‌كفى حزنا أني أروح وأغتدي…ومالي من مال أصون به عرضيوأكبر ما ألقى صديقي بمرحبا - الإشراف في منازل الأشراف لابن أبي الدنيا

196 -

أَنْشَدَنِي أَبُو الْغَرَّافِ الْحَنْظَلِيُّ:

‌

‌أَرَى الدُّنْيَا قَدِ انْتَقَضَتْ عُرَاهَا

…

وَآنَ خَرَابُهَا وَدَنَا فَنَاهَا

عَلَى الدُّنْيَا السَّلَامُ فَقَدْ تَوَلَّتْ

…

إِذَا ارْتَفَعَ الرُّذَالُ إِلَى ذُرَاهَا

197 -

وَأَنْشَدَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: أَنْشَدَنِي أَبُو بِشْرٍ الضَّرِيرُ:

‌

‌كَفَى حَزَنًا أَنِّي أَرُوحُ وَأَغْتَدِي

…

وَمَالِيَ مِنْ مَالٍ أَصُونُ بِهِ عِرْضِي

وَأَكْبَرُ مَا أَلْقَى صَدِيقِي بِمَرْحَبًا

…

وَذَلِكَ لَا يَكْفِي الصَّدِيقَ وَلَا يُرْضِي

لَقَدْ بَغَّضَ الْإِعْدَامُ كُلَّ أَحَبَّتِي

…

إِلَيَّ وَلَيْسُوا مُسْتَحِقِّينَ لِلْبُغْضِ

198 -

وَأَنْشَدَنِي الْحُسَيْنُ لِرَجُلٍ مِنْ أَصْبَهَانَ:

[البحر الكامل]

أَبَنِيَّ إِنِّي لَيْسَ يُشْخِصُني عَنْكُمُ

…

قِلًى لَكُمْ وَلَا بُغْضُ

⦗ص: 196⦘

إِلَّا لِأُكْسِبَكُمْ بِذَاكَ غِنًى

…

يَكْفِيَكُمْ وَيُرَى لَكُمْ عَرَضُ

أَكْفِيكُمْ صُنْعَ اللِّئَامِ بِهِ

…

إِنَّ اللِّئَامَ لِمَنْعِهَا مَضُّ

إِنَّ الْمُقَامَةَ لَا تُلَائِمُ مَنْ

…

لَا ضَرْعَ يَحْلُبُهُ وَلَا فَرْضُ

كَمْ مِنْ فَتًى مَحْضٍ ضَرَّانِيَةً

…

أَزْرَى بِهِ وَبِأَهْلِهِ الْخَفْضُ

وَفَتًى يَرَى فِي الْخَفْضِ مَنْقصَةً

…

لَمْ يُغْنِهِ قَرْضٌ وَلَا فَرْضُ

طَلَبَ الْغِنَى مُتَجَمِّلًا نَصِبًا

…

فَحَوَاهُ لَمْ يَدْنَسْ لَهُ عِرْضُ

أَبَنِيَّ إِنِّي غَيْرُ زَائِرُكُمْ

…

حَتَّى أَزُورَكُمُ وَبِي نَهَضُ