بسم الله الرحمن الرحيم   ‌ ‌حديث الاستفتاح هناك أحاديث عند عملية التصنيف والترتيب - سبيل الرشاد ط ٢ - جـ ١

بسم الله الرحمن الرحيم

‌

‌حديث الاستفتاح

هناك أحاديث عند عملية التصنيف والترتيب تذهب إلى مواضعها دون عناء أو جُهد، فالحديث من موضوعه تراه يذهب للوضوء، وآخر للصيام، وثالث للجهاد، وفي المقابل هناك أحاديث لابد أن توضع في عدة أبواب من أبواب العلم، مثل حديث:«بُني الإسلام على خمس» ، فهذا يوضع في الإيمان والصلاة والزكاة والصيام والحج، وهناك أحاديث يجب أن توضع في كل باب من أبواب العلم والعمل، فهي الأساس الذي يُبنى عليه العمل، ومن هذه الأحاديث حديث:«إنما الأعمال بالنيات» ، فقد جمع الأعمالَ كلها.

• قال عبد الرَّحمَن بن مهدي: ينبغي أن يُوضع هذا الحديث في كل باب. «جامع التِّرمِذي» (1647).

• وقال محمد بن إسماعيل البُخاري، صاحب «الصحيح»: الأعمال بالنية، والحِسبة، ولكل امرئٍ ما نوى، فدخل فيه الإيمان، والوضوء، والصلاة، والزكاة، والحج، والصوم، والأحكام. «صحيح البُخاري» (54).

ومن هنا رأينا أن نستفتح كتابنا هذا بهذا الحديث الطيب، وقد سبق أن جعله البُخاري يرحمه الله الحديث الأول في «صحيحه» ، فعلى بركة الله.

* * *

1 -

عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَقَّاصٍ اللَّيْثِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ عَلَى الْمِنْبَرِ يُخْبِرُ بِذَلِكَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:

«إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ، فَهِجْرَتُهُ إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ، وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا، أَوْ إِلَى امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا، فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ»

(1)

.

• وفي رواية

(2)

: «الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّةِ، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا، أَوِ امْرَأَةٍ يَتَزَوَّجُهَا، فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ، وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ، فَهِجْرَتُهُ إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم»

(3)

.