المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

الفصل: ‌المبحث الثاني: ذم سوء الخلق

‌المبحث الثاني: ذم سوء الخلق

سوء الخلق عمل مرذول، ومسلك دنيء، يمقته الله عز وجل ويبغضه الرسول صلى الله عليه وسلم.

بل إن الناس على اختلاف مشاربهم يبغضون سوء الخلق، وينفرون من أهله؛ فهو مما ينفر الناس، ويفرق الجماعات، ويصد عن الخير، ويصدف عن الهدى.

ثم إنه مجلبة للهم والغمّ، ومدعاة للكدر وضيق الصدر، سواء لأهله أو لمن يتعامل معهم.

فما أضيق عيش من ساء خلقه، ما أشد بلاء من ابتلي بسيئ الخلق.

قال النبي عليه الصلاة والسلام: "وإن أبغضكم إلي، وأبعدكم مني في الآخرة أسوؤكم أخلاقا؛ الثرثارون، المتفيهقون، المتشدقون"1.

قال الأحنف بن قيس: "ألا أخبركم بأدوأ الداء؟ قالوا: بلى،

1 أخرجه أحمد4/193ـ194 وابن حبان2/232، رقم 482 وابن أبي شيبة 8/515 والبغوي في شرح السنة12/366 رقم 3395 كلهم من حديث أبي ثعلبة الخشني والترمذي 2018 عن جابر وقال:"حديث حسن غريب" وقال الهيثمي في المجمع8م21: "رجال أحمد رجال الصحيح" وحسنه الألباني في الصحيحة791.

ص: 12

قال: الخلق الدني، واللسان البذي"1.

وقال بعضهم: "من ساء خلقه ضاق رزقه"2.

وقال الآخر: "الحسن الخلق من نفسه في راحة، والناس منه في سلامة، والسيء الخلق الناس منه في بلاء، وهو من نفسه في عناء"3.

بل إن سوء الخلق من أسباب دمار الأمم، وانهيار الحضارات، وصدق شوقي إذ يقول:

وإذا أصيب القوم في أخلاقهم

فأقم عليهم مأتما وعويلا4

هذا وسيتبين ذم سوء الخلق بصورة أجلى عند الحديث عن مظاهره كما سيأتي فيما بعد.

1 أدب الدنيا والدين ص 242.

2 أدب الدنيا والدين ص 242.

3 أدب الدنيا والدين ص 242.

4 الشوقيات1/183.

ص: 13