المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ كتاب الإيمان - سبيل الرشاد ط ٢ - جـ ١

[محمود محمد خليل]

فهرس الكتاب

- ‌ تمهيد

- ‌تقديم وتعريف

- ‌ قصة كتاب سبيل الرشاد

- ‌حديث الاستفتاح

- ‌ كتاب الإيمان

- ‌ كتاب الطهارة

- ‌باب ما يقول إِذا دخل الخلاء

- ‌باب الاستنجاء

- ‌باب الوتر في الاستجمار

- ‌باب النهي عن استقبال القبلة أَو استدبارها عند قضاء الحاجة

- ‌باب ما جاء في البول قائمًا

- ‌باب ما جاء في البول في الماء الذي لا يجري

- ‌باب الرجل يخرج من الخلاء فيأكل

- ‌باب صَب الماء على البول في المسجد

- ‌باب بول الطفل

- ‌باب غَسل الإناء من ولوغ الكلب

- ‌باب التَّيمُّن

- ‌باب لا يَقبل الله صلاةً بغير طُهور

- ‌باب إِسباغ الوضوء

- ‌باب صفة الوضوء

- ‌باب الوضوء مَرةً مرة

- ‌باب الاستنثار في الوضوء

- ‌باب وضوء الرجل مع امرأته

- ‌باب الوضوء لكل صلاة والصلوات بوضوء واحد

- ‌باب الشك في الوضوء

- ‌باب نواقض الوضوء

- ‌باب لمس المرأة لاينقض الوضوء

- ‌باب من نام وهو ينتظر الصلاة

- ‌باب من أصابه خفيفُ الإغماء

- ‌باب غسل اليدين بعد الاستيقاظ من النوم

- ‌باب المضمضة من شرب اللبن

- ‌باب المضمضة من السويق

- ‌باب ترك الوضوء والمضمضة من أكل اللحم

- ‌باب إِذا جامع الرجل امرأته ولم يُمْن

- ‌باب ما جاء في المَذْي

- ‌باب قدر ما يكفي من الماء للغسل

- ‌باب غُسل الرَّجل مع امرأَته

- ‌باب صفة الغُسل من الجنابة

- ‌باب ضفائر المغتسلة

- ‌باب إِذا احتلمت المرأة

- ‌باب غَسل المَني وفَرْكه

- ‌باب نوم الجُنُب

- ‌باب طواف الرجل على نسائه في الليلة الواحدة

- ‌باب الجُنب يُعاوِد

- ‌باب المسلم لا يَنجُس

- ‌باب مُباشرة الحائض

- ‌باب مُؤاكلة الحائض

- ‌باب قراءة القرآن في حِجر الحائض

- ‌باب غَسل الحائض رأس زوجها وترجيله

- ‌باب الحائض تترك الصلاة والصيام

- ‌باب الحائض لا تقضي الصلاة

- ‌بابُ الحائضِ تقضي الصيام

- ‌باب الاستحاضة

- ‌باب الكُدرة والصُّفْرة

- ‌باب الغسل من الحيضة

- ‌باب غَسل دم الحيض إذا أصاب الثوب

- ‌ كتاب الصلاة

- ‌باب الصلاة من الإسلام

- ‌باب فرض الصلاة

- ‌باب فضل الصلاة

- ‌باب ضياع الصلاة

- ‌باب وصلوا كما رأيتموني أصلي

- ‌بابُ الحائضِ تترك الصلاة والصيام

- ‌باب الحائض لا تقضي الصلاة

- ‌باب السواك مع كل صلاة

- ‌باب إِذا حَضر العَشاء وأُقيمت الصلاة

- ‌باب النهي عن رفع البصر إِلى السماء في الصلاة

- ‌باب الالتفات في الصلاة

- ‌باب الإشارة في الصلاة

- ‌باب حَمل الصبايا في الصلاة

- ‌باب المشي في الصلاة

- ‌باب إِذا نَعَس أحدكم في الصلاة

- ‌باب ما جاء في الجن وقطع الصلاة

- ‌باب النهي عن الكلام في الصلاة

- ‌باب التسبيح للرجال في الصلاة والتصفيق للنساء

- ‌باب فضل المسجد الحرام

- ‌باب بناء مسجد النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌باب فضل الصلاة في المسجد الحرام ومسجد النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌باب مسجد قباء

- ‌باب لا تُشد الرحال إلَّا إلى ثلاثة مساجد

- ‌باب الصلاة في مرابض الغنم

- ‌باب النهي عن الحِلَق في المسجد

- ‌باب الاستلقاء في المسجد

- ‌باب الأخذ بنصال السهم عند المرور في المسجد

- ‌باب النهي عن اتخاذ القبور مساجد

- ‌باب فضل الخُطا إلى المساجد

- ‌باب فضل انتظار الصلاة في المسجد

- ‌باب فضل من تعلق قلبه بالصلاة في المساجد

- ‌باب صلاة النوافل في البيوت

- ‌باب النهي عن منع النساء عن المساجد

- ‌باب من يُمنع من المسجد

- ‌باب أحكام البصاق والنخامة في المسجد وكفارة ذلك

- ‌باب إذا دخل أحدكم المسجد فليركع ركعتين

- ‌باب النهي عن الصلاة في ثوب له أعلام

- ‌باب الصلاة في الثوب الواحد

- ‌باب الصلاة في النعلين

- ‌باب الصلاة على الخُمرة

- ‌باب الصلاة على البِساط

- ‌باب فضل الصلاة لوقتها

- ‌باب فضل صلاتي الصُّبح والعصر

- ‌باب من نسي صلاة أَو نام عنها

- ‌باب شامل المواقيت

- ‌باب تأخير صلاة الظهر عند شدة الحر

- ‌باب من أدرك ركعة من الصلاة

- ‌باب من ترك صلاة العصر

- ‌باب الحفاظ على صلاة العصر

- ‌باب وقت صلاة العصر

- ‌باب وقت المغرب

- ‌باب وقت صلاة العشاء

- ‌باب وقت صلاة الفجر

- ‌باب الأوقات التي نُهي عن الصلاة فيها

- ‌باب التكبير في كل خفض ورفع

- ‌باب رفع اليدين في الصلاة

- ‌باب وضع اليد اليمنى على اليسرى

- ‌باب الدعاء بين التكبير والقراءة

- ‌باب العمل عند القيام من السجود

- ‌باب صفة الجلوس في الصلاة

- ‌باب التشهد

- ‌باب الدعاء في الصلاة

- ‌باب السلام

- ‌باب الانصراف بعد التسليمتين

- ‌باب الذكر بعد الصلاة

- ‌باب فضل صلاة الجماعة

- ‌باب ما جاء في المتخلف عن الجماعة

- ‌باب المشي إِلى الصلاة

- ‌باب إِنما جُعل الإمام ليؤتم به

- ‌باب موقف المأموم من الإمام

- ‌باب الإمام يذكر بعد الإقامة أَنه لم يغتسل

- ‌باب الإمام تَعْرِضُ له الحاجةُ بعد الإقامة

- ‌باب إِذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة

- ‌باب ما جاء في الصف الأول

- ‌باب ما جاء في تسوية الصفوف

- ‌باب تخفِيف الصلاة في تمام

- ‌باب التأمين

- ‌باب فضل الذكر بعد الركوع

- ‌باب متى ترفع النساء رؤوسهن من السجود

- ‌باب انصراف النساء من صلاة الجماعة

- ‌باب: {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا}

- ‌باب فضل يوم الجُمُعة

- ‌باب الساعة التي في يوم الجُمُعة

- ‌باب الغُسل يوم الجُمُعة

- ‌باب التبكير إِلى الجُمُعة

- ‌باب ما جاء في وقت الجُمُعة

- ‌باب ما جاء في المنبر

- ‌باب الأذان يوم الجُمُعة

- ‌باب ما جاء في الخُطبة

- ‌باب الإنصات للخطبة

- ‌باب الصلاة لمن جاء والإمام يخطب

- ‌باب القراءة في صلاة الجُمُعة، وفي فجر الجُمُعة

- ‌باب الصلاة بعد الجمعة

- ‌باب عيد المسلمين

- ‌باب اللعب والغِناء في العيدين

- ‌باب خروجِ النساء إلى مُصلَّى العيدين

- ‌باب اتخاذ الحَربة والعَنَزة في العيدين وغيرهما

- ‌بابٌ صلاةُ العيدين بغير أَذان ولا إقامة، والصلاةُ قبل الخطبة

- ‌بابُ جامعِ صلاة العيدين

- ‌باب صلاة الضُّحَى

- ‌باب الركعتين لمن قدم من سفر

- ‌باب الصلاة بعد الطهور بالليل أو النهار

- ‌ كتاب الجنائز

- ‌باب ما جاء في تلقين الميت لا إله إلا الله

- ‌باب من كره لقاء الله

- ‌باب الصبر على المصيبة

- ‌باب ما جاء في ثواب من أصيب بولده

- ‌باب ما يقال عند المصيبة

- ‌باب ما يُنهي عنه عند المصيبة

- ‌باب ما جاء في البكاء على الميت

- ‌باب ما جاء في غسل الميت

- ‌باب ما جاء في كفن النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌باب شهَادة المؤمنين للميت

- ‌باب كلام الجنازة

- ‌باب الإسراع بالجنازة

- ‌باب ما جاء في مستريح ومستراح منه

- ‌باب ما جاء في القيام للجنازة

- ‌باب الأمر باتباع الجنائز

- ‌باب ما جاء في حُكم اتباع النساء للجنائز

- ‌باب يَتبع الميتَ ثلاثٌ

- ‌باب الساعات التي نُهي عن الدفن فيها

- ‌باب فضل الصلاة على الجنازة واتباعهَا

- ‌باب مَن مات وعليه دَين

- ‌باب النهي عن الصلاة على المنافقين

- ‌باب النعي والاستغفار للميت

- ‌باب الصفوف والتكبير على الجنازة

- ‌باب قراءة فاتحة الكتاب على الجنازة

- ‌باب الدعاء للميت في صلاة الجنازة

- ‌باب ما جاء في صلاة الجنازة على القبر

- ‌باب ما جاء في الصلاة على الشهداء

- ‌باب ما جاء في نعيم القبر وعذابه

- ‌ كتاب الزكاة

- ‌باب فرض الزكاة

- ‌باب قتال مانع الزكاة

- ‌باب فضلِ الصدقة والأمرِ بها

- ‌باب لا يَقبل الله صدقة من غلول

- ‌باب لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون

- ‌باب النفقة على الأقربين

- ‌باب أفضل الصدقة وابدأ بمن تعول

- ‌باب ما جاء في البُخل

- ‌باب إثم مانع الزكاة

- ‌باب الدعاء لصاحب الصدقة

- ‌باب إرضاء القائمين على جمع الصدقة

- ‌باب من تحل له الصدقة

- ‌باب بيان المسكين

- ‌باب النهي عن المسألة

- ‌باب من أعطاه الله شيئًا من غير مسألة

- ‌باب ليس على المسلم في عبده ولا فرسه صدقة

- ‌باب زكاة الحب والتمر والإبل والفضة

- ‌بابُ أجرُ المرأة إِذا أنفقت من بيت زوجها وأجرُ الخازن

- ‌باب تحريم الصدقة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله

- ‌باب إذا تحولت الصدقة

- ‌باب النهي عن شراء المسلم ما تصدق به

- ‌باب الصدقة عن الميت

- ‌باب إعطاء المؤلفة قلوبهم

- ‌باب مُبطلات الصدقة

- ‌ كتاب الصيام

- ‌باب فرض الصيام

- ‌باب فضل شهر رمضان

- ‌باب فضل الصيام

- ‌باب الجود في رمضان

- ‌باب صوموا لرؤيته

- ‌باب عِدَّة الشهر

- ‌باب النهي عن صيام يوم أو يومين قبل رمضان

- ‌باب ما جاء في السَّحور

- ‌باب تعجيل الفِطر

- ‌باب من دعي إلى طعام وهو صائم

- ‌باب من لم يدع قول الزور

- ‌باب من أكل أَو شرب ناسيا

- ‌باب إذا أفطر في يوم غيم ثم طلعت الشمس

- ‌باب من أدركه الفجر وهو جنب

- ‌باب القُبلة والمُباشرة للصائم

- ‌باب النهي عن الوصال

- ‌باب كفارة من جامع زوجته في رمضان

- ‌بابُ الحائضِ تتركُ الصلاة والصيام

- ‌بابُ الحائضِ تقضي الصيام

- ‌باب أحكام الصيام في السفر

- ‌باب تطوع النَّبي صلى الله عليه وسلم

- ‌باب تطوع المرأة

- ‌باب صوم سَرَر شعبان

- ‌باب صوم ثلاثة أيام من كل شهر

- ‌باب صيام يوم عرفة

- ‌باب صيام يوم الجمُعة

- ‌بابٌ في النهي عَن صيام يوم الفطر ويوم الأضحى

- ‌باب ما جاء في صيام داوُد عليه السلام

- ‌باب صيام يوم عاشوراء

- ‌باب قيام رمضان وليلة القدر

- ‌ كتاب الحج

- ‌باب فَرْض الحج

- ‌باب فضل الحج والعمرة

- ‌باب الحج جِهاد النساء

- ‌بابٌ لا يَحُجُّ البيتَ مُشركٌ

- ‌باب الحج عن الغَير

- ‌بابٌ لاتسافرِ المرأة إلَّا مع ذي مَحرم

- ‌باب ما يلبس المُحرِم من الثياب

- ‌باب الطِّيبِ عند الإحرام

- ‌باب زواج المحرم

- ‌باب الحجامة للمحرم

- ‌باب المحرم يغسل رأسه

- ‌بابٌ في المُحرم يُؤذيه القَملُ في رأسه

- ‌باب أحكام الصيد للمُحرم

- ‌باب المُحرم لا يُشير ولا يُعين الحلال على الصيد

- ‌بابٌ إذا أُهدِي للمُحرم صَيدٌ حَيًّا فإنه يَرُدُّه

- ‌باب ما يَقتُل المُحرِمُ من الدواب

- ‌باب المواقيت

- ‌باب موضع إهلال رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌بابُ الإفرادِ والإقرانِ والتَّمتُّعِ بالحَج

- ‌باب التلبية

- ‌باب التمتع بالعمرة إلى الحج

- ‌باب دخول مكة

- ‌باب بناء الكعبة

- ‌باب دخول الكعبة

- ‌باب مال الكعبة

- ‌باب الطواف بالبيت

- ‌باب طواف المريض

- ‌باب السعي بين الصفا والمروة

- ‌باب من صُدَّ عَن البيت

- ‌بابٌ جامعٌ لصفة الحج

- ‌باب يوم التروية

- ‌باب الغدو من منى إلى عرفات

- ‌باب الوقوف بعرفة

- ‌باب الإفاضةِ من عرفات إلى المزدلفة

- ‌باب رمي الجمار أيام التشريق

- ‌باب ما جاء من رُخصَةٍ في رمي الجمار للرُّعَاة

- ‌باب الحَلق

- ‌باب التقديم والتأخير في الرمي والذبح والحلق

- ‌باب خطبة النبي صلى الله عليه وسلم بمِنًى

- ‌باب الصلاة بمنى

- ‌باب الشرب من زمزم

- ‌باب نزول الأبطح

- ‌بابُ أَمْرِ الناس أن يكون آخرُ عهدهم الطواف بالبيت

- ‌باب النزول بذي الحليفة إذا رجع من مكة

- ‌باب التقصير في العمرة

الفصل: ‌ كتاب الإيمان

1 ـ‌

‌ كتاب الإيمان

ص: 22

2 -

عَنْ أَبِي زُرْعَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ:

«كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا بَارِزًا لِلنَّاسِ، فَأَتَاهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا الْإِيمَانُ؟ قَالَ: الْإِيمَانُ أَنْ تُؤْمِنَ بِاللهِ، وَمَلَائِكَتِهِ، وَكِتَابِهِ، وَلِقَائِهِ، وَرُسُلِهِ، وَتُؤْمِنَ بِالْبَعْثِ الْآخِرِ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا الْإِسْلَامُ؟ قَالَ: الْإِسْلَامُ أَنْ تَعْبُدَ اللهَ، لَا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ الْمَكْتُوبَةَ، وَتُؤَدِّيَ الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَةَ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا الْإِحْسَانُ؟ قَالَ: أَنْ تَعْبُدَ اللهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنَّكَ إِنْ لَا تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَتَى السَّاعَةُ؟ قَالَ: مَا الْمَسْؤُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ، وَلَكِنْ سَأُحَدِّثُكَ عَنْ أَشْرَاطِهَا: إِذَا وَلَدَتِ الْأَمَةُ رَبَّهَا، فَذَاكَ مِنْ أَشْرَاطِهَا، وَإِذَا كَانَتِ الْعُرَاةُ الْحُفَاةُ الْجُفَاءُ رُؤُوسَ النَّاسِ، فَذَاكَ مِنْ أَشْرَاطِهَا، وَإِذَا تَطَاوَلَ رِعَاءُ الْبَهْمِ فِي الْبُنْيَانِ، فَذَاكَ مِنْ أَشْرَاطِهَا، فِي خَمْسٍ لَا يَعْلَمُهُنَّ إِلَّا اللهُ، ثُمَّ تَلَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم هَذِهِ الْآيَةَ: {إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}، ثُمَّ أَدْبَرَ الرَّجُلُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: رُدُّوا عَلَيَّ الرَّجُلَ، فَأَخَذُوا لِيَرُدُّوهُ فَلَمْ يَرَوْا شَيْئًا، فَقَالَ: هَذَا جِبْرِيلُ، عليه السلام، جَاءَ لِيُعَلِّمَ النَّاسَ دِينَهُمْ»

(1)

.

(1)

أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة، وأحمد، والبُخاري، ومسلم، وابن ماجة، وابن خزيمة. واللفظ لأحمد (9632) قال: حدثنا إسماعيل، حدثنا أبو حيان، عن أبي زُرعة بن عَمرو بن جَرير، به.

ص: 23

3 -

عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَالَ:

«بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ، إِذْ طَلَعَ عَلَيْنَا رَجُلٌ، شَدِيدُ بَيَاضِ الثِّيَابِ، شَدِيدُ سَوَادِ الشَّعَرِ، لَا يُرَى عَلَيْهِ أَثَرُ السَّفَرِ، وَلَا يَعْرِفُهُ مِنَّا أَحَدٌ حَتَّى جَلَسَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَسْنَدَ رُكْبَتَيْهِ إِلَى رُكْبَتَيْهِ، وَوَضَعَ كَفَّيْهِ عَلَى فَخِذَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، أَخْبِرْنِي عَنِ الإِسْلَامِ؟ قَالَ: أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ، وَتَحُجَّ الْبَيْتَ إِنِ اسْتَطَعْتَ إِلَيْهِ سَبِيلًا، قَالَ: صَدَقْتَ، فَعَجِبْنَا أَنَّهُ يَسْأَلُهُ وَيُصَدِّقُهُ، ثُمَّ قَالَ: أَخْبِرْنِي عَنِ الإِيمَانِ؟ قَالَ: أَنْ تُؤْمِنَ بِالله، وَمَلَائِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ، وَالْيَوْمِ الآخِرِ، وَالْقَدَرِ كُلِّهِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ، قَالَ: صَدَقْتَ، قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ الإِحْسَانِ؟ قَالَ: أَنْ تَعْبُدَ اللهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ، قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ السَّاعَةِ؟ قَالَ: مَا الْمَسْؤُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ بِهَا مِنَ السَّائِلِ، قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَن أَمَارَاتِهَا؟ قَالَ: أَنْ تَلِدَ الأَمَةُ رَبَّتَهَا، وَأَنْ تَرَى الْحُفَاةَ الْعُرَاةَ الْعَالَةَ، رِعَاءَ الشَّاءِ، يَتَطَاوَلُونَ فِي الْبُنْيَانِ، قَالَ عُمَرُ: فَلَبِثْتُ ثَلَاثًا، ثُمَّ قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: يَا عُمَرُ، هَلْ تَدْرِي مَنِ السَّائِلُ؟ قُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: فَإِنَّهُ جِبْرِيلُ، عليه السلام، أَتَاكُمْ لِيُعَلِّمَكُمْ أَمْرَ دِينِكُمْ»

(1)

.

(1)

أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة، وأحمد، ومسلم، وابن ماجة، وأبو داود، والتِّرمِذي، والنَّسَائي، وأبو يَعلى، وابن خزيمة. واللفظ للنَّسَائي في «المُجتَبى» (5034) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: حدثنا النضر بن شميل، قال: أخبرنا كهمس بن الحسن، قال: حدثنا عبد الله بن بريدة، عن يحيى بن يعمر، أن عبد الله بن عمر قال، به.

ص: 24

4 -

عَنْ مَالِكِ بْنِ أَبِي عَامِرٍ الأَصْبَحِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللهِ يَقُولُ:

«جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، مِنْ أَهْلِ نَجْدٍ، ثَائِرَ الرَّأْسِ، يُسْمَعُ دَوِيُّ صَوْتِهِ، وَلَا يُفْقَهُ مَا يَقُولُ حَتَّى دَنَا، فَإِذَا هُوَ يَسْأَلُ عَنِ الْإِسْلَامِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: خَمْسُ صَلَوَاتٍ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ، قَالَ: هَلْ عَلَيَّ غَيْرُهُنَّ؟ قَالَ: لَا، إِلَّا أَنْ تَطَّوَّعَ، قَالَ: وَذَكَرَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم صِيَامَ شَهْرِ رَمَضَانَ، قَالَ: هَلْ عَلَيَّ غَيْرُهُ؟ قَالَ: لَا، إِلَّا أَنْ تَطَّوَّعَ، قَالَ: وَذَكَرَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الصَّدَقَةَ، قَالَ: فَهَلْ عَلَيَّ غَيْرُهَا؟ قَالَ: لَا، إِلَّا أَنْ تَطَّوَّعَ، فَأَدْبَرَ الرَّجُلُ وَهُوَ يَقُولُ: وَاللهِ لَا أَزِيدُ عَلَى هَذَا، وَلَا أَنْقُصُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَفْلَحَ إِنْ صَدَقَ»

(1)

.

• وفي رواية

(2)

: «عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيدِ اللهِ؛ أَنَّ أَعْرَابيًّا جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ثَائِرَ الرَّأْسِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَخْبِرْنِي مَاذَا فَرَضَ اللهُ عز وجل عَلَيَّ مِنَ الصَّلَاةِ؟ قَالَ: الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ، إِلَّا أَنْ تَطَوَّعَ شَيْئًا، قَالَ: أَخْبِرْنِي بِمَا افْتَرَضَ اللهُ عَلَيَّ مِنَ الصِّيَامِ؟ قَالَ: صِيَامَ شَهْرِ رَمَضَانَ، إِلَّا أَنْ تَطَوَّعَ شَيْئًا، قَالَ: أَخْبِرْني بِمَا افْتَرَضَ اللهُ عَلَيَّ مِنَ الزَّكَاةِ؟ فَأَخْبَرَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِشَرَائِعِ الإِسْلَامِ، فَقَالَ: وَالَّذِي أَكْرَمَكَ، لَا أَتَطَوَّعُ شَيْئًا ولَا أَنْقُصُ مِمَّا فَرَضَ اللهُ عَلَيَّ شَيْئًا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَفْلَحَ إِنْ صَدَقَ، أَوْ دَخَلَ الْجَنَّةَ إِنْ صَدَقَ»

(3)

.

(1)

اللفظ لأبي داود (391) قال: حدثنا عبد الله بن مَسلَمة، عن مالك، عن أبي سُهيل بن مالك، عن أبيه، أنه سمع طلحة بن عبيد الله، به.

(2)

اللفظ للنَّسَائي في «المُجتَبى» (2108) قال: أخبرنا علي بن حُجْر، قال: حدثنا إسماعيل، وهو ابن جعفر، قال: حدثنا أبو سُهيل، عن أبيه، عن طلحة بن عبيد الله، به.

(3)

أخرجه مالك، وأحمد، والدَّارِمي، والبُخاري، ومسلم، وأبو داود، والنَّسَائي، وابن خزيمة.

ص: 25

5 -

عَنْ أَبِي جَمْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ:

«إِنَّ وَفْدَ عَبْدِ الْقَيْسِ لَمَّا قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: مِمَّنِ الْوَفْدُ، أَوْ قَالَ: الْقَوْمُ؟ قَالُوا: رَبِيعَةَ، قَالَ: مَرْحَبًا بِالْوَفْدِ، أَوْ قَالَ: الْقَوْمِ، غَيْرَ خَزَايَا، وَلَا نَدَامَى، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَتَيْنَاكَ مِنْ شُقَّةٍ بَعِيدَةٍ، وَبَيْنَنَا وَبَيْنَكَ هَذَا الْحَيُّ مِنْ كُفَّارِ مُضَرَ، وَلَسْنَا نَسْتَطِيعُ أَنْ نَأْتِيَكَ إِلَّا فِي شَهْرٍ حَرَامٍ، فَأَخْبِرْنَا بِأَمْرٍ نَدْخُلُ بِهِ الْجَنَّةَ، وَنُخْبِرُ بِهِ مَنْ وَرَاءَنَا، وَسَأَلُوهُ عَنْ أَشْرِبَةٍ، فَأَمَرَهُمْ بِأَرْبَعٍ، وَنَهَاهُمْ عَنْ أَرْبَعٍ، أَمَرَهُمْ بِالْإِيمَانِ بِاللهِ، قَالَ: أَتَدْرُونَ مَا الْإِيمَانُ بِاللهِ؟ قَالُوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، وَإِقَامُ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءُ الزَّكَاةِ، وَصَوْمُ رَمَضَانَ، وَأَنْ تُعْطُوا الْخُمُسَ مِنَ الْمَغْنَمِ، وَنَهَاهُمْ عَنِ الدُّبَّاءِ، وَالْحَنْتَمِ، وَالنَّقِيرِ، وَالْمُزَفَّتِ، (قَالَ: وَرُبَّمَا قَالَ: وَالْمُقَيَّرِ)، قَالَ: احْفَظُوهُنَّ، وَأَخْبِرُوا بِهِنَّ مَنْ وَرَاءَكُمْ»

(1)

.

• وفي رواية

(2)

: «عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، رضي الله عنهما، قَالَ: قَدِمَ وَفْدُ عَبْدِ الْقَيْسِ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا مِنْ هَذَا الْحَيِّ مِنْ رَبِيعَةَ، قَدْ حَالَتْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ كُفَّارُ مُضَرَ، فَلَسْنَا نَخْلُصُ إِلَيْكَ إِلَّا فِي كُلِّ شَهْرٍ حَرَامٍ، فَلَوْ أَمَرْتَنَا بِأَمْرٍ نَأْخُذُهُ عَنْكَ، وَنُبَلِّغُهُ مَنْ وَرَاءَنَا، قَالَ: آمُرُكُمْ بِأَرْبَعٍ، وَأَنْهَاكُمْ عَنْ أَرْبَعٍ: الْإِيمَانِ بِاللهِ: شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَأَنْ تُؤَدُّوا إِلَى اللهِ خُمُسَ مَا غَنِمْتُمْ، وَأَنْهَاكُمْ عَنِ الدُّبَّاءِ، وَالْحَنْتَمِ، وَالنَّقِيرِ، وَالْمُزَفَّتِ»

(3)

.

(1)

اللفظ لأحمد (2048) قال: حدثنا يحيى، عن شعبة، حدثني أبو جمرة (ح) وابن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن أبي جمرة، به.

(2)

اللفظ للبخاري (3510) قال: حدثنا مُسَدَّد، حدثنا حماد، عن أبي جمرة، به.

(3)

أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة، وأحمد، والبُخاري، ومسلم، وأبو داود، والتِّرمِذي، والنَّسَائي، وابن خزيمة.

ص: 26

6 -

عَنْ أَبِي مَعْبَدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ؛

«أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَمَّا بَعَثَ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ إِلَى الْيَمَنِ، قَالَ: إِنَّكَ تَأْتِي قَوْمًا أَهْلَ كِتَابٍ، فَادْعُهُمْ إِلَى شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنِّي رَسُولُ اللهِ، فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوكَ لِذَلِكَ، فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّ اللهَ عز وجل افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، فَإِنْ أَطَاعُوا لِذَلِكَ، فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّ اللهَ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ صَدَقَةً فِي أَمْوَالِهِمْ تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ، وَتُرَدُّ فِي فُقَرَائِهِمْ، فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوكَ لِذَلِكَ، فَإِيَّاكَ وَكَرَائِمَ أَمْوَالِهِمْ، وَاتَّقِ دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ، فَإِنَّهَا لَيْسَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ اللهِ عز وجل حِجَابٌ»

(1)

.

(1)

أخرجه أحمد، والدارِمي، والبُخاري، ومسلم، وابن ماجة، وأبو داود، والتِّرمِذي، والنَّسَائي، وابن خزيمة. واللفظ لأحمد (2100) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا زكريا بن إِسحاق المَكي، عن يحيى بن عبد الله بن صَيفي، عن أبي مَعبد، به.

ص: 27

7 -

عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ الْمَخْزُومِيِّ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ: أَلَا تَغْزُو؟ قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:

«إِنَّ الْإِسْلَامَ بُنِيَ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَصِيَامِ رَمَضَانَ، وَحَجِّ الْبَيْتِ»

(1)

.

(1)

أخرجه أحمد، والبُخاري، ومسلم، والتِّرمِذي، والنَّسَائي، وابن خزيمة. واللفظ لأحمد (6412) قال: حدثنا ابن نمير، حدثنا حنظلة، سمعت عكرمة بن خالد، به.

ص: 28

8 -

عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:

«بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَحَجِّ الْبَيْتِ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ»

(1)

.

(1)

أخرجه أحمد، ومسلم، وأبو يَعلى، وابن خزيمة. واللفظ لأحمد (6123) قال: حدثنا هاشم، حدثنا عاصم، عن أبيه، به.

ص: 29

9 -

عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ بْنِ حَزْنٍ الْمَخْزُومِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ:

«لَمَّا حَضَرَتْ أَبَا طَالِبٍ الْوَفَاةُ، جَاءَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَوَجَدَ عِنْدَهُ أَبَا جَهْلٍ، وَعَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي أُمَيَّةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، فَقَالَ: أَيْ عَمِّ، قُلْ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، كَلِمَةً أُحَاجُّ لَكَ بِهَا عِنْدَ اللهِ، فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ: أَتَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ؟ فَلَمْ يَزَلْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يَعْرِضُهَا عَلَيْهِ، وَيُعِيدَانِهِ بِتِلْكَ الْمَقَالَةِ حَتَّى قَالَ أَبُو طَالِبٍ، آخِرَ مَا كَلَّمَهُمْ: عَلَى مِلَّةِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَأَبَى أَنْ يَقُولَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: وَاللهِ، لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ مَا لَمْ أُنْهَ عَنْكَ، فَأَنْزَلَ اللهُ: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ}، وَأَنْزَلَ اللهُ فِي أَبِي طَالِبٍ، فَقَالَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ}»

(1)

.

(1)

أخرجه أحمد، والبُخاري، ومسلم، والنَّسَائي. واللفظ للبخاري (4772) قال: حدثنا أبو اليمان، أخبرنا شعيب، عن الزُّهْرِي، قال: أخبرني سعيد بن المسيب، به.

ص: 30

10 -

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: لَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَاسْتُخْلِفَ أَبُو بَكْرٍ بَعْدَهُ، وَكَفَرَ مَنْ كَفَرَ مِنَ الْعَرَبِ، قَالَ عُمَرُ لِأَبِي بَكْرٍ: كَيْفَ تُقَاتِلُ النَّاسَ، وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:

«أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، فَمَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، عَصَمَ مِنِّي مَالَهُ وَنَفْسَهُ، إِلَّا بِحَقِّهِ وَحِسَابُهُ عَلَى اللهِ، فَقَالَ: وَاللهِ، لَأُقَاتِلَنَّ مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ الصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ، فَإِنَّ الزَّكَاةَ حَقُّ الْمَالِ، وَاللهِ، لَوْ مَنَعُونِي عِقَالًا كَانُوا يُؤَدُّونَهُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، لَقَاتَلْتُهُمْ عَلَى مَنْعِهِ، فَقَالَ عُمَرُ: فَوَاللهِ، مَا هُوَ إِلَّا أَنْ رَأَيْتُ اللهَ قَدْ شَرَحَ صَدْرَ أَبِي بَكْرٍ لِلْقِتَالِ، فَعَرَفْتُ أَنَّهُ الْحَقُّ»

(1)

.

• وفي رواية

(2)

: «عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: لَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَكَانَ أَبو بَكْرٍ، وَكَفَرَ مَنْ كَفَرَ مِنَ الْعَرَبِ، فَقَالَ عُمَرُ: كَيْفَ تُقَاتِلُ النَّاسَ، وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، فَمَنْ قَالَهَا فَقَدْ عَصَمَ مِنِّي مَالَهُ وَنَفْسَهُ، إِلَّا بِحَقِّهِ، وَحِسَابُهُ عَلَى اللهِ، فَقَالَ: وَاللهِ، لَأُقَاتِلَنَّ مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ الصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ، فَإِنَّ الزَّكَاةَ حَقُّ الْمَالِ، وَاللهِ، لَوْ مَنَعُونِي عَنَاقًا كَانُوا يُؤَدُّونَهَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، لَقَاتَلْتُهُمْ عَلَى مَنْعِهَا، قَالَ عُمَرُ: فَوَاللهِ، مَا هُوَ إِلَّا أَنْ قَدْ شَرَحَ اللهُ صَدْرَ أَبِي بَكْرٍ، فَعَرَفْتُ أَنَّهُ الْحَقُّ»

(3)

.

(1)

اللفظ للبخاري (7284 و 7285) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا ليث، عن عقيل، عن الزُّهْرِي، أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن أبي هريرة، به.

(2)

اللفظ للبخاري (1399 و 1400): حدثنا أبو اليمان الحكم بن نافع، أخبرنا شعيب بن أبي حمزة، عن الزُّهْرِي، حدثنا عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، أن أبا هريرة قال، به.

(3)

أخرجه أحمد، والبُخاري، ومسلم، وأبو داود، والتِّرمِذي، والنَّسَائي.

ص: 31

11 -

عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ حُصَيْنِ بْنِ جُنْدُبٍ الْجَنْبِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ يُحَدِّثُ، قَالَ:

«بَعَثَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، إِلَى الْحُرَقَةِ، مِنْ جُهَيْنَةَ، قَالَ: فَصَبَّحْنَاهُمْ، فَقَاتَلْنَاهُمْ، فَكَانَ مِنْهُمْ رَجُلٌ، إِذَا أَقْبَلَ الْقَوْمُ كَانَ مِنْ أَشَدِّهِمْ عَلَيْنَا، وَإِذَا أَدْبَرُوا كَانَ حَامِيَتَهُمْ، قَالَ: فَغَشَيْتُهُ، أَنَا وَرَجُلٌ مِنَ الْأَنصَارِ، قَالَ: فَلَمَّا غَشَيْنَاهُ، قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، فَكَفَّ عَنْهُ الْأَنصَارِيُّ، وَقَتَلْتُهُ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا أُسَامَةُ، أَقَتَلْتَهُ بَعْدَ مَا قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ؟ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّمَا كَانَ مُتَعَوِّذًا مِنَ الْقَتْلِ، فَكَرَّرَهَا عَلَيَّ حَتَّى تَمَنَّيتُ أَنِّي لَمْ أَكُنْ أَسْلَمْتُ إِلَّا يَوْمَئِذٍ»

(1)

.

(1)

أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة، وأحمد، والبُخاري، ومسلم، وأبو داود، والنَّسَائي. واللفظ لأحمد (22159) قال: حدثنا هُشيم بن بشير، حدثنا حصين، عن أبي ظبيان، به.

ص: 32

12 -

عَنْ مَحْمُودِ بْنِ الرَّبِيعِ، قَالَ: سَمِعْتُ عِتْبَانَ بْنَ مَالِكٍ الْأَنصَارِيَّ، ثُمَّ أَحَدَ بَنِي سَالِمٍ، يَقُولُ:

«كُنْتُ أُصَلِّي لِقَوْمِي بَنِي سَالِمٍ، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ لَهُ: إِنِّي قَدْ أَنكَرْتُ بَصَرِي، وَإِنَّ السُّيُولَ تَحُولُ بَيْنِي وَبَيْنَ مَسْجِدِ قَوْمِي، فَلَوَدِدْتُ أَنَّكَ جِئْتَ فَصَلَّيْتَ فِي بَيْتِي، مَكَانًا أَتَّخِذُهُ مَسْجِدًا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: أَفْعَلُ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى، فَغَدَا عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَبُو بَكْرٍ مَعَهُ، بَعْدَ مَا اشْتَدَّ النَّهَارُ، فَاسْتَأْذَنَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَأَذِنْتُ لَهُ، فَلَمْ يَجْلِسْ حَتَّى قَالَ: أَيْنَ تُحِبُّ أَنْ أُصَلِّيَ مِنْ بَيْتِكَ؟ فَأَشَرْتُ لَهُ إِلَى الْمَكانِ الَّذِي أُحِبُّ أَنْ يُصَلِّيَ فِيهِ، فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَصَفَفْنَا خَلْفَهُ، ثُمَّ سَلَّمَ، وَسَلَّمْنَا حِينَ سَلَّمَ، فَحَبَسْنَاهُ عَلَى خَزِيرٍ صُنِعَ لَهُ، فَسَمِعَ بِهِ أَهْلُ الدَّارِ، فَثَابُوا حَتَّى امْتَلَأَ الْبَيْتُ، فَقَالَ رَجُلٌ: أَيْنَ مَالِكُ بْنُ الدُّخْشُمِ؟ فَقَالَ رَجُلٌ مِنَّا: ذَاكَ رَجُلٌ مُنَافِقٌ، لَا يُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: أَلَا تَقُولُونَهُ يَقُولُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، يَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللهِ؟ قَالَ: أَمَّا نَحْنُ فَنَرَى وَجْهَهُ وَحَدِيثَهُ إِلَى الْمُنَافِقِينَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَيْضًا: أَلَا تَقُولُونَهُ يَقُولُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، يَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللهِ؟ قَالَ: بَلَى، أُرَى يَا رَسُولَ اللهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: لَنْ يُوَافِيَ عَبْدٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَهُوَ يَقُولُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، يَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللهِ، إِلَّا حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ النَّارَ»

(1)

.

(1)

أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة، وأحمد، والبُخاري، ومسلم، وابن ماجة، والنَّسَائي، وابن خزيمة. واللفظ للنَّسَائي في «السنن الكبرى» (11058) قال: أخبرنا سويد بن نصر، قال: حدثنا عبد الله، يعني ابن المبارك، عن مَعمَر، عن الزُّهْرِي، قال: أخبرني محمود بن الربيع، به.

ص: 33

13 -

عَنْ أَبِي مُرَاوِحٍ الْغِفَارِيِّ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ الْغِفَارِيِّ، قَالَ:

«قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: إِيمَانٌ بِاللهِ، وَجِهَادٌ فِي سَبِيلِ اللهِ، قَالَ: قُلْتُ: فَأَيُّ الرِّقَابِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: أَغْلَاهَا أَثْمَانًا، وَأَنْفَسُهَا عِنْدَ أَهْلِهَا، قُلْتُ: فَإِنْ لَمْ أَقْدِرْ عَلَى ذَلِكَ؟ قَالَ: فَتُعِينُ صَانِعًا، أَوْ تَصْنَعُ لِأَخْرَقَ، قُلْتُ: فَإِنْ لَمْ أَسْتَطِعْ ذَلِكَ؟ قَالَ: فَتَكُفُّ أَذَاكَ عَنِ النَّاسِ، فَإِنَّهَا صَدَقَةٌ تَصَّدَّقُ بِهَا عَلَى نَفْسِكَ»

(1)

.

• وفي رواية

(2)

: «عَنْ أَبِي ذَرٍّ الْغِفَارِيِّ، أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: إِيمَانٌ بِاللهِ، وَجِهَادٌ فِي سَبِيلِهِ، قَالَ: فَأَيُّ الرِّقَابِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: أَغْلَاهَا ثَمَنًا، وَأَنْفَسُهَا عِنْدَ أَهْلِهَا، قَالَ: أَفَرَأَيْتَ إِنْ لَمْ أَفْعَلْ؟ قَالَ: تُعِينُ صَانِعًا، أَوْ تَصْنَعُ لِأَخْرَقَ، قَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ ضَعُفْتُ؟ قَالَ: تُمْسِكُ عَنِ الشَّرِّ، فَإِنَّهُ صَدَقَةٌ تَصَّدَّقُ بِهَا عَلَى نَفْسِكَ»

(3)

.

(1)

اللفظ للحُميدي (131) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا هشام بن عروة، قال: أخبرني أبي، عن أبي مراوح الغفاري، به.

(2)

اللفظ لأحمد (21900) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، حدثنا هشام، حدثني أبي، أن أبا مراوح الغفاري أخبره، به.

(3)

أخرجه الحُميدي، وأبو بكر بن أبي شيبة، وأحمد، والدارِمي، والبُخاري، ومسلم، وابن ماجة، والنَّسَائي.

ص: 34

14 -

عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رضي الله عنه، قَالَ:

«سُئِلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: أَيُّ الأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: إِيمَانٌ بِاللَّهِ، وَجِهَادٌ فِي سَبِيلِهِ»

(1)

.

(1)

أخرجه أحمد، والدَّارِمي، والبُخاري، ومسلم، والنَّسَائي. واللفظ للبخاري في «خلق أفعال العباد» (153) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: حدثنا شعيب، عن الزُّهْرِي، عن سعيد بن المسيب، به.

ص: 35

15 -

عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ التَّيْمِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبو أَيُّوبَ؛

«أَنَّ أَعْرَابِيًّا عَرَضَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَهُوَ فِي سَفَرٍ، فَأَخَذَ بِخِطَامِ نَاقَتِهِ، أَوْ بِزِمَامِهَا، ثُمَّ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَوْ يَا مُحَمَّدُ، أَخْبِرْنِي بِمَا يُقَرِّبُنِي مِنَ الْجَنَّةِ، وَمَا يُبَاعِدُنِي مِنَ النَّارِ؟ قَالَ: فَكَفَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ نَظَرَ فِي أَصْحَابهِ، ثُمَّ قَالَ: لَقَدْ وُفِّقَ، أَوْ لَقَدْ هُدِيَ، قَالَ: كَيْفَ قُلْتَ؟ قَالَ: فَأَعَادَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: تَعْبُدُ اللهَ، لَا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمُ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ، وَتَصِلُ الرَّحِمَ، دَعِ النَّاقَةَ»

(1)

.

(1)

أخرجه أحمد، والبُخاري، ومسلم، والنَّسَائي. واللفظ لمسلم 1/ 32 (12) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، حدثنا أبي، حدثنا عَمرو بن عثمان، حدثنا موسى بن طلحة، به.

ص: 36

16 -

عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، قَالَ:

«ذَكَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْكَبَائِرَ، أَوْ سُئِلَ عَنِ الْكَبَائِرِ، فَقَالَ: الشِّرْكُ بِاللهِ عز وجل وَقَتْلُ النَّفْسِ، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ، وَقَالَ: أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِأَكْبَرِ الْكَبَائِرِ؟ قَالَ: قَوْلُ الزُّورِ، أَوْ قَالَ: شَهَادَةُ الزُّورِ» .

قَالَ شُعْبَةُ

(1)

: أَكْبَرُ ظَنِّي، أَنَّهُ قَالَ:«شَهَادَةُ الزُّورِ»

(2)

.

(1)

شعبة؛ هو ابن الحجاج، راوي الحديث عن عُبيد الله بن أبي بكر.

(2)

أخرجه أحمد، والبُخاري، ومسلم، والتِّرمِذي، والنَّسَائي. واللفظ لأحمد (12530) قال: حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، حدثني عبيد الله بن أبي بكر، به.

ص: 38

18 -

عَنْ أَبِي الْغَيْثِ سَالِمٍ مَوْلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ مُطِيعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:

«اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُوبِقَاتِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا هُنَّ؟ قَالَ: الشِّرْكُ بِاللهِ، وَالسِّحْرُ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالْحَقِّ، وَأَكْلُ الرِّبَا، وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ، وَالتَّوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ، وَقَذْفُ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ الْغَافِلَاتِ»

(1)

.

(1)

أخرجه البُخاري، ومسلم، وأبو داود، والنَّسَائي. واللفظ للبخاري (2766) قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله، قال: حدثني سليمان بن بلال، عن ثور بن زيد المدني، عن أبي الغيث، به.

ص: 40

(1)

أخرجه أحمد، والبُخاري، ومسلم، وأبو عَوانة. واللفظ لأحمد (22427) قال: حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن أبي حَصين، والأشعث بن سليم، أنهما سمعا الأسود بن هلال، به.

ص: 41

20 -

عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ قَيْسٍ النَّخَعِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، رضي الله عنه، قَالَ:

«لَمَّا نَزَلَتْ: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ} شَقَّ ذَلِكَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّنَا لَا يَظْلِمُ نَفْسَهُ؟ قَالَ: لَيْسَ ذَلِكَ، إِنَّمَا هُوَ الشِّرْكُ، أَلَمْ تَسْمَعُوا مَا قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ، وَهُوَ يَعِظُهُ: {يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}»

(1)

.

(1)

أخرجه أحمد، والبُخاري، ومسلم، والتِّرمِذي، والنَّسَائي، وأبو يَعلى. واللفظ للبخاري (3429) قال: حدثني إسحاق، أخبرنا عيسى بن يونس، حدثنا الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، به.

ص: 42

(1)

أخرجه أحمد، والبُخاري، ومسلم، وأبو داود، والتِّرمِذي، والنَّسَائي، وأبو يَعلى. واللفظ للبخاري (7520) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا جَرير، عن منصور، عن أبي وائل، عن عَمرو بن شرحبيل، به.

ص: 43

22 -

عَنْ أَبِي وَائِلٍ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ: خَصْلَتَانِ، يَعْنِي إِحْدَاهُمَا سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَالأُخْرَى مِنْ نَفْسِي:

«مَنْ مَاتَ وَهُوَ يَجْعَلُ لِلَّهِ نِدًّا دَخَلَ النَّارَ» .

وَأَنَا أَقُولُ: مَنْ مَاتَ وَهُوَ لَا يَجْعَلُ لِلَّهِ نِدًّا، وَلَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، دَخَلَ الْجَنَّةَ

(1)

.

(1)

أخرجه أحمد، والبُخاري، ومسلم، والنَّسَائي، وأبو يَعلى. واللفظ لأحمد (3622) قال: حدثنا هُشيم، أخبرنا سيار، ومغيرة، عن أبي وائل، به.

ص: 44

23 -

عَنِ الْمَعْرُورِ بْنِ سُوَيْدٍ الأَسَدِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا ذَرٍّ، يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَالَ:

«أَتَانِي جِبْرِيلُ، عليه السلام، فَبَشَّرَنِي؛ أَنَّهُ مَنْ مَاتَ مِنْ أُمَّتِكَ لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا، دَخَلَ الْجَنَّةَ، قُلْتُ: وَإِنْ زَنَى، وَإِنْ سَرَقَ؟ قَالَ: وَإِنْ زَنَى، وَإِنْ سَرَقَ»

(1)

.

(1)

أخرجه أحمد، والبُخاري، ومسلم، والبزار، والنَّسَائي، وأبو عَوانة. واللفظ لمسلم 1/ 66 (185) قال: حدثنا محمد بن المثنى، وابن بشار، قال ابن المثنى: حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن واصل الأحدب، عن المعرور بن سويد، به.

ص: 45

24 -

عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ الْجُهَنِيِّ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ الْغِفَارِيِّ، رضي الله عنه، قَالَ:

«خَرَجْتُ لَيْلَةً مِنَ اللَّيَالِي، فَإِذَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يَمْشِي وَحْدَهُ، وَلَيْسَ مَعَهُ إِنْسَانٌ، قَالَ: فَظَنَنْتُ أَنَّهُ يَكْرَهُ أَنْ يَمْشِيَ مَعَهُ أَحَدٌ، قَالَ: فَجَعَلْتُ أَمْشِي فِي ظِلِّ الْقَمَرِ، فَالْتَفَتَ فَرَآنِي، فَقَالَ: مَنْ هَذَا؟ قُلْتُ: أَبُو ذَرٍّ، جَعَلَنِي اللهُ فِدَاءَكَ، قَالَ: يَا أَبَا ذَرٍّ تَعَالَهْ، قَالَ: فَمَشَيْتُ مَعَهُ سَاعَةً، فَقَالَ: إِنَّ الْمُكْثِرِينَ هُمُ الْمُقِلُّونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، إِلَّا مَنْ أَعْطَاهُ اللهُ خَيْرًا، فَنَفَحَ فِيهِ يَمِينَهُ وَشِمَالَهُ وَبَيْنَ يَدَيْهِ وَوَرَاءَهُ، وَعَمِلَ فِيهِ خَيْرًا، قَالَ: فَمَشَيْتُ مَعَهُ سَاعَةً، فَقَالَ لِي: اجْلِسْ هَاهُنَا، قَالَ: فَأَجْلَسَنِي فِي قَاعٍ حَوْلَهُ حِجَارَةٌ، فَقَالَ لِي: اجْلِسْ هَاهُنَا حَتَّى أَرْجِعَ إِلَيْكَ، قَالَ: فَانْطَلَقَ فِي الْحَرَّةِ حَتَّى لَا أَرَاهُ، فَلَبِثَ عَنِّي فَأَطَالَ اللُّبْثَ، ثُمَّ إِنِّي سَمِعْتُهُ وَهُوَ مُقْبِلٌ وَهُوَ يَقُولُ: وَإِنْ سَرَقَ وَإِنْ زَنَى، قَالَ: فَلَمَّا جَاءَ لَمْ أَصْبِرْ حَتَّى قُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللهِ، جَعَلَنِي اللهُ فِدَاءَكَ، مَنْ تُكَلِّمُ فِي جَانِبِ الْحَرَّةِ؟ مَا سَمِعْتُ أَحَدًا يَرْجِعُ إِلَيْكَ شَيْئًا، قَالَ: ذَلِكَ جِبْرِيلُ، عليه السلام، عَرَضَ لِي فِي جَانِبِ الْحَرَّةِ، قَالَ: بَشِّرْ أُمَّتَكَ؛ أَنَّهُ مَنْ مَاتَ لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ، قُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ، وَإِنْ سَرَقَ وَإِنْ زَنَى؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: قُلْتُ: وَإِنْ سَرَقَ، وَإِنْ زَنَى؟ قَالَ: نَعَمْ، وَإِنْ شَرِبَ الْخَمْرَ»

(1)

.

(1)

أخرجه أحمد، والبُخاري، ومسلم، وأبو داود، والتِّرمِذي، والنَّسَائي. واللفظ للبخاري (6443) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا جَرير، عن عبد العزيز بن رفيع، عن زيد بن وَهب، به.

ص: 46

25 -

عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ الْمَخْزُومِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:

«لَا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَا يَشْرَبُ الْخَمْرَ شَارِبُهَا حِينَ يَشْرَبُهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَا يَسْرِقُ السَّارِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَا يَنْتَهِبُ نُهْبَةً، يَرْفَعُ النَّاسُ إِلَيْهِ فِيهَا أَبْصَارَهُمْ حِينَ يَنْتَهِبُهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ»

(1)

.

(1)

أخرجه البُخاري، ومسلم، وابن ماجة، والنَّسَائي. واللفظ للنَّسَائي، في «المُجتَبى» (5705) قال: أخبرنا عيسى بن حماد، قال: أخبرنا الليث، عن عُقيل، عن ابن شهاب، عن أبي بكر بن عبد الرَّحمَن بن الحارث، به.

ص: 47

26 -

عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:

«لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ مَالِهِ وَأَهْلِهِ، وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ»

(1)

.

(1)

أخرجه البُخاري، ومسلم، والنَّسَائي، وأبو يَعلى. واللفظ للنَّسَائي في «المُجتَبى» (5058) قال: أخبرنا الحسين بن حريث، قال: أخبرنا إسماعيل، عن عبد العزيز (ح) وأخبرنا عمران بن موسى، قال: حدثنا عبد الوارث، قال: حدثنا عبد العزيز، به.

ص: 48

27 -

عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:

«لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَلَدِهِ، وَوَالِدِهِ، وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ»

(1)

.

(1)

أخرجه أحمد، وعَبد بن حُميد، والدَّارِمي، والبُخاري، ومسلم، وابن ماجة، والنَّسَائي، وأبو يَعلى. واللفظ للنَّسَائي في «المُجتَبى» (5057) قال: أخبرنا حميد بن مَسعَدة، قال: حدثنا بشر، يعني ابن المُفَضَّل، قال: حدثنا شعبة، عن قتادة، به.

ص: 49

28 -

عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هُرْمُزَ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

«فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ، وَوَلَدِهِ»

(1)

.

(1)

أخرجه البُخاري، والنَّسَائي. واللفظ للبخاري (14) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب، قال: حدثنا أبو الزناد، عن الأعرج، به.

ص: 50

• حَدِيثُ قَتَادَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:

«لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ» .

يأتي في كتاب الأدب، وفوائده هناك.

• وَحَدِيثُ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:

«الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الْإِيمَانِ» .

يأتي في كتاب الأدب.

ص: 51

(1)

اللفظ لأحمد (5130) قال: حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن عبد الله بن دينار، به.

(2)

اللفظ لأحمد (5172) قال: حدثنا حجاج، أخبرنا شعبة، عن عبد الله بن دينار، به.

(3)

أخرجه مالك، وأحمد، والبُخاري، ومسلم، والتِّرمِذي.

ص: 52

30 -

عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:

«إِذَا كَفَّرَ الرَّجُلُ أَخَاهُ، فَقَدْ بَاءَ بِهَا أَحَدُهُمَا»

(1)

.

• وفي رواية

(2)

: «أَيُّمَا رَجُلٍ كَفَّرَ رَجُلًا، فَإِنْ كَانَ كَمَا قَالَ، وَإِلَّا فَقَدْ بَاءَ بِالْكُفْرِ»

(3)

.

(1)

اللفظ للحُميدي (715) قال: حدثنا سفيان، حدثنا أيوب، عن نافع، به.

(2)

اللفظ لأحمد (4836) قال: حدثنا يعلى بن عبيد، حدثنا فضيل، يعني ابن غزوان، عن نافع، به.

(3)

أخرجه الحُميدي، وأحمد، والبُخاري، في «الأدب المفرد» ، ومسلم، وأبو داود، والبزار.

ص: 53

31 -

عَنْ أَبِي قِلَابَةَ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَيْدٍ الْجَرْمِيِّ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:

«مَنْ رَمَى مُؤْمِنًا بِكُفْرٍ فَهُوَ كَقَتْلِهِ»

(1)

.

(1)

أخرجه أحمد، والبُخاري، والتِّرمِذي. واللفظ للبخاري (6105) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا وهيب، حدثنا أيوب، عن أبي قِلابة، به.

ص: 54

• حَدِيثُ أَبِي وَائِلٍ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:

«سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ، وَقِتَالُهُ كُفْرٌ» .

يأتي في كتاب الأدب بفوائده.

* * *

ص: 55

(1)

أخرجه أحمد، ومسلم. واللفظ لمسلم 1/ 47 (68) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو كريب، قالا: حدثنا ابن نمير (ح) وحدثنا قتيبة بن سعيد، وإسحاق بن إبراهيم، جميعًا عن جَرير (ح) وحدثنا أبو كريب، حدثنا أبو أسامة، كلهم عن هشام بن عروة، عن أبيه، به.

ص: 56

33 -

عَنْ أَبِي وَائِلٍ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ:

«قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ مَا عَمِلْنَا فِي الشِّرْكِ، نُؤَاخَذُ بِهِ؟ قَالَ: مَنْ أَحْسَنَ مِنْكُمْ فِي الْإِسْلَامِ، لَمْ يُؤَاخَذْ بِمَا عَمِلَ فِي الشِّرْكِ، وَمَنْ أَسَاءَ مِنْكُمْ فِي الْإِسْلَامِ، أُخِذَ بِمَا عَمِلَ فِي الشِّرْكِ وَالْإِسْلَامِ»

(1)

.

• وفي رواية

(2)

: «عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَنُؤَاخَذُ بِمَا عَمِلْنَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ؟ قَالَ: مَنْ أَحْسَنَ فِي الْإِسْلَامِ، لَمْ يُؤَاخَذْ بِمَا عَمِلَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَمَنْ أَسَاءَ فِي الْإِسْلَامِ، أُخِذَ بِالْأَوَّلِ وَالْآخِرِ»

(3)

.

(1)

اللفظ لأحمد (4494) قال: حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن سليمان، قال: سمعت أبا وائل يحدث، به.

(2)

اللفظ لأحمد (4185) قال: حدثنا ابن جعفر، حدثنا شعبة، عن سليمان، قال: سمعت أبا وائل يحدث، به.

(3)

أخرجه الحُميدي، وأحمد، والدارِمي، والبُخاري، ومسلم، وابن ماجة، وأبو يَعلى.

ص: 57

35 -

عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ الْهُذَلِيِّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ، أَنَّهُ قَالَ:

«صَلَّى لَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، صَلَاةَ الصُّبْحِ بِالْحُدَيْبِيَةِ، عَلَى إِثْرِ سَمَاءٍ كَانَتْ مِنَ اللَّيْلَةِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ، أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ، فَقَالَ: هَلْ تَدْرُونَ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ؟ قَالُوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: أَصْبَحَ مِنْ عِبَادِي مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِرٌ، فَأَمَّا مَنْ قَالَ: مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللهِ وَرَحْمَتِهِ، فَذَلِكَ مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِرٌ بِالْكَوْكَبِ، وَأَمَّا مَنْ قَالَ: بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا، فَذَلِكَ كَافِرٌ بِي وَمُؤْمِنٌ بِالْكَوْكَبِ»

(1)

.

• وفي رواية

(2)

: «مُطِرَ النَّاسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَيْلًا، فَلَمَّا أَصْبَحُوا، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَلَمْ تَسْمَعُوا مَا قَالَ رَبُّكُمُ اللَّيْلَةَ؟ قَالَ: مَا أَنعَمْتُ عَلَى عِبَادِي مِنْ نِعْمَةٍ، إِلَّا أَصْبَحَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ بِهَا كَافِرِينَ، يَقُولُونَ: مُطِرْنَا بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا، فَأَمَّا مَنْ آمَنَ بِي، وَحَمِدَنِي عَلَى سُقْيَايَ، فَذَلِكَ الَّذِي آمَنَ بِي، وَكَفَرَ بِالْكَوْكَبِ، وَأَمَّا مَنْ قَالَ: مُطِرْنَا بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا، فَذَلِكَ الَّذِي آمَنَ بِالْكَوْكَبِ، وَكَفَرَ بِي، أَوْ كَفَرَ نِعْمَتِي»

(3)

.

(1)

اللفظ للبخاري (846) قال: حدثنا عبد الله بن مَسلَمة، عن مالك، عن صالح بن كيسان، عن عُبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، به.

(2)

اللفظ للحُميدي (832) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا صالح بن كيسان، قال: أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، به.

(3)

أخرجه مالك، والحُميدي، وأحمد، والبُخاري، ومسلم، وأبو داود، والنَّسَائي.

ص: 59

36 -

عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:

«لَا يَزَالُ النَّاسُ يَتَسَاءَلُونَ حَتَّى يَقُولُوا: هَذَا اللهُ خَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ، فَمَنْ خَلَقَ اللهَ؟ قَالَ: فَإِذَا وَجَدَ أَحَدُكُمْ ذَلِكَ فَلْيَقُلْ: آمَنَّا بِاللهِ»

(1)

.

(1)

أخرجه الحُميدي، وأحمد، والبُخاري، ومسلم، وأبو داود، والنَّسَائي. واللفظ للحُميدي (1187) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا هشام بن عروة، عن أبيه، به.

ص: 60

37 -

عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، رضي الله عنه، يُحَدِّثُ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:

«ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ: مَنْ أَحَبَّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ عز وجل وَمَنْ كَانَ اللهُ عز وجل وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَمَنْ كَانَ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ، أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الْكُفْرِ، بَعْدَ أَنْ أَنْقَذَهُ اللهُ مِنْهُ»

(1)

.

(1)

أخرجه أحمد، والبُخاري، ومسلم، وابن ماجة، والنَّسَائي، وأبو يَعلى. واللفظ للنَّسَائي في «المُجتَبى» (5032) قال: أخبرنا سويد بن نصر، قال: حدثنا عبد الله، عن شعبة، عن قتادة، به.

ص: 61

38 -

عَنْ ثَابِتِ بْنِ أَسْلَمَ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

«ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ: مَنْ كَانَ اللهُ عز وجل وَرَسُولُهُ صلى الله عليه وسلم أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَالرَّجُلُ يُحِبُّ الرَّجُلَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ، وَالرَّجُلُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ أَنْ يَرْجِعَ يَهُودِيًّا، أَوْ نَصْرَانِيًّا»

(1)

.

(1)

أخرجه أحمد، وعَبد بن حُميد، ومسلم، وأبو يَعلى. واللفظ لأحمد (14286) قال: حدثنا عفان، حدثنا حماد، عن ثابت، به.

ص: 62

39 -

عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ الْمَدَنِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:

«مَا شَجَرَةٌ لَا يَسْقُطُ وَرَقُهَا، وَهِيَ مَثَلُ الْمُؤْمِنِ، أَوْ قَالَ: الْمُسْلِمِ؟ قَالَ: فَوَقَعَ النَّاسُ فِي شَجَرِ الْبَوَادِي، قَالَ ابْنُ عُمَرَ: وَوَقَعَ فِي نَفْسِي أَنَّهَا النَّخْلَةُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: هِيَ النَّخْلَةُ، قَالَ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِعُمَرَ، فَقَالَ: لَأَنْ تَكُونَ قُلْتَهَا، كَانَ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ كَذَا وَكَذَا»

(1)

.

(1)

أخرجه الحُميدي، وأحمد، وعَبد بن حُميد، والبُخاري، ومسلم، والتِّرمِذي، والنَّسَائي. واللفظ لأحمد (5370) قال: حدثنا عبد الملك بن عَمرو، حدثنا مالك، عن عبد الله بن دينار، به.

ص: 63

40 -

عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:

«أَخْبِرُونِي بِشَجَرَةٍ مَثَلُهَا مَثَلُ الْمُسْلِمِ، تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا، وَلَا تَحُتُّ وَرَقَهَا، فَوَقَعَ فِي نَفْسِي النَّخْلَةُ، فَكَرِهْتُ أَنْ أَتَكَلَّمَ، وَثَمَّ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ فَلَمَّا لَمْ يَتَكَلَّمَا، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: هِيَ النَّخْلَةُ، فَلَمَّا خَرَجْتُ مَعَ أَبِي، قُلْتُ: يَا أَبَتَاهُ، وَقَعَ فِي نَفْسِي النَّخْلَةُ، قَالَ: مَا مَنَعَكَ أَنْ تَقُولَهَا؟ لَوْ كُنْتَ قُلْتَهَا كَانَ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ كَذَا وَكَذَا، قَالَ: مَا مَنَعَنِي إِلَّا أَنِّي لَمْ أَرَكَ، وَلَا أَبَا بَكْرٍ تَكَلَّمْتُمَا فَكَرِهْتُ»

(1)

.

(1)

أخرجه البُخاري، ومسلم، والبزار. واللفظ للبخاري (6144) قال: حدثنا مُسَدَّد، حدثنا يحيى، عن عبيد الله، حدثني نافع، به.

ص: 64

(1)

أخرجه أحمد، والبُخاري، والبزار. واللفظ للبخاري (6122): حدثنا آدم، حدثنا شعبة، حدثنا محارب بن دثار، به.

ص: 65

(1)

أخرجه أحمد، والبُخاري، ومسلم، والبزار. واللفظ للبخاري (318) قال: حدثنا مُسَدَّد، قال: حدثنا حماد، عن عبيد الله بن أبي بكر، به.

ص: 67

43 -

عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ:

«كُنَّا مَعَ جِنَازَةٍ فِي بَقِيعِ الْغَرْقَدِ، فَأَتَانَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَجَلَسَ وَجَلَسْنَا حَوْلَهُ، وَمَعَهُ مِخْصَرَةٌ يَنْكُتُ بِهَا، ثُمَّ رَفَعَ بَصَرَهُ، فَقَالَ: مَا مِنْكُمْ مِنْ نَفْسٍ مَنْفُوسَةٍ، إِلَّا وَقَدْ كُتِبَ مَقْعَدُهَا مِنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، إِلَّا وَقَدْ كُتِبَتْ شَقِيَّةً، أَوْ سَعِيدَةً، فَقَالَ الْقَوْمُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَفَلَا نَمْكُثُ عَلَى كِتَابِنَا وَنَدَعُ الْعَمَلَ؟ فَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ السَّعَادَةِ فَسَيَصِيرُ إِلَى السَّعَادَةِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الشِّقْوَةِ فَسَيَصِيرُ إِلَى الشِّقْوَةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: بَلِ اعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ، أَمَّا مَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الشِّقْوَةِ، فَإِنَّهُ يُيَسَّرُ لِعَمَلِ الشِّقْوَةِ، وَأَمَّا مَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ السَّعَادَةِ، فَإِنَّهُ يُيَسَّرُ لِعَمَلِ السَّعَادَةِ، ثُمَّ قَرَأَ: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى}، إِلَى قَوْلِهِ: {فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى}»

(1)

.

(1)

أخرجه أحمد، وعَبد بن حُميد، والبُخاري، ومسلم، وابن ماجة، وأبو داود، والتِّرمِذي، والنَّسَائي، وأبو يَعلى. واللفظ لأحمد (1082) قال: حدثنا عبد الرَّحمَن، حدثنا زائدة، عن منصور، عن سعد بن عبيدة، عن أبي عبد الرَّحمَن، به.

ص: 68

44 -

عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ الْجُهَنِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَهُوَ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ، قَالَ:

«إِنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ، فِي أَرْبَعِينَ يَوْمًا، أَوْ قَالَ: أَرْبَعِينَ لَيْلَةً، ثُمَّ يَكُونُ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يُرْسِلُ اللهُ عز وجل إِلَيْهِ الْمَلَكَ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ: عَمَلِهِ، وَأَجَلِهِ، وَرِزْقِهِ، وَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيدٌ، ثُمَّ يُنْفَخُ فِيهِ الرُّوحُ، فَوَالَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ، إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ حَتَّى مَا يَكُونَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلَّا ذِرَاعٌ، فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ، فَيُخْتَمُ لَهُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ، فَيَكُونُ مِنْ أَهْلِهَا، وَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ حَتَّى مَا يَكُونَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلَّا ذِرَاعٌ، فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ، فَيُخْتَمُ لَهُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَيَكُونُ مِنْ أَهْلِهَا»

(1)

.

(1)

أخرجه الحُميدي، وأحمد، والبُخاري، ومسلم، وابن ماجة، وأبو داود، والتِّرمِذي، والنَّسَائي، وأبو يَعلى. واللفظ لأحمد (4172) قال: حدثنا يحيى، عن الأعمش (ح) ووكيع، حدثنا الأعمش، قال: حدثنا زيد بن وَهب، به.

ص: 69

45 -

عَنْ أَبِي حَازِمٍ سَلَمَةَ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ، رضي الله عنه؛

«أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْتَقَى هُوَ وَالْمشْرِكُونَ، فَاقْتَتَلُوا، فَلَمَّا مَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى عَسْكَرِهِ، وَمَالَ الْآخَرُونَ إِلَى عَسْكَرِهِمْ، وَفِي أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ لَا يَدَعُ لَهُمْ شَاذَّةً وَلَا فَاذَّةً، إِلَّا اتَّبَعَهَا يَضْرِبُهَا بِسَيْفِهِ، فَقِيلَ: مَا أَجْزَأَ مِنَّا الْيَوْمَ أَحَدٌ كَمَا أَجْزَأَ فُلَانٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَمَا إِنَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: أَنَا صَاحِبُهُ، قَالَ: فَخَرَجَ مَعَهُ، كُلَّمَا وَقَفَ وَقَفَ مَعَهُ، وَإِذَا أَسْرَعَ أَسْرَعَ مَعَهُ، قَالَ: فَجُرِحَ الرَّجُلُ جُرْحًا شَدِيدًا، فَاسْتَعْجَلَ الْمَوْتَ، فَوَضَعَ سَيْفَهُ بِالْأَرْضِ، وَذُبَابَهُ بَيْنَ ثَدْيَيْهِ، ثُمَّ تَحَامَلَ عَلَى سَيْفِهِ، فَقَتَلَ نَفْسَهُ، فَخَرَجَ الرَّجُلُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللهِ، قَالَ: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: الرَّجُلُ الَّذِي ذَكَرْتَ آنِفًا أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، فَأَعْظَمَ النَّاسُ ذَلِكَ، فَقُلْتُ: أَنَا لَكُمْ بِهِ، فَخَرَجْتُ فِي طَلَبهِ، ثُمَّ جُرِحَ جُرْحًا شَدِيدًا، فَاسْتَعْجَلَ الْمَوْتَ، فَوَضَعَ نَصْلَ سَيْفِهِ فِي الْأَرْضِ، وَذُبَابَهُ بَيْنَ ثَدْيَيْهِ، ثُمَّ تَحَامَلَ عَلَيْهِ، فَقَتَلَ نَفْسَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ ذَلِكَ: إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ الْجَنَّةِ فِيمَا يَبْدُو لِلنَّاسِ، وَهُوَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ النَّارِ فِيمَا يَبْدُو لِلنَّاسِ، وَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ»

(1)

.

(1)

أخرجه أحمد، وعَبد بن حُميد، والبُخاري، ومسلم، وأبو يَعلى. واللفظ للبخاري (4202) قال: حدثنا قتيبة، حدثنا يعقوب، عن أبي حازم، به.

ص: 70

46 -

عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هُرْمُزَ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

«تَحَاجَّ آدَمُ وَمُوسَى، عليهما السلام، فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى، فَقَالَ لَهُ مُوسَى: أَنْتَ آدَمُ، الَّذِي أَغْوَيْتَ النَّاسَ وَأَخْرَجْتَهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ؟ ! فَقَالَ آدَمُ: أَنْتَ الَّذِي أَعْطَاهُ اللهُ عِلْمَ كُلِّ شَيْءٍ، وَاصْطَفَاهُ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَتِهِ؟ ! قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَتَلُومُنِي عَلَى أَمْرٍ قُدِّرَ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ أُخْلَقَ؟ ! »

(1)

.

(1)

أخرجه مالك، والحُميدي، والبُخاري، ومسلم، والبزار. واللفظ لمسلم 8/ 49 (6836) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، عن مالك بن أنس، فيما قرئ عليه، عن أبي الزناد، عن الأعرج، به.

ص: 71

47 -

عَنْ طَاوُوسِ بْنِ كَيْسَانَ الْيَمَانِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:

«احْتَجَّ آدَمُ وَمُوسَى، فَقَالَ مُوسَى لِآدَمَ: يَا آدَمُ، أَنْتَ أَبُونَا، خَيَّبْتَنَا وَأَخْرَجْتَنَا مِنَ الْجَنَّةِ، فَقَالَ آدَمُ: أَنْتَ مُوسَى، اصْطَفَاكَ اللهُ بِكَلَامِهِ، وَخَطَّ لَكَ فِي الْأَلْوَاحِ بِيَدِهِ، أَتَلُومُنِي عَلَى أَمْرٍ قَدْ قَضَاهُ اللهُ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَنِي بِأَرْبَعِينَ عَامًا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى، فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى»

(1)

.

(1)

أخرجه الحُميدي، وأحمد، والبُخاري، ومسلم، وابن ماجة، وأبو داود، والنَّسَائي، وأبو يَعلى. واللفظ للحُميدي (1148) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا عَمرو بن دينار، عن طاووس، به.

ص: 72

48 -

عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:

«مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلَّا يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ، وَيُنَصِّرَانِهِ، أَوْ يُمَجِّسَانِهِ، كَمَا تُنْتَجُ الْبَهِيمَةُ بَهِيمَةً، هَلْ تُحِسُّونَ فِيهَا مِنْ جَدْعَاءَ؟ » .

ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ، رضي الله عنه:{فِطْرَةَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ} الروم: (30)

(1)

.

(1)

أخرجه الطيالسي، وأحمد، والبُخاري، ومسلم. واللفظ للبخاري (1359) قال: حدثنا عبدان، أخبرنا عبد الله، أخبرنا يونس، عن الزُّهْرِي، أخبرني أبو سلمة بن عبد الرَّحمَن، به.

ص: 73

(1)

أخرجه مالك، والحُميدي، وأحمد، ومسلم، وأبو داود، وأبو يَعلى. واللفظ لأبي داود (4714) قال: حدثنا القَعنَبي، عن مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، به.

ص: 74

50 -

عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، رضي الله عنه، يَقُولُ:

«سُئِلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنْ ذَرَارِيِّ الْمُشْرِكِينَ، فَقَالَ: اللهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ»

(1)

.

(1)

أخرجه أحمد، والبُخاري، ومسلم، والبزار، والنَّسَائي. واللفظ للبخاري (1384) قال: حدثنا أبو اليمان، أخبرنا شعيب، عن الزُّهْرِي، قال: أخبرني عطاء بن يزيد الليثي، به.

ص: 75

أبواب النفاق

اللهم إنا نعوذ بك من النفاق والمنافقين، والشرك والمشركين، توفنا برحمتك مسلمين، وألحقنا بفضلك بالصالحين، وتكرم علينا بمتابعة عبدك ونبيك محمد صلى الله عليه وسلم في الدنيا وفي يومِ الدين.

كثيرون من الناس عندما يستمعون إلى كلمة النفاق، على الفور يتبادر إلى أذهانهم أن المنافق هو: من إذا حَدَّث كَذَب، وإِذا وعد أَخلف، وإِذا اؤْتُمِن خان، وأن حامل هذه الصفات الثلاث فقط هو المنافق، وقد نتج هذا الفهم بسبب الإيمان بآية أو آيتين، أو حديثٍ أو حديثين، وعدمِ معرفة أن المؤمن افترض الله عليه أن يؤمن بالكتاب كله وبالحديث كله، ففي أي مسألة تقابلك في دين الله وتريد أن تصل فيها إلى القول الفصل، والحُكمِ الصحيح، والبيان الشافي، فإن أولَ ما يجب أن تقوم به هو أن تجمع جميع ما ورد من آيات في القرآن الكريم يتصل بهذه المسألة، وجميعَ ما ورد من حديث صحيح فيها، فهذا الذي عندك الآن هو البيان والحُكم والنور في هذه المسألة.

وسوف نقوم الآن بعمل ذلك، للوصول إلى الصفات التي وصف بها الله ورسولُه صلى الله عليه وسلم المنافقين، ليقف المسلم على أن صفات المنافقين لا تقتصر على: كَذَب، وأَخلف، وخان، فهذه من صفاته، وليست كل صفاته، ومن هنا يتعلم المسلم كيف يجمع الأدلة والبراهين في كل مسألة ليصل إلى رضوان رب العالمين، فلا يحكم حُكمًا ناقصًا، ولا يؤمن ببعض الكتاب ويكفر ببعض.

• أولًا: من صفات المنافقين في القرآن الكريم:

• يقول الله سبحانه: {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قالوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ واللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ واللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقينَ لَكَاذِبُونَ} المنافقون: (1).

• وقال الله سبحانه: {وإِذَا قيلَ لَهُمْ تَعَالَوا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقينَ يَصُدُّونَ عنكَ صُدُودًا} النساء: (61).

• وقال الله سبحانه: {إِنَّ الْمُنَافِقينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وهُو خَادِعُهُمْ وإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاؤُونَ النَّاسَ ولَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَليلًا} النساء: (142).

وقال الله سبحانه: {ومِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ ولَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحينَ * فَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وتَولَّوا وهُمْ مُعْرِضُونَ * فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا في قُلُوبِهِمْ إِلَى يَومِ يَلْقَونَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللهَ مَا وعَدُوهُ وبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ} التوبة: (75: 77).

وقال الله سبحانه: {الْمُنَافِقُونَ والْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ ويَنْهَونَ عن المَعْرُوفِ ويَقْبِضُونَ أَيْديهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسيهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقينَ هُمُ الفَاسِقُونَ} التوبة: (67).

وقال الله سبحانه: {وليعْلَمَ الذينَ نَافَقُوا وقيلَ لَهُمْ تَعَالَوا قَاتِلُوا في سَبيلِ اللَّهِ أَو ادْفَعُوا قالوا لَو نَعْلَمُ قِتَالًا لَّاتَّبَعناكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يومئذ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِم مَّا لَيْسَ في قُلُوبِهِمْ واللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ} آل عمران: (167).

وقال الله سبحانه: {وإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ والذينَ في قُلُوبِهِم مَّرَضٌ مَّا وعَدَنَا اللَّهُ ورَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا} الأحزاب: (12).

وقال الله سبحانه: {ويُعَذِّبَ الْمُنَافِقينَ والْمُنَافِقَاتِ والْمُشْرِكينَ والْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوءِ وغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ولَعنهُمْ وأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وسَاءَتْ مَصيرًا} الفتح: (6).

* * *

ص: 76

ـ ثانيًا: من صفات المنافقين في الحديث الشريف:

51 -

عَنْ مَالِكِ بْنِ أَبِي عَامِرٍ الأَصْبَحِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

«آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلَاثٌ: إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ»

(1)

.

(1)

أخرجه أحمد، والبُخاري، ومسلم، والتِّرمِذي، والنَّسَائي. واللفظ لأحمد (8806). قال: حدثنا سليمان، حدثنا إسماعيل، أخبرني أبو سُهيل نافع بن مالك بن أبي عامر، عن أبيه، به.

ص: 77

(1)

أخرجه أحمد، ومسلم، والبزار، والنَّسَائي. واللفظ لأحمد (6409) قال: حدثنا ابن نمير، ومحمد بن عبيد، قالا: حدثنا عبيد الله، عن نافع، به.

ص: 78

53 -

عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هُرْمُزَ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

«مِنْ شَرِّ النَّاسِ ذُو الْوَجْهَيْنِ، الَّذِي يَأْتِي هَؤُلَاءِ بِوَجْهٍ، وَهَؤُلَاءِ بِوَجْهٍ»

(1)

.

(1)

أخرجه مالك، والحُميدي، وأحمد، والبُخاري في «الأدب المفرد» ، ومسلم، وأبو داود. واللفظ لمالك في «الموطأ» (2788) عن أبي الزناد، عن الأعرج، به.

ص: 79

54 -

عَنْ أَبِي زُرْعَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:

«تَجِدُونَ مِنْ شَرِّ النَّاسِ ذَا الْوَجْهَيْنِ، الَّذِي يَأْتِي هَؤُلَاءِ بِوَجْهٍ، وَهَؤُلَاءِ بِوَجْهٍ»

(1)

.

(1)

أخرجه البُخاري، ومسلم. واللفظ لمسلم 8/ 28 (6725) قال: حدثني زهير بن حرب، حدثنا جَرير، عن عمارة، عن أبي زُرعة، به.

ص: 80

55 -

عَنْ عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ الْغِفَارِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:

«إِنَّ شَرَّ النَّاسِ ذُو الْوَجْهَيْنِ، الَّذِي يَأْتِي هَؤُلَاءِ بِوَجْهٍ، وَهَؤُلَاءِ بِوَجْهٍ»

(1)

.

(1)

أخرجه أحمد، والبُخاري، ومسلم. واللفظ لمسلم 8/ 27 (6723) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا ليث (ح) وحدثنا محمد بن رمح، أخبرنا الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عراك، به.

ص: 81

(1)

أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة، والبُخاري، والنَّسَائي. واللفظ للبخاري (7113): حدثنا آدم بن أبي إياس، حدثنا شعبة، عن واصل الأحدب، عن أبي وائل، به.

ص: 82

• حَدِيثُ أَبِي الأَحْوَصِ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ:

«مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَلْقَى اللهَ تَعَالَى غَدًا مُسْلِمًا، فَلْيُحَافِظْ عَلَى هَؤُلَاءِ الصَّلَوَاتِ حَيْثُ يُنَادَى بِهِنَّ، وَلَقَدْ رَأَيْتُنَا وَمَا يَتَخَلَّفُ عَنْهَا إِلَّا مُنَافِقٌ، مَعْلُومُ النِّفَاقِ» .

يأتي.

• وَحَدِيثُ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ ذَكْوَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:

«لَيْسَ صَلَاةٌ أَثْقَلَ عَلَى الْمُنَافِقِينَ مِنَ الْفَجْرِ وَالْعِشَاءِ» .

يأتي.

• وَحَدِيثُ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ أُنَاسٌ لِابْنِ عُمَرَ: إِنَّا نَدْخُلُ عَلَى سُلْطَانِنَا، فَنَقُولُ لَهُمْ خِلَافَ مَا نَتَكَلَّمُ إِذَا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِهِمْ، قَالَ:

«كُنَّا نَعُدُّهَا نِفَاقًا» .

يأتي.

• وَحَدِيثُ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:

«مَنْ مَاتَ وَلَمْ يَغْزُ، وَلَمْ يُحَدِّثْ نَفْسَهُ بِغَزْوٍ، مَاتَ عَلَى شُعْبَةِ نِفَاقٍ» .

يأتي.

• وَحَدِيثُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَبْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:

«آيَةُ الإِيمَانِ حُبُّ الأَنْصَارِ، وَآيَةُ النِّفَاقِ بُغْضُ الأَنْصَارِ» .

يأتي.

• وَحَدِيثُ نَافِعٍ مَوْلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، رضي الله عنهما؛

«أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ أُبَيٍّ لَمَّا تُوُفِّيَ، جَاءَ ابْنُهُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَعْطِنِي قَمِيصَكَ أُكَفِّنْهُ فِيهِ، وَصَلِّ عَلَيْهِ، وَاسْتَغْفِرْ لَهُ، فَأَعْطَاهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَمِيصَهُ، فَقَالَ: آذِنِّي أُصَلِّي عَلَيْهِ، فَآذَنَهُ، فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَيْهِ، جَذَبَهُ عُمَرُ، رضي الله عنه، فَقَالَ: أَلَيْسَ اللهُ نَهَاكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى الْمُنَافِقِينَ؟ فَقَالَ: أَنَا بَيْنَ خِيَرَتَيْنِ، قَالَ: {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ} فَصَلَّى عَلَيْهِ، فَنَزَلَتْ: {وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا}» .

يأتي.

ص: 83