ الْمُشْرِكِينَ، وَنَشْرَبَ فِي أَسْقِيَتِهِمْ)).

ص: 374

فأوقفه الثوري، وأسقط منه سليمانَ بن موسى، ولم يذكر فيه الغسل.

ولعل هذا الوجه أشبه فإن الثوري أوثق وأجل من الثقفي، إِلَّا أن يكون بُرْد لم يتقنه، كما ذكرنا في الباب المتقدم.

ص: 375

510 -

حَدِيثُ الشَّعْبِيِّ مَوقُوفًا:

◼ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: غَزَوْتُ مَعَ نَاسٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَكُنَّا إَذَا انْتَهَيْنَا إِلَى أَهْلِ قَرْيَةٍ فَإِنْ كَانُوا أَهْلَ كِتَابٍ أَكَلْنَا مِنْ طَعَامِهِمْ، وَشَرِبْنَا مِنْ حَلَالِ شَرَابِهِمْ، وَإِنْ كَانُوا غَيْرَ أَهْلِ كِتَابٍ انْتَفَعْنَا بِآنِيَتِهِمْ وَغَسْلَنْاهَا.

[الحكم]:

إسناده ضعيف.

[التخريج]:

[تخ (2/ 38) "واللفظ له" / منده (كنى 3760) "ولم يسق متنه"].

[السند]:

قال البخاري: قال لي أحمد بن عثمان، حدثنا ابن وهب، أخبرني سعيد بن أبي أيوب، قال: حدثني آدم بن الزبرقان، قال: سمعت الشعبي، فذكره.

ورواه ابن منده في (الكنى) فقال: أخبرنا أحمد بن محمد بن زياد، ثنا محمد بن إسماعيل، ثنا عبد الرحمن المقريء، ثنا سعيد بن أبي أيوب، به.

[التحقيق]:

هذا إسناد رجاله ثقات، غير آدم بن الزِّبْرِقان أبي شَيبة الكوفي، ترجم له البخاري في (التاريخ الكبير 2/ 38)، ومسلم في (الكنى 1588)، وابن أبي حاتم في (الجرح والتعديل 2/ 267)، ولم يذكروا فيه جرحًا ولا تعديلًا، وذكره ابن حبان في (الثقات 6/ 80) على قاعدته في توثيق المجاهيل. ولم يذكروا عنه راويًا سوى سعيد بن أبي أيوب، بل لم يعرفوه بأكثر مما جاء في هذا الأثر، كأنه لا يعرف إلا به.

فالراجح: أنه مجهول الحال والعين. والله أعلم.

* * *

ص: 376