المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

ال‌ ‌مقدمة بسم الله الرحمن الرحيم إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ - سوء الخلق

[محمد بن إبراهيم الحمد]

الفصل: ال‌ ‌مقدمة بسم الله الرحمن الرحيم إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ

ال‌

‌مقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وآله وسلم تسليما كثيرا.

أما بعد: فإن شأن الأخلاق عظيم، وإن منزلتها لعالية في الدين؛ فالدين هو الخلق، وأكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم أخلاقا، وأحسنهم أخلاقا أقربهم من النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة مجلسا.

ولقد تظاهرت نصوص الشرع في الحديث عن الأخلاق، فحثت، وحضت، ورغبت في محاسن الأخلاق، وحذرت، ونفرت، ورهبت من مساوئ الأخلاق.

بل إن الرسول صلى الله عليه وسلم بين أن الغاية من بعثته إنما هي إتمام صالح الأخلاق.

قال عليه الصلاة والسلام: "إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق"1.

1 أخرجه أحمد 2/381، والبخاري في الأدب المفرد "273"، والخرائطي في مكارم الأخلاق1/1 رقم: 19، والحاكم في المستدرك2/613 كلهم عن أبي

ص: 3

بل إن الناس على اختلاف مشاربهم يحبون محاسن الأخلاق، ويألفون أهلها، ويبغضون مساوئ الأخلاق، وينفرون من أهلها.

ومع عظم تلك المنزلة لحسن الخلق ـ إلا أن كثيرا من المسلمين قد فرطوا في هذا الجانب، فلم يلقوا له بالا، ولم يعيروه اهتماما، فساءت أخلاق كثير منهم، وشاعت مظاهر السوء في صفوفهم، فأصبحوا بذلك فتنة لغيرهم، خصوصا ممن يريد الدخول في دينهم؛ وذلك عندما يرى البعد السحيق، والبون الشاسع، بين حال المسلمين وبين ما يدعوهم إليه دينهم القويم.

ولهذا جاءت هذه الصفحات محذرة من مساوئ الأخلاق، مرغبة في محاسنها، وذلك إسهاما في هذا المجال، ومحاولة في الارتقاء بأخلاق المسلمين إلى الأمثل والأكمل.

أما عنوان هذا الكتاب فهو:

سوء الخلق

مظاهره ـ أسبابه ـ علاجه

وتحت هذا العنوان سيتم الحديث عن سوء الخلق من حيث تعريفه، وذمه، والوقوف على مظاهره، وأسبابه التي تبعثه وتحركه؛ فتشخيص الداء مفيد في وصف الدواء.

= هريرة وقال الحاكم صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي، وصححه أحمد شاكر في شرحه للمسند17/79 رقم 8939، وصححه أيضا الألباني في صحيح الأدب المفرد207، وفي الصحيحة45.

ص: 4

وبعد ذلك سينتقل الحديث عن زبدة هذا الكتاب، ألا وهي العلاج؛ فلا يكفي مجرد معرفة الداء فحسب، بل لا بد مع ذلك من وصف الدواء.

وعلاج سوء الخلق يكمن في معرفة حدود الأخلاق، وتمييز محاسنها من مساوئها، والوقوف على السبل والأسباب المعينة على اكتساب الأخلاق الرفيعة الفاضلة.

ولهذا جاءت خطة البحث بعد هذه المقدمة مشتملة على بابين وخاتمة، وإليك تفصيل الخطة:

الباب الأول

سوء الخلق مظاهره وأسبابه

وتحته ثلاثة فصول:

الفصل الأول: تعريف سوء الخلق وذمه

الفصل الثاني: مظاهر سواء الخلق.

الفصل الثالث: أسباب سوء الخلق

الباب الثاني:

علاج سوء الخلق

تمهيد: هل يمكن تغيير الأخلاق أو لا؟

الفصل الأول: حسن الخلق وفضائله

الفصل الثاني: أسباب اكتساب حسن الخلق

الفصل الثالث: أمور تتعلق بالأخلاق

الخاتمة: وتحتوي على ملخص مجمل لأهم ما ورد في الكتاب.

ص: 5

فلعل في هذه الصفحات تذكيرا وتبصيرا، وعسى أن يكون فيها ترهيب من مساوئ الأخلاق، وترغيب في محاسنها، وإعانة على التخلي من الرذائل، والتحلي بالفضائل.

وأخيرا أسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى ـ أن ينفع بهذا العمل، وأن يجعله خالصا لوجهه الكريم.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وسلام على المرسلين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.

محمد بن إبراهيم الحمد

15/4/1416هـ

الزلفي 11932 ص. ب 460

ص: 6