الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ سُلَيْمَانَ الرُّهَاوِيُّ: حَدَّثَنَا يَزِيْدُ، قَالَ:
كَانَ حَرِيْزٌ يَقُوْلُ: لَنَا إِمَامُنَا، وَلكُم إِمَامُكُم -يَعْنِي: مُعَاوِيَةَ وَعَلِيّاً رضي الله عنهما.
قَالَ عِمْرَانُ بنُ أَبَانٍ: سَمِعْتُ حَرِيْزاً يَقُوْلُ: لَا أُحِبُّه، قَتَلَ آبَائِي.
وَقَالَ شَبَابَةُ: سَمِعْتُ رَجُلاً قَالَ لِحَرِيْزِ بنِ عُثْمَانَ: بَلَغَنِي أَنَّكَ لَا تَتَرَحَّمُ عَلَى عَلِيٍّ!
قَالَ: اسْكُتْ، رحمه الله مائَةَ مَرَّةٍ.
وَقَالَ عَلِيُّ بنُ عَيَّاشٍ: سَمِعْتُ حَرِيْزَ بنَ عُثْمَانَ يَقُوْلُ: وَاللهِ مَا سَبَبْتُ عَلِيّاً قَطُّ.
قُلْتُ: هَذَا الشَّيْخُ كَانَ أَوْرَعَ مِنْ ذَلِكَ، وَقَدْ قَالَ مُعَاذُ بنُ مُعَاذٍ: لَا أَعْلَمُ أَنِّي رَأَيتُ شَامِيّاً أَفْضَلَ مِنْ حَرِيْزٍ.
وَقَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، وَجَمَاعَةٌ: ثِقَةٌ.
قَالَ عَلِيُّ بنُ عَيَّاشٍ: جَمَعْنَا حَدِيْثَ حَرِيْزٍ فِي دَفْتَرٍ، نَحَواً مِنْ مائَتَيْ حَدِيْثٍ، فَأَتَيْنَاهُ بِهِ، فَتَعَجَّبَ، وَقَالَ: هَذَا كُلُّه عَنِّي؟!
وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي دَاوُدَ: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ بنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الرَّحَبِيَّ يَقُوْلُ:
سَمِعْتُ حَرِيْزَ بنَ عُثْمَانَ يَقُوْلُ: لَا تُعَادِ أَحَداً حَتَّى تَعْلَمَ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللهِ، فَإِنْ يَكُنْ مُحْسِناً، فَإِنَّ اللهَ لَا يُسْلِمُهُ لِعَدوَاتِكَ، وَإِنْ يَكُن مُسِيْئاً، فَأَوشَكَ بِعَمَلِهِ أَنْ يَكْفِيْكَه.
تُوُفِّيَ حَرِيْزُ بنُ عُثْمَانَ: سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسِتِّيْنَ وَمائَةٍ، وَلَهُ نَيِّفٌ وَتِسْعُوْنَ سَنَةً.
وَحَدِيْثُهُ عَالٍ مِنْ ثُلَاثِيَّاتِ البُخَارِيِّ.
رَوَاهُ عَنْ: عِصَامِ بنِ خَالِدٍ، عَنْهُ.
وَقَالَ يَزِيْدُ بنُ عَبْدِ رَبِّهُ: وَمَولِدُهُ سَنَةَ ثَمَانِيْنَ.
36 - الحُسَيْنُ بنُ مُطَيْرٍ مَوْلَى بَنِي أَسَدٍ *
شَاعِرٌ مُحْسِنٌ، بَدِيعُ القَوْلِ، أَدْرَكَ الدَّوْلَتَيْنِ: الأُمَوِيَّةَ،
(*) طبقات ابن المعتز: 114 - 119، الاغاني: 16 / 17 - 27، شرح حماسة أبي تمام =
وَالعَبَّاسِيَّةَ، وَبَقِيَ حَتَّى مَدَحَ المَهْدِيَّ.
وَهُوَ القَائِلُ فِيْهِ:
أَضْحَتْ يَمِيْنُكَ مِنْ جُوْدٍ مُصَوَّرَةً
…
لَا بَلْ يَمِيْنُكَ مِنْهَا صُوْرَةُ (1) الجُوْدِ
مِنْ حُسْنِ وَجْهِكَ تُضْحِي الأَرْضُ مُشْرِقَةً
…
وَمِنْ بَنَانِكَ يَجْرِي المَاءُ فِي العُوْدِ (2)
وَلَهُ يَرْثِي مَعْنَ بنَ زَائِدَةَ:
أَلِمَّا بِمَعْنٍ ثُمَّ قُوْلَا لِقَبْرِهِ (3)
…
سَقَتْكَ (4) الغَوَادِي مَرْبَعاً ثُمَّ مَرْبَعَا
فَيَا قَبْرَ مَعْنٍ كَيْفَ وَارَيْتَ جُوْدَهُ
…
وَقَدْ كَانَ مِنْهُ البَرُّ وَالبَحْرُ مُتْرَعَا
وَلَكِنْ حَوَيْتَ الجُوْدَ وَالجُوْدُ مَيِّتٌ (5)
…
وَلَوْ كَانَ حَيّاً ضِقْتَ حَتَّى تَصَدَّعَا
وَمَا كَانَ إِلَاّ الجُوْدَ صُوْرَةُ وَجْهِهِ
…
فَعَاشَ رَبِيْعاً، ثُمَّ وَلَّى فَوَدَّعَا
فَلَمَّا مَضَى مَعْنٌ مَضَى الجُوْدُ وَالنَّدَى (6)
…
وَأَصْبَحَ عِرْنِيْنُ المَكَارِمِ أَجْدَعَا (7)
= للمرزوقي: 934 - 938، 1228 - 1230، 1251 - 1254، 1360، 1597، معجم الأدباء: 10 / 166 - 178، فوات الوفيات: 1 / 388 - 389، خزانة الأدب: 2 / 485 - 488، تهذيب ابن عساكر: 4 / 365 - 367.
(1)
في " الاغاني "، و" خزانة الأدب ":" صور ".
(2)
البيت الأول في " الاغاني ": 16 / 23، وهو مع الثاني في:" معجم الأدباء ": 10 / 168، و" خزانة الأدب ": 2 / 486، و" تهذيب ابن عساكر ": 4 / 365.
(3)
في: " شرح الحماسة " للمرزوقي، و" معجم الأدباء "، و" الفوات ":" ألما على معن وقولا لقبره "، وفي " تهذيب ابن عساكر ":" ألما بمن لاثم قول لغيره ".
(4)
في: " الاغاني " و" خزانة الأدب ": " سقيت ".
(5)
في: " الاغاني " و" شرح الحماسة " للمرزوقي، و" معجم الأدباء "، و" الفوات "، و" خزانة الأدب ":" بلى قد وسعت الجود..".
(6)
في " شرح الحماسة " للمرزوقي، و" معجم الأدباء "، و" الفوات ": "
…
وانقضى ".
(7)
الابيات في: " الاغاني: 6 / 23 - 24، " شرح الحماسة " للمرزوقي (ط.
أولى) : 934 - 937، " معجم الأدباء ": 10 / 168 - 170، وفوات الوفيات: 1 / 389، وخزانة الأدب: 2 / 487، " وتهذيب ابن عساكر ": 4 / 366.
وتذكر المصادر: أن ابن مطير أنشد المهدي البيتين: (أضحت يمينك..)، فقال له: كذبت.
فقال ابن مطير: ولم ذاك يا أمير المؤمنين؟ فقال: هل تركت في شعرك موضعا لأحد بعد قولك في معن: ألما بمعن
…
الابيات.