الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الْفَصْل السَّادِس
فِيمَا يتضمنه ضرب الْأَمْثَال من الْأَحْكَام
إِنَّمَا ضرب الله تَعَالَى الْأَمْثَال فِي كِتَابه تذكيرا وعظا وَلذَلِك قَالَ {وَلَقَد ضربنا للنَّاس فِي هَذَا الْقُرْآن من كل مثل لَعَلَّهُم يتذكرون} فَمَا اشْتَمَل من الْأَمْثَال على تفَاوت فِي ثَوَاب أَو على إحباط عمل أَو على مدح أَو ذمّ أَو على تفخيم أَو تحقير أَو على ثَوَاب أَو عِقَاب فَإِنَّهُ يدل على الْأَحْكَام بِحَسب ذَلِك على مَا تقدم ذكره
فَأَما تَضْعِيف الْأجر فَلهُ مثالان
الْمِثَال الأول قَوْله تَعَالَى {مثل الَّذين يُنْفقُونَ أَمْوَالهم فِي سَبِيل الله كَمثل حَبَّة أنبتت سبع سنابل} وَفِيه حذف فَإِن الْأَمْثَال مَظَنَّة الْحَذف
والاختصار لِكَثْرَة التدوار تَقْدِيره كَمثل زارع حَبَّة أنبتت سبع سنابل شبه مضاعفة أجر الْمُنفق بمضاعفة غلَّة الزَّارِع ترغيبا فِي الْإِنْفَاق
الْمِثَال الثَّانِي قَوْله {وَمثل الَّذين يُنْفقُونَ أَمْوَالهم ابْتِغَاء مرضات الله وتثبيتا من أنفسهم كَمثل جنَّة بِرَبْوَةٍ} أَي كَمثل غارس جنَّة بِرَبْوَةٍ شبه تَضْعِيف الْأجر هَاهُنَا بِتَضْعِيف غلَّة الْجنَّة فَإِن الْفَارِس للنواة يحصل لَهُ من النَّخْلَة عشرَة أقناء مثلا ويشتمل كل قنو على ألف أَو أَلفَيْنِ ثمَّ يتضاعف ذَلِك مرَّتَيْنِ وَإِنَّمَا عظمت المضاعفة هُنَا بِمَا يزِيد على سبع الْمِائَة لِأَنَّهُ ضم إِلَيْهَا ابْتِغَاء المرضات والتثبيت
وَإِمَّا مَا يرجع إِلَى إحباط الْعَمَل فَلهُ أَمْثِلَة
الأول قَوْله تَعَالَى {لَا تُبْطِلُوا صَدقَاتكُمْ بالمن والأذى كَالَّذي ينْفق مَاله رئاء النَّاس} أَي كإبطال أجر الَّذِي ينْفق مَاله رِيَاء النَّاس وَلَا يُؤمن
بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر فَمثله كَمثل زارع صَفْوَان أَو غارس صَفْوَان عَلَيْهِ تُرَاب فَأَصَابَهُ وابل فَتَركه صَلدًا شبه إبِْطَال الْكفْر والرياء للصدقة بإذهاب الوابل لتراب الصفوان
الثَّانِي قَوْله تَعَالَى {أيود أحدكُم أَن تكون لَهُ جنَّة من نخيل وأعناب تجْرِي من تحتهَا الْأَنْهَار لَهُ فِيهَا من كل الثمرات وأصابه الْكبر وَله ذُرِّيَّة ضعفاء فأصابها إعصار فِيهِ نَار فاحترقت} شبه إحباط الْأَعْمَال عِنْد فقد الْقِيَامَة بإحراق الْأَعْصَار لهَذِهِ الْجنَّة مَعَ هرم صَاحبهَا وَكَثْرَة عِيَاله وقله احتياله لهرمه وعجزه تنفيرا من الْكفْر والرياء وَإِبْطَال الصَّدقَات بالمن والأذى
الثَّالِث قَوْله تَعَالَى {مثل مَا يُنْفقُونَ فِي هَذِه الْحَيَاة الدُّنْيَا كَمثل ريح فِيهَا صر أَصَابَت حرث قوم ظلمُوا أنفسهم فأهلكته} تَقْدِيره مثل إحباط
مَا يُنْفقُونَ كَمثل إهلاك ريح فِيهَا صر للحرث الْمَذْكُور وَفِيه زجر عَن الْكفْر المحبط
الرَّابِع قَوْله {كرماد اشتدت بِهِ الرّيح فِي يَوْم عاصف لَا يقدرُونَ مِمَّا كسبوا على شَيْء} شبه تعذر وصولهم إِلَى ثَوَاب شَيْء من أَعماله بتعذر جمع الرماد الَّذِي اشتدت بِهِ الرِّيَاح فِي يَوْم عاصف وَهَذَا أبلغ فِي الزّجر عَن الْكفْر لِأَنَّهُ جعله محبطا لجَمِيع أَعْمَالهم والمثل السَّابِق خَاص بنفقاتهم
الْخَامِس قَوْله تَعَالَى {وَالَّذين كفرُوا أَعْمَالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن مَاء حَتَّى إِذا جَاءَهُ لم يجده شَيْئا وَوجد الله عِنْده فوفاه حسابه} شبه حسبانهم أَنهم يَنْتَفِعُونَ بأعمالهم بحسبان الظمآن السراب مَاء وَشبه فقدهم الإنتفاع بهَا فِي الْقيمَة بفقد الظمآن المَاء لما أَتَى مَوضِع السراب وَهَذَا أبلغ من الَّذِي قبله لِأَن فِي هَذَا الْمثل فقدان الثَّوَاب والخيبة بعد الحسبان والرجاء وَلم يتَعَرَّض للرجاء فِي الْمثل السَّابِق
وَأما مَا يرجع إِلَى ذمّ الْفَاعِل فَلهُ أمثله
الأول قَوْله تَعَالَى {وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نقضت غزلها من بعد قُوَّة أنكاثا} شبه نَاقض الْعَهْد فِي الْحمق بناقضة الْغَزل تنفيرا من نقض الْعَهْد
الثَّانِي قَوْله تَعَالَى {إِن شَرّ الدَّوَابّ عِنْد الله الصم الْبكم الَّذين لَا يعْقلُونَ} جعلهم من جملَة الدَّوَابّ مُبَالغَة فِي الذَّم تنفيرا عَن التعامي عَن الْحق وَترك النُّطْق بِهِ
الثَّالِث قَوْله تَعَالَى {وَمثل الَّذين كفرُوا كَمثل الَّذِي ينعق بِمَا لَا يسمع إِلَّا دُعَاء ونداء}
وَفِيه قَولَانِ
أَحدهمَا أَنه شبه دعاءهم الْأَصْنَام بالناعق بِمَا لَا يسمع إِلَّا دُعَاء ونداء وَفِيه زجر عَن دُعَاء الْأَصْنَام
وَالْقَوْل الثَّانِي فِيهِ حذف تَقْدِيره وَمثل دَاعِي الَّذين كفرُوا إِلَى الْإِيمَان كَمثل الناعق فَيكون تَشْبِيها لَهُم بالبهائم فِي عدم الْفَهم وَلَا يخفى مَا فِيهِ من الزّجر
وَأما مَا يرجع إِلَى مَا مدح الْفَاعِل وذمه فَلهُ أَمْثِلَة
الأول قَوْله تَعَالَى {مثل الْفَرِيقَيْنِ كالأعمى والأصم والبصير والسميع}
فِيهِ ذمّ لمن تعامى عَن الْحق وَلم يصغ إِلَيْهِ ومدح لمن اسْتمع للحق وعرفه فيتضمن الْحَث وَالْمَنْع
الثَّانِي قَوْله تَعَالَى {ضرب الله مثلا عبدا مَمْلُوكا لَا يقدر على شَيْء} الْآيَة 3 شبه تعذر الْإِيمَان وَالصَّلَاح على الْكَافِر بتعذر النَّفَقَة على العَبْد الْعَاجِز وَشبه تيَسّر الْإِيمَان على الْمُؤمن وَقدرته على الطَّاعَة بالغني الْبَاذِل لما فِي يَدَيْهِ سرا وجهرا وَقيل إِن الله عز وجل ضرب العَبْد الْعَاجِز مثلا للصنم وَضرب الْغَنِيّ الْبَاذِل الْكَائِن على صِرَاط مُسْتَقِيم لنَفسِهِ سبحانه وتعالى تزهيدا فِي عبَادَة الْأَصْنَام وترغيبا فِي عِبَادَته
الثَّالِث قَوْله تَعَالَى {ضرب الله مثلا رجلا فِيهِ شُرَكَاء متشاكسون ورجلا سلما لرجل} شبه الْمُشرك فِي سوء حَاله بِالْعَبدِ الْمُشْتَرك بَين المتشاكسين وَشبه الْمُؤمن فِي حسن حَاله بِالرجلِ السَّالِم ترغيبا فِي عِبَادَته وزجرا عَن عبَادَة غَيره
وَأما مَا يرجع إِلَى الْوَعيد فَلهُ مثالان
الأول قَوْله تَعَالَى {وَمن يُشْرك بِاللَّه فَكَأَنَّمَا خر من السَّمَاء فتخطفه الطير أَو تهوي بِهِ الرّيح فِي مَكَان سحيق} شبه الْكَافِر فِي هَلَاكه الَّذِي لَا يتدارك بِهَلَاك الخار من السَّمَاء على الْوَجْه الْمَذْكُور تنفيرا من الشّرك
الثَّانِي قَوْله تَعَالَى {كَمثل الَّذِي استوقد نَارا فَلَمَّا أَضَاءَت مَا حوله ذهب الله بنورهم} وَفِيه قَولَانِ
أَحدهمَا أَنه نزل فِي الْمُنَافِقين شبه أسماعهم بِمَا أظهروه من الْإِيمَان
بانتفاع المستوقد بالنَّار وَشبه انْتِهَاء أَمرهم إِلَى عَذَاب الْآخِرَة وشدائدها بانطفاء النَّار وَبَقَاء مستوقدها فِي الظُّلُمَات
فَكَذَلِك حُصُول الْمُنَافِقين فِي الْخَوْف بعد الْأَمْن وَفِي الشدائد بعد الرخَاء إِذْ يعبر بالظلمات عَن الشدائد قَالَ الله تَعَالَى {قل من ينجيكم من ظلمات الْبر وَالْبَحْر} وَفِي ذَلِك زجر عَن النِّفَاق
وَالثَّانِي نزل فِي منافقي الْيَهُود وَكَانُوا يستفتحون على الْكفَّار برَسُول الله صلى الله عليه وسلم ويؤمنون بِهِ فَلَمَّا بعث كفرُوا بِهِ فَشبه إِيمَانهم بِهِ واستفتاحهم باستيقاد النَّار وَشبه كفرهم بانطفاء النَّار والحصول فِي الظُّلُمَات مدحا للْإيمَان وذما للكفران
وَأما مَا يرجع إِلَى الْعَذَاب العاجل
وَذَلِكَ تهديد بِالْعَذَابِ العاجل يتَضَمَّن الزّجر عَن الْكفْر بأنعم الله وَعَن تَكْذِيب رسله
وَأما مَا يرجع إِلَى تسفيه الْفَاعِل وذمه بسخافة الْعقل فَلهُ مثالان
الأول قَوْله تَعَالَى {ضرب مثل فَاسْتَمعُوا لَهُ إِن الَّذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا وَلَو اجْتَمعُوا لَهُ} الْآيَة وَهَذَا الْمثل يتَضَمَّن تسفيه عقل من عبد صنم الَّذِي لَا يقدر على جلب نفع وَلَا يدْفع عَن نَفسه ضرا
الثَّانِي قَوْله تَعَالَى {مثل الَّذين اتَّخذُوا من دون الله أَوْلِيَاء كَمثل العنكبوت اتَّخذت بَيْتا} شبه الِاعْتِمَاد على شَفَاعَة الْأَصْنَام وتقريبها إِلَى الله زلفى باعتماد العنكبوت على بَيتهَا أَن يدْفع عَنْهَا وَهُوَ أوهن
الْبيُوت فَكَذَلِك الْأَصْنَام أوهن مُعْتَمد عَلَيْهِ وَلَقَد سفه من اعْتمد فِي عظائم الْأُمُور على أوهن الْأَشْيَاء وأبعدها فِي الْغناء عَنهُ
وَأما مَا يرجع إِلَى التزهيد بتحقير المزهد فِيهِ
فكقوله {وَاضْرِبْ لَهُم مثل الْحَيَاة الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ من السَّمَاء} وَقَوله {إِنَّمَا مثل الْحَيَاة الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ من السَّمَاء} شبه سرعَة زَوَالهَا مَعَ الِاعْتِمَاد عَلَيْهَا والاغترار بهَا بِسُرْعَة فَسَاد زرع ظن أَهله أَنهم قادرون عَلَيْهِ فطرقته جَائِحَة جعلته هشيما تَذْرُوهُ الرِّيَاح
كل ذَلِك تزهيد فِي الإعتماد على الْحَيَاة السريعة الزَّوَال وترغيب فِي ترك السَّعْي لَهَا فَإِن التحقير للشَّيْء فِي سِيَاق الْوَعْظ والنصح يتَضَمَّن التزهيد فِيهِ بعرف الِاسْتِعْمَال
وَأما مَا يرجع إِلَى مدح الْفِعْل وذمه
فَهُوَ كتشبيه الْمعرفَة بِالنورِ والحياة وتشبيه الْجَهْل بالظلمة وَالْمَوْت وكتشبيه الْحق النافع بِالْمَاءِ النافع وبالحلي والأمتعة النافعة وتشبيه الْبَاطِل بالزبد الذَّاهِب جفَاء مدحا لأَحَدهمَا وذما للْآخر {أَو من كَانَ مَيتا فأحييناه وَجَعَلنَا لَهُ نورا يمشي بِهِ فِي النَّاس} أَي كَافِرًا فهديناه {كمن مثله فِي الظُّلُمَات} أَي ظلمات الْجَهْل وَكَذَلِكَ ضرب نور الْمشكاة مثلا لنوره فِي قلب الْمُؤمن فالمشكاة كصدر الْمُؤمن والزجاجة كقلبه والمصباح كالمعرفة وَالزَّيْت كفطنة الْمُؤمن الَّتِي تكَاد تدْرك الصَّوَاب من غير تَوْقِيف وَلَا كتاب
وَكَذَلِكَ مثل الْقُرْآن الَّذِي هُوَ بِمَعْنى الْقِرَاءَة بِمَا أنزلهُ من السَّمَاء فسالت أَوديَة بِقَدرِهَا فَاحْتمل السَّيْل زبدا رابيا ثمَّ انْدفع الزّبد وَبَقِي المَاء النافع
شبه الْقُرْآن بِالْمَاءِ النافع لِأَنَّهُ حَيَّاهُ للقلوب كَمَا أَن المَاء حَيَاة للنبات وَشبه الْقُلُوب بالأودية إِذا أَخذ كل قلب من ذَلِك بِقدر مَا كتب لَهُ كَمَا أَخذ كل وَاد من المَاء بِقدر مَا كتب لَهُ ثمَّ شبه ارْتِفَاع كلمة الْكفْر على كلمة الْإِيمَان وَالْقُرْآن بارتفاع الزّبد على المَاء ثمَّ شبه زهوق الْبَاطِل وَذَهَاب الْكفْر بذهاب الزّبد جفَاء وَشبه بَقَاء الْمعرفَة وَالْقُرْآن بِبَقَاء المَاء النافع مدحا للمعرفة وَالْقُرْآن وذما للْجَهْل والكفران وَكَذَلِكَ شبه ذهَاب الْكفْر وزواله بذهاب زبد الْجَوَاهِر إِذا أحميت فِي النَّار ابْتِغَاء حلية أَو مَتَاع من الْأَمْتِعَة
وَشبه بَقَاء الْقُرْآن بِبَقَاء الْحلِيّ والأمتعة النافعة والتشبيه بالزبد يتَضَمَّن ذمّ الْمُشبه بِهِ فَإِنَّهُم يشبهون الْحسن بالْحسنِ والقبيح بالقبيح
والمحمود بالمحمود والمذموم بالمذموم والنافع بالنافع والضار بالضار {وَيضْرب الله الْأَمْثَال للنَّاس وَالله بِكُل شَيْء عليم} وَقد يعبر بالْكفْر عَن الْهَلَاك لِأَنَّهُ سَبَب الْهَلَاك ويعبر عَن الْإِيمَان بِالْحَيَاةِ لِأَنَّهُ سَبَب الْحَيَاة الأبدية قَالَ تَعَالَى {ليهلك من هلك عَن بَيِّنَة وَيحيى من حَيّ عَن بَيِّنَة} أَي ليؤمن من آمن عَن يَقِين وبصيرة وَيكفر من كفر عَن يَقِين وَمَعْرِفَة
وَقد شبه الله سُبْحَانَهُ بالأنعام والحمر وَالْكلاب احتقارا للمشبه وذما لَهُ وَلذَلِك قَالَ {سَاءَ مثلا} وَقَالَ {بئس مثل الْقَوْم الَّذين كذبُوا بآيَات الله} وَلما شبههم بالحمر كَانَ فِي تشبيهه مَا يَقْتَضِي أَنهم أَسْوَأ حَالا من الْحمر لِأَن الْحمر فرت من سَبَب هلاكها وَهُوَ الْأسد وَهَؤُلَاء فروا من التَّذْكِرَة وَهِي سَبَب نجاتهم كفرار الْحمر من سَبَب هلاكها
وَهَذَا مثل قَوْله عز وجل {أَو كصيب} مَعْنَاهُ أَو كأصحاب الصيب
شبه الْقُرْآن بالصيب والصيب إِذا نزل كَانَ رَحْمَة للزارع وبلية على الْمُسَافِر فَكَذَلِك الْقُرْآن كَانَ نُزُوله رَحْمَة للْمُؤْمِنين وبلاء على الْكَافرين {وننزل من الْقُرْآن مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَة للْمُؤْمِنين وَلَا يزِيد الظَّالِمين إِلَّا خسارا} فَجعل ثقل الْقُرْآن عَلَيْهِم ومشقته عِنْدهم كثقل الصيب ومشقته على الْمُسَافِر لَكِن الْقُرْآن ثقل عَلَيْهِم مَعَ كَونه سَببا لنجاتهم والصيب ثقل على أَصْحَابه لكَونه سَببا لهلاكهم وتضررهم كَمَا فرت الْحمر من القسورة وَهُوَ سَبَب هلاكها وفر الْمُشْركُونَ من التَّذْكِرَة وَهِي سَبَب نجاتهم