الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وشيد العقد أركان مؤكدة
…
بها على متن أهل الشرع قد وقعت
قوت القلوب وميزان العقول متى
…
حادت عن الحجة الكبرى أو انحرفت
فيا أبا الفضل حزت الفضل في عرض
…
بها أقرت لك الأعلام واعترفت
وكنت بحر علوم ضل ساحله
…
منه استمدت عيون العلم واغترفت
زارته من نسمات القدس باسمة
…
فحركت منه مدح الفكر حين وفت
حتى إذا طفئت أرجاؤه قذفت
…
لنا بدرتها الحسناء وانصرفت
إن العناية لا يحظى بنائلها
…
حريصها بل على التخصيص قد وقفت (1)
ومن شعره رحمه الله لما ابتلي بالبدع:
بليت يا قوم والبلوى منوعة
…
بمن أداريه حتى كاد يرديني
دفع المضرة لا جلب لمصلحة
…
فحسبي الله في عقلي وفي ديني (2)
وأما مؤلفات الإمام الشاطبي، فقد ألف رحمه الله كتباً نافعة، قال عنها التنبكتي في نيل الابتهاج:"ألف تآليف نفيسة، اشتملت على تحريرات للقواعد وتحقيقات لمهمات الفوائد"(3).
وهذه الكتب منها المطبوع، ومنها ما لم يطبع، وبعضها لا نعلم عنها شيئاً.
فأما كتبه المطبوعة فهي:
1 - الموافقات في أصول الشريعة:
وهذا الكتاب من أحسن ما ألفه الإمام الشاطبي من الكتب، بل من أحسن ما ألف في موضوعه، وهو في أصول الفقه، إلا أن المؤلف ركز فيه على مقاصد الشريعة وأسرار التكليف، فجاء هذا الكتاب متميزاً على ما قبله من الكتب في هذا الموضوع.
ولقد وجد هذا الكتاب قبولاً وثناء من كثير من العلماء، سواء
(1) انظر هذه الأبيات في: "الإفادات والإنشادات" للشاطبي (ص 150)، و"نيل الابتهاج" للتنبكتي (ص 49).
(2)
انظرها في: "نيل الابتهاج"(ص 49).
(3)
"النيل"(ص 48).
المتقدمين أو المتأخرين، فقد قال عنه التنبكتي في نيل الابتهاج: "وكتاب الموافقات في أصول الفقه كتاب جليل القدر جداً، لا نظير له، يدل على إمامته وبعد شأوه في العلوم سيما علم الأصول، قال الإمام الحفيد ابن مرزوق: كتاب الموافقات المذكور من أقبل الكتب
…
" (1).
وقال عنه الشيخ عبد الله دراز في مقدمته على الكتاب: "لم تقف به الهمة في التجديد والعمارة لهذا الفن عند حد تأصيل القواعد، وتأسيس الكليات المتضمنة لمقاصد الشارع في وضع الشريعة، بل جال في تفاصيل مباحث الكتاب أوسع مجال، وتوصل باستقرائها إلى استخراج درر غوال لها أوثق صلة بروح الشريعة
…
" (2).
والكتاب ينحصر في خمسة أقسام كما قال الإمام الشاطبي في مقدمته:
الأول: في المقدمات العلمية المحتاج إليها في تمهيد المقصود.
والثاني: في الأحكام وما يتعلق بها من حيث تصورها والحكم بها أو عليها، كانت من خطاب الوضع أو من خطاب التكليف.
والثالث: في المقاصد الشرعية في الشريعة وما يتعلق بها من الأحكام.
والرابع: في حصر الأدلة الشرعية، وبيان ما ينضاف إلى ذلك فيها على الجملة وعلى التفصيل، وذكر مآخذها، وعلى أي وجه يحكم بها على أفعال المكلفين.
والخامس: في أحكام الاجتهاد والتقليد، والمتصفين بكل واحد منهما (3).
والكتاب مطبوع عدة طبعات، منها طبعة محققة بعناية الشيخ مشهور حسن سلمان جزاه الله خيراً.
(1)"النيل"(ص 48).
(2)
"الموافقات"(1/ 7).
(3)
"المواقفات"(1/ 23 - 24).