الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رابعا - طبيعة دراساته
لم ينقطع الذهبي طيلة حياته عن الدراسة والسماع لا يشغله عنهما شاغل، تدل على ذلك معجمات شيوخه لا سيما " المعجم الكبير ".
وكانت دراسته وسماعاته متنوعة لم تقتصر على القراءات والحديث.
وقد عني بدراسة النحو، فسمع " الحاجبية " في النحو على شيخه موفق الدين أبي عبد الله محمد بن أبي العلاء النصيبي البعلبكي المتوفى سنة 695 هـ (1) .
ودرس على شيخ العربية، وإمام أهل الأدب في مصر آنذاك الشيخ بهاء الدين محمد بن إبراهيم المعروف بابن النحاس المتوفى سنة 698 هـ (2) .
إضافة إلى سماعه لعدد كبير من مجاميع الشعر واللغة والآداب (3) .
واهتم بالكتب التاريخية، فسمع عددا كبيرا منها على شيوخه، في المغازي (4) ، والسيرة (5) ، والتاريخ العام (6) ، ومعجمات الشيوخ والمشيخات (7) ، وكتب التراجم الأخرى (8) .
(1) الذهبي: " معجم الشيوخ "، م 2 الورقة 74.
(2)
المصدر نفسه، م 2 الورقة 30، " وتاريخ الإسلام "، الورقة 287 (أيا صوفيا 3014) .
(3)
انظر مثلا " تاريخ الإسلام "، 3 / 65 (مطبوعة) والورقة 117 (أحمد الثالث 2917 / 9) والورقة 157 (أيا صوفيا 3008) والورقة 49 (أحمد الثالث 2917 / 10)" ومعجم الشيوخ " م 2 الورقة 50.
(4)
انظر مثلا " تاريخ الإسلام "، 6 / 133 (مطبوعة) .
(5)
انظر مثلا " تاريخ الإسلام "، الورقة 135 (أيا صوفيا 3007) .
(6)
المصدر نفسه، مثلا الورقة 198 (حلب) .
(7)
انظر مثلا " معجم الشيوخ " م 1، الورقة 15، 22، 26، 28، 33، 42، 46، 55، 80 م 2 الورقة 9، 10، 50، 71، 100، " وتاريخ الإسلام "، الورقة 96 (أيا صوفيا 3008) والورقة 22 (أيا صوفيا 3009) والورقة 4 (أحمد الثالث 2917 / 10) والورقة 185 (أحمد الثالث 2917 / 11) .
(8)
مثلا " تاريخ الإسلام " الورقة 68، 79 (أيا صوفيا 3002) وغيرها.
إلا أن عنايته الرئيسة في السماع كانت منصبة على الحديث، فقد سمع الذهبي مئات الكتب والأجزاء الحديثية طيلة حياته في طلب العلم، يعرف ذلك من يقرأ معجمات شيوخه وكتبه بروية وإمعان، فضلا عن أن هذه الكتب والأجزاء هي ليست كل ما قرأ الذهبي علي شيوخه، فهناك العدد الهائل من الأحاديث النبوية الشريفة لم يورد في معجمات شيوخه منها إلا أمثلة حسب.
يضاف إلى ذلك أنه كان ربما سمع الكتاب أو الجزء على أكثر من شيخ حتى يبلغ في بعضها عشرات المرات أو عددا كبيرا منها، ولنضرب لذلك بعض الأمثلة، فقد سمع " جزء الحسن بن عرفة " وهو من الأجزاء الحديثية المشهورة أكثر من أربعين مرة على أكثر من أربعين شيخا (1) ، وسمع " نسخة أبي مسهر " عبد الأعلى بن مسهر المتوفى سنة 218 (2) أكثر من اثنتي عشرة مرة (3) ، وسمع " جزء ابن فيل (4) " لأبي طاهر الحسن بن أحمد بن فيل البالسي على أكثر من عشرة من الشيوخ (5) .
وأرى من الواجب أن أشير إلى أن الذهبي لم يعن بذكر مسموعاته بصورة مفصلة في معجم شيوخه كما فعل ابن حجر مثلا في " المعجم المفهرس " الذي رتبه
(1) انظر الذهبي: " معجم الشيوخ "، م 1 الورقة 9، 16، 17، 33، 36، 38، 49، 53، 64، 72، 79، 80، 81، 86، م 2 ورقة 8، 11، 13، 24، 31، 32، 37، 39، 44، 45،
46، 59، 77، 79، 82، 85، 86، 88، 98، 100.
(2)
منه نسخة بدار الكتب المصرية، رقم 25551 ب.
(3)
انظر الذهبي: " معجم الشيوخ " م 1 الورقة 38، 50، 66، 72، 75، م 2 ورقة 20، 32، 35، 37، 51، 65.
(4)
منه نسخة بدار الكتاب المصرية برقم 25568 ب.
(5)
انظر الذهبي: " معجم الشيوخ "، م 1 الورقة 6، 20، 72، 74، م 2 الورقة 31، 37، 53، 77، 88.
سير 1 / 3
أساسا على الكتب (1) ، وفي " المجمع المؤسس " الذي رتبه على الشيوخ ولكن ذكر فيه المرويات أيضا (2) .
ومع ذلك فإن المرويات لا تمثل أصلا دراسات الطالب أو العالم، لان الكتب المروية محدودة عموما، بينما يستطيع الطالب أن يقرأ ما يشاء من الكتب الفقهية والتاريخية والأدبية ودواوين الشعراء ونحوها وطائفة كبيرة منها لا تروى.
على أننا نستطيع القول من دراستنا لكتب الذهبي واهتماماته، أنه عني بالعلوم الدينية عموما، والعلوم المساعدة لها كالنحو واللغة والأدب والشعر.
كما أنه اطلع على بعض الكتب الفلسفية.
ونشك أنه درس كتبا في العلوم الصرفة لعدم اعتقاده بجدواها.
(1) ابن حجر: " المعجم المفهرس "(دار الكتب 82 مصطلح الحديث) .
(2)
نسختي المصورة (عن دار الكتب 75 مصطلح الحديث) .