الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
النداء
وللمنادى الناء أو كالناء يا
…
وأي وآ كذا آيا ثم هيا
والهمز للداني ووا لمن ندب
…
أو يا وغير وا لدي اللبس اجتنب
لا يخلو المنادى من أن يكون مندوبا أو غيره فإن كان غير مندوب فإما أن يكون بعيدا أو في حكم البعيد كالنائم والساهي أو قريبا فإن كان بعيدا أو في حكمه فله من حروف النداء يا وأي وآ وهيا وإن كان قريبا فله الهمزة نحو أزيد أقبل وإن كان مندوبا وهو
المتفجع عليه
أو المتوجع منه فله وا نحو وازيداه وواظهراه ويا أيضا عند عدم التباسه بغير المندوب فإن التبس تعينت وا وامتنعت يا.
وغير مندوب ومضمر وما
…
جا مستغاثا قد يعرى فاعلما
وذاك في اسم الجنس والمشار له
…
قل ومن يمنعه فانصر عاذله
لا يجوز حذف حرف النداء مع المندوب نحو وازيداه ولا مع الضمير نحو يا إياك قد كفيتك ولا مع المستغاث نحو يا لزيد.
وأما غير هذه فيحذف معها الحرف جوازا فتقول في يا زيد أقبل زيد أقبل وفي يا عبد الله أركب عبد الله أركب لكن الحذف مع اسم الإشارة قليل وكذا مع اسم الجنس حتى إن أكثر النحويين منعوه ولكن أجازه طائفة منهم وتبعهم المصنف ولهذا قال ومن يمنعه فانصر عاذله أي انصر من يعذله على منعه لورود السماع به فمما ورد منه مع اسم الإشارة قوله تعالى: {ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ} أي يا هؤلاء وقول الشاعر:
305 -
ذا ارعواء فليس بعد اشتعال الر
…
أس شيبا إلى الصبا من سبيل
أي ياذا.
ومما ورد منه مع اسم الجنس قولهم أصبح ليل أي يا ليل وأطرق كرا أي يا كرا.
وابن المعرف المنادى المفردا
…
على الذي في رفعه قد عهدا
لا يخلو المنادى من أن يكون مفردا أو مضافا أو مشبها به فإن كان مفردا فإما أن يكون معرفة أو نكرة مقصودة أو نكرة غير مقصودة فإن كان مفردا معرفة أو نكرة مقصودة بنى على ما كان يرفع به فإن كان يرفع بالضمة بنى عليها نحو يا زيد ويا رجل وإن كان يرفع بالألف أو بالواو فكذلك نحو يا زيدان ويا رجلان ويا زيدون ويا رجيلون ويكون في محل نصب على المفعولية لأن المنادى مفعول به في المعنى وناصبه فعل مضمر نابت يا منابه فأصل يا زيد أدعو زيدا فحذف أدعو ونابت يا منابه.
وأنو انضمام ما بنوا قبل الندا
…
وليجر مجرى ذي بناء جددا
أي إذا كان الاسم المنادى مبنيا قبل النداء قدر بعد النداء بناؤه على الضم نحو يا هذا ويجري مجرى ما تجدد بناؤه بالنداء كزيد في أنه يتبع بالرفع مراعاة للضم المقدر فيه وبالنصب مراعاة للمحل فتقول يا هذا العاقل والعاقل بالرفع والنصب كما تقول يا زيد الظريف والظريف.
والمفرد المنكور والمضافا
…
وشبهه انصب عادما خلافا
تقدم أن المنادى إذا كان مفردا معرفة أو نكرة مقصودة يبنى على ما كان يرفع به وذكر هنا أنه إذا كان مفردا نكرة أي غير مقصودة أو مضافا أو مشبها به نصب.
فمثال الأول قول الأعمى: يا رجلا خذ بيدي وقول الشاعر:
306 -
أيا راكبا إما عرضت فبلغا
…
نداماى من نجران أن لا تلاقيا
ومثال الثاني قولك: يا غلام زيد ويا ضارب عمرو.
ومثال الثالث قولك: يا طالعا جبلا ويا حسنا وجهه ويا ثلاثة وثلاثين فيمن سميته بذلك.
أ
ونحو زيد ضم وافتحن من
…
نحو أزيد بن سعيد لاتهن
أي إذا كان المنادى مفردا علما ووصف بابن مضاف إلى علم ولم يفصل بين المنادى وبين ابن جاز لك في المنادى وجهان:
البناء على الضم: نحو يا زيدبن عمرو.
والفتح إتباعا: نحو يا زيد بن عمرو ويجب حذف ألف ابن والحالة هذه خطأ.
والضم إن لم يل الابن علما
…
أو يل الابن علم قد حتما
أي: إذا لم يقع " ابن " بعد علم، أو [لم] يقع بعده علم، وجب ضم المنادى، وامتنع فتحه، فمثال الاول نحو " يا غلام ابن عمرو، ويا زيد الظريف ابن عمرو " ومثال الثاني: " يا زيد ابن أخينا: فيجب بناء " زيد " على الضم في هذه الامثلة، ويجب إثبات ألف " ابن " والحالة هذه.
واضمم، أو انصب - ما اضطرارا نونا مما له استحقاق ضم بينا تقدم أنه إذا كان المنادى مفراد معرفة، أو نكرة مقصودة - يجب بناؤه على الضم، وذكر هنا أنه إذا اضطر شاعر إلى تنوين هذا المنادى كان له تنوينه وهو مضموم، وكان له نصبه، وقد ورد السماع بهما، فمن الاول قوله: 307 - سلام الله يا مطر عليها وليس عليك يا مطر السلام
ومن الثاني قوله:
308 -
ضربت صدرها إلى وقالت
…
يا عديا لقد وقتك الأواقي
وباضطرار خص جمع يا وأل
…
إلا مع الله ومحكى الجمل
والأكثر اللهم بالتعويض
…
وشذ يا اللهم في قريض
لا يجوز الجمع بين حرف النداء وأل في غير اسم الله تعالى وما سمى به من الجمل إلا في ضرورة الشعر كقوله:
فيا الغلامان اللذان فرا
…
إيا كما أن تعقبانا شرا
وأما مع اسم الله تعالى ومحكى الجمل فيجوز فتقول يا الله بقطع الهمزة ووصلها وتقول فيمن اسمه الرجل منطلق يا الرجل منطلق أقبل والأكثر في نداء اسم الله اللهم بميم مشددة معوضة من حرف النداء وشذ الجمع بين اليم وحرف النداء في قوله:
إني إذا ما حدث ألما
…
أقول يا اللهم يا اللهما
فصل
تابع ذي الضم المضاف دون أل
…
ألزمه نصبا كأزيد ذا الحيل
أي إذا كان تابع المنادى المضموم مضافا غير مصاحب للألف واللام وجب نصبه نحو يا زيد صاحب عمرو.
وما سواه انصب أو ارفع واجعلا
…
كمستقل نسقا وبدلا
أي ما سوى المضاف المذكور يجوز رفعه ونصبه وهو المضاف المصاحب لأل والمفرد فتقول يا زيد الكريم الأب برفع الكريم ونصبه ويا زيد الظريف برفع الظريف ونصبه وحكم عطف البيان والتوكيد حكم الصفة فتقول يا رجل زيد وزيدا بالرفع والنصب ويا تميم أجمعون وأجمعين.
وأما عطف النسق والبدل ففي حكم المنادى المستقل فيجب ضمه إذا كان مفردا نحو يا رجل زيد ويا رجل وزيد كما يجب الضم لو قلت يا زيد ويجب نصبه إن كان مضافا نحو يا زيد أبا عبد الله ويا زيد وأبا عبد الله كما يجب نصبه لو قلت يا أبا عبد الله.
وإن يكن مصحوب أل مانسقا
…
ففيه وجهان ورفع ينتقى
أي إنما يجب بناء المنسوق على الضم إذا كان مفردا معرفة بغير أل فإن كان ب أل جاز فيه وجهان الرفع والنصب والمختار عند الخليل وسيبويه ومن تبعهما الرفع وهو اختيار المصنف ولهذا قال ورفع ينتقى أي يختار فتقول يا زيد والغلام بالرفع والنصب ومنه قوله تعالى: {يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ} برفع الطير ونصبه.
وأيها مصحوب أل بعد صفه
…
يلزم بالرفع لدى ذي المعرفه
وأيهذا أيها الذي ورد
…
ووصف أي بسوى هذا يرد
يقال يا أيها الرجل ويا أيهذا ويا أيها الذي فعل كذا فأي منادى مفرد مبنى على الضم وها زائدة والرجل صفة لأي ويجب رفعه عند الجمهور لأنه هو المقصود بالنداء وأجاز المازني نصبه قياسا على جواز نصب الظريف في قولك يا زيد الظريف بالرفع والنصب ولا توصف أي إلا باسم جنس محلى بأل كالرجل أو باسم إشارة نحو يا أيهذا أقبل أو بموصول محلى بأل يا أيها الذي فعل كذا.
وذو إشارة كأي في الصفة
…
إن كان تركها يفيت المعرفه
يقال يا هذا الرجل فيجب رفع الرجل إن جعل هذا وصلة لندائه كما يجب رفع صفة أي وإلى هذا أشار بقوله إن كان تركها يفيت
المعرفة فإن لم يجعل اسم الإشارة وصلة لنداء ما بعده لم يجب رفع صفته بل يجوز الرفع والنصب.
في نحو سعد سعد الأوس ينتصب
…
ثان وضم وافتتح أولا تصب
يقال
" يا سعد سعد الأوس"
و311 - يا تيم تيم عدي
312 -
و"يا زيد زيد اليعملات "
فيجب نصب الثاني ويجوز في الأول الضم والنصب
فإن ضم الأول كان الثاني منصوبا على التوكيد أو على إضمار أعنى أو على البدلية أو عطف البيان أو على النداء.
وإن نصب الأول: فمذهب سيبويه أنه مضاف إلى ما بعد الاسم الثاني وأن الثاني مقحم بين المضاف والمضاف إليه.
ومذهب المبرد أنه مضاف إلى محذوف مثل ما أضيف إليه الثاني وأن الأصل يا تيم عدى تيم عدى فحذف عدى الأول لدلالة الثاني عليه.