الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حرف الضاد المعجمة
1920 -
(178) أخبرنا أبي، أخبرنا عبد اللَّه بن أحمد بن حريز
(1)
، أخبرنا المهنّد بن المظفّر
(2)
، حدثنا سليمان الطبراني
(3)
، حدثنا إسحاق
(4)
،
(1)
هو أبو أحمد عبد اللَّه بن أحمد بن حريز -بمهملتين، والزاي في آخره- بن أحمد بن خميس السَّلَمَاسي. جاء في حديث:"إنَّ العبد إذا مات وقد أوصى، تبعه ملكاه إلى القبر". لم أقف على ترجمته.
(2)
لم أعرفه.
(3)
الإمام المشهور سليمان بن أحمد، أبو القاسم الطبراني، تقدم في الحديث (23).
(4)
إسحاق بن إبراهيم بن عباد، أبو يعقوب الصنعاني، الدبري، صاحب عبد الرزاق: قال ابن عَدِيّ: حدث عن عبد الرزاق بحديث منكر. قال الذهبي: "قد سمع كتبا، فأداها كما سمعها، ولعل النكارة من شيخه، فإنه أضر بأخرة، فاللَّه أعلم". وقال الدّارَقُطْنِيّ: "صدوق"، وكذا قال ابن الجوزي، والذهبي، وابن العماد. وقال مسلمة: كان لا بأس به. وقال ابن الصلاح "ذكر أحمد بن حنبل: أنه [يعني عبد الرزاق] عمي في آخر عمره فكان يلقن فيتلقن؛ فسماع من سمع منه بعد ما عمي لا شيء". قال ابن الصلاح: "قد وجدت فيما روي عن الطبراني عن إسحاق بن إبراهيم الدبري =
عبد الرزاق
(1)
، عن أبي سعيد الشامي
(2)
، . . . . . . .
= عن عبد الرزاق أحاديث استنكرتها جدًّا، فأحلت أمرها على ذلك؛ فإن سماع الدبري منه متأخر جدًّا. قال إبراهيم الحربي: مات عبد الرزاق وللدبري ست سنين أو سبع سنين". ولد سنة خمس وتسعين ومائة، ومات سنة سنة خمس وثمانين ومائتين. انظر: "الكامل"، (1/ 344، رقم 177)، "سؤالات الحاكم"، (1/ 105، رقم 62)، "المنتظم"، (6/ 140، رقم 212)، "مقدمة بن الصلاح"، (1/ 248، النوع 62)، "تاريخ الإسلام"، (21/ 117 - 118)، "الميزان"، (1/ 181، رقم 731)، "اللسان"، (1/ 349، رقم 1084)، "تبصير المنتبه"، (2/ 567)، "شذرات الذهب"، (2/ 190).
(1)
عبد الرزاق بن هَمّام بن نافع الحميري مولاهم، أبو بكر الصَّنعاني: ثقة حافظ مصنف شهير، عمي في آخر عمره فتغير، وكان يتشيع، مات سنة إحدى عشرة ومائتين، وله خمس وثمانون. "التقريب"، (1/ 599).
(2)
عبد القدوس بن حبيب، أبو سعيد الكلاعي الوحاظي، الشامي، الدمشقي، وهو أبو سعيد الوحاظي، وأبو عبد السلام، كما قال الخطيب وغيره: قال ابن المبارك: "كذاب". وقال مرة -فيما رواه العقيلي-: "لأن أقطع الطريق أحب إلي من أن أروي عن عبد القدوس الشامي". وقال إسماعيل بن عياش: "أشهد عليه بالكذب. . . فإني حدثته بحديث عن رجل فطرحني وطرح الذي حدثته عنه، وحدث به عن الثالث". وقال أبو حاتم: "متروك الحديث، كان لا يصدق". وقال ابن معين: "مطروح الحديث"، -وكذا قال ابن عمّار- وقال مرّة:"ضعيف"، وكذا قال ابن عَساكِر. وقال الفلاس:"أجمعوا على ترك حديثه". وقال أبو زرعة: "ضعيف الحديث". وقال البخاري: "أحاديث =
عن عطاء
(1)
، عن عائشة قالت: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ضحّوا وطيبوا بها أنفسكم فإنه ليس من مؤمن مسلم يوجّه أضحيته إلى
= مقلوبة". وقال مسلم: "ذاهب الحديث". وقال أبو داود: "ليس بشيء". وقال النسائي: "متروك". وقال ابن حِبّان: "كان يضع الحديث على الثقات"، وكذا قال السمعاني. وقال ابن عَدِيّ: "منكر الحديث إسنادا ومتنا". وذكره العقيلي، وابن الجوزي في "الضعفاء". وقال الذهبي: "اتفقوا على ضعفه". بقي إلى ما بعد السبعين ومائة، وعُمِّر دهرًا. انظر: "الجرح والتعديل"، (6/ 55، رقم 295)، "التاريخ الكبير"، (6/ 120)، "سؤالات الآجري"، (1/ 192، رقم 205)، "الضعفاء"، للنسائي، (1/ 208، رقم 377)، "ضعفاء العقيلي"، (3/ 96، رقم 1069)، "المجروحين"، (2/ 131)، "الكامل"، (5/ 342)، "الموضح"، (2/ 265، رقم 326)، "تاريخ بغداد"، (11/ 126، رقم 5821)، "الأنساب"، (5/ 576)، "تاريخ دمشق"، (36/ 212)، "الضعفاء"، لابن الجوزي، (2/ 113، رقم 1969)، "السير"، (8/ 136، رقم 11)، "الميزان"، (2/ 643، رقم 5156)، "اللسان"، (4/ 14، رقم 31)، وفي (7/ 53، رقم 495).
الراجح أنه كذّاب، كما قال إسماعيل بن عيّاش وغيره؛ لأن هذا جرح مفسّر، فيقدّم على غيره كما هو مقرَّر في ضوابط الجرح والتعديل، وتقدم ذلك مرارًا. (انظر تفصيله في الحديث (83)، في ترجمة أبي بكر الطَرَسوسي). واللَّه تعالى أعلم.
(1)
عطاء بن أبي رَباح المكي، تقدم في الحديث (27)، ثقة فقيه فاضل لكنه كثير الإرسال.
القبلة إلا كان دمُها وفرثها
(1)
وصوفها حسنات محضرات في ميزانه يوم القيامة"
(2)
.
1921 -
(179) قال: أخبرنا أبي، أخبرنا أبو سعْد الآذِيُوخَاني
(3)
، أخبرنا
(1)
في "الجامع الكبير"، وفي "كنز العمال"، (5/ 101، ح 12234): "قرنها"، بالقاف، ثم النون.
(2)
الحديث أخرجه عبد الرزاق في "المصنف"، (4/ 388، ح 8167)، ومن طريقه الخطيب في "الموضح"، (2/ 266)، بالسند الذي ساقه المصنّف، مثله، وفيه زيادة.
وأخرجه ابن عبد البرّ في "التمهيد"، (23/ 193)، أخبرنا عبد الوارث بن سفيان، حدثنا قاسم ابن أصبغ، حدثنا محمد بن الجهم السمري، حدثنا نصر بن حماد، حدثنا محمد بن راشد، عن سليمان بن موسى، عن عطاء بن أبي رباح، عن عائشة، الحديث.
وهذا حديثٌ ضعيفٌ؛ فسند المصنّف فيه أبو سعيد الشامي، وهو كذّابٌ، كما قال ابن المبارك وغيره؛ وسند ابن عبد البرّ فيه نصر بن حماد بن عجلان البصري وهو ضعيف أفرط الأزدي فزعم أنه يضع، كما في "التقريب"، (2/ 242).
وقد قال الشيخ الألباني في "الضعيفة"، (13/ 778)، في سند ابن عبد البر:"ضعيف جدًّا"، ووهّى إسناد المصنّف. واللَّه تعالى أعلم.
(3)
الفضل بن عبد اللَّه بن علي بن عمر، أبو سعد الآذِيُوخَاني.
الذال المعجمة، وضم المثناة التحتية، وسكون الواو، وفتح الخاء المعجمة، وفي آخرها النون؛ وضبطه ياقوت الحَمَوي بسكون الياء، وفتح الواو؛ وهذه نسبةٌ =
الحسن بن محمد الخلال
(1)
، حدثنا محمد بن إسماعيل
(2)
بن العباس الوراق
(3)
،
= إلى "آذِيُوخَان"، قال السمعاني:"ظني أنها من قرى نهاوند". وثّقه السمعاني. انظر: "الأنساب"، (1/ 62)، "اللباب"، (1/ 19)، "معجم البلدان"، (1/ 52).
(1)
الحسن بن محمد (أبي طالب) ابن الحسن بن علي، أبو محمد البغدادي، الخَلال (بفتح الخاء المعجمة، وتشديد اللام، نسبةً إلى عمل الخل أو بيعه)، أخو الحسين: وثقه الخطيب، وابن الجوزي، والسيوطي، وأثنى عليه السمعاني، وابنا لأثير. ولد سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة، ومات سنة تسع وثلاثين وأربعمائة. انظر:"تاريخ بغداد"، (7/ 425، رقم 3997)، "الأنساب"، (2/ 422)، "المنتظم"، (8/ 132، رقم 179)، "اللباب"، (1/ 473)، "السير"، (17/ 593، رقم 396)، "طبقات الحفاظ"، (1/ 86).
(2)
جملة: "بن إسماعيل"، سقطت من (ي) و (م).
(3)
محمد بن إسماعيل بن العباس بن محمد بن عمر، أبو بكر البغدادي، المستملي، الوراق، المعروف بأبي بكر بن أبي علي، وهو أبو بكر الورّاق: وثّقه البُرْقاني، وابن العماد، وقال ابن أبي الفوارس: وقال عبيد اللَّه الأزهري: "كان حافظا إلا أنه لين في الرواية". وقال ابن أبي الفوارس: "متيقظ حسن المعرفة وكان كتبه ضاعت واستحدث من كتب الناس، فيه بعض التساهل". وقال الخطيب: "كان يفهم حدث قديما وكان أمره مستقيما وكانت كتبه ضاعت". وقال الذهبي: "محدث فاضل، مكثر، لكنه يحدث من غير أصول، ذهبت أصوله. وهذا التساهل قد طم وعم". انظر: "تاريخ بغداد"، (2/ 53 - 55، رقم 450)، "الأنساب"، (5/ 288)، "الميزان"، (3/ 484، رقم 7241)، "اللسان"، (5/ 80، رقم 266)، (7/ 20، رقم 176)، "شذرات الذهب"، =
حدثنا أحمد بن محمد بن الحسين الرقي
(1)
، حدثنا القاسم بن علي بن أبان العلاف
(2)
، حدثنا إسحاق بن إسماعيل النيسابوري
(3)
، حدثنا سهل بن صُقَير
(4)
، حدثنا الحسين بن علوان
(5)
، . . . . . . .
= (3/ 92).
(1)
لم أعرفه.
(2)
لم أعرفه.
(3)
لم أعرفه.
(4)
لعلّه سهل بن صُقَير -بالقاف، وقيل:[سقير] بالمهملة- أبو الحسن الخلاطي أصله من البصرة: منكر الحديث، اتهمه الخطيب بالوضع من العاشرة. "التقريب"، (1/ 399).
(5)
الحسين بن عُلْوان -بضم المهملة وسكون اللام- ابن قدامة أبو علي الكوفي: قال أبو حاتم: "واه، ضعيف، متروك الحديث". وقال يحيى بن معين: "كذاب"، وكذا قال العقيلي، والدّارَقُطْنِيّ، والذهبي، وقال ابن حِبّان:"كان يضع الحديث على هشام بن عُرْوَة وغيره من الثقات وضعًا". وقال ابن عَدِيّ -في أحاديثه-: "عامتها موضوعة، وهو في عداد من يضع الحديث". وقال أبو نعيم: "حدث عن هشام بن عُرْوَة بمناكير وموضوعات لا شيء". وقال الخطيب: "حدث عن هشام بن عُرْوَة، ومحمد بن عجلان، وسليمان الأعمش، وعمرو بن خالد، وأبي نعيم عمر بن الصبح، والمنكدر بن محمد بن المنكدر أحاديث منكرة". وذكره بن الجوزي في "الضعفاء". انظر: "الجرح والتعديل"، (3/ 61، رقم 277)، "تاريخ ابن معين"، (4/ 381، رقم 4893)، "ضعفاء العقيلي"، (1/ 252)، "المجروحين"، (1/ 244 - 245)، =
حدثنا عمر بن صُبْح
(1)
، عن مُقاتل بن حَيّان
(2)
، عن يحيى بن وثاب
(3)
، عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لرجل اشتكى ضِرسه: "ضع إصبعك السبّابة على ضِرسك ثم اقرأ: {أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ} الآية
(4)
"
(5)
.
= "الضعفاء"، للدارقطني، (1/ 9، رقم 192)، "الضعفاء"، لأبي نعيم، (1/ 74، رقم 49)، "تاريخ بغداد"، (8/ 62، رقم 4138)، "الضعفاء"، لابن الجوزي، (1/ 215، رقم 898)، "اللسان"، (2/ 299 - 300، رقم 1244).
الراجح أنه كذّاب، كما قال ابن معين، وابن حِبّان، وابن عَدِيّ، وغيرهم.
(1)
عمر بن صُبْح بن عمر التميمي، تقدم في الحديث (55)، متروك كذبه بن راهويه.
(2)
مقاتل بن حيان النَّبَطي -بفتح النون والموحدة-، أبو بِسطام البلخي الخزاز -بمعجمة وزاءين منقوطتين-: صدوق فاضل، أخطأ الأزدي في زعمه أن وكيعا كذبه، وإنما كذب الذي بعده، مات قبيل الخمسين ومائة، بأرض الهند. "التقريب"، (2/ 210).
(3)
يحيى بن وَثَّاب -بتشديد المثلثة- الأسدي مولاهم، الكوفي، المقرئ: ثقة عابد، مات سنة ثلاث ومائة. "التقريب"، (2/ 317).
(4)
سورة "يس" الآية (77).
(5)
الحديث لم أقف على من أخرجه غير المصنّف، وإليه عزاه السيوطي في "الجامع الصغير"، (2/ 72، ح 5218).
وهذا حديثٌ موضوعٌ؛ في سنده عمر بن صُبْح، وهو متروك، كما تقدم في =
1922 -
(180) قال أبو نُعَيم: حدثنا أحمد بن بُنْدار
(1)
، حدثنا جعفر بن محمد بن شَريك
(2)
، حدثنا لُوَيْن
(3)
، حدثنا الربيع بن بدر
(4)
، حدثنا عنطوانة
(5)
، . . . . . . .
= ترجمته؛ والحسين بن علوان، الراجح أنه كذّابٌ، كما سبق في ترجمته.
وقد أشار إلى وضع الحديث الفتّني في "تذكرة الموضوعات"، (1/ 80)، وابن عَرّاق في "تنزيه الشريعة"، (1/ 336، ح 28)، وحكم عليه بالوضع الشيخ الألباني في "الضعيفة"، (8/ 283، ح 3814). واللَّه تعالى أعلم.
(1)
أحمد بن بُنْدار بن إسحاق، أبو عبد اللَّه الأصبهاني، الشَّعَّار، الظاهري: وثّقه أبو نعيم، وابن العماد، وأثنى عليه الذهبي. توفي سنة تسع وخمسين وثلاثمائة، عن نيف وتسعين سنة. انظر:"تاريخ أصبهان"، (1/ 187، رقم 215)، "تاريخ الإسلام"، (26/ 187)، "السير"، (16/ 61، رقم 42)، "شذرات الذهب"، (3/ 28).
(2)
جعفر بن محمد بن أحمد بن شريك، أبو الفضل الأصبهاني، وهو جعفر بن محمد بن شريك: ذكره أبو نعيم والذهبي، ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا. توفي سنة ثمان وثمانين ومائتين. انظر:"تاريخ أصبهان"، (1/ 294، رقم 503)، "تاريخ الإسلام"، (21/ 143).
(3)
محمد بن سليمان بن حبيب الأسَدي، أبو جعفر العلاف الكوفي، ثم المصيصي، لقبه لُوَيْن -بالتصغير-: ثقة، مات سنة حمس أو ست وأربعين ومائتين، وقد جاوز المائة. "التقريب"، (2/ 82).
(4)
الربيع بن بدر بن عمرو التميمي أبو العلاء البصري، تقدم في الحديث (143) متروك.
(5)
عنطوانة عن الحسن، عن أنس، قال ابن عَدِيّ -بعد إخراج حديث الباب، =
عن الحسن
(1)
، عن أنس رضي الله عنه: قال لي النّبيّ صلى الله عليه وسلم: "يا أنس ضع بصرك موضع سجودك، قلت يا رسول اللَّه، هذا شديد لا أطيق. قال: ففي المكتوبة إذًا يا أنس"
(2)
.
= في ترجمة الربيع بن بدر، عنه-:"بصري ولم ينسب": قال العقيلي: "مجهول بالنقل، حديثه غير محفوظ". وقال الذهبي: "لا يُدرى من هذا". وسكت عليه ابن حجر، وذكره ابن حِبّان في "الثقات"، وذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا. انظر:"الجرح والتعديل"، (7/ 46، رقم 259)، "ضعفاء العقيلي"، (3/ 427، رقم 1468)، "الثقات"، (7/ 306)، "الميزان"، (3/ 303، رقم 6517)، "اللسان"، (4/ 385، رقم 1159).
(1)
الحسن البصري، تقدم في الحديث (4)، ثقة فقيه، وكان يرسل كثيرا ويدلس.
(2)
الحديث أخرجه أبو نعيم في "تاريخ أصبهان"(1/ 295، رقم 503)، في ترجمة جعفر بن محمد ابن أحمد بن شريك، بالسند الذي ساقه المصنّف عنه، نحوه.
وأخرجه العقيلي في "الضعفاء"، (3/ 427، رقم 1468)، في ترجمة عنطوانة، وابن عَدِيّ في "الكامل"، (3/ 130 - 131)، في ترجمة الربيع، من طريق الربيع بن بدر، به، نحوه.
وهذا حديثٌ ضعيفٌ جدًّا، فمداره على الربيع بن بدر، وهو متروك، كما تقدّم في ترجمته؛ وشيخه عنطوانة مجهول، كما سبق.
وقد أشار إلى نكارته العقيلي في "الضعفاء"، (3/ 427، رقم 1468)، وقال المناوي في "التيسير"، (2/ 217):"حديث منكر"، وقال الشيخ الألباني في =
1923 -
(181) قال أبو نعيم: حُدِّثْت عن أبي سعيد بن الأعرابي
(1)
، عن عباس الدُّورِي
(2)
، عن سعد بن عبد الحميد بن جعفر
(3)
، عن ابن أبي الزناد
(4)
، عن عبد الرحمن بن الحارث بن أبي ربيعة
(5)
، عن عمر بن الحكم بن رافع بن سنان
(6)
، حدثني بعض آبائي أنه كان عندهم ورقة
= "الضعيفة"، (8/ 284، ح 3815): "ضعيف جدًّا". واللَّه تعالى أعلم.
(1)
هو الإمام الحافظ، أحمد بن محمد بن زياد، أبو سعيد بن الأعرابي: وثّقه ابن حجر، والسيوطي، وأثنى عليه الذهبي. ولد سنة نيف وأربعين ومائتين، ومات سنة أربعين وثلاثمائة. انظر:"المنتظم"، (6/ 371، رقم 610)، "السير"، (15/ 407، رقم 229)، "اللسان"، (1/ 308، رقم 927)، "طبقات الحفاظ"، (1/ 69).
(2)
عباس بن محمد بن حاتم الدُّوري، أبو الفضل البغدادي، خوارزمي الأصل: ثقة حافظ، مات سنة إحدى وسبعين ومائتين، وقد بلغ ثمانيا وثمانين سنة. "التقريب"، (1/ 475).
(3)
سعد بن عبد الحميد بن جعفر بن عبد اللَّه بن الحكم الأنصاري، أبو معاذ المدني، نزيل بغداد: صدوق له أغاليط، مات سنة تسع عشرة ومائتين. "التقريب"، (1/ 345).
(4)
هو عبد الرحمن بن أبي الزناد، تقدّم في الحديث (97)، صدوق تغير حفظه.
(5)
عبد الرحمن بن الحارث بن عبد اللَّه بن عيّاش -بتحتانية ثقيلة ومعجمة- ابن أبي ربيعة المخزومي، أبو الحارث المدني: صدوق له أوهام، مات سنة ثلاث وأربعين ومائة، وله ثلاث وستون سنة. "التقريب"، (1/ 564 - 565).
(6)
عمر بن الحكم بن رافع بن سنان المدني الأنصاري، حليف الأوس: ثقة =
يتوارثونها في الجاهلية حتى جاء الإسلام، فلما قدم النّبيّ صلى الله عليه وسلم جئناه بها فقُرئَت عليه
(1)
فإذا فيها: "بسم اللَّه، وقوله الحق، وقول الظالمين في تباب، هذا ذكر لأمة تأتي في آخر الزمان يأتزرون على أوساطهم، ويغسلون أطرافهم، ويخوضون البحار إلى أعدائهم. فيهم صلاة لو كانت في قوم نوح ما أهلكوا بالطوفان، ولو كانت في عاد ما أهلكوا بالريح، ولو كانت في ثمود ما أُهلكوا بالصيحة. بسم اللَّه، وقوله الحق"، فقال:"ضعوها بين طَهْريْ ورق مصحف"
(2)
.
= من الثالثة، ويقال هو عمر بن الحكم بن ثوبان المدني: صدوق. "التقريب"، (1/ 714 - 715).
(1)
في (ي) و (م): "عليهم"، بزيادة الميم.
(2)
الحديث أخرجه أبو نعيم في "المعرفة"، (5/ 491، ح 1810)، بالسند الذي ساقه المصنّف عنه؛
وأخرجه البيهقي في "الدلائل"، (1/ 385، ح 346)، ومحمد بن نصر المروزي في "تعظيم قدر الصلاة"، (1/ 229، ح 211)، وأبو بكر أحمد الدَّيْنَوري في "المجالسة"، (1/ 285، ح 1298)، من طريق عبد الرحمن بن أبي الزناد، به، نحوه.
وهذا حديثٌ ضعيفٌ؛ في سنده عبد الرحمن بن الحارث بن عيّاش، وهو صدوق له أوهام، كما تقدم في ترجمته؛ وتلميذه عبد الرحمن بن أبي الزناد، صدوق تغير حفظه، كما سبق؛ وسعد بن عبد الحميد بن جعفر صدوق له أغاليط.
ومع هذا الضعف، فسند أبي نعيم منقطع؛ لجهالة الواسطة بينه وبين أبي =
1924 -
(182) قال أبو نعيم: حدثنا أبو بكر الطَّلْحي
(1)
، حدثنا عبد اللَّه بن الصقر
(2)
، قُرِئ على أبي مصعب
(3)
وأنا حاضر، حدثكم يحيى بن عمران
(4)
، . . . . . . .
= سعيد بن الأعرابي.
وقد حكم على الحديث بالنكارة أبو حاتم في "العلل"، (2/ 401، ح 2710)؛ بعد ترجيح إرساله. هكذا قال، ولكن يظهر من السياق أن الواسطة صحابي؛ لأن عمر بن الحَكَم تابعي، وقد قال:"حدثني بعض آبائي أنه كان عندهم ورقة يتوارثونها في الجاهلية حتى جاء الإسلام. . . "، فدلّ على أن الواسطة صحابي؛ وجهالة الصحابة لا تصرّ، كما هو مقرَّر في علوم الحديث. واللَّه تعالى أعلم.
(1)
هو عبد اللَّه بن يحيى بن معاوية الكوفي، تقدّم في الحديث (62)، ثقة.
(2)
عبد اللَّه بن الصَّقر بن نصر بن موسى، أبو العباس السُّكَّرِي: وثّقه الخطيب، وابن الجوزي، وقال الدّارَقُطْنِيّ:"صدوق". مات سنة اثنتين وثلاثمائة. انظر: "سؤالات الحاكم"، (1/ 122، رقم 127)، "تاريخ بغداد"، (9/ 482، رقم 5113)، "المنتظم"، (6/ 129، رقم 194)، "السير"، (14/ 173 - 174، رقم 99).
(3)
أحمد بن أبي بكر بن الحارث بن زُرارة بن مُصعب بن عبد الرحمن بن عوف، أبو مصعب الزُّهْري، المدني، الفقيه: صدوق، عابه أبو خيثمة للفتوى بالرأي، مات سنة اثنتين وأربعين ومائتين، وقد نيف على التسعين. "التقريب"، (1/ 31).
(4)
يحيى بن عمران بن عثمان بن الأرقم، المدني: قال أبو حاتم: "مجهول". وذكره =
عن جده عثمان بن الأرقم
(1)
، عن أبيه الأرقم بن أبي الأرقم، قال: وضع أبو أسيد الساعدي سيفَ عائذٍ المزربانَ يوم بدر، فرفعه الأرقم بن أبي الأرقم فقال: هبه لي يا رسول اللَّه فأعطاه إياه، وقال:"ضعوا ما معكم من الأنفال"
(2)
.
= البخاري في "التاريخ"، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا، وذكره ابن حِبّان في "الثقات". انظر:"الجرح والتعديل"، (9/ 177 - 178، رقم 737)، "التاريخ الكبير"، (8/ 297، رقم 3067)، "الثقات"، (9/ 253، رقم 16285)، "اللسان"، (6/ 272، رقم 951).
(1)
عثمان بن الأرقم، ويقال: بن عبد اللَّه بن الأرقم بن أبي الأرقم، أبو عمر القرشي: ذكره أبو حاتم، والبخاري، ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا؛ وذكره ابن حِبّان في "الثقات". انظر:"الجرح والتعديل"، (6/ 144، رقم 785)، "التاريخ الكبير"، (6/ 214، رقم 2201)، "الثقات"، (5/ 157، رقم 4354)، "تعجيل المنفعة"، (1/ 862 - 863، رقم 719).
(2)
الحديث أخرجه أبو نعيم في "المعرفة"، (3/ 228، ح 957)، بالسند الذي ساقه المصنّف، ولفظه: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يومَ بدر: "ذَروا ما معكم من الأنفال"، فوضع أبو أسيد الساعدي سيف عائذ المرزبان، فرفعه الأرقم، فقال: هبه لي يا رسول اللَّه، فأعطاه إياه".
وأخرجه الطبراني في "الأوسط"، (6/ 143، ح 6036)، والحاكم في "المستدرك"، (3/ 576، ح 6131)، والبخاري في "التاريخ الكبير"، (2/ 46، رقم 1636)، من طرق عن يحيى بن عمران، به، نحوه؛ ومن طريق الطبراني أخرجه الضياء في "المختارة"، (2/ 146، 1304). =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأخرجه الطبراني -أيضًا- في "الكبير"، (1/ 307، 909)، من طريق أبي مصعب، به، مختصرًا.
وأخرجه أبو نعيم في "المعرفة" -أيضًا-، (19/ 153، ح 5955)، والإمام أحمد في "المسند"، (25/ 452، ح 16056)، من طريق محمد بن إسحاق -في "السيرة"، كما في "سيرة بن هشام"، (1/ 641) -، عن عبد اللَّه بن أبي بكر، حدثني بعض بني ساعدة، عن أبي أسيد مالك ابن ربيعة، رضي الله عنه قال:"أصبت سيف بني عائذ المخزومي المرزبان يوم بدر فلما أمر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم الناس أن يردوا ما في أيديهم من النفل، أقبلت به حتى ألقيته في النفل، فكان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لا يمنع شيئا يُسأله، فعرفه الأرقم بن أبي الأرقم، فسأله رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فأعطاه إياه".
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند"، -أيضًا- (25/ 452، ح 16056)، من طريق محمد بن إسحاق، حدّثني عبد اللَّه بن أبي بكر، أنّ أبا أسيد كان يقول. . . الحديث.
وفي إسناد هذا الحديث ضعف، فعثمان بن الأرقم، لم أقف على من وثّقه غير ابن حِبّان، وهو معروف بالتساهل في التعديل، كما سبق مرارًا؛ ويحيى بن عمران، لم أقف على من وثّقه غير ابن حِبّان -أيضًا-، وقد قال فيه أبو حاتم:"مجهول"، كما تقدم في ترجمته؛
وسند ابن إسحاق الأوّلُ، فيه راوٍ مبهَمٌ، والمبهَم كمجهول العين حتى يتبين من هو، كما هو مقرّر في ضوابط الجرح والتعديل، وقد سبق بيان ذلك. انظر تفصيل ذلك في الحديث (83)، في ترجمة أبي بكر الطَرَسوسي.
وسنده الثاني منقطع، فعبد اللَّه بن أبي بكر هو عبد اللَّه بن أبي بكر بن محمد بن =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= عمرو بن حزم الأنصاري المدني، لم يدرك أبا أسيد؛ فقد توفي سنة خمس وثلاثين ومائة، وهو ابن سبعين سنة، كما في "التقريب"، (1/ 482)؛ وتوفي أبو أسيد سنة ثلاثين، وقيل: بعد ذلك، حتى قال المدائني: مات سنة ستين، كما في "التقريب"، (2/ 153)؛ فعلى التقدير الأول، تكون وفاة أبي أسيد قبل ولادة أبي بكر بخمس وثلاثين سنة؛ وعلى التقدير الثاني، تكون وفاته قبل ولادة أبي بكر بخمس سنين.
لكن لحديث الباب -دون قصة سيف عائذ المرزبان- شاهد من حديث سعد بن أبي وقّاص، يرتقى به إلى درجة الحسن لغيره:
أخرجه الإمام مسلم، في "الصحيح"، (5/ 146، ح 4654 - 4655)، من طريق سماك بن حرب، عن مصعب بن سَعْد، عن أبيه رضي الله عنه قال:"نزلت فِيَّ أربع آيات: أصبت سيفا فأتيت به النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول اللَّه نفِّلنيه. فقال: ضعه. ثم قام فقال له النّبيّ صلى الله عليه وسلم: ضعه من حيث أخذته. ثم قام فقال: نفلنيه يا رسول اللَّه، فقال: ضعه. فقام فقال يا رسول اللَّه، نفِّلنيه، أأُجعل كمن لا غناء له! فقال له النّبيّ صلى الله عليه وسلم: "ضعه من حيث أخذته". قال فنزلت هذه الآية {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ} [الأنفال: 1] ".
قال الطبراني -بعد إخراج حديث الباب-: "لا يُروَى هذا الحديث عن الأرقم بن أبي الأرقم إلا بهذا الإسناد، تفرّد به أبو مصعب"؛ وضعّف إسنادَه الضياء في "المختارة"، (2/ 146، 1304)؛ وصحّح إسنادَه الحاكم في "المستدرك"، (3/ 576، ح 6131)، وصحّحه الذهبي في "التلخيص"؛ وقال الهَيْثَمي في "مجمع الزوائد"، (6/ 126، ح 10031)، في طريق يحيى بن عمران:"رواه الطبراني في الأوسط، والكبير باختصار، ورجاله ثقات"، =
1925 -
(183) قال: أخبرنا حمد بن نصر
(1)
، أخبرنا أبو محمد بن ماهلة
(2)
، حدثنا ابن لال
(3)
، حدثنا أبو علي الرَّفّاء
(4)
، حدثنا محمد بن عبد الرحمن الشامي
(5)
، حدثنا أبو علي
(6)
. . . . . . . .
= هكذا قال، وقد سبق بيان حال رجال السند؛ وقال في طريقي بن إسحاق:"رواه كله أحمد، وفيه راو لم يسم، وبَقِيّة رجاله ثقات".
وحسّنه الشيخ الألباني في "الصحيحة"، (6/ 955، ح 2903)، بالشاهد المذكور؛ وهو الراجح. واللَّه تعالى أعلم.
(1)
حمد بن نصر بن أحمد، أبو العلاء الهمَذاني، تقدم في الحديث (9)، ثقة.
(2)
هارون بن طاهر بن عبد اللَّه بن عمر بن ماهلة، أبو محمد الهمداني: وثّقه شيروية. مات سنة خمس وخمسين وأربعمائة. انظر: "تاريخ الإسلام"، (30/ 391).
(3)
أحمد بن علي بن أحمد بن لال، أبو بكر الهمذان، تقدم في الحديث (5)، ثقة.
(4)
حامد بن محمد بن عبد اللَّه محمد بن معاذ، أبو علي الهروي الرَّفَّاء (بفتح الراء، وتشديد الفاء، هو لمن يرفو الثياب، وهو لأَمُ خَرْقِه، وضمُّ بعضه إِلى بَعْضٍ، وإصْلاح ما وَهَى منه): وثّقه الخطيب، والسمعاني، وابن الجوزي، وابن العماد، وأثنى عليه الذهبي. مات سنة ست وخمسين وثلاثمائة. انظر:"تاريخ بغداد"، (8/ 172)، "الأنساب"، (3/ 78)، وفي (4/ 292)، "المنتظم"، (7/ 40)، "السير"، (16/ 16، رقم 4)، "لب اللباب"، "شذرات الذهب"، (3/ 19)، "لسان العرب"، (1/ 86).
(5)
لم أعرفه.
(6)
هو عبيد اللَّه بن عبد المجيد الحنفي، أبو علي البصري: صدوق، لم يثبت أن =
الحَنَفِي
(1)
، حدثنا عمران القَطّان
(2)
، عن قتادة
(3)
، عن خُلَيْد
(4)
العَصَري
(5)
، عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ضمّن اللَّه خَلْقَه أربعًا: الصلاة، والزكاة، وصوم رمضان، والغسل من الجنابة،
= يحيى بن معين ضعفه، مات سنة تسع ومائتين. "التقريب"، (1/ 636).
(1)
الحَنَفِي: بفتح الحاء المهملة والنون، وفي آخرها الفاء، هذه النسبة إلى بني حَنيفة، وهم قوم أكثرهم نزلوا اليمامة، وكانوا قد تبعوا مسيلمة الكذاب المتنبي، ثم أسلموا زمن أبي بكر رضي الله عنه؛ والحَنَفِي -أيضًا- نسبةٌ إلى مذهب أبي حنيفة رحمه الله. انظر:"الأنساب"، (2/ 280)، "لب اللباب".
(2)
هو عمران بن داوَر، تقدّم في الحديث (52)، صدوق يهم ورمي برأي الخوارج.
(3)
قتادة بن دِعامة بن قتادة السَّدُوسي، تقدم في الحديث الثاني، ثقة ثبت.
(4)
خُلَيْد بن عبد اللَّه العَصَري -بفتح المهملتين-، أبو سليمان البصري، يقال: إنه مولى لأبي الدرداء: صدوق يرسل، من الرابعة. "التقريب"، (1/ 272).
(5)
العَصِرَي: بفتح العين والصاد المهملتين، في آخرها راء، هذه النسبة إلى "عَصَر"، وهو بطن من عبد القيس، وهو: عصر بن عوف بن عمرو بن عوف بن جذيمة؛ وفي طَيء: عَصَر بن غنم بن حارثة بن ثوب بن معن ابن عتود؛ وفي عميرة: عَصَر بن علي بن عايش بن زبينة بن إياس بن ثعلبة بن جارية بن فهم بن بكر بن علبة.
والعِصْرِي: بكسر العين المهملة، وسكون الصاد المهملة، وفي آخرها الراء، هي نسبة إلى "عِصْر"، وهو بطن من قضاعة. انظر:"الأنساب"، (4/ 201 - 202)، "اللباب"، (2/ 343 - 344)، "لب اللباب".
(1)
سورة "الطارق"، الآية (9).
(2)
الحديث أخرجه البيهقي في "الشعب"، (3/ 20، ح 2751)، من طريق أبي علي الحنفي، به، مثله.
وهذا حديثٌ ضعيفٌ؛ في سنده خُلَيْد بن عبد اللَّه العَصَري، وهو صدوق يرسل، كما تقدم في ترجمته؛ وقد ذكر أبو حاتم في "المراسيل"، (1/ 55، رقم 197)، عن إسحق بن منصور، قال:"سألت يحيى بن معين، قلت: خُلَيْد العَصَري لقي سلمان؟ قال: لا. قلت: إنه يقول: "لما ورد علينا". قال: يعني البصرة". وهذا دليل على أنه من المدلّسين؛ وقد عنعن.
وقد ذكره ولي الدين العراقي في "تحفة التحصيل في ذكر رواة المراسيل"(1/ 95)، وأبو سعيد العلائي في "جامع التحصيل في أحكام المراسيل"، (1/ 172، رقم 173)، وذكروا فيه قول ابن معين السابق؛
وعمران بن داوَر القطان: صدوق يهم، ورمي برأي الخوارج، كما سبق في ترجمته؛ ومحمد بن عبد الرحمن الشامي، لم أعرفه. وقد ذكر الشيخ الألباني في "الضعيفة"، (8/ 285، ح 3817)، أنه محمد بن عبد الرحمن القُشَيْري الكوفي، نزيل بيت المقدس، الراوي عن سليمان بن بريدة، وعنه بقية. قال ابن حجر: كذبوه، كما في "التقريب"، (2/ 106)؛ وبناء عليه حكم على الحديث بالوضع.
ولكن يظهر أنه غير القشيري الكوفي؛ لأن طبقته متأخّرة عن طبقة القشيري؛ فقد ذكر ابن حجر القشيريَّ هذا في الطبقة السابعة، وهي طبقة من مات بعد المائة، وقبل المائتين؛ وشيخه أبو علي البصري قد مات سنة تسع ومائتين، وتلميذه أبو علي الرَّفَّاء قد توفّي في سنة ست وخمسين وثلاثمائة، وهذا بعيد؛ =
1926 -
(184) قال: أخبرنا عبدوس
(1)
، عن ابن لال
(2)
، عن عبد الرحمن بن علي
(3)
، عن الحسن بن سفيان
(4)
، عن الحسن بن عمر
(5)
،
= لأن ذلك يعني أن بين وفاته وبين وفاة تلميذه أكثر من خمسين ومائة سنة، وهذا شبه مستحيل؛ فتعيّن أنه رجل آخر غير الذي ذكره الشيخ الألباني. واللَّه تعالى أعلم.
وقد حكم على الحديث بالوضع الشيخُ الألباني في "الضعيفة"، (8/ 285، ح 3817)؛ من أجل محمد بن عبد الرحمن الشامي هذا، فقال:"هذا إسناد موضوع؛ آفته محمد بن عبد الرحمن الشامي، وهو القشيري الكوفي؛ كما في ترجمة أبي علي الحنفي؛ . . . قال الذهبي: "فيه جهالة، وهو متهم، ليس بثقة". هكذا قال، ولم أقف عليه في شيوخ أبي علي الحنفي؛ والمذكور إنما هو محمد بن عبد الرحمن بن عبد الصمد العنبري البصري، وهو ثقة من الحادية عشرة، كما في "التقريب"، (2/ 104).
فالحديث ضعيف، لا موضوع، إذا سلم محمد بن عبد الرحمن الشامي -الذي لم أعرفه- من الضعف الشديد. واللَّه تعالى أعلم.
(1)
عبدوس بن عبد اللَّه، أبو الفتح الهمَذانيّ، تقدم في الحديث (7)، كان صدوقًا.
(2)
أحمد بن علي بن أحمد بن لال، أبو بكر الهمذان، تقدم في الحديث (5)، كان ثقة.
(3)
لم يتبين لي من هو.
(4)
الحسن بن سفيان، أبو العباس الشيباني النَسَوِي، تقدم في الحديث (49)، ثقة.
(5)
الحسن بن عمر بن شقيق الجَرْمِي -بفتح الجيم-، أبو علي البصري، نزيل الري: صدوق، مات سنة اثنتين وثلاثين ومائتين تقريبا. "التقريب"، =
عن قيس
(1)
، عن عبد الوهاب
(2)
، عن مجاهد
(3)
، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ضالة المؤمن العلمُ، كلما قيَّد حديثًا طُلب إليه آخر".
قال أبو نعيم: وحدثنا أبو عمرو بن حمدان
(4)
، حدثنا الحسن، به
(5)
.
= (1/ 207).
(1)
لم أعرفه.
(2)
عبد الوهاب بن مجاهد بن جَبْر، تقدم في الحديث (137)، متروك، وقد كذبه الثوري.
(3)
مجاهد بن جَبْر المكي، تقدّم في الحديث (137)، ثقة إمام في التفسير وفي العلم.
(4)
محمد بن أحمد بن حمدان، أبو عمرو، النيسابوري، تقدم في الحديث (49)، زاهد ثقة.
(5)
الحديث لم أقف على من أخرجه غير المصنّف؛
وهذا حديثٌ ضعيفٌ جدًّا؛ في سنده عبد الوهّاب بن مجاهد، متروك، كذبه الثوري، كما تقدّم في ترجمته؛ وقيس، وعبد الرحمن بن علي، لم أعرفهما.
وقد ضعّف إسناده المناوي في "التيسير"، (2/ 214)، وحكم عليه بالوضع الشيخ الألباني في "الضعيفة"، (8/ 283، ح 3813)؛ من أجل عبد الوهاب بن مجاهد، فقال:"هذا إسناد هالك، ومتن موضوع؛ آفته عبد الوهاب هذا -وهو ابن مجاهد بن جبر المكي-؛ أجمعوا على ترك حديثه، كما قال ابن الجوزي، بل كذبه الثوري". واللَّه تعالى أعلم.
1927 -
(185) قال: أخبرنا أبي، أخبرنا قتيبة بن أحمد
(1)
القاصّ
(2)
، أخبرنا الحسن بن إسماعيل بن محمد المحمودي
(3)
، حدثنا أبي
(4)
، حدثنا محمد بن مصر
(5)
، حدثنا أبو الفضل بردي بن الفضل
(6)
، حدثنا ابن المبارك
(7)
، حدثنا إسماعيل بن رافع
(8)
، عن إسماعيل بن عبد اللَّه
(9)
، عن
(1)
قتيبة بن أحمد بن شريح، أبو حفص البخاري القاصّ، صاحب التفسير. سمع منه نصوح بن واصل: قال الصفدي: "كان شيعيًا". وكذا قال الذهبي، والسيوطي. مات سنة عشر وثلاثمائة. انظر:"الوافي بالوفيات"، (7/ 227)، "تاريخ الإسلام"، (23/ 520)، "طبقات المفسرين"، للسيوطي، (1/ 77).
(2)
كلمة "القاصّ"، بالصاد المهملة، تحرفت في (ي) و (م)، إلى "القاضي"، بالضاد المعجمة، ثم الياء، في آخرها.
(3)
لم أعرفه.
(4)
لم أعرفه.
(5)
لم أعرفه.
(6)
لم أعرفه.
(7)
عبد اللَّه بن المبارك المَرْوَزي مولى بني حنظلة: ثقة ثبت فقيه عالم جواد مجاهد، جمعت فيه خصال الخير، مات سنة إحدى وثمانين ومائة، وله ثلاث وستون. "التقريب"، (1/ 527).
(8)
إسماعيل بن رافع بن عُوَيْمِر، أبو رافع، تقدم في الحديث (57)، ضعيف الحفظ.
(9)
لعلّه إسماعيل بن عبيد اللَّه بن أبي المهاجر المخزومي مولاهم، الدمشقي، أبو عبد الحميد: ثقة، مات سنة إحدى وثلاثين ومائة، وله سبعون سنة. =
عبد اللَّه بن عمرو رضي الله عنه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ضرب الأقلام عند الأحاديث يعدل عند اللَّه مع
(1)
التكبير الذي يكبر في رباط عبادان
(2)
وعسقلان
(3)
"
(4)
.
= "التقريب"، (1/ 97).
(1)
كلمة "مع"، سقطت من (ي) و (م).
(2)
عبّادان: (بفتح العين المهملة، وتشديد الباء الموحدة، والدال المهملة بين الألفين، وفي آخرها النون)، هي بُليدة بنواحي البصرة في وسط البحر، وكان يسكنها جماعة من العلماء والزهاد للعبادة والخلوة. انظر:"الأنساب"، (4/ 122)، "اللباب"، (2/ 309)، "معجم البلدان"، (4/ 74).
(3)
عَسْقَلان: (بفتح العين المهملة، وسكون السين المهملة، وفتح القاف وبعدها لام ألف وفي آخرها النون)، موضعان:
أحدهما - مدينة بساحل الشام من فلسطين مما يلي حد مصر يقال لها "عسقلان" الشام.
والثاني - محلة ببلخ يقال لها: "عسقلان". انظر: "الأنساب"، (4/ 190)، "اللباب"، (2/ 339)، "معجم البلدان"، (4/ 122).
(4)
الحديث لم أقف على من أخرجه غير المصنّف؛
وهذا حديثٌ ضعيفٌ؛ في سنده إسماعيل بن رافع بن عُوَيْمِر، وهو ضعيف الحفظ، كما تقدم في ترجمته؛ وقتيبة بن أحمد بن شريح، لم أقف على من وثّقه، بل قال الصفدي: شيعي، ووافقه الذهبي، والسيوطي؛ وفي السند رجال لم أعرفهم.
ويظهر على المتن رائحة الوضع، واللَّه تعالى أعلم.
1928 -
(186) قال: أخبرنا أبي، أخبرنا الميداني
(1)
، أخبرنا أبو بكر أحمد بن منصور القَيْرَواني
(2)
، أخبرنا منصور بن خلف
(3)
، أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسن الجرجاني
(4)
، حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن إسماعيل
(5)
، حدثنا محمد بن إسحاق السكسكي
(6)
، حدثنا عثمان بن عبد اللَّه القُرشي
(7)
،
(1)
علي بن محمد، أبو الحسن النيسابوري، الميداني تقدم في الحديث (22)، كان ثقة.
(2)
لم أعرفه.
(3)
لم أعرفه.
(4)
لم يتبين لي من هو.
(5)
لم أعرفه.
(6)
محمد بن إسحاق السَّكْسَكِي (بالكاف الساكنة بين السينين المفتوحتين المهملتين، وفي أخرها كاف أخرى. هذه النسبة إلى "السَّكَاسك"، وهو بطن من الأزد؛ ووادي السكاسك موضع بالأردن، نزلته السكاسك حين قدموا الشام زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه: قال ابن حجر: أتى عن أحمد بن زرارة عن مالك بخبر منكر". انظر: "الأنساب"، (3/ 267)، "الميزان"، (1/ 98، رقم 379)، في ترجمة أحمد بن زرارة، "اللسان"، (5/ 73، رقم 242)، "لب اللباب".
(7)
عثمان بن عبد اللَّه بن عمرو بن عثمان بن عفان، وهو عثمان بن عبد اللَّه الأموي الشامي: قال ابن حِبّان: "روى عن الليث بن سَعْد، ومالك، وابن لهيعة، ويضع عليهم الحديث". وكذا قال السمعاني. وقال ابن عَدِيّ: "حدّث عن مالك وحماد بن سلمة وابن لهيعة وغيرهم بالمناكير. . . وحدث في كل =
عن مالك
(1)
، عن الزُّهْري
(2)
، عن أنس رضي الله عنه، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "الضَّحِك في المسجد ظُلمة في القبر"
(3)
.
= موضع بالمناكير عن الثقات. . . له أحاديث موضوعات". وقال الدّارَقُطْنِيّ: "متروك الحديث". وقال مرة: "يضع الأباطيل على الشيوخ الثقات". وقال الحاكم: "كذاب". وقال الخطيب: "كان ضعيفا، والغالب على حديثه المناكير". وذكره ابن الجوزي في "الضعفاء"، وحكى فيه قول ابن حِبّان وابن عَدِيّ السابقين. انظر: "الكامل"، (5/ 176 - 177)، "سؤالات السجزي"، (1/ 82، رقم 42)، "تاريخ بغداد"، (11/ 282، رقم 6053)، "الأنساب"، (5/ 352)، "الضعفاء"، لابن الجوزي، (2/ 170، رقم 2272 - 2274)، "الضعفاء"، لابن الجوزي، (2/ 170، رقم 2272 - 2274)، "الميزان"، (3/ 41، رقم 5523)، "اللسان"، (4/ 143، رقم 332).
الراجح أنه كذّاب؛ لموافقته قول أكثر الأئمة. واللَّه تعالى أعلم.
(1)
الإمام مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر، إمام دار الهجرة، تقدم في الحديث (18).
(2)
محمد بن مسلم بن عبيد اللَّه الزُّهْري، تقدم في الحديث (7)، متفق على جلالته.
(3)
الحديث لم أقف على من أخرجه غير المصنّف، وإليه عزاه المتقي الهندي في "كنز العمال"، (7/ 668، ح 20826)؛
وهذا حديثٌ موضوعٌ؛ في سنده عثمان بن عبد اللَّه القرشي، وهو كذّاب، يضع الحديث، كما قال غير واحد من أهل العلم، وقد تقدم شيء من ذلك في ترجمته، وفي السند رواة لم أعرفهم.
وقد حكم على الحديث بالوضع الشيخ الألباني في "الضعيفة"، (8/ 285، =
1929 -
(187) قال: أخبرنا أبو منصور العِجْلي
(1)
، عن الطبراني
(2)
، عن الدارقطني
(3)
، عن ابن
(4)
. . . . . . .
= ح 3818)؛ من أجل عثمان بن عبد اللَّه القرشي هذا. واللَّه تعالى أعلم.
(1)
سعد بن علي بن الحسن، أبو منصور الأسداباذي، تقدّم في الحديث (90)، ثقة.
(2)
الإمام المشهور سليمان بن أحمد، أبو القاسم الطبراني، تقدّم في الحديث (23).
(3)
الإمام المشهور علي بن عمر بن أحمد، أبو الحسن، الدّارَقُطْنِيّ، تقدّم في الحديث (106).
(4)
الإمام الحافظ عبد الباقي بن قانِع بن مرزوق، أبو الحسين الأموي مولاهم: قال الدّارَقُطْنِيّ: "كان يحفظ ويعلم ولكنه كان يخطئ ويصر على الخطأ". وقال البُرْقاني: "أما البغداديون فيوثقونه، وهو عندنا ضعيف". قال الخطيب: "لا أدري لأي شيء ضعّفه البُرْقاني، وقد كان عبد الباقي من أهل العلم والدراية والفهم، ورأيت عامّة شيوخنا يوثقونه، وقد كان تغير في آخر عمره". وقال أبو الحسن بن الفرات: "كان عبد الباقي بن قانِع قد حدث به اختلاط قبل أن يموت بمدة نحو سنتين؛ فتركنا السماع منه، وسمع منه قوم في اختلاطه". وذكره بن الجوزي في "الضعفاء"، وذكر فيه قول الدّارَقُطْنِيّ السابق. وقال في "المنتظم":"كان من أهل العلم والفهم والثقة، غير أنه تغير في آخر عمره". ولد سنة خمس وستين ومائتين، ومات سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة. انظر:"سؤالات حمزة"، (1/ 236، رقم 334)، "تاريخ بغداد"، (11/ 88، رقم 5775)، "الضعفاء"، لابن الجوزي، (2/ 82، رقم 1810)، "المنتظم"، (7/ 14)، "الميزان"، (2/ 532، رقم 4735)، "اللسان"، (3/ 383، =
قانع
(1)
، عن محمد بن بشر الصيرفي
(2)
، عن المنذر بن عمار
(3)
، عن أبي شيبة
(4)
، عن يزيد أبي خالد
(5)
، عن أبي سفيان
(6)
، عن جابر رضي الله عنه قال: قال
= رقم 1536).
(1)
ابن قانِع: بالقاف، ثم النون، وقد تحرف في (ي) و (م) إلى:"بن مانع"، بالميم.
(2)
محمد بن بشر بن مروان، أبو عبد اللَّه الصيرفي: قال الخطيب: "روى عنه يحيى بن صاعد وعبد الباقي بن قانِع وغيرهما أحاديث مستقيمة"، وكذا قال ابن الجوزي. وقال الذهبي:"جيد الحديث". مات سنة ثمان وثمانين ومائتين. انظر: " تاريخ بغداد"، (2/ 90 - 91، رقم 482)، "المنتظم"، (6/ 30، رقم 43)، "تاريخ الإسلام"، (21/ 254).
(3)
المنذر بن عمار بن حبيمب بن حسان بن أبي الأشرس، أبو الخطاب الكوفي: ذكره ابن حِبّان في "الثقات"، فقال:"يروى عن شبيب بن شيبة، عن الحسن، روى عنه صالح بن محمد البغدادي". وقد ذكر ابن حجر جدَه حسان بن أبي الأشرس في الطبقة السادسة. انظر: "الثقات"، (9/ 176)، "التقريب"، (1/ 198)، وانظر في ترجمة تلميذة المتقدم (محمد بن بشر الصيرفي)، في "تاريخ بغداد"، (2/ 90، رقم 482).
(4)
إبراهيم بن عثمان العَبْسي -بالموحدة- أبو شَيْبَة الكوفي، قاضي واسط، مشهور بكنيته: متروك الحديث، مات سنة تسع وستين ومائة. "التقريب"، (1/ 61).
(5)
لم أعرفه.
(6)
طلحة بن نافع الواسطي أبو سفيان الإسكاف، نزل مكة: صدوق، من الرابعة. "التقريب"، (1/ 452).
رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "الضحك ينقض الصلاة، ولا ينقض الوضوء"
(1)
.
(1)
الحديث أخرجه الدّارَقُطْنِيّ في "السنن"، (1/ 173، ح 58)، ومن طريقه بن الجوزي في "التحقيق"، (1/ 193، ح 26)، عن ابن قانع، به، مثله؛
وروي من طريق إسحاق بن بهلول، عن أبيه، عن جدّه، عن يزيد أبي خالد، به، وخالفه في لفظه فقال:"الكلام ينقض الصلاة ولا ينقض الوضوء"؛
أخرج هذا الطريقَ الدّارَقُطْنِيُّ في "السنن"، -أيضًا- (1/ 173، ح 59)، ومن طريقه ابن الجوزي في "التحقيق"، (1/ 193، ح 209).
وهذا حديثٌ ضعيفٌ جدًّا؛ فسند المصنّف فيه أبو شَيْبَة الكوفي، وهو متروك، كما تقدم في ترجمته؛ ويزيد أبو خالد، لم أعرفه.
وسند الدّارَقُطْنِيّ الثاني، فيه بهلول بن حسّان، لم أعرفه، ولم أعرف أباه، وكذا لم أعرف يزيد أبا خالد.
ومع هذا الضعف، فقد اختلف في وقفه ورفعه:
فرفعه أبو شيبة، وإسحاق بن بهلول، كما سبق؛
وخالفهما شعبة وابن جريج، فروياه عن يزيد أبي خالد، قال: سمعت أبا سفيان يحدث عن جابر بن عبد اللَّه رضي الله عنه، أنه قال: في "الضحك في الصلاة ليس عليه إعادة الوضوء"؛ أخرج هذا الطريق البيهقي في "الكبرى"، (1/ 144، ح 657)؛
تابعهما الثوري، وأبو معاوية، ووكيع، وغيرهم، -كما قال ابن الجوزي في "التحقيق"، (1/ 195، ح 215) -، فرووه عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر رضي الله عنه، موقوفًا؛ وهو الصحيح.
وقد رجح الوقفَ جمعٌ من أهل العلم:
رجّحه البيهقي في "الكبرى"، (1/ 144، ح 657)، وابن الجوزي في =
1930 -
(188) قال أبو الشيخ: حدثنا محمد بن إبراهيم بن شبيب
(1)
،
= "التحقيق"، (1/ 197، ح 215)، والنووي في "الخلاصة"، (1/ 141، ح 289)، والزَّيْلَعي في "نصب الراية"، (1/ 49)، وابن الملقّن في "البدر المنير"، (2/ 402)، وابن حجر في "التلخيص"، (1/ 327، ح 153)، والألباني في "الضعيفة"، (8/ 286، ح 3819).
وضعّفوا الرواية المرفوعة؛ كما وهّى المناوي إسنادها، في "التيسير"، (2/ 220)؛ ونقل ابن الجوزي في "التحقيق"، (1/ 193، ح 26)، عن الإمام أحمد قوله:"ليس في الضحك حديث صحيح". وقال الشيخ الألباني في "الضعيفة"، (8/ 286، ح 3819): "ضعيف جدًّا". واللَّه تعالى أعلم.
تنبيه:
أبو شيبة المذكور في سند الحديث، قد جعله ابن الجوزي عبد الرحمن بن إسحاق [بن الحارث، الواسطي، الكوفي]، وهو ضعيف، من السابعة، كما في "التقريب"، (1/ 560)؛
وجعله البيهقي إبراهيم بن عثمان العَبْسِي -بالموحدة- الكوفي، قاضي واسط، وهو متروك الحديث، من السابعة -أيضًا-، وقد تقدّم؛ ووافقه ابن الملقّن في "البدر المنير"، (2/ 406)، وابن حجر في "التلخيص"، (1/ 327، ح 153)، والشيخ الألباني في "الضعيفة"، (8/ 286، ح 3819).
قال ابن حجر في "التلخيص"، (1/ 327، ح 153): "أبو شيبة المذكور في إسناد حديث جابر هو الواسطي، جدّ أبي بكر بن أبي شيبة؛ ووهم ابن الجوزي فسماه عبد الرحمن بن إسحاق". واللَّه تعالى أعلم.
(1)
محمد بن إبراهيم بن شَبِيب، أبو عبد اللَّه الأصبهاني، العَسَّال: وثّقه أبو نعيم، والذهبي. توفي سنة اثنتين وتسعين ومائتين. انظر:"تاريخ أصبهان"، =
حدثنا علي بن مُبشر
(1)
، حدثنا محمد بن الصلت
(2)
، عن جُميْع بن عُمَير
(3)
، عن مروان بن سالم
(4)
، عن عبد اللَّه بن همام
(5)
، عن أبي الدرداء رضي الله عنه
(6)
(7)
.
= (2/ 188، رقم 1432)، "تاريخ الإسلام"، (22/ 240).
(1)
لم أعرفه.
(2)
محمد بن الصلت بن الحجاج الأسدي، أبو جعفر الكوفي الأصم: ثقة، مات في حدود العشرين ومائتين. "التقريب"، (2/ 89).
(3)
جُميْع -بالتصغير- ابن عُمَيْر -كذلك- ابن عبد الرحمن العِجلي، أبو بكر الكوفي: ضعيف رافضي، من الثامنة. "التقريب"، (1/ 165).
(4)
مروان بن سالم الغِفاري، أبو عبد اللَّه الجزري: متروك، ورماه الساجي وغيره بالوضع، من كبار التاسعة. "التقريب"، (2/ 171).
(5)
عبد اللَّه بن همام، ويقال: بن يعلى، النَّهدي -بالنون-، الكوفي: مقبول من الثالثة. "التقريب"، (1/ 543).
(6)
عُوَيْمِر بن زيد بن قيس الأنصاري، أبو الدرداء، مختلف في اسم أبيه، وأما هو فمشهور بكنيته. وقيل: اسمه عامر، وعُوَيْمِر لقب. مات في أواخر خلافة عثمان وقيل عاش بعد ذلك. "التقريب"، (1/ 761).
(7)
حديث أبي الدرداء، لم أقف على من أخرجه غير المصنّف، وقد عزاه المتقي الهندي في "كنز العمال"، (9/ 242، ح 25835)، إلى أبي الشيخ، ولم أقف عليه.
وهذا حديثٌ ضعيفٌ جدًّا؛ في سنده مروان بن سالم الغِفاري، وهو متروك، كما تقدم في ترجمته، وتلميذه جُمَيْع -بالتصغير- ابن عُمَيْر، رافضي ضعيف، =
1931 -
(189) وقال أبو عبد الرحمن السلمي
(1)
: حدثنا محمد بن نصر بن إسكاف
(2)
، عن الحسين بن محمد بن أسد
(3)
، عن منصور بن أسد
(4)
، عن أحمد بن عبد اللَّه
(5)
، . . . . . . . .
= كما سبق؛ وعلي بن مبشّر لم أعرفه.
وقد حكم على الحديث بالوضع الألباني، في "ضعيف الجامع"، رقم (3604). واللَّه تعالى أعلم.
(1)
محمد بن الحسين السلمي، تقدم في الحديث (35)، كان يضع للصوفية الأحاديث.
(2)
لم أعرفه.
(3)
الحسين بن محمد بن أسد أبو القاسم الديبلي: ذكره بن عَساكِر، والذهبي، ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا. انظر:"تاريخ دمشق"، (14/ 306، رقم 1599)، "تاريخ الإسلام"، (26/ 456).
(4)
لم أعرفه.
(5)
أحمد بن عبد اللَّه بن خالد الجُوَيْبَاري (بضم الجيم، وفتح الواو، وسكون الياء المثناة التحتية، وفتح الباء الموحدة، وفي آخرها الراء المهملة)، ويقال الجُوبَاري (بضم الجيم، وفتح الباء الموحدة، وفي آخرها الراء)، نسبةً إلى قرية من قرى هراة، ويعرف بـ "سَتُّوق" -بفتح أوله وتشديد المثناة من فوق المضمومة، آخره قاف-: قال ابن حِبّان: "من أهل هراة، دجال من الدجاجلة كذاب". وقال ابن عَدِيّ: "حدّث عن جرير، والفضل بن موسى، وغيرهما، بأحاديث وضعها عليهم، وكان يضع الحديث لا بن كرام على ما يريده، =
عن إسحاق ابن نجيح
(1)
، عن عطاء الخراساني
(2)
، عن أبي ذَرّ
(3)
رضي اللَّه
= وكان ابن كرام يضعها في كتبه عنه ويسميه أحمد بن عبد اللَّه الشيباني". وقال السمعاني: "كان دجّالًا كذّابًا أفاكًا"، وسمّاه مرّة بالخبيث الوضّاع، وكذا قال ياقوت الحموي، وابن الأثير. وقال الذهبي: "كذاب". وقال ابن حجر: "ممن يضرب المثل بكذبه". انظر: "المجروحين"، (1/ 142)، وفي (2/ 43 - 44)، في ترجمة عبد اللَّه بن وَهب النسوي، "الكامل"، (1/ 177)، "الأنساب"، (2/ 107)، وفي (2/ 126)، "معجم البلدان"، (2/ 191)، "اللباب"، (1/ 313)، "المغني"، (1/ 43، رقم 322)، "اللسان"، (1/ 193، رقم 611)، وفي (7/ 85، رقم 867)، وفي (7/، رقم 2106164)، "نزهة الألباب في الألقاب"، (1/ 361، رقم 1461).
وفي الجوباري أقوال غير ما ذكرتُ، وكلّها في بيان كذبه ووضعه؛ فأكتفي بهذا القدر، واللَّه الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
(1)
إسحاق بن نجيح الملطي، أبو صالح أو أبو يزيد، نزيل بغداد: كذبوه، من التاسعة، تمييز. "التقريب"، (1/ 86).
(2)
عطاء بن أبي مسلم، أبو عثمان الخُراساني، واسم أبيه: ميسرة، وقيل: عبد اللَّه: صدوق جهم كثيرًا ويرسل ويدلس، مات سنة خمس وثلاثين ومائة، لم يصح أن البخاري أخرج له. "التقريب"، (1/ 392).
(3)
أبو ذَر الغِفاري: اسمه جندب بن جنادة على الأصح، وقيل: برير -بموحدة مصغر أو مكبر-، واختلف في أبيه فقيل: جندب أو عشرقة أو عبد اللَّه أو السكن، مات سنة اثنتين وثلاثين في خلافة عثمان رضي الله عنه. "التقريب"، =
عنه، عن
(1)
النّبيّ صلى الله عليه وسلم، قال:"الضيف يأتي برزقه، ويرحل بذنوب القوم، يمحّص عنهم ذنوبهم"
(2)
.
* * *
= (2/ 395).
(1)
في (م): "أن".
(2)
الحديث لم أقف على من أخرجه غير المصنّف؛
وهذا حديثٌ موضوعٌ؛ في سنده إسحاق بن نجيح الملطي، كذّبوه، كما تقدّم في ترجمته؛ والراوي عنه (أحمد بن عبد اللَّه الجُوَيْبَاري)، كذّابٌ، كما سبق؛ وأبو عبد الرحمن السلمي كان يضع للصوفية الأحاديث، كما سلف؛ وعطاء بن أبي مسلم الخراساني، صدوق يهم كثيرًا ويرسل ويدلس، وقد عنعن.
وقد أشار الشيخ الألباني إلى وضعه، في "الضعيفة"، (6/ 63، ح 2547)، عند كلامه على حديث أنس رضي الله عنه، الذي هو بمعنى حديث الباب، وقد ضعّف الشيخ ذلك الحديث أيضًا. واللَّه تعالى أعلم.