المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌72 - باب الرخصة في تفضيض الأقداح - ديوان السنة - قسم الطهارة - جـ ٥

[عدنان العرعور]

الفصل: ‌72 - باب الرخصة في تفضيض الأقداح

‌72 - بَابُ الرُّخْصَةِ فِي تَفْضِيضِ الْأَقْدَاحِ

496 -

حَدِيثُ أُمِّ عَطِيَّةَ:

◼ عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ رضي الله عنها قَالَتْ: ((نَهَانَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ لُبْسِ الذَّهَبِ، وَتَفْضِيضِ الْأَقْدَاحِ، فَكَلَّمَهُ النِّسَاءُ فِي لُبْسِ الذَّهَبِ، فَأَبَى عَلَيْنَا، وَرَخَّصَ لَنَا فِي تَفْضِيضِ الْأَقْدَاحِ)).

[الحكم]:

منكر، وقال البيهقي:((في إسناده نظر))، وضعفه الهيثمي، وابن حجر، والألباني.

[التخريج]:

[طب (25/ 68/ 167) "واللفظ له" / طس 3311 / هقخ 107].

[السند]:

قال الطبراني في (معجميه): حدثنا بابويه

(1)

بن خالد بن بابويه الأبلي، قال: حدثنا عمر بن يحيى الأيلي

(2)

، قال: حدثنا معاوية بن عبد الكريم

(1)

تصحف في (المعجم الكبير) إلى: ((بانوبة))، والصواب المثبت كما في (المعجم الأوسط)، وكذا ضبطه ابن ماكولا في (الإكمال 1/ 164) فقال:((أما بابويه بعد الألف باء مثل أوله، فهو بابويه بن خالد بن بابويه، روى عن عمر بن يحيى الأبلي، روى عنه الطبراني)).

(2)

كذا وقع في المطبوع من معجمي الطبراني، و (مجمع الزوائد)، إلى:((الأيلي)) =

ص: 293

الضال، قال: حدثنا محمد بن سيرين، عن أخته، عن أم عطية، به.

وقال عقبه: ((لم يرو هذين الحديثين عن معاوية إِلَّا عمر بن يحيى، ولا سمعناها إِلَّا من هذا الشيخ)) (الأوسط).

قلنا: ولكن شيخه قد توبع:

فقد رواه البيهقي في (الخلافيات) قال: حدثناه أبو عبد الرحمن السلمي، أنبأ أبو عمرو سعيد بن القاسم ابن العلاء البرذعي، حدثنا أبو محمد مسلم بن خالد الأيلي

(1)

، حدثنا عمر بن يحيى، حدثنا معاوية بن عبد الكريم، به.

[التحقيق]:

هذا إسناد ضعيف جدًّا؛ فيه عمر بن يحيى بن نافع الأبلي، ذكر له ابن عدي حديثًا سرقه من يحيى بن بسطام عن جارية بن هرم (الكامل 3/ 166).

وقال الهيثمي: ((رواه الطبراني في (الكبير) و (الأوسط)، وفيه عمر بن يحيى الأيلي ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات)) (مجمع الزوائد 8706).

وقال الحافظ ابن حجر: ((وهذا لو ثبت لكان حجة في الجواز، لكن في سنده من لا يعرف)) (فتح الباري 10/ 101).

= بالمثناة التحتية. وكذا وقع في بعض المصادر الأخرى. والصحيح (الأبلي) بالباء الموحدة المعجمة، فقد ذكره عبد الغني بن سعيد في (مشتبه النسبة ص 2) فيمن يقال له الأبلي المعجمة بواحدة من أهل الأبلة. وإن كان وقع خطأ من طابع الكتاب:((الأيلي))، فهذا من غرائب التصحيفات، كما قال الشيخ الألباني في (الضعيفة 13/ 604). والله أعلم.

(1)

كذا في مطبوع (الخلافيات)، ولكن في مصادر ترجمته:((الأبلي))، بالباء الموحدة.

ص: 294

والحديث ضعفه البيهقي فقال: ((في إسناده نظر)) (الخلافيات 1/ 279).

وضعف الحديث الألباني في (السلسلة الضعيفة 6278).

قلنا: وقد خولف عمر بن يحيى في رفع الحديث؛ خالفه: عبد الله بن عبد الوهاب الحجبي - وكان ثقة - فرواه عن معاوية بن عبد الكريم، قال: نا محمد بن سيرين، عن حفصة، عن أم عطية، قالت:((نَهَتْنَا عَائِشَةُ عَنْ لُبْسِ الذَّهَبِ، وَلَمْ تُرَخِّصْ لَنَا فِي تَفْضِيضِ الأَقْدَاحِ)).

رواه أبو بكر الشافعي في (الجزء الثالث عشر من الفوائد المنتقاة ق 86/أ): عن محمد بن غالب: عن الحجبي.

وتابع الحجبيَّ: أحمدُ بن إبراهيم الموصلي، ولكن قال فيه: ((عن حفصة، عن امرأة - قال: أراها أم عطية - قالت: نهتنا عائشة

)). رواه أبو طاهر المخلص في (المخلصيات 1107).

وهذا إسناد رجاله ثقات.

وروي موقوفًا عن ابن سيرين على وجوه أخرى في إسناده:

منها: ما رواه البيهقي في (الخلافيات 106) من طريق عبد الوهاب بن عطاء، عن سعيد بن أبي عروبة، عن ابن سيرين، عن عَمْرَةَ؛ أنها قالت:((كنا مع عائشة فما زلنا بها حتى رخصت لنا في الحلي ولم ترخص لنا في الإناء المفضض)).

وهذا إسناد رجاله ثقات، وهو موقوفٌ على عائشة غير مرفوع؛ كما في طريق الحجبي، ولكن جعله عن عَمْرَةَ عن عائشة.

وهذا الطريق رجحه البيهقي على الطريق الأول المرفوع، فقال: ((وحديث

ص: 295

سعيد بن أبي عروبة عن ابن سيرين أولى أن يكون صحيحًا من هذا، والله أعلم)) (الخلافيات 1/ 280).

ومنها: ما رواه ابن أبي شيبة في (المصنف 24637): عن عبد الوهاب الثقفي، عن أيوب. وعبد الرزاق في (المصنف 20846) - ومن طريقه البيهقي في (شعب الإيمان 5966) -: عن معمر. وابن وهب في (جامعه 616) - ومن طريقه الطحاوي في (مشكل الآثار 4/ 51) -: من طريق جرير.

ثلاثتهم: عن ابن سيرين، عن أم عمرو بنت أبي عمرو قالت:((كَانَتْ عَائِشَةُ تَنْهَانَا أَنْ نَتَحَلَّى الذَّهَبَ، أَوْ نُضَبِّبَ الآنِيَةَ، أَوْ نُحَلِّقَهَا بِالْفِضَّةِ، فَمَا بَرِحْنَا حَتَّى رَخَّصَتْ لَنَا وَأَذِنَتْ لَنَا أَنْ نَتَحَلَّى الذَّهَبَ، وَمَا أَذِنَتْ لَنَا وَلا رَخَّصَتْ لَنَا أَنْ نُحَلِّقَ الآنِيَةَ أَوْ نُضَبِّبَهَا بِالْفِضَّةِ)). واللفظ لابن أبي شيبة.

وهذا إسناد رجاله ثقات، غير بنت أبي عمرو هذه فلا تعرف.

ومنها: ما رواه عبد الرزاق في (المصنف 20860): عن معمر، عن أيوب السختياني، عن ابن سيرين، عن القاسم بن محمد، عن عائشة:((أَنَّهَا كَرِهَتِ الشَّرَابَ فِي الإِنَاءِ المُفَضَّضِ)).

وهذا إسناد رجاله ثقات، إلا أن معمرًا متكلم في روايته عن البصريين، وأيوب بصري.

* * *

ص: 296