الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
-
تمهيد
الحمد لله ربِّ العالمين، الرَّحمَن الرحيم، مالكِ يوم الدين، له الحمدُ في الأُولى والآخرة، ولهُ الحكمُ، وإِليه تُرجعون، أَشهد أَن لا إِلهَ إِلَّا الله، وحدَهُ لا شريكَ لهُ، وأَشهدُ أَن مُحَمدًا عبدُه ورسولُه، اللَّهم إياك نعبدُ، فاجعل عبادَتَنا خالصةً لك، مأجورةً منك، بعيدةً عن الرِّياء والشِّركِ، وإياكَ نستعينُ، فأَعِنَّا بمددك الذي لا حدَّ له، ولا تكِلنا إِلى أَنفسنا طرفةَ عينٍ، أَو إِلى بابِ غيرك، ولا تُذِلَّنا بالخضوعِ لسواك، وتقبل منا إِنَّك أَنت السميعُ العليمُ، وتجاوز عن ذنوبنا وتقصيرنا، وهذا حالُنا لا يخفى عليك، فاغفر يا غفور، وارحم يا رحيم، آمين.
اللَّهم، أَنت ربي،
وأَنا الضعيفُ الذي قَوَّيتَ، والجاهلُ الذي علمتَ، والكسيرُ الذي جبرتَ، والمريضُ الذي شفيتَ، والخائف الذي أَمَّنتَ، والغريبُ الذي آويتَ، والفقيرُ الذي أغنيتَ، والعاصي الذي سترتَ، والضالُّ الذي يرجو هدايتك، والمُسرف الذي يطمع في رحمتك.
أما بعد؛
فَمِن نِعَم الله، عز وجل، التي لا تُحصى، أَن بعثَ إِلى خلقه خيرةَ خَلقهِ من الأَنبياءِ والمُرسَلينَ، ومِن أَعظمِ نِعَمِه، سبحانَه، علينا، أَن بعثَ فينا رسولًا مِنَّا، خَتم به الرُّسلَ والرسالةَ، وأَنزل عليه كتابًا، هو الفصلُ، ليس بالهزلِ، لا يأتيه الباطلُ من بين يديه ولا من خَلفهِ، فأَنزله اللهُ، عز وجل، على رسولِه صلى الله عليه وسلم قولًا ثقيلًا، لو نَزل على جبلٍ لخشعَ وتصدَّعَ، فنزل على قلب محمد النبي الأُمِّي الكريم صلى الله عليه وسلم، فحَمل الأَمانةَ، وصَدَعَ بما أُمِرَ، وبَلَّغ ما أُنزل إِليه من رَبِّهِ، ما زاد حرفًا، وما أَخفى حرفًا، ما ترك شيئًا يُقربنا منَ الجنة إِلَّا وأَمرنا به، وما تركَ شيئًا يُقربنا من النار إِلَّا ونَهانا عنه، فأُوذيَ وصَبَرَ، وقوتِلَ وغَفَرَ، وأُخرِجَ من بلدِه حتى جاءَهُ فتحُ الله وانتصرَ.
ومع طول الأَمَدِ، وابتعادِ الناس عن عصر النُّبوَّة، تَبَدَّلَ كلُّ شيءٍ، أَو كادَ، فلم يَعد أَحدٌ يرد أمره إلى هذا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، إِلَّا مَن رَحِمَ ربُّك
وهذا هو الدافع لجمع الحديث الصحيح ليرجع إليه الناس في أمورهم بعد كتاب الله العزيز.
* * *