المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ قصة كتاب سبيل الرشاد - سبيل الرشاد ط ٢ - جـ ١

[محمود محمد خليل]

فهرس الكتاب

- ‌ تمهيد

- ‌تقديم وتعريف

- ‌ قصة كتاب سبيل الرشاد

- ‌حديث الاستفتاح

- ‌ كتاب الإيمان

- ‌ كتاب الطهارة

- ‌باب ما يقول إِذا دخل الخلاء

- ‌باب الاستنجاء

- ‌باب الوتر في الاستجمار

- ‌باب النهي عن استقبال القبلة أَو استدبارها عند قضاء الحاجة

- ‌باب ما جاء في البول قائمًا

- ‌باب ما جاء في البول في الماء الذي لا يجري

- ‌باب الرجل يخرج من الخلاء فيأكل

- ‌باب صَب الماء على البول في المسجد

- ‌باب بول الطفل

- ‌باب غَسل الإناء من ولوغ الكلب

- ‌باب التَّيمُّن

- ‌باب لا يَقبل الله صلاةً بغير طُهور

- ‌باب إِسباغ الوضوء

- ‌باب صفة الوضوء

- ‌باب الوضوء مَرةً مرة

- ‌باب الاستنثار في الوضوء

- ‌باب وضوء الرجل مع امرأته

- ‌باب الوضوء لكل صلاة والصلوات بوضوء واحد

- ‌باب الشك في الوضوء

- ‌باب نواقض الوضوء

- ‌باب لمس المرأة لاينقض الوضوء

- ‌باب من نام وهو ينتظر الصلاة

- ‌باب من أصابه خفيفُ الإغماء

- ‌باب غسل اليدين بعد الاستيقاظ من النوم

- ‌باب المضمضة من شرب اللبن

- ‌باب المضمضة من السويق

- ‌باب ترك الوضوء والمضمضة من أكل اللحم

- ‌باب إِذا جامع الرجل امرأته ولم يُمْن

- ‌باب ما جاء في المَذْي

- ‌باب قدر ما يكفي من الماء للغسل

- ‌باب غُسل الرَّجل مع امرأَته

- ‌باب صفة الغُسل من الجنابة

- ‌باب ضفائر المغتسلة

- ‌باب إِذا احتلمت المرأة

- ‌باب غَسل المَني وفَرْكه

- ‌باب نوم الجُنُب

- ‌باب طواف الرجل على نسائه في الليلة الواحدة

- ‌باب الجُنب يُعاوِد

- ‌باب المسلم لا يَنجُس

- ‌باب مُباشرة الحائض

- ‌باب مُؤاكلة الحائض

- ‌باب قراءة القرآن في حِجر الحائض

- ‌باب غَسل الحائض رأس زوجها وترجيله

- ‌باب الحائض تترك الصلاة والصيام

- ‌باب الحائض لا تقضي الصلاة

- ‌بابُ الحائضِ تقضي الصيام

- ‌باب الاستحاضة

- ‌باب الكُدرة والصُّفْرة

- ‌باب الغسل من الحيضة

- ‌باب غَسل دم الحيض إذا أصاب الثوب

- ‌ كتاب الصلاة

- ‌باب الصلاة من الإسلام

- ‌باب فرض الصلاة

- ‌باب فضل الصلاة

- ‌باب ضياع الصلاة

- ‌باب وصلوا كما رأيتموني أصلي

- ‌بابُ الحائضِ تترك الصلاة والصيام

- ‌باب الحائض لا تقضي الصلاة

- ‌باب السواك مع كل صلاة

- ‌باب إِذا حَضر العَشاء وأُقيمت الصلاة

- ‌باب النهي عن رفع البصر إِلى السماء في الصلاة

- ‌باب الالتفات في الصلاة

- ‌باب الإشارة في الصلاة

- ‌باب حَمل الصبايا في الصلاة

- ‌باب المشي في الصلاة

- ‌باب إِذا نَعَس أحدكم في الصلاة

- ‌باب ما جاء في الجن وقطع الصلاة

- ‌باب النهي عن الكلام في الصلاة

- ‌باب التسبيح للرجال في الصلاة والتصفيق للنساء

- ‌باب فضل المسجد الحرام

- ‌باب بناء مسجد النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌باب فضل الصلاة في المسجد الحرام ومسجد النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌باب مسجد قباء

- ‌باب لا تُشد الرحال إلَّا إلى ثلاثة مساجد

- ‌باب الصلاة في مرابض الغنم

- ‌باب النهي عن الحِلَق في المسجد

- ‌باب الاستلقاء في المسجد

- ‌باب الأخذ بنصال السهم عند المرور في المسجد

- ‌باب النهي عن اتخاذ القبور مساجد

- ‌باب فضل الخُطا إلى المساجد

- ‌باب فضل انتظار الصلاة في المسجد

- ‌باب فضل من تعلق قلبه بالصلاة في المساجد

- ‌باب صلاة النوافل في البيوت

- ‌باب النهي عن منع النساء عن المساجد

- ‌باب من يُمنع من المسجد

- ‌باب أحكام البصاق والنخامة في المسجد وكفارة ذلك

- ‌باب إذا دخل أحدكم المسجد فليركع ركعتين

- ‌باب النهي عن الصلاة في ثوب له أعلام

- ‌باب الصلاة في الثوب الواحد

- ‌باب الصلاة في النعلين

- ‌باب الصلاة على الخُمرة

- ‌باب الصلاة على البِساط

- ‌باب فضل الصلاة لوقتها

- ‌باب فضل صلاتي الصُّبح والعصر

- ‌باب من نسي صلاة أَو نام عنها

- ‌باب شامل المواقيت

- ‌باب تأخير صلاة الظهر عند شدة الحر

- ‌باب من أدرك ركعة من الصلاة

- ‌باب من ترك صلاة العصر

- ‌باب الحفاظ على صلاة العصر

- ‌باب وقت صلاة العصر

- ‌باب وقت المغرب

- ‌باب وقت صلاة العشاء

- ‌باب وقت صلاة الفجر

- ‌باب الأوقات التي نُهي عن الصلاة فيها

- ‌باب التكبير في كل خفض ورفع

- ‌باب رفع اليدين في الصلاة

- ‌باب وضع اليد اليمنى على اليسرى

- ‌باب الدعاء بين التكبير والقراءة

- ‌باب العمل عند القيام من السجود

- ‌باب صفة الجلوس في الصلاة

- ‌باب التشهد

- ‌باب الدعاء في الصلاة

- ‌باب السلام

- ‌باب الانصراف بعد التسليمتين

- ‌باب الذكر بعد الصلاة

- ‌باب فضل صلاة الجماعة

- ‌باب ما جاء في المتخلف عن الجماعة

- ‌باب المشي إِلى الصلاة

- ‌باب إِنما جُعل الإمام ليؤتم به

- ‌باب موقف المأموم من الإمام

- ‌باب الإمام يذكر بعد الإقامة أَنه لم يغتسل

- ‌باب الإمام تَعْرِضُ له الحاجةُ بعد الإقامة

- ‌باب إِذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة

- ‌باب ما جاء في الصف الأول

- ‌باب ما جاء في تسوية الصفوف

- ‌باب تخفِيف الصلاة في تمام

- ‌باب التأمين

- ‌باب فضل الذكر بعد الركوع

- ‌باب متى ترفع النساء رؤوسهن من السجود

- ‌باب انصراف النساء من صلاة الجماعة

- ‌باب: {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا}

- ‌باب فضل يوم الجُمُعة

- ‌باب الساعة التي في يوم الجُمُعة

- ‌باب الغُسل يوم الجُمُعة

- ‌باب التبكير إِلى الجُمُعة

- ‌باب ما جاء في وقت الجُمُعة

- ‌باب ما جاء في المنبر

- ‌باب الأذان يوم الجُمُعة

- ‌باب ما جاء في الخُطبة

- ‌باب الإنصات للخطبة

- ‌باب الصلاة لمن جاء والإمام يخطب

- ‌باب القراءة في صلاة الجُمُعة، وفي فجر الجُمُعة

- ‌باب الصلاة بعد الجمعة

- ‌باب عيد المسلمين

- ‌باب اللعب والغِناء في العيدين

- ‌باب خروجِ النساء إلى مُصلَّى العيدين

- ‌باب اتخاذ الحَربة والعَنَزة في العيدين وغيرهما

- ‌بابٌ صلاةُ العيدين بغير أَذان ولا إقامة، والصلاةُ قبل الخطبة

- ‌بابُ جامعِ صلاة العيدين

- ‌باب صلاة الضُّحَى

- ‌باب الركعتين لمن قدم من سفر

- ‌باب الصلاة بعد الطهور بالليل أو النهار

- ‌ كتاب الجنائز

- ‌باب ما جاء في تلقين الميت لا إله إلا الله

- ‌باب من كره لقاء الله

- ‌باب الصبر على المصيبة

- ‌باب ما جاء في ثواب من أصيب بولده

- ‌باب ما يقال عند المصيبة

- ‌باب ما يُنهي عنه عند المصيبة

- ‌باب ما جاء في البكاء على الميت

- ‌باب ما جاء في غسل الميت

- ‌باب ما جاء في كفن النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌باب شهَادة المؤمنين للميت

- ‌باب كلام الجنازة

- ‌باب الإسراع بالجنازة

- ‌باب ما جاء في مستريح ومستراح منه

- ‌باب ما جاء في القيام للجنازة

- ‌باب الأمر باتباع الجنائز

- ‌باب ما جاء في حُكم اتباع النساء للجنائز

- ‌باب يَتبع الميتَ ثلاثٌ

- ‌باب الساعات التي نُهي عن الدفن فيها

- ‌باب فضل الصلاة على الجنازة واتباعهَا

- ‌باب مَن مات وعليه دَين

- ‌باب النهي عن الصلاة على المنافقين

- ‌باب النعي والاستغفار للميت

- ‌باب الصفوف والتكبير على الجنازة

- ‌باب قراءة فاتحة الكتاب على الجنازة

- ‌باب الدعاء للميت في صلاة الجنازة

- ‌باب ما جاء في صلاة الجنازة على القبر

- ‌باب ما جاء في الصلاة على الشهداء

- ‌باب ما جاء في نعيم القبر وعذابه

- ‌ كتاب الزكاة

- ‌باب فرض الزكاة

- ‌باب قتال مانع الزكاة

- ‌باب فضلِ الصدقة والأمرِ بها

- ‌باب لا يَقبل الله صدقة من غلول

- ‌باب لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون

- ‌باب النفقة على الأقربين

- ‌باب أفضل الصدقة وابدأ بمن تعول

- ‌باب ما جاء في البُخل

- ‌باب إثم مانع الزكاة

- ‌باب الدعاء لصاحب الصدقة

- ‌باب إرضاء القائمين على جمع الصدقة

- ‌باب من تحل له الصدقة

- ‌باب بيان المسكين

- ‌باب النهي عن المسألة

- ‌باب من أعطاه الله شيئًا من غير مسألة

- ‌باب ليس على المسلم في عبده ولا فرسه صدقة

- ‌باب زكاة الحب والتمر والإبل والفضة

- ‌بابُ أجرُ المرأة إِذا أنفقت من بيت زوجها وأجرُ الخازن

- ‌باب تحريم الصدقة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله

- ‌باب إذا تحولت الصدقة

- ‌باب النهي عن شراء المسلم ما تصدق به

- ‌باب الصدقة عن الميت

- ‌باب إعطاء المؤلفة قلوبهم

- ‌باب مُبطلات الصدقة

- ‌ كتاب الصيام

- ‌باب فرض الصيام

- ‌باب فضل شهر رمضان

- ‌باب فضل الصيام

- ‌باب الجود في رمضان

- ‌باب صوموا لرؤيته

- ‌باب عِدَّة الشهر

- ‌باب النهي عن صيام يوم أو يومين قبل رمضان

- ‌باب ما جاء في السَّحور

- ‌باب تعجيل الفِطر

- ‌باب من دعي إلى طعام وهو صائم

- ‌باب من لم يدع قول الزور

- ‌باب من أكل أَو شرب ناسيا

- ‌باب إذا أفطر في يوم غيم ثم طلعت الشمس

- ‌باب من أدركه الفجر وهو جنب

- ‌باب القُبلة والمُباشرة للصائم

- ‌باب النهي عن الوصال

- ‌باب كفارة من جامع زوجته في رمضان

- ‌بابُ الحائضِ تتركُ الصلاة والصيام

- ‌بابُ الحائضِ تقضي الصيام

- ‌باب أحكام الصيام في السفر

- ‌باب تطوع النَّبي صلى الله عليه وسلم

- ‌باب تطوع المرأة

- ‌باب صوم سَرَر شعبان

- ‌باب صوم ثلاثة أيام من كل شهر

- ‌باب صيام يوم عرفة

- ‌باب صيام يوم الجمُعة

- ‌بابٌ في النهي عَن صيام يوم الفطر ويوم الأضحى

- ‌باب ما جاء في صيام داوُد عليه السلام

- ‌باب صيام يوم عاشوراء

- ‌باب قيام رمضان وليلة القدر

- ‌ كتاب الحج

- ‌باب فَرْض الحج

- ‌باب فضل الحج والعمرة

- ‌باب الحج جِهاد النساء

- ‌بابٌ لا يَحُجُّ البيتَ مُشركٌ

- ‌باب الحج عن الغَير

- ‌بابٌ لاتسافرِ المرأة إلَّا مع ذي مَحرم

- ‌باب ما يلبس المُحرِم من الثياب

- ‌باب الطِّيبِ عند الإحرام

- ‌باب زواج المحرم

- ‌باب الحجامة للمحرم

- ‌باب المحرم يغسل رأسه

- ‌بابٌ في المُحرم يُؤذيه القَملُ في رأسه

- ‌باب أحكام الصيد للمُحرم

- ‌باب المُحرم لا يُشير ولا يُعين الحلال على الصيد

- ‌بابٌ إذا أُهدِي للمُحرم صَيدٌ حَيًّا فإنه يَرُدُّه

- ‌باب ما يَقتُل المُحرِمُ من الدواب

- ‌باب المواقيت

- ‌باب موضع إهلال رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌بابُ الإفرادِ والإقرانِ والتَّمتُّعِ بالحَج

- ‌باب التلبية

- ‌باب التمتع بالعمرة إلى الحج

- ‌باب دخول مكة

- ‌باب بناء الكعبة

- ‌باب دخول الكعبة

- ‌باب مال الكعبة

- ‌باب الطواف بالبيت

- ‌باب طواف المريض

- ‌باب السعي بين الصفا والمروة

- ‌باب من صُدَّ عَن البيت

- ‌بابٌ جامعٌ لصفة الحج

- ‌باب يوم التروية

- ‌باب الغدو من منى إلى عرفات

- ‌باب الوقوف بعرفة

- ‌باب الإفاضةِ من عرفات إلى المزدلفة

- ‌باب رمي الجمار أيام التشريق

- ‌باب ما جاء من رُخصَةٍ في رمي الجمار للرُّعَاة

- ‌باب الحَلق

- ‌باب التقديم والتأخير في الرمي والذبح والحلق

- ‌باب خطبة النبي صلى الله عليه وسلم بمِنًى

- ‌باب الصلاة بمنى

- ‌باب الشرب من زمزم

- ‌باب نزول الأبطح

- ‌بابُ أَمْرِ الناس أن يكون آخرُ عهدهم الطواف بالبيت

- ‌باب النزول بذي الحليفة إذا رجع من مكة

- ‌باب التقصير في العمرة

الفصل: ‌ قصة كتاب سبيل الرشاد

-‌

‌ قصة كتاب سبيل الرشاد

تعلمنا كيف نكفر بالطاغوت، بل بالطواغيت جميعها، وأَن نُؤمن بالله وحده، وأَن علامة هذا الإِيمان هي الاحتكام إِلى كتاب الله عز وجل، وإِلى هَدْي رسوله صلى الله عليه وسلم، وأَن لا نجد في أَنفسنا حرجًا من أَي حكم، أَو أَمر أَو نهي، ما دام ذلك صادرًا عن كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

من هنا؛ عندنا كتابُ الله، القرآن الكريم، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تكفل الله بحفظه، ويَسَّره بلسان محمد صلى الله عليه وسلم.

ولكن، وللحقيقة، تبقى مشكلةُ الأَحاديث المنسوبة إِلى النبي صلى الله عليه وسلم، وكثرتُها، حتى قَسَمها كُتَّاب المصطلح إِلى عشرات الأَنواع، حتى صرنا نسمع وراء كل قصة حديثًا من الأَحاديث، في الباذنجان، والبطيخ، والعدس، وأَبغض الحلال عند الله الطلاق، واختلاف أُمتي رحمة، لدرجة أَنه من بين كل أَلف حديث تسمعها، ربما تجد فيها أَربعةً صحاحًا! ! .

ص: 7

ومن هنا؛ كان البدء بالطريق الصعب، والعمل الشاق، والهدف هو الوصول إِلى الحديث الصحيح الثابت، المروي بنقل العالِم الأَمين الثقة العدل الحافظ.

لأَن الأَمر دينٌ، صلاة وصوم، زكاةٌ وحج، جنةٌ ونار، إيمان وكفر.

فلم يكن البحث هنا عن أَيَّة أَحاديث، ولا عن أَي نوع من الرواة

الله سبحانه يقول: {وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ * الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الأَلْبَابِ} الزُّمَر: (17 و 18).

وهنا، شعرتُ وإخواني، بمشقة الطريق، ووحشته، وقد قل فيه السائرون، وكثر حوله المشككون، والمثبطون، والذين تثاقلوا إِلى الأَرض.

ووفق الله تعالى بفضله ورحمته، ويسر الله تعالى بعطائه وكرمه، وبَصَّر بمدد من عنده، لم ينقطع، فإذا نحن على بداية الطريق، ونرى في آخره بداية الأَمل.

ص: 8

فمن أَجل الوقوف على معرفة صحة الحديث من ضعفه، كان يجب جمع طرق كل حديث.

وهناك؛ في هذه القرية الصغيرة، أَولاد صقر، من أَعمال محافظة الشرقية، في عام 1398 هـ، 1978 م، بدأَ العمل في جمع الأَسانيد، أَو ما صدر بعد ذلك باسم «المسند الجامع» وعندها لم يكن في تصورنا لا المسند، ولا الجامع، كل الذي كان أَمامنا، وما زال حتى الساعة، ونحن في عام (1441 هـ - 2020 م)، هو أَننا كفرنا بالطواغيت كلها، وعندنا كتاب الله، ويجب جمع طرق الأَحاديث، من أَجل تمحيصها، للوصول إِلى الحديث الصحيح، للعمل به، والدعوة إليه

ص: 9

وبدأَ العمل أَولا، في تلك القرية، من سنة 1978، وحتى سنة 1981، وفي هذه السنة سافرنا إِلى الأردن، على أَمل الانتقال منها إِلى العراق، ووصلنا إِلى العراق، وهناك فتح الله أَمامنا أَبواب النور، حيث آلاف المخطوطات، والكتب المطبوعة، والتي يسر الله لنا بفضله مفاتيحها، وعشنا هناك بنسائنا وأَولادنا، في أَمان تام، لا يعرف أَحدٌ عنا شيئا، إلا كبار المحققين العراقيين.

وانتهت بفضل الله تعالى المرحلة الأُولى، من الهدف الذي شعرنا أَن الله سبحانه قد حمَّلنا أَمانته، وصدر «المسند الجامع»

(1)

في عشرين مجلدًا، وجمع أَسانيد الكتب التي التزم بجمعها، صحيحها وضعيفها.

وبدأَت عملية تمحيص وتدقيق هذا الكتاب، والذي يحتوي على عشرات الآلاف من الأَسانيد، وذلك للوصول إِلى الإصدار الأَول لكتاب «سبيل الرشاد» ، والذي يحتوي على الأَحاديث الصحيحة فقط.

ص: 10

وتم عرض جميع أَسانيد «المسند الجامع» على أُمهات كتب رجال الحديث، لمعرفة الثقات والضعفاء، وبعد استخراج الأَحاديث الصحيحة فقط، أُعيد عرضها على كتب علل الحديث، وانتهى ذلك وتم، بمددٍ من العزيز الحكيم، وصدر كتاب «سبيل الرشاد» هَدْي محمد صلى الله عليه وسلم

(1)

.

فصار عندنا «المسند الجامع» ، و «سبيل الرشاد» .

وبدأَت المرحلة الثانية، وشاء الله أَن تكون في هذه القرية، التي عُدنا إليها من العراق عام (1990)

(1)

صدر «سبيل الرشاد ـ هَدْي محمد صلى الله عليه وسلم» ، في ثلاثة مجلدات، وذلك سنة 1413 هـ 1993 م، عن عالم الكتب ـ بيروت.

ص: 11

ومع إخواني، وفي عام 1993، بدأَت رحلة «المُسند المُصَنَّف المُعَلَّل» ، فأَضفنا على «المسند الجامع» كُتبًا جديدة، وقمنا، حسب الطاقة، بتفريغ كتب علل الحديث فيه، في الموضع المناسب، بل وقمنا بتخريج أَحاديثه من الكتب التي ليست من مصادر الكتاب.

ولأَننا في أَمس الحاجة إِلى المصادر الأُولى لرجال الحديث، مصادر القرون الثلاثة الأُولى، من أُصول علماء الحديث الأَوائل، الذين حملوا الحديث روايةً ودراية، فبجانب «المُسند المُصَنَّف المُعَلَّل» كان العمل يجري لإِخراج الكُتب التي تساعد في معرفة الرواة، للعمل بالصحيح الثابت، وترك الضعيف.

فكان أَن صدر لنا قبل، وأَثناء مرحلة العمل في «المُسند المُصَنَّف المُعَلَّل»:

1 ـ «الجامع في الجرح والتعديل»

(1)

، لأَقوال البخاري، ومسلم، والعِجلي، وأَبي زُرعة الرازي، وأَبي داود، ويعقوب الفَسوي، وأَبي حاتم الرازي، والتِّرمِذي، وأَبي زُرعة الدِّمشقي، والنَّسائي، والبزار، والدَّارَقُطني.

(1)

صدر الكتاب في ثلاثة أجزاء، عن عالم الكتب، بيروت، عام 1992 م.

ص: 12

2 ـ موسوعة أَقوال أَحمد بن حنبل في رجال الحديث وعلله

(1)

.

3 ـ موسوعة أَقوال أَبي الحسن الدارقطني في رجال الحديث وعلله

(2)

.

4 ـ موسوعة أَقوال يحيى بن مَعين في رجال الحديث وعلله

(3)

.

واستمر العمل في «المُسند المُصَنَّف المُعَلَّل» ، على قواعد «المسند الجامع» ، وذلك بَدءًا من سنة (1993)، قاطعًا الأَيامَ والليالي، جَمعًا، وتصنيفًا، وتحقيقًا، فما عرَضت لنا من عَقَبةٍ إلا ويسرها الله، وما وقف أَمامنا من صعب إلا وجعله الرحمن سهلًا، حتى بلغنا بلطفه وعونه سنة (2013)، وفي الشهر الثالث منها، كنا على موعدٍ مع السطر الأَخير من «المُسند المُصَنَّف المُعَلَّل»

(4)

، والذي وقع في أَربعين مجلدًا، وذلك تقدير العزيز العليم.

(1)

صدر الكتاب في أربعة أجزاء، عن عالم الكتب، بيروت، عام 1997 م.

(2)

صدر الكتاب في مجلدين، عن عالم الكتب، بيروت، عام 2001 م.

(3)

صدر الكتاب في خمسة أجزاء، عن دار الغرب، بيروت، عام 2009 م.

(4)

صدر الكتاب في أربعين مجلدًا، عن دار الغرب، بيروت، عام 2013 م.

ص: 13

ولم، ولن يكون الهدف، هو مجرد التأليف، وجمع الأَحاديث للعمل على كثرة المجلدات، بل هي النِّية الأُولى التي بدأَ بها العمل منذ عشرات السنين:

جمع الأَحاديث، للوقوف على مجموع طُرُق كل حديث، وعرضها على كتب الرجال والعلل، والقصد: الوصول إِلى الحديث الصحيح، للعمل به، والدعوة إليه

وكما فعلنا بعد صدور «المسند الجامع» ، وخرج «سبيل الرشاد» بطبعته الأُولى، جرى العمل مع «المُسند المُصَنَّف المُعَلَّل» ، بتدقيق أَسانيده، ومراجعة علله، وبذلنا في ذلك ما وفقنا الله إِلى بذله، ليكون بين يديك الآن «سبيل الرشاد» بطبعته الثانية

ص: 14

هنا حديث محمد صلى الله عليه وسلم، فهنا: سمعنا وأَطعنا.

وسوف ترى حديثه هو النور في جميع ما يتصل بعلاقتك برب العالمين، وستدرك حتمًا بأَنه صلى الله عليه وسلم، ما ترك من خيرٍ إلا وهدى إليه، وأَمر به، وما ترك من شر إِلا وحَذَّر منه، ونهى عنه.

فقد تحدث إليك النبي صلى الله عليه وسلم هنا، في أَبواب: الإيمان، والقَدَر، والطهارة، والصلاة، والجنائز، والزكاة، والصيام، والحج، والنكاح، والطلاق، والعتق، والبيوع والمعاملات، واللقطة، والمزارعة، والوصايا، والفرائض، والهبة، والعُمرى، والأَيمان، والنذور، والحدود والديات، والأَقضية، والأطعمة، والأشربة، واللباس والزينة، والصيد والذبائح، والأَضاحي، والطب والمرض، والأَدب، والذكر والدعاء، والتوبة، والرؤيا، والقرآن، والسنة، والعلم، والجهاد، والإمارة، والمناقب، والزهد والرقائق، والفتن، وأَشراط الساعة، والقيامة والجنة والنار.

ص: 15

وراعينا في ترتيب الأَحاديث الواردة في الكتاب الواحد، ما راعاه البخاري ومسلم، وغيرهما من علماء الحديث، في ترتيب طريقة سرد الأَحاديث، فأَحاديث الصلاة مثلًا، روعي في ترتيبها بأَن تبدأَ بفضائل الصلاة، ثم المواقيت، ثم الأَذان، ثم ما يُصلى عليه وإليه، ثم التكبير، وهكذا، وروعي في كتاب المناقب، البدء بمناقب الأَنبياء، صلى الله عليهم جميعًا وسلم، ثم مناقب النبي صلى الله عليه وسلم، ثم مناقب الصحابة، بدءًا بخيرهم، وخليفة نبيهم، وثاني اثنين، أَبي بكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم علي، ثم رتبنا باقي الصحابة رضوان الله عليهم جميعًا بعدهم على حروف الأَلف باء.

وسترى عقب الأحاديث شرحا مختصرا لمعاني الكلمات التي صارت صعبة لابتعادنا عن لغتنا العربية، لكنها في الأَساس من أَيسر كلمات اللغة.

وسترى في حواشي الكتاب، تخريجات أَحاديثه في أمهات الكتب.

ص: 16

هذا «سبيل الرشاد» ، فيه الصحيح من الأَسانيد التي نَقَلَت حديثَ محمد صلى الله عليه وسلم، فخذها، واجعل من عينيك لها سكنًا، ومن أذنيك لها السمع، ومن جوارحك لها الطاعة، ومن قلبك لها مستقرًا ومقامًا.

هذا هو الصحيح من حديث النبي والرسول والشاهد والمبشر والنذير، محمد صَلى الله عَليه وسَلم

ص: 17

وصدق رب العالمين؛

{رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللهُ عَزِيزًا حَكِيمًا} النساء: (165).

السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته.

السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين.

* * *

ص: 18

المجلد الأول

بسم الله الرحمن الرحيم

سبيل الرشاد

هدي محمد صلى الله عليه وسلم

الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، له الحمد في الأُولى والآخرة، وله الحُكم وإليه تُرجعون، أنعم علينا بنعمة الإسلام فأكمله، وتفضل علينا بهذه النعمة فأتمها، فله الشكر على أن رَضي لنا الإسلام دينًا، ثم تفضل وتَكَرَّم، فأجزل من عطائه وأَنْعَم، فاختار محمدًا صلى الله عليه وسلم من بين خلقه جميعًا، ليكون خاتَمَ النبيين، وآخِرَ من يحمل رسالةً من ربه إلى الناس أجمعين، قال له:{اقْرَأْ} وهو النبي الأُمي، فأنزل عليه الكتاب والحكمة، وعَلَّمه ما لم يكن يعلم، وكان فضل الله عليه عظيمًا.

حمل الرسالةَ فبَلَّغَها، وتلقى الأمانة فأَداها، أمرنا بالمعروف، ونهانا عن المنكر، وأحل لنا الطيبات، وحَرَّم علينا الخبائث، وأوجب الله تعالى طاعته، وحذرنا من مخالفة أمره، أو الاحتكام إلى سواه.

فصلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه، كبيرِهم وصغيرهم، أولهم وآخرهم، وعلى التابعين له صلى الله عليه وسلم بإحسان إلى يومٍ يقوم الناس فيه لرب العالمين.

* * *

ص: 19