المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب الصلاة بعد الطهور بالليل أو النهار - سبيل الرشاد ط ٢ - جـ ١

[محمود محمد خليل]

فهرس الكتاب

- ‌ تمهيد

- ‌تقديم وتعريف

- ‌ قصة كتاب سبيل الرشاد

- ‌حديث الاستفتاح

- ‌ كتاب الإيمان

- ‌ كتاب الطهارة

- ‌باب ما يقول إِذا دخل الخلاء

- ‌باب الاستنجاء

- ‌باب الوتر في الاستجمار

- ‌باب النهي عن استقبال القبلة أَو استدبارها عند قضاء الحاجة

- ‌باب ما جاء في البول قائمًا

- ‌باب ما جاء في البول في الماء الذي لا يجري

- ‌باب الرجل يخرج من الخلاء فيأكل

- ‌باب صَب الماء على البول في المسجد

- ‌باب بول الطفل

- ‌باب غَسل الإناء من ولوغ الكلب

- ‌باب التَّيمُّن

- ‌باب لا يَقبل الله صلاةً بغير طُهور

- ‌باب إِسباغ الوضوء

- ‌باب صفة الوضوء

- ‌باب الوضوء مَرةً مرة

- ‌باب الاستنثار في الوضوء

- ‌باب وضوء الرجل مع امرأته

- ‌باب الوضوء لكل صلاة والصلوات بوضوء واحد

- ‌باب الشك في الوضوء

- ‌باب نواقض الوضوء

- ‌باب لمس المرأة لاينقض الوضوء

- ‌باب من نام وهو ينتظر الصلاة

- ‌باب من أصابه خفيفُ الإغماء

- ‌باب غسل اليدين بعد الاستيقاظ من النوم

- ‌باب المضمضة من شرب اللبن

- ‌باب المضمضة من السويق

- ‌باب ترك الوضوء والمضمضة من أكل اللحم

- ‌باب إِذا جامع الرجل امرأته ولم يُمْن

- ‌باب ما جاء في المَذْي

- ‌باب قدر ما يكفي من الماء للغسل

- ‌باب غُسل الرَّجل مع امرأَته

- ‌باب صفة الغُسل من الجنابة

- ‌باب ضفائر المغتسلة

- ‌باب إِذا احتلمت المرأة

- ‌باب غَسل المَني وفَرْكه

- ‌باب نوم الجُنُب

- ‌باب طواف الرجل على نسائه في الليلة الواحدة

- ‌باب الجُنب يُعاوِد

- ‌باب المسلم لا يَنجُس

- ‌باب مُباشرة الحائض

- ‌باب مُؤاكلة الحائض

- ‌باب قراءة القرآن في حِجر الحائض

- ‌باب غَسل الحائض رأس زوجها وترجيله

- ‌باب الحائض تترك الصلاة والصيام

- ‌باب الحائض لا تقضي الصلاة

- ‌بابُ الحائضِ تقضي الصيام

- ‌باب الاستحاضة

- ‌باب الكُدرة والصُّفْرة

- ‌باب الغسل من الحيضة

- ‌باب غَسل دم الحيض إذا أصاب الثوب

- ‌ كتاب الصلاة

- ‌باب الصلاة من الإسلام

- ‌باب فرض الصلاة

- ‌باب فضل الصلاة

- ‌باب ضياع الصلاة

- ‌باب وصلوا كما رأيتموني أصلي

- ‌بابُ الحائضِ تترك الصلاة والصيام

- ‌باب الحائض لا تقضي الصلاة

- ‌باب السواك مع كل صلاة

- ‌باب إِذا حَضر العَشاء وأُقيمت الصلاة

- ‌باب النهي عن رفع البصر إِلى السماء في الصلاة

- ‌باب الالتفات في الصلاة

- ‌باب الإشارة في الصلاة

- ‌باب حَمل الصبايا في الصلاة

- ‌باب المشي في الصلاة

- ‌باب إِذا نَعَس أحدكم في الصلاة

- ‌باب ما جاء في الجن وقطع الصلاة

- ‌باب النهي عن الكلام في الصلاة

- ‌باب التسبيح للرجال في الصلاة والتصفيق للنساء

- ‌باب فضل المسجد الحرام

- ‌باب بناء مسجد النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌باب فضل الصلاة في المسجد الحرام ومسجد النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌باب مسجد قباء

- ‌باب لا تُشد الرحال إلَّا إلى ثلاثة مساجد

- ‌باب الصلاة في مرابض الغنم

- ‌باب النهي عن الحِلَق في المسجد

- ‌باب الاستلقاء في المسجد

- ‌باب الأخذ بنصال السهم عند المرور في المسجد

- ‌باب النهي عن اتخاذ القبور مساجد

- ‌باب فضل الخُطا إلى المساجد

- ‌باب فضل انتظار الصلاة في المسجد

- ‌باب فضل من تعلق قلبه بالصلاة في المساجد

- ‌باب صلاة النوافل في البيوت

- ‌باب النهي عن منع النساء عن المساجد

- ‌باب من يُمنع من المسجد

- ‌باب أحكام البصاق والنخامة في المسجد وكفارة ذلك

- ‌باب إذا دخل أحدكم المسجد فليركع ركعتين

- ‌باب النهي عن الصلاة في ثوب له أعلام

- ‌باب الصلاة في الثوب الواحد

- ‌باب الصلاة في النعلين

- ‌باب الصلاة على الخُمرة

- ‌باب الصلاة على البِساط

- ‌باب فضل الصلاة لوقتها

- ‌باب فضل صلاتي الصُّبح والعصر

- ‌باب من نسي صلاة أَو نام عنها

- ‌باب شامل المواقيت

- ‌باب تأخير صلاة الظهر عند شدة الحر

- ‌باب من أدرك ركعة من الصلاة

- ‌باب من ترك صلاة العصر

- ‌باب الحفاظ على صلاة العصر

- ‌باب وقت صلاة العصر

- ‌باب وقت المغرب

- ‌باب وقت صلاة العشاء

- ‌باب وقت صلاة الفجر

- ‌باب الأوقات التي نُهي عن الصلاة فيها

- ‌باب التكبير في كل خفض ورفع

- ‌باب رفع اليدين في الصلاة

- ‌باب وضع اليد اليمنى على اليسرى

- ‌باب الدعاء بين التكبير والقراءة

- ‌باب العمل عند القيام من السجود

- ‌باب صفة الجلوس في الصلاة

- ‌باب التشهد

- ‌باب الدعاء في الصلاة

- ‌باب السلام

- ‌باب الانصراف بعد التسليمتين

- ‌باب الذكر بعد الصلاة

- ‌باب فضل صلاة الجماعة

- ‌باب ما جاء في المتخلف عن الجماعة

- ‌باب المشي إِلى الصلاة

- ‌باب إِنما جُعل الإمام ليؤتم به

- ‌باب موقف المأموم من الإمام

- ‌باب الإمام يذكر بعد الإقامة أَنه لم يغتسل

- ‌باب الإمام تَعْرِضُ له الحاجةُ بعد الإقامة

- ‌باب إِذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة

- ‌باب ما جاء في الصف الأول

- ‌باب ما جاء في تسوية الصفوف

- ‌باب تخفِيف الصلاة في تمام

- ‌باب التأمين

- ‌باب فضل الذكر بعد الركوع

- ‌باب متى ترفع النساء رؤوسهن من السجود

- ‌باب انصراف النساء من صلاة الجماعة

- ‌باب: {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا}

- ‌باب فضل يوم الجُمُعة

- ‌باب الساعة التي في يوم الجُمُعة

- ‌باب الغُسل يوم الجُمُعة

- ‌باب التبكير إِلى الجُمُعة

- ‌باب ما جاء في وقت الجُمُعة

- ‌باب ما جاء في المنبر

- ‌باب الأذان يوم الجُمُعة

- ‌باب ما جاء في الخُطبة

- ‌باب الإنصات للخطبة

- ‌باب الصلاة لمن جاء والإمام يخطب

- ‌باب القراءة في صلاة الجُمُعة، وفي فجر الجُمُعة

- ‌باب الصلاة بعد الجمعة

- ‌باب عيد المسلمين

- ‌باب اللعب والغِناء في العيدين

- ‌باب خروجِ النساء إلى مُصلَّى العيدين

- ‌باب اتخاذ الحَربة والعَنَزة في العيدين وغيرهما

- ‌بابٌ صلاةُ العيدين بغير أَذان ولا إقامة، والصلاةُ قبل الخطبة

- ‌بابُ جامعِ صلاة العيدين

- ‌باب صلاة الضُّحَى

- ‌باب الركعتين لمن قدم من سفر

- ‌باب الصلاة بعد الطهور بالليل أو النهار

- ‌ كتاب الجنائز

- ‌باب ما جاء في تلقين الميت لا إله إلا الله

- ‌باب من كره لقاء الله

- ‌باب الصبر على المصيبة

- ‌باب ما جاء في ثواب من أصيب بولده

- ‌باب ما يقال عند المصيبة

- ‌باب ما يُنهي عنه عند المصيبة

- ‌باب ما جاء في البكاء على الميت

- ‌باب ما جاء في غسل الميت

- ‌باب ما جاء في كفن النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌باب شهَادة المؤمنين للميت

- ‌باب كلام الجنازة

- ‌باب الإسراع بالجنازة

- ‌باب ما جاء في مستريح ومستراح منه

- ‌باب ما جاء في القيام للجنازة

- ‌باب الأمر باتباع الجنائز

- ‌باب ما جاء في حُكم اتباع النساء للجنائز

- ‌باب يَتبع الميتَ ثلاثٌ

- ‌باب الساعات التي نُهي عن الدفن فيها

- ‌باب فضل الصلاة على الجنازة واتباعهَا

- ‌باب مَن مات وعليه دَين

- ‌باب النهي عن الصلاة على المنافقين

- ‌باب النعي والاستغفار للميت

- ‌باب الصفوف والتكبير على الجنازة

- ‌باب قراءة فاتحة الكتاب على الجنازة

- ‌باب الدعاء للميت في صلاة الجنازة

- ‌باب ما جاء في صلاة الجنازة على القبر

- ‌باب ما جاء في الصلاة على الشهداء

- ‌باب ما جاء في نعيم القبر وعذابه

- ‌ كتاب الزكاة

- ‌باب فرض الزكاة

- ‌باب قتال مانع الزكاة

- ‌باب فضلِ الصدقة والأمرِ بها

- ‌باب لا يَقبل الله صدقة من غلول

- ‌باب لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون

- ‌باب النفقة على الأقربين

- ‌باب أفضل الصدقة وابدأ بمن تعول

- ‌باب ما جاء في البُخل

- ‌باب إثم مانع الزكاة

- ‌باب الدعاء لصاحب الصدقة

- ‌باب إرضاء القائمين على جمع الصدقة

- ‌باب من تحل له الصدقة

- ‌باب بيان المسكين

- ‌باب النهي عن المسألة

- ‌باب من أعطاه الله شيئًا من غير مسألة

- ‌باب ليس على المسلم في عبده ولا فرسه صدقة

- ‌باب زكاة الحب والتمر والإبل والفضة

- ‌بابُ أجرُ المرأة إِذا أنفقت من بيت زوجها وأجرُ الخازن

- ‌باب تحريم الصدقة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله

- ‌باب إذا تحولت الصدقة

- ‌باب النهي عن شراء المسلم ما تصدق به

- ‌باب الصدقة عن الميت

- ‌باب إعطاء المؤلفة قلوبهم

- ‌باب مُبطلات الصدقة

- ‌ كتاب الصيام

- ‌باب فرض الصيام

- ‌باب فضل شهر رمضان

- ‌باب فضل الصيام

- ‌باب الجود في رمضان

- ‌باب صوموا لرؤيته

- ‌باب عِدَّة الشهر

- ‌باب النهي عن صيام يوم أو يومين قبل رمضان

- ‌باب ما جاء في السَّحور

- ‌باب تعجيل الفِطر

- ‌باب من دعي إلى طعام وهو صائم

- ‌باب من لم يدع قول الزور

- ‌باب من أكل أَو شرب ناسيا

- ‌باب إذا أفطر في يوم غيم ثم طلعت الشمس

- ‌باب من أدركه الفجر وهو جنب

- ‌باب القُبلة والمُباشرة للصائم

- ‌باب النهي عن الوصال

- ‌باب كفارة من جامع زوجته في رمضان

- ‌بابُ الحائضِ تتركُ الصلاة والصيام

- ‌بابُ الحائضِ تقضي الصيام

- ‌باب أحكام الصيام في السفر

- ‌باب تطوع النَّبي صلى الله عليه وسلم

- ‌باب تطوع المرأة

- ‌باب صوم سَرَر شعبان

- ‌باب صوم ثلاثة أيام من كل شهر

- ‌باب صيام يوم عرفة

- ‌باب صيام يوم الجمُعة

- ‌بابٌ في النهي عَن صيام يوم الفطر ويوم الأضحى

- ‌باب ما جاء في صيام داوُد عليه السلام

- ‌باب صيام يوم عاشوراء

- ‌باب قيام رمضان وليلة القدر

- ‌ كتاب الحج

- ‌باب فَرْض الحج

- ‌باب فضل الحج والعمرة

- ‌باب الحج جِهاد النساء

- ‌بابٌ لا يَحُجُّ البيتَ مُشركٌ

- ‌باب الحج عن الغَير

- ‌بابٌ لاتسافرِ المرأة إلَّا مع ذي مَحرم

- ‌باب ما يلبس المُحرِم من الثياب

- ‌باب الطِّيبِ عند الإحرام

- ‌باب زواج المحرم

- ‌باب الحجامة للمحرم

- ‌باب المحرم يغسل رأسه

- ‌بابٌ في المُحرم يُؤذيه القَملُ في رأسه

- ‌باب أحكام الصيد للمُحرم

- ‌باب المُحرم لا يُشير ولا يُعين الحلال على الصيد

- ‌بابٌ إذا أُهدِي للمُحرم صَيدٌ حَيًّا فإنه يَرُدُّه

- ‌باب ما يَقتُل المُحرِمُ من الدواب

- ‌باب المواقيت

- ‌باب موضع إهلال رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌بابُ الإفرادِ والإقرانِ والتَّمتُّعِ بالحَج

- ‌باب التلبية

- ‌باب التمتع بالعمرة إلى الحج

- ‌باب دخول مكة

- ‌باب بناء الكعبة

- ‌باب دخول الكعبة

- ‌باب مال الكعبة

- ‌باب الطواف بالبيت

- ‌باب طواف المريض

- ‌باب السعي بين الصفا والمروة

- ‌باب من صُدَّ عَن البيت

- ‌بابٌ جامعٌ لصفة الحج

- ‌باب يوم التروية

- ‌باب الغدو من منى إلى عرفات

- ‌باب الوقوف بعرفة

- ‌باب الإفاضةِ من عرفات إلى المزدلفة

- ‌باب رمي الجمار أيام التشريق

- ‌باب ما جاء من رُخصَةٍ في رمي الجمار للرُّعَاة

- ‌باب الحَلق

- ‌باب التقديم والتأخير في الرمي والذبح والحلق

- ‌باب خطبة النبي صلى الله عليه وسلم بمِنًى

- ‌باب الصلاة بمنى

- ‌باب الشرب من زمزم

- ‌باب نزول الأبطح

- ‌بابُ أَمْرِ الناس أن يكون آخرُ عهدهم الطواف بالبيت

- ‌باب النزول بذي الحليفة إذا رجع من مكة

- ‌باب التقصير في العمرة

الفصل: ‌باب الصلاة بعد الطهور بالليل أو النهار

أبواب صلاة الليل والوتر

إن من نعم الله التي لا تحصى على عباده المؤمنين أن فتح لهم أبواب الخير والفضل في صلاة الليل، فبين فضلها، وحَثَّهم عليها، ورغبهم فيها، كل ذلك ورد في الكتاب والحكمة، في آيات من الكتاب العزيز، وكلمات في حديث النبي صلى الله عليه وسلم وفِعله.

فقد جعل الله تعالى صلاة الليل، أو التهجد، من أسباب الرفعة وقُرة العين في الآخرة؛ فقال لنبيه صلى الله عليه وسلم:

{أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا * وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} الإسراء: (78 و 79).

وأصحاب صلاة الليل هم الذين ادخر الله لهم ما لا يصل إليه عِلمٌ من قُرة عَين في الآخرة؛ فقال سبحانه:

{إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ * تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} السجدة: (15:17).

كما جعل الله تعالى صلاة الليل تطهيرًا للمسلم من ذنوبه، فقال سبحانه:

{وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ * وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} هود: (114 و 115).

ولا تستوي مكانة القائمين بصلاة الليل مع غيرهم عند الله سبحانه، فقد قال:

{أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الأَلْبَابِ} الزمر: (9).

* * *

ص: 603

(1)

أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة، وأحمد، وعَبد بن حُميد، والبُخاري، والتِّرمِذي، والنَّسَائي، وأبو يَعلى، وابن خزيمة. واللفظ للبخاري (1972) قال: حدثني عبد العزيز بن عبد الله، قال: حدثني محمد بن جعفر، عن حميد، به.

ص: 605

530 -

عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هُرْمُزَ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

«يَعْقِدُ الشَّيْطَانُ عَلَى قَافِيَةِ رَأْسِ أَحَدِكُمْ، إِذَا هُوَ نَامَ، ثَلَاثَ عُقَدٍ، يَضْرِبُ مَكَانَ كُلِّ عُقْدَةٍ: عَلَيْكَ لَيْلٌ طَوِيلٌ فَارْقُدْ، فَإِنِ اسْتَيْقَظَ فَذَكَرَ اللهَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَإِنْ تَوَضَّأَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَإِنْ صَلَّى انْحَلَّتْ عُقَدُهُ، فَأَصْبَحَ نَشِيطًا طَيِّبَ النَّفْسِ، وَإِلَّا أَصْبَحَ خَبِيثَ النَّفْسِ كَسْلَانَ»

(1)

.

(1)

أخرجه مالك، والحُميدي، وأحمد، والبُخاري، ومسلم، وأبو داود، والنَّسَائي، وأبو يَعلى، وابن خزيمة. واللفظ لأبي داود (1306) قال: حدثنا عبد الله بن مَسلَمة، عن مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، به.

ص: 606

531 -

عَنْ أَبِي وَائِلٍ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ:

«ذُكِرَ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ، فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ فُلَانًا نَامَ اللَّيْلَةَ حَتَّى أَصْبَحَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: ذَاكَ رَجُلٌ بَالَ الشَّيْطَانُ فِي أُذُنِهِ، أَوْ أُذُنَيْهِ»

(1)

.

• في هذا الحديث.

• إِن فُلانًا نام الليلة حتى أصبح؛ أي نام الليل كله ولم يقم للصلاة، ولم يتوضأ، ولم يُصَل.

(1)

أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة، وأحمد، والبُخاري، ومسلم، وابن ماجة، والنَّسَائي، وأبو يَعلى، وابن خزيمة. واللفظ لابن أبي شيبة (6674) قال: حدثنا حسين بن علي، عن زائدة، عن منصور، عن أبي وائل، به.

ص: 607

532 -

عَنْ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، أَنَّ عَليَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ أَخْبَرَهُ؛

«أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم طَرَقَهُ وَفَاطِمَةَ ابْنَةَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةً، فَقَالَ: أَلَا تُصَلِّيَانِ؟ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّمَا أَنْفُسُنَا بِيَدِ اللهِ، فَإِذَا شَاءَ أَنْ يَبْعَثَنَا بَعَثَنَا، فَانْصَرَفَ حِينَ قُلْتُ ذَلِكَ، وَلَمْ يَرْجِعْ إِلَيَّ شَيْئًا، ثُمَّ سَمِعْتُهُ وَهُوَ مُوَلٍّ يَضْرِبُ فَخِذَهُ، يَقُولُ: {وَكَانَ الإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا}»

(1)

.

(1)

أخرجه أحمد، والبُخاري، ومسلم، والنَّسَائي، وأبو يَعلى، وابن خزيمة. واللفظ لأحمد (915) قال: حدثنا أبو اليمان، أخبرنا شعيب، عن الزُّهْرِي، أخبرني علي بن حسين، أن حسين بن علي أخبره، به.

ص: 608

533 -

عَنْ طَاوُوسِ بْنِ كَيْسَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ:

«كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ يَتَهَجَّدُ، قَالَ: اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَلَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ قَيِّمُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَلَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ مَلِكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَلَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ الْحَقُّ، وَوَعْدُكَ حَقٌّ، وَلِقَاؤُكَ حَقٌّ، وَالْجَنَّةُ حَقٌّ، وَالنَّارُ حَقٌّ، وَالسَّاعَةُ حَقٌّ، وَمُحَمَّدٌ حَقٌّ، وَالنَّبِيُّونَ حَقٌّ، اللَّهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلتُ، وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ، وَبِكَ خَاصَمْتُ، وَإِلَيْكَ حَاكَمْتُ، فَاغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ، وَمَا أَخَّرْتُ، وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ، أَنْتَ الْمُقَدِّمُ، وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، أَوْ قَالَ: لَا إِلَهَ غَيْرُكَ، شَكَّ سُفْيَانُ»

(1)

.

(1)

أخرجه مالك، والحُميدي، وأبو بكر بن أبي شيبة، وأحمد، وعَبد بن حُميد، والدارِمي، والبُخاري، ومسلم، وابن ماجة، وأبو داود، والتِّرمِذي، والنَّسَائي، وأبو يَعلى، وابن خزيمة. واللفظ للحُميدي (503) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا سليمان الأحول، خال ابن أبي نجيح قال: سمعت طاووسا يقول، به.

ص: 609

536 -

عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ الْمَدَنِيِّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ؛

«أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم اتَّخَذَ حُجْرَةً فِي الْمَسْجِدِ مِنْ حَصِيرٍ، فَصَلَّى فِيهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَيَالِيَ حَتَّى اجْتَمَعَ إِلَيْهِ نَاسٌ، ثُمَّ فَقَدُوا صَوْتَهُ، فَظَنُّوا أَنَّهُ قَدْ نَامَ، فَجَعَلَ بَعْضُهُمْ يَتَنَحْنَحُ لِيَخْرُجَ إِلَيْهِمْ، فَقَالَ: مَا زَالَ بِكُمُ الَّذِي رَأَيْتُ مِنْ صَنِيعِكُمْ حَتَّى خَشِيتُ أَنْ يُكْتَبَ عَلَيْكُمْ، وَلَوْ كُتِبَ عَلَيْكُمْ مَا قُمْتُمْ بِهِ، فَصَلُّوا أَيُّهَا النَّاسُ فِي بُيُوتِكُمْ، فَإِنَّ أَفْضَلَ صَلَاةِ الْمَرْءِ فِي بَيْتِهِ، إِلَّا الصَّلَاةَ الْمَكْتُوبَةَ»

(1)

.

• وفي رواية

(2)

: «أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم اتَّخَذَ حُجْرَةً، قَالَ: حَسِبْتُ أَنَّهُ قَالَ: مِنْ حَصِيرٍ فِي رَمَضَانَ، فَصَلَّى فِيهَا لَيَالِيَ، فَصَلَّى بِصَلَاتِهِ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابهِ، فَلَمَّا عَلِمَ بِهِمْ جَعَلَ يَقْعُدُ، فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ، فَقَالَ: قَدْ عَرَفْتُ الَّذِي رَأَيْتُ مِنْ صَنِيعِكُمْ، فَصَلُّوا أَيُّهَا النَّاسُ فِي بُيُوتِكُمْ، فَإِنَّ أَفْضَلَ الصَّلَاةِ صَلَاةُ الْمَرْءِ فِي بَيْتِهِ، إِلَّا الْمَكْتُوبَةَ»

(3)

.

(1)

اللفظ لأحمد (21983) قال: حدثنا عفان، حدثنا وهيب، حدثنا موسى بن عقبة، قال: سمعت أبا النضر يحدث، عن بُسر بن سعيد، به.

(2)

اللفظ للبخاري (731) قال: حدثنا عبد الأعلى بن حماد، قال: حدثنا وهيب، قال: حدثنا موسى بن عقبة، عن سالم أبي النضر، عن بُسر بن سعيد، به.

(3)

أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة، وأحمد، وعَبد بن حُميد، والدارِمي، والبُخاري، ومسلم، وأبو داود، والتِّرمِذي، والنَّسَائي، وابن خزيمة.

ص: 612

537 -

عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ عَائِشَةَ، رضي الله عنها؛

«أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَحْتَجِرُ حَصِيرًا بِاللَّيْلِ فَيُصَلِّي، وَيَبْسُطُهُ بِالنَّهَارِ فَيَجْلِسُ عَلَيْهِ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَثُوبُونَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَيُصَلُّونَ بِصَلَاتِهِ حَتَّى كَثُرُوا، فَأَقْبَلَ فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، خُذُوا مِنَ الأَعْمَالِ مَا تُطِيقُونَ، فَإِنَّ اللهَ لَا يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا، وَإِنَّ أَحَبَّ الأَعْمَالِ إِلَى اللهِ مَا دَامَ، وَإِنْ قَلَّ»

(1)

.

• وفي رواية

(2)

: «كَانَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَصِيرٌ، وَكَانَ يُحَجِّرُهُ مِنَ اللَّيْلِ فَيُصَلِّي فِيهِ، فَجَعَلَ النَّاسُ يُصَلُّونَ بِصَلَاتِهِ، وَيَبْسُطُهُ بِالنَّهَارِ، فَثَابُوا ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، عَلَيْكُمْ مِنَ الأَعْمَالِ مَا تُطِيقُونَ، فَإِنَّ اللهَ لَا يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا، وَإِنَّ أَحَبَّ الأَعْمَالِ إِلَى اللهِ مَا دُووِمَ عَلَيْهِ، وَإِنْ قَلَّ، وَكَانَ آلُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم إِذَا عَمِلُوا عَمَلًا أَثْبَتُوهُ»

(3)

.

(1)

اللفظ للبخاري (5861) قال: حدثني محمد بن أبي بكر، حدثنا معتمر، عن عبيد الله، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبي سلمة بن عبد الرَّحمَن، به.

(2)

اللفظ لمسلم 2/ 188 (1777) قال: حدثنا محمد بن المثنى، حدثنا عبد الوَهَّاب، يعني الثقفي، حدثنا عبيد الله، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبي سلمة، به.

(3)

أخرجه الحُميدي، وأحمد، والبُخاري، ومسلم، وابن ماجة، وأبو داود، والنَّسَائي، وابن خزيمة.

ص: 613

539 -

عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَ:

«كَانَ عِنْدَهَا امْرَأَةٌ مِنْ بَنِي أَسَدٍ، فَدَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: مَنْ هَذِهِ؟ قَالَتْ: هَذِهِ فُلَانَةُ لَا تَنَامُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: عَلَيْكُمْ بِمَا تُطِيقُونَ، فَوَاللهِ لَا يَمَلُّ اللهُ، جَلَّ وَعَزَّ حَتَّى تَمَلُّوا، أَحَبُّ الدِّينِ إِلَى اللهِ عز وجل الَّذِي يُدَاوِمُ عَلَيْهِ صَاحِبُهُ»

(1)

.

• وفي رواية

(2)

: «عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَيْهَا وَعِنْدَهَا امْرَأَةٌ، قَالَ: مَنْ هَذِهِ؟ قَالَتْ: فُلَانَةُ، تَذْكُرُ مِنْ صَلَاتِهَا، قَالَ: مَهْ، عَلَيْكُمْ بِمَا تُطِيقُونَ، فَوَاللهِ لَا يَمَلُّ اللهُ حَتَّى تَمَلُّوا، وَكَانَ أَحَبَّ الدِّينِ إِلَيْهِ مَا دَاوَمَ عَلَيْهِ صَاحِبُهُ»

(3)

.

(1)

اللفظ لأحمد (26585) قال: حدثنا ابن نمير، عن هشام، عن أبيه، به.

(2)

اللفظ للبخاري (43) قال: حدثنا محمد بن المثنى، حدثنا يحيى، عن هشام، قال: أخبرني أبي، به.

(3)

أخرجه أحمد، والبُخاري، ومسلم، وابن ماجة، والنَّسَائي، وابن خزيمة.

ص: 615

(1)

أخرجه أحمد، والبُخاري، ومسلم، وابن ماجة، وأبو داود، والنَّسَائي، وابن خزيمة. واللفظ لأحمد (12168) قال: حدثنا إسماعيل، حدثنا عبد العزيز بن صهيب، به.

ص: 617

542 -

عَنْ مَسْرُوقِ بْنِ الأَجْدَعِ، قَالَ: قُلْتُ لِعَائِشَةَ:

«أَيُّ الْعَمَلِ كَانَ أَحَبَّ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَقَالَتِ: الدَّائِمُ، قُلْتُ: فَأَيَّ سَاعَةٍ كَانَ يَقُومُ؟ قَالَتْ: إِذَا سَمِعَ الصَّرْخَةَ»

(1)

.

• وفي رواية

(2)

: «عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ، عَنْ عَمَلِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ: كَانَ يُحِبُّ الدَّائِمَ، قَالَ: قُلْتُ: أَيَّ حِينٍ كَانَ يُصَلِّي؟ فَقَالَتْ: كَانَ إِذَا سَمِعَ الصَّارِخَ قَامَ فَصَلَّى»

(3)

.

(1)

اللفظ لأحمد (25267) قال: حدثنا بهز، قال: حدثنا شعبة، عن الأشعث بن سليم، عن أبيه، عن مسروق، به.

(2)

اللفظ لمسلم 2/ 167 (1677) قال: حدثني هناد بن السري، حدثنا أبو الأحوص، عن أشعث، عن أبيه، عن مسروق، به.

(3)

أخرجه أحمد، والبُخاري، ومسلم، وأبو داود، والنَّسَائي.

ص: 619

543 -

عَنْ عُقْبَةَ بْنِ حُرَيْثٍ التَّغْلِبِيِّ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:

«صَلَاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى فَإِنْ خَشِيتَ الصُّبْحَ فَأَوْتِرْ بِرَكْعَةٍ» .

قَالَ

(1)

: قُلْتُ: مَا مَثْنَى مَثْنَى؟ قَالَ: رَكْعَتَانِ رَكْعَتَانِ

(2)

.

• وفي رواية

(3)

: «صَلَاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا رَأَيْتَ أَنَّ الصُّبْحَ يُدْرِكُكَ، فَأَوْتِرْ بِوَاحِدَةٍ» .

قَالَ

(4)

: فَقِيلَ لِابْنِ عُمَرَ: مَا مَثْنَى مَثْنَى؟ قَالَ: تُسَلِّمُ فِي كُلِّ رَكْعَتَيْنِ

(5)

.

(1)

القائل؛ هو عقبة بن حريث.

(2)

اللفظ لأحمد (5127) قال: حدثنا بهز، حدثنا شعبة، أخبرني عقبة، به.

(3)

اللفظ لأحمد (5584) قال: حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، سمعت عقبة بن حريث، به.

(4)

القائل؛ هو عقبة بن حريث.

(5)

أخرجه أحمد، ومسلم.

ص: 620

(1)

أخرجه مالك، والبُخاري، ومسلم، وأبو داود، والنَّسَائي. واللفظ للبخاري (990) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: أخبرنا مالك، عن نافع، وعبد الله بن دينار، به.

ص: 621

545 -

عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ:

«قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ تَأْمُرُنَا أَنْ نُصَلِّيَ مِنَ اللَّيْلِ؟ قَالَ: يُصَلِّي أَحَدُكُمْ مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا خَشِيَ الصُّبْحَ، صَلَّى وَاحِدَةً، فَأَوْتَرَتْ لَهُ مَا قَدْ صَلَّى مِنَ اللَّيْلِ»

(1)

.

• وفي رواية: «سَأَلَ رَجُلٌ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ: مَا تَرَى فِي صَلَاةِ اللَّيْلِ؟ قَالَ: مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا خَشِيَ الصُّبْحَ صَلَّى وَاحِدَةً، فَأَوْتَرَتْ لَهُ مَا صَلَّى.

وَإِنَّهُ

(2)

كَانَ يَقُولُ: اجْعَلُوا آخِرَ صَلَاتِكُمْ وِتْرًا، فَإِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَمَرَ بِهِ»

(3)

.

• وفي رواية

(4)

: «عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَخْطُبُ، فَقَالَ: كَيْفَ صَلَاةُ اللَّيْلِ؟ فَقَالَ: مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا خَشِيتَ الصُّبْحَ فَأَوْتِرْ بِوَاحِدَةٍ، تُوتِرُ لَكَ مَا قَدْ صَلَّيْتَ»

(5)

.

(1)

اللفظ لأحمد (4579) قال: حدثنا إسماعيل، حدثنا أيوب، عن نافع، به.

(2)

أي عبد الله بن عمر.

(3)

اللفظ للبخاري (472) قال: حدثنا مُسَدَّد، قال: حدثنا بشر بن المُفَضَّل، عن عبيد الله، عن نافع، به.

(4)

اللفظ للبخاري (473) قال: حدثنا أبو النعمان، قال: حدثنا حماد، عن أيوب، عن نافع، به.

(5)

أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة، وأحمد، والبُخاري، وابن خزيمة.

ص: 622

(1)

اللفظ للحُميدي (641) قال: حدثنا سفيان، قال: سمعت الزُّهْرِي، وحدثنا عن سالم بن عبد الله، به.

(2)

اللفظ لأحمد (4648) قال: حدثنا سفيان، عن الزُّهْرِي، عن سالم، به.

(3)

أخرجه الحُميدي، وأبو بكر بن أبي شيبة، وأحمد، والبُخاري، ومسلم، وابن ماجة، والنَّسَائي، وأبو يَعلى، وابن خزيمة.

ص: 623

547 -

عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ، قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ: مَا أَقْرَأُ فِي الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ الصُّبْحِ؟ فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ:

«كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي بِاللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، وَيُوتِرُ بِرَكْعَةٍ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ» .

قَالَ أَنَسٌ: قُلْتُ: فَإِنَّمَا أَسْأَلُكَ: مَا أَقْرَأُ فِي الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ الصُّبْحِ؟ فَقَالَ: بَهْ بَهْ، إِنَّكَ لَضَخْمٌ، إِنَّمَا أُحَدِّثُ، أَوْ قَالَ: إِنَّمَا أَقْتَصُّ لَكَ الْحَدِيثَ؛

«كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي بِاللَّيْلِ رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ يُوتِرُ بِرَكْعَةٍ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ، ثُمَّ يَقُومُ كَأَنَّ الأَذَانَ، أَوِ الإِقَامَةَ، فِي أُذُنَيْهِ»

(1)

.

• وفي رواية

(2)

: «عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ، قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ، قُلْتُ: أَرَأَيْتَ الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ صَلَاةِ الْغَدَاةِ، أَأُطِيلُ فِيهِمَا الْقِرَاءَةَ؟ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، وَيُوتِرُ بِرَكْعَةٍ» .

قَالَ: قُلْتُ: إِنِّي لَسْتُ عَنْ هَذَا أَسْأَلُكَ، قَالَ: إِنَّكَ لَضَخْمٌ، أَلَا تَدَعُنِي أَسْتَقْرِئُ لَكَ الْحَدِيثَ؟ !

«كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، وَيُوتِرُ بِرَكْعَةٍ، وَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْغَدَاةِ، كَأَنَّ الأَذَانَ بِأُذُنَيْهِ»

(3)

.

(1)

اللفظ لأحمد (5591) قال: حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن أنس بن سِيرين، به.

(2)

اللفظ لمسلم 2/ 174 (1710) قال: حدثنا خلف بن هشام، وأبو كامل، قالا: حدثنا حماد بن زيد، عن أنس بن سِيرين، به.

(3)

أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة، وأحمد، والبُخاري، ومسلم، وابن ماجة، والتِّرمِذي، والنَّسَائي، وأبو يَعلى، وابن خزيمة.

ص: 624

548 -

عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ؛ أَنَّهُ سَأَلَ عَائِشَةَ، رضي الله عنها:

«كَيْفَ كَانَتْ صَلَاةُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي رَمَضَانَ؟ فَقَالَتْ: مَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَزِيدُ فِي رَمَضَانَ، وَلَا فِي غَيْرِهِ، عَلَى إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً، يُصَلِّي أَرْبَعًا، فَلَا تَسَلْ عَنْ حُسْنِهِنَّ وَطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي أَرْبَعًا، فَلَا تَسَلْ عَنْ حُسْنِهِنَّ وَطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي ثَلَاثًا. قَالَتْ عَائِشَةُ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَتَنَامُ قَبْلَ أَنْ تُوتِرَ؟ فَقَالَ: يَا عَائِشَةُ، إِنَّ عَيْنَيَّ تَنَامَانِ، وَلَا يَنَامُ قَلْبِي»

(1)

.

(1)

أخرجه مالك، وأحمد، والبُخاري، ومسلم، وأبو داود، والتِّرمِذي، والنَّسَائي، وابن خزيمة. واللفظ للبخاري (1147) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: أخبرنا مالك، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي سلمة بن عبد الرَّحمَن، به.

ص: 625

549 -

عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ، أَنَّهُ قَالَ:

«لَأَرْمُقَنَّ صَلَاةَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم اللَّيْلَةَ، قَالَ: فَتَوَسَّدْتُ عَتَبَتَهُ، أَوْ فُسْطَاطَهُ، فَصَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ طَوِيلَتَيْنِ، طَوِيلَتَيْنِ، طَوِيلَتَيْنِ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، وَهُمَا دُونَ اللَّتَيْنِ قَبْلَهُمَا، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، دُونَ اللَّتَيْنِ قَبْلَهُمَا، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، دُونَ اللَّتَيْنِ قَبْلَهُمَا، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، دُونَ اللَّتَيْنِ قَبْلَهُمَا، ثُمَّ أَوْتَرَ، فَذَلِكَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً»

(1)

.

(1)

أخرجه مالك، وعَبد بن حُميد، ومسلم، وابن ماجة، وأبو داود، وعبد الله بن أحمد، والنَّسَائي. واللفظ لأبي داود (1366) قال: حدثنا القَعنَبي، عن مالك، عن عبد الله بن أبي بكر، عن أبيه، أن عبد الله بن قيس بن مخرمة أخبره، به.

ص: 626

550 -

عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ، أَنَّ عَائِشَةَ أَخْبَرَتْهُ؛

«أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً، كَانَتْ تِلْكَ صَلَاتَهُ، تَعْنِي بِاللَّيْلِ، فَيَسْجُدُ السَّجْدَةَ مِنْ ذَلِكَ قَدْرَ مَا يَقْرَأُ أَحَدُكُمْ خَمْسِينَ آيَةً، قَبْلَ أَنْ يَرْفَعَ رَأْسَهُ، وَيَرْكَعُ رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ صَلَاةِ الْفَجْرِ، ثُمَّ يَضْطَجِعُ عَلَى شِقِّهِ الأَيْمَنِ حَتَّى يَأْتِيَهُ الْمُؤَذِّنُ لِلصَّلَاةِ»

(1)

.

• وفي رواية

(2)

: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً فِيمَا بَيْنَ أَنْ يَفْرُغَ مِنْ صَلَاةِ الْعِشَاءِ إِلَى الْفَجْرِ بِاللَّيْلِ، سِوَى رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ، وَيَسْجُدُ قَدْرَ مَا يَقْرَأُ أَحَدُكُمْ خَمْسِينَ آيَةً»

(3)

.

(1)

اللفظ للبخاري (994) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب، عن الزُّهْرِي، عن عروة، به.

(2)

اللفظ للنَّسَائي في «المُجتَبى» (1765) قال: أخبرنا يوسف بن سعيد، قال: حدثنا حجاج، قال: حدثنا ليث، قال: حدثني عُقيل، عن ابن شهاب، عن عروة، به.

(3)

أخرجه أحمد، والبُخاري، ومسلم.

ص: 627

(1)

أخرجه مالك، وأحمد، والبُخاري، وأبو داود، والنَّسَائي. واللفظ للبخاري (1170) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: أخبرنا مالك، عن هشام بن عروة، عن أبيه، به.

ص: 628

552 -

عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ، أَنَّ عَائِشَةَ أَخْبَرَتْهُ؛

«أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي ثَلَاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً بِاللَّيْلِ، مَعَ رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ»

(1)

.

(1)

أخرجه أحمد، ومسلم، وأبو داود، والنَّسَائي. واللفظ لأحمد (26498) قال: حدثنا حجاج، قال: حدثنا ليث، قال: حدثني يزيد بن أبي حبيب، عن عراك بن مالك، عن عروة، به.

ص: 629

(1)

أخرجه أحمد، والبُخاري، ومسلم، وأبو داود، والتِّرمِذي، والنَّسَائي. واللفظ لأحمد (25956) قال: حدثنا ابن نمير وروح المعنى، قالا: حدثنا حنظلة، عن القاسم بن محمد، قال روح: سمعت القاسم بن محمد، به.

ص: 630

554 -

عَنْ أَبِي جَمْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ:

«كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ ثَلَاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً»

(1)

.

(1)

أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة، وأحمد، والبُخاري، ومسلم، والتِّرمِذي، والنَّسَائي، وأبو يَعلى، وابن خزيمة. واللفظ لأحمد (3191) قال: حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة (ح) وحجاج، قال: أخبرنا شعبة، عن أبي جمرة، به.

ص: 631

555 -

عَنْ كُرَيْبٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، رضي الله عنهما، قَالَ:

«بِتُّ عِنْدَ خَالَتِي مَيْمُونَةَ لَيْلَةً، فَنَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا كَانَ فِي بَعْضِ اللَّيْلِ، قَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَتَوَضَّأَ مِنْ شَنٍّ مُعَلَّقٍ، وُضُوءًا خَفِيفًا، (يُخَفِّفُهُ عَمْرٌو

(1)

وَيُقَلِّلُهُ جِدًّا)، ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي، فَقُمْتُ، فَتَوَضَّأْتُ نَحْوًا مِمَّا تَوَضَّأَ، ثُمَّ جِئْتُ فَقُمْتُ عَنْ يَسَارِهِ، فَحَوَّلَنِي فَجَعَلَنِي عَنْ يَمِينِهِ، ثُمَّ صَلَّى مَا شَاءَ اللهُ، ثُمَّ اضْطَجَعَ، فَنَامَ حَتَّى نَفَخَ، فَأَتَاهُ الْمُنَادِي، يَأْذِنُهُ بِالصَّلَاةِ، فَقَامَ مَعَهُ إِلَى الصَّلَاةِ، فَصَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ»

(2)

.

• وفي رواية

(3)

: «بِتُّ لَيْلَةً عِنْدَ خَالَتِي مَيْمُونَةَ، فَقَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنَ اللَّيْلِ، فَتَوَضَّأَ مِنْ شَنٍّ مُعَلَّقٍ، وُضُوءًا خَفِيفًا، وَجَعَلَ يَصِفُهُ وَيُقَلِّلُهُ، فَقُمْتُ، فَصَنَعْتُ مِثْلَ الَّذِي صَنَعَ، ثُمَّ جِئْتُ فَقُمْتُ عَنْ يَسَارِهِ، فَأَخْلَفَنِي، فَجَعَلَنِي عَنْ يَمِينِهِ، فَصَلَّى ثُمَّ اضْطَجَعَ، فَنَامَ حَتَّى نَفَخَ، ثُمَّ أَتَاهُ بِلَالٌ فَآذَنَهُ بِالصَّلَاةِ، فَخَرَجَ فَصَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ»

(4)

.

(1)

هو عَمرو بن دينار راوي هذا الحديث عن كُريب، عن عبد الله بن عباس.

(2)

اللفظ للبخاري (859) قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال: أخبرنا سفيان، عن عَمرو، قال: أخبرني كريب، به.

(3)

اللفظ للحُميدي (477) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا عَمرو بن دينار، قال: أخبرني كريب، به.

(4)

أخرجه الحُميدي، وأحمد، والبُخاري، ومسلم، وابن ماجة، والتِّرمِذي، والنَّسَائي، وابن خزيمة.

ص: 632

556 -

عَنْ كُرَيْبٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ؛

«أَنَّهُ بَاتَ عِنْدَ مَيْمُونَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَهِيَ خَالَتُهُ، قَالَ: فَاضْطَجَعْتُ فِي عَرْضِ الْوِسَادَةِ، وَاضْطَجَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَهْلُهُ فِي طُولِهَا، فَنَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى إِذَا انْتَصَفَ اللَّيْلُ، أَوْ قَبْلَهُ بِقَلِيلٍ، أَوْ بَعْدَهُ بِقَلِيلٍ اسْتَيْقَظَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَجَلَسَ يَمْسَحُ النَّوْمَ عَنْ وَجْهِهِ بِيَدِهِ، ثُمَّ قَرَأَ الْعَشْرَ الآيَاتِ خَوَاتِمَ سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ، ثُمَّ قَامَ إِلَى شَنٍّ مُعَلَّقَةٍ فَتَوَضَّأَ مِنْهَا فَأَحْسَنَ وُضُوءَهُ، ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي.

قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَقُمْتُ فَصَنَعْتُ مِثْلَ الَّذِي صَنَعَ، ثُمَّ ذَهَبْتُ فَقُمْتُ إِلَى جَنْبِهِ، فَوَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَى رَأْسِي، وَأَخَذَ أُذُنِي الْيُمْنَى فَفَتَلَهَا، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ أَوْتَرَ، ثُمَّ اضْطَجَعَ حَتَّى أَتَاهُ الْمُؤَذِّنُ فَقَامَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ، ثُمَّ خَرَجَ فَصَلَّى الصُّبْحَ»

(1)

.

(1)

أخرجه مالك، وأحمد، والبُخاري، ومسلم، وابن ماجة، وأبو داود، والنَّسَائي، وابن خزيمة. واللفظ لأحمد (2198) قال: قرأت على عبد الرَّحمَن: عن مالك، عن مخرمة بن سليمان، عن كريب مولى ابن عباس، به.

ص: 633

557 -

عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ:

«بِتُّ فِي بَيْتِ خَالَتِي مَيْمُونَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عِنْدَهَا فِي لَيْلَتِهَا، فَصَلَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْعِشَاءَ، ثُمَّ جَاءَ إِلَى مَنْزِلِهِ، فَصَلَّى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، ثُمَّ نَامَ، ثُمَّ قَامَ، ثُمَّ قَالَ: نَامَ الْغُلَيِّمُ، أَوْ كَلِمَةً تُشْبِهُهَا، ثُمَّ قَامَ، فَقُمْتُ عَنْ يَسَارِهِ، فَجَعَلَنِي عَنْ يَمِينِهِ، فَصَلَّى خَمْسَ رَكَعَاتٍ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ نَامَ حَتَّى سَمِعْتُ غَطِيطَهُ، أَوْ خَطِيطَهُ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ»

(1)

.

• وفي رواية

(2)

: «عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: بِتُّ فِي بَيْتِ خَالَتِي مَيْمُونَةَ، فَصَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْعِشَاءَ، ثُمَّ جَاءَ فَصَلَّى أَرْبَعًا، ثُمَّ قَالَ: أَنَامَ الْغُلَيِّمُ، أَوِ الْغُلَامُ، قَالَ شُعْبَةُ: أَوْ شَيْئًا نَحْوَ هَذَا، قَالَ: ثُمَّ نَامَ، قَالَ: ثُمَّ قَامَ فَتَوَضَّأَ، قَالَ: لَا أَحْفَظُ وُضُوءَهُ، قَالَ: ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى، فَقُمْتُ عَنْ يَسَارِهِ، قَالَ: فَجَعَلَنِي عَنْ يَمِينِهِ، ثُمَّ صَلَّى خَمْسَ رَكَعَاتٍ، قَالَ: ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، قَالَ: ثُمَّ نَامَ حَتَّى سَمِعْتُ غَطِيطَهُ، أَوْ خَطِيطَهُ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ»

(3)

.

(1)

اللفظ للبخاري (117) قال: حدثنا آدم، قال: حدثنا شعبة، قال: حدثنا الحكم، قال: سمعت سعيد بن جبير، به.

(2)

اللفظ لأحمد (3236) قال: حدثنا بهز، حدثنا شعبة، حدثني الحكم، قال: سمعت سعيد بن جبير، به.

(3)

أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة، وأحمد، والدارِمي، والبُخاري، وأبو داود، والنَّسَائي.

ص: 634

• حَدِيثُ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، رضي الله عنهما، قَالَ:

«قُمْتُ لَيْلَةً أُصَلِّي عَنْ يَسَارِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَأَخَذَ بِيَدِي، أَوْ بِعَضُدِي حَتَّى أَقَامَنِي عَنْ يَمِينِهِ، وَقَالَ بِيَدِهِ مِنْ وَرَائِي» .

سلف في باب موقف المأموم من الإمام.

ص: 635

(1)

أخرجه مالك، وأحمد، والدارِمي، ومسلم، والتِّرمِذي، والنَّسَائي، وأبو يَعلى، وابن خزيمة. واللفظ لمالك في «الموطأ» (365) عن ابن شهاب، عن السائب بن يزيد، عن المُطَّلب بن أبي وداعة السهمي، به.

ص: 636

559 -

عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ، عَنْ عَائِشَةَ، رضي الله عنها، أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ، أَنَّهَا أَخْبَرَتْهُ؛

«أَنَّهَا لَمْ تَرَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يُصَلِّي صَلَاةَ اللَّيْلِ قَاعِدًا قَطُّ حَتَّى أَسَنَّ، فَكَانَ يَقْرَأُ قَاعِدًا حَتَّى إِذَا أَرَادَ أَنْ يَرْكَعَ قَامَ، فَقَرَأَ نَحْوًا مِنْ ثَلَاثِينَ آيَةً، أَوْ أَرْبَعِينَ آيَةً، ثُمَّ رَكَعَ»

(1)

.

• وفي رواية

(2)

: «أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي بِاللَّيْلِ قَائِمًا، فَلَمَّا أَسَنَّ صَلَّى جَالِسًا، فَإِذَا بَقِيَتْ عَلَيْهِ ثَلَاثُونَ، أَوْ أَرْبَعُونَ آيَةً، قَامَ فَقَرَأَهَا، ثُمَّ رَكَعَ»

(3)

.

(1)

اللفظ للبخاري (1118) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: أخبرنا مالك، عن هشام بن عروة، عن أبيه، به.

(2)

اللفظ للحُميدي (192) قال: حدثنا سفيان، عن هشام بن عروة، عن أبيه، به.

(3)

أخرجه مالك، والحُميدي، وأبو بكر بن أبي شيبة، وأحمد، وعَبد بن حُميد، والبُخاري، ومسلم، وابن ماجة، وأبو داود، والنَّسَائي، وأبو يَعلى، وابن خزيمة.

ص: 637

(1)

أخرجه مالك، والبُخاري، ومسلم، والنَّسَائي، وأبو عَوانة. واللفظ لمسلم 2/ 163 (1652) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: قرأت على مالك، عن عبد الله بن يزيد، وأبي النضر، عن أبي سلمة بن عبد الرَّحمَن، به.

ص: 638

(1)

أخرجه أحمد، ومسلم، وابن ماجة، والنَّسَائي، وأبو يَعلى، وابن خزيمة. واللفظ لأحمد (26466) قال: حدثنا إسماعيل، عن الوليد بن أبي هشام، عن أبي بكر بن محمد بن عَمرو بن حزم، عن عمرة، به.

ص: 639

562 -

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ:

«فَقَدْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ مِنَ الْفِرَاشِ، فَالْتَمَسْتُهُ فَوَقَعَتْ يَدِي عَلَى بَطْنِ قَدَمَيْهِ، وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ، وَهُمَا مَنْصُوبَتَانِ، وَهُوَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ، وَبِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ، لَا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ، أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ»

(1)

.

(1)

أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة، وأحمد، ومسلم، وابن ماجة، وأبو داود، والنَّسَائي، وأبو يَعلى، وابن خزيمة. واللفظ لأحمد (26294) قال: حدثنا حماد بن أسامة، قال: أخبرنا عبيد الله، عن محمد بن يحيى بن حبان، عن الأعرج، به.

ص: 640

(1)

اللفظ لأحمد (25330) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن سليمان، قال: سمعت أبا الضُّحَى يحدث، عن مسروق، به.

(2)

اللفظ لأحمد (26333) قال: حدثنا وكيع، وعبد الرَّحمَن، قالا: حدثنا سفيان، عن أبي حَصين، عن يحيى بن وثاب، عن مسروق، به.

(3)

أخرجه الحُميدي، وأبو بكر بن أبي شيبة، وأحمد، والدارِمي، والبُخاري، ومسلم، وابن ماجة، وأبو داود، والتِّرمِذي، والنَّسَائي، وأبو يَعلى.

ص: 641

(1)

اللفظ للحُميدي (189) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا مسعر، عن سعد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، به.

(2)

اللفظ لأحمد (26337) قال: حدثنا وكيع، حدثنا مسعر، وسفيان، عن سعد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، به.

(3)

أخرجه الحُميدي، وأحمد، والبُخاري، ومسلم، وابن ماجة، وأبو داود، وأبو يَعلى.

ص: 642

565 -

عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:

«اجْعَلُوا آخِرَ صَلَاتِكُمْ بِاللَّيْلِ وِتْرًا»

(1)

.

(1)

أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة، وأحمد، والبُخاري، ومسلم، وأبو داود، والنَّسَائي، وابن خزيمة. واللفظ لابن أبي شيبة (6765) قال: حدثنا أبو أسامة، قال: حدثنا عبيد الله بن عمر، عن نافع، به.

ص: 643

566 -

عَنْ أَبِي نَضْرَةَ الْمُنْذِرِ بْنِ مَالِكٍ الْعَوَقِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَعيدٍ الْخُدْرِيَّ يَقُولُ:

«سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْوِتْرِ، فَقَالَ: أَوْتِرُوا قَبْلَ الصُّبْحِ»

(1)

.

(1)

أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة، وأحمد، والدارِمي، ومسلم، وابن ماجة، والتِّرمِذي، والنَّسَائي، وأبو يَعلى، وابن خزيمة. واللفظ للنَّسَائي في «المُجتَبى» (1699) قال: أخبرنا عبيد الله بن فضالة بن إبراهيم، قال: أخبرنا محمد، وهو ابن المبارك، قال: حدثنا معاوية، وهو ابن سلام بن أبي سلام، عن يحيى بن أبي كثير، قال: أخبرني أبو نضرة العوقي، به.

ص: 644

أبواب السهو في الصلاة

567 -

عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هُرْمُزَ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

«إِذَا نُودِيَ بِالصَّلَاةِ أَدْبَرَ الشَّيْطَانُ وَلَهُ ضُرَاطٌ، حَتَّى لَا يَسْمَعَ التَّأْذِينَ، فَإِذَا قُضِيَ النِّدَاءُ أَقْبَلَ حَتَّى إِذَا ثُوِّبَ بِالصَّلَاةِ أَدْبَرَ، حَتَّى إِذَا قُضِيَ التَّثْوِيبُ أَقْبَلَ حَتَّى يَخْطِرَ بَيْنَ الْمَرْءِ وَنَفْسِهِ، وَيَقُولَ: اذْكُرْ كَذَا اذْكُرْ كَذَا، لِمَا لَمْ يَكُنْ يَذْكُرُ، حَتَّى يَظَلَّ الرَّجُلُ إنْ يَدْرِيَ كَمْ صَلَّى»

(1)

.

(1)

أخرجه مالك، وأحمد، والبُخاري، ومسلم، وأبو داود، والنَّسَائي. واللفظ لأبي داود (516) قال: حدثنا القَعنَبي، عن مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، به.

ص: 646

568 -

عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

«إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا قَامَ يُصَلِّي جَاءَ الشَّيْطَانُ، فَلَبَسَ عَلَيْهِ حَتَّى لَا يَدْرِيَ كَمْ صَلَّى، فَإِذَا وَجَدَ ذَلِكَ أَحَدُكُمْ، فَلْيَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ وَهُوَ جَالِسٌ»

(1)

.

(1)

أخرجه مالك، والحُميدي، والبُخاري، ومسلم، وأبو داود، والتِّرمِذي، والنَّسَائي، وأبو يَعلى. واللفظ للبخاري (1232) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، أخبرنا مالك، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة بن عبد الرَّحمَن، به.

ص: 647

569 -

عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ قَيْسٍ النَّخَعِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ:

«صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَاةً، فَزَادَ، أَوْ نَقَصَ، فَلَمَّا سَلَّمَ، وَأَقْبَلَ عَلَى الْقَوْمِ بِوَجْهِهِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، حَدَثَ فِي الصَّلَاةِ شَيْءٌ؟ قَالَ: وَمَا ذَاكَ؟ قَالُوا: صَلَّيْتَ كَذَا وَكَذَا، فَثَنَى رِجْلَهُ، فَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ سَلَّمَ، وَأَقْبَلَ عَلَى الْقَوْمِ بِوَجْهِهِ، فَقَالَ: إِنَّهُ لَوْ حَدَثَ فِي الصَّلَاةِ شَيْءٌ أَنبَأْتُكُمْ بِهِ، وَلَكِنِّي بَشَرٌ أَنسَى كَمَا تَنْسَوْنَ، فَإِذَا نَسِيتُ فَذَكِّرُونِي، فَإِذَا سَهَا أَحَدُكُمْ فِي صَلَاتِه، فَلْيَتَحَرَّ الصَّوَابَ فَلْيُتِمَّ عَلَيْهِ، فَإِذَا سَلَّمَ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ»

(1)

.

• وفي رواية

(2)

: «أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى بِهِمْ صَلَاةَ الظُّهْرِ، فَزَادَ أَوْ نَقَصَ مِنْهَا، (قَالَ مَنْصُورٌ: لَا أَدْرِي إِبْرَاهِيمُ وَهِمَ أَمْ عَلْقَمَةُ)

(3)

، قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَقَصُرَتِ الصَّلَاةُ أَمْ نَسِيتَ؟ قَالَ: وَمَا ذَاكَ؟ قَالُوا: صَلَّيْتَ كَذَا وَكَذَا، قَالَ: فَسَجَدَ بِهِمْ سَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ قَالَ: هَاتَانِ السَّجْدَتَانِ لِمَنْ لَا يَدْرِي زَادَ فِي صَلَاتِهِ أَمْ نَقَصَ، فَيَتَحَرَّى الصَّوَابَ، فَيُتِمُّ مَا بَقِيَ، ثُمَّ يَسْجُدُ سَجْدَتَيْنِ»

(4)

.

(1)

اللفظ لابن أبي شيبة (4435) قال: حدثنا جَرير، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة، به.

(2)

اللفظ للبخاري (6671) قال: حدثني إسحاق بن إبراهيم، سمع عبد العزيز بن عبد الصمد، حدثنا منصور، عن إبراهيم، عن علقمة، به.

(3)

معناه أن منصور بن المعتمر لا يدري إبراهيم هو الذي قال: زاد أو نقص أم علقمة.

(4)

أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة، وأحمد، والبُخاري، ومسلم، وابن ماجة، وأبو داود، والنَّسَائي، وأبو يَعلى، وابن خزيمة.

ص: 648

(1)

أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة، وأحمد، والدارِمي، والبُخاري، ومسلم، وابن ماجة، وأبو داود، والتِّرمِذي، والنَّسَائي، وأبو يَعلى، وابن خزيمة. واللفظ لأحمد (4322) قال: حدثنا يحيى، عن شعبة (ح) ومحمد بن جعفر، حدثنا شعبة، حدثنا الحكم، عن إبراهيم، عن علقمة، به.

ص: 649

572 -

عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ:

«صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِحْدَى صَلَاتَيِ الْعَشِيِّ، إِمَّا الظُّهْرَ، وَإِمَّا الْعَصْرَ، فَسَلَّمَ فِي رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ أَتَى جِذْعًا فِي قِبْلَةِ الْمَسْجِدِ، فَاسْتَنَدَ إِلَيْهَا مُغْضَبًا، وَفِي الْقَوْمِ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، فَهَابَا أَنْ يَتَكَلَّمَا، وَخَرَجَ سَرَعَانُ النَّاسِ، قَصُرَتِ الصَّلَاةُ، فَقَامَ ذُو الْيَدَيْنِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَقَصُرَتِ الصَّلَاةُ أَمْ نَسِيتَ؟ فَنَظَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَمِينًا وَشِمَالًا، فَقَالَ: مَا يَقُولُ ذُو الْيَدَيْنِ؟ قَالُوا: صَدَقَ، لَمْ تُصَلِّ إِلَّا رَكْعَتَيْنِ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ كَبَّرَ، ثُمَّ سَجَدَ، ثُمَّ كَبَّرَ فَرَفَعَ، ثُمَّ كَبَّرَ وَسَجَدَ، ثُمَّ كَبَّرَ وَرَفَعَ»

(1)

.

(1)

أخرجه الحُميدي، وأحمد، والبُخاري، ومسلم، وابن ماجة، والنَّسَائي، وابن خزيمة. واللفظ لمسلم 2/ 86 (1225) قال: حدثني عَمرو الناقد، وزهير بن حرب، جميعًا عن ابن عُيَينة، قال عَمرو: حدثنا سفيان بن عُيَينة، حدثنا أيوب، قال: سمعت محمد بن سِيرين، به.

ص: 651

573 -

عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛

«أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى الظُّهْرَ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ سَلَّمَ، قَالُوا: قَصُرَتِ الصَّلَاةُ، قَالَ: فَقَامَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ سَلَّمَ، ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ بَعْدَ مَا سَلَّمَ»

(1)

.

• وفي رواية

(2)

: «صَلَّى بِنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الظُّهْرَ، أَوِ الْعَصْرَ، فَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهُ ذُو الْيَدَيْنِ: الصَّلَاةُ يَا رَسُولَ اللهِ، أَنَقَصَتْ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِأَصْحَابِهِ: أَحَقٌّ مَا يَقُولُ؟ قَالُوا: نَعَمْ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ أُخْرَيَيْنِ، ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ»

(3)

.

(1)

اللفظ لأحمد (9132) قال: حدثنا بهز، قال: حدثنا شعبة، عن سعد بن إبراهيم، أنه سمع أبا سلمة، به.

(2)

اللفظ للبخاري (1227) قال: حدثنا آدم، حدثنا شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، به.

(3)

أخرجه أحمد، والبُخاري، وأبو داود، والنَّسَائي.

ص: 652

574 -

عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هُرْمُزَ الأَعْرَجِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ ابْنِ بُحَيْنَةَ، أَنَّهُ قَالَ:

«صَلَّى لَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الظُّهْرَ، فَقَامَ فِي اثْنَتَيْنِ وَلَمْ يَجْلِسْ فِيهِمَا، فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ، سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ سَلَّمَ بَعْدَ ذَلِكَ»

(1)

.

• وفي رواية

(2)

: «أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى بِهِمُ الظُّهْرَ، فَقَامَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الأُولَيَيْنِ، لَمْ يَجْلِسْ، فَقَامَ النَّاسُ مَعَهُ حَتَّى إِذَا قَضَى الصَّلَاةَ، وَانْتَظَرَ النَّاسُ تَسْلِيمَهُ، كَبَّرَ وَهُوَ جَالِسٌ، فَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ قَبْلَ أَنْ يُسَلِّمَ، ثُمَّ سَلَّمَ»

(3)

.

(1)

اللفظ لمالك في «الموطأ» (259) عن يحيى بن سعيد، عن عبد الرَّحمَن بن هُرمُز، به.

(2)

اللفظ للبخاري (829) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب، عن الزُّهْرِي، قال: حدثني عبد الرَّحمَن بن هُرمُز، مولى بني عبد المطلب، وقال مرة: مولى ربيعة بن الحارث، به.

(3)

أخرجه مالك، والحُميدي، وأبو بكر بن أبي شيبة، وأحمد، والدارِمي، والبُخاري، ومسلم، وابن ماجة، وأبو داود، والتِّرمِذي، والنَّسَائي، وأبو يَعلى، وابن خزيمة.

ص: 653

أبواب سجود القرآن

575 -

عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ:

«كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يَقْرَأُ عَلَيْنَا السُّورَةَ، فَيَقْرَأُ السَّجْدَةَ، فَيَسْجُدُ وَنَسْجُدُ مَعَهُ حَتَّى مَا يَجِدُ أَحَدُنَا مَكَانًا لِمَوْضِعِ جَبْهَتِهِ»

(1)

.

• وفي رواية

(2)

: «عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: رُبَّمَا قَرَأَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْقُرْآنَ، فَيَمُرُّ بِالسَّجْدَةِ، فَيَسْجُدُ بِنَا حَتَّى ازْدَحَمْنَا عِنْدَهُ حَتَّى مَا يَجِدُ أَحَدُنَا مَكَانًا يَسْجُدُ فِيهِ، فِي غَيْرِ صَلَاةٍ»

(3)

.

(1)

اللفظ لأحمد (4760) قال: حدثنا يحيى، عن عبيد الله، أخبرني نافع، به.

(2)

اللفظ لمسلم 2/ 88 (1234) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا محمد بن بشر، حدثنا عبيد الله بن عمر، عن نافع، به.

(3)

أخرجه أحمد، والبُخاري، ومسلم، وأبو داود، وابن خزيمة.

ص: 654

576 -

عَنِ الْعَوَّامِ بْنِ حَوْشَبٍ، قَالَ: سَأَلْتُ مُجَاهِدًا، عَنْ سَجْدَةِ {ص} ، فَقَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ: مِنْ أَيْنَ سَجَدْتَ؟ فَقَالَ: أَوَمَا تَقْرَأُ: {وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ}

(1)

، {أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ}

(2)

، فَكَانَ دَاوُدُ مِمَّنْ أُمِرَ نَبِيُّكُمْ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَقْتَدِيَ بِهِ، فَسَجَدَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم

(3)

.

(1)

سورة الأنعام (84).

(2)

سورة الأنعام (90).

(3)

أخرجه أحمد، والبُخاري، وابن خزيمة. واللفظ للبخاري (4807) قال: حدثني محمد بن عبد الله، حدثنا محمد بن عبيد الطنافسي، عن العوام، به.

ص: 655

(1)

عبد الله؛ هو ابن مسعود، رضي الله عنه.

(2)

أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة، وأحمد، والدارِمي، والبُخاري، ومسلم، وأبو داود، والنَّسَائي، وأبو يَعلى، وابن خزيمة. واللفظ لأحمد (4249) قال: حدثنا محمد بن جعفر، وعفان، قالا: حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق، قال عفان: أنبأنا أبو إسحاق، عن الأسود، وقال محمد، عن أبي إسحاق، قال: سمعت الأسود، به.

ص: 656

578 -

عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَرَأَ لَهُمْ:{إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ} ، فَسَجَدَ فِيهَا، فَلَمَّا انْصَرَفَ أَخْبَرَهُمْ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَجَدَ فِيهَا

(1)

.

(1)

أخرجه مالك، وأحمد، والدارِمي، والبُخاري، ومسلم، والنَّسَائي، وأبو يَعلى. واللفظ لمسلم 2/ 88 (1237) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: قرأت على مالك، عن عبد الله بن يزيد، مولى الأسود بن سفيان، عن أبي سلمة بن عبد الرَّحمَن، به.

ص: 657

(1)

أخرجه الحُميدي، وأبو بكر بن أبي شيبة، وأحمد، والدارِمي، ومسلم، وابن ماجة، وأبو داود، والتِّرمِذي، والنَّسَائي، وأبو يَعلى، وابن خزيمة. واللفظ للحُميدي (1021) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا أيوب بن موسى، عن عطاء بن ميناء، به.

ص: 658

580 -

عَنْ أَبِي رَافِعٍ الصَّائِغِ، قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ الْعَتَمَةَ، فَقَرَأَ:{إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ} ، فَسَجَدَ، فَقُلْتُ: مَا هَذِهِ؟ قَالَ: سَجَدْتُ بِهَا خَلْفَ أَبِي الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم، فَلَا أَزَالُ أَسْجُدُ فِيهَا حَتَّى أَلْقَاهُ

(1)

.

(1)

أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة، وأحمد، والبُخاري، ومسلم، وأبو داود، والنَّسَائي، وأبو يَعلى، وابن خزيمة. واللفظ للبخاري (1078) قال: حدثنا مُسَدَّد، قال: حدثنا معتمر، قال: سمعت أبي، قال: حدثني بكر، عن أبي رافع، به.

ص: 659

أما بعد؛

فقد تفضل الكريمُ وأنعم، فهو صاحب النعمة والفضل، وتم برحمة الله وعفوه كتاب الصلاة، جاهدنا فيه مُستعينين بمدد الله أن يخرج للناس ما صح من الحديث للوصول إلى رائحة النبي صلى الله عليه وسلم وهديه، وتركنا خلف ظهورنا، بل تحت أقدامنا، رأيَ كل صاحب رأي، ومذاهبَ وفِرقَ الذين شرعوا من الدين ما لم يأذن به الله، لم نسمع هنا إلا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفَعَل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأَقَر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتلك هي النعمة الكبرى من الرَّحمَن الرحيم.

فإن أصبنا فذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، وإن نسينا أو أخطأنا فذلك بما كسبت أيدينا، وحسبنا أن الله تعالى عليمٌ بذات الصدور.

* * *

ص: 660