الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحثُ الثامنُ
تخريجُ حَدِيث وَهْبِ بنِ الأسود أو الأسود بن وَهْب - عَلَى خلافٍ في ذلك - والحُكْمُ عليهِ
.
أخرجه:
- ابنُ قانع في مُعجم الصحابةِ (1/ 19 - 20) قَالَ:
حَدَّثَنَا الحسين بن عبد الحميد الموصلي قال: أخبرنا محمد بن عمار الموصلي قال: أخبرنا القاسم - يعني الجرميّ - عن صدقة السّمين، عن أبي معيد حفص بن غيلان، أن وهب بن الأسود حدثه عن أبيه الأسود بن وهب، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:((ألا أنبئك بالذي عسى أن ينفعك الله به))، قلتُ: بلى بأبي وأمي علمني مما علمك الله تعالى، قال:((إنّ أدنى الربا عدل سبعين حوباً، أدناها فجرة اضطجاع الرجل أمه، وإنّ أربا الربا اعتباط المرء المسلم في عرض أخيه المسلم بغير حق)).
وقال ابنُ أبي حَاتِم: ((الأسود بن وهب، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم في الربا سبعون حوبا، روى أبو معيد حفص بن غيلان عن وهب بن الأسود بن وهب عن أبيه)) (1).
2 -
دراسةُ رجال الإسناد:
- الأسود بن وهب، وابنه وهب بن الأسود: اضطرب في تحديد
(1) الجرح والتعديل (2/ 291 رقم 1065).
شخصهما، ويأتي الكلام عليهما في نهاية الكلام على الحديث من هذا المبحث.
- حفص بن غيلان - بالمعجمة بعدها ياء تحتانية ساكنة - أبو مُعَيد - بالمهملة مصغر - وهو بها أشهر، الدمشقي.
وثقه ابن معين ودحيم، وابن حبان وغيرهم، وقال النسائي:((ليس به بأس)) (1)، وقال أبو زرعة:((صدوق)) (2)، وقال أبوحاتم:((يكتب حديثه ولا يحتج به)) (3)، وضعفه إسحاق بن سيار النصيبي، وعبد الله بن سليمان بن الأشعث، والأظهر في حاله ما رجحه ابن حجر بقوله:((صدوق)) (4).
- صدقة السمين هو: ابن عبد الله أبو معاوية أو أبو محمد الدمشقي، جمهور النقاد على أنه ضعيف الحديث، قال أحمد بن حنبل:((ما كان من حديثه مرفوعا فهو منكر، وما كان من حديثه مرسل عن مكحول فهو أسهل، وهو ضعيف جدا)) (5)، وقال أبو زرعة: قيل له - يعني عبد الرحمن بن إبراهيم دحيم -: فما تقول في أبي معاوية صدقة بن عبد الله؟ قال: مضطرب الحديث، قلت له: ضعيف؟ قال: ضعيف (6)، وقال الدارقطني:((متروك)) (7)، وضعفه الذهبيّ، وابن حجر، مات سنة ست وستين ومائة، روى له الترمذي والنسائي وابن ماجة (8).
(1) تهذيب التهذيب (2/ 360).
(2)
الجرح والتعديل (3/ 186 رقم 805).
(3)
المرجع السابق.
(4)
الكامل (2/ 394)، الكاشف (1/ 343)، تقريب التهذيب (ص 174 رقم 1432).
(5)
التاريخ الأوسط (2/ 202)، التاريخ الكبير (4/ 296 رقم 2886)، الجرح والتعديل (4/ 429 رقم 1889).
(6)
تاريخ مدينة دمشق (24/ 25).
(7)
تهذيب التهذيب (4/ 365).
(8)
الكاشف (1/ 502 رقم 2384)، تقريب التهذيب (275 رقم 2913).
- القاسم الجرمي - بفتح الجيم وسكون الراء - هو: ابن يزيد، أبو يزيد الموصلي، ثقة عابد، مات سنة أربع وتسعين ومائة (1).
- محمد بن عمار الموصلي هو: محمد بن عبد الله بن عمار، أبو جعفر البغدادي، ينسب لجده أحياناً، نزيل الموصل ثقة حافظ، مات سنة اثنتين وأربعين ومائتين، روى له النسائي (2).
- الحسين بن عبد الحميد الموصلي هو: أبو علي السدوسي الخرقي، ذكره الخطيب وقال: ((ورحل إلى الكوفة والبصرة وغيرهما
…
روى عنه عامة المواصلة وقدم بغداد وحدث بها)) (3).
- وابن قانع مؤلف "معجم الصحابة" هو: عبد الباقي بن قانع متكلم فيه وفي كثرة ما وقع له من الأوهام في معجمه هذا قال ابن حجر: ((وقال ابن فتحون في "ذيل الاستيعاب": لم أر أحدا ممن ينسب إلى الحفظ أكثر أوهاما منه، ولا أظلم أسانيد، ولا أنكر متوناً، وعلى ذلك فقد روى عنه الجلة، ووصفوه بالحفظ منهم أبو الحسن الدَّارقُطني فمن دونه، قال: وكنتُ سألت الفقيه أبا يعلى - يعني الصّدفي - في قراءة معجمة عليه فقال لي: فيه أوهام كثيرة فإن تفرغت إلى التنبيه عليها فافعل قال: فخرّجت ذلك وسميته "الأعلام والتعريف مما لابن قانع في معجمه من الأوهام والتصحيف")) (4)، وقال الذهبيّ: ((عبد الباقي بن قانع الحافظ قال الدَّارقُطني: كان يحفظ لكنه كان يخطئ ويصر، وقال البرقاني: هو عندي ضعيف، ورأيت البغداديين يوثقونه، وقال أبو الحسن بن الفرات:
(1) تقريب التهذيب (ص 452 رقم 5505).
(2)
تهذيب التهذيب (9/ 236)، تقريب التهذيب (ص 489 رقم 6036).
(3)
تاريخ بغداد (8/ 60).
(4)
لسان الميزان (3/ 383).
حدث بعد اختلاطه قبل موته بسنتين)) (1).
3 -
دراسةُ الإسناد والحكم عليه:
هذا الإسناد ضعيفٌ جداً لعدة علل:
1 -
ضعفُ صدقة السمين، وتقدم قول أحمد بن حنبل:((ما كان من حديثه مرفوعا فهو منكر))، وهذا الحديث مرفوع فهو داخل في كلام أحمد.
2 -
تفرد صدقة السمين بالحديث.
3 -
اضطراب صدقة السمين بالحديث كما سيتضح من خلال عرض بقية الطرق.
4 -
ضعف ابن قانع مؤلف الكتاب.
5 -
ومما يزيد الإسناد وهناً على وهنه أنَّ أحداً من أصحاب الكتب المشهورة لم يروه!.
وأخرجه:
ابن مندة - ذكر ذلك ابنُ حجر في الإصابة (1/ 46) - من طريق محمد بن العباس بن خلف.
وأبو نعيم في معرفة الصحابة (1/ 273) قال: حَدَّثَنَا أبو بكر الطلحيّ، قال: حدثني أحمد بن حماد بن سفيان، قال: حدثني أبو حميد الحمصي، قال: حَدَّثَنَا يونس بن أبي يعقوب العسقلاني.
كلاهما عن عمرو بن أبي سلمة، عن أبي معيد حفص بن غيلان،
(1) المغني في الضعفاء (1/ 365 رقم 3454).
عن زيد بن أسلم، عن وهب بن الأسود، عن أبيه الأسود بن وهب، خال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:((أربى الربا اعتباط المرء في عرض أخيه بغير حقه)) هذا لفظ أبي نعيم.
وفي رواية ابن منده: " عمرو بن أبي سلمة عن صدقة السمين عن أبي معيد".
2 -
دراسةُ رجال الإسناد:
- الأسود بن وهب، وابنه وهب بن الأسود: يأتي الكلام عليهما.
- زيد بن أسلم تقدمت ترجمته (1)،وهو: ثقة عالم، وكان يرسل.
- حفص بن غيلان تقدمت ترجمته قريباً وهو: صدوق.
- وصدقة تقدمت ترجمته قريباً وهو: ضعيف.
- أبوحفص عمرو بن أبي سلمة التنيسي - بمثناة ونون ثقيلة بعدها تحتانية ثم مهملة -، فيه خلاف والأرجح في حاله ما قال ابن حجر:((صدوق له أوهام)) (2)، وقال الذهبيّ:((صدوق مشهور أثنى عليه غير واحد)) (3)، وغلط في أحاديث صدقة جعلها عن زهير بن محمد، قال أبو بكر الطائي: سمعُت أبا عبد الله أحمد بن حنبل - ذكر رواية أبي حفص التنيسي عن زهير بن محمد - فقال: أراه سمعها من صدقة بن عبد الله أبي معاوية فغلط بها نقلها عن زهير بن محمد، قلتُ له: وصدقة بن عبد الله هذا بهذا المنزلة؟ فقال: ذاك منكر الحديث جدا (4)،وقال أيضاً: ((روى
(1) ص: 40 من هذا البحث.
(2)
تقريب التهذيب (ص 422 رقم 5043).
(3)
ميزان الاعتدال (5/ 318).
(4)
تاريخ مدينة دمشق (24/ 18).
عن زهير أحاديث بواطيل كأنه سمعها من صدقة بن عبد الله فغلط فقلبها عن زهير)) (1)، وله عددٌ من الأوهام قال العقيلي:((في حديثه وهم)) (2)، فيتنبه لها، مات سنة ثلاث عشرة ومائتين، روى له الستة.
3 -
دراسةُ الإسناد والحكم عليه:
بينت رواية ابن منده أنّ عمرو بن أبي سلمة أخذ الحديث من صدقة السمين، ومعنى هذا أنَّ هذه الرواية ترجع إلى الرواية السابقة، وما فيها من عللٍ تقدّم الكلام عليها من: ضعفُ صدقة السمين، وتفرده بالحديث، واضطرابه فيه.
ومما يزيد هذا الإسناد ريبةً أنَّ أحداً من أصحاب الكتب المشهورة لم يروه!.
وأخرجه:
ابن قانع أيضاً في معجم الصحابة (3/ 179).
وأبو نعيم في معرفة الصحابة (1/ 273 معلقاً)(5/ 2718) قال: حَدَّثَنَا أبو أحمد الغطريفي.
كلاهما عن محمد بن هارون بن حميد قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن أبي عتاب الأعين قال: أخبرنا أبوحفص عمرو بن أبي سلمة التنيسي عن الهيثم بن حميد، عن أبي معيد حفص بن غيلان، عن زيد بن أسلم، عن وهب بن الأسود ابن خال النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: دخلتُ على
(1) تهذيب التهذيب (8/ 39).
(2)
ضعفاء العقيلي (3/ 272)، انظر من أوهامه: علل ابن أبي حَاتِم (رقم 713، 895، 1710، 2167، 2375 وغيرها).
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((ألا أنبئك بشيء من الربا))، قلتُ: بلى، قال:((الربا سبعون باباً، أدناها فجرة كاضطجاع الرجل مع أمه)).
2 -
دراسةُ رجال الإسناد:
- وهب بن الأسود يأتي الكلام عليه.
- زيد بن أسلم تقدمت ترجمته (1)،وهو: ثقة عالم، وكان يرسل.
- حفص بن غيلان تقدمت ترجمته قريباً وهو صدوق.
- - الهيثم بن حميد هو: الغساني مولاهم، فيه خلاف، واختار الذهبيّ وابن حجر أنه صدوق (2) وهو الأظهر.
- أبوحفص عمرو بن أبي سلمة التنيسي تقدمت ترجمته وهو: صدوق له أوهام وخاصةً عن زهير بن محمد، فقد اختلط عليه حديثه مع حديثه صدقة السمين.
- أبو بكر الأعين ثقة، وثقه ابن حبان، وأثنى عليه أحمد، وروى عنه كبار الحفاظ، وقال الذهبيّ:((الحافظ الثبت)) (3)، وقال ابن حجر:((صدوق))، مات سنة أربعين ومائتين، روى له مسلم في المقدمة والترمذي (4).
- محمد بن هارون بن حميد هو: أبو بكر البيع، قال الخطيب:((كان ثقة)) (5).
(1) ص: 40 من هذا البحث.
(2)
ذكر من تكلم فيه وهو موثق (ص 189 رقم 359)، تقريب التهذيب (ص 577 رقم 7362).
(3)
سير أعلام النبلاء (12/ 119).
(4)
تهذيب التهذيب (9/ 298)، تقريب التهذيب (ص 495 رقم 6126).
(5)
تاريخ بغداد (3/ 357).
3 -
دراسةُ الإسناد والحكم عليه:
يظهر لي أنّ هذا الإسناد من الأسانيد التي وهم فيها عمرو بن أبي سلمة التنيسي، وأنَّ هذه الرواية ترجع في الأصل إلى رواية صدقة السمين فالحديث يعرف به كما تقدم، وقد رواه عمرو في إحدى الروايات عنه.
وتقدم أيضاً أنّ عمرو اختلط عليه حديث زهير بن محمد مع حديثه عن صدقة السمين، فلا يبعد كذلك أن يختلط عليه هذا الحديث بدلالة اضطرابه فيه فتارةً يرويه عن عن الهيثم بن حميد، عن أبي معيد حفص بن غيلان، عن زيد بن أسلم، عن وهب بن الأسود ابن خال النبيّ صلى الله عليه وسلم مرفوعاً.
وتارةً عن أبي معيد حفص بن غيلان، عن زيد بن أسلم، عن وهب بن الأسود، عن أبيه الأسود بن وهب، خال رسول الله صلى الله عليه وسلم مرفوعاً.
وتارةً عن صدقة السمين عن أبي معيد.
فتبين مما سبق أنّ أصل الحديث يرجع إلى صدقة السمين وهو يضطرب في هذا الحديث اضطراباً شديداً كما يظهر من سياق الأسانيد، فتارةً يرويه عن وهب بن الأسود عن أبيه الأسود بن وهب، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وتارةً عن زيد بن أسلم، عن وهب بن الأسود ابن خال النبيّ صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وتارةً عن زيد بن أسلم، عن وهب بن الأسود، عن أبيه الأسود بن وهب، خال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
واضطرابه هذا جعل المؤلفين في معرفة الصحابة يضطربون في تحديد شخص الأسود هل هو: الأسود بن وهب أو وهب بن الأسود (1):
قال أبو نعيم: ((وهب بن الأسود القرشي، وقيل: الأسود بن وهب ابن خال النبي صلى الله عليه وسلم مختلفٌ في صحبته)).
وقال ابنُ الأثير: ((وهب بن الأسود
…
لا تصح له صحبة، وقيل فيه: الأسود بن وهب)) (2).
وقال العلائي: ((وهب بن الأسود القرشي ذكره ابن عبد البر في الصحابة وقال الصغاني: فيه نظر)) (3).
ولمّا ذكر ابن حجر وهب بن الأسود قال: ((تقدم في الأسود بن وهب)) (4).
وقد ورد في بعض الأحاديث أنّ الأسود بن وهب خال النبي صلى الله عليه وسلم ولم يصح منها شيء، والذي وقفت عليه:
1 -
حَدِيث عبد الله بن عمر، أخرجه: ابن الأعرابي في معجمه (2/ 544 رقم 1061) قال: حَدَّثَنَا إبراهيم بن الوليد، قال: أخبرنا غسان بن مالك قال: أخبرنا عنبسة بن عبد الرحمن القرشي قال: أخبرنا
(1) انظر: الجرح والتعديل (2/ 291 رقم 1065)، معجم الصحابة لابن قانع (1/ 19 - 20)، معرفة الصحابة (1/ 273، 5/ 2718)، الاستيعاب (1/ 90، 4/ 1560)، أسد الغابة (1/ 136، 5/ 472)، تلقيح فهوم أهل الأثر (ص 116)، الإصابة (1/ 77).
(2)
أسد الغابة (5/ 472).
(3)
جامع التحصيل (ص 296)، وانظر: تحفة التحصيل (ص 338).
(4)
الإصابة (6/ 622)
محمد بن رستم الثقفي قال: سمعت عبد الله بن عمر يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لخاله الأسود بن وهب: ((ألا أعلمك كلمات من يرد الله به خيرا يعلمهن إياه ثم لا ينسيه أبدا)) قال: بلى يا رسول الله قال: ((قل اللهم إني ضعيف فقو في رضاك ضعفي، وخذ إلى الخير بناصيتي
…
)) الحديث.
وهذا الإسناد باطل فعنبسة بن عبد الرحمن متروك رماه أبو حَاتِم بالوضع (1)، وغسان بن مالك قال عنه أبو حَاتِم:((أتيته ولم يقض لي السماع منه، وليس بقوي بين في حديثه الإنكار)) (2).
2 -
حَدِيث عائشة، أخرجه: ابن أبي الدنيا في مكارم الأخلاق (ص 122 رقم 407) قال: حدثني يعقوب بن عبيد قال: أخبرنا هشام بن عمار قال: أخبرنا يحيى بن حمزة قال: أخبرنا الحكم بن عبد الله عن القاسم عن عائشة رضي الله عنها قالت: استأذن الأسود بن وهب على رسول الله صلى الله عليه وسلم فبسط له رسول الله صلى الله عليه وسلم رداءه فقال: ((اجلس يا خال فإن الخال والد)) قالت وما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوه باسمه إلا يا خال.
وهذا الإسناد لا يصح فالحكم بن عبد الله هو الأيلي قال أبو زرعة: سمعت أحمد بن حنبل يقول: أحاديث الحكم بن عبد الله الأيلي موضوعة، قال أبو زرعة: والحكم بن عبد الله هذا هو الذي يحدث عنه يحيى بن حمزة تلك الأحاديث المنكرات وهو رجل متروك الحديث (3).
ورواه ابن شاهين في الأفراد (ص 189 رقم 1) من طريق عبد الله بن محمد بن ربيعة القُدَامي عن إبراهيم بن سعد عن أبيه عن القاسم بن
(1) معرفة الصحابة (5/ 2718).
(2)
الجرح والتعديل (7/ 50).
(3)
تاريخ مدينة دمشق (15/ 20).
محمد عن عائشة، قال ابن شاهين:((هذا حَدِيث غريب فرد من حَدِيث إبراهيم بن سعد عن أبيه، لا أعلم حدث به إلا القُدَامي)) والقدامي ضعيف، وقال الحاكم:((روى عن مالك أحاديث موضوعة)) (1).
ومن العجيب أنّ أحداً من المتقدمين ممن ألف في الرجال - وذكر معهم الصحابة - لم يذكر الأسود بن وهب أو وهب بن الأسود: كابن سعد، وخليفة بن خياط، والبخاري، وابن حبان وغيرهم، حتى ابن أبي حَاتِم لمّا ترجم له قال:((الأسود بن وهب روى عن النبي صلى الله عليه وسلم في الربا سبعون حوبا روى أبو معيد حفص بن غيلان عن وهب بن الأسود بن وهب عن أبيه)) (2). فلم يذكر ما يدل على صحبته كما هي عادته في الصحابة كأن يقول: له صحبة ونحو ذلك.
وأقدم من ذكره في الصحابة ابن قانع في كتابه "معجم الصحابة" وابن قانع تقدم أنه متكلم فيه وفي كثرة ما وقع له من الأوهام في معجمه هذا.
وخلاصة الكلام على الحديث أنه لا يصح، فمداره على صدقة السمين وهو ضعيف، وتفرد بالحديث، واضطرب فيه.
(1) لسان الميزان (3/ 334).
(2)
الجرح والتعديل (2/ 291 رقم 1065).