المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ المحظور الخامس عشر: وجود التبختر والخيلاء والعجب - شاعر المليون أخطاء شرعية، ومغالطة شعرية

[ذياب الغامدي]

فهرس الكتاب

- ‌ المَحْظُوْرُ الأوَّلُ: العُدْوانُ على اللُّغَةِ العَرَبِيَّةِ

- ‌ المَحْظُوْرُ الثَّاني: تَزْوِيرُ الحَقَائِقِ وتَحْرِيْفُهَا

- ‌ المَحْظُوْرُ الثَّالِثُ: التَّرْوِيجُ لِمُخَطَّطَاتِ أعْدَاءِ الإسْلامِ الَّذِينَ لَمْ تَقِفْ نَوايَاهُمْ مِنْ هَدْمِ الإسْلامِ بِكُلِّ وسِيلَةٍ كَانَتْ

- ‌ المَحْظُوْرُ الرَّابِعُ: تَمْزِيقُ وِحْدَةِ الأُمَّةِ الإسْلامِيَّةِ، وتَفْرِيْقُ جَمْعِهَا

- ‌ المَحْظُوْرُ الخَامِسُ: إحْيَاءُ دَعْوَى الجَاهِلِيَّةِ، والعَصَبِيَّاتِ القَبَلِيَّةِ

- ‌ المَحْظُورُ السَّادِسُ: الطَّعْنُ في الأنْسَابِ

- ‌ المَحْظُوْرُ السَّابِعُ: ضَيَاعُ مَفْهُوْمِ الوَلاءِ والبَرَاءِ عِنْدَ أنْصَارِ «شَاعِرِ المَلْيُوْن»

- ‌ المَحْظُورُ الثَّامِنُ: الحُبُّ والبُغْضُ لغَيْرِ الله

- ‌ المَحْظُورُ التَّاسِعُ: تَخْدِيْرُ شَبَابِ المُسْلِمِيْنَ عَنْ قَضَايَاهُم المَصِيْرِيَّةِ

- ‌ المَحْذُوْرُ العَاشِرُ: غِشُّ النَّاشِئَةِ

- ‌ المَحْذُوْرُ الحَادِي عَشَرَ: ضَيَاعُ وتَبْدِيْدُ الأوْقَاتِ

- ‌ المَحْذُوْرُ الثَّاني عَشَرَ: هَدْرُ الأمْوَالِ، وضَيَاعُهَا

- ‌ المَحْظُورُ الثَّالِثَ عَشَرَ: وُجُوْدُ الغِيْبَةِ المُحَرَّمَةِ

- ‌ المَحْظُورُ الرَّابِعَ عَشَرَ: وُجُوْدُ السُّخْرِيَّةِ والاسْتِهْزَاءِ

- ‌ المَحْظُورُ الخَامِسَ عَشَرَ: وُجُوْدُ التَّبَخْتُرِ والخُيَلاءِ والعُجْبِ

- ‌ المَحْظُوْرُ السَّادِسَ عَشَرَ: وُجُوْدُ الاخْتِلاطِ المُحَرَّمِ

الفصل: ‌ المحظور الخامس عشر: وجود التبختر والخيلاء والعجب

-‌

‌ المَحْظُورُ الخَامِسَ عَشَرَ: وُجُوْدُ التَّبَخْتُرِ والخُيَلاءِ والعُجْبِ

في مُسَابَقَةِ «شَاعِرِ المَلْيُوْن» .

قَالَ تَعَالَى: (وَلا تَمْشِ في الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الجِبَالَ طُولاً كُلُّ ذَلِكَ سَيُّئُه عِندِ رَبِّكَ مَكْرُوهًا)(الإسراء 37 - 38)، والمَرَحُ في هَذِه الآيَةِ هُوَ: التَّبَخْتُرُ.

فَقَدْ صَحَّ عَنْهُ صلى الله عليه وسلم أنَّه قَالَ: «لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ مَنْ في قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ» مُسْلِمٌ، وقَوْلُه صلى الله عليه وسلم:«لا يَنْظُرُ الله يَوْمَ القِيَامَةِ إلى مَنْ جَرَّ ثَوْبَه بَطَرًا» مُتَّفَقٌ عَلَيْه، وقَوْلُه صلى الله عليه وسلم:«بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي في حُلَّةٍ تُعْجِبُهُ نَفْسُه، مُرَجَّلَةً رَأسُه، يَخْتَالُ في مَشْيَتِه إذْ خَسَفَ الله بِه، فَهُو يَتَجَلْجَلُ في الأرْضِ» مُتَّفَقٌ عَلَيْه، ويَتَجَلْجَلُ: أيْ يَغُوْصُ، ويَنْزِلُ فيها إلى يَوْمِ القِيَامَةِ.

وقَوْلُه صلى الله عليه وسلم: «يَقُوْلُ الله تَعَالَى: الكِبْرِيَاءُ رِدَائِي، والعَظَمَةُ إزَارِي، فَمَنْ نَازَعَنِي وَاحِدًا مِنْهُما ألْقَيْتُه في جَهَنَّمَ» مُسْلِمٌ، وقَوْلُه صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنْ رَجُلٍ يَتَعَاظَمُ في نَفْسِهِ، ويَخْتَالُ في مَشْيَتِه إلَاّ لَقِيَ الله تَعَالَى وهُوَ

ص: 70

عَلَيْه غَضْبَانُ» (1) أحْمَدُ.

* * *

- ومِثْلُ هذا التَّبَخْتُرِ، والخُيَلاءِ، والعُجْبِ حَاصِلٌ ومُشَاهَدٌ في مُسَابَقَةِ «شَاعِرِ المَلْيُوْن» ، وذَلِكَ عِنْدَما يَقُومُ الشَّاعِرُ (النَّبَطِيُّ) بإلْقَاءِ قَصِيْدَتِهِ العَامِيَّةِ النَّبَطِيَّةِ، وهُوَ في حَالَةِ زَهْوٍ وتَفَاخُرٍ وعُجْبٍ

كُلُّ ذَلِكَ مِنْهُ أمَامَ جَمْهُوْرِهِ وقَبِيْلَتِهِ وبَنِي قَوْمِهِ، وهُمْ في أوْجِ الحَفَاوَةِ والإطْرَاءِ عِنْدَ دُخُولِ شَاعِرِهِم، وإلْقَاءِ قَصِيْدَتِهِ (العَصْماء!)، لاسِيَّما عِنْدَ صُعُودِهِ لأخْذِ (سَنَدِ المَلْيُوْنِ)، أو حَمْلِ البَيْرَقِ ـ زَعَمُوا! ـ

فإنْ تَنْجُ مِنْها تَنْجُ مِنْ ذِيْ عَظِيْمَةٍ

وإلَاّ فإنِّي لا إخَالُكَ نَاجِيًا

* * *

- يُوَضِّحُهُ: أنَّ الصَّحَابِيَّ أبا دُجَانةَ سِمَاكَ بنَ خَرَشَةَ رضي الله عنه لَمْ يَسْلَمْ مِنَ الخُيَلاءِ، والزَّهْوِ في مَشْيَتِه عِنْدَ النِّزَالِ، وذَلِكَ لمَّا قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم:«مَنْ يَأخُذَ هَذَا السَّيْفَ بِحَقَّه» ، فَقَالَ أبُو دُجَانَةَ:

(1) أخْرَجَهُ أحمَدُ (2/ 118)، والحَاكِمُ (1/ 60)، وقَالَ: صَحِيْحٌ على شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، ولَمْ يُخَرِّجَاه، وقَالَ الذَّهَبِيُّ: صَحِيْحٌ على شَرْطِ مُسْلِمٍ.

ص: 71