المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌[فصل فيما قيل من الأشعار في غزوة هوازن] - البداية والنهاية - ت التركي - جـ ٧

[ابن كثير]

فهرس الكتاب

- ‌[غَزْوَةُ هَوَازِنَ يَوْمَ حُنَيْنٍ]

- ‌[اسْتِعْدَادُ الْفَرِيقَيْنِ لِلْغَزْوَةِ]

- ‌[فَصْلٌ فِي كَيْفِيَّةِ الْوَقْعَةِ وَمَا كَانَ فِي أَوَّلِ الْأَمْرِ مِنَ الْفِرَارِ ثُمَّ كَانَتِ الْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ]

- ‌[هَزِيمَةُ هَوَازِنَ]

- ‌[أَمْرُ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم بِجَمْعِ الْغَنَائِمِ]

- ‌[مُرُورُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِالْمَرْأَةِ الَّتِي قَتَلَهَا خَالِدٌ]

- ‌[سَرِيَّةُ أَوْطَاسٍ]

- ‌[فَصْلٌ فِيمَنِ اسْتُشْهِدَ يَوْمَ حُنَيْنٍ وَسَرِيَّةِ أَوْطَاسٍ]

- ‌[فَصْلٌ فِيمَا قِيلَ مِنَ الْأَشْعَارِ فِي غَزْوَةِ هَوَازِنَ]

- ‌[غَزْوَةُ الطَّائِفِ]

- ‌[فِي مَرْجِعِهِ عليه الصلاة والسلام عَنِ الطَّائِفِ وَقِسْمَةِ غَنَائِمِ هَوَازِنَ الَّتِي أَصَابَهَا يَوْمَ حُنَيْنٍ]

- ‌[ذِكْرُ قُدُومِ مَالِكِ بْنِ عَوْفٍ النَّصْرِيِّ عَلَى الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم]

- ‌[اعْتِرَاضُ بَعْضِ الْجَهَلَةِ مِنْ أَهْلِ الشِّقَاقِ وَالنِّفَاقِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْقِسْمَةِ الْعَادِلَةِ بِالِاتِّفَاقِ]

- ‌[ذِكْرُ مَجِيءِ أُخْتِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الرَّضَاعَةِ إِلَيْهِ وَهُوَ بِالْجِعْرَانَةِ]

- ‌[عُمْرَةُ الْجِعْرَانَةِ]

- ‌[إِسْلَامُ كَعْبِ بْنِ زُهَيْرٍ وَذِكْرُ قَصِيدَتِهِ]

- ‌[الْحَوَادِثُ الْمَشْهُورَةُ سَنَةَ ثَمَانٍ مِنَ الْهِجْرَةِ]

- ‌[غَزْوَةُ تَبُوكَ]

- ‌[أَسْبَابُ الْغَزْوَةِ وَتَجْهِيزُ الْجَيْشِ]

- ‌[فَصْلٌ فِي مَنْ تَخَلَّفَ مَعْذُورًا مِنَ الْبَكَّائِينَ وَغَيْرِهِمْ]

- ‌[خُرُوجُ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم إِلَى تَبُوكَ وَخَلْفَهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَى أَهْلِهِ]

- ‌[ذِكْرُ مُرُورِهِ صلى الله عليه وسلم فِي ذَهَابِهِ إِلَى تَبُوكَ بِمَسَاكِنِ ثَمُودَ وَصَرْحَتِهِمْ بِالْحِجْرِ]

- ‌[ذِكْرُ خُطْبَتِهِ عليه الصلاة والسلام إِلَى تَبُوكَ]

- ‌[ذِكْرُ الصَّلَاةِ عَلَى مُعَاوِيَةَ بْنِ مُعَاوِيَةَ]

- ‌[قُدُومُ رَسُولِ قَيْصَرَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِتَبُوكَ]

- ‌[ذِكْرُ مُصَالَحَتِهِ عليه الصلاة والسلام مَلِكَ أَيْلَةَ وَأَهْلَ جَرْبَاءَ وَأَذْرُحَ]

- ‌[بَعْثُهُ عليه الصلاة والسلام خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ إِلَى أُكَيْدِرِ دَوْمَةَ]

- ‌[إِقَامَةُ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم بِتَبُوكَ]

- ‌[قِصَّةُ مَسْجِدِ الضِّرَارِ]

- ‌[ذِكْرُ أَقْوَامٍ تَخَلَّفُوا مِنَ الْعُصَاةِ]

- ‌[ذِكْرُ مَا كَانَ مِنَ الْحَوَادِثِ بَعْدَ رُجُوعِهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْمَدِينَةِ مُنْصَرَفَهُ مِنْ تَبُوكَ]

- ‌[قُدُومُ وَفْدِ ثَقِيفٍ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي رَمَضَانَ مِنْ سَنَةِ تِسْعٍ]

- ‌[ذِكْرُ مَوْتِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ]

- ‌[غَزْوَةُ تَبُوكَ آخِرُ غَزْوَةٍ غَزَاهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم]

- ‌[بَعْثُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ أَمِيرًا عَلَى الْحَجِّ سَنَةَ تِسْعٍ]

- ‌[الْأُمُورُ الْحَادِثَةُ سَنَةَ تِسْعٍ مِنَ الْهِجْرَةِ]

- ‌[كِتَابُ الْوُفُودِ الْوَارِدِينَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم]

- ‌[بِدَايَةُ مَقْدَمِ الْوُفُودِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم]

- ‌[حَدِيثٌ فِي فَضْلِ بَنِي تَمِيمٍ]

- ‌[وَفْدُ بَنِي عَبْدِ الْقَيْسِ]

- ‌[قِصَّةُ ثُمَامَةَ وَوَفْدِ بَنِي حَنِيفَةَ وَمَعَهُمْ مُسَيْلِمَةُ الْكَذَّابِ]

- ‌[وَفْدُ أَهْلِ نَجْرَانَ]

- ‌[وَفْدُ بَنِي عَامِرٍ وَقِصَّةُ عَامِرِ بْنِ الطُّفَيْلِ وَأَرْبَدَ بْنِ قَيْسٍ]

- ‌[قُدُومُ ضِمَامِ بْنِ ثَعْلَبَةَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَافِدًا عَلَى قَوْمِهِ بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ]

- ‌[قُدُومُ ضِمَامٍ الْأَسَدِيِّ]

- ‌[وَفْدُ طَيِّئٍ مَعَ زَيْدِ الْخَيْلِ]

- ‌[قِصَّةُ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ الطَّائِيِّ]

- ‌[قِصَّةُ دَوْسٍ وَالطُّفَيْلِ بْنِ عَمْرٍو]

- ‌[قُدُومُ الْأَشْعَرِيِّينَ وَأَهْلِ الْيَمَنِ]

- ‌[قِصَّةُ عُمَانَ وَالْبَحْرَيْنِ]

- ‌[وُفُودُ فَرْوَةَ بْنِ مُسَيْكٍ الْمُرَادِيِّ]

- ‌[قُدُومُ عَمْرِو بْنِ مَعْدِ يكَرِبَ فِي أُنَاسٍ مِنْ زُبَيْدٍ]

- ‌[قُدُومُ الْأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ فِي وَفْدِ كِنْدَةَ]

- ‌[قُدُومُ أَعْشَى بَنِي مَازِنٍ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم]

- ‌[قُدُومُ صُرَدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَزْدِيِّ فِي نَفَرٍ مِنْ قَوْمِهِ ثُمَّ وُفُودِ أَهِلِ جُرَشَ بَعْدَهُمْ]

- ‌[قُدُومُ رَسُولِ مُلُوكِ حِمْيَرَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم]

- ‌[قُدُومُ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيِّ وَإِسْلَامُهُ]

- ‌[وِفَادَةُ وَائِلِ بْنِ حُجْرِ بْنِ رَبِيعَةَ أَحَدِ مُلُوكِ الْيَمَنِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم]

- ‌[وِفَادَةُ لَقِيطِ بْنِ عَامِرٍ الْمُنْتَفِقِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم]

- ‌[وِفَادَةُ زِيَادِ بْنِ الْحَارِثِ الصُّدَائِيِّ رضي الله عنه]

- ‌[وِفَادَةُ الْحَارِثِ بْنِ حَسَّانٍ الْبَكْرِيِّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم]

- ‌[وِفَادَةُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَقِيلٍ مَعَ قَوْمِهِ]

- ‌[قُدُومُ طَارِقِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَأَصْحَابِهِ]

- ‌[قُدُومُ وَافِدِ فَرْوَةَ بْنِ عَمْرٍو الْجُذَامِيِّ صَاحِبِ بِلَادِ مُعَانَ بِإِسْلَامِهِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم]

- ‌[قُدُومُ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَإِخْبَارُهُ إِيَّاهُ بِأَمْرِ الْجَسَّاسَةِ وَمَا سَمِعَ مِنَ الدَّجَّالِ]

- ‌[وَفْدُ بَنِي أَسَدٍ]

- ‌[وَفْدُ بَنِي عَبْسٍ]

- ‌[وَفْدُ بَنِي فَزَارَةَ]

- ‌[وَفْدُ بَنِي مُرَّةَ]

- ‌[وَفْدُ بَنِي ثَعْلَبَةَ]

- ‌[وَفْدُ بَنِي مُحَارِبٍ]

- ‌[وَفْدُ بَنِي كِلَابٍ]

- ‌[وَفْدُ بَنِي رُؤَاسِ بْنِ كِلَابٍ]

- ‌[وَفْدُ بَنِي عُقَيْلِ بْنِ كَعْبٍ]

- ‌[وَفْدُ بَنِي قُشَيْرِ بْنِ كَعْبٍ]

- ‌[وَفْدُ بَنِي الْبَكَّاءِ]

- ‌[وَفْدُ كِنَانَةَ]

- ‌[وَفْدُ أَشْجَعَ]

- ‌[وَفْدُ بَاهِلَةَ]

- ‌[وَفْدُ بَنِي سُلَيْمٍ]

- ‌[وَفْدُ بَنِي هِلَالِ بْنِ عَامِرٍ]

- ‌[وَفْدُ بَنِي بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ]

- ‌[وَفْدُ بَنِي تَغْلِبَ]

- ‌[وِفَادَاتُ أَهْلِ الْيَمَنِ]

- ‌[وَفْدُ تُجِيبَ]

- ‌[وَفْدُ خَوْلَانَ]

- ‌[وَفْدُ جُعْفِيٍّ]

- ‌[وَفْدُ الصَّدِفِ]

- ‌[وَفْدُ خُشَيْنٍ]

- ‌[وَفْدُ بَنِي سَعْدٍ]

- ‌[وَافِدُ السِّبَاعِ]

- ‌[فَصْلٌ فِي قُدُومِ الْأَزْدِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم]

- ‌[وُفُودُ الْجِنِّ بِمَكَّةَ قَبْلَ الْهِجْرَةِ]

- ‌[سَنَةُ عَشْرٍ مِنَ الْهِجْرَةِ النَّبَوِيَّةِ]

- ‌[بَابُ بَعْثِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ]

- ‌[بَعْثُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْأُمَرَاءَ إِلَى أَهْلِ الْيَمَنِ]

- ‌[بَعْثُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ وَخَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ إِلَى الْيَمَنِ قَبْلَ حَجَّةِ الْوَدَاعِ]

- ‌[حَجَّةُ الْوَدَاعِ فِي سَنَةِ عَشْرٍ]

- ‌[حَجَّةُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم كَيْفَ كَانَتْ]

- ‌[بَيَانُ أَنَّهُ عليه الصلاة والسلام لَمْ يَحُجَّ مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَّا حَجَّةً وَاحِدَةً وَأَنَّهُ اعْتَمَرَ قَبْلَهَا ثَلَاثَ عُمَرٍ]

- ‌[تَارِيخُ خُرُوجِهِ عليه الصلاة والسلام مِنَ الْمَدِينَةِ لِحَجَّةِ الْوَدَاعِ]

- ‌[صِفَةُ خُرُوجِهِ عليه الصلاة والسلام مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى مَكَّةَ لِلْحَجِّ]

- ‌[صَلَاةُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِوَادِي الْعَقِيقِ]

- ‌[الْمَوْضِعُ الَّذِي أَهَلَّ مِنْهُ عليه الصلاة والسلام]

- ‌[بَسْطُ الْبَيَانِ لِمَا أَحْرَمَ بِهِ عليه الصلاة والسلام فِي حَجَّتِهِ هَذِهِ مِنَ الْإِفْرَادِ وَالتَّمَتُّعِ وَالْقِرَانِ]

- ‌[ذِكْرُ مَنْ قَالَ أَنَّهُ صلى الله عليه وسلم حَجَّ مُتَمَتِّعًا]

- ‌[ذِكْرُ حُجَّةِ مَنْ ذَهَبَ إِلَى أَنَّهُ عليه الصلاة والسلام كَانَ قَارِنًا وَسَرْدُ الْأَحَادِيثِ فِي ذَلِكَ]

- ‌[الْجَمْعُ بَيْنَ الرِّوَايَاتِ الَّتِي قَالَتْ أَنَّ النَّبِيَّ أَفْرَدَ بِالْحَجِّ وَالرِّوَايَاتِ الَّتِي قَالَتْ أَنَّهُ حَجَّ قَارِنًا]

- ‌[الْجَوَابُ عَنْ حَدِيثِ الطَّيَالِسِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ نَهَى أَنْ يُجْمَعَ بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ]

- ‌[ذِكْرُ مُسْتَنَدِ مَنْ قَالَ أَنَّهُ عليه الصلاة والسلام أَطْلَقَ الْإِحْرَامَ وَلَمْ يُعَيِّنْ حَجًّا وَلَا عُمْرَةً أَوَّلًا]

- ‌[ذِكْرُ تَلْبِيَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم]

- ‌[فَصْلٌ فِي إِيرَادِ حَدِيثِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه فِي حَجَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم]

- ‌[ذِكْرُ الْأَمَاكِنِ الَّتِي صَلَّى فِيهَا رَسُولُ اللَّهِ وَهُوَ ذَاهِبٌ مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى مَكَّةَ فِي عُمْرَتِهِ وَحَجَّتِهِ]

- ‌[بَابُ دُخُولِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِلَى مَكَّةَ]

- ‌[صِفَةُ طَوَافِهِ صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ]

- ‌[ذِكْرُ رَمَلِهِ عليه الصلاة والسلام فِي طَوَافِهِ وَاضْطِبَاعِهِ]

- ‌[ذِكْرُ طَوَافِهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ]

- ‌[دَلَالَةُ مَنْ ذَهَبَ إِلَى أَنَّ السَّعْيَ أَرْبَعَةَ عَشَرَ وَالرَّدُّ عَلَيْهِمْ]

- ‌[نَقْلُ الْخِلَافِ فِيمَنْ لَمْ يَسُقِ الْهَدْيَ هَلْ لَهُ فَسْخٌ أَمْ لَا]

- ‌[نُزُولُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِالْأَبْطَحِ شَرْقِيَّ مَكَّةَ]

- ‌[قُدُومُ عَلِيٍّ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِالْأَبْطَحِ وَإِيجَادُهُ فَاطِمَةَ قَدْ حَلَّتْ]

- ‌[رُكُوبُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَاصِدًا إِلَى مِنًى قَبْلَ الزَّوَالِ]

- ‌[مَا حُفِظَ مِنْ دُعَائِهِ، عليه الصلاة والسلام وَهُوَ وَاقِفٌ بِعَرَفَةَ]

- ‌[ذِكْرُ مَا نَزَلْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْوَحْيِ الْمُنِيفِ وَهُوَ وَاقِفٌ بِعَرَفَةَ]

- ‌[ذِكْرُ إِفَاضَتِهِ عليه الصلاة والسلام، مِنْ عَرَفَاتٍ إِلَى الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ]

- ‌[تَقْدِيمُهُ صلى الله عليه وسلم الضَّعَفَةَ مِنْ أَهْلِهِ بِاللَّيْلِ فَيَقِفُونَ بِالْمُزْدَلِفَةِ وَيَدْعُونَ وَيُقَدِّمُ إِذَا غَابَ الْقَمَرُ]

- ‌[ذِكْرُ تَلْبِيَتِهِ عليه الصلاة والسلام بِالْمُزْدَلِفَةِ]

- ‌[وُقُوفُهُ عليه السلام بِالْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَدَفْعُهُ مِنَ الْمُزْدَلِفَةِ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَإِيضَاعُهُ فِي وَادِي مُحَسِّرٍ]

- ‌[ذِكْرُ رَمْيِهِ عليه الصلاة والسلام جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ وَحْدَهَا يَوْمَ النَّحْرِ وَكَيْفَ رَمَاهَا وَمَتَى رَمَاهَا]

- ‌[انْصِرَافُ النَّبِيِّ إِلَى الْمَنْحَرِ وَنَحْرُهُ ثَلَاثًا وَسِتِّينَ بِيَدِهِ]

- ‌[صِفَةُ حَلْقِهِ رَأْسَهُ الْكَرِيمَ عَلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ أَفْضَلُ الصَّلَاةِ وَالتَّسْلِيمِ]

- ‌[فِي لُبْسِهِ صلى الله عليه وسلم ثِيَابِهِ وَتَطَيُّبِهِ بَعْدَ رَمْيِهِ جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ]

- ‌[ذِكْرُ إِفَاضَتِهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ]

- ‌[اكْتِفَاءُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِالطَّوَافِ الْأَوَّلِ]

- ‌[رُجُوعُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِلَى مِنًى بَعْدَ مَا صَلَّى الظُّهْرَ بِمَكَّةَ]

- ‌[خُطْبَةُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَيَّامَ مِنًى]

- ‌[نُزُولُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِمِنًى حَيْثُ الْمَسْجِدُ الْيَوْمَ]

- ‌[الْأَحَادِيثِ الدَّالَّةِ عَلَى أَنَّهُ عليه السلام خَطَبَ النَّاسَ بِمِنًى فِي الْيَوْمِ الثَّانِي مِنْ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ]

- ‌[ذِكْرُ إِيرَادِ حَدِيثٍ فِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَزُورُ الْبَيْتَ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ لَيَالِي مِنًى]

- ‌[تَسْمِيَةُ أَيَّامِ الْحَجِّ]

- ‌[خُرُوجُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِنْ أَسْفَلِ مَكَّةَ]

- ‌[إِيرَادُ الْحَدِيثِ الدَّالِّ عَلَى أَنَّهُ عليه الصلاة والسلام خَطَبَ بِمَكَانٍ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ مَرْجِعَهُ مِنْ حَجَّةِ الْوَدَاعِ]

الفصل: ‌[فصل فيما قيل من الأشعار في غزوة هوازن]

وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ وَالْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ وَخَالَفَهُمُ الْجُمْهُورُ مُسْتَدِلِّينَ بِحَدِيثِ بَرِيرَةَ، حَيْثُ بِيعَتْ ثُمَّ خُيِّرَتْ فِي فَسْخِ نِكَاحِهَا أَوْ إِبْقَائِهِ، فَلَوْ كَانَ بَيْعُهَا طَلَاقًا لَهَا لَمَا خُيِّرَتْ، وَقَدْ تَقَصَّيْنَا الْكَلَامَ عَلَى ذَلِكَ فِي " التَّفْسِيرِ " بِمَا فِيهِ كِفَايَةٌ، وَسَنَذْكُرُهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ فِي " الْأَحْكَامِ الْكَبِيرِ ". وَقَدِ اسْتَدَلَّ جَمَاعَةٌ مِنَ السَّلَفِ عَلَى إِبَاحَةِ الْأَمَةِ الْمُشْرِكَةِ بِهَذَا الْحَدِيثِ فِي سَبَايَا أَوْطَاسٍ، وَخَالَفَهُمُ الْجُمْهُورُ، وَقَالُوا: هَذِهِ قَضِيَّةُ عَيْنٍ، فَلَعَلَّهُنَّ أَسْلَمْنَ أَوْ كُنَّ كِتَابِيَّاتٍ، وَمَوْضِعُ تَقْرِيرِ ذَلِكَ فِي " الْأَحْكَامِ الْكَبِيرِ " إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى.

[فَصْلٌ فِيمَنِ اسْتُشْهِدَ يَوْمَ حُنَيْنٍ وَسَرِيَّةِ أَوْطَاسٍ]

أَيْمَنُ ابْنُ أُمِّ أَيْمَنَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ أَيْمَنُ بْنُ عُبَيْدٍ وَيَزِيدُ بْنُ زَمْعَةَ بْنِ الْأَسْوَدِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ أَسَدٍ جَمَحَ بِهِ فَرَسُهُ الَّذِي يُقَالُ لَهُ: الْجَنَاحُ. فَمَاتَ وَسُرَاقَةُ بْنُ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَدِيٍّ الْأَنْصَارِيُّ مِنْ بَنِي الْعَجْلَانِ، وَأَبُو عَامِرٍ الْأَشْعَرِيُّ أَمِيرُ سَرِيَّةِ أَوْطَاسٍ، فَهَؤُلَاءِ أَرْبَعَةٌ، رضي الله عنهم.

ص: 50

[فَصْلٌ فِيمَا قِيلَ مِنَ الْأَشْعَارِ فِي غَزْوَةِ هَوَازِنَ]

فَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ بُجَيْرِ بْنِ زُهَيْرِ بْنِ أَبِي سُلْمَى:

لَوْلَا الْإِلَهُ وَعَبْدُهُ وَلَّيْتُمُ

حِينَ اسْتَخَفَّ الرُّعْبُ كُلَّ جَبَانِ

بِالْجِزْعِ يَوْمَ حَبَا لَنَا أَقْرَانُنَا

وَسَوَابِحُ يَكْبُونَ لِلْأَذْقَانِ

مِنْ بَيْنِ سَاعٍ ثَوْبُهُ فِي كَفِّهِ

وَمُقَطَّرٍ بِسَنَابِكَ وَلَبَانِ

وَاللَّهُ أَكْرَمَنَا وَأَظْهَرَ دِينَنَا

وَأَعَزَّنَا بِعِبَادَةِ الرَّحْمَنِ

وَاللَّهُ أَهْلَكَهُمْ وَفَرَّقَ جَمْعَهُمْ

وَأَذَلَّهُمْ بِعِبَادَةِ الشَّيْطَانِ

قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: وَيَرْوِي فِيهَا بَعْضُ الرُّوَاةِ:

إِذْ قَامَ عَمُّ نَبِيِّكُمْ وَوَلِيُّهُ

يَدْعُونَ يَا لَكَتِيبَةِ الْإِيمَانِ

أَيْنَ الَّذِينَ هُمُ أَجَابُوا رَبَّهُمْ

يَوْمَ الْعُرَيْضِ وَبَيْعَةِ الرِّضْوَانِ

ص: 50

وَقَالَ عَبَّاسُ بْنُ مِرْدَاسٍ السُّلَمِيُّ:

فَإِنِّي وَالسَّوَابِحُ يَوْمَ جَمْعٍ

وَمَا يَتْلُو الرَّسُولُ مِنَ الْكِتَابِ

لَقَدْ أَحْبَبْتُ مَا لَقِيَتْ ثَقِيفٌ

بِجَنْبِ الشِّعِبِ أَمْسِ مِنَ الْعَذَابِ

هُمُ رَأْسُ الْعَدُوِّ مِنْ أَهْلِ نَجْدٍ

فَقَتْلُهُمُ أَلَذُّ مِنَ الشَّرَابِ

هَزَمْنَا الْجَمْعَ جَمْعَ بَنِي قَسِيٍّ

وَحَكَّتْ بَرْكَهَا بِبَنِي رِئَابِ

وَصِرْمًا مِنْ هِلَالٍ غَادَرَتْهُمْ

بِأَوْطَاسٍ تُعَفَّرُ بِالتُّرَابِ

وَلَوْ لَاقَيْنَ جَمْعَ بَنِي كِلَابٍ

لَقَامَ نِسَاؤُهُمْ وَالنَّقْعُ كَابِي

رَكَضْنَا الْخَيْلَ فِيهِمْ بَيْنَ بُسٍّ

إِلَى الْأَوْرَالِ تَنْحِطُ بِالنَّهَابِ

بِذِي لَجَبٍ رَسُولُ اللَّهِ فِيهِمْ

كَتِيبَتُهُ تَعَرَّضُ لِلضِّرَابِ

وَقَالَ عَبَّاسُ بْنُ مِرْدَاسٍ أَيْضًا:

ص: 52

يَا خَاتَمَ النُّبَآءِ إِنَّكَ مُرْسَلٌ

بِالْحَقِّ، كُلُّ هُدَى السَّبِيلِ هُدَاكَا

إِنَّ الْإِلَهَ بَنَى عَلَيْكَ مَحَبَّةً

فِي خَلْقِهِ وَمُحَمَّدًا سَمَّاكَا

ثُمَّ الَّذِينَ وَفَوْا بِمَا عَاهَدْتَهُمْ

جُنْدٌ بَعَثْتَ عَلَيْهِمُ الضَّحَّاكَا

رَجُلًا بِهِ ذَرَبُ السِّلَاحِ كَأَنَّهُ

لَمَّا تَكَنَّفَهُ الْعَدُوُّ يَرَاكَا

يَغْشَى ذَوِي النَّسَبِ الْقَرِيبِ وَإِنَّمَا

يَبْغِي رِضَا الرَّحْمَنِ ثُمَّ رِضَاكَا

أُنْبِيكَ أَنِّي قَدْ رَأَيْتُ مَكَرَّهُ

تَحْتَ الْعَجَاجَةِ يَدْمَغُ الْإِشْرَاكَا

طَوْرًا يُعَانِقُ بِالْيَدَيْنِ وَتَارَةً

يَفْرِي الْجَمَاجِمَ صَارِمًا بَتَّاكَا

يَغْشَى بِهِ هَامَ الْكَمَاةِ وَلَوْ تَرَى

مِنْهُ الَّذِي عَايَنْتُ كَانَ شِفَاكَا

وَبَنُو سُلَيْمٍ مُعْنِقُونَ أَمَامَهُ

ضَرْبًا وَطَعْنًا فِي الْعَدُوِّ دِرَاكًا

يَمْشُونَ تَحْتَ لِوَائِهِ وَكَأَنَّهُمْ

أُسْدُ الْعَرِينِ أَرَدْنَ ثَمَّ عِرَاكَا

مَا يَرْتَجُونَ مِنَ الْقَرِيبِ قَرَابَةً

إِلَّا لِطَاعَةِ رَبِّهِمْ وَهَوَاكَا

هَذِي مَشَاهِدُنَا الَّتِي كَانَتْ لَنَا

مَعْرُوفَةً وَوَلِيُّنَا مَوْلَاكَا

ص: 53

وَقَالَ عَبَّاسُ بْنُ مِرْدَاسٍ أَيْضًا:

عَفَا مِجْدَلٌ مِنْ أَهْلِهِ فَمُتَالِعُ

فَمِطْلَى أَرِيكٍ قَدْ خَلَا فَالْمَصَانِعُ

دِيَارٌ لَنَا يَا جُمْلُ إِذْ جُلُّ عَيْشِنَا

رَخِيٌّ وَصَرْفُ الدَّهْرِ لِلْحَيِّ جَامِعُ

حُبَيِّبَةٌ أَلْوَتْ بِهَا غُرْبَةُ النَّوَى

لِبَيْنٍ فَهَلْ مَاضٍ مِنَ الْعَيْشِ رَاجِعُ

فَإِنْ تَبْتَغِي الْكُفَّارَ غَيْرَ مَلُومَةٍ

فَإِنِّي وَزِيرٌ لِلنَّبِيِّ وَتَابِعُ

دَعَانَا إِلَيْهِ خَيْرُ وَفْدٍ عَلِمْتُمْ

خُزَيْمَةُ وَالْمَرَّارُ مِنْهُمْ وَوَاسِعُ

فَجِئْنَا بِأَلْفٍ مِنْ سُلَيْمٍ عَلَيْهِمُ

لَبُوسٌ لَهُمْ مِنْ نَسْجِ دَاوُدَ رَائِعُ

نُبَايِعُهُ بِالْأَخْشَبَيْنِ وَإِنَّمَا

يَدُ اللَّهِ بَيْنَ الْأَخْشَبَيْنِ نُبَايِعُ

فَجُسْنَا مَعَ الْمَهْدِيِّ مَكَّةَ عَنْوَةً

بِأَسْيَافِنَا وَالنَّقْعُ كَابٍ وَسَاطِعُ

عَلَانِيَةً وَالْخَيْلُ يَغْشَى مُتُونَهَا

حَمِيمٌ وَآنٍ مِنْ دَمِ الْجَوْفِ نَاقِعُ

وَيْوَمَ حُنَيْنٍ حِينَ سَارَتْ هَوَازِنُ

إِلَيْنَا وَضَاقَتْ بِالنُّفُوسِ الْأَضَالِعُ

ص: 54

صَبَرْنَا مَعَ الضَّحَّاكِ لَا يَسْتَفِزُّنَا

قِرَاعُ الْأَعَادِي مِنْهُمُ وَالْوَقَائِعُ

أَمَامَ رَسُولِ اللَّهِ يَخْفِقُ فَوْقَنَا

لِوَاءٌ كَخُذْرُوفِ السَّحَابَةِ لَامَعُ

عَشِيَّةَ ضَحَّاكُ بْنُ سُفْيَانَ مُعْتَصٍ

بِسَيْفِ رَسُولِ اللَّهِ وَالْمَوْتُ كَانِعُ

نَذُودُ أَخَانَا عَنْ أَخِينَا وَلَوْ نَرَى

مَصَالًا لَكُنَّا الْأَقْرَبِينَ نُتَابِعُ

وَلَكِنَّ دِينَ اللَّهِ دِينَ مُحَمَّدٍ

رَضِينَا بِهِ فِيهِ الْهُدَى وَالشَّرَائِعُ

أَقَامَ بِهِ بَعْدَ الضَّلَالَةِ أَمْرَنَا

وَلَيْسَ لِأَمْرٍ حَمَّهُ اللَّهُ دَافِعُ

وَقَالَ عَبَّاسٌ أَيْضًا:

تَقَطَّعَ بَاقِي وَصْلِ أُمِّ مُؤَمَّلِ

بِعَاقِبَةٍ وَاسْتَبْدَلَتْ نِيَّةً خُلْفَا

وَقَدْ حَلَفَتْ بِاللَّهِ لَا تَقْطَعُ الْقُوَى

فَمَا صَدَقَتْ فِيهِ وَلَا بَرَّتِ الْحَلْفَا

خُفَافِيَّةٌ بَطْنُ الْعَقِيقِ مَصِيفُهَا

وَتَحْتَلُّ فِي الْبَادِينَ وَجْرَةَ فَالْعُرْفَا

ص: 55

فَإِنْ تَتَبَعِ الْكُفَّارَ أُمُّ مُؤَمَّلٍ

فَقَدْ زَوَّدَتْ قَلْبِي عَلَى نَأْيِهَا شَغْفًا

وَسَوْفَ يُنَبِّئُهَا الْخَبِيرُ بِأَنَّنَا

أَبَيْنَا وَلَمْ نَطْلُبْ سِوَى رَبِّنَا حِلْفًا

وَأَنَّا مَعَ الْهَادِي النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ

وَفِينَا وَلَمْ يَسْتَوْفِهَا مَعْشَرٌ أَلْفَا

بِفِتْيَانِ صِدْقٍ مِنْ سُلَيْمٍ أَعِزَّةٍ

أَطَاعُوا فَمَا يَعْصُونَ مِنْ أَمْرِهِ حَرْفًا

خُفَافٌ وَذَكْوَانٌ وَعَوْفٌ تَخَالُهُمْ

مَصَاعِبَ زَافَتْ فِي طَرُوقَتِهَا كُلْفَا

كَأَنَّ النَّسِيجَ الشُّهْبَ وَالْبِيضَ مُلْبَسٌ

أُسُودًا تَلَاقَتْ فِي مَرَاصِدِهَا غُضْفَا

بِنَا عَزَّ دِينُ اللَّهِ غَيْرَ تَنَحُّلٍ

وَزِدْنَا عَلَى الْحَيِّ الَّذِي مَعَهُ ضِعْفَا

بِمَكَّةَ إِذْ جِئْنَا كَأَنَّ لِوَاءَنَا

عُقَابٌ أَرَادَتْ بَعْدَ تَحْلِيقِهَا خَطْفَا

عَلَى شُخَّصِ الْأَبْصَارِ تَحْسِبُ بَيْنَهَا

إِذَا هِيَ جَالَتْ فِي مَرَاوِدِهَا عَزْفًا

غَدَاةَ وَطِئْنَا الْمُشْرِكِينَ وَلَمْ نَجِدْ

لِأَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ عَدْلًا وَلَا صَرْفَا

بِمُعْتَرَكٍ لَا يَسْمَعُ الِقَوْمُ وَسْطَهُ

لَنَا زَجْمَةً إِلَّا التَّذَامُرَ وَالنَّقْفَا

بِبِيضٍ تُطِيرُ الْهَامَ عَنْ مُسْتَقَرِّهَا

وَنَقْطِفُ أَعْنَاقَ الْكَمَاةِ بِهَا قَطْفَا

ص: 56

فَكَائِنْ تَرَكْنَا مِنْ قَتِيلٍ مُلَحَّبٍ

وَأَرْمَلَةٍ تَدْعُو عَلَى بَعْلِهَا لَهْفَا

رِضَا اللَّهِ نَنْوِي لَا رِضَا النَّاسِ نَبْتَغِي

وَلِلَّهِ مَا يَبْدُو جَمِيعًا وَمَا يَخْفَى

وَقَالَ عَبَّاسُ بْنُ مِرْدَاسٍ أَيْضًا:

مَا بَالُ عَيْنِكَ فِيهَا عَائِرٌ سَهِرُ

مِثْلُ الْحَمَاطَةِ أَغْضَى فَوْقَهَا الشُّفُرُ

عَيْنٌ تَأَوَّبَهَا مِنْ شَجْوِهَا أَرَقٌ

فَالْمَاءُ يَغْمُرُهَا طَوْرًا وَيَنْحَدِرُ

كَأَنَّهُ نَظْمُ دُرٍّ عِنْدَ نَاظِمِهِ

تَقَطَّعَ السِّلْكُ مِنْهُ فَهْوَ مُنْتَثِرُ

يَا بُعْدَ مَنْزِلِ مَنْ تَرْجُو مَوَدَّتَهُ

وَمَنْ أَتَى دُونَهُ الصَّمَّانُ فَالْحَفَرُ

دَعْ مَا تَقَدَّمَ مِنْ عَهْدِ الشَّبَابِ فَقَدْ

وَلَّى الشَّبَابُ وَزَارَ الشَّيْبُ وَالزَّعَرُ

وَاذْكُرْ بَلَاءَ سُلَيْمٍ فِي مَوَاطِنِهَا

وَفِي سُلَيْمٍ لِأَهْلِ الِفَخْرِ مُفْتَخَرُ

قَوْمٌ هُمُ نَصَرُوا الرَّحْمَنَ وَاتَّبَعُوا

دِينَ الرَّسُولِ وَأَمْرُ النَّاسِ مُشْتَجَرُ

لَا يَغْرِسُونَ فَسِيلَ النَّخْلِ وَسْطَهُمُ

وَلَا تَخَاوَرُ فِي مَشْتَاهُمُ الْبَقَرُ

ص: 57

إِلَّا سَوَابِحَ كَالْعِقْبَانِ مَقْرُبَةً

فِي دَارَةٍ حَوْلَهَا الْأَخْطَارُ وَالْعَكَرُ

تُدْعَى خُفَافٌ وَعَوْفٌ فِي جَوَانِبِهَا

وَحَيُّ ذَكْوَانَ لَا مَيْلٌ وَلَا ضُجُرُ

الضَّارِبُونَ جُنُودَ الشِّرْكِ ضَاحِيَةً

بِبَطْنِ مَكَّةَ وَالْأَرْوَاحُ تُبْتَدَرُ

حَتَّى دَفَعْنَا وَقَتْلَاهُمْ كَأَنَّهُمُ

نَخْلٌ بِظَاهِرَةِ الْبَطْحَاءِ مُنْقَعِرُ

وَنَحْنُ يَوْمَ حُنَيْنٍ كَانَ مَشْهَدُنَا

لِلدِّينِ عِزًّا وَعِنْدَ اللَّهِ مُدَّخَرُ

إِذْ نَرْكَبُ الْمَوْتَ مُخْضَرًّا بَطَائِنُهُ

وَالْخَيْلُ يَنْجَابُ عَنْهَا سَاطِعٌ كَدِرُ

تَحْتَ اللِّوَاءِ مَعَ الضَّحَّاكِ يَقْدُمُنَا

كَمَا مَشَى اللَّيْثُ فِي غَابَاتِهِ الْخَدِرُ

فِي مَأْزَقٍ مِنْ مَجَرِّ الْحَرْبِ كَلْكَلُهَا

تَكَادُ تَأْفُلُ مِنْهُ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ

وَقَدْ صَبَرْنَا بِأَوْطَاسٍ أَسِنَّتَنَا

لِلَّهِ نَنْصُرُ مَنْ شِئْنَا وَنَنْتَصِرُ

حَتَّى تَأَوَّبَ أَقْوَامٌ مَنَازِلَهُمْ

لَوْلَا الْمَلِيكُ وَلَوْلَا نَحْنُ مَا صَدَرُوا

فَمَا تَرَى مَعْشَرًا قَلُّوا وَلَا كَثُرُوا

إِلَّا قَدْ أَصْبَحَ مِنَّا فِيهِمُ أَثَرُ

ص: 58

وَقَالَ عَبَّاسٌ أَيْضًا:

يَا أَيُّهَا الرَّجُلُ الَّذِي تَهْوِي بِهِ

وَجْنَاءُ مُجْمَرَةُ الْمَنَاسِمِ عِرْمِسُ

إِمَّا أَتَيْتَ عَلَى النَّبِيِّ فَقُلْ لَهُ

حَقًّا عَلَيْكَ إِذَا اطْمَأَنَّ الْمَجْلِسُ

يَا خَيْرَ مَنْ رَكِبَ الْمَطِيَّ وَمَنْ مَشَى

فَوْقَ التُّرَابِ إِذَا تُعَدُّ الْأَنْفُسُ

إِنَّا وَفَيْنَا بِالَّذِي عَاهَدْتَنَا

وَالْخَيْلُ تُقْدَعُ بِالْكُمَاةِ وَتُضْرَسُ

إِذْ سَالَ مِنْ أَفْنَاءِ بُهْثَةَ كُلِّهَا

جَمْعٌ تَظَلُّ بِهِ الْمَخَارِمُ تَرْجُسُ

حَتَّى صَبَحْنَا أَهْلَ مَكَّةَ فَيْلَقًا

شَهْبَاءَ يَقْدُمُهَا الْهُمَامُ الْأَشْوَسُ

مِنْ كُلِّ أَغْلَبَ مِنْ سُلَيْمٍ فَوْقَهُ

بَيْضَاءُ مُحْكَمَةُ الدِّخَالِ وَقَوْنَسُ

يَرْوِي الْقَنَاةَ إِذَا تَجَاسَرَ فِي الْوَغَى

وَتَخَالُهُ أَسَدًا إِذَا مَا يَعْبِسُ

يَغْشَى الْكَتِيبَةَ مُعْلِمًا وَبِكَفِّهِ

عَضْبٌ يَقُدُّ بِهِ وَلَدْنٌ مِدْعَسُ

ص: 59

وَعَلَى حُنَيْنٍ قَدْ وَفَى مِنْ جَمْعِنَا

أَلْفٌ أُمِدَّ بِهِ الرَّسُولُ عَرَنْدَسُ

كَانُوا أَمَامَ الْمُؤْمِنِينَ دَرِيئَةً

وَالشَّمْسُ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهِمْ أَشْمَسُ

نَمْضِي وَيَحْرُسُنَا الْإِلَهُ بِحِفْظِهِ

وَاللَّهُ لَيْسَ بِضَائِعٍ مَنْ يَحْرُسُ

وَلَقَدْ حُبِسْنَا بِالْمَنَاقِبِ مَحْبِسًا

رَضِيَ الْإِلَهُ بِهِ فَنِعْمَ الْمَحْبِسُ

وَغَدَاةَ أَوْطَاسٍ شَدَدْنَا شَدَّةً

كَفَتِ الْعَدُوَّ وَقِيلَ مِنْهَا يَا احْبِسُوا

تَدْعُو هَوَازِنُ بِالْإِخَاوَةِ بَيْنَنَا

ثَدْيٌ تَمُدُّ بِهِ هَوَازِنُ أَيْبَسُ

حَتَّى تَرَكْنَا جَمْعَهُمْ وَكَأَنَّهُ

عَيْرٌ تَعَاقَبُهُ السِّبَاعُ مُفَرَّسُ

وَقَالَ أَيْضًا، رضي الله عنه:

فَمَنْ مُبْلِغُ الْأَقْوَامِ أَنَّ مُحَمَّدًا

رَسُولَ الْإِلَهِ رَاشِدٌ حَيْثُ يَمَّمَا

دَعَا رَبَّهُ وَاسْتَنْصَرَ اللَّهَ وَحْدَهُ

فَأَصْبَحَ قَدْ وَفَّى إِلَيْهِ وَأَنْعَمَا

سَرَيْنَا وَوَاعَدْنَا قَدَيْدًا مُحَمَّدًا

يَؤُمُّ بِنَا أَمْرًا مِنَ اللَّهِ مُحْكَمَا

ص: 60

تَمَارَوْا بِنَا فِي الْفَجْرِ حَتَّى تَبَيَّنُوا

مَعَ الْفَجْرِ فِتْيَانًا وَغَابًا مُقَوَّمَا

عَلَى الْخَيْلِ مَشْدُودًا عَلَيْنَا دُرُوعُنَا

وَرَجْلًا كَدُفَّاعِ الْأَتِيِّ عَرَمْرَمَا

فَإِنَّ سَرَاةَ الْحَيِّ إِنْ كُنْتَ سَائِلًا

سُلَيْمٌ وَفِيهِمْ مِنْهُمُ مَنْ تَسَلَّمَا

وَجُنْدٌ مِنَ الْأَنْصَارِ لَا يَخْذُلُونَهُ

أَطَاعُوا فَمَا يَعْصُونَهُ مَا تَكَلَّمَا

فَإِنْ تَكُ قَدْ أَمَّرْتَ فِي الْقَوْمِ خَالِدًا

وَقَدَّمْتَهُ فَإِنَّهُ قَدْ تَقَدَّمَا

بِجُنْدٍ هَدَاهُ اللَّهُ أَنْتَ أَمِيرُهُ

تُصِيبُ بِهِ فِي الْحَقِّ مَنْ كَانَ أَظْلَمَا

حَلَفْتُ يَمِينًا بَرَّةً لِمُحَمَّدٍ

فَأَكْمَلْتُهَا أَلْفًا مِنَ الْخَيْلِ مُلْجَمَا

وَقَالَ نَبِيُّ الْمُؤْمِنِينَ تَقَدَّمُوا

وَحُبَّ إِلَيْنَا أَنْ نَكُونَ الْمُقَدَّمَا

وَبِتْنَا بِنَهِيِ الْمُسْتَدِيرِ وَلَمْ يَكُنْ

بِنَا الْخَوْفُ إِلَّا رَغْبَةً وَتَحَزُّمَا

أَطَعْنَاكَ حَتَّى أَسْلَمَ النَّاسُ كُلُّهُمْ

وَحَتَّى صَبَحْنَا الْجَمْعَ أَهْلَ يَلَمْلَمَا

يَضِلُّ الْحِصَانُ الْأَبْلَقُ الْوَرْدُ وَسْطَهُ

وَلَا يَطْمَئِنُّ الشَّيْخُ حَتَّى يُسَوَّمَا

ص: 61

سَمَوْنَا لَهُمْ وِرْدَ الْقَطَا زَفَّهُ ضُحًى

وَكُلٌّ تَرَاهُ عَنْ أَخِيهِ قَدَ احْجَمَا

لَدُنْ غُدْوَةٍ حَتَّى تَرَكْنَا عَشِيَّةً

حُنَيْنًا وَقَدْ سَالَتْ دَوَافِعُهُ دَمَا

إِذَا شِئْتَ مِنْ كُلٍّ رَأَيْتَ طِمِرَّةً

وَفَارِسَهَا يَهْوِي وَرُمْحًا مُحَطَّمَا

وَقَدْ أَحْرَزَتْ مِنَّا هَوَازِنُ سَرْبَهَا

وَحُبَّ إِلَيْهَا أَنْ نَخِيبَ وَنُحْرَمَا

هَكَذَا أَوْرَدَ الْإِمَامُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ هَذِهِ الْقَصَائِدَ مَنْ شِعْرِ عَبَّاسِ بْنِ مِرْدَاسٍ السُّلَمِيِّ رضي الله عنه، وَقَدْ تَرَكْنَا بَعْضَ مَا أَوْرَدَهُ مِنَ الْقَصَائِدِ خَشْيَةَ الْإِطَالَةِ وَخَوْفِ الْمَلَالَةِ، ثُمَّ أَوْرَدَ مِنْ شِعْرِ غَيْرِهِ أَيْضًا، وَقَدْ حَصَلَ مَا فِيهِ كِفَايَةٌ مِنْ ذَلِكَ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

ص: 62