المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب جامع صلاة العيدين - سبيل الرشاد ط ٢ - جـ ١

[محمود محمد خليل]

فهرس الكتاب

- ‌ تمهيد

- ‌تقديم وتعريف

- ‌ قصة كتاب سبيل الرشاد

- ‌حديث الاستفتاح

- ‌ كتاب الإيمان

- ‌ كتاب الطهارة

- ‌باب ما يقول إِذا دخل الخلاء

- ‌باب الاستنجاء

- ‌باب الوتر في الاستجمار

- ‌باب النهي عن استقبال القبلة أَو استدبارها عند قضاء الحاجة

- ‌باب ما جاء في البول قائمًا

- ‌باب ما جاء في البول في الماء الذي لا يجري

- ‌باب الرجل يخرج من الخلاء فيأكل

- ‌باب صَب الماء على البول في المسجد

- ‌باب بول الطفل

- ‌باب غَسل الإناء من ولوغ الكلب

- ‌باب التَّيمُّن

- ‌باب لا يَقبل الله صلاةً بغير طُهور

- ‌باب إِسباغ الوضوء

- ‌باب صفة الوضوء

- ‌باب الوضوء مَرةً مرة

- ‌باب الاستنثار في الوضوء

- ‌باب وضوء الرجل مع امرأته

- ‌باب الوضوء لكل صلاة والصلوات بوضوء واحد

- ‌باب الشك في الوضوء

- ‌باب نواقض الوضوء

- ‌باب لمس المرأة لاينقض الوضوء

- ‌باب من نام وهو ينتظر الصلاة

- ‌باب من أصابه خفيفُ الإغماء

- ‌باب غسل اليدين بعد الاستيقاظ من النوم

- ‌باب المضمضة من شرب اللبن

- ‌باب المضمضة من السويق

- ‌باب ترك الوضوء والمضمضة من أكل اللحم

- ‌باب إِذا جامع الرجل امرأته ولم يُمْن

- ‌باب ما جاء في المَذْي

- ‌باب قدر ما يكفي من الماء للغسل

- ‌باب غُسل الرَّجل مع امرأَته

- ‌باب صفة الغُسل من الجنابة

- ‌باب ضفائر المغتسلة

- ‌باب إِذا احتلمت المرأة

- ‌باب غَسل المَني وفَرْكه

- ‌باب نوم الجُنُب

- ‌باب طواف الرجل على نسائه في الليلة الواحدة

- ‌باب الجُنب يُعاوِد

- ‌باب المسلم لا يَنجُس

- ‌باب مُباشرة الحائض

- ‌باب مُؤاكلة الحائض

- ‌باب قراءة القرآن في حِجر الحائض

- ‌باب غَسل الحائض رأس زوجها وترجيله

- ‌باب الحائض تترك الصلاة والصيام

- ‌باب الحائض لا تقضي الصلاة

- ‌بابُ الحائضِ تقضي الصيام

- ‌باب الاستحاضة

- ‌باب الكُدرة والصُّفْرة

- ‌باب الغسل من الحيضة

- ‌باب غَسل دم الحيض إذا أصاب الثوب

- ‌ كتاب الصلاة

- ‌باب الصلاة من الإسلام

- ‌باب فرض الصلاة

- ‌باب فضل الصلاة

- ‌باب ضياع الصلاة

- ‌باب وصلوا كما رأيتموني أصلي

- ‌بابُ الحائضِ تترك الصلاة والصيام

- ‌باب الحائض لا تقضي الصلاة

- ‌باب السواك مع كل صلاة

- ‌باب إِذا حَضر العَشاء وأُقيمت الصلاة

- ‌باب النهي عن رفع البصر إِلى السماء في الصلاة

- ‌باب الالتفات في الصلاة

- ‌باب الإشارة في الصلاة

- ‌باب حَمل الصبايا في الصلاة

- ‌باب المشي في الصلاة

- ‌باب إِذا نَعَس أحدكم في الصلاة

- ‌باب ما جاء في الجن وقطع الصلاة

- ‌باب النهي عن الكلام في الصلاة

- ‌باب التسبيح للرجال في الصلاة والتصفيق للنساء

- ‌باب فضل المسجد الحرام

- ‌باب بناء مسجد النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌باب فضل الصلاة في المسجد الحرام ومسجد النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌باب مسجد قباء

- ‌باب لا تُشد الرحال إلَّا إلى ثلاثة مساجد

- ‌باب الصلاة في مرابض الغنم

- ‌باب النهي عن الحِلَق في المسجد

- ‌باب الاستلقاء في المسجد

- ‌باب الأخذ بنصال السهم عند المرور في المسجد

- ‌باب النهي عن اتخاذ القبور مساجد

- ‌باب فضل الخُطا إلى المساجد

- ‌باب فضل انتظار الصلاة في المسجد

- ‌باب فضل من تعلق قلبه بالصلاة في المساجد

- ‌باب صلاة النوافل في البيوت

- ‌باب النهي عن منع النساء عن المساجد

- ‌باب من يُمنع من المسجد

- ‌باب أحكام البصاق والنخامة في المسجد وكفارة ذلك

- ‌باب إذا دخل أحدكم المسجد فليركع ركعتين

- ‌باب النهي عن الصلاة في ثوب له أعلام

- ‌باب الصلاة في الثوب الواحد

- ‌باب الصلاة في النعلين

- ‌باب الصلاة على الخُمرة

- ‌باب الصلاة على البِساط

- ‌باب فضل الصلاة لوقتها

- ‌باب فضل صلاتي الصُّبح والعصر

- ‌باب من نسي صلاة أَو نام عنها

- ‌باب شامل المواقيت

- ‌باب تأخير صلاة الظهر عند شدة الحر

- ‌باب من أدرك ركعة من الصلاة

- ‌باب من ترك صلاة العصر

- ‌باب الحفاظ على صلاة العصر

- ‌باب وقت صلاة العصر

- ‌باب وقت المغرب

- ‌باب وقت صلاة العشاء

- ‌باب وقت صلاة الفجر

- ‌باب الأوقات التي نُهي عن الصلاة فيها

- ‌باب التكبير في كل خفض ورفع

- ‌باب رفع اليدين في الصلاة

- ‌باب وضع اليد اليمنى على اليسرى

- ‌باب الدعاء بين التكبير والقراءة

- ‌باب العمل عند القيام من السجود

- ‌باب صفة الجلوس في الصلاة

- ‌باب التشهد

- ‌باب الدعاء في الصلاة

- ‌باب السلام

- ‌باب الانصراف بعد التسليمتين

- ‌باب الذكر بعد الصلاة

- ‌باب فضل صلاة الجماعة

- ‌باب ما جاء في المتخلف عن الجماعة

- ‌باب المشي إِلى الصلاة

- ‌باب إِنما جُعل الإمام ليؤتم به

- ‌باب موقف المأموم من الإمام

- ‌باب الإمام يذكر بعد الإقامة أَنه لم يغتسل

- ‌باب الإمام تَعْرِضُ له الحاجةُ بعد الإقامة

- ‌باب إِذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة

- ‌باب ما جاء في الصف الأول

- ‌باب ما جاء في تسوية الصفوف

- ‌باب تخفِيف الصلاة في تمام

- ‌باب التأمين

- ‌باب فضل الذكر بعد الركوع

- ‌باب متى ترفع النساء رؤوسهن من السجود

- ‌باب انصراف النساء من صلاة الجماعة

- ‌باب: {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا}

- ‌باب فضل يوم الجُمُعة

- ‌باب الساعة التي في يوم الجُمُعة

- ‌باب الغُسل يوم الجُمُعة

- ‌باب التبكير إِلى الجُمُعة

- ‌باب ما جاء في وقت الجُمُعة

- ‌باب ما جاء في المنبر

- ‌باب الأذان يوم الجُمُعة

- ‌باب ما جاء في الخُطبة

- ‌باب الإنصات للخطبة

- ‌باب الصلاة لمن جاء والإمام يخطب

- ‌باب القراءة في صلاة الجُمُعة، وفي فجر الجُمُعة

- ‌باب الصلاة بعد الجمعة

- ‌باب عيد المسلمين

- ‌باب اللعب والغِناء في العيدين

- ‌باب خروجِ النساء إلى مُصلَّى العيدين

- ‌باب اتخاذ الحَربة والعَنَزة في العيدين وغيرهما

- ‌بابٌ صلاةُ العيدين بغير أَذان ولا إقامة، والصلاةُ قبل الخطبة

- ‌بابُ جامعِ صلاة العيدين

- ‌باب صلاة الضُّحَى

- ‌باب الركعتين لمن قدم من سفر

- ‌باب الصلاة بعد الطهور بالليل أو النهار

- ‌ كتاب الجنائز

- ‌باب ما جاء في تلقين الميت لا إله إلا الله

- ‌باب من كره لقاء الله

- ‌باب الصبر على المصيبة

- ‌باب ما جاء في ثواب من أصيب بولده

- ‌باب ما يقال عند المصيبة

- ‌باب ما يُنهي عنه عند المصيبة

- ‌باب ما جاء في البكاء على الميت

- ‌باب ما جاء في غسل الميت

- ‌باب ما جاء في كفن النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌باب شهَادة المؤمنين للميت

- ‌باب كلام الجنازة

- ‌باب الإسراع بالجنازة

- ‌باب ما جاء في مستريح ومستراح منه

- ‌باب ما جاء في القيام للجنازة

- ‌باب الأمر باتباع الجنائز

- ‌باب ما جاء في حُكم اتباع النساء للجنائز

- ‌باب يَتبع الميتَ ثلاثٌ

- ‌باب الساعات التي نُهي عن الدفن فيها

- ‌باب فضل الصلاة على الجنازة واتباعهَا

- ‌باب مَن مات وعليه دَين

- ‌باب النهي عن الصلاة على المنافقين

- ‌باب النعي والاستغفار للميت

- ‌باب الصفوف والتكبير على الجنازة

- ‌باب قراءة فاتحة الكتاب على الجنازة

- ‌باب الدعاء للميت في صلاة الجنازة

- ‌باب ما جاء في صلاة الجنازة على القبر

- ‌باب ما جاء في الصلاة على الشهداء

- ‌باب ما جاء في نعيم القبر وعذابه

- ‌ كتاب الزكاة

- ‌باب فرض الزكاة

- ‌باب قتال مانع الزكاة

- ‌باب فضلِ الصدقة والأمرِ بها

- ‌باب لا يَقبل الله صدقة من غلول

- ‌باب لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون

- ‌باب النفقة على الأقربين

- ‌باب أفضل الصدقة وابدأ بمن تعول

- ‌باب ما جاء في البُخل

- ‌باب إثم مانع الزكاة

- ‌باب الدعاء لصاحب الصدقة

- ‌باب إرضاء القائمين على جمع الصدقة

- ‌باب من تحل له الصدقة

- ‌باب بيان المسكين

- ‌باب النهي عن المسألة

- ‌باب من أعطاه الله شيئًا من غير مسألة

- ‌باب ليس على المسلم في عبده ولا فرسه صدقة

- ‌باب زكاة الحب والتمر والإبل والفضة

- ‌بابُ أجرُ المرأة إِذا أنفقت من بيت زوجها وأجرُ الخازن

- ‌باب تحريم الصدقة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله

- ‌باب إذا تحولت الصدقة

- ‌باب النهي عن شراء المسلم ما تصدق به

- ‌باب الصدقة عن الميت

- ‌باب إعطاء المؤلفة قلوبهم

- ‌باب مُبطلات الصدقة

- ‌ كتاب الصيام

- ‌باب فرض الصيام

- ‌باب فضل شهر رمضان

- ‌باب فضل الصيام

- ‌باب الجود في رمضان

- ‌باب صوموا لرؤيته

- ‌باب عِدَّة الشهر

- ‌باب النهي عن صيام يوم أو يومين قبل رمضان

- ‌باب ما جاء في السَّحور

- ‌باب تعجيل الفِطر

- ‌باب من دعي إلى طعام وهو صائم

- ‌باب من لم يدع قول الزور

- ‌باب من أكل أَو شرب ناسيا

- ‌باب إذا أفطر في يوم غيم ثم طلعت الشمس

- ‌باب من أدركه الفجر وهو جنب

- ‌باب القُبلة والمُباشرة للصائم

- ‌باب النهي عن الوصال

- ‌باب كفارة من جامع زوجته في رمضان

- ‌بابُ الحائضِ تتركُ الصلاة والصيام

- ‌بابُ الحائضِ تقضي الصيام

- ‌باب أحكام الصيام في السفر

- ‌باب تطوع النَّبي صلى الله عليه وسلم

- ‌باب تطوع المرأة

- ‌باب صوم سَرَر شعبان

- ‌باب صوم ثلاثة أيام من كل شهر

- ‌باب صيام يوم عرفة

- ‌باب صيام يوم الجمُعة

- ‌بابٌ في النهي عَن صيام يوم الفطر ويوم الأضحى

- ‌باب ما جاء في صيام داوُد عليه السلام

- ‌باب صيام يوم عاشوراء

- ‌باب قيام رمضان وليلة القدر

- ‌ كتاب الحج

- ‌باب فَرْض الحج

- ‌باب فضل الحج والعمرة

- ‌باب الحج جِهاد النساء

- ‌بابٌ لا يَحُجُّ البيتَ مُشركٌ

- ‌باب الحج عن الغَير

- ‌بابٌ لاتسافرِ المرأة إلَّا مع ذي مَحرم

- ‌باب ما يلبس المُحرِم من الثياب

- ‌باب الطِّيبِ عند الإحرام

- ‌باب زواج المحرم

- ‌باب الحجامة للمحرم

- ‌باب المحرم يغسل رأسه

- ‌بابٌ في المُحرم يُؤذيه القَملُ في رأسه

- ‌باب أحكام الصيد للمُحرم

- ‌باب المُحرم لا يُشير ولا يُعين الحلال على الصيد

- ‌بابٌ إذا أُهدِي للمُحرم صَيدٌ حَيًّا فإنه يَرُدُّه

- ‌باب ما يَقتُل المُحرِمُ من الدواب

- ‌باب المواقيت

- ‌باب موضع إهلال رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌بابُ الإفرادِ والإقرانِ والتَّمتُّعِ بالحَج

- ‌باب التلبية

- ‌باب التمتع بالعمرة إلى الحج

- ‌باب دخول مكة

- ‌باب بناء الكعبة

- ‌باب دخول الكعبة

- ‌باب مال الكعبة

- ‌باب الطواف بالبيت

- ‌باب طواف المريض

- ‌باب السعي بين الصفا والمروة

- ‌باب من صُدَّ عَن البيت

- ‌بابٌ جامعٌ لصفة الحج

- ‌باب يوم التروية

- ‌باب الغدو من منى إلى عرفات

- ‌باب الوقوف بعرفة

- ‌باب الإفاضةِ من عرفات إلى المزدلفة

- ‌باب رمي الجمار أيام التشريق

- ‌باب ما جاء من رُخصَةٍ في رمي الجمار للرُّعَاة

- ‌باب الحَلق

- ‌باب التقديم والتأخير في الرمي والذبح والحلق

- ‌باب خطبة النبي صلى الله عليه وسلم بمِنًى

- ‌باب الصلاة بمنى

- ‌باب الشرب من زمزم

- ‌باب نزول الأبطح

- ‌بابُ أَمْرِ الناس أن يكون آخرُ عهدهم الطواف بالبيت

- ‌باب النزول بذي الحليفة إذا رجع من مكة

- ‌باب التقصير في العمرة

الفصل: ‌باب جامع صلاة العيدين

‌بابُ جامعِ صلاة العيدين

454 -

عَنْ عِيَاضِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ الْعَامِرِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ؛

«أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، كَانَ يَخْرُجُ يَوْمَ الأَضْحَى، وَيَوْمَ الْفِطْرِ، فَيَبْدَأُ بِالصَّلَاةِ، فَإِذَا صَلَّى صَلَاتَهُ وَسَلَّمَ، قَامَ فَأَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ، وَهُمْ جُلُوسٌ فِي مُصَلَّاهُمْ، فَإِنْ كَانَ لَهُ حَاجَةٌ بِبَعْثٍ ذَكَرَهُ لِلنَّاسِ، أَوْ كَانَتْ لَهُ حَاجَةٌ بِغَيْرِ ذَلِكَ أَمَرَهُمْ بِهَا، وَكَانَ يَقُولُ: تَصَدَّقُوا، تَصَدَّقُوا، تَصَدَّقُوا، وَكَانَ أَكْثَرَ مَنْ يَتَصَدَّقُ النِّسَاءُ، ثُمَّ يَنْصَرِفُ» .

فَلَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ حَتَّى كَانَ مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ، فَخَرَجْتُ مُخَاصِرًا مَرْوَانَ حَتَّى أَتَيْنَا الْمُصَلَّى، فَإِذَا كَثِيرُ بْنُ الصَّلْتِ قَدْ بَنَى مِنْبَرًا مِنْ طِينٍ وَلَبِنٍ، فَإِذَا مَرْوَانُ يُنَازِعُنِي يَدَهُ، كَأَنَّهُ يَجُرُّنِي نَحْوَ الْمِنْبَرِ، وَأَنَا أَجُرُّهُ نَحْوَ الصَّلَاةِ، فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ مِنْهُ قُلْتُ: أَيْنَ الِابْتِدَاءُ بِالصَّلَاةِ؟ فَقَالَ: لَا يَا أَبَا سَعِيدٍ، قَدْ تُرِكَ مَا تَعْلَمُ، قُلْتُ: كَلَّا، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَا تَأْتُونَ بِخَيْرٍ مِمَّا أَعْلَمُ، ثَلَاثَ مِرَارٍ، ثُمَّ انْصَرَفَ»

(1)

.

• وفي رواية

(2)

: «عَن أَبي سَعيدٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَخْرُجُ يَوْمَ الْعِيدِ فَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ يَخْطُبُ فَيَأْمُرُ بِالصَّدَقَةِ، فَيَكُونُ أَكْثَرَ مَنْ يَتَصَدَّقُ النِّسَاءُ، فَإِنْ كَانَتْ لَهُ حَاجَةٌ، أَوْ أَرَادَ أَنْ يَبْعَثَ بَعْثًا، تَكَلَّمَ، وَإِلَّا رَجَعَ»

(3)

.

(1)

اللفظ لمسلم 3/ 20 (2008) قال: حدثنا يحيى بن أيوب، وقتيبة، وابن حجر، قالوا: حدثنا إسماعيل بن جعفر، عن داود بن قيس، عن عياض بن عبد الله بن سعد، به.

(2)

اللفظ للنَّسَائي في «المُجتَبى» (1595) قال: أخبرنا عَمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى، قال: حدثنا داود بن قيس، قال: حدثني عياض، به.

(3)

أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة، وأحمد، والبُخاري، ومسلم، وابن ماجة، والنَّسَائي، وأبو يَعلى، وابن خزيمة.

ص: 520

455 -

عَنْ عِيَاضِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ الْعَامِرِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ:

«خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي أَضْحًى، أَوْ فِطْرٍ، إِلَى الْمُصَلَّى، فَصَلَّى ثُمَّ انْصَرَفَ، فَقَامَ فَوَعَظَ النَّاسَ، وَأَمَرَهُمْ بِالصَّدَقَةِ، قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ، تَصَدَّقُوا، ثُمَّ انْصَرَفَ فَمَرَّ عَلَى النِّسَاءِ، فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ، تَصَدَّقْنَ، فَإِنِّي أُرَاكُنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ، فَقُلْنَ: وَلِمَ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ، وَتَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ، مَا رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ أَذْهَبَ لِلُبِّ الرَّجُلِ الْحَازِمِ مِنْ إِحْدَاكُنَّ يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ، فَقُلْنَ لَهُ: مَا نُقْصَانُ دِينِنَا وَعَقْلِنَا يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: أَلَيْسَ شَهَادَةُ الْمَرْأَةِ مِثْلَ نِصْفِ شَهَادَةِ الرَّجُلِ؟ قُلْنَ: بَلَى، قَالَ: فَذَاكَ نُقْصَانُ عَقْلِهَا، أَوَلَيْسَتْ إِذَا حَاضَتِ الْمَرْأَةُ لَمْ تُصَلِّ وَلَمْ تَصُمْ؟ قُلْنَ: بَلَى، قَالَ: فَذَاكَ نُقْصَانُ دِينِهَا»

(1)

.

(1)

أخرجه البُخاري، ومسلم، وابن خزيمة، وابن حبان. واللفظ لابن حِبَّان (5780) قال: أخبرنا الحسن بن سفيان، حدثنا محمد بن يحيى الذهلي، حدثنا ابن أبي مريم، حدثنا محمد بن جعفر بن أبي كثير، أخبرني زيد بن أسلم، عن عياض بن عبد الله، به.

ص: 521

(1)

أخرجه أحمد، والبُخاري، ومسلم، وأبو داود، وابن خزيمة. واللفظ للبخاري (961) قال: حدثنا إبراهيم بن موسى، قال: أخبرنا هشام، أن ابن جريج أخبرهم، قال: أخبرني عطاء، به.

ص: 522

457 -

عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَابِسٍ النَّخَعِيِّ الْكُوفِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، رضي الله عنهما؛

«سَأَلَهُ رَجُلٌ: شَهِدْتَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْعِيدَ، أَضْحًى، أَوْ فِطْرًا؟ قَالَ: نَعَمْ، وَلَوْلَا مَكَانِي مِنْهُ مَا شَهِدْتُهُ، يَعْنِي مِنْ صِغَرِهِ، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَصَلَّى، ثُمَّ خَطَبَ، وَلَمْ يَذْكُرْ أَذَانًا وَلَا إِقَامَةً، ثُمَّ أَتَى النِّسَاءَ، فَوَعَظَهُنَّ وَذَكَّرَهُنَّ، وَأَمَرَهُنَّ بِالصَّدَقَةِ، فَرَأَيْتُهُنَّ يَهْوِينَ إِلَى آذَانِهِنَّ وَحُلُوقِهِنَّ، يَدْفَعْنَ إِلَى بِلَالٍ، ثُمَّ ارْتَفَعَ هُوَ وَبِلَالٌ إِلَى بَيْتِهِ»

(1)

.

• وفي رواية

(2)

: «عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَابِسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابنَ عَبَّاسٍ، قَالَ لَهُ رَجُلٌ: شَهِدْتَ الْخُرُوجَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: نَعَمْ، وَلَوْلَا مَكَانِي مِنْهُ مَا شَهِدْتُهُ، يَعْنِي مِنْ صِغَرِهِ، أَتَى الْعَلَمَ الَّذِي عِنْدَ دَارِ كَثِيرِ بْنِ الصَّلْتِ، فَصَلَّى، ثُمَّ خَطَبَ، ثُمَّ أَتَى النِّسَاءَ فَوَعَظَهُنَّ وَذَكَّرَهُنَّ وَأَمَرَهُنَّ أَنْ يَتَصَدَّقْنَ، فَجَعَلَتِ الْمَرْأَةُ تَهْوِي بِيَدِهَا إِلَى، يَعْنِي، حَلْقِهَا، تُلْقِي فِي ثَوْبِ بِلَالٍ، ثُمَّ أَتَى هُوَ وَبِلَالٌ الْبَيْتَ»

(3)

.

(1)

اللفظ للبخاري (5249) قال: حدثنا أحمد بن محمد، أخبرنا عبد الله، أخبرنا سفيان، عن عبد الرَّحمَن بن عابس، به.

(2)

اللفظ للنَّسَائي في «الكبرى» (1955) قال: أخبرنا عَمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى، قال: حدثنا سفيان، قال: حدثني عبد الرَّحمَن بن عابس، به.

(3)

أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة، وأحمد، والبُخاري، وأبو داود، والنَّسَائي، وأبو يَعلى.

ص: 523

458 -

عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ:

«أَشْهَدُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَصَلَّى قَبْلَ الْخُطْبَةِ، ثُمَّ خَطَبَ، فَرَأَى أَنَّهُ لَمْ يُسْمِعِ النِّسَاءَ، فَأَتَاهُنَّ، فَذَكَّرَهُنَّ وَوَعَظَهُنَّ وَأَمَرَهُنَّ بِالصَّدَقَةِ، وَبِلَالٌ قَائِلٌ بِثَوْبِهِ، قَالَ: فَجَعَلَتِ الْمَرْأَةُ تُلْقِي الْخَاتَمَ وَالْخُرْصَ وَالشَّيْءَ»

(1)

.

• وفي رواية

(2)

: «عَنْ عَطَاءٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَشْهَدُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم (أَوْ قَالَ عَطَاءٌ: أَشْهَدُ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ) أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ، وَمَعَهُ بِلَالٌ، فَظَنَّ أَنَّهُ لَمْ يُسْمِعْ، فَوَعَظَهُنَّ، وَأَمَرَهُنَّ بِالصَّدَقَةِ، فَجَعَلَتِ الْمَرْأَةُ تُلْقِي الْقُرْطَ وَالْخَاتَمَ، وَبِلَالٌ يَأْخُذُ فِي طَرَفِ ثَوْبِهِ»

(3)

.

(1)

اللفظ لابن أبي شيبة (9897) قال: حدثنا ابن عُيَينة، عن أيوب، قال: سمعت عطاء، به.

(2)

اللفظ للبخاري (98) قال: حدثنا سليمان بن حرب، قال: حدثنا شعبة، عن أيوب، قال: سمعت عطاء، به.

(3)

أخرجه الحُميدي، وأبو بكر بن أبي شيبة، وأحمد، والدارِمي، والبُخاري، ومسلم، وابن ماجة، وأبو داود، والنَّسَائي، وابن خزيمة.

[*] قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: الإمام أحمد يقول بالتكبيرات الزوائد في العيدين

• قال عبد اللَّه: حدثني أبي: حَدَّثنَا يحيى بن سعيد، عن عبد اللَّه قال: أخبرني نافع: قال: صليت مع أبي هريرة الفطر، فكبر ثنتي عشرة، سبعًا في الأولى، وخمسًا في الآخرة، قبل القراءة في كلتا الركعتين.

قال أبي: وبهذا آخذ، بحديث أبي هريرة. «مسائل عبد اللَّه» (468)

• وقال الإمام أحمد: قلت التَّكْبِير فِي الْعِيدَيْنِ قَالَ فِي الرَّكْعَة الأولى سبع ثمَّ يقْرَأ وَفِي الثَّانِيَة يكبر خمس ثمَّ يقْرَأ يبْدَأ بِالتَّكْبِيرِ فِي الرَّكْعَتَيْنِ جَمِيعًا «مسائل الإمام أحمد رواية ابنه أبي الفضل صالح» (2/ 279):

ولهذا تكلم بعض العلماء على أن نفي الإمام أحمد هو للتكبيرات الأربع والزيادة على السبع، وهو كلام أبي يعلى، قال:

قوله: ليس يروى في التكبير حديث صحيح يريد به في الأربع، وفي الزيادة على السبع، الذي يدل على صحة هذا أنه روى حديث عائشة رضي الله عنها في مسنده، وعلى أنا نقابل هذا بأخبارنا وهي أولى من وجوه:

أحدها: أنها أكثر رواة؛ رواها ابن عمر، وعمرو بن شعيب، وكثير بن عبد الله عن أبيه عن جده، وعائشة رضي الله عنها وعنهم أجمعين، ورواية الجماعة أولى من رواية اثنين، ولأن أخبارنا عملت عليها الصحابة رضي الله عنهم، فروى النجاد بإسناده عن نافع قال: شهدت الأضحى والفطر مع أبي هريرة رضي الله عنه، فكبر في الأولى سبع تكبيرات قبل القراءة، وفي الآخرة خمس تكبيرات قبل القراءة، قال أحمد رحمه الله في رواية أبي طالب: أذهب إلى حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

وروى النجاد بإسناده عن عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهم: أنه كان يكبر في العيدين في الأولى سبع تكبيرات بتكبيرة الافتتاح، وفي الآخرة ست تكبيرات بتكبيرة الركوع كلهن قبل القراءة.

وروى أيضًا بإسناده عن يحيى بن سعيد الأنصاري قال: أدركت مشيخةً من قريش والأنصار أبناءَ المهاجرين الأولين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي عنهم أجمعين يكبرون في العيدين سبع تكبيرات في الركعة الأولى قبل القراءة، وخمس تكبيرات في الركعة الآخرة قبل القراءة «التعليق الكبير في المسائل الخلافية بين الأئمة ت الفريح» (4/ 41)

[**] قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: أخذ البخاري رحمه الله بحديث التكبيرات الزوائد، فقال الترمذي: سَأَلْتُ مُحَمَّدًا (البخاري) عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ (يَعْنِي: حَدِيثَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نَافِعٍ ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ) ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَبَّرَ فِي الْعِيدَيْنِ فِي الْأُولَى سَبْعًا قَبْلَ الْقِرَاءَةِ ، وَفِي الْآخِرَةِ خَمْسًا قَبْلَ الْقِرَاءَةِ فَقَالَ: لَيْسَ فِي الْبَابِ شَيْءٌ أَصَحَّ مِنْ هَذَا ، وَبِهِ أَقُولُ

قال الترمذي: وَحَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطَّائِفِيِّ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، فِي هَذَا الْبَابِ هُوَ صَحِيحٌ أَيْضًا ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطَّائِفِيُّ مُقَارِبُ الْحَدِيثِ. «العلل الكبير للترمذي» (ص 93)

وفي الباب آثار ثابتة عن الصحابة رضي الله عنهم تقدم بعضها في التعليق السابق

ص: 524

459 -

عَنْ يَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ التَّمِيمِيِّ، قَالَ: قُلْتُ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ: إِقْصَارُ النَّاسِ الصَّلَاةَ الْيَوْمَ، وَإِنَّمَا قَالَ اللهُ، عز وجل:{إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا} ، فَقَدْ ذَهَبَ ذَاكَ الْيَوْمُ؟ فَقَالَ: عَجِبْتُ مِمَّا عَجِبْتَ مِنْهُ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:

«صَدَقَةٌ تَصَدَّقَ اللهُ بِهَا عَلَيْكُمْ، فَاقْبَلُوا صَدَقَتَهُ»

(1)

.

(1)

أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة، وأحمد، والدارِمي، ومسلم، وابن ماجة، وأبو داود، والتِّرمِذي، والنَّسَائي، وأبو يَعلى، وابن خزيمة. واللفظ لأحمد (250) قال: حدثنا يحيى، عن ابن جريج، حدثني عبد الرَّحمَن بن عبد الله بن أبي عمار، عن عبد الله بن بابيه، عن يعلى بن أمية، به.

ص: 526

460 -

عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهَا قَالَتْ:

«فُرِضَتِ الصَّلَاةُ رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ فِي الْحَضَرِ وَالسَّفَرِ، فَأُقِرَّتْ صَلَاةُ السَّفَرِ، وَزِيدَ فِي صَلَاةِ الْحَضَرِ»

(1)

.

(1)

أخرجه مالك، وأبو بكر بن أبي شيبة، وإسحاق، والدارِمي، والبُخاري، ومسلم، وأبو داود، والنَّسَائي، وابن خزيمة. واللفظ لمسلم 2/ 142 (1516) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: قرأت على مالك، عن صالح بن كيسان، عن عروة بن الزبير، به.

ص: 527

• حَدِيثُ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ، قَالَ: صَلَّى بِنَا سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ بِجَمْعٍ، الْمَغْرِبَ ثَلَاثًا بِإِقَامَةٍ، قَالَ: ثُمَّ سَلَّمَ، ثُمَّ صَلَّى الْعِشَاءَ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ ذَكَرَ أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ فَعَلَ ذَلِكَ، وَذَكَرَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَعَلَ ذَلِكَ.

يأتي في كتاب الحج.

ص: 528

461 -

عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ حَارِثَةَ بْنَ وَهْبٍ الْخُزَاعِيَّ، قَالَ:

«صَلَّى بِنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، آمَنَ مَا كَانَ بِمِنًى رَكْعَتَيْنِ»

(1)

.

(1)

أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة، وأحمد، والبُخاري، ومسلم، وأبو داود، والتِّرمِذي، والنَّسَائي، وأبو يَعلى، وابن خزيمة. واللفظ للبخاري (1083) قال: حدثنا أبو الوليد، قال: حدثنا شعبة، أنبأنا أبو إسحاق، قال: سمعت حارثة بن وَهب، به.

ص: 529

462 -

عَنْ مُوسَى بْنِ سَلَمَةَ بْنِ الْمُحَبَّقِ الْهُذَلِيِّ، قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: كَيْفَ أُصَلِّي بِمَكَّةَ إِذَا لَمْ أُصَلِّ فِي جَمَاعَةٍ؟ قَالَ: رَكْعَتَيْنِ، سُنَّةُ أَبِي الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم»

(1)

.

(1)

أخرجه أحمد، ومسلم، والنَّسَائي، وابن خزيمة. واللفظ للنَّسَائي في «المُجتَبى» (1459) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، في حديثه، عن خالد بن الحارث، قال: حدثنا شعبة، عن قتادة، قال: سمعت موسى، وهو ابن سلمة، به.

ص: 530

463 -

عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، رضي الله عنهما، قَالَ:

«صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، بِمِنًى رَكْعَتَيْنِ، وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، وَمَعَ عُثْمَانَ صَدْرًا مِنْ إِمَارَتِهِ، ثُمَّ أَتَمَّهَا»

(1)

.

• وفي رواية

(2)

: «صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، بِمِنًى رَكْعَتَيْنِ، وَأَبُو بَكْرٍ بَعْدَهُ، وَعُمَرُ بَعْدَ أَبِي بَكْرٍ، وَعُثْمَانُ صَدْرًا مِنْ خِلَافَتِهِ، ثُمَّ إِنَّ عُثْمَانَ صَلَّى بَعْدُ أَرْبَعًا» .

فَكَانَ ابْنُ عُمَرَ إِذَا صَلَّى مَعَ الإِمَامِ، صَلَّى أَرْبَعًا، وَإِذَا صَلَّاهَا وَحْدَهُ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ

(3)

.

(1)

اللفظ للبخاري (1082) قال: حدثنا مُسَدَّد، قال: حدثنا يحيى، عن عبيد الله، قال: أخبرني نافع، به.

(2)

اللفظ لمسلم 2/ 146 (1538) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا أبو أسامة، حدثنا عبيد الله، عن نافع، به.

(3)

أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة، وأحمد، والبُخاري، ومسلم، والنَّسَائي، وابن خزيمة.

ص: 531

464 -

عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ الْعُمَرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ:

«صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ سِتَّ سِنِينَ بِمِنًى، فَصَلَّوْا صَلَاةَ الْمُسَافِرِ»

(1)

.

• وفي رواية

(2)

: «خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَكَانَ يُصَلِّي صَلَاةَ السَّفَرِ، يَعْنِي رَكْعَتَيْنِ، وَمَعَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ سِتَّ سِنِينَ مِنْ إِمْرَتِهِ، ثُمَّ صَلَّى أَرْبَعًا»

(3)

.

(1)

اللفظ لأحمد (4952) قال: حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا شعبة، عن خبيب بن عبد الرَّحمَن بن خبيب، عن حفص بن عاصم، به.

(2)

اللفظ لأحمد (5136) قال: حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن خبيب، يعني ابن عبد الرَّحمَن عن حفص بن عاصم، به.

(3)

أخرجه أحمد، ومسلم، والبزار.

ص: 532

465 -

عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ الْعُمَرِيِّ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ ابْنِ عُمَرَ فِي سَفَرٍ، فَصَلَّى الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ قَامَ إِلَى طِنْفِسَةٍ لَهُ، فَرَأَى نَاسًا يُسَبِّحُونَ بَعْدَهَا، فَقَالَ: مَا يَصْنَعُ هَؤُلَاءِ؟ قُلْتُ: يُسَبِّحُونَ، قَالَ: لَوْ كُنْتُ مُصَلِّيًا قَبْلَهَا، أَوْ بَعْدَهَا، لَأَتْمَمْتُهَا؛

«صَحِبْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم حَتَّى قُبِضَ، فَكَانَ لَا يَزِيدُ عَلَى رَكْعَتَيْنِ، وَأَبَا بَكْرٍ حَتَّى قُبِضَ، فَكَانَ لَا يَزِيدُ عَلَيْهِمَا، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ كَذَلِكَ»

(1)

.

• وفي رواية

(2)

: «عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، قَالَ: صَحِبْتُ ابْنَ عُمَرَ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ، قَالَ: فَصَلَّى لَنَا الظُّهْرَ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ أَقْبَلَ وَأَقْبَلنَا مَعَهُ حَتَّى جَاءَ رَحْلَهُ، وَجَلَسَ وَجَلَسْنَا مَعَهُ، فَحَانَتْ مِنْهُ التِفَاتَةٌ نَحْوَ حَيْثُ صَلَّى، فَرَأَى نَاسًا قِيَامًا، فَقَالَ: مَا يَصْنَعُ هَؤُلَاءِ؟ قُلْتُ: يُسَبِّحُونَ، قَالَ: لَوْ كُنْتُ مُسَبِّحًا أَتْمَمْتُ صَلَاتِي، يَا ابْنَ أَخِي؛ إِنِّي صَحِبْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي السَّفَرِ، فَلَمْ يَزِدْ عَلَى رَكْعَتَيْنِ حَتَّى قَبَضَهُ اللهُ، وَصَحِبْتُ أَبَا بَكْرٍ، فَلَمْ يَزِدْ عَلَى رَكْعَتَيْنِ حَتَّى قَبَضَهُ اللهُ، وَصَحِبْتُ عُمَرَ، فَلَمْ يَزِدْ عَلَى رَكْعَتَيْنِ حَتَّى قَبَضَهُ اللهُ، ثُمَّ صَحِبْتُ عُثْمَانَ، فَلَمْ يَزِدْ عَلَى رَكْعَتَيْنِ حَتَّى قَبَضَهُ اللهُ، وَقَدْ قَالَ اللهُ: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}»

(3)

.

في هذا الحديث:

• قول حفص بن عاصم: ثم قام إلى طِنفسة، وهي بكسر الطاء والفاء: طِنفِسة، وبضمهما: طُنفُسة، وبكسر الطاء وفتح الفاء: طِنفَسة؛ أي البُساط الذي له خَمْل رَقيق وجَمعه طَنافِس.

• وقوله: فرأى ناسًا يُسبحون بعدها؛ أي يصلون تطوعًا.

• وقوله: حتى جاء رَحْله؛ الرَّحل: الدار والمسكن والمنزل، في الحضر والسفر، والجمع رحال.

(1)

اللفظ لأحمد (5281) قال: حدثنا يحيى، عن عيسى بن حفص، حدثني أبي، به.

(2)

اللفظ لمسلم 2/ 144 (1525) قال: حدثنا عبد الله بن مَسلَمة بن قعنب، حدثنا عيسى بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب، عن أبيه، به.

(3)

أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة، وأحمد، وعَبد بن حُميد، والبُخاري، ومسلم، وابن ماجة، وأبو داود، والنَّسَائي، وأبو يَعلى، وابن خزيمة.

ص: 533

466 -

عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ الْعُمَرِيِّ، قَالَ: مَرِضْتُ مَرَضًا، فَجَاءَ ابْنُ عُمَرَ يَعُودُنِي، قَالَ: وَسَأَلْتُهُ عَنِ السُّبْحَةِ فِي السَّفَرِ، فَقَالَ:

«صَحِبْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي السَّفَرِ، فَمَا رَأَيْتُهُ يُسَبِّحُ، وَلَوْ كُنْتُ مُسَبِّحًا لَأَتْمَمْتُ، وَقَدْ قَالَ اللهُ تَعَالَى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}»

(1)

.

في هذا الحديث:

• قول حفص بن عاصم: وسألتُه عن السُّبحة في السفر؛ أي الركعات التي تُصلى قبل وبعد الصلوات.

(1)

أخرجه البُخاري، ومسلم. واللفظ لمسلم 2/ 144 (1526) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا يزيد، يعني ابن زُرَيع، عن عمر بن محمد، عن حفص بن عاصم، به.

ص: 534

(1)

اللفظ لأحمد (13015) قال: حدثنا عبد الرَّحمَن، عن سفيان، عن محمد بن المنكدر، وإبراهيم بن ميسرة، به.

(2)

اللفظ لمسلم 2/ 144 (1528) قال: حدثنا سعيد بن منصور، حدثنا سفيان، حدثنا محمد بن المنكدر، وإبراهيم بن ميسرة، به.

(3)

أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة، وأحمد، والدارِمي، والبُخاري، ومسلم، وأبو داود، والتِّرمِذي، والنَّسَائي، وأبو يَعلى، من طريق: محمد بن المُنكدِر، وإبراهيم بن مَيسرة، عن أنس بن مالك.

وأخرجه الحُميدي، والدارِمي، وأبو يَعلى، من طريق: محمد بن المُنكدِر، عن أنس.

وأخرجه الحُميدي، وأبو بكر بن أبي شيبة، وأبو يَعلى، من طريق: إبراهيم بن مَيسرة، عن أنس.

ص: 535

(1)

اللفظ للبخاري (1715) قال: حدثنا مُسَدَّد، حدثنا إسماعيل، عن أيوب، عن أبي قِلابة، به.

(2)

اللفظ لأحمد (12266) قال: حدثنا سفيان، عن أيوب، عن أبي قِلابة، به.

(3)

أخرجه الحُميدي، وأحمد، والبُخاري، ومسلم، والنَّسَائي، وأبو يَعلى.

ص: 536

469 -

عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ الْحَضْرَمِيِّ، قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ شُرَحْبِيلَ بْنِ السِّمْطِ إِلَى قَرْيَةٍ عَلَى رَأْسِ سَبْعَةَ عَشَرَ، أَوْ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ، مِيلًا، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، فَقُلْتُ لَهُ، فَقَالَ: رَأَيْتُ عُمَرَ صَلَّى بِذِي الْحُلَيْفَةِ رَكْعَتَيْنِ، فَقُلْتُ لَهُ، فَقَالَ

(1)

: إِنَّمَا أَفْعَلُ كَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَفْعَلُ

(2)

.

(1)

القائل؛ هو أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، رضي الله عنه.

(2)

أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة، وأحمد، ومسلم، والنَّسَائي. واللفظ لمسلم 2/ 145 (1530) قال: حدثنا زهير بن حرب، ومحمد بن بشار، جميعًا عن ابن مهدي، قال زهير: حدثنا عبد الرَّحمَن بن مهدي، حدثنا شعبة، عن يزيد بن خمير، عن حبيب بن عبيد، عن جُبير بن نُفير، به.

ص: 537

(1)

أخرجه أحمد، والدارِمي، والبُخاري، ومسلم، والنَّسَائي، وأبو يَعلى. واللفظ للبخاري (187) قال: حدثنا آدم، قال: حدثنا شعبة، قال: حدثنا الحكم، به.

ص: 538

(1)

أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة، وأحمد، ومسلم، وأبو يَعلى، وابن خزيمة. واللفظ لابن أبي شيبة (8249) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان، وابن أبي ليلى، عن عون بن أبي جحيفة السوائي، به.

ص: 539

(1)

أخرجه أحمد، وعَبد بن حُميد، والبُخاري، ومسلم، وأبو داود، والنَّسَائي. واللفظ لأحمد (13791) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا المُفَضَّل بن فَضَالة، عن عُقيل، عن ابن شهاب، به.

ص: 540

473 -

عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ؛

«رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يَجْمَعُ بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ، إِذَا جَدَّ بِهِ السَّيْرُ»

(1)

.

• وفي رواية

(2)

: «عَنْ سَالِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، رضي الله عنهما، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَعْجَلَهُ السَّيْرُ فِي السَّفَرِ، يُؤَخِّرُ الْمَغْرِبَ حَتَّى يَجْمَعَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ الْعِشَاءِ» .

قَالَ سَالِمٌ: وَكَانَ عَبْدُ اللهِ يَفْعَلُهُ إِذَا أَعْجَلَهُ السَّيْرُ

(3)

.

(1)

اللفظ لأحمد (4631) قال: حدثنا سفيان، عن الزُّهْرِي، عن سالم، به.

(2)

اللفظ للبخاري (1091) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب، عن الزُّهْرِي، قال: أخبرني سالم، به.

(3)

أخرجه الحُميدي، وأبو بكر بن أبي شيبة، وأحمد، والدارِمي، والبُخاري، ومسلم، والنَّسَائي، وأبو يَعلى، وابن خزيمة.

ص: 541

(1)

أخرجه مالك، وأحمد، ومسلم، والنَّسَائي. واللفظ لمسلم 2/ 150 (1567) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: قرأت على مالك: عن نافع، به.

ص: 542

476 -

عَنْ نَافِعٍ؛ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ اسْتُصْرِخَ عَلَى صَفِيَّةَ، فَسَارَ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ مَسِيرَةَ ثَلَاثِ لَيَالٍ، سَارَ حَتَّى أَمْسَى، فَقُلْتُ: الصَّلَاةَ، فَسَارَ وَلَمْ يَلْتَفِتْ، فَسَارَ حَتَّى أَظْلَمَ، فَقَالَ لَهُ سَالِمٌ، أَوْ رَجُلٌ: الصَّلَاةَ قَدْ أَمْسَيْتَ، فَقَالَ:

«إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، كَانَ إِذَا عَجِلَ بِهِ السَّيْرُ، جَمَعَ مَا بَيْنَ هَاتَيْنِ الصَّلَاتَيْنِ» .

وَإِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَجْمَعَ بَيْنَهُمَا، فَسِيرُوا، فَسَارَ حَتَّى غَابَ الشَّفَقُ، ثُمَّ نَزَلَ فَجَمَعَ بَيْنَهُمَا

(1)

.

• وفي رواية

(2)

: «عَنْ نَافِعٍ؛ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ اسْتُصْرِخَ عَلَى صَفِيَّةَ، وَهُوَ بِمَكَّةَ، فَسَارَ حَتَّى غَرَبَتِ الشَّمْسُ، وَبَدَتِ النُّجُومُ، فَقَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، كَانَ إِذَا عَجِلَ بِهِ أَمْرٌ فِي سَفَرٍ، جَمَعَ بَيْنَ هَاتَيْنِ الصَّلَاتَيْنِ» .

فَسَارَ حَتَّى غَابَ الشَّفَقُ، فَنَزَلَ فَجَمَعَ بَيْنَهُمَا

(3)

.

(1)

اللفظ لأحمد (5215) قال: حدثنا إسماعيل، أخبرنا أيوب، عن نافع، به.

(2)

اللفظ لأبي داود (1207) قال: حدثنا سليمان بن داود العتكي، حدثنا حماد، حدثنا أيوب، عن نافع، به.

(3)

أخرجه أحمد، وأبو داود.

ص: 544

477 -

عَنْ أَسْلَمَ الْعَدَوِيِّ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، رضي الله عنهما، بِطَرِيقِ مَكَّةَ، فَبَلَغَهُ عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ أَبِي عُبَيْدٍ شِدَّةُ وَجَعٍ، فَأَسْرَعَ السَّيْرَ حَتَّى إِذَا كَانَ بَعْدَ غُرُوبِ الشَّفَقِ، ثُمَّ نَزَلَ فَصَلَّى الْمَغْرِبَ وَالْعَتَمَةَ، يَجْمَعُ بَيْنَهُمَا، وَقَالَ:

«إِنِّي رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، إِذَا جَدَّ بِهِ السَّيْرُ، أَخَّرَ الْمَغْرِبَ وَجَمَعَ بَيْنَهُمَا»

(1)

.

(1)

أخرجه البُخاري (3000) قال: حدثنا سعيد بن أبي مريم، أخبرنا محمد بن جعفر، قال: أخبرني زيد، هو ابن أسلم، به.

ص: 545

478 -

عَنْ أَبِي الشَّعْثَاءِ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ:

«صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِالْمَدِينَةِ، ثَمَانِيًا جَمِيعًا، وَسَبْعًا جَمِيعًا»

(1)

.

• وفي رواية: «صَلَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم سَبْعًا جَمِيعًا، وَثَمَانِيًا جَمِيعًا»

(2)

.

• وفي رواية

(3)

: «أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى بِالْمَدِينَةِ سَبْعًا وَثَمَانِيًا؛ الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ، وَالْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ»

(4)

.

(1)

اللفظ للحُميدي (475) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا عَمرو بن دينار، قال: أخبرني جابر بن زيد، به.

(2)

اللفظ للبخاري (562) قال: حدثنا آدم، قال: حدثنا شعبة، قال: حدثنا عَمرو بن دينار، قال: سمعت جابر بن زيد، به.

(3)

اللفظ للبخاري (543) قال: حدثنا أبو النعمان، قال: حدثنا حماد، هو ابن زيد، عن عَمرو بن دينار، عن جابر بن زيد، به.

(4)

أخرجه الحُميدي، وأبو بكر بن أبي شيبة، وأحمد، وعَبد بن حُميد، والدارِمي، والبُخاري، ومسلم، وأبو داود، والنَّسَائي، وأبو يَعلى.

ص: 546

أبواب الاستسقاء

479 -

عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ:

«إِنِّي لَقَائِمٌ عِنْدَ الْمِنْبَرِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ، إِذْ قَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْمَسْجِدِ: يَا رَسُولَ اللهِ، حُبِسَ الْمَطَرُ، وَهَلَكَتِ الْمَوَاشِي، فَادْعُ اللهَ عز وجل أَنْ يَسْقِيَنَا، فَرَفَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَدَيْهِ، وَمَا نَرَى فِي السَّمَاءِ مِنْ سَحَابٍ، فَأَلَّفَ اللهُ تَعَالَى بَينَ السَّحَابِ، فَوَبَلَتْنَا حَتَّى رَأَيْنَا الرَّجُلَ الشَّدِيدَ تَهُمُّهُ نَفْسُهُ أَنْ يَأْتِيَ أَهْلَهُ، قَالَ: فَمُطِرْنَا سَبْعًا لَا تُقْلِعُ حَتَّى الْجُمُعَةِ الثَّانِيَةِ، وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ، فَقَالَ بَعْضُ الْقومِ: يَا رَسُولَ اللهِ، تَهَدَّمَتِ الْبُيوتُ، وَحُبِسَ السُّفَّارُ، ادْعُ اللهَ أَنْ يَرْفَعَهَا عَنَّا، فَرَفَعَ يَدَيْهِ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلَا عَلَيْنَا، فَتَقَوَّرَ مَا بَينَ رُؤُوسِنَا مِنْهَا حَتَّى كَأَنَّا فِي إِكْلِيلٍ، يُمْطَرُ مَا حَوْلَنَا، وَلَا نُمْطَرُ»

(1)

.

• وفي رواية

(2)

: «كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، يَخْطُبُ يَوْمَ جُمُعَةٍ، فَقَامَ النَّاسُ فَصَاحُوا، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، قَحَطَ الْمَطَرُ، وَاحْمَرَّتِ الشَّجَرُ، وَهَلَكَتِ الْبَهَائِمُ، فَادْعُ اللهَ يَسْقِينَا، فَقَالَ: اللَّهُمَّ اسْقِنَا، مَرَّتَيْنِ، وَايْمُ اللهِ، مَا نَرَى فِي السَّمَاءِ قَزَعَةً مِنْ سَحَابٍ، فَنَشَأَتْ سَحَابَةٌ وَأَمْطَرَتْ، وَنَزَلَ عَنِ الْمِنْبَرِ فَصَلَّى، فَلَمَّا انْصَرَفَ، لَمْ تَزَلْ تُمْطِرُ إِلَى الْجُمُعَةِ الَّتِي تَلِيهَا، فَلَمَّا قَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ صَاحُوا إِلَيْهِ: تَهَدَّمَتِ الْبُيُوتُ، وَانْقَطَعَتِ السُّبُلُ، فَادْعُ اللهَ يَحْبِسُهَا عَنَّا، فَتَبَسَّمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلَا عَلَيْنَا، فَكَشَطَتِ الْمَدِينَةُ، فَجَعَلَتْ تُمْطِرُ حَوْلَهَا، وَلَا تُمْطِرُ بِالْمَدِينَةِ قَطْرَةً، فَنَظَرْتُ إِلَى الْمَدِينَةِ وَإِنَّهَا لَفِي مِثْلِ الإِكْلِيلِ»

(3)

.

(1)

اللفظ لعَبد بن حُميد (1283) قال: حدثني هاشم بن القاسم، حدثنا سليمان بن المغيرة، عن ثابت، به.

(2)

اللفظ للبخاري (1021) قال: حدثنا محمد بن أبي بكر، حدثنا معتمر، عن عبيد الله، عن ثابت، به.

(3)

أخرجه أحمد، وعَبد بن حُميد، والبُخاري، ومسلم، وأبو داود، والنَّسَائي، وأبو يَعلى، وابن خزيمة.

ص: 547

480 -

عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ الأَنصَارِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، قَالَ:

«أَصَابَتِ النَّاسَ سَنَةٌ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَبَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ عَلَى الْمِنْبَرِ، يَوْمَ الْجُمُعَةِ، قَامَ أَعْرَابِيٌّ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَلَكَ الْمَالُ، وَجَاعَ الْعِيَالُ، فَادْعُ اللهَ لَنَا أَنْ يَسْقِيَنَا، قَالَ: فَرَفَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَدَيْهِ، وَمَا فِي السَّمَاءِ قَزَعَةٌ، قَالَ: فَثَارَ سَحَابٌ أَمْثَالُ الْجِبَالِ، ثُمَّ لَمْ يَنْزِلْ عَنْ مِنْبَرِهِ حَتَّى رَأَيْتُ الْمَطَرَ يَتَحَادَرُ عَلَى لِحيَتِهِ، قَالَ: فَمُطِرْنَا يَوْمَنَا ذَلِكَ، وَفِي الْغَدِ، وَمِنْ بَعْدِ الْغَدِ، وَالَّذِي يَلِيهِ، إِلَى الْجُمُعَةِ الأُخْرَى، فَقَامَ ذَلِكَ الأَعْرَابِيُّ، أَوْ رَجُلٌ غَيْرُهُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، تَهَدَّمَ الْبِنَاءُ، وَغَرِقَ الْمَالُ، فَادْعُ اللهَ لَنَا، فَرَفَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَدَيْهِ، وَقَالَ: اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلَا عَلَيْنَا، قَالَ: فَمَا جَعَلَ يُشِيرُ بِيَدِهِ إِلَى نَاحِيَةٍ مِنَ السَّمَاءِ، إِلَّا تَفَرَّجَتْ حَتَّى صَارَتِ الْمَدِينَةُ فِي مِثْلِ الْجَوْبَةِ حَتَّى سَالَ الْوَادِي، وَادِي قَنَاةَ، شَهْرًا، قَالَ: فَلَمْ يَجِئْ أَحَدٌ مِنْ نَاحِيَةٍ إِلَّا حَدَّثَ بِالْجَوْدِ»

(1)

.

(1)

أخرجه أحمد، والبُخاري، ومسلم، والنَّسَائي. واللفظ للبخاري (1033) قال: حدثنا محمد، قال: أخبرنا عبد الله، قال: أخبرنا الأوزاعي، قال: حدثنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة الأنصاري، به.

ص: 548

481 -

عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ:

«أَصَابَ أَهْلَ الْمَدِينَةِ قَحْطٌ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَبَيْنَا هُوَ يَخْطُبُ يَوْمَ جُمُعَةٍ، إِذْ قَامَ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَلَكَتِ الْكُرَاعُ، هَلَكَتِ الشَّاءُ، فَادْعُ اللهَ يَسْقِينَا، فَمَدَّ يَدَيْهِ وَدَعَا، قَالَ أَنَسٌ: وَإِنَّ السَّمَاءَ لَمِثْلُ الزُّجَاجَةِ، فَهَاجَتْ رِيحٌ أَنشَأَتْ سَحَابًا، ثُمَّ اجْتَمَعَ، ثُمَّ أَرْسَلَتِ السَّمَاءُ عَزَالِيَهَا، فَخَرَجْنَا نَخُوضُ الْمَاءَ حَتَّى أَتَيْنَا مَنَازِلَنَا، فَلَمْ نَزَلْ نُمْطَرُ إِلَى الْجُمُعَةِ الأُخْرَى، فَقَامَ إِلَيْهِ ذَلِكَ الرَّجُلُ، أَوْ غَيْرُهُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، تَهَدَّمَتِ الْبُيُوتُ، فَادْعُ اللهَ يَحْبِسْهُ، فَتَبَسَّمَ، ثُمَّ قَالَ: حَوَالَيْنَا وَلَا عَلَيْنَا، فَنَظَرْتُ إِلَى السَّحَابِ تَصَدَّعَ حَوْلَ الْمَدِينَةِ كَأَنَّهُ إِكْلِيلٌ»

(1)

.

(1)

أخرجه أحمد، والبُخاري، وأبو داود، وأبو يَعلى. واللفظ للبخاري (3582) قال: حدثنا مُسَدَّد، حدثنا حماد، عن عبد العزيز، (ح) وعن يونس، عن ثابت، به.

ص: 549

(1)

أخرجه أحمد، وعَبد بن حُميد، ومسلم، وأبو داود، وابن خزيمة. واللفظ لأحمد (12749) قال: حدثنا حسن بن موسى، حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، به.

ص: 550

483 -

عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ الْمَازِنِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ زَيْدٍ الْمَازِنِيَّ يَقُولُ:

«خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْمُصَلَّى، فَاسْتَسقَى، وَحَوَّلَ رِدَاءَهُ حِينَ اسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ»

(1)

.

• وفي رواية: «أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، خَرَجَ إِلَى الْمُصَلَّى يَسْتَسقِي، وَأَنَّهُ لَمَّا أَرَادَ أَنْ يَدْعُوَ، اسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ، وَحَوَّلَ رِدَاءَهُ»

(2)

.

• وفي رواية

(3)

: «خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْمُصَلَّى يَسْتَسْقِي، فَحَوَّلَ رِدَاءَهُ، وَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ، وَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ»

(4)

.

(1)

اللفظ لأحمد (16698) قال: قرأت على عبد الرَّحمَن: مالك، عن عبد الله بن أبي بكر، أنه سمع عباد بن تَميم، به.

(2)

اللفظ لمسلم 3/ 23 (2027) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، أخبرنا سليمان بن بلال، عن يحيى بن سعيد، قال: أخبرني أبو بكر بن محمد بن عَمرو، أن عباد بن تَميم أخبره، به.

(3)

اللفظ للحُميدي (419) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عَمرو بن حزم، أنه سمع عباد بن تَميم يحدث، به.

(4)

أخرجه مالك، والحُميدي، وأبو بكر بن أبي شيبة، وأحمد، والدارِمي، والبُخاري، ومسلم، وابن ماجة، وأبو داود، والنَّسَائي، وابن خزيمة.

ص: 551

484 -

عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ الْمَازِنِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ عَمَّهُ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:

«خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا يَسْتَسقِي، فَجَعَلَ إِلَى النَّاسِ ظَهْرَهُ، يَدْعُو اللهَ، وَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ، وَحَوَّلَ رِدَاءَهُ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ»

(1)

.

• وفي رواية

(2)

: «أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ بِالنَّاسِ إِلَى الْمُصَلَّى يَسْتَسْقِي لَهُمْ، فَقَامَ فَدَعَا قَائِمًا، ثُمَّ تَوَجَّهَ قِبَلَ الْقِبْلَةِ، وَحَوَّلَ رِدَاءَهُ، فَأُسْقُوا»

(3)

.

(1)

اللفظ لمسلم 3/ 23 (2028) قال: حدثني أبو الطاهر، وحَرمَلة، قالا: أخبرنا ابن وَهب، أخبرني يونس، عن ابن شهاب، قال: أخبرني عباد بن تَميم المازني، به.

(2)

اللفظ لأحمد (16718) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: حدثنا شعيب، عن الزُّهْرِي، قال: أخبرني عباد بن تَميم، به.

(3)

أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة، وأحمد، والدارِمي، والبُخاري، ومسلم، وأبو داود، والتِّرمِذي، والنَّسَائي، وابن خزيمة.

ص: 552

أبواب الكسوف

485 -

عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ الثَّعْلَبِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ يَقُولُ:

«انْكَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يَوْمَ مَاتَ إِبْرَاهِيمُ، فَقَالَ النَّاسُ: انْكَسَفَتْ لِمَوْتِ إِبْرَاهِيمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللهِ، لَا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ، فَادْعُوا اللهَ، وَصَلُّوا حَتَّى تَنْكَشِفَ»

(1)

.

(1)

أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة، وأحمد، والبُخاري، ومسلم، والنَّسَائي. واللفظ لأحمد (18465) قال: حدثنا عبد الرَّحمَن، حدثنا زائدة، عن زياد بن عِلاقة، به.

ص: 553

486 -

عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ الأَحْمَسِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مَسْعُودٍ الأَنصَارِيَّ يَقُولُ:

«انْكَسَفَت الشَّمْسُ يَوْمَ تُوُفِّيَ إِبْرَاهِيمُ ابْنُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ النَّاسُ: انْكَسَفَتِ الشَّمْسُ لِمَوْتِ إِبْرَاهِيمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللهِ لَا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتٍ وَلَا لِحَيَاةٍ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ فَافْزَعُوا إِلَى ذِكْرِ اللهِ، وَإِلَى الصَّلَاةِ»

(1)

.

في هذا الحديث:

• قال البُخاري: عقبة بن عَمرو أبو مسعود الأنصاري النَّجَّاري، رضي الله عنه، له صُحبة. قال يحيى القطان: مات أبو مسعود أيام علي، رضي الله عنه. «التاريخ الكبير» 6/ 429.

• وقول النبي صلى الله عليه وسلم: فإذا رأيتم ذلك فافزعوا؛ فافزعوا: أي أسرعوا وبادروا.

(1)

أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة، وأحمد، والدارِمي، والبُخاري، ومسلم، وابن ماجة، والنَّسَائي، وابن خزيمة. واللفظ للحُميدي (460) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا إسماعيل بن أبي خالد قال: سمعت قيسا، به.

ص: 554

487 -

عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ خَبَرِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، أَنَّهُ قَالَ:

«لَمَّا انْكَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، نُودِيَ بِالصَّلَاةِ جَامِعَةً، فَرَكَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَكْعَتَيْنِ فِي سَجْدَةٍ، ثُمَّ قَامَ، فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ فِي سَجْدَةٍ، ثُمَّ جُلِّيَ عَنِ الشَّمْسِ.

فَقَالَتْ عَائِشَةُ: مَا رَكَعْتُ رُكُوعًا قَطُّ، وَلَا سَجَدْتُ سُجُودًا قَطُّ، كَانَ أَطْوَلَ مِنْهُ»

(1)

.

في هذا الحديث:

• قول عبد الله بن عمرو بن العاص: ثم جُلِّي عن الشمس؛ أي انكشف عنها تأثير الكسوف.

(1)

أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة، وأحمد، والبُخاري، ومسلم، والنَّسَائي. واللفظ لمسلم 3/ 34 (2069) قال: حدثني محمد بن رافع، حدثنا أبو النضر، حدثنا أبو معاوية، وهو شيبان النحوي، عن يحيى، عن أبي سلمة (ح) وحدثنا عبد الله بن عبد الرَّحمَن الدارمي، أخبرنا يحيى بن حسان، حدثنا معاوية بن سلام، عن يحيى بن أبي كثير، قال: أخبرني أبو سلمة بن عبد الرَّحمَن، به.

ص: 555

488 -

عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ:

«خَسَفَتِ الشَّمْسُ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي، فَأَطَالَ الْقِيَامَ جِدًّا، ثُمَّ رَكَعَ فَأَطَالَ الرُّكُوعَ جِدًّا، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، فَقَامَ فَأَطَالَ الْقِيَامَ جِدًّا، وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الأَوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ فَأَطَالَ الرُّكُوعَ جِدًّا، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، فَقَامَ فَأَطَالَ الْقِيَامَ جِدًّا، وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الأَوَّلِ، ثُمَّ سَجَدَ، ثُمَّ قَامَ فَأَطَالَ الْقِيَامَ، وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الأَوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ فَأَطَالَ الرُّكُوعَ، وَهُوَ دُونَ الرُّكُوعِ الأَوَّلِ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، فَقَامَ فَأَطَالَ الْقِيَامَ، وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الأَوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ فَأَطَالَ الرُّكُوعَ، وَهُوَ دُونَ الرُّكُوعِ الأَوَّلِ، ثُمَّ سَجَدَ، فَانْصَرَفَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَقَدْ تَجَلَّتِ الشَّمْسُ، فَخَطَبَ النَّاسَ، فَحَمِدَ اللهَ عز وجل وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ مِنْ آيَاتِ اللهِ، وَإِنَّهُمَا لَا يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمَا فَكَبِّرُوا، وَادْعُوا اللهَ عز وجل وَصَلُّوا، وَتَصَدَّقُوا، يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ، مَا مِنْ أَحَدٍ أَغْيَرُ مِنَ اللهِ عز وجل أَنْ يَزْنِيَ عَبْدُهُ، أَوْ تَزْنِيَ أَمَتُهُ، يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ، وَاللهِ لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ، لَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا، وَلَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا، أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ»

(1)

.

(1)

أخرجه مالك، والحُميدي، وأبو بكر بن أبي شيبة، وأحمد، والدارِمي، والبُخاري، ومسلم، وأبو داود، والنَّسَائي، وابن خزيمة. واللفظ لأحمد (25949) قال: حدثنا ابن نمير، أخبرنا هشام، عن أبيه، به.

ص: 556

489 -

عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ:

«خَسَفَتِ الشَّمْسُ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَخَرَجَ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَقَامَ وَكَبَّرَ وَصَفَّ النَّاسَ وَرَاءَهُ، فَاقْتَرَأَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قِرَاءَةً طَوِيلَةً، ثُمَّ كَبَّرَ فَرَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، فَقَالَ: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ، ثُمَّ قَامَ فَاقْتَرَأَ قِرَاءَةً طَوِيلَةً، هِيَ أَدْنَى مِنَ الْقِرَاءَةِ الأُولَى، ثُمَّ كَبَّرَ فَرَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا، هُوَ أَدْنَى مِنَ الرُّكُوعِ الأَوَّلِ، ثُمَّ قَالَ: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ، ثُمَّ فَعَلَ فِي الرَّكْعَةِ الآخِرَةِ مِثْلَ ذَلِكَ، فَاسْتَكْمَلَ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ وَأَرْبَعَ سَجَدَاتٍ، وَانْجَلَتِ الشَّمْسُ قَبْلَ أَنْ يَنْصَرِفَ، ثُمَّ قَامَ فَخَطَبَ النَّاسَ، فَأَثْنَى عَلَى اللهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللهِ لَا يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ، وَلَا لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمَا فَافْزَعُوا إِلَى الصَّلَاةِ»

(1)

.

(1)

أخرجه أحمد، والبُخاري، وابن ماجة، والنَّسَائي، وابن خزيمة. واللفظ لابن خزيمة (1465) قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى، أخبرنا ابن وَهب، أخبرني يونس، عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير، به.

ص: 557

490 -

عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ، قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ:

«خَسَفَتِ الشَّمْسُ، فَقَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَقَرَأَ سُورَةً طَوِيلَةً، ثُمَّ رَكَعَ فَأَطَالَ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، ثُمَّ اسْتَفْتَحَ بِسُورَةٍ أُخْرَى، ثُمَّ رَكَعَ حَتَّى قَضَاهَا وَسَجَدَ، ثمَّ فَعَلَ ذَلِكَ فِي الثَّانِيَةِ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّهُمَا آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ فَصَلُّوا حَتَّى يُفْرَجَ عَنْكُمْ، لَقَدْ رَأَيْتُ فِي مَقَامِي هَذَا كُلَّ شَيْءٍ وُعِدْتُهُ حَتَّى لَقَدْ رَأَيْتُ أُرِيدُ أَنْ آخُذَ قِطْفًا مِنَ الْجَنَّةِ حِينَ رَأَيْتُمُونِي جَعَلْتُ أَتَقَدَّمُ، وَلَقَدْ رَأَيْتُ جَهَنَّمَ يَحْطِمُ بَعْضُهَا بَعْضًا حِينَ رَأَيْتُمُونِي تَأَخَّرْتُ، وَرَأَيْتُ فِيهَا عَمْرَو بْنَ لُحَيٍّ، وَهُوَ الَّذِي سَيَّبَ السَّوَائِبَ»

(1)

.

• وفي رواية

(2)

: «خَسَفَتِ الشَّمْسُ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَامَ فَكَبَّرَ، فَصَفَّ النَّاسُ وَرَاءَهُ، فَاقْتَرَأَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قِرَاءَةً طَوِيلَةً، ثُمَّ كَبَّرَ فَرَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، فَقَالَ: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ، ثُمَّ قَامَ فَاقْتَرَأَ قِرَاءَةً طَوِيلَةً، هِيَ أَدْنَى مِنَ الْقِرَاءَةِ الأُولَى، ثُمَّ كَبَّرَ فَرَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا، هُوَ أَدْنَى مِنَ الرُّكُوعِ الأَوَّلِ، ثُمَّ قَالَ: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ، ثُمَّ سَجَدَ، ثُمَّ فَعَلَ فِي الرَّكْعَةِ الأُخْرَى مِثْلَ ذَلِكَ، فَاسْتَكْمَلَ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، وَأَرْبَعَ سَجَدَاتٍ، وَانْجَلَتِ الشَّمْسُ قَبْلَ أَنْ يَنْصَرِفَ، ثُمَّ قَامَ فَخَطَبَ النَّاسَ، وَأَثْنَى عَلَى اللهِ عز وجل بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللهِ عز وجل، لَا يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمَا فَصَلُّوا حَتَّى يُفْرَجَ عَنْكُمْ، وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: رَأَيْتُ فِي مَقَامِي هَذَا كُلَّ شَيْءٍ وُعِدْتُمْ، ثُمَّ لَقَدْ رَأَيْتُمُونِي أَرَدْتُ أَنْ آخُذَ قِطْفًا مِنَ الْجَنَّةِ، حِينَ رَأَيْتُمُونِي جَعَلْتُ أَتَقَدَّمُ، وَلَقَدْ رَأَيْتُ جَهَنَّمَ يَحْطِمُ بَعْضُهَا بَعْضًا، حِينَ رَأَيْتُمُونِي تَأَخَّرْتُ، وَرَأَيْتُ فِيهَا ابْنَ لُحَيٍّ، وَهُوَ الَّذِي سَيَّبَ السَّوَائِبَ»

(3)

.

(1)

اللفظ للبخاري (1212) قال: حدثنا محمد بن مقاتل، أخبرنا عبد الله، أخبرنا يونس، عن الزُّهْرِي، عن عروة، به.

(2)

اللفظ للنَّسَائي في «المُجتَبى» (1488) قال: أخبرنا محمد بن سلمة، عن ابن وَهب، عن يونس، عن ابن شهاب، قال: أخبرني عروة بن الزبير، به.

(3)

أخرجه البُخاري، ومسلم، وابن ماجة، وأبو داود، والنَّسَائي، وابن خزيمة.

ص: 558

491 -

عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ الْهِلَالِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَالَ:

«خَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَصَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَالنَّاسُ مَعَهُ، فَقَامَ قِيَامًا طَوِيلًا، نَحْوًا مِنْ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا، ثُمَّ رَفَعَ، فَقَامَ قِيَامًا طَوِيلًا، وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الأَوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا، وَهُوَ دُونَ الرُّكُوعِ الأَوَّلِ، ثُمَّ سَجَدَ، ثُمَّ قَامَ فَقَامَ قِيَامًا طَوِيلًا، وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الأَوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا، وَهُوَ دُونَ الرُّكُوعِ الأَوَّلِ، ثُمَّ رَفَعَ، فَقَامَ قِيَامًا طَوِيلًا، وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الأَوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا، وَهُوَ دُونَ الرُّكُوعِ الأَوَّلِ، ثُمَّ رَفَعَ، ثُمَّ سَجَدَ، ثُمَّ انْصَرَفَ، وَقَدْ تَجَلَّتِ الشَّمْسُ، فَقَالَ: إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللهِ، لَا يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ، وَلَا لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ، فَاذْكُرُوا اللهَ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، رَأَيْنَاكَ تَنَاوَلْتَ شَيْئًا فِي مَقَامِكَ هَذَا، ثُمَّ رَأَيْنَاكَ تَكَعْكَعْتَ، فَقَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ الْجَنَّةَ، أَوْ أُرِيتُ الْجَنَّةَ، فَتَنَاوَلْتُ مِنْهَا عُنْقُودًا، وَلَوْ أَخَذْتُهُ لَأَكَلْتُمْ مِنْهُ مَا بَقِيَتِ الدُّنْيَا، وَرَأَيْتُ النَّارَ، فَلَمْ أَرَ كَالْيَوْمِ مَنْظَرًا قَطُّ، وَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ، قَالُوا: لِمَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: بِكُفْرِهِنَّ، قِيلَ: يَكْفُرْنَ بِاللهِ؟ قَالَ: يَكْفُرْنَ الْعَشيرَ، وَيَكْفُرْنَ الإِحْسَانَ، لَوْ أَحْسَنْتَ إِلَى إِحْدَاهُنَّ الدَّهْرَ، ثُمَّ رَأَتْ مِنْكَ شَيْئًا، قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ مِنْكَ خَيْرًا قَطُّ»

(1)

.

(1)

أخرجه مالك، وأحمد، والدارِمي، والبُخاري، ومسلم، وأبو داود، والنَّسَائي، وابن خزيمة. واللفظ للبخاري (5197) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، أخبرنا مالك، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، به.

ص: 559

492 -

عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، قَالَتِ:

«انْكَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَامَ فَصَلَّى، فَأَطَالَ الْقِيَامَ، ثُمَّ رَكَعَ فَأَطَالَ الرُّكُوعَ، ثُمَّ رَفَعَ فَأَطَالَ الْقِيَامَ، ثُمَّ رَكَعَ فَأَطَالَ الرُّكُوعَ، ثُمَّ رَفَعَ فَأَطَالَ الْقِيَامَ، ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ فَعَلَ فِي الثَّانِيَةِ مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ قَالَ: لَقَدْ أُدْنِيَتْ مِنِّي الْجَنَّةُ حَتَّى لَوِ اجْتَرَأْتُ عَلَيْهَا لَأَتَيْتُكُمْ بِقِطْفٍ مِنْ أَقْطَافِهَا، وَلَقَدْ أُدْنِيَتْ مِنِّي النَّارُ حَتَّى قُلْتُ: يَا رَبِّ وَأَنَا مَعَهُمْ، فَرَأَيْتُ فِيهَا هِرَّةً، قَالَ: حَسِبْتُ أَنَّهَا تَخْدِشُ امْرَأَةً، حَبَسَتْهَا فَلَمْ تُطْعِمْهَا، وَلَمْ تَدَعْهَا تَأْكُلُ مِنْ خَشَاشِ الأَرْضِ حَتَّى مَاتَتْ»

(1)

.

(1)

أخرجه أحمد، والبُخاري، وابن ماجة، والنَّسَائي. واللفظ لأحمد (27606) قال: حدثنا وكيع، عن نافع بن عمر، عن ابن أبي مُلَيكة، به.

ص: 560

493 -

عَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَنصَارِيَّةِ، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؛

«أَنَّ يَهُودِيَّةً جَاءَتْ تَسْأَلُهَا، فَقَالَتْ لَهَا: أَعَاذَكِ اللهُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، فَسَأَلَتْ عَائِشَةُ، رضي الله عنها، رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَيُعَذَّبُ النَّاسُ فِي قُبُورِهِمْ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: عَائِذًا بِاللهِ مِنْ ذَلِكَ، ثُمَّ رَكِبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ غَدَاةٍ مَرْكَبًا، فَخَسَفَتِ الشَّمْسُ، فَرَجَعَ ضُحًى، فَمَرَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ ظَهْرَانَيِ الْحُجَرِ، ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي، وَقَامَ النَّاسُ وَرَاءَهُ، فَقَامَ قِيَامًا طَوِيلًا، ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا، ثُمَّ رَفَعَ، فَقَامَ قِيَامًا طَوِيلًا، وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الأَوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا، وَهُوَ دُونَ الرُّكُوعِ الأَوَّلِ، ثُمَّ رَفَعَ، فَسَجَدَ، ثُمَّ قَامَ، فَقَامَ قِيَامًا طَوِيلًا، وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الأَوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا، وَهُوَ دُونَ الرُّكُوعِ الأَوَّلِ، ثُمَّ قَامَ قِيَامًا طَوِيلًا، وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الأَوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا، وَهُوَ دُونَ الرُّكُوعِ الأَوَّلِ، ثُمَّ رَفَعَ، فَسَجَدَ وَانْصَرَفَ، فَقَالَ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَقُولَ، ثُمَّ أَمَرَهُمْ أَنْ يَتَعَوَّذُوا مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ»

(1)

.

• وفي رواية: «عَنْ عَمْرَةَ؛ أَنَّ يَهُودِيَّةً أَتَتْ عَائِشَةَ، رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهَا، تَسْأَلُهَا، فَقَالَتْ: أَعَاذَكِ اللهُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، يُعَذَّبُ النَّاسُ فِي الْقُبُورِ؟ ! قَالَتْ عَمْرَةُ: فَقَالَتْ عَائِشَةُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: عَائِذًا بِاللهِ، ثُمَّ رَكِبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ غَدَاةٍ مَرْكَبًا، فَخَسَفَتِ الشَّمْسُ، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَخَرَجْتُ فِي نِسْوَةٍ بَيْنَ ظَهْرَيِ الْحُجَرِ فِي الْمَسْجِدِ، فَأَتَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ مَرْكَبِهِ حَتَّى انْتَهَى إِلَى مُصَلَّاهُ الَّذِي كَانَ يُصَلِّي فِيهِ، فَقَامَ، وَقَامَ النَّاسُ وَرَاءَهُ، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَقَامَ قِيَامًا طَوِيلًا، ثُمَّ رَكَعَ، فَرَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا، ثُمَّ رَفَعَ، فَقَامَ قِيَامًا طَوِيلًا، وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الأَوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ، فَرَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا، وَهُوَ دُونَ الرُّكُوعِ الأَوَّلِ، ثُمَّ رَفَعَ وَقَدْ تَجَلَّتِ الشَّمْسُ، فَقَالَ: إِنِّي قَدْ رَأَيْتُكُمْ تُفْتَنُونَ فِي الْقُبُورِ كَفِتْنَةِ الدَّجَّالِ.

قَالَتْ عَمْرَةُ: فَسَمِعْتُ عَائِشَةَ تَقُولُ: فَكُنْتُ أَسْمَعُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ ذَلِكَ يَتَعَوَّذُ مِنْ عَذَابِ النَّارِ، وَعَذَابِ الْقَبْرِ»

(2)

.

• وفي رواية: «جَاءَتْنِي يَهُودِيَّةٌ تَسْأَلُنِي، فَقَالَتْ: أَعَاذَكِ اللهُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، فَلَمَّا جَاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَنُعَذَّبُ فِي الْقُبُورِ؟ قَالَ: عَائِذٌ بِاللهِ، فَرَكِبَ مَرْكَبًا، فَخَسَفَتِ الشَّمْسُ، فَخَرَجْتُ فَكُنْتُ بَيْنَ الْحُجَرِ مَعَ النِّسْوَةِ، فَجَاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنْ مَرْكَبِهِ، فَأَتَى مُصَلَّاهُ فَصَلَّى النَّاسُ وَرَاءَهُ، فَقَامَ فَأَطَالَ الْقِيَامَ، ثُمَّ رَكَعَ فَأَطَالَ الرُّكُوعَ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَأَطَالَ الْقِيَامَ، ثُمَّ رَكَعَ فَأَطَالَ الرُّكُوعَ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَأَطَالَ الْقِيَامَ، ثُمَّ سَجَدَ فَأَطَالَ السُّجُودَ، ثُمَّ قَامَ أَيْسَرَ مِنْ قِيَامِهِ الأَوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ أَيْسَرَ مِنْ رُكُوعِهِ الأَوَّلِ، ثُمَّ قَامَ أَيْسَرَ مِنْ قِيَامِهِ الأَوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ أَيْسَرَ مِنْ رُكُوعِهِ الأَوَّلِ، ثُمَّ سَجَدَ أَيْسَرَ مِنْ سُجُودِهِ الأَوَّلِ، فَكَانَتْ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، وَأَرْبَعَ سَجَدَاتٍ، فَتَجَلَّتِ الشَّمْسُ، فَقَالَ: إِنَّكُمْ تُفْتَنُونَ فِي الْقُبُورِ كَفِتْنَةِ الدَّجَّالِ، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَسَمِعْتُهُ بَعْدَ ذَلِكَ يَسْتَعِيذُ بِاللهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ»

(3)

.

• وفي رواية

(4)

: «عَنْ عَائِشَةَ، رضي الله عنها؛ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَسْتَعِيذُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَمِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ، وَقَالَ: إِنَّكُمْ تُفْتَنُونَ فِي قُبُورِكُمْ»

(5)

.

(1)

اللفظ للبخاري (1049 و 1050) قال: حدثنا عبد الله بن مَسلَمة، عن مالك، عن يحيى بن سعيد، عن عمرة بنت عبد الرَّحمَن، به.

(2)

اللفظ لمسلم 3/ 30 (2053) قال: حدثنا عبد الله بن مَسلَمة القَعنَبي، حدثنا سليمان، يعني ابن بلال، عن يحيى، عن عمرة، به.

(3)

اللفظ لأحمد (24906) قال: حدثنا يحيى، عن يحيى بن سعيد قال: حدثتني عمرة، به.

(4)

اللفظ للنَّسَائي في «المُجتَبى» (2083) قال: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا سفيان، عن يحيى، عن عمرة، به.

(5)

أخرجه مالك، والحُميدي، وأحمد، والدارِمي، والبُخاري، ومسلم، والنَّسَائي، وابن خزيمة.

ص: 561

494 -

عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ الْقُرَشِيَّةِ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، قَالَتْ:

«كَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَفَزِعَ، فَأَخْطَأَ بِدِرْعٍ حَتَّى أُدْرِكَ بِرِدَائِهِ بَعْدَ ذَلِكَ، قَالَتْ: فَقَضَيْتُ حَاجَتِي ثُمَّ جِئْتُ وَدَخَلْتُ الْمَسْجِدَ، فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَائِمًا، فَقُمْتُ مَعَهُ، فَأَطَالَ الْقِيَامَ حَتَّى رَأَيْتُنِي أُرِيدُ أَنْ أَجْلِسَ، ثُمَّ أَلتَفِتُ إِلَى الْمَرْأَةِ الضَّعِيفَةِ فَأَقُولُ: هَذِهِ أَضْعَفُ مِنِّي فَأَقُومُ، فَرَكَعَ فَأَطَالَ الرُّكُوعَ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَأَطَالَ الْقِيَامَ حَتَّى لَوْ أَنَّ رَجُلًا جَاءَ خُيِّلَ إِلَيْهِ أَنَّهُ لَمْ يَرْكَعْ»

(1)

.

(1)

أخرجه أحمد، ومسلم. واللفظ لمسلم 3/ 33 (2063) قال: حدثني أحمد بن سعيد الدارمي، حدثنا حبان، حدثنا وهيب، حدثنا منصور، عن أمه، به.

ص: 562

495 -

عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، رضي الله عنهما، أَنَّهَا قَالَتْ:

«أَتَيْتُ عَائِشَةَ، رضي الله عنها، زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حِينَ خَسَفَتِ الشَّمْسُ، فَإِذَا النَّاسُ قِيَامٌ يُصَلُّونَ، وَإِذَا هِيَ قَائِمَةٌ تُصَلِّي، فَقُلْتُ: مَا لِلنَّاسِ؟ فَأَشَارَتْ بِيَدِهَا إِلَى السَّمَاءِ، وَقَالَتْ: سُبْحَانَ اللهِ، فَقُلْتُ: آيَةٌ؟ فَأَشَارَتْ: أَيْ نَعَمْ، قَالَتْ: فَقُمْتُ حَتَّى تَجَلَّانِي الْغَشْيُ، فَجَعَلْتُ أَصُبُّ فَوْقَ رَأْسِي الْمَاءَ، فَلَمَّا انْصَرَفَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، حَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: مَا مِنْ شَيْءٍ كُنْتُ لَمْ أَرَهُ إِلَّا قَدْ رَأَيْتُهُ فِي مَقَامِي هَذَا حَتَّى الْجَنَّةَ وَالنَّارَ، وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّكُمْ تُفْتَنُونَ فِي الْقُبُورِ مِثْلَ، أَوْ قَرِيبًا، مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ، (لَا أَدْرِي أَيَّتَهُمَا قَالَتْ أَسْمَاءُ)، يُؤْتَى أَحَدُكُمْ، فَيُقَالُ لَهُ: مَا عِلْمُكَ بِهَذَا الرَّجُلِ؟ فَأَمَّا الْمُؤْمِنُ، أَوِ الْمُوقِنُ، (لَا أَدْرِي أَيَّ ذَلِكَ قَالَتْ أَسْمَاءُ)، فَيَقُولُ: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم جَاءَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى، فَأَجَبْنَا وَآمَنَّا وَاتَّبَعْنَا، فَيُقَالُ لَهُ: نَمْ صَالِحًا، فَقَدْ عَلِمْنَا إِنْ كُنْتَ لَمُوقِنًا، وَأَمَّا الْمُنَافِقُ، أَوِ الْمُرْتَابُ، (لَا أَدْرِي أَيَّتَهُمَا قَالَتْ أَسْمَاءُ)، فَيَقُولُ: لَا أَدْرِي، سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ شَيْئًا فَقُلْتُهُ»

(1)

.

• وفي رواية

(2)

: «خَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَدَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ وَهِيَ تُصَلِّي، فَقُلْتُ: مَا شَأْنُ النَّاسِ يُصَلُّونَ؟ فَأَشَارَتْ بِرَأْسِهَا إِلَى السَّمَاءِ، فَقُلْتُ: آيَةٌ؟ قَالَتْ: نَعَمْ، فَأَطَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْقِيَامَ جِدًّا حَتَّى تَجَلَّانِي الْغَشْيُ، فَأَخَذْتُ قِرْبَةً مِنْ مَاءٍ إِلَى جَنْبِي، فَجَعَلْتُ أَصُبُّ عَلَى رَأْسِي، أَوْ عَلَى وَجْهِي، مِنَ الْمَاءِ، قَالَتْ: فَانْصَرَفَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَقَدْ تَجَلَّتِ الشَّمْسُ، فَخَطَبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم النَّاسَ، فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ، مَا مِنْ شَيْءٍ لَمْ أَكُنْ رَأَيْتُهُ إِلَّا قَدْ رَأَيْتُهُ فِي مَقَامِي هَذَا حَتَّى الْجَنَّةَ وَالنَّارَ، وَإِنَّهُ قَدْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّكُمْ تُفْتَنُونَ فِي الْقُبُورِ قَرِيبًا، أَوْ مِثْلَ، فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ، (لَا أَدْرِي أَيَّ ذَلِكَ قَالَتْ أَسْمَاءُ)، فَيُؤْتَى أَحَدُكُمْ، فَيُقَالُ: مَا عِلْمُكَ بِهَذَا الرَّجُلِ؟ فَأَمَّا الْمُؤْمِنُ، أَوِ الْمُوقِنُ، (لَا أَدْرِي أَيَّ ذَلِكَ قَالَتْ أَسْمَاءُ)، فَيَقُولُ: هُوَ مُحَمَّدٌ، هُوَ رَسُولُ اللهِ، جَاءَ بِالْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى، فَأَجَبْنَا وَأَطَعْنَا، ثَلَاثَ مِرَارٍ، فَيُقَالُ لَهُ: نَمْ قَدْ كُنَّا نَعْلَمُ إِنَّكَ لَتُؤْمِنُ بِهِ، فَنَمْ صَالِحًا، وَأَمَّا الْمُنَافِقُ، أَوِ الْمُرْتَابُ، (لَا أَدْرِي أَيَّ ذَلِكَ قَالَتْ أَسْمَاءُ): فَيَقُولُ: لَا أَدْرِي، سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ شَيْئًا فَقُلْتُ»

(3)

.

(1)

اللفظ للبخاري (1053) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: أخبرنا مالك، عن هشام بن عروة، عن امرأته فاطمة بنت المنذر، به.

(2)

اللفظ لمسلم 3/ 32 (2058) قال: حدثنا محمد بن العلاء الهمداني، حدثنا ابن نمير، حدثنا هشام، عن فاطمة، به.

(3)

أخرجه مالك، وأبو بكر بن أبي شيبة، وأحمد، والبُخاري، ومسلم، والنَّسَائي.

ص: 563

496 -

عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ بْنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ، عَنْ أَسْمَاءَ، قَالَتْ:

«وَلَقَدْ أَمَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِالْعَتَاقَةِ فِي صَلَاةِ كُسُوفِ الشَّمْسِ»

(1)

.

• وفي رواية

(2)

: «إِنْ كُنَّا لَنُؤْمَرُ بِالْعَتَاقَةِ فِي صَلَاةِ الْخُسُوفِ»

(3)

.

(1)

اللفظ لأحمد (27566) قال: حدثنا معاوية بن عَمرو، قال: حدثنا زائدة، عن هشام بن عروة، عن فاطمة بنت المنذر، به.

(2)

اللفظ لأحمد (27565) قال: حدثنا عثام بن علي أبو علي العامري، قال: حدثنا هشام بن عروة، عن فاطمة، به.

(3)

أخرجه أحمد، والدارِمي، والبُخاري، وأبو داود، والنَّسَائي، وابن خزيمة.

ص: 564

أبواب صلاة الخوف

• يقول الله سبحانه وتعالى: {وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً وَاحِدَةً وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ كَانَ بِكُمْ أَذًى مِنْ مَطَرٍ أَوْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَنْ تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ وَخُذُوا حِذْرَكُمْ إِنَّ اللهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا * فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا} النساء: (102 و 103).

وقال سبحانه: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ * فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَاذْكُرُوا اللهَ كَمَا عَلَّمَكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ} البقرة: (238 و 239).

* * *

ص: 565

497 -

عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ قَالَ:

«غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم غَزْوَتَهُ قِبَلَ نَجْدٍ، فَوَازَيْنَا الْعَدُوَّ وَصَافَفْنَاهُمْ، فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي لَنَا، فَقَامَ طَائِفَةٌ مِنَّا مَعَهُ، وَأَقْبَلَ طَائِفَةٌ عَلَى الْعَدُوِّ، فَرَكَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِمَنْ مَعَهُ رَكْعَةً وَسَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ انْصَرَفُوا، فَكَانُوا مَكَانَ الطَّائِفَةِ الَّتِي لَمْ تُصَلِّ، وَجَاءَتِ الطَّائِفَةُ الَّتِي لَمْ تُصَلِّ، فَرَكَعَ بِهِمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم رَكْعَةً وَسَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ سَلَّمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَامَ كُلُّ رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَرَكَعَ لِنَفْسِهِ رَكْعَةً وَسَجْدَتَيْنِ»

(1)

.

• وفي رواية

(2)

: «أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، صَلَّى بِإِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ رَكْعَةً، وَالطَّائِفَةُ الأُخْرَى مُوَاجِهَةُ الْعَدُوِّ، ثُمَّ انْصَرَفُوا، فَقامُوا فِي مَقَامِ أُولَئِكَ، وَجَاءَ أُولَئِكَ فَصَلَّى بِهِمْ رَكْعَةً أُخْرَى، ثُمَّ سَلَّمَ عَلَيْهِمْ، ثُمَّ قَامَ هَؤُلَاءِ فَقَضَوْا رَكْعَتَهُمْ، وَقَامَ هَؤُلَاءِ فَقَضَوْا رَكْعَتَهُمْ»

(3)

.

(1)

اللفظ للدارمي (1546) قال: أخبرنا الحكم بن نافع، عن شعيب، عن الزُّهْرِي، قال: أخبرني سالم بن عبد الله، به.

(2)

اللفظ لأبي داود (1243) قال: حدثنا مُسَدَّد، حدثنا يزيد بن زُرَيع، عن مَعمَر، عن الزُّهْرِي، عن سالم، به.

(3)

أخرجه أحمد، والدارِمي، والبُخاري، ومسلم، وأبو داود، والتِّرمِذي، والنَّسَائي، وابن خزيمة.

ص: 566

498 -

عَنْ نَافِعٍ؛ أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ، رضي الله عنهما، كَانَ إِذَا سُئِلَ عَنْ صَلَاةِ الْخَوْفِ، قَالَ: يَتَقَدَّمُ الإِمَامُ، وَطَائِفَةٌ مِنَ النَّاسِ، فَيُصَلِّي بِهِمُ الإِمَامُ رَكْعَةً، وَتَكُونُ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْعَدُوِّ، لَمْ يُصَلُّوا، فَإِذَا صَلَّوُا الَّذِينَ مَعَهُ رَكْعَةً، اسْتَأْخَرُوا مَكَانَ الَّذِينَ لَمْ يُصَلُّوا، وَلَا يُسَلِّمُونَ، وَيَتَقَدَّمُ الَّذِينَ لَمْ يُصَلُّوا، فَيُصَلُّونَ مَعَهُ رَكْعَةً، ثُمَّ يَنْصَرِفُ الإِمَامُ، وَقَدْ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، فَيَقُومُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَ الطَّائِفَتَيْنِ، فَيُصَلُّونَ لأَنفُسِهِمْ رَكْعَةً، بَعْدَ أَنْ يَنْصَرِفَ الإِمَامُ، فَيَكُونُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَ الطَّائِفَتَيْنِ قَدْ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، فَإِنْ كَانَ خَوْفٌ هُوَ أَشَدَّ مِنْ ذَلِكَ، صَلَّوْا رِجَالًا، قِيَامًا عَلَى أَقْدَامِهِمْ، أَوْ رُكْبَانًا مُسْتَقْبِلِي الْقِبْلَةِ، أَوْ غَيْرَ مُسْتَقْبِلِيهَا.

قَالَ مَالِكٌ: قَالَ نَافِعٌ: لَا أُرَى عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ ذَكَرَ ذَلِكَ إِلَّا عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم

(1)

.

(1)

أخرجه مالك، والبُخاري، والبزار، وابن خزيمة. واللفظ للبخاري (4535) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، حدثنا مالك، عن نافع، به.

ص: 567

499 -

عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ:

«صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَاةَ الْخَوْفِ فِي بَعْضِ أَيَّامِهِ، فَقَامَتْ طَائِفَةٌ مَعَهُ، وَطَائِفَةٌ بِإِزَاءِ الْعَدُوِّ، فَصَلَّى بِالَّذِينَ مَعَهُ رَكْعَةً، ثُمَّ ذَهَبُوا، وَجَاءَ الآخَرُونَ فَصَلَّى بِهِمْ رَكْعَةً، ثُمَّ قَضَتِ الطَّائِفَتَانِ رَكْعَةً رَكْعَةً»

(1)

.

• وفي رواية

(2)

: «أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى صَلَاةَ الْخَوْفِ، بِإِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ، رَكْعَةً وَسَجْدَتَيْنِ، وَالطَّائِفَةُ الأُخْرَى مُوَاجِهَةُ الْعَدُوِّ، ثُمَّ انْصَرَفَتِ الطَّائِفَةُ الَّتِي مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَأَقْبَلَتِ الطَّائِفَةُ الأُخْرَى، فَصَلَّى بِهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، رَكْعَةً وَسَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ سَلَّمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قَامَ كُلُّ رَجُلٍ مِنَ الطَّائِفَتَيْنِ، فَرَكَعَ لِنَفْسِهِ رَكْعَةً وَسَجْدَتَيْنِ»

(3)

.

(1)

اللفظ لأحمد (6542) قال: حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا سفيان، عن موسى بن عقبة، عن نافع، به.

(2)

اللفظ لأحمد (6268) قال: حدثنا أبو المغيرة، حدثنا الأوزاعي، عن أيوب بن موسى، عن نافع، به.

(3)

أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة، وأحمد، ومسلم، وابن ماجة، والنَّسَائي.

ص: 568

أبواب النوافل

500 -

عَنْ عَنْبَسَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ الأُمَوِيِّ، عَنْ أُخْتِهِ أُمِّ حَبِيبَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهَا سَمِعَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:

«مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يُصَلِّي لِلَّهِ عز وجل كُلَّ يَوْمٍ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً تَطَوُّعًا غَيْرَ فَرِيضَةٍ، إِلَّا بُنِيَ لَهُ بِهِنَّ بَيْتٌ فِي الْجَنَّةِ، أَوْ بَنَى اللهُ عز وجل لَهُ بِهِنَّ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ»

(1)

.

• وفي رواية

(2)

: «مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ تَوَضَّأَ فَأَسْبَغَ الْوُضُوءَ، ثُمَّ صَلَّى لِلَّهِ عز وجل كُلَّ يَوْمٍ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً، إِلَّا بُنِيَ لَهُ بَيْتٌ فِي الْجَنَّةِ»

(3)

.

(1)

اللفظ لأحمد (27417) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن النعمان بن سالم، عن عَمرو بن أوس، عن عَنبَسة بن أبي سفيان، به.

(2)

اللفظ لأحمد (27423) قال: حدثنا بهز، وابن جعفر، قالا: حدثنا شعبة، عن النعمان بن سالم، قال: سمعت عَمرو بن أوس يحدث، عن عَنبَسة، به.

(3)

أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة، وأحمد، والدارِمي، ومسلم، وأبو داود، والتِّرمِذي، وأبو يَعلى، وابن خزيمة.

ص: 569

501 -

عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُغَفَّلٍ الْمُزَنِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:

«بَيْنَ كُلِّ أَذَانَيْنِ صَلَاةٌ، لِمَنْ شَاءَ»

(1)

.

• وفي رواية

(2)

: «عِنْدَ كُلِّ أَذانَيْنِ صَلَاةٌ، عِنْدَ كُلِّ أَذانَيْنِ صَلَاةٌ، عِنْدَ كُلِّ أَذانَيْنِ صَلَاةٌ، لِمَنْ شَاءَ»

(3)

.

(1)

اللفظ لأحمد (17064) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، قال: حدثنا كهمس، قال: حدثنا عبد الله بن بريدة، به.

(2)

اللفظ لأحمد (20905) قال: حدثنا يزيد، أخبرنا الجريري، وكهمس، عن عبد الله بن بريدة، به.

(3)

أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة، وأحمد، والدارِمي، والبُخاري، ومسلم، وابن ماجة، وأبو داود، والتِّرمِذي، والنَّسَائي، وابن خزيمة.

ص: 570

502 -

عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ؛

«أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي قَبْلَ الظُّهْرِ رَكْعَتَيْنِ، وَبَعْدَهَا رَكْعَتَيْنِ، وَبَعْدَ الْمَغْرِبِ رَكْعَتَيْنِ فِي بَيْتِهِ، وَبَعْدَ الْعِشَاءِ رَكْعَتَيْنِ، وَكَانَ لَا يُصَلِّي بَعْدَ الْجُمُعَةِ حَتَّى يَنْصَرِفَ فَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ»

(1)

.

• وفي رواية: «عَنِ ابْنِ عُمَرَ، رضي الله عنهما، قَالَ: حَفِظْتُ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، عَشْرَ رَكَعَاتٍ: رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الظُّهْرِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَهَا، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ فِي بَيْتِهِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعِشَاءِ فِي بَيْتِهِ، وَرَكْعَتَيْنِ قَبْلَ صَلَاةِ الصُّبْحِ، كَانَتْ سَاعَةً لَا يُدْخَلُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِيهَا، حَدَّثَتْنِي حَفْصَةُ، أَنَّهُ كَانَ إِذَا أَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ، وَطَلَعَ الْفَجْرُ، صَلَّى رَكْعَتَيْنِ»

(2)

.

• وفي رواية

(3)

: «عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَبْلَ الظُّهْرِ سَجْدَتَيْنِ، وَبَعْدَهَا سَجْدَتَيْنِ، وَبَعْدَ الْمَغْرِبِ سَجْدَتَيْنِ، وَبَعْدَ الْعِشَاءِ سَجْدَتَيْنِ، وَبَعْدَ الْجُمُعَةِ سَجْدَتَيْنِ، فَأَمَّا الْجُمُعَةُ وَالْمَغْرِبُ فِي بَيْتِهِ.

قال: وأَخْبَرَتْنِي أُخْتِي حَفْصَةُ؛ أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي سَجْدَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ، إِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ، قَالَ

(4)

: وَكَانَتْ سَاعَةً لَا أَدْخُلُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِيهَا»

(5)

.

(1)

اللفظ للبخاري (937) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: أخبرنا مالك، عن نافع، به.

(2)

اللفظ للبخاري (1180 و 1181) قال: حدثنا سليمان بن حرب، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن نافع، به.

(3)

اللفظ لأحمد (4750 و 4751) قال: حدثنا يحيى، عن عبيد الله، أخبرني نافع، به.

(4)

القائل؛ هو عبد الله بن عمر بن الخطاب، رضي الله عنه.

(5)

أخرجه مالك، وأحمد، والدارِمي، والبُخاري، ومسلم، وأبو داود، والتِّرمِذي، والنَّسَائي، وابن خزيمة.

ص: 571

(1)

أخرجه الحُميدي، وأحمد، وعَبد بن حُميد، والبُخاري، والتِّرمِذي، والنَّسَائي، وابن خزيمة. واللفظ لابن خزيمة (1269) قال: حدثنا سعيد بن عبد الرَّحمَن المخزومي، حدثنا سفيان، عن عَمرو بن دينار، عن ابن شهاب، عن سالم بن عبد الله، به.

ص: 572

504 -

عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ:

«مَا تَرَكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعَصْرِ عِنْدِي قَطُّ»

(1)

.

(1)

أخرجه الحُميدي، وأبو بكر بن أبي شيبة، وأحمد، وعَبد بن حُميد، والدارِمي، والبُخاري، ومسلم، والنَّسَائي. واللفظ للحُميدي (194) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا هشام بن عروة، عن أبيه، به.

ص: 573

(1)

أخرجه أحمد، والبُخاري، ومسلم، والنَّسَائي، وأبو يَعلى. واللفظ للبخاري (592) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا عبد الواحد، قال: حدثنا الشيباني، قال: حدثنا عبد الرَّحمَن بن الأسود، عن أبيه، به.

ص: 574

506 -

عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ النَّخَعِيِّ، وَمَسْرُوقِ بْنِ الأَجْدَعِ، شَهِدَا عَلَى عَائِشَةَ، قَالَتْ:

«مَا كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَأْتِينِي فِي يَوْمٍ بَعْدَ الْعَصْرِ، إِلَّا صَلَّى رَكْعَتَيْنِ»

(1)

.

(1)

أخرجه أحمد، والدارِمي، والبُخاري، ومسلم، وأبو داود، والنَّسَائي. واللفظ للبخاري (593) قال: حدثنا محمد بن عرعرة، قال: حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق، قال: رأيت الأسود، ومسروقا، به.

ص: 575

507 -

عَنْ أَيْمَنَ الْحَبَشِيِّ الْمَكِّيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ عَائِشَةَ، قَالَتْ:

«وَالَّذِي ذَهَبَ بِهِ، مَا تَرَكَهُمَا حَتَّى لَقِيَ اللهَ، وَمَا لَقِيَ اللهَ تَعَالَى حَتَّى ثَقُلَ عَنِ الصَّلَاةِ، وَكَانَ يُصَلِّي كَثِيرًا مِنْ صَلَاتِهِ قَاعِدًا، تَعْنِي الرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعَصْرِ، وَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّيهِمَا، وَلَا يُصَلِّيهِمَا فِي الْمَسْجِدِ، مَخَافَةَ أَنْ يُثَقِّلَ عَلَى أُمَّتِهِ، وَكَانَ يُحِبُّ مَا يُخَفِّفُ عَنْهُمْ»

(1)

.

في هذا الحديث:

• قول عائشة رضي الله عنها: حتى ثَقُل عن الصلاة؛ أي لم يعد يستطيع مداومة القيام في صلاته صلى الله عليه وسلم، فكان يصلي كثيرًا وهو قاعد.

(1)

أخرجه أحمد، والبُخاري. واللفظ للبخاري (590) قال: حدثنا أَبو نُعيم، قال: حدثنا عبد الواحد بن أيمن، قال: حدثني أبي، به.

ص: 576

508 -

عَنْ عَمْرِو بْنِ عَامِرٍ الأَنصَارِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ:

«كَانَ الْمُؤَذِّنُ إِذَا أَذَّنَ، قَامَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَبْتَدِرُونَ السَّوَارِيَ حَتَّى يَخْرُجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُمْ كَذَلِكَ، يَعْنِي الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْمَغْرِبِ، وَلَمْ يَكُنْ بَيْنَ الأَذَانِ وَالإِقَامَةِ إِلَّا قَرِيبٌ»

(1)

.

• وفي رواية: «كَانَ الْمُؤَذِّنُ يُؤَذِّنُ لِصَلَاةِ الْمَغْرِبِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَيَقُومُ لُبَابُ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَيَبْتَدِرُونَ السَّوَارِيَ حَتَّى يَخْرُجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُمْ كَذَلِكَ، قَالَ: وَقَلَّمَا كَانَ يَلْبَثُ»

(2)

.

• وفي رواية

(3)

: «كَانَ الْمُؤَذِّنُ إِذَا أَذَّنَ قَامَ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، فَيَبْتَدِرُونَ السَّوَارِيَ، يُصَلُّونَ حَتَّى يَخْرُجَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم وَهُمْ كَذَلِكَ، وَيُصَلُّونَ قَبْلَ الْمَغْرِبِ، وَلَمْ يَكُنْ بَيْنَ الأَذَانِ وَالإِقَامَةِ شَيْءٌ»

(4)

.

(1)

اللفظ لأحمد (14199) قال: حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، قال: سمعت عَمرو بن عامر الأنصاري، به.

(2)

اللفظ للدارمي (1465) قال: أخبرنا سعيد بن الربيع، قال: حدثنا شعبة، عن عَمرو بن عامر، به.

(3)

اللفظ للنَّسَائي في «المُجتَبى» (694) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا أبو عامر، قال: حدثنا شعبة، عن عَمرو بن عامر الأنصاري، به.

(4)

أخرجه أحمد، والدارِمي، والبُخاري، والنَّسَائي، وابن خزيمة.

ص: 577

509 -

عَنْ أَبِي الْخَيْرِ مَرْثَدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْيَزَنِيِّ، قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا تَمِيمٍ الْجَيْشَانِيَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَالِكٍ، يَرْكَعُ رَكْعَتَيْنِ حِينَ يَسْمَعُ أَذانَ الْمَغْرِبِ، قَالَ: فَأَتَيْتُ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ الْجُهَنِيَّ، فَقُلْتُ لَهُ: أَلَا أُعَجِّبُكَ مِنْ أَبِي تَمِيمٍ الْجَيْشَانِيِّ، يَرْكَعُ رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ صَلَاةِ الْمَغْرِبِ، وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أَغْمِصَهُ، قَالَ عُقْبَةُ:

«أَمَا إِنَّا كُنَّا نَفْعَلُهُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم»

(1)

.

(1)

أخرجه أحمد، والبُخاري، والنَّسَائي. واللفظ لأحمد (17688) قال: حدثنا أبو عبد الرَّحمَن، حدثنا سعيد، يعني ابن أبي أيوب، حدثني يزيد بن أبي حبيب، قال: سمعت أبا الخير يقول، به.

ص: 578

(1)

أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة، وأحمد، والبُخاري، ومسلم، وأبو داود، والنَّسَائي، وأبو يَعلى، وابن خزيمة. واللفظ لأحمد (24909) قال: حدثنا يحيى، حدثنا ابن جريج، قال: حدثني عطاء، عن عبيد بن عمير، به.

ص: 579

511 -

عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ عَائِشَةَ، أَخْبَرَتْهُ؛

«أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي الرَّكْعَتَيْنِ بَيْنَ النِّدَاءِ وَالإِقَامَةِ مِنْ صَلَاةِ الصُّبْحِ»

(1)

.

(1)

أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة، وإسحاق، وأحمد، والدارِمي، والبُخاري، ومسلم، والنَّسَائي، وأبو يَعلى. واللفظ لأحمد (27031) قال: حدثنا حسن بن موسى، وهاشم، وحسين بن محمد، قالوا: حدثنا شيبان، عن يحيى، قال: أخبرني أبو سلمة، (وقال هاشم: عن أبي سلمة)، أن عائشة، رضي الله عنها، (وقال هاشم: عن عائشة أخبرته)، به.

ص: 580

512 -

عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: أَخْبَرَتْنِي حَفْصَةُ؛

«أَنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا أَضَاءَ لَهُ الْفَجْرُ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ»

(1)

.

(1)

أخرجه مسلم، والنَّسَائي، وابن خزيمة. واللفظ للنَّسَائي في «المُجتَبى» (1777) قال: أخبرنا محمد بن منصور، قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا عَمرو، عن الزُّهْرِي، عن سالم، عن ابن عمر، به.

ص: 581

513 -

عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ عُمَرَ، أَنَّهَا قَالَتْ:

«كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ، لَا يُصَلِّي إِلَّا رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ»

(1)

.

(1)

أخرجه أحمد، ومسلم، والنَّسَائي. واللفظ لأحمد (27076) قال: حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن زيد بن محمد، قال: سمعت نافعا يحدث، به.

ص: 582

514 -

عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ:

«كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُخَفِّفُ رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ»

(1)

.

(1)

أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة، وأحمد، ومسلم، والبزار. واللفظ لابن أبي شيبة (6406) قال: حدثنا وكيع، حدثنا هشام بن عروة، عن أبيه، به.

ص: 583

515 -

عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ حَفْصَةَ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ أَخْبَرَتْهُ؛

«أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا سَكَتَ الْمُؤَذِّنُ مِنَ الأَذَانِ لِصَلَاةِ الصُّبْحِ، وَبَدَا الصُّبْحُ، رَكَعَ رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ قَبْلَ أَنْ تُقَامَ الصَّلَاةُ»

(1)

.

• وفي رواية: «عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ حَفْصَةَ، عَن رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ كَانَ إِذَا نُودِيَ لِصَلَاةِ الصُّبْحِ، رَكَعَ رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ قَبْلَ أَنْ يَقُومَ إِلَى الصَّلَاةِ»

(2)

.

• وفي رواية

(3)

: «عَنِ ابْنِ عُمَرَ، رضي الله عنهما، قَالَ: حَدَّثَتْنِي حَفْصَةُ رضي الله عنها، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي سَجْدَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ بَعْدَ مَا يَطْلُعُ الْفَجْرُ، وَكَانَتْ سَاعَةً لَا أَدْخُلُ فِيهَا عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم»

(4)

.

(1)

اللفظ لمسلم 2/ 159 (1623) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: قرأت على مالك: عن نافع، عن ابن عمر، به.

(2)

اللفظ للنَّسَائي في «المُجتَبى» (1776) قال: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا الليث، عن نافع، عن ابن عمر، به.

(3)

اللفظ للدارِمي (1467) قال: حدثنا مُسَدَّد، قال: حدثنا يحيى، عن عبيد الله، قال: حدثني نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما، به.

(4)

أخرجه مالك، وأحمد، والدارِمي، والبُخاري، ومسلم، وابن ماجة، والتِّرمِذي، والنَّسَائي.

ص: 584

(1)

أخرجه أحمد، والبُخاري، والنَّسَائي. واللفظ للبخاري (626) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب، عن الزُّهْرِي، قال: أخبرني عروة بن الزبير، به.

ص: 585

(1)

أخرجه أحمد، وعَبد بن حُميد، والبُخاري. واللفظ للبخاري (6310) قال: حدثنا عبد الله بن محمد، حدثنا هشام بن يوسف، أخبرنا مَعمَر، عن الزُّهْرِي، عن عروة، به.

ص: 586

518 -

عَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَنصَارِيَّةِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ:

«إِنْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَيُصَلِّي رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ، فَأَقُولُ: هَلْ قَرَأَ فِيهِمَا بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ؟ مِنَ التَّخْفِيفِ»

(1)

.

• وفي رواية: «إِنْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَيُصَلِّي الرَّكْعَتَيْنِ اللَّتَيْنِ قَبْلَ الْفَجْرِ، فَيُخِفُّهُمَا حَتَّى إِنْ كُنْتُ لَأَقُولُ: هَلْ قَرَأَ فِيهِمَا بِأُمِّ الْقُرْآنِ؟ ! »

(2)

.

• وفي رواية

(3)

: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، أَوْ لَمْ يُصَلِّ إِلَّا رَكْعَتَيْنِ، أَقُولُ: يَقْرَأُ فِيهِمَا بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ؟ ! »

(4)

.

(1)

اللفظ للحُميدي (181) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن محمد بن عبد الرَّحمَن، عن عمرة، به.

(2)

اللفظ لأحمد (26623) قال: حدثنا يزيد، أخبرنا يحيى، أن محمد بن عبد الرَّحمَن ابن أخي عمرة أخبره، عن عمرة، به.

(3)

اللفظ لأحمد (25326) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن محمد بن عبد الرَّحمَن، عن عمته عمرة، به.

(4)

أخرجه الحُميدي، وأبو بكر بن أبي شيبة، وأحمد، والبُخاري، ومسلم، وأبو داود، والنَّسَائي وابن خزيمة.

ص: 587

• حَدِيثُ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ، قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ: مَا أَقْرَأُ فِي الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ الصُّبْحِ؟ فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ:

«كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي بِاللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، وَيُوتِرُ بِرَكْعَةٍ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ» .

قَالَ أَنَسٌ: قُلْتُ: فَإِنَّمَا أَسْأَلُكَ: مَا أَقْرَأُ فِي الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ الصُّبْحِ؟ فَقَالَ: بَهْ بَهْ، إِنَّكَ لَضَخْمٌ، إِنَّمَا أُحَدِّثُ، أَوْ قَالَ: إِنَّمَا أَقْتَصُّ لَكَ الْحَدِيثَ؛

«كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي بِاللَّيْلِ رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ يُوتِرُ بِرَكْعَةٍ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ، ثُمَّ يَقُومُ كَأَنَّ الأَذَانَ، أَوِ الإِقَامَةَ، فِي أُذُنَيْهِ» .

يأتي.

ص: 588

519 -

عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ أَبِي الْحُبَابِ الْمَدَنِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ؛

«أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقْرَأُ فِي الْفَجْرِ فِي أَوَّلِ رَكْعَةٍ: {آمَنَّا بِاللهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ} إِلَى آخِرِ الآيَةِ، وَفِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ: {آمَنَّا بِاللهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ}»

(1)

.

• وفي رواية

(2)

: «عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ كَثِيرًا مِمَّا كَانَ يَقْرَأُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ بِـ {آمَنَّا بِاللهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَينَا} الآيَةَ، قَالَ: هَذِهِ فِي الرَّكْعَةِ الأُولَى، وَفِي الرَّكْعَةِ الآخِرَةِ: {آمَنَّا بِاللهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ}»

(3)

.

(1)

اللفظ لأحمد (2066) قال: حدثنا ابن نمير، حدثنا عثمان، يعني ابن حكيم، قال: أخبرني سعيد بن يسار، به.

(2)

اللفظ لعَبد بن حُميد (707) قال: حدثنا أَبو نُعيم، حدثنا زهير بن معاوية قال: حدثني عثمان بن حكيم قال: أخبرني سعيد بن يسار، به.

(3)

أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة، وأحمد، وعَبد بن حُميد، ومسلم، وأبو داود، والنَّسَائي، وابن خزيمة.

ص: 589

(1)

أخرجه الحُميدي، وأبو بكر بن أبي شيبة، وأحمد، والدارِمي، والبُخاري، ومسلم، وأبو داود، والتِّرمِذي، وأبو يَعلى، وابن خزيمة. واللفظ للحُميدي (175) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا أبو النضر، عن أبي سلمة بن عبد الرَّحمَن، به.

ص: 590