المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌الْفَصْل التَّاسِع فِي ضروب من الْمجَاز يعبر عَن الْأَجْسَام والأعراض وَالنّسب تَارَة - الإمام في بيان أدلة الأحكام

[عز الدين بن عبد السلام]

الفصل: ‌ ‌الْفَصْل التَّاسِع فِي ضروب من الْمجَاز يعبر عَن الْأَجْسَام والأعراض وَالنّسب تَارَة

‌الْفَصْل التَّاسِع

فِي ضروب من الْمجَاز

يعبر عَن الْأَجْسَام والأعراض وَالنّسب تَارَة بِالْحَقِيقَةِ وَتارَة بالمجاز

ويتجوز بِلَفْظ الْجِسْم عَن جسم آخر كَلَفْظِ الْإِنْسَان وَالْحَيَوَان وَالْأَشْجَار فَإِنَّهُ يعبر كل وَاحِد من هَذِه المسميات عَن تمثالها من الْأَجْسَام

ص: 235

بِأَهْلِهَا ويحتقرهم ويهينهم ويذلهم كَمَا قَالَ رَسُول الله صلى الله

ص: 236

عَلَيْهِ وَسلم فِي مآثر الْجَاهِلِيَّة إِنَّهَا مَوْضُوعَة تَحت قَدَمَيْهِ استهانة بالمآثر الْمُخَالفَة للشَّرْع

ويتجوز بِلَفْظ النُّور فِي الْجلَال وَالْجمال وَفِي الْبِدَايَة والتعريف

ص: 237

وَكَذَلِكَ يعبر بِلَفْظ الْعرض عَن عرض آخر على مَا سنصفه إِن شَاءَ الله تَعَالَى

فَمن التَّعْبِير بِأَلْفَاظ الْأَجْسَام عَن الْمعَانِي الْيَد فيد الْقَدِيم سبحانه وتعالى وَيَمِينه عبارَة عَن قدرته وبطشه وقوته {بِيَدِهِ الْملك} أَي فِي قدرته {مِمَّا عملت أَيْدِينَا} أَي مِمَّا أحدثته قدرتنا {لما خلقت بيَدي} أَي لما كونته بِقُدْرَتِي {لأخذنا مِنْهُ بِالْيَمِينِ} أَي بِالْقُوَّةِ والبطش {كُنْتُم تأتوننا عَن الْيَمين} أَي بِسَبَب قوتكم وقدرتكم علينا

وَأما قَوْله فِي الصَّدَقَة إِلَّا أَخذهَا الرَّحْمَن بِيَمِينِهِ فعبارة عَن حسن الْقبُول لِأَن الْأَخْذ بِالْيَمِينِ مسبب عَنهُ

وَكَذَلِكَ قَوْله إِن المقسطين على مَنَابِر من نور عَن يَمِين الرَّحْمَن

ص: 238

عبر بذلك عَن تكريمهم تقديرهم بِمَعْنى أَنه يعاملهم فِي الْإِكْرَام مُعَاملَة عَظِيم أَجْلِس إنْسَانا على كرْسِي عَن يَمِينه

ويعبر بِالْعينِ عَن إِدْرَاك المبصرات لِأَنَّهَا مَحل الْإِدْرَاك كَمَا يعبر بِاللِّسَانِ عَن الْكَلَام وبالقلب عَن الْعقل

فَقَوله {فَإنَّك بأعيننا} أَي بمرأى منا وَكَذَلِكَ قَوْله {تجْرِي بأعيننا}

وَمن التَّعْبِير بِاللَّفْظِ الْعرض عَن عرض آخر التَّعْبِير بِوَضْع الْقدَم عَن الاستهانة فِي قَوْله حَتَّى يضع الْجَبَّار قدمه على النَّار أَي يستهزىء

ص: 239

وبالمجيء والإتيان عَن التَّعْرِيف بعد الْجَهَالَة وَالْهِدَايَة بعد الضَّلَالَة تَشْبِيها لما غَابَ عَن البصيرة بِمَا غَابَ عَن الْبَصَر فَإِن الْبعد والعزوب سَبَب للغيبة عَن الْإِدْرَاك لمنعها مِنْهُ والقرب والحضور سَبَب الْإِدْرَاك والمشاهدة

وَكَذَلِكَ الْوُقُوف قد يعبر بِهِ عَن التَّعْرِيف فِي قَوْلك وقفته على كَذَا إِذْ عَرفته بِهِ لِأَن الْوَاقِف على الشَّيْء مدرك لما وقف عَلَيْهِ وَمِنْه قَوْله تَعَالَى {وَلَو ترى إِذْ وقفُوا على رَبهم} أَي عرفوه فعرفوه

وَكَذَلِكَ يعبر بالمحبة وَالْكَرَاهَة والسخط والرضى والقرب والبعد والإقبال والإعراض عَن آثارها ولوازمها

وَكَذَلِكَ التَّرَدُّد فِي مساءة الْمُؤمن ذكر عبارَة عَن مَنْزِلَته عِنْد ربه فَإِن من عز عَلَيْك وَكَانَت لَهُ مصلحَة فِي طي مساءة فَإنَّك تَتَرَدَّد فِي ذَلِك لمنزلته لديك بِخِلَاف من هان عَلَيْك فَإِنَّهُ يسهل عَلَيْك مساءة وَلَا تبالي بِمَا ناله قَالَ الشَّاعِر

ص: 240

.. وَهَان على سراة بني لؤَي

حريق بالبويرة مستطير

{فَسَوف نصليه نَارا وَكَانَ ذَلِك على الله يَسِيرا} أَي لَا يعز عَلَيْهِ وَلَا يصعب قَالَ امْرُؤ الْقَيْس

يعز عَلَيْهَا ريبتي ويسوءها

بكاه فتثني الْجيد أَن يتضوعا

وَقد تسْتَعْمل بعض أفعالنا المضافة إِلَى الله سُبْحَانَهُ الْمُتَعَلّقَة بِهِ على نوع من هَذَا الْمجَاز كقربنا إِلَيْهِ وبعدنا مِنْهُ وإعراضنا عَنهُ وإقبالنا إِلَيْهِ وذهابنا إِلَيْهِ كَقَوْلِه {إِنِّي ذَاهِب إِلَى رَبِّي} {إِلَّا من أَتَى الله بقلب سليم} {فسحقا لأَصْحَاب السعير} أَي فبعدا لَهُم {فأعرضوا فَأَرْسَلنَا عَلَيْهِم سيل العرم}

ص: 241

فَأَعْرض فَأَعْرض الله عَنهُ {وَمن أعرض عَن ذكري} وأمثلة هَذَا وشواهده لَا تحصى كَثْرَة

وسأذكر شَيْئا من ضروب الْمجَاز يسْتَدلّ بِمَا ذكرته على مَا تركته فَمن ذَلِك الْيَد وحقيقتها الْعُضْو

الْيَد يعبر بهَا عَن الْقَهْر والاستيلاء كَقَوْلِه {قل لمن فِي أَيْدِيكُم من الأسرى} أَي فِي قهركم واستيلائكم ويعبر بهَا عَن الْقُدْرَة وَقد ذَكرْنَاهُ

وَمن ذَلِك الْأَخْذ ويعبر بِهِ عَن الْقَهْر والهلاك كَقَوْلِه {فَأَخذهُم الله بِذُنُوبِهِمْ} {فَأَخذهُم أَخْذَة رابية} {وهمت كل أمة برسولهم ليأخذوه} ويعبر عَن الْجد فِي التَّمَسُّك بِالْعَمَلِ كَقَوْلِه

ص: 242

{خُذُوا مَا آتيناكم بِقُوَّة} {خُذ الْكتاب بِقُوَّة} ويعبر بِهِ عَن الْقبُول كَقَوْلِه {وَيَأْخُذ الصَّدقَات} وَقَوله عليه السلام إِلَّا أَخذهَا الرَّحْمَن بِيَمِينِهِ ويعبر بِهِ عَن الْأسر كَقَوْلِه {خذوه فغلوه} {وخذوهم واحصروهم واقعدوا لَهُم كل مرصد} ويعبر بِهِ عَن الرضى كَقَوْلِه {فَخذ مَا آتيتك وَكن من الشَّاكِرِينَ} {آخذين مَا آتَاهُم رَبهم}

وَمن ذَلِك الْقَبْض ويعبر بِهِ عَن تقتير الرزق {وَالله يقبض ويبسط} ويعبر بِهِ عَن الْبُخْل {ويقبضون أَيْديهم}

وَمن ذَلِك الْبسط ويعبر بِهِ عَن الإغناء {وَالله يقبض ويبسط} وَعَن كَثْرَة الْبَذْل {وَلَا تبسطها كل الْبسط} {بل يَدَاهُ مبسوطتان}

وَمن ذَلِك السعَة ويعبر بهَا عَن الْغنى كَقَوْلِه {وَالله وَاسع عليم}

ص: 243

{لينفق ذُو سَعَة من سعته} وَعَن كَثْرَة التَّعَلُّق كَقَوْلِه {رَبنَا وسعت كل شَيْء رَحْمَة وعلما} {وسع رَبنَا كل شَيْء علما} {إِن رَبك وَاسع الْمَغْفِرَة}

وَمن ذَلِك الضّيق ويعبر بِهِ عَن مشقة تحمل مَا تكرههُ النُّفُوس من الْفقر وَسَائِر المكاره كَقَوْلِه {يَجْعَل صَدره ضيقا حرجا} {وَلَا تَكُ فِي ضيق مِمَّا يمكرون} {وضائق بِهِ صدرك}

وَمن ذَلِك وصف الزَّمَان وَالْمَكَان بِوَصْف مَا يَقع فيهمَا {بَلَدا آمنا} {قَرْيَة كَانَت ظالمة} {من قريتك الَّتِي أخرجتك} {قَرْيَة كَانَت آمِنَة مطمئنة يَأْتِيهَا رزقها رغدا من كل مَكَان} الْآيَة {بَلْدَة طيبَة} {الْقرْيَة الَّتِي كَانَت تعْمل الْخَبَائِث} أمرت بقرية تَأْكُل الْقرى {وَهَذَا الْبَلَد الْأمين} إِنِّي أَخَاف عَلَيْكُم عَذَاب يَوْم

ص: 244

وَعَن مَوَانِع الانقياد وموانع الْإِيمَان {إِنَّا جعلنَا فِي أَعْنَاقهم أغلالا}

وَمن ذَلِك التَّعْبِير عَن الشَّيْء بمحله أَو بِمَا قَارب مَحَله كَقَوْلِه {فَتكون لَهُم قُلُوب يعْقلُونَ بهَا أَو آذان يسمعُونَ بهَا} عبر بِالْقَلْبِ عَن الْعقل وَالْأُذن عَن السّمع {فَإنَّك بأعيننا} {تجْرِي بأعيننا} {ولتصنع على عَيْني} {إِن فِي ذَلِك لذكرى لمن كَانَ لَهُ قلب} {نزل بِهِ الرّوح الْأمين على قَلْبك} {لما خلقت بيَدي} {مِمَّا عملت أَيْدِينَا أنعاما} {وَالسَّمَاوَات مَطْوِيَّات بِيَمِينِهِ} {لأخذنا مِنْهُ بِالْيَمِينِ} {ونأى بجانبه} أَي بِنَفسِهِ {فَإِذا نزل بِسَاحَتِهِمْ} أَي رَبهم

وَكَذَلِكَ التَّعْبِير بِاللِّسَانِ عَن اللُّغَة كَقَوْلِه {بِلِسَان قومه}

ص: 246

{بِلِسَان عَرَبِيّ مُبين} {وَاخْتِلَاف أَلْسِنَتكُم وألوانكم} وَعَن الثَّنَاء {وَاجعَل لي لِسَان صدق فِي الآخرين} {وَجَعَلنَا لَهُم لِسَان صدق عليا}

وَمن ذَلِك التَّمَسُّك ويعبر بِهِ عَن مُلَازمَة الْفِعْل والاعتماد عَلَيْهِ كَقَوْلِه {فَاسْتَمْسك بِالَّذِي أُوحِي إِلَيْك} {وَالَّذين يمسكون بِالْكتاب} {فقد استمسك بالعروة الوثقى}

وَمن ذَلِك الاسْتقَامَة ويعبر بهَا عَن تعَاطِي الْأَفْعَال الْحَسَنَة وَمن ذَلِك الْكفْر والرين والغين والحجاب والغطاء والأكنة والغلف والأقفال والختم والطبع والغشاوة والغمرة ويعبر

ص: 247

بذلك كُله عَن مَوَانِع الْمعرفَة وَالْإِيمَان وسواير البصيرة عَن الْعرْفَان

فالموانع هِيَ الْجَهْل وَالشَّكّ وَفَسَاد الِاعْتِقَاد لِأَن الشكوك والجهالة تحول بَين البصيرة وَبَين إِدْرَاك المعقولات كَمَا أَن الْأَجْسَام الكثيفة حائلة بَين الْبَصَر وَبَين إِدْرَاك المبصرات فَصَارَ الْمَعْنى السَّاتِر للبصيرة كالجسم الساكر لِلْبَصَرِ {إِن الَّذين كفرُوا} {أَلا إِن ثَمُود كفرُوا رَبهم} {بل ران على قُلُوبهم} إِنَّه ليغان على قلبِي {حِجَابا مَسْتُورا} {وَمن بَيْننَا وَبَيْنك حجاب} {فكشفنا عَنْك غطاءك} {وَجَعَلنَا على قُلُوبهم أكنة} {قُلُوبنَا غلف} {أم على قُلُوب أقفالها} {ختم الله على قُلُوبهم وعَلى سمعهم وعَلى أَبْصَارهم غشاوة}

ص: 248

{وطبع على قُلُوبهم} {وَجعل على بَصَره غشاوة} {فأغشيناهم فهم لَا يبصرون} {بل قُلُوبهم فِي غمرة من هَذَا} {وَختم على سَمعه وَقَلبه وَجعل على بَصَره غشاوة} عبر عَن مَانع فهم مَا يسمعهُ أَو يتعقله بالختم وَعَن مَانع الِاعْتِبَار بِمَا يُشَاهِدهُ بِعَيْنيهِ بالغشاوة

وَمن ذَلِك الصدْق ويعبر بِهِ عَن الْحسن كَقَوْلِه {قدم صدق} {مقْعد صدق} {لِسَان صدق}

وَمن ذَلِك خفض الْجنَاح ويعبر بِهِ عَن التَّوَاضُع ولين الْجَانِب {واخفض لَهما جنَاح الذل من الرَّحْمَة} {واخفض جناحك لمن اتبعك من الْمُؤمنِينَ}

ص: 249

وَمن ذَلِك اللين ويعبر بِهِ عَن حسن التأني وَسُرْعَة الانقياد {فبمَا رَحْمَة من الله لنت لَهُم} الْمُؤْمِنُونَ هَينُونَ لَينُونَ

وَمن ذَلِك الانقلاب على الْوَجْه وعَلى الْعقب أصل انْقَلب على وَجهه رَجَعَ على طَرِيقه الَّذِي جَاءَ مِنْهُ ويعبر بِهِ عَن الرُّجُوع إِلَى مثل مَا كَانَ عَلَيْهِ من الْفِعْل والاعتقاد انْقَلب على وَجهه رَجَعَ إِلَى دينه وأصل الانقلاب على الْعقب الرُّجُوع إِلَى جِهَة الْعقب ويعبر بِهِ أَيْضا عَمَّا يعبر مِنْهُ بالإنقلاب على الْوَجْه {انقلبتم على أعقابكم} {يردوكم على أعقابكم} {وَمن يَنْقَلِب على عَقِبَيْهِ فَلَنْ يضر الله شَيْئا}

العروة الوثقى ويتجوز بهَا عَن الدّين العاصم من الْعَذَاب

ص: 250

الْحَبل يتجوز بِهِ عَن الْعَهْد {واعتصموا بِحَبل الله جَمِيعًا} {إِلَّا بِحَبل من الله وحبل من النَّاس}

إِنِّي بحبلك وَاصل حبلي

وبريش نبلك رائش نبلي

الْبناء ويعبر بِهِ عَن تأليف الْأَجْسَام وَأَحْكَام تأليفها وإتقانه {وَالسَّمَاء بنيناها بأيد} {وَالسَّمَاء وَمَا بناها} {كَيفَ بنيناها وزيناها} ويعبر بِهِ عَن أَحْكَام الْأَمر وَالْمَكْر وإبرامه {فَأتى الله بنيانهم من الْقَوَاعِد فَخر عَلَيْهِم السّقف من فَوْقهم} عبر بذلك عَن رُجُوع وبال مَكْرهمْ عَلَيْهِم

ص: 251

الشفا ويعبر بِهِ عَن كفرهم الْمُوجب لسقوطهم فِي النَّار {وكنتم على شفا حُفْرَة من النَّار فأنقذكم مِنْهَا} وَكَذَلِكَ قَوْله {على شفا جرف هار} عبر بِهِ عَن نفاقهم الْمُوجب لسقوطهم فِي النَّار وَكَذَلِكَ قَوْله {فانهار بِهِ فِي نَار جَهَنَّم}

الشِّرَاء وَالْبيع ويعبر بِالشِّرَاءِ عَن التَّكْلِيف بِشَرْط الثَّوَاب وَعَن البيع بِالْتِزَام التَّكْلِيف {إِن الله اشْترى من الْمُؤمنِينَ أنفسهم وَأَمْوَالهمْ بِأَن لَهُم الْجنَّة} أَي بذل أنفسهم وَأَمْوَالهمْ بِأَن لَهُم الْجنَّة {فاستبشروا ببيعكم الَّذِي بايعتم بِهِ} {إِن الَّذين يُبَايعُونَك إِنَّمَا يبايعون الله} {لقد رَضِي الله عَن الْمُؤمنِينَ إِذْ يُبَايعُونَك تَحت الشَّجَرَة} {وَمن النَّاس من يشري نَفسه ابْتِغَاء مرضات الله}

بَين الْيَدَيْنِ ويعبر بِهِ عَن التَّقَدُّم والسبق {فقدموا بَين يَدي نَجوَاكُمْ صَدَقَة} {مُصدقا لما بَين يَدَيْهِ من الْكتاب} {بَين يَدي عَذَاب شَدِيد} {لَا تقدمُوا بَين يَدي الله وَرَسُوله} {اتَّقوا مَا بَين أَيْدِيكُم}

ص: 252

النبذ وَالتّرْك وَرَاء الظّهْر ويعبر بهما عَن الاستهانة والإعراض {فنبذوه وَرَاء ظُهُورهمْ} {ويذرون وَرَاءَهُمْ يَوْمًا ثقيلا} {واتخذتموه وراءكم ظهريا} {نبذ فريق من الَّذين أُوتُوا الْكتاب كتاب الله وَرَاء ظُهُورهمْ}

ويعبر بالثقل عَن الْمَشَقَّة كَقَوْلِه {إِنَّا سنلقي عَلَيْك قولا ثقيلا} ويعبر بِهِ عَن الشّرف فِي قَوْله صلى الله عليه وسلم تركت فِيكُم الثقلَيْن وَمِنْه الثَّقَلَان الْجِنّ وَالْإِنْس لِشَرَفِهِمَا بِالْعقلِ

فتح الْبَاب ويعبر بِهِ عَن النَّقْل من الشدَّة إِلَى الرخَاء وَمن النِّعْمَة إِلَى الْبلَاء {فتحنا عَلَيْهِم أَبْوَاب كل شَيْء} أَي من النعم {حَتَّى إِذا فتحنا عَلَيْهِم بَابا ذَا عَذَاب شَدِيد} ويعبر بِالْفَتْح أَيْضا عَن الْمعرفَة بعد

ص: 253

التَّعْبِير بِبَعْض الشَّيْء عَن جملَته يعبر عَن الصَّلَاة بِالْقُرْآنِ فِي قَوْله {وَقُرْآن الْفجْر} وبالقيام فِي قَوْله {لَا تقم فِيهِ أبدا} من قَامَ رَمَضَان إِيمَانًا واحتسابا وبالتسبيح فِي قَوْله {وَسبح بِحَمْد رَبك قبل طُلُوع الشَّمْس وَقبل غُرُوبهَا} وبالذكر فِي قَوْله {وَاذْكُر اسْم رَبك بكرَة وَأَصِيلا} وبالسجود فِي قَوْله {وَمن اللَّيْل فاسجد لَهُ} وَقَوله {فَإِذا سجدوا فليكونوا من وَرَائِكُمْ} وَقَوله {يَتلون آيَات الله آنَاء اللَّيْل وهم يَسْجُدُونَ} وبالركوع فِي قَوْله {واركعوا مَعَ الراكعين}

ص: 255

ويعبر بِالْيَدِ عَن الْجُمْلَة فِي قَوْله {ذَلِك بِمَا قدمت يداك} {فبمَا كسبت أَيْدِيكُم} {مِمَّا ملكت أَيْمَانكُم}

ويعبر بالعضد عَن الْجُمْلَة {سنشد عضدك بأخيك} وَقد يعبر بالعضد عَن النَّاصِر {وَمَا كنت متخذ المضلين عضدا}

الْأَخْذ بالناصية ويعبر بِهِ عَن الْقَهْر والاستيلاء كَقَوْلِه {مَا من دَابَّة إِلَّا هُوَ آخذ بناصيتها}

وَمن ذَلِك وصف الشَّيْء بِصفة بعضه قد يُوصف الشَّيْء بِصفة بعضه كَقَوْلِه تَعَالَى {بشيرا وَنَذِيرا فَأَعْرض أَكْثَرهم} فَإِن جَمِيع آيَاته لَا تشْتَمل على الْبشَارَة وَلَا على النذارة 3 وَمن ذَلِك وصف الشَّيْء بِمَا كَانَ عَلَيْهِ وَبِمَا يؤول إِلَيْهِ {وَآتوا الْيَتَامَى أَمْوَالهم} {إِنَّك ميت وَإِنَّهُم ميتون} {أعصر خمرًا}

ص: 256

وَمن ذَلِك النّسَب المجازية {إنَّهُنَّ أضللن كثيرا من النَّاس} {فأخرجهما مِمَّا كَانَا فِيهِ} {هَذَا كتَابنَا ينْطق عَلَيْكُم بِالْحَقِّ} {أم أنزلنَا عَلَيْهِم سُلْطَانا فَهُوَ يتَكَلَّم} {وَلما سكت عَن مُوسَى الْغَضَب}

الْعُلُوّ والفوقية والدرجة والرفعة يعبر بهَا عَن الْمجد والشرف {وَهُوَ الْعلي الْعَظِيم} ويعبر بالعلو عَن الْغَلَبَة {وَأَنْتُم الأعلون} {وَالَّذين اتَّقوا فَوْقهم يَوْم الْقِيَامَة} {نرفع دَرَجَات من نشَاء وَفَوق كل ذِي علم عليم} {رفيع الدَّرَجَات} {ورفعنا بَعضهم فَوق بعض دَرَجَات} {وَهُوَ القاهر فَوق عباده}

الإنسلاخ ويعبر بِهِ عَن ترك الْعَمَل بعد التثبث بِهِ {فانسلخ مِنْهَا}

الْكَذِب ويعبر بِهِ عَن بطلَان الدّلَالَة وإبهامها {وجاؤوا على قَمِيصه بِدَم كذب}

الْعلم ويعبر بِهِ عَن الظَّن {فَإِن علمتموهن مؤمنات}

ص: 257

ويعبر بِالظَّنِّ عَن الْعلم {قَالَ الَّذين يظنون أَنهم ملاقوا الله}

وَكَذَلِكَ الريب والقلق وَمِنْه {ريب الْمنون} قَالَ أَمن الْمنون وريبها تتوجع ويعبر بِهِ عَن الشَّك لِأَن القلق يلْزمه

وَكَذَلِكَ الطّيب اللذيذ والخبيث المستكره ويعبر بالطيب عَن الْحَلَال وَعَن مَا حسن من الْأَقْوَال والأعمال وبالخبيث عَن الْحَرَام وَعَما قبح من الْفِعْل والمقال {كلمة طيبَة} {وَمثل كلمة خبيثة} وَقَالَ

ص: 258

النَّبِي صلى الله عليه وسلم دَعُوهَا فَإِنَّهَا مُنْتِنَة طبت وطاب ممشاك {الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطيبات للطيبين} {كَانَت تعْمل الْخَبَائِث}

الأرجاس والأنجاس أَعْيَان مستقذرة ويعبر بهما عَن الْأَوْصَاف المستقبحة {ليذْهب عَنْكُم الرجس} {إِنَّمَا الْمُشْركُونَ نجس} وَقَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم دَعُوهَا فَإِنَّهَا مُنْتِنَة

الطَّهَارَة إِزَالَة الأنجاس ويعبر بهَا عَن إِزَالَة الْأَوْصَاف المستقبحة شرعا {أُولَئِكَ الَّذين لم يرد الله أَن يطهر قُلُوبهم} {ذَلِكُم أزكى لكم وأطهر} {ذَلِكُم أطهر لقلوبكم وقلوبهن} {وَيُطَهِّركُمْ تَطْهِيرا}

ص: 259

{يَتْلُو صحفا مطهرة} مَعْنَاهُ من الْبَاطِل وَالْكذب والزور

الْكِتَابَة ويعبر بهَا عَن الْإِثْبَات وَعَن دوَام الْحِفْظ {كتب فِي قُلُوبهم الْإِيمَان} {سنكتب مَا قَالُوا} {سنكتب مَا يَقُول}

النُّور والضياء ويعبر بهما عَن الْإِبَانَة والمعرفة {وضياء وذكرا لِلْمُتقين} {قد جَاءَكُم من الله نور}

ويعبر أَيْضا بالسراج عَن الْمُعَرّف الْمظهر {وسراجا منيرا} الْمَوْت والظلمة ويعبر بهما عَن الْجَهْل {أَو من كَانَ مَيتا فأحييناه وَجَعَلنَا لَهُ نورا يمشي بِهِ فِي النَّاس كمن مثله فِي الظُّلُمَات} {صم وبكم فِي الظُّلُمَات}

ويعبر بالظلمات عَن الشدَّة {قل من ينجيكم من ظلمات الْبر وَالْبَحْر}

مَجِيء مَا لَا يَصح مَجِيئه بِنَفسِهِ يعبر بالمجيء والإتيان والقدوم

ص: 260

والحضور عَن آثارها من حُصُول الْمعرفَة {وَجَاء رَبك وَالْملك صفا صفا} {يَوْم يَأْتِ لَا تكلم نفس إِلَّا بِإِذْنِهِ} وَقد يعبر بذلك عَن مَجِيء بحله {جاءتكم موعظة من ربكُم} {جَاءَتْهُم الْبَينَات}

وَكَذَلِكَ يعبر بالصعود وَالنُّزُول عَن صعُود الْمحل ونزوله {وأنزلنا إِلَيْك الذّكر} {وأنزلنا إِلَيْكُم نورا مُبينًا} {ونزلناه تَنْزِيلا} {لَوْلَا نزل عَلَيْهِ الْقُرْآن جملَة وَاحِدَة} {إِلَيْهِ يصعد الْكَلم الطّيب وَالْعَمَل الصَّالح يرفعهُ}

الغمرة ويعبر بهَا عَن الْجَهْل وَعَن الشدَّة {بل قُلُوبهم فِي غمرة من هَذَا} {وَلَو ترى إِذْ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَات الْمَوْت} أَي فِي شدائده الغامرة

ص: 261

الْعبْرَة فعلة من العبور وَهُوَ الِانْتِقَال من حيّز إِلَى حيّز ويعبر بهَا عَن حسن الإنتقال من الاغتزاز إِلَى الاتعاظ وَعَن الدّلَالَة الناقلة من الْجَهْل إِلَى الْعرْفَان {إِن فِي ذَلِك لعبرة لأولي الْأَبْصَار} {لقد كَانَ فِي قصصهم عِبْرَة لأولي الْأَلْبَاب}

السكر ويعبر بِهِ عَن شدَّة الْخَوْف {وَترى النَّاس سكارى وَمَا هم بسكارى}

الْعَنَت وإرهاق الصعُود ويعبر بهما عَن الْمَشَقَّة الشَّدِيدَة لِأَن أصل الْعَنَت انكسار الْعظم بعد انجباره والصعود الْعقبَة الشاقة {ذَلِك لمن خشِي الْعَنَت مِنْكُم} {وَلَو شَاءَ الله لأعنتكم} {سَأُرْهِقُهُ صعُودًا}

الشرعة وَالطَّرِيق والسبيل والصراط والشاكلة والمنهاج بِمَعْنى وَاحِد وَهِي الطّرق ويعبر بهَا عَن كل عمل أدّى إِلَى خير أَو شَرّ {لكل جعلنَا مِنْكُم شرعة ومنهاجا}

ص: 262

الْمَرَض والشفاء ويعبر بِالْمرضِ عَن سوء الِاعْتِقَاد وبالشفاء عَن الاهتداء {فِي قُلُوبهم مرض} {قد جاءتكم موعظة من ربكُم وشفاء لما فِي الصُّدُور}

الِابْتِلَاء والاختبار ويعبر بِهِ عَن آثاره من الْعلم والمعرفة {يَوْم تبلى السرائر} {تبلو كل نفس مَا أسلفت} أَي تعلم كَقَوْلِه {علمت نفس مَا أحضرت} {ونبلو أخباركم} أَي نعلمها

ويعبر بالابتلاء والفتنة عَن كل فعل تصور بصورتهما من الْمُعَامَلَة بِالنعَم والنقم {وبلوناهم بِالْحَسَنَاتِ والسيئات} {إِنَّا بلوناهم كَمَا بلونا أَصْحَاب الْجنَّة} {ليَبْلُوكُمْ أَيّكُم أحسن عملا} {وَإِن كُنَّا لمبتلين} {وليبلي الْمُؤمنِينَ مِنْهُ بلَاء حسنا} وَقَوله {وَفِي ذَلِكُم بلَاء من ربكُم عَظِيم} يحْتَمل الْأَمريْنِ وكل بلَاء حسن أبلانا

ص: 264

العثور ويعبر بِهِ عَن الظَّن والعرفان {فَإِن عثر على أَنَّهُمَا استحقا إِثْمًا}

ويعبر بالربط والختم عَن الصَّبْر {وربطنا على قُلُوبهم} {لَوْلَا أَن ربطنا على قَلبهَا} {فَإِن يَشَأْ الله يخْتم على قَلْبك} أَي يصبرك

ويعبر بالشهوة والهوى عَن المهوى والمشتهى {زين للنَّاس حب الشَّهَوَات} {من اتخذ إلهه هَوَاهُ} {وَنهى النَّفس عَن الْهوى} أَي عَن المهوى فَإِن الْميل الطبيعي لَا يُمكن الإنتهاء عَنهُ بل ينْهَى عَن اتِّبَاعه وَقد صرح بذلك فِي قَوْله {وَلَا تتبع الْهوى}

ص: 265

الذَّوْق إِدْرَاك المطعوم ويعبر بِهِ عَن وجدان الآلام {فَذُوقُوا الْعَذَاب} {فَذُوقُوا مَا كُنْتُم تكنزون} أَي جزاءه {فأذاقهم الله الخزي} {فأذاقها الله لِبَاس الْجُوع وَالْخَوْف}

ويعبر بالكبير والعظيم والغليظ عَن شدَّة الْعَذَاب {عَذَاب يَوْم كَبِير} {عَذَاب عَظِيم} {عَذَاب غليظ}

ويعبر بالعريض عَن الْكثير {فذو دُعَاء عريض}

ويعبر بالإرادة عَن الْأَمر للزومها لَهُ غَالِبا {وَمَا خلقت الْجِنّ وَالْإِنْس إِلَّا ليعبدون مَا أُرِيد مِنْهُم من رزق وَمَا أُرِيد أَن يطْعمُون}

ص: 266

أَي لأمرهم بعبادتي على قَول بَعضهم {وَالله يُرِيد الْآخِرَة} أَي يُرِيد سعي الأخرة بِمَعْنى فَأَمرهمْ بسعي الْآخِرَة فَحذف السَّعْي وَعبر بالإرادة عَن الْأَمر

وَقد يعبر بالإرادة عَن المقاربة {فوجدا فِيهَا جدارا يُرِيد أَن ينْقض} أَي قَارب الانقضاض

ص: 267

ويعبر بِالدُّخُولِ وَالْخُرُوج عَن تبدل الْأَوْصَاف والتنقل عَنْهَا إِلَى غَيرهَا {يخرجهم من الظُّلُمَات إِلَى النُّور} {يخرجونهم من النُّور إِلَى الظُّلُمَات} {يدْخلُونَ فِي دين الله أَفْوَاجًا}

ويعبر بالسماء عَن الْمَطَر {يُرْسل السَّمَاء عَلَيْكُم مدرارا} وبالحنف عَن الِانْتِقَال من الْجَهْل إِلَى الْمعرفَة {حَنِيفا مُسلما} أَي عَارِفًا بِاللَّه مائلا إِلَيْهِ بعد الْجَهْل بِهِ

ويعبر بعض الْيَد وتقليب الْكَفّ عَن النَّدَم {فَأصْبح يقلب كفيه} {وَيَوْم يعَض الظَّالِم على يَدَيْهِ}

ص: 268

ويعبر بالمجالسة والمصاحبة عَن آثارهما من الْإِحْسَان والرفق أَنا جليس من ذَكرنِي اللَّهُمَّ أصحبنا فِي سفرنا اللَّهُمَّ أَنْت الصاحب فِي السّفر رَبنَا صاحبنا فِي سفرنا فأفضل علينا

ويعبر بالسقوط عَن مُلَابسَة مَا لَا يَنْبَغِي {أَلا فِي الْفِتْنَة سقطوا}

ويتجوز ب على عَن الْوُجُوب لِأَن الْوَاجِب كشيء اعتلى فَتَقول على دين وَصَلَاة وَزَكَاة وَصَوْم وَحج وَعمرَة وَشَهَادَة

ص: 269

وتستعمل من وَعَن فِي التَّعْلِيل تجوزا لِأَن ابْتِدَاء صُدُور الْمَعْلُول من علته وَعَن علته {مِمَّا خطيئاتهم أغرقوا} {وَمَا تتلو مِنْهُ من قُرْآن} أَي لأَجله {وَمَا نَحن بتاركي آلِهَتنَا عَن قَوْلك} {وَمَا ينْطق عَن الْهوى} {يؤفك عَنهُ من أفك} {رضي الله عنهم} مُتَضَمّن معنى عَفا وَتجَاوز فَذَلِك عدى ب عَن الَّتِي للمجاوزة

وَلما كَانَ مُتَعَلق الْأَوْصَاف الْمُتَعَلّقَة بِمَثَابَة الْمَكَان وَالْمحل لتَعلق الْمُتَعَلّق اسْتعْملت فِي ذَلِك أَدَاة الظَّرْفِيَّة وَهِي فِي وَمن ذَلِك

ص: 270

قَوْله تَعَالَى {وَجَاهدُوا فِي الله حق جهاده} أَي فِي طَاعَة الله جعلت الطَّاعَة كالمحل للْجِهَاد وَكَذَلِكَ قَوْلك رغبت فِي زيد ورغبت فِي الْعلم كَأَنَّك جعلته محلا لرغبتك دون مَا عداهُ وَكَذَلِكَ الْمَوَدَّة فِي قَوْله {إِلَّا الْمَوَدَّة فِي الْقُرْبَى} جعل الْقُرْبَى محلا للمودة بِمَعْنى أَنَّهَا مُتَعَلق الْمَوَدَّة وَلذَلِك صَحَّ أَن تسْتَعْمل فِي السَّبَبِيَّة فِي قَوْله {لمسكم فِيمَا أَفَضْتُم فِيهِ عَذَاب عَظِيم} للتعلق الَّذِي بَين السَّبَب والمسبب وَكَذَلِكَ قَوْله {وَهُوَ الله فِي السَّمَاوَات وَفِي الأَرْض} لما تعلّقت قدرته وإرادته وَعلمه وسَمعه وبصره بهما وصارتا محلا لذَلِك التَّعَلُّق صَحَّ التَّعْبِير ب فِي لما ذَكرْنَاهُ

وَالْبَاء تسْتَعْمل فِي الإلصاق الْمَعْنَوِيّ والحقيقي

ص: 271

فالمعنوي كالتعلق الَّذِي بَين السَّبَب والمسبب فَإِن الْمُسَبّب ملصق بِسَبَبِهِ من جِهَة الْمَعْنى وَكَذَلِكَ قَوْلك استعنت بِاللَّه لتَعلق الإستعانة بِهِ وابتدأت بِذكر الله وأنواع الْمجَاز كَثِيرَة فِي الْحُرُوف والظروف والاسماء وَالْأَفْعَال

وَالتَّعْبِير عَن الْمَاضِي بالمستقبل وَعَكسه وَعَن الْخَبَر بِالْأَمر وَعَكسه وَالنَّظَر فِي كل نوع من هَذِه الْأَنْوَاع على حياله وَبَيَان العلاقة

ص: 272

الَّتِي بَين مَحل التَّجَوُّز وَمحل الْحَقِيقَة على التَّفْضِيل مِمَّا يطول ذكره

ص: 273