المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌العطف العطف إما ذو بيان أو نسق … والغرض الآن بيان - شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك - جـ ٣

[ابن عقيل]

الفصل: ‌ ‌العطف العطف إما ذو بيان أو نسق … والغرض الآن بيان

‌العطف

العطف إما ذو بيان أو نسق

والغرض الآن بيان ما سبق

فذو البيان تابع شبه الصفه

حقيقة القصد به منكشفه

العطف كما ذكر ضربان:

أحدهما: عطف النسق وسيأتي.

والثاني: عطف البيان وهو المقصود بهذا الباب.

وعطف البيان هو: التابع الجامد المشبه للصفة في إيضاح متبوعه وعدم استقلاله نحو:

ص: 218

292-

أقسم بالله أبو حفص عمر

فعمر عطف بيان لأنه موضح لأبي حفص فخرج بقوله الجامد الصفة لأنها مشتقة أو مؤولة به وخرج بما بعد ذلك التوكيد وعطف النسق لأنهما لا يوضحان متبوعهما والبدل الجامد لأنه مستقل.

ص: 219

فأولينه من وفاق الأول

ما من وفاق الأول النعت ولي

لما كان عطف البيان مشبها للصفة لزم فيه موافقة المتبوع كالنعت فيوافقه في إعرابه وتعريفه أو تنكيره وتذكيره أو تأنيثه وإفراده أو تثنيته أو جمعه.

فقد يكونان منكرين

كما يكونان معرفين

ذهب أكثر النحويين إلى امتناع كون عطف البيان ومتبوعه نكرتين وذهب قوم منهم المصنف إلى جواز ذلك فيكونان منكرين كما يكونان معرفين قيل ومن تنكيرهما قوله تعالى: {يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ} وقوله تعالى: {وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ} فزيتونة عطف بيان لشجرة وصديد عطف بيان لماء.

ص: 220

وصالحا لبد يلية يرى

في غير نحو يا غلام يعمرا

ونحو بشر تابع البكري

وليس أن يبدل بالمرضي

كل ما جاز أن يكون عطف بيان، جاز أن يكون بدلا، نحو: ضربت أبا عبد الله زيدا.

واستثنى المصنف بذلك مسألتين، يتعين فيهما كون التابع عطف بيان:

ص: 221

الأولى: أن يكون التابع مفردا، معرفة، معربا والمتبوع منادى، نحو: يا غلام يعمرا فيتعين أن يكون يعمرا عطف بيان ولا يجوز أن يكون بدلا لأن البدل على نية تكرار العامل، فكان يجب بناء يعمرا على الضم، لأنه لو لفظ ب يا معه لكان كذلك.

الثانية: أن يكون التابع خاليا من أل والمتبوع بأل، وقد أضيفت إليه صفة بأل، نحو: أنا الضارب الرجل زيد فيتعين كون زيد عطف بيان، ولا يجوز كونه بدلا من الرجل لأن البدل على نية تكرار العامل، فيلزم أن يكون التقدير أنا الضارب زيد، وهو لا يجوز لما عرفت في باب الإضافة من أن الصفة إذا كانت بأل لا تضاف إلا إلى ما فيه أل، أو ما أضيف إلى ما فيه أل ومثل: أنا الضارب الرجل زيد قوله:

أنا ابن التارك البكري بشر

علي الطير ترقبه وقوعا

ص: 222

فبشر عطف بيان ولا يجوز كونه بدلا إذ لا يصح أن يكون التقدير أنا ابن التارك بشر.

وأشار بقوله وليس أن يبدل بالمرضى إلى أن تجويز كون بشر بدلا غير مرضى وقصد بذلك التنبيه على مذهب الفراء والفارسي.

ص: 223