المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ماذا رأيت في دماج - الباعث على شرح الحوادث

[مقبل بن هادي الوادعي]

الفصل: ‌ماذا رأيت في دماج

‌ماذا رأيت في دماج

؟!

بقلم: أبو سليمان القطري.

(إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. أما بعد

) (1).

(فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهُدى هدى محمَّدٍ صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل

بدعة ضلالة) (2).

_ لقد سمعت منذ فترة بدعوة الشيخ مقبل بن هادي الوادعي _ حفظه الله في اليمن، لكن لم يكن عندي تصوّر كاملٌ عنها،

(1) هذا الاستفتاح هو مختصر خطبة الحاجة التي كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يبدأ بها خطبهُ وهي سنة هجرها كثير من الخطباء والدعاء. وثبت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه ذكرها هكذا مختصرة دون ذكر الآيات كما في (صحيح مسلم)(ح/868)، وانظر نص خطبة الحاجة المطولة وتخريجها رسالة (خطبة الحاجة) للعلامة الألباني.

(2)

أخرجها مسلم (ح/867) من طريق جعفر بن محمد بن أبيه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه.

ص: 101

فكنت أظن أنَّ كل ما هناك أن شيخًا يلقي بعض الدروس ويؤلف بعض الكتب. وحوله بعض الطلبة وانتهى الأمر؟!

هكذا كان تصوِّري في البداية.

لكن لما بدأت أسمع بعض أشرطة الشيخ، وهو يتكلم عن دعوته وانتشارها، وعن طلبته وجهودهم، شعرت في نفسي أن الصورة أكبر مما كنت أظن.

فأخذت أسأل وافتش عمَّن ذهب إلى هناك، فلقيت بعضهم وجلست معهم، ولكن للأسف الشديد لم ينقلوا الصورة كما يجب، بل خوَّفوني وثبطوا من عزمي من حيث لا يشعرون!!

فقد كان أكثر حديثهم أن الوضع هناك فيه صعوبة ومشقة، وقلة طعام

وعدم وسائل الرفاهية

و

و

وذكروا أشياء كلها من هذا القبيل، على أن كثيرًا مما نقلوه مبالغ فيه، ولم ينقلوا شيئًا يُذكر عن الصورة المشرقة!!؟

فشعرت أني لن أستطيع أن أقف على حقيقة الأمر إلا إذا رأيت بعيني، وأقطع طريق الوسائط والرواة فهم يزيدون ويُنقصون في الأخبار!!؟

وكنت قد قرأت بعض الأحاديث التي جاءت في فضل أهل اليمن، وها أنا ذا أذكر بعض هذه الأحاديث:-

ص: 102

1 -

عن أبي هريرة _ رضي الله عنه _ عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: (أتاكم أهلُ اليَمَنِ، هم أرَقُّ أفئدةً، الإيمانُ يمانٍ، والفقهُ يَمانِ، والحكمة يمانِيّة، والفخُر والخيلاءُ في أصحاب الإبل، والوقار في أصحاب الغنم) متفق عليه.

2 -

عن ابن عمر _ رضي الله عنهما _ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (اللهم بارك لنا في شامِنا، اللهم بارك لنا في يمننا)، قالوا: يا رسول الله: وفي نجدنا، قال:(اللهم بارك لنا في شامنا، اللهم بارك في يمننا)، قالوا: يا رسول الله وفي نجدنا، قال:(هناك الزلازل والفتن وبها يطلع قرن الشيطان) أخرجه البخاري.

3 -

عن ابن عباس قال: بينما النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إذ قال: (اللهُ أكبر، اللهُ أكبرُ، جاء نصرُ اللهٍ، وجاء الفتح ُ، وجاء أهل اليمن، قوم نقيةٌ قلوبهم، لينة [طاعتهم] الإيمان يمانٍ والفقه يمانٍ، والحكمةُ يمانِيّة)(1).

فعقدت العزم على السفر إلى الشيخ، وكان ذلك فعلًا، فقد سافرت إليه في آخر ذي القعدة من عام 1418 هـ والحمد لله.

(1) رواه ابن حبان في (صحيحة)(16/ 287)(ح 7298)، والطبراني في (الكبير) (ح 11903) (11904) وقال الهيثمي في (المجمع) (9/ 23): رواه الطبراني في (الكبير) و (الأوسط) بأسانيد، وأحد أسانيده رجاله رجال الصحيح.

ص: 103

وجلست عند الشيخ قرابة الشهر، فرأيت أمرًا مدهشًا مذهلًا!! ورأيت صورة عجيبة لم أكن أظنُّ أنه بقي في زماننا شيء منها.

صورة طيبة مشرقة جميلة، مليئة بالعلم والدعوة إلى الله والأخوة والصحبة ففرحت أشد الفرح.

ولكن أحزنني أشد الحزن أن كثيرًا من الشباب السلفي وطلبة العلم خاصة، وبصورة أخص أهل الخليج، ليس عندهم تصوّر لحجم الجهود التي بذلها الشيخ وطلابه في الدعوة والتعليم، وكذلك حجم الثمار التي جنوها والحمد لله

فبالتالي لاقت هذه الدعوة المباركة التقصير في النصرة والتأييد والمساعدة، فلم تُعْطَ حقها ولم يُعرف قدرها. فالله المستعان.

- فلذلك رأيت من الواجب عليَّ وقد اطلعت على ما لم يطلع غيري عليه وشاهدت ما لم يقف غيري عليه، أن أنقل شيئًا من الصورة والوضع عند الشيخ، حتى تُجلَّى الحقائق ونصرة لدعوة الحق، ولبثِّ روح العزيمة والنصرة والتأييد لإخواننا.

نسأل الله الإخلاص والصدق.

دَمَّاج: قرية صغيرة من قرى مدينة صعدة، جنوب اليمن (1)، تحفُّها الجبال من كل نواحيها، وتزينها أشجار الرمان والعنب والتفاح والبرتقال، وجوها معتدل، وبارد شتاءً لا تعرف الحر أبدًا ولا

(1) كذا في الأصل ولعله يقصد شمال اليمن. أبوعمر

ص: 104

المكيفات، وهي قرية الشيخ الذي تربى فيها، ومنها بدأت دعوته، ومازال فيها إلى الآن.

بداية المسيرة: بدأ الشيخ الإمام المجدد للدين الذاب عن سنة سيد المرسلين والراد على أهل البدع والمعتدين: العلَّاّمة المحدّث مقبل بن هادي الوادعي _ حفظه الله _ بدأ الشيخ دعوته إثر رجوعه من الجامعة الإسلامية وحده، واليمن كلها تضجُّ بالرفض والتشيع والتصوّف والشيوعية، وكل بدعة وضلالة، فصبر الشيخ وحده ملتجئًا إلى الله، متسلحًا بالعلم الشرعي، ملتصقًا بسنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم معظمًا لها عاملًا بها، وأخذ في فتح الدروس العلمية، وشَرْح المتون العلمية في العقيدة والفقه والحديث واللغة وغيرها، فبدأ الطلبة يفدون إليه، يشدهم حب السنة والحق، فلم يمرَّ عليه وقت يسير حتى التف حوله الأنصار والمحبون، يغترفون من بحر علمه ويبثونه في الناس وبين القبائل، فانتشر الوعي والعلم والسنة ، واستطاع بفضل من الله أن يقلب اليمن - في أكثر مناطقها - من التشيع والجهل والخرافة إلى السنة والتمسك بها في أقل من 15 سنة؟!.

دعوة الشيخ ومنهجه: الشيخ يسير على منهج السلف في كل أموره علمًا وعملًا وعقيدة وسلوكًا معظّم لعلماء الدعوة السلفية

ص: 105

المتقدمين والمتأخرين منهم، ناصحًا بقراءة كتبهم كابن حنبل وابن تيمية وابن عبد الوهاب والألباني وابن باز وغيرهم، وكان لأسلوب الشيخ في الدعوة إلى الله جعل له أكبر الأثر في قلوب الناس فتجرده عن التعصب وتحريه للدليل الصحيح، وأخذه بما يترجح عنده، أثر في الناس أيما تأثير، وهو صادع بالحق، لا يبالي بلوم اللائم، بشوشٌ مرحٌ دائمًا، جادٌّ صادق، يغضب ويحتدَّ عندما يُخَالَف أمر الله ورسوله، وهو محبٌّ لطلبته، مخالط لهم، يعرف كثيرًا منهم، وينظر في مشاكلهم وأمورهم وتساؤلاتهم فيوجههم ويرشدهم.

ولم يقصر الشيخ دعوته على قريته (دمّاج)، بل كان يخرج إلى القبائل والمدن يدعوهم فيخطب ويعظ ويفتي ويحذر وينذر، ويوعد ويتوعد، وقد أوتي أسلوبًا مؤثرًا يشدُّ شدًّا فاحبّه الناس وناصروه، فما يسمع الناس بقدوم الشيخ إلى مدينتهم أو قريتهم إلا وتجمعوا بالآلاف حتى لا يكفيهم أكبر المساجد.

دروس الشيخ: كانت دروس الشيخ ولا تزال مستمرة طوال العام، لا تعرف العُطل والإجازات لا في جمعة ولا في عيد ولا في رمضان ولا في غيرها، وهو دؤوب لا يعرف الكلل ولا الملل والكسل، فشرح الكثير من الكتب والمتون في مختلف الفنون في العقيدة والفقه والحديث والنحو

وغيرها من العلوم.

ص: 106

* أما الآن فالشيخ مقتصر على " تفسير ابن كثير " و " صحيحي البخاري ومسلم وصحيح الدلائل له "،

و" المستدرك "، و" غارة الفصل له "، وبعض الدروس التوجيهية في الدعوة والمنهج.

ويركز الشيخ كثيرًا على علمي مصطلح الحديث والنحو، وهو آية من آيات الله فيهما، مع إلمامه بجملة لا يستهان بها في بقية العلوم، وله مشاركات قوية فيها - والشيخ يختبر طلبته دائمًا، فلا يكاد يمر درسٌ من دروس الشيخ إلا وتراه يسأل عدد غير قليل من طلابه.

علم الرجال والعلل: لقد برز الشيخ أيما بروز في علم الرجال والعلل، فهو يكاد يحفظ أكثر رجال الصحيحين بأسمائهم وكُناهم وألقابهم وبلدانهم وطبقاتهم وغير ذلك، بل وكثير من تواريخ هؤلاء الرجال وقصصهم، فلا تملك إلا أن تقف مشدوهًا من قوة حافظة الشيخ وسعة اطلاعه.

* أما علم الجرح والتعديل وعلم العلل فهو آية من آيات الله في ذلك، فعند الشيخ دقة نظر واستنباط غير عادية، وحدة فهم وربط بين الأحاديث شيء عجيب، أضف إلى ذلك طول باعه في الممارسة العلمية التطبيقية لقواعد هذا الفن، وهذا أكسب الشيخ خبرة قوية في هذا الفن قلَّ أن يوجد له نظير مثله.

ص: 107

* وبحكم اشتغال الشيخ في علم الجرح والتعديل أصبح عنده ملكة قوية فيه، فهو يُعَدُّ حقًّا من علماء الجرح والتعديل في هذا الزمان، فقلَّما يتكلم في رجل من المعاصرين جرحًا أو تعديلًا إلا جاء كلامه فيه حقًّا وصدقًا، ورأيت صدق ما قال عيانًا، ولا أدَّعِ له العصمة، لكن هذا هو الواقع، ومن أراد أن يتأكد من صدق ما أقول فليقارن أقواله في الرجال المعاصرين من أهل الأهواء والأحزاب، بأقوال العلماء الكبار، ومع هذا لا نقول إن أقواله وحي منزَّل، بل قد يخطئ، لكن الحكم للأغلب الأعم لا ما شذَّ ونَدّ.

الشيخ وإنكار المنكر: لقد أوتي الشيخ قوة قلب على نحالة جسمه، فهو يصدع بالحق ولا يبالي، ويتكلم في المنكرات بشتى صورها وأنواعها، ويحذر منها ومن دعاتها، بدءًا بالشرك ودعاته وانتهاءً بالمعاصي والذنوب.

فيتكلم في البدع والشركيات بأنواعها وتفاصيلها ولا يلتفت إلى إرضاء معتنقيها ويهجم على الحزبية ودعاة الفتنة بكل قوة ولا يهاب أحدًا إلا الله.

وهكذا الفواحش والسفور والدعارة وصور الفساد.

فتراه ينفعل، ويحتد، ويعلو صوته، ويحمرَّ وجهه ويصرخ، ويضرب الطاولة بقبضته وهو يتحدث ويحذر.

ص: 108

* وهو حفظه الله نقَّاد للكتب والمقالات المخالفة للكتاب والسنة وفهم سلف الأمة فيتكلم فيها ويبين زيفها ودخنها، ويكشف عوارها وفسادها، وذلك كله بمنهج علمي متين، واستدلال قوي صحيح، وهذا كله منثور في كتبه وأشرطته حبذا لو تفرغ لها طالب علم يجمعها.

* ولقد أوتي الشيخ أسلوبًا قويًّا على بساطته في الخطابة والكلام، فهو أبعد الناس عن التكلف والتشدق في الكلام، فلم أرَ أحداً ممن جلست عنده أو حضرت بين يديه أوتي أسلوبًا في التحذير من المنكرات والتنفير عنها مثل الشيخ، حتى إن المرء ليجد أثر كلمات الشيخ ترسم وتطبع على القلوب مباشرة، وهذا مشاهد ومحسوس لمن سأل تلاميذه وطلابه وشاهدهم وعاش معهم فترة.

خصوم الشيخ: شجاعة الشيخ وصدعه بالحق، ورده على كل الأحزاب والجماعات والفرق من شيعة، وصوفية، وإخوان، وأصحاب الجمعيات وغيرهم؛ جعل للشيخ خصومًا كثر، فقد فضحهم الشيخ بردوده ومحاضراته وكتاباته القوية فاستشاطوا غيظًا، وماتوا كمدًا، فلم يستطيعوا أن يردوا على الشيخ، لأن الحق لا يُهزم، فاتخذوا أسلوبًا جديدًا في الحرب، وهو الترويع والتصفية الجسدية.

ص: 109

* فقد حاولوا اغتيال الشيخ مرارًا، آخرها في عدن عندما وضعوا للشيخ لغمًا في المسجد الذي يحاضر فيه، لكن باؤوا بالفشل، وانفجرت القنبلة في الشخص الذي وضعها ومات بسببها (1).

* وحاول الخصوم أن يعتدوا على تلاميذ الشيخ أيضًا، فالشيخ: أبو الحسن المآربي _ حفظه الله _ قد وجَّه أحد الحاضرين له في محاضرة مسدسًا، وكاد أن يطلق النار عليه، لولا عناية الله الذي نجَّاه.

وكذا مؤخرًا في آخر ذي الحجة من عام 1418هـ وضعوا لغمًا _ عبوَّة ناسفة _ في مسجد الخير _ مسجد السلفيين بصنعاء العاصمة _ في صلاة الجمعة والناس خارجون من المسجد فمات 4 وجرح 26.والله المستعان.

لكن هذا لم يزد الشيخ والدعوة إلا قوة وثباتًا، فقد قال الشيخ بعد انفجار عدن الأخير:(اقتلوا (مقبلًا) فهناك اليوم ألف ألف مقبل) يقصد تلاميذه الذين رباهم. ومن أشد خصوم الشيخ الحزبيين وأصحاب الجمعيات فهم لا يدخرون وسعًا في إفساد دعوة الشيخ. والله المستعان.

(1) بعد رجوع الشيخ من انفجار عدن سالمًا إلى دماج أخرج شريطين بعنوان (قل موتوا بغيظكم) بيَّن فيه حقيقة الانفجار ومن كان وراءه، وللشيخ محمد الإمام شريط مهم في هذا الحادث ولشاعر الدعوة (أبو رواحة) قصيدة في قضية التفجير بعد رجوع الشيخ سالمًا سماها (قل موتوا بغيظكم) وهي موجودة في ثنايا هذا الكتاب.

ص: 110

كتب الشيخ وأشرطته: الشيخ حفظه الله له باع طويل في التأليف والكتابة صبور فيها، ذو جلد ونشاط، وتتبع للمسائل وجمعها من جميع جوانبها، لا يمل ولا يكل، وقد أكرمه الله تعالى بتأليف مجموعة كبيرة وقيمة من الكتب لا تسع هذه العجالة لتعدادها لكن أذكر أهمها:

ففي الحديث:

1 -

(الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين) مجلدين مطبوع.

2 -

(الجامع الصحيح) 6 مجلدات مطبوع.

3 -

(الصحيح المسند من دلائل النبوة) مجلد مطبوع.

4 -

(الصحيح المسند من أسباب النزول) مجلد مطبوع.

5 -

(تتبع أوهام الحاكم في المستدرك التي سكت عليها الذهبي) 5 مجلدات مطبوع مع (المستدرك).

6 -

(أحاديث معلة ظاهرها الصحة) مجلد مطبوع.

7 -

(رجال الحاكم) تحت الطبع.

العقيدة:

1 -

(الجامع الصحيح في القدر) مجلد مطبوع.

2 -

(الشفاعة) مجلد مطبوع.

الردود:

1 -

(قمع المعاند) مجلد مطبوع.

ص: 111

2 -

(المصارعة) مجلد مطبوع.

3 -

(إرشاد ذوي الفطن لإبعاد غلاة الروافض من اليمن) مجلد مطبوع.

4 -

(رياض الجنة في الرد على أعداء السنة ومعه الطليعة في الرد على غلاة الشيعة) مجلد مطبوع.

5 -

(الإلحاد الخميني في أرض الحرمين) غلاف مطبوع.

الفتاوى: (إجابة السائل على أهم المسائل) مجلد مطبوع.

آخر مؤلفات الشيخ:- (نشر الصحيفة في ذكر الصحيح من أقوال أئمة الجرح والتعديل في أبي حنيفة) مجلد في (400) صفحة مطبوع.

أشرطة الشيخ: للشيخ محاضرات ودروس كثيرة جدًّا، لا يحصيها إلا الله، فمنذ بدأ دعوته وهو يخطب ويحاضر ويدرس، وأكثر دروس الشيخ ومحاضراته لا تسجَّل، والذي سُجِّل شيء قليل، ولا يُذكر بالنسبة لما لم يسجَّل، ومع هذا ففيما سُجِّل الطيب الكثير والخير الوفير، على أن أكثر الأشرطة تسجيلها ضعيف وغير واضح لأنهم لا يملكون الأجهزة الحديثة في التسجيل.

فمن أشرطة الشيخ: * شرح الباعث الحثيث 24 شريطًا.

ص: 112

1 -

دعوة الشيخ مقبل بن هادي الوادعي باليمن شريطين.

2 -

الأسئلة البريطانية وكشف أباطيل جمعية إحياء التراث الحزبية.

3 -

أسئلة شباب أبو ظبي.

4 -

الأسئلة الخمسينية.

5 -

فتاوى الشيخ مقبل بن هادي بصنعاء.

6 -

الأسئلة الأندونيسية.

7 -

أسئلة تهم النساء.

8 -

عمائم على بهائم ...... وغيرها كثير.

ومن آخر أشرطة الشيخ: (قل موتوا بغيظكم) شريطين.

(إجابة علامَّة اليمن على أسئلة نساء عدن).

انتشار دعوة الشيخ: إن الناظر لآثار دعوة الشيخ، وقبول الناس لها، وانتشار صدى دعوته في شتَّى أقطار الأرض ليعجب أشد العجب، كيف استطاع الشيخ نشر دعوته بهذه القوة والثبات، وكيف وجدت هذه الدعوة طريقها إلى القلوب، فدعوة الشيخ جذبت قلوب الشباب من كل القارات، حتى بلاد الكفر كأمريكا وبريطانيا، والذي يثير العجب حقًّ، أن الشيخ كان في قريته شبه معزول عن العالم، فقريته تقع بين الجبال بعيدًا عن المدينة، وليس عند الشيخ وسائل اتصالات حديثة، ولا شبكات إعلامية أو

ص: 113

دعائية، وليس عنده من المال والدنيا ما يجلب به حب الناس، فليس عنده قناة فضائية، ولا إذاعة ولا محطَّة، ولا حتى مجلة تصدر من مركزه، ولا نشرات ولا شيء من وسائل التعريف المادية، كل الذي يعرفه الشيخ هي دروس العلم وحلقاته وتربية الشباب، وكتب الحديث وغيرها، والدعوة الفردية، وأنا أظن أن الذي جمع له قلوب الناس هو صدقه وإخلاصه في دعوته _ أحسبه هكذا والله حسيبه _ فليست الوسائل المادية هي كل شيء، وإنما عناية الله وإرادته هي النافذة، وإذا شاء تعالى شيئًا هيَّأ له الأسباب.

صحة الشيخ: الشيخ والحمد لله بصحة جيِّدة إلى حدٍّ ما، لكن مرض الشيخوخة بدأ يدب في جسده، ويوهن من قواه، فالشيخ الآن قد جاوز الستين من عمره، وقد أمضى حياةً شاقَّة مرهقة في طريقه النيِّر في الدعوة والعلم والتعليم وهو مع هذا ما زالت همة الشباب والنشاط والحيوية واضحة عليه، ونسأل الله أن يَمُدَّ في عمره وأن يمتعه بالصحة والعافية.

مركز الشيخ: (دار الحديث بدماج):- وهو عبارة عن مجمَّع يضم:

1 -

مكتبة كبيرة لا بأس لها: وبها غرفة فيها كمبيوتر وآلة طابعة لصف الكتب وطبعها.

ص: 114

2 -

غرفة كبيرة لاستقبال الضيوف والوافدين.

3 -

بيت الشيخ وسكنات الطلاب بقسميه (العزاب والمتزوجون).

4 -

المسجد بدوريه العلوي والسفلي.

5 -

دكاكين صغيرة ومطاعم صغيرة متواضعة.

6 -

مطبخ لتجهيز الطعام للطلاب.

ملتقى عالمي:- تعجب حقًّا حين ترى تلاميذ الشيخ قد وفدوا من كل أقطار الدنيا، تركوا الدنيا خلفهم وجاؤوا طلبًا للعلم ورغبة فيه، فهو بحق ملتقى عالمي لشباب مسلم _ يبحث عن معرفة دينه _ ليس له نظير على الإطلاق فترى شبابًا من بريطانيا!!، ومن أمريكا!! ومن أندونيسيا!! ومن الصومال!! ومن أستراليا!! ومن السودان!! والمغرب العربي!! ومن الشام!! و

و

غيرها من البلاد، ومن الملاحظ أنه لا يكاد يوجد من أهل الخليج أحد!!!؟؟

التآلف والأخوة: وتجد هؤلاء الشباب _ ماشاء الله _ الابتسامات تملأ وجوههم والترحيب والإكرام، وتسابقهم على الضيافة والتعاون والتساعد فيما بينهم وخفض الجناح واللين واللطف مايسر ويبهر حقًّا.

السنَّة: في دمَّاج السنة ظاهرة بارزة، وحرص الشباب على التوحيد والعقيدة والتحذير من البدع والحزبية غير خافٍ أبدًا، وكذا

ص: 115

تقيّدهم بالسنة وما ثبت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فالسنة والسلفية معزَّزة منصورة، فلا تكاد ترى مخالفة لسنة، ولا انتصارًا لبدعة، فليس لأهل البدع والحزبيين والخرافيين مكان في دماج.

الفتن: أستطيع أن أقول: إن الفتن في دماج (معدومة)، فلا شرك ولا بدعة ولا نساء متبرجات ولا غناء ولا منكرات ولا فساد، إنما أمن وأمان، وكل ما تسمعه القرآن والسنة وعلومهما، وكل ما تراه هو السنة وتطبيقها، والالتزام بها والعض عليها، فالبدع مقهورة، والحزبية مهزومة مدحورة.

علم الحديث ورجاله في (دماج): لم نكن نسمع شيئًا عن علم الأسانيد، وما كنَّا نظن أن هناك من يحفظ الأحاديث بأسانيدها، أو يعرف أسماء الرجال ويحفظها حتى رأيت الشيخ وتلاميذه، فرأيت عجبًا، فليس معرفة الأسانيد وحفظها خاص بالكبار، بل وحتى الصغار!!!!

فتجد الصغار ولم يتجاوز عمر أحدهم 9سنوات وهو يحفظ الأحاديث بأسانيدها وتخريجها، فيقوم أحدهم أمام الشيخ ويهز الأحاديث من حفظه هزًّا!! وليس هذا أمرًا مستغربًا أو حالة شاذة، بل عشرات الأطفال على هذا المستوى وهم في تنافس دائم بين يدي الشيخ!!!

ص: 116

* ولا تعجب إذا ذكرت حديثًا أن ترى الأبصار كلها تلتفت إليك، ومن ثَمَّ يسألونك (من صحابيَّه؟ ومن أخرجه؟ وما حاله؟) هكذا، دائمًا وأبدًا لا يسمحون بمرور حديث على أسماعهم إلا وطالبوك بصحة الحديث ومخرِّجه، هكذا غرس الشيخ في نفوس طلبته، فجزاه الله خيرًا.

الحفظ: الحفظ في دمّاج شيء عجيب، وأمر غريب، فليس عجبًا أن ترى كثرة يحفظون " عمدة الأحكام "، بل و " بلوغ المرام " و " رياض الصالحين "!! بل حتى " الصحيحين "، فإن الحفظ في دماج يصبح ملكة طبيعية في مثل هذا الجو العلمي الزاخر، وفي هذه البيئة الخالية من الشواغل.

الزهد والبساطة:- ترى الشيخ وطلابه من أبعد الناس عن الدنيا والتطلع إليها فهم زاهدون فيها، فرحون بما هم فيه من العلم والدعوة، على قلة ذات اليد، لا يبغون عمَّا هم فيه صرفًا ولا تحويلًا، قد ألفوا شغف العيش وأخسنه (1) وتعلموا الصبر والصمود في أقسى الظروف، لا يثنيهم عن ترك ما هم فيه جوع ولا فقر، ولا نقص نفقة أو مال، بل همَّهم العلم والدعوة، ويكابدون من أجل ذلك التعبَ والجهد والمشقة، لكنه بالنسبة لهم أحلى من العسل؛ فقد خالط العلم والتعليم قلوبهم فوجد فيه مستقره.

(1) كذا في الأصل، والصواب: أخشنه. كما هو ظاهر العبارة. أبو عمر

ص: 117

شقائق الرجال: هذه الدعوة المباركة والخير ليس قاصرًا على الرجال فحسب، بل حتى النساء عند الشيخ لهن نصيب كبير، فللنساء مكان خاص في دروس الشيخ يسمعن المحاضرات والدروس، وبنت الشيخ الصغرى طالبة علم محدِّثة لها كتب في الأحاديث، وتحكم عليها صحة وضعفًا، بالإضافة إلى الدروس المستمرة بينهنَّ في الفقه والعقيدة والحديث واللغة وغيرها، تقوم به بعض الطالبات البارزات، بل لبعضهنَّ كتابات في الرد على الحزبيين وأصحاب الجمعيات وأهل البدع وأصحاب السياسات الفاسدة!!!

بل أقبلت النساء في كثير من أراضي اليمن على دعوة السلفيين وأحبوها ونبذوا البدع والخرافات فلله الحمد والمنَّة.

النفقات والمصاريف: - الحياة عند الشيخ غير مكلفة فـ (100) دولار تكفي الطالب في مركز الشيخ شهرًا كاملًا وزيادة إذا لم يكن الطالب من المبذرين. والشيخ يقوم بالنفقة على طلبة العلم من أموال الصدقات والمتبرعين لكنها قليلة لا تسد حاجة المركز والطلبة، والشيخ متعفف، قنوع، عزيز النفس، لا يمد يده لأحد فهو يتكفل بطعام الطلبة في كل الوجبات، ويعطي المتزوجين مصروفًا شهريًّا بالإضافة إلى مصاريف الكهرباء والأجهزة وما يحتاجه المركز مما يتطلب أموالًا كثيرةً؛ وللأسف الشديد أن دعوة الشيخ لم تلق دعمًا بالحجم المطلوب، خاصة من إخوانهم أهل الخليج، لا من الناحية

ص: 118

المادية، ولا من الناحية المعنوية، حتى بخل الكثير بالسؤال عن الشيخ ودعوته، أو استفتاء الشيخ وطلب مشورته في أمور الدعوة!!! والله المستعان.

طلبة الشيخ في (دماج):- عند الشيخ ما يقرب من (1500) ألف وخمسمائة طالب متفرغين ثابتين عند الشيخ، ملازمين له لا يفارقون دروسه، ومنهم (300) أسرة _ والبقية عزاب؛ وسكان (1) المتزوجين مستقل منفصل تمامًا عن سكن العزاب.

- وبيوتهم متواضعة غالبها من طين، ليس فيها وسائل الرفاهية، فسقفها جذوع الأشجار، وبعضها فيها كهرباء _ خاصة المتزوجين _ والبعض الآخر بالسرج التي توقد بالغاز.

فبيوت العزَّاب عبارة عن غرف صغيرة، وفيها حمام ومطبخ متواضعَين، تبلغ تكلفة الغرفة تقريبًا (450 - 550) دولار.

وعدد غرف العزاب (150) غرفة والبقية ليس عندهم غرف فهم ينامون في المسجد أو في صالة كبيرة في الدور الأرضي!! والله المستعان.

* أما في الصيف فيزداد عدد الطلبة إلى (5000) خمسة آلاف وزيادة!!!

طلبة الشيخ وأنصاره في سائر اليَمن:- يُقدَّر عدد الذين درسوا على يد الشيخ بما يزيد على (00و100)(2) مئة ألف طالب علم، وهذا

(1) كذا في الأصل، والصواب: سكن. كما هو ظاهر العبارة. أبو عمر

(2)

كذا في الأصل، والصواب (000و100). كما هو ظاهر العبارة. أبو عمر

ص: 119

ليس مبالغة (1)!!

وبرز منهم عدد غير قليل، وتعجب من قوتهم في العلم وحدة ذكائهم وإقبالهم على العلم بَنَهمٍ وشَرَهٍ ليس له نظير!!

* أما أنصار الشيخ ومحبيه فأكثر من أن يُحصوا، فلا تذهب إلى قرية من القرى، ولا تقلب حجرًا في سفح جبل أو في بطن وادي إلا وجدت لدعوة الشيخ أثرًا ووجدت من طلبة الشيخ وأنصاره ومحبيه من يدعو إلى السنة، ويحارب من أجلها ويدافع عنها.

بعض طلاب الشيخ البارزين: لقد ربى الشيخ جيلًا كاملًا، بل أجيال، ورباهم تربية علمية صحيحة، متدرجًا معهم في العلوم بدءًا بصغار العلم قبل كباره، فكان من الطبيعي أن يبرز من بين هذا الجمع الغفير (نخبة) يحملون عبء هذه الدعوة ويسيرون في الطريق نفسه، فكان من بين هؤلاء:-

1 -

الشيخ المحدِّث المربِّي: مصطفى بن إسماعيل، أبو الحسن المصري ثمَّ المآربي قال عنه الشيخ مقبل:(قائم بمركز علمي بمأرب وتآليفه وتحقيقاته تدل على تبحّرِه في علم الحديث، فله المؤلفات القيِّمة) اهـ. ومن أهم مؤلفاته وأعظم كتبه: " شفاء العليل في ألفاظ الجرح والتعديل " فهو فريد في بابه، ومركزه به أكثر من (150)

(1) أفادني بهذه العدد جملة من طلاب الشيخ الملازمين له سنوات، والذين طافوا أكثر مناطق اليمن ورأوا والتقوا بكثير من طلاب الشيخ وشاهدوا تجمعاتهم ونشاطهم.

ص: 120

طالب متفرغ لطلب العلم والبحث والتحقيق من مختلف الجنسيات، ينفق عليهم من صدقات أهل الخير.

وله الآن سلسلة فتاوى تصدر كل شهرين فيها من التحقيقات الفقهية والحديثية والمنهجية ما تُشدُّ إليه الرحال، وعنده مكتبة كبيرة موقفها على طلبة العلم وهو جزاه الله خيرًا رادٌّ على أهل البدع مؤصِّلٌ لقواعد أهل السنة، وله أشرطة كثيرة في نصرة السنة وغيرها من المواضيع.

2 -

الشيخ الداعية الخطيب: محمد بن عبد الله، أبو نصر الريمي، الملقب بـ (الإمام): قال عنه الشيخ مقبل: (مركز علمي بمَعْبَر، قد تخرج على يديه طلبة علم، وهو _ حفظه الله _ قائم بالتعليم والدعوة إلى الله) اهـ.

وعنده ما يقرب من (500) طالب علم متفرغ للتعلم والدعوة إلى الله. وله مؤلفات أشهرها كتابه (تنوير الظلمات بكشف مفاسد وشبهات الانتخابات) يقع في (250) صفحة من القطع المتوسط.

3 -

الشيخ الداعية المحقق: محمد بن عبد الوهاب الوصابي العبدلي، أبو إبراهيم، قال عنه الشيخ مقبل:(الداعية إلى الله، الزاهد الصابر، المتقن في تحقيقاته وتآليفه) اهـ. وقال عنه أيضًا: (أصبح _ حفظه الله _ مرجعًا يُعتمد على فتاواه وأقواله، وذلك من فضل الله عليه) اهـ.

ص: 121

وله محاضرات وخطب قيمة مفيدة.

4 -

الشيخ الداعية الواعظ المؤثر (خطيب أهل السنة): عبد الله بن عثمان الذماري أوتي أسلوبًا عجيبًا في الوعظ والخطابة، فقلما يخطب في موضوع من مواضيع الرقائق أو اليوم الآخر، أو القبر إلا ورأيت المسجد كله يضج بالبكاء، والنحيب، قال عنه الشيخ مقبل:(عبد الله بن عثمان الذماري، خطيب أهل السنة، بل لا أعلم واعظًا في اليمن يماثله، ويمتاز عن غيره من الواعظين، بتقيِّده بكتاب الله والسنة الصحيحة) اهـ.

5 -

شاعر الدعوة: أبو رواحة، عبد الله بن عيسى الموري، الشاعر الشاب المفوَّه، محبٌّ للشيخ جدًا، ومدافعٌ عن السلفية ورادٌ على الحزبيين والطاعنين في الشيخ ودعوته بقصائد كثيرة قويَّة وموزونة.

وله قصيدة رائعة في الدفاع عن الشيخ ربيع بن هادي المدخلي _حفظه الله (1) _ وقد أنهى مؤخرًا قصيدته الألفية _ ألف بيت _ في الدفاع عن السلفية والرد على الحزبيين وأهل البدع وقد دفعت للطبع قريبًا.

وهناك غير هؤلاء الدعاة كثير، لولا خشية الإطالة لذكرتهم.

(1) في ثنا هذا الكتاب وضعت شيئًا من قصائد شاعر الدعوة (أبو رواحة)

ص: 122