الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
هويت تشبيبه من قبل رؤيته
…
والأذن تعشق قبل العين أحيانا
وقلت أنا:
رعى الله أرباب اليراع فإنهم
…
أزاحوا اعتذاري عنهم بالهوى العذري
ٍمواصيلهم من نفخهم كل ساعة
…
جلبنا الهوى من حيث أدري ولا أدري
وقلت أيضاً ملغزاً في شبابة:
وما خرساء إن نطقت رأينا
…
تناقض فعلها أمر عجيبا
منقبة وليس لها أزار
…
توافينا ولم تخشى الرقيبا
فتاة إن خلوت بها صحبي
…
رأيت لهم معي فيها نصيبا
ينازعني هواها كل صب
…
وإن لم تشبه الرشا الربيبا
فكم من عاشق فضحته فينا
…
وكم جمعت بمجلسها حبيبا
تجدد لي إذا نطقت سرورا
…
يعيد زماني البالي قشيبا
أرق من النسيم الرطيب صوتاً
…
وأسرع في الورى منه هبوبا
تغازل دائماً بعيونها من
…
يطارحها التغزل والنسيبا
فدع لومي إذا ما همت بها
…
وأنشدني من الشعر الغريبا
وشبب لي بها أبداً وقل لي
…
ضروب الناس عشاق ضروبا
فأغدرهم محب ذو ملال
…
وأعذرهم أشبهم حبيبا
وقال المصيص الخياط يهجو عوّاداً:
وإذا تربع لا تربع بعدها
…
وغدا يحرك عوده متقاعسا
فكأن جرذان المدينة كلها
…
في عوده يقرضن خبزاً يابسا
وقال آخر:
وغنى أبو الفضل فقلنا له
…
سبحان مخليه من الفضل
غناؤه حدُ على شربه
…
فاشرب فأنت اليوم في حل
وابلغ ما قيل في ذم المغني قول كشاجم:
ومغن بارد النغمة
…
مختل اليدين
ما رآه أحدفي
…
دار قوم مرتين
وقال آخر:
ومغن بار
…
أذهب اللذات عنا
فسألناه سكوتا
…
فأبى يسكت عنا
فشتمناه فغنى
…
فاشتفى القواد منا
وقال آخر:
مغنية سوء ألفاظها
…
يميت السرور ويحيي الكرب
مقبحة الوجه مفلوجة
…
فلا للنكاح ولاللطرب
وقال آخر:
ولرب زامرة يهيج زمرها
…
ريح البطون فليتها لم تزمر
شبهت أنملها على ضرباتها
…
وقبيح مبسمها الشنيع الأبخر
بخنافس قصدت عنيفا واغتدت
…
تسعى إليه على خيار الشنبر
هذا مثل قولهم في المثل أبصر الحامل والمحمول ودار الوكالة: وقال آخر:
كأنها في حالة العيان
…
خنافس دبت على ثعبان
وما أحسن قول الوجيه الدرري فيمن يغني بالرباب ويجمع بين الأحباب
لا تبعثوا بسوى المعذب جعفر
…
فالشيخ في كل الأمور مهذب
طوراً يغني بالرباب وتارة
…
يأتي على يده الرباب وزينب
الباب التاسع والعشرون
ذكر من ابتلى من أهل الزمان بحب النساء والغلمان
أقول هذا باب عقدناه لذكر عشاق زماننا هذا وهم ما تعرفهم بسيماهم فمنهم من أتصف بالانصاف وسلك طريقة السلف في العفاف وهذا النوع فيما يظهر أعز من الكبريت الأحمر لم أراه ولا رأيت من رآه وإن وجدت اسمه فأين مسماه.
فاشهد بصدق مقالتي
…
أو لا فكذبني بواحد
هيهات بل قصارى أهل هذا العصر أن يعشق أحدهم بكرة ويواصل الظهر ويسلو العصر وعلى هذا حكاية بعض العلماء من أهل المدينة فيما حكاه عمرو بن شيبة قال كان الرجل يحب الفتاة فيدور بدارها حولاً يفرح إن رأى من رآها فإذا ظفر بها في مجلس تشاكيا وأنشد الأشعار واليوم يشير إليها وتشير اليه فيعدها وتعده فإذا التقيا لم يشكو حباً ولم ينشدا شعراً وقام إليها كأنه على نكاحها أمين الأمناء كما قيل.
لم يخطو من داخل الدهليز منصرفا
…
إلا وخلخالها قد قارب الشنفا
وقال الأصمعي قلت لإعرابية ما تعدون العشق فيكم قالت العنق والضمة والغمزة والمحادثة ثم قالت يا حضري فكيف هو عندكم قلت يقعد ما بين رجلي عشيقته ثم يجهدها قلت يا ابن أخي ما هذا عاشق هذا طالب ولد.
وسئل إعرابي عن ذلك فقال هو مص الريقة ولثم الثغر ولاأخذ من أطايب الحديث بنصيب فكيف هو عندكم أيها الحضري فقال العض الشديد والجمع بين الركبة والوريد ورهز يوقظ النيام ويوجب الآثام فقال تالله ما يفعل هذا العدو فكيف الحبيب قلت وقد تقدم أن الملوك كغيرهم في العشق وإن الملط العظيم قد يعشق ولا يذهب به عشقه إلى ترك تدبير ملكه وهناك طبقة أخرى دون الملوك إذا عشقوا لم يتفرغوا لاشتغالهم بصنائعهم وطبقة أخرى يبخلون بأديانهم وعقولهم عن شغل قلوبهم بما لا يحل لهم ويحرم عليهم وما سوى هؤلاء فإن عشقهم عرض من الأعراض بل مرض من الأمراض إذا وصلوا إليه أسرعوا بأنصرافهم عنه وربما صار هجراناً بل عداوة إلى آخر العمر وهذا هو الغالب على أهل زماننا هذا وهو أفسد أنواع الحب إذ يوجد عند الفراغ ويذهب عند الشغل ويحدث عند غلبة الشهوة ويتلاشى بتلاشيها فهو أضعفها لا محالة وأمر صاحبه سهل إذ هو يسلو بالجفاء وحب بقليل الوفاء ومن كانت هذه حاله سهل أمره وانطفأ بالبولة جمره فمن أهل هذا العصر من اقتصر على دمية القصر فهام بالحسناء من النساء ومنهم من خلع في الأمرد العذار وقال للسلو عن وجنته الحمراء النار ولا العار ومنهم من قرن بين الفريقين وجمع من المذكر والمؤنث بين الضدين فتراه يأتي على ما حضر ولا يتوقف عند صورة من الصور كما قيل:
أنا الرجل البصير بكل أمر
…
دخلت من التصابي كل باب
فيهوى المرد والشبان قلبي
…
ولا يأبى مواصلة الكعاب
وقد زاد ديك الجن على هذا حيث قال:
أعشق المراد والنكاريش والشي
…
ب وعند مثل البنين البنات
خذ ما يشتهي ويعشق عندي
…
حيوان نحل فيه الحياة
وقال أيضاً:
أنا من قولي مليح
…
أو قبيح مستريح
كل من يمشي على وج
…
هـ الثرى عندي مليح
حد ما ينكح عندي
…
حيوان فيه روح
وقال ابن تميم مضمناً:
ومعشر عدلوا لما ركبت على
…
أحوى محاسنه قبحن فعلهم
دع يعدلوا مااستطاعوا إنني رجل
…
لو استطعت ركبت الناس كلهم
وقال بعض مشايخ العصر:
وعارض قد لام في عارض
…
وطاعن يطعن في سنه
وقال لي قد طلعت ذقنه
…
فقلت لا أفكر في ذقنه
وقال أيضاً:
شب وجدي بشائب
…
من سنا البدر أوجه
كلما شاب ينحني
…
بيض الله وجهه
وقال أيضاً بعض مشايخ العصر:
وقد عنفوني في هواه بقولهم
…
ستطلع منه الذقن فاصبر على الحزن
فقلت لهم كفوا فإني واقع
…
وحقكم بالوجد فيه إلى الذقن
وقال أيضاً بعض مشايخ العصر:
وكامل العارض قبلته
…
فصدني وازور من قبلتي
وقال كم أنهاكم عن فعل ذا
…
وأنت ما تفكر في لحيتي
وكتبت أنا إلى بعضهم:
ليهن مولانا حبيب لم يزل
…
بوصله في كل محسنا
كم زينته لحية في وجهه
…
أنبتها الله نباتاً حسنا
فكتب إلي الجواب عن ذلك:
يا مادحاً للحية سلواننا
…
عن روضها لما زها لن يحسنا
مذ أنبت فيه نباتاًحسنا
…
قبلتها منه قبولاً حسنا
فمكان كما قيل:
حاشى لمثلي عن هواه يتوب
…
هو دون كل العالمين حبيب
أهواه طفلاًفي القماط وأمردا
…
وبلحية وإذا علاه مشيب
وقال أيضاً بعض مشايخ العصر وقد عشق شيخا
كلفت به شيخاً كان مشيبه
…
على وجنتيه ياسمين على ورد
أخو العقل يدري ما يراد من الفتى
…
أمنت عليه من رقيب ومن ضد
وقالوا الورى قسمان في شرعة الهوى
…
لسود اللحى ناس وناس إلى المرد
فقلت لهم لو كنت أصبوا لأمرد
…
صبوت إلى هيفاء مياسة القد
وسود اللحى أبصرت فيهم مشاركا
…
فآثرت أن أبقى بأبيضهم وحدي
وقال آخر وقد عشق عجوزاً.
كلفت بها شمطاء شاب وليدها
…
وللناس فيما يعشقون مذاهب