الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رسالة الشيخ الفاضل صالح بن عبد الله الفقير اللودري
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى
…
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
…
أما بعد: فمن أبي عبد الله صالح بن عبد الله الفقير
…
إلى شيخه أبي عبد الرحمن مقبل بن هادي الوادعي حفظه الله ورعاه. نخبركم يا شيخنا بأننا كنا متابعين لأخبار رحلتكم إلى عدن وقد سررنا جدًّا بنتائجها الطيبة وبكثرة المقبلين على الخير والسنة، ونقول لك أيها الشيخ الكريم: الله يرعاك ويحفظك من بين يديك ومن خلفك ولو كره الحاقدون ولو كره الحزبيون. ونقول لك: ثق في وعد الله ونصره (إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد * يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار)[غافر: 52،51].
واعلم أن الله قد بارك في دعوتك وفي مسيرتك فما من بلد ولا قرية ولا بدو إلا ونجد لك معلمًا فيه ونجد لك اتباعًا وطلبة يدعون بدعوتكم ويسيرون على سيركم ونهجكم ذلك من فضل الله عليكم وعلى الناس ولكن أكثر الناس لا يشركون (1).
(1) كذا في الأصل، والصواب: يشكرون. كما هو ظاهر العبارة.
فنقول لك كما قال الله لنبيه: (فاصبر إن وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون)[الروم: 60](واصبر وما صبرك إلا بالله ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون * إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون)[النحل: 128،127](فاصبر إن وعد الله حق واستغفر لذنبك وسبح بحمد ربك بالعشي والإبكار * إن الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم إن في صدورهم إلا كِبْرٌ ما هم ببالغيه فاستعذ بالله إنه هو السميع البصير)[غافر: 65،55].
وكيف لا تبتلى وأنت صاحب هذا الخير الكثير الذي بلغ المشارق والمغارب، وكيف لا يكثر شانئوك وأنت قد أصبحت سدًّا منيعًا أمام البدع والمبتدعين، وأمام التحزب والحزبيين وأمام التشيع والمتشيعين، وأمام السحرة والمشعوذين. وهؤلاء كلهم ترتعد فرائصهم حين سماع صوتك المدوي في الشريط. وصدق النبي الكريم إذ يقول:(وجعلت الذلة والصغار على من خالف أمري)؛ بل رب العزة والجلال يقول: (ومن الذين قالوا إنا نصارى أخذنا ميثاقهم فنسوا حظًّا مما ذكروا به فاغرينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة وسوف ينبئهم الله بما كانوا يصنعون)[المائدة: 14].
بل هذه كتبك التي انتشرت في الآفاق وأصبح كثير من أهل
التأليف والتصنيف يحيلون عليها ويرجعون إليها، فهذا يقول: صححه الوادعي في كتاب (الشفاعة) وهذا يقول: وقد تكلم الوادعي على هذه المسألة في كتابه القيم في " القدر "، وهذا يشير في درسه في العقيدة إلى كتبكم، وهذا في مجال الدعوة إلى الله وذكر الفرق والجماعات المخالفة؛ بل هذا " الجامع الصحيح " الذي يدل على فقهكم وعلمكم وهذه التبويبات القيمة في هذا الكتاب التي تذكر قارئها يتبويبات (1) أبي عبد الله البخاري في " صحيحه " والله إن ما أقول هو الحق وإننا نحن أنفسنا نستفيد في دروسنا العامة والخاصة في ذلك وندعو لكم بالليل والنهار على فضلكم علينا وعلى الناس.
ولعل هذا من ضمن أسباب حفظ الله لكم؛ فكم من قائم لله في الليل يدعو لكم، وكم من شيخ وعجوز يمدان أيديهما أوقات الإجابة ولا ينسيانكم، ليس هذا وفقط بل هذا طالب في مصر يدعو لكم، وهذا في أندونيسينا.
وهذا في الشرق وهذا في الغرب يدعون لكم بالخير والعافية والحفظ والكلاءة من الله رب العالمين.
واعلم أن من ضمن أسباب حفظ الله لكم الإيمان واليقين اللذين تحملونهما في صدوركم (إن الله يدافع عن الذين آمنوا)[الحج: 38](وكذلك ننجي المؤمنين)[الأنبياء: 88].
(1) كذا في الأصل، والصواب: بتبويبات. كما هو ظاهر العبارة. أبو عمر
ومنها أيضًا فعلك للخير وقد جاء عن النبي الكريم عليه وعلى آله الصلاة والتسليم أنه قال: (فعل الخير يقي مصارع السوء) أخرجه ابن أبي الدنيا في " قضاء الحوائج " وصححه الألباني في " صحيح الجامع "(4226) وكم من فعل للخير قد عملتموه؛ فهذا مسجد يذكر فيه اسم الله ويعلَّم فيه القرآن والسنة وأنتم سبب في بنيانه.
وهذه بئر يشرب منها ابن السبيل بسبب توجيه منكم إلى أهل الخير.
وهذا طالب يعلم الناس الخير وهو حسنة من حسناتكم، فكيف لا يحفظكم رب الله (1) وأنتم على هذا الخير والفضل العميم وعلى الصراط المستقيم، (والذين يمسكون بالكتاب وأقاموا الصلاة إنا لا نضيع أجر المصلحين) [الأعراف: 170] (إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون)[النحل: 128](ومن يتق الله يجعل له مخرجًا * ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه)[الطلاق: 3،2].
وفي آخر خطابي هذا أختم بهذه الآية الكريمة التي خاطب الله بها نبيه محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (فاستمسك بالذي أوحي إليك إنك على صراط مستقيم * وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون).
[الزخرف: 44،43]
أسأل الله العلي القدير أن يحفظك من كل سوء ومكروه، وأن
(1) كذا في الأصل، والصواب: الله فقط دون كلمة رب. كما هو ظاهر العبارة. أبو عمر
يرد كيد أعدائك وشانئيك، وأن يرفع درجتك في المجتهدين، وأن يحشرك يوم الدين مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.
وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وعلى صحابته الأكرمين والحمد لله رب العالمين.
تلميذكم البار بكم أبو عبد الله صالح بن عبد الله الفقير
اللودري المسكن البيضاني الأصل السلفي المنهج